
رواية❤️ما ذنبي أنا❤️..
الحلقه الاولى والثانيه
بقلم ليلي مظلوم
كانت تجلس على الشاطئ وتتأمل امواجه كيف تروح وتجيئ ما بين مد وجزر ..ويبدو على ملامحها علامات التعب والارهاق والحزن ..تحمل كتابا بين يديها ..وكانها تريد ان تلتهم كلماته عله يوجد في طياته ما يريح قلبها ...ولكن كيف ستدرك هذا ..وقد اغلقت الكتاب ..واغلقت معه امكانية وجود اي نصيحة تساعدها ..واين النصائح في كتاب رهن نفسه الى طلاب الجامعة واقتصر على التعليمات والدروس المطلوبة في الجامعة ..انها حنين… ابنة الجامعة التي ابت الا ان تكمل تعليمها ..على الرغم من ظروفها القاسية التي مرت ولا تزال تمر بها ..وراحت بذاكرتها الى الوراء لتتذكر المشهد المؤلم حين اخبرها والدها ان امها قد توفيت وهي بامس الحاجة اليها في عمر الرابعة عشر ربيعا ..ولكن مهلا ..كلنا يحتاج الى وجود امه الى جانبه حتى لو اصبحنا في سن الشيخوخة ..بحيث نشعر أنها السند الذي يحمينا من متاعب هذه الحياة ..فلو بقيت حية هل كانت ستكون كذلك ??..بالنسبة الى حنين نعم والف نعم لانها وحيدة عائلتها كانثى ولديها ثلاثة اخوة عصفت بهم الحياة وتملكتهم الأنانية ولم يقوموا باحتضان تلك المسكينة ..وهي في بحر تأملاتها ..تمردت دمعة لتنحدر على خديها فتلامس حزنها ..وحالتها النفسية التي تحاكي القاع ..آه ما اقساك ايتها الحياة!! ..تعطين الفرص لمن لا يستحقون ..والمذهل في الامر ان زملاءها الذين لم يحالفهم الحظ ربما ليكونوا من المتفوقين بالرغم من ظروفهم العادية على عكسها هي ..التي تفوقت بالرغم من جراحاتها ..والمحفز هو الموسيقى الصاخبة التي اطلقتها امها في وصيتها الاخيرة لها ..اكملي تعليمك ..وكانها تعرف او بالتاكيد توقن ان ابنتها ستسير في طريق شائك في ظل عائلة لا ترحم ..وكانهم وحوشا يريدون ان ينهشوا لحم ما يقف في طريقهم حتى لو كان من لحمهم ودمهم…
الكلمات التي كتبتها الآن لن تبقى لغزا محيرا حينما ستقرؤون ما حل بحنين ..التي سمعت صوتا غريبا عن مسامعها وهي شاردة في احزانها ..ليقول لها :ماالذي قد يبكي بنتا في عمر الزهور ..??
نظرت الى ذلك السائل الغريب بتمعن ..متسائلة من اين ظهر ?..وهل كان موجودا منذ فترة طويلة ..ام بان لتوه ..وهو يراقب دموعها ?..فلامست يداها الناعمتان خديها ..لتمسح دمعتها قائلة :الحياة ومتاعبها… الم تبكِ يوما في حياتك ??
فابتسم ابتسامة استفزت مشاعرها بقدر استفزار سؤالها له ..ثم قال :كلنا نبكي عندما تعترينا الاحزان وتخترق عالمنا ..ولكن لاشيئ يستحق في هذه الدنيا ان نرهق تفكيرنا به ..تجاهلي احزانك مهما كانت ..
فاغمضت عينيها وهي تفكر بماذا ستجيب. هذا السائل الغريب ..وانصفها لسانها لتقول :ولكنك لا تعرف عني شيئا ..!
فأطلق يديه في الهواء ..سامحا لنفسه بالتدخل في حياتها الشخصية ..قائلا: اخبريني وساعرف ..بالطبع لن احزر من دموعك وملامحك ..فانا لست عرافا ..ولكن من البديهي ان ادرك ان الحياة لم. تنصفك ..فما هو وجعك يا ابنة الناس ..?
قالت لنفسها متسائلة: كنت اخبر احزاني لهذا الذي امامي مشيرة الى البحر بمخيلتها ..فهل ابلي حسنا باخباري للذي يقف الى جانبي وانا لا اعرفه ..وهي تقصد الرجل الغريب ..الذي قال لها :اسمي محسن ..واعرض عليك المساعدة ..وصدقيني قد يكون دواؤك عندي ..فانا هوايتي ان اساعد الجميلات مهما كانت ظروفهن ..
فاستفزتها كلمة الجميلات بالرغم من انها تعد غزلا ..وقالت له: اتتغزل بامراة من اول لقاء لك بها وانت لا تعرف حتى اسمها ..?
فقال :حنين !!!
اجابت باستغراب :وكيف عرفت هذا .?
فاشار الى الكتاب الذي بين يديها ..فاسمها باد اليه وضوح الشمس التي سلطت اشعتها على تلك الحروف باتقان ..ثم اكمل: الا ان كنت قد سرقت هذا الكتاب او استعرته ..فاستعرت تخميني باسمك ..ولكنه اسم جميل على اية حال ..
فهزت راسها وقالت له: اشكرك ..بالفعل هو اسمي ..يا سيد محسن ..
فاعارها اذنيه لتتلو عليه الكلمة التي اراحت قلبه ربما ..بعدما سالها وانت سيدة ام آنسة ..لتقول له :آنسة !!!
وبعد ان تنفس الصعداء لسماعه كلمة آنسة قال لها :هل انت طالبة في الجامعة ??
فتنهدت وقالت: كنت كذلك ..الى اليوم ..فتحولت من طالبة الى معلمة في احدى المدارس ..لقد تركت الجامعة لامارس مهنة التعليم التي تليق بشهادتي ..وهذه احدى الامور التي اتعبتني ..فانا اتمنى ان اكمل تعليمي ..ولكن ظروفي ابت الا ان تقف في وجهي عائقا ..
فقال لها: واهلك?? اين هم ??وماذا قالوا لك بعد قرارك هذا??
فضحكت مستهزئة ورددت :اهلي !!!!لقد احبوا الفكرة بالطبع ..فهي تناسبهم ..
فطلب منها ان تشرح له اكثر ..فابت ذلك ..ثم استاذنت الرحيل ..وهي تقول :هذا البحر امامك ..لقد مل من سماعه لقصتي ..فاساله عله يجيبك ويروي فضولك ..
فاخرج من جيبه ورقة واعطاها اياها قائلا لها: هذا رقم هاتفي ..ويمكنك الاتصال بي متى تشائين ..اتفقنا ..وعلي ان ادعو الله ان تكوني بحاجة لمساعدتي حتى اراك مرة اخرى
الحلقه الثانيه
فقالت له باستنكار :اليس هذا انانية منك ..?!
فرفع راسه رافضا تحليلها قائلا :بل فضولا ..ان صح التعبير ..ورغبة بلقائك مرة اخرى ..
فقالت: لن آخذه منك ..وارجو الا احتاجك ..
فهز راسه وقال: حسنا حسنا ..احبسيه بين اوراق هذا الكتاب فقد تغيرين رايك يوما وانا سانتظرك بفارغ الصبر لاكون عونا لك ايتها الجميلة الحزينة الغامضة ..
فاخذته غاضبة ..وقالت بسخرية وقد رفرفت رموشها كطائر قد اصابه رصاص الصياد ..وقالت :هاتها ..
ثم وضعت الورقة ..وسجنتها بين رفيقاتها… وقالت :هي بأمان هنا ..
ثم لوحت الكتاب في الفضاء.. واكملت طريقها لترسم ابتسامة الاعجاب على محيا محسن… وتوجهت نحو منزلها الذي باتت تكره تواجدها فيه ..لان ذاك المكون من الحيطان ..وكأنه اعطى لقلوب ساكنيه بعض الاسمنت ..لعقولهم وقلوبهم ..وعند وصولها سألها احد اخوتها :ماذا ..هل وجدت عملا ..?
فقالت بخيبة :نعم ..وغدا سابدا بمزاولة مهنتي الجديدة ..
وبدون ان يسألها عن نوع العمل الذي وجدته ..قالت باطمئنان :هذا جيد ..على الأقل تساعدينا في مصروف المنزل ..بعدما اضاع والدنا المصون ثروته على النساء.. بعد وفاة امنا ..
ثم اقترب منها ملوحا يده في الفضاء :انتن السبب ايتها النساء..
فقطبت حاجبيها وقالت :ولكن والدك من يلهث وراءهن ..ثم اين عقله?? ايخدره رؤية النساء..??
فابعدها عن طريقه عنوة ..وقال :من الافضل ان. اذهب من هنا حتى لا ارتكب جريمة ما ..واصبح الى جانب اخي في السجن ..يكفينا شخصا واحدا هناك…
وبدات حنين ..تتامل منزلها الذي فقد الطيبة والحياة بعد وفاة امها… فكل شخص مشغول بنفسه ..والدها لا يهمه سوى ارضاء النساء ..وأخوها يطمح الى السفر ..وآخر قد سجن بسبب السرقة ..وآخر قد تزوج ..وترك عائلته ليعيش في. ضيعة زوجته .منسلخا عنهم وكانهم ليسوا لحمه ودمه ..بل ان الغرباء افضل منه ..ان كان الكل يوجد بمكنوناته ما يجعله يهرب من المنزل ماذا عنها هي ?..لم لا يسال عنها وهي لم تؤذه ولو بطرفة عين ..تبا لك يا دنيا ما اقساك .!.
ثم توجهت نحو غرفتها ..المبعثرة ..والتي تخلو من الترتيب ..لانها قبل خروجها لم. يكن امامها سوى بعثرتها لتفرع غضبها بها ..ولكن اي غضب هذا الذي جعلها تقوم باعادة ترتيبها.. فهل سيأتي الجن ليقوم بواجباتها ..وبدات ترتب كتبها الجامعية ..ووضعت الكتاب الذي كان بين يديها ..على رأسها ..وتذكرت موقفها مع محسن الذي اعطاها رقم هاتفه ..فعادت لتناول الكتاب باناملها الناعمة ..وتفتش بين اوراقه على رقم محسن ..وقراته رقما رقما ..ثم ابتسمت وهي تقول :كم هو غبي ..ولم قد احتاجه ..??
وقررت ان ترمي الورقة في سلة المهملات ..ولكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة… اعادت الورقة الى مكانها السابق ..وهي تقول: من يدري ..قد احتاج اليه يوما ..لن يضر بقاء رقم هاتفه معي ..
وفي اليوم التالي توجهت الى عملها في المدرسة ..وبدات تؤدي واجبها باتقان ..فالتلاميذ لا ذنب لهم بمشاكلها الخاصة ..وقد نجحت في ذلك بالفعل ..فبعد عدة اشهر ..اشادت المديرة بعملها ..وشجعتها على ادائها المميز ..وفي احد الايام وبعد انتهاء الدوام ..توجهت نحو السجن ..لزيارة اخيها ..الذي بمجرد ان رآها قال لها: لقد علمت انك تقبضين راتبا لايستهان به مع نهاية 🔚 كل شهر ..وانا هنا اعيش كالخدم ..اريد ان اصبح سيدا في سجني ..فاقرضيني بعض الاموال ..عل السجناء الآخرين يحترمون وجودي.. ولا تنسي ان تحضري لي بعض الاغراض في المرة القادمة ..اتفقنا يا حلوة ..?
فقالت لنفسها: بالامس قد اعطيت اخي الثاني مبلغا من المال ..ولم يعد معي ما يكفي لاعطيه ..ماذا ساقول له الآن ..ولكن لا بد من تأمين المبلغ الذي يريده ..والا فان كارثة ما ستحل بي قريبا ..انه مجنون وقد يؤذيني وهو في السجن ..فنظرت اليه بازدراء وقالت: ان شاء الله سأؤمن لك ما تريد ..
وعندما خرجت من مركز السجن تذكرت ان بعض التلامذة قد طلبوا منها اعطاءهم ساعات اضافية بعد الظهر ..فقد ذاع صيتها لمهارتها ..وبما ان عائلتها تصرف المال كالنار التي تبتلع كل ما يعترض طريقها ..قررت ان تقبل عرضهم ..علها تحصل على راتب اضافي ..وهذا ما قد حصل ..واصبح المال الذي تتلقاه لقاء عملها ..كله لاخويها ..والمدهش في الامر انها لا تتجرأ ان تقول لهما كلا ..فهي تخشى منهما… فقد يقومون بقتلها فعلا ..او هذا ما كانت تظنه ..وعندما عادت الى المنزل ..لاقت ترحيبا خاصا من اخيها ..الذي قال لها بمجرد رؤيتها :اختي حبيبتي… هل تعلمين ماذا قررت اخيرا ..?
وبمجرد ان سمعت كلمة حبيبتي ..عرفت انه يحتاج الى مساعدتها المادية ..فهي لا تسمع الكلام المعسول الا في تلك الحالة ..
فتنهدت ..ونظرت حولها في الغرفة ..فلم تجد احدا ..قالت بتجاهل :اين ابي ??
فرفع حاجبيه مغتاظا ..ثم قال بحنان زائف: