رواية ❤️ما ذنبي انا ❤️
الحلقه الثالثه
فرفع حاجبيه مغتاظا ..ثم قال بحنان زائف: لقد خرج مع خطيبته رقم عشرة ..والوضع لا يتحمل المزيد من الخسارة ..ولكنك لم. تساليني عن قراري ..الا تهتمين لامر اخيك حبيبك ..والوحيد الذي يسكن معك في المنزل ..
فابتمست بسخرية واستتلت: اخبرني كم المبلغ الذي تريده ..ولا داعي لكل تلك المقدمات ..
فاقترب منها ..وامسك يدها واجلسها على الكرسي وهو يمسد لها على ظهرها ..وقال بحنان مصطنع: الا تثقين بمحبتي لك ??
فهزت راسها مستسلمة ..ولكنه استتلى :بصراحة قررت ان. اسافر ..وعندما اعمل في الخارج ..ساعيد اليك كل المال الذي استدنته منك ..
فقالت له: ولكن يا اخي المال لا يكفي ..فانا اصرف على المنزل ..كما اني قد اعطيت اخي في السجن مبلغا لا يستهان به.. هل تظن ان. المال يتزاوج وينجب الدولارات ..ارحموني قليلا ..
فازال يده عن. ظهرها مستنكرا متحولا الى شخص آخر وبعدها قال غاضبا :لا يهم ..استديني وبعدها ستسددين المبلغ ..وارجو ان. تسرعي ..والا فاني ساخسر فرصتي في السفر ..وتعلمين الباقي ..
فتنهدت حزينة محتارة ..ما بال هؤلاء يتعاملون معي كالوحوش ..من اين احضر لهم المال.. لقد غابت الرحمة عن قلوبهم ..ثم تاملت المكان بنظرة سوداوية ..لم تتلاشَ مع خروج اخيها من المنزل.. بل ازدادت اسودادا ..فاي باب ستطرق ليقوم باعطائها المال ..ما هذه المشكلة التي وضعها بها اخيها .ولا تتجرأ ان تقول له كلا ..والا فالويل لها ..فذهبت الى غرفتها ..وبدات تتاملها زاوية زاوية علها تجد خلاصها ..ولكن ما الفائدة من هذا وهي لا تملك مفتاحا واحدا لتحل. مشكلتها… وبعدها حضرت ثيابها لتغتسل وتزيل عنها التعب والهموم ..ولكن هل سيفعل الماء ذلك. .كلا بالطبع ..وبعد خروجها ..امسكت المشط لتسرح شعرها وهي سارحة في بحر همومها واحزانها ..وفجأة تذكرت ذاك الرجل الذي التقت به على شاطئ البحر ..ثم نظرت الى الكتاب الذي يحوي رقمه ..واسرعت اليه ..وحملته بين يديها وكانه باب خلاصها من سجن اخوها الاناني ..وحملت هاتفها لتتصل به ..الا انها ترددت بداية ..فهل يعقل ان يقوم باعطائها المال ..وهو لا يعرفها ..فهل تريق ماء وجهها له ..يا الهي هل تطلب منه مالا بعد اللقاء الاول وهي لا تعرف عنه شيئا سوى رقم هاتفه واسمه .??!!ولكنه الحل الوحيد امامها الآن ..فاستجمعت قواها ..وبدات تتلمس الارقام بيدين مرتجفتين ..وتردد ملحوظ وتمنت لو انه لا يجيب على اتصالها فتشعر براحة البال ..على الاقل تكون قد حاولت ..ولكن امنيتها تلاشت عندما سمعت صوته ..الرنة نفسها ..واللحن ذاته ..نعم. انه هو حيث قال :ألو ..
قالت بصوت مرتجف ;الو ..مرحبا هل السيد محسن معي ??
قال :نعم تفضلي ..
فقالت له :انا حنين ..هل عرفتني ..
فساد الصمت للحظات وكانه يحاول ان. يتذكرها وبعدها كسر هذا الحاجز مخيبا املها: لا اعرف احدا بهذا الاسم ..يبدو انك مخطئة في العنوان ..
وهنا تسللت الخيبة الى قلبها وروحها ..ومع هذا اصرت على نضالها قائلة :الفتاة التي التقيت بها على الشاطئ منذ فترة… هل تذكرتني ..??
فقال بتجاهل: انا آسف ..لم. التقِ باحدا على الشاطئ ..الرقم غير صحيح ربما ..
وهنا لم. يعد امام المسكينة سوى الاستسلام ..ماذا تراها تفعل الآن ..وهي التي سحبت قروضا من المديرة ..ولم يعد بامكانها طلب ذلك ..ومرهونة لان تمارس مهنة التعليم في المدرسة لثلاث سنوات ..وبدات تعاتب حظها ..لماذا امها ماتت وتركتها بين عائلة مفككة ..ما ذنبها ليقال لها يا اخت السجين ..وابنة زير النساء.. هذا ولا احد يعلم بالوضع الذي تعيشه ..بحيث يستغلونها ظنا منهم انها تملك الكنز ..حتى انها تترفع احيانا عن شراء حاجياتها الخاصة ..لانها تتوقع ان المبلغ لا يكفي ..اتعيش وسط عصابة لا ترحم ..وان قصرت نوعا ما في المصروف المنزلي ستنال عقابها ..وجباية الكهرباء والماء من نصيبها ايضا ..واخيرا ياتي ذلك الشخص لينكرها ..يا له من احمق محتال ..كل اعجابه قد تلاشى في الهواء غريب امره ..لا بد وانه يرى في اليوم المئات من الفتيات ..حتى تشوشت ذاكرته ..ولكن حتى لو عرفها هل كان سيفيدها ..ام انها وعودا كاذبة ..وناجت ربها في تلك اللحظات القاسية :رب ماذا افعل ???هل اسرق ??انت لا ترضى بهذا ..وهذه ليست خصالي ..صحيح ان عائلتي على النحو الذي هي عليه ولكن ما ذنبي انا?? لماذا لم اولد في منزل محترم ويقدر الفتيات ..لماذا ??
واستسلمت لدموعها واحزانها ..وبعدها نظرت الى صورة امها التي وضعتها دائما نصب عينيها ..وبدات تعاتبها قائلة :لماذا رحلت دون اخذي معك ..???لقد تحملت ضرب والدي لك واهاناته ..وبقيت لاجلي في المنزل ..انا اوقن هذا ..ولكن لماذا لم تبقي في الدنيا على الاقل كنت اشتريت منزلا يخصنا وسكنت فيه معك ..لقد مللت يا امي ..مللت…
وفي تلك الاثناء الحزينة ..رن هاتفها ..فنظرت الى شاشة الهاتف ..لترى رقم محسن ..فقالت لنفسها:
