رواية هيلينا الفصل الثالث عشر13 بقلم ليلي مظلوم


رواية 🌹هيلينا🌸

الجزء الثالث عشر ..


وما إن أجاب وسمعت صوته حتى شعرت أن الكون كله يرقص على نغمات 🎵 نبرته :

-أهلااااااا أهلااااااا هيلينا ..لقد أشرق عالمي بحضورك يا شمسي ..


-سامي ..كيف حالك؟


-الآن أصبحت مرتاحا ..لأنك تحررت ويمكنني مغازلتك وأنا مرتاح ☺ الضمير ..هيلينا لا بد وأن نتزوج بسرعة ..


-ولكن أهلي يرفضون هذا الأمر !!وبشدة !!


-إن كانت العروس مقتنعة فنصف المشكلة قد حلت ..هذا يعني أنك موافقة على ذلك ..قلبي ينبؤني بهذا !!


-نعم ..بالطبع موافقة ..فأنت بصيص الأمل في حياتي ..وبدون وجودك عالمي مبتور ..لا أنكر أنني في الفترة الماضية عرفت كم أحبك ..


-إذاً!!!


-إذاً ماذا ؟؟؟


-ساعديني على إقناع أهلك ..وأنت صغيرة أقنعتهم بهادي ..أتعجزين عن هذا الآن وأنت ناضجة !!!


-الأمر مختلف يا سامي ..أهلي يعدون زواجي منك فضيحة لهم ..


-سأحاول بنفسي التحدث معهم ..ولا بد من دعمك أنت ..


أكمل سامي محادثته ..وتوجه مباشرة إلى منزل هيلينا ..وكانت لا تزال في الحديقة ..وما إن أطل بطلته البهية ..حيث كانت الفرحة تسبقه لأنها سيمطر عينيه برؤيتها بعد أن جفت لأكثر من ثلاثة اشهر ..وما إن رأته حتى انتابتها الكثير من الأحاسيس ..شوق وحب    ولوم وعتاب وخوف من المجهول ..فاقتربت منه لاستقباله . .وهي لا تستطيع أن تخفي ابتسامتها ..وقال لها بهمس :اشتقت إليك كثيرا ..لماذا حرمتني من رؤيتك طوال تلك المدة ..؟


-أخشى أن يحرموني منك العمر كله ..أهلي في الداخل ولست مسؤولة عما سيحدث بعد هذا اللقاء.. 


-فليحدث ما يحدث ..وإن اضطر الأمر سأخطفك منهم ..


وشعرت بعد تلك المحادثة بالأمان… أن هناك من يحميها من هذه الحياة ...ولكنها بقيت خارجا ..ولم تتجرأ أن تدخل برفقته واكتفت بالإستماع إلى ما     سيدور من حديث ..ولم يكن يعرف أحد شكله إلا مصطفى ..وما إن قرع الباب حتى فتح له  أسعد ..وألقى الرجل بتحيته ..واستقبله صاحب المنزل بحذر ..

-تفضل ..


-شكرا لك ..


وما إن دخل وعرّف عن نفسه حتى استغرب الجميع جرأته وقدومه ..وقال لها مصطفى :لماذا لم تخبرني أنك قادم لزيارتنا ؟


-لقد تركت الأمر مفاجأة ..وأرجو أن تكون سعيدة ..


والتزمت النسوة الصمت ..فقال أسعد :لا ليست سعيدة ..ما الذي أتى بك إلى هنا ؟؟!


-جئت إلى حديقتكم لأقطف إحدى ورداتكم الجميلة ..


-طلبك مرفوض ..فاذهب إلى حديقة. أخرى ربما تجد طلبك هناك ..


-ولكني عشقت وردتكم فلا تحرموني منها ..


-كيف حرمتها من ولدها ؟؟لقد استغليت ضعفها لتترك زوجها ..


-هي لم تكن سعيدة ..ولم يكن يسقيها زوجها إلا السم والعلقم ..فدعني أعتني بها جيدا ..


-نحن نعرف كيف نهتم بها ..ألم تسمع اذهب من هنا لقد حطمت فلذة كبدي ..ما الذي تريده بعد؟


-لا لم أحطمها ..وجئت لأقبل رجلكم وأتوسلكم أن تعطوني إياها ..فحياتنا لا هواء بها بدون أنفاسنا سوية ..لماذا تريد أن تحرم قلبين من الإستئناس ببعضهما البعض ..؟


أقسم لو أعطيتني وزنها ذهبا لما أعطيتك إياها فهلا رحمتني ورحلت ..لا أريد أن أكون لبانا تمضغه الألسن ألا يكفي الفضيحة التي قام بها هادي ؟؟


وتدخل مصطفى هنا :

أبي ارحم الرجل ..إنه يحب هيلينا وهي تحبه ..فلا تحرمهما من بعضهما البعض ..وتبا    للمجتمع إن كان هو السبب؟؟ماذا فعل لها المجتمع عندما أهانها هادي وضربها وعاملها كجارية في منزله ..؟!


-أظن أن هيلينا ابنتي وأنا من أقرر مصيرها ..لقد قررته وهي صغيرة والنتيجة أمامك إنها لا تعرف صالحها ..


-أرجوك يا ابي أعطِ فرصة للرجل ..


-لن يتم هذا الزواج إلا عندما أموت… 


وهنا دخلت هيلينا باكية ..

-أبي ..أطال الله في عمرك ...فأنت سندي في هذه الحياة ..ولكن أحب الرجل ..أتعرف ما معنى الحب ..؟


-ما الذي أتى بك إلى هنا؟؟ولماذا أنت مصرة على وضعي في هذا الموقف المحرج ..؟


-الأمر ليس كذلك ..فأنا أحبك وأحب سامي ..وأرجووووووووك دعنا نعيش سعيدين ..


-اذهبي إلى غرفتك ..وأنت يا سيد سامي أعتقد أن الزيارة قد انتهت ..


-شكرا للمعاملة الطيبة التي تعامل بها ضيوفك يا سيد أسعد ولكن كن على يقين أن ابنتك لن تسعد مع غيري.. 


ولم تتجرأ أم هيلينا أن تتدخل في الأمر بالرغم من عدم رضاها ..ورحل سامي من المنزل وهو ينظر إلى هيلينا بفشل وحزن.. ولم يعد بمقدورها تحمل    هذا المشهد فقالت غاضبة :سأتزوج به سواء رضيتم أم لم ترضوا ..ارحموا عذابي ألا يكفيني حرماني من ولدي ..ليتني أموت وأرتاح ..


ثم ذهبت إلى غرفتها وأغلقت الباب وراءها بقوة ..واستسلمت لدموعها ..ولم يعرف أسعد ماذا يفعل هنا ..ما هو الحل الأمثل ..؟


مرت عدة أيام ولم تخرج هيلينا من غرفتها إلا للضرورة حتى أنها أضربت عن تناول الطعام ..وفهم والدها أنها مصرة على قرارها ..فكلما قال لنفسه   الوقت كفيل بحل هذه الأزمة كانت تزداد سوءا ..وأشفق مصطفى على أخته واقنع أيمن بمساعدته في إقناع والده ..وذهبا إليه في غرفته ..وعرف أنهما سيتحدثان بموضوع  هيلينا… 

                الجزء الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>