رواية هيلينا الفصل الثامن8بقلم ليلي مظلوم



رواية هيلينا 

الفصل الثامن

بقلم ليلي مظلوم 

-بصراحة تامة أنا أشك بخيانة زوجي لي !!فلا أعلم إن كنت ستريح قلبي أم تزيده شكا ..


وسكت سامي للحظات فهو يدرك جيدا أن هادي قد تعرف إلى إحداهن منذ فترة ..وهي لا تحبه بل تدعي ذلك لتأخذ منه المال بطريقة دنيئة ..وهو وقع في فخها ..مع أن زوجته امرأة جميلة وتحبه ولا تريد منه إلا الحب الحقيقي ..وسامي يعرف نوع الفتاة التي يحبها هادي جيدا ..فزوجته كذلك ولا يرضيها إلا المال ..فقال لنفسه :لا بد     وأن أنهي الإتصال وألا أتحدث ثانية مع هيلينا ..لا أريد أن أسبب لها الأذى من حيث لا أدري ..وفي النهاية فهادي يبقى صديقي ..لذلك قال لها: هادي ليس هنا يا سيدة هيلينا ..ولكني أظن أنه سيحضر بعد قليل ..ربما ذهب إلى أحد أصدقائنا الآخرين ..وأرجو ألا تدخليني في مشاكلك الخاصة معه ..


-ولكنك قلت لي أنك ستكون إلى جانبي ..ما الذي تغير الآن ؟؟


-نعم ..قصدت الجانب المادي ..أنا آسف ..


-أكثر كلمة سمعتها منك هي أنا آسف ..لا عليك ..بكل الأحوال أنا الآسفة لإزعاجك هذه المرة ..


-لا لم تزعجيني ووددت مساعدتك ولكن ليس في اليد حيلة ..


فأقفلت الهاتف ..وهي تشعر بانزعاج مضاعف بعد تلك المحادثة ..وهذا ما يؤكد شكوكها .. وقررت أن تزيل رقم سامي عن هاتفها وتصوم عن مكالمته مهما حدث ..فهو لا يهمها وترفعه عن الكلام  من حقه.. ولكن   أن يخونها هادي هذا أمر لا يطاق وغير مقبول ..وقد شعرت بالإهانة والخسارة والغيرة ..كلها مشاعر سوداء اتحدت في قلب المسكينة لتشكل منها امرأة محطمة ومكسورة الخاطر ..


لكن هيلينا مهلا من أخبرك أنك مجبرة على البقاء مع هادي ؟؟ومن أخبرك أنك تحبينه حبا حقيقيا ؟؟أيعقل أن يكون هذا وهم الأنا ؟؟!!بمعنى هذا لي( ي)..ولا أتحمل أن يأخذه أي أحد مني (ي)..أم هو مزيج من كل شيء؟؟!!الأجدر والأولى بالإنسان حتى يخطو خطوات طريق الراحة الأولى أن يكون صادقا مع نفسه !!!وبهذا ستتغير الكثير من الأمور ..


وعاد هادي إلى المنزل وهو يغني مرحا ..وهيلينا كانت بانتظاره على أحر من الجمر ..

-أهلا سيد هادي ..أين كنت ؟؟


-كنت عند سامي ..ثم ما هذه اللهجة الجديدة التي تتكلمين بها ..


-أنت تكذب !!لم تكن مع سامي أبدا !!!


-صحيح؟؟وكيف عرفتِ ؟؟؟هلا لديك عيون تراقبني ؟؟!!


-اعتبر هذا ..لقد سمعتك تتحدث مع إحداهن على الهاتف ..هل تظنني صماء؟؟


-هل هناك من امرأة محترمة تتهم زوجها بالكذب ..يبدو أن لسانك يتوق للبتر… سأقصه   لك حتى أعلمك كيف تتطاولين عليّ..وبما أن مزاجي جيدا اليوم لن أقوم بضربك كما تضرب البهائم ..أريد أن أنام !!


ولكن هل ذهب إلى النوم فعلا ؟؟!!أم إلى غرفة التخطيط .. حيث كان خائفا أن ترحل   هيلينا وتخبر أهلها بخيانته لها ..ولا بد من أن يكون هناك مكيدة ما تخلصه من هذا المأزق ..ففي اليوم التالي وقبل ذهابه إلى العمل ..طلب من هيلينا أن تحضر له كوبا من الماء ..ثم حمل

 هاتفها الموضوع على الطاولة  ..واتصل بسامي لرنة واحدة ثم أقفل الهاتف ..وخرج مباشرة من المنزل ..واستغربت هيلينا ردة فعله… لتجد هاتفها يرن وهذا الرقم ليس غريبا عنها ..مع أنها ليست من النوع الذي يحفظ الأرقام ..وما إن أجابت :

-ألو ..


-ألو ..لماذا اتصلت بي ؟؟


-أنا لم أتصل يبدو أن هناك خطأ ما ..


ولم تكمل جملتها حتى دخل هادي غاضبا وأخذ هاتفها عنوة منها .وصغعها على وجهها ثم اتصل بأهلها وقال لهم :تعالوا إلى منزلي بسرعة ..


وما إن حضر الأهل حتى أخبرهم أن ابنتهم على علاقة بسامي ..وبدأ يصرخ ويصرخ إلى أن تظاهر بالإغماء ..وهيلينا تقول إنه كاذب إنه كاذب ..


طبعا معظم الأهل في هذا الموقف يشعرون بالخزي والذل ..وكيف يصدقون ابنتهم   والرقم موجود على هاتف 📞 هيلينا ..وهي من ابتدأت الإتصال ..!!!وأخذها أهلها إلى المنزل تاركين طفلها مع والدهم الذي حضر 

أهله للإعتناء به ..وبعد أن هدأت النفوس ...استمع أهل هيلينا لابنتهم ..وفهموا مكيدة هادي ..ولكن ما من دليل على براءتها سوى سامي ..وقد ينكر سامي أيضا ..لذلك لا داعي للفضائح .

.وما هي إلا نصف ساعة حتى حضر هادي وأمه وقرروا لملمة الأمر خوفا من الفضيحة ..ورضخت هيلينا للأمر وعادت إلى المنزل بدون أن تظهر براءتها 

..كانت ضعيفة أمام هذا الرجل ..ونفسها لم تعرف السبب ..وبعد أن أصبحا وحدهما قالت له: لماذا فعلت هذا ؟؟أنت تعرف جيدا أنني بريئة !!


-حقا؟!!إذاً أنا بريئ أيضا ..براءة مقابل براءة ..انسي الأمر ..ولا يجدر أن يعرف سامي بما حصل ..لأنني لست مستعدا أن أخسره بسببك ..


وصمتت هيلينا مجددا ..وكلما حدث أمر ما معها كان يتخزن بذاكرتها ..وسيشكل انفجارا في يوم من الأيام ..أليس هذا ما يقولونه؟؟!!لذلك وجب التنفيس عن الغضب والحزن في اللحظة الآنية ..


وحل المساء.. وجاء سامي لزيارة هادي عله يعرف ما الذي حصل ..ولماذا تم إغلاق الهاتف بسرعة ..ووجد استقبال هادي عاديا ..حتى أن هيلينا قامت

 بواجبات الضيافة بشكل طبيعي ..ولكن شكلها كان متغيرا وكأنها خائفة من شيئ ما ..أما هادي فقد سمع صوت ابنه يبكي وهيلينا كانت تسكب العصير


في الكؤوس حتى يليها خمرا ..فصرخ هادي :ألا تسمعين أيتها الحيوانة ..العديمة الفهم والمسؤولية ..كيف يهب الله ولدا لامرأة مثلك ..


وكعادتها لم تجب والتزمت الصمت.. كم من المرات التي يسمعها تلك الكلمات القاسية وهي لا ترد له جوابا ..وتتوسل إليه المعاملة الطيبة ..وسؤالي

 الذي أكرره دوما ..لماذا هذا الصمت ؟؟أهو الخوف أم ماذا ..؟؟أيعقل أن امرأة يتهمها زوجها

 بالخيانة وتبقى في منزله بدون أن تدافع عن نفسها ..ما هو السبب يا ترى ..بالطبع السبب الرئيسي لأسباب أخرى هو طفلها ..


وبعدها وقف مسرعا وذهب ليسكت الطفل كي يبدو الأب الحنون أمام سامي أو ربما هو كذلك ..وحاولت اللحاق به ..فهمس لها سامي :يجب أن نتحدث ..


فأشارت إليه بالتحدث لاحقا ..يكفيها هم واحد .. فهمس مجددا :سأجد الفرصة

 المناسبة لأحدثك ..لا بد من ذلك ..يجب أن أفهم ما حدث في اتصالك الأخير ..وأنا مصر على ذلك ..

         الجزء التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>