رواية ❤️ما ذنبي انا ❤️..
الحلقه السادسه
واقترب احد السجناء من اخيها وقال بسخرية :على حد علمي انك لست متزوجا ..فمن هذه الجميلة ..تكاد تقتلك بنظراتها المعاتبة ..?!
وتوقعت حنين ان يقوم اخيها بضرب السجين الا انه اجابه بخوف :انها اختييي وستحضر لي الاموال التي استدنتها منك ..
فوضع يده على كتفه محاولا التقرب اليه ..ثم قال :ان رضيت بزواجي من اختك ..فاني ساسامحك بالمبلغ ..يا الهي انها غزال في وسط غابة السجون ..!
فقال اخوها :كنت اتمنى ذلك ..ولكنها متزوجة ..ولديها اطفال ايضا ..
وهنا شعرت حنين بالارتياح ..فقد انقذها اخوها من موقف محرج وان كان كذبا ..هذا ما كان ينقصها ان تتزوج برجل مسجون ..!!
ثم نظرت الى اخيها وقالت :حسنا يا اخي ..ساحاول تجهيز المبلغ في اقرب فرصة… لكني لا املكه حاليا ..فارجو من صديقك ان يراف بحالنا ..
فقال صديقه :حسنا… لكن لا تتاخري كثيرا ..استديني ان استطعت ..الذنب ليس ذنبي ..
ونظرت الى وجه اخوها ..لترى الموافقة على الاستدانة بادية على وجهه.. فقالت لنفسها: تبا !!!ما هذا الحظ الذهبي الذي املكه ..يطلبون مني الاستدانة
..من دون السؤال عن المصدر ..ويبدو ان المصدر سيكون ذاته هذه المرة ..اتراه سيعطيني
قبل ان اسدد له المبلغ السابق ..اكاد اجن ما هذه الورطة ..??!!
وعند خروجها من السجن ..كان محسن في انتظارها ..وتفاجأت بوجوده ..وسالته مباشرة :ماذا تفعل هنا ?
فحدث نفسه: ايعقل ان اخبرها اني اتيت لمراقبتها ..??!!ستجن فعلا ..
وانقذت موقفه كذبة واضحة :لقد اتيت لزيارة احد اصدقائي ..
فتساءلت: لكني لم ارك في الداخل…
فاجاب :ولكن ..من هو الزائر الذي اتيت لاجله ??
فتنهدت ..وقالت بهمس :انه اخي ..مع الاسف ..
وشعرت بالخجل بعد تلك الكلمة ..الا ان محسن قال لها: السجين يحتاج الى مصاريف باهظة ..اليس كذلك ??
فهزت راسها موافقة :نعم ..والادهى انه طلب مني اليوم ان احضر له خمسة آلاف دولار وانا لا املك منه فلسا واحدا ..يكفيني ما اصرفه على المنزل ..
ثم تحققت من ملامح محسن ..واكملت: لكن لا تقلق ..ساحاول تجهيز المبلغ الذي استدنته منك باقرب فرصة ..فلا تظن اني نسيت ذلك ..
فرفع حاجبه ..ثم قال بمكر :حسنا اعتبري ان المبلغ قد زاد خمسة آلاف دولار !!ما رايك ..?
قالت لنفسها: يا لطيبة هذا الرجل ..!!لا بد ان الله ارسله الي كي احل مشاكلي بسهولة ..
وبالطبع فان حنين لم تدعِ الغنج امامه بل وافقت مباشرة ورمقته بنظرة الشكر والامتنان ..وهذه المرة اعطاها المبلغ مباشرة ..وطلب منها ان . تمضي على ورقة خاصة ..قائلا: لا تقلقي من هذا الامضاء ..انه فقط مجرد حبر على ورق ..ولكن حتى لا تشعري بالخجل امامي ..
ولم يكن امامها سوى الرضوخ لواقعها ..ماذا ستحمل لها الايام ..وهل سيثبت محسن انه رجل طيب ..ام العكس ..هذا ما ستكشفه الايام ..ولم تعد حنين الى منزلها ..بل رجعت الى السجن ..وطلبت رؤية
اخيها مجددا .واعطته المبلغ ..فنظر اليها باستغراب ..وقال لها: كم انت سريعة بتلبية الطلبات يا اختي الجميلة ..شكرا لك ..واسال الله ان يمد في عمري حتى افيك حقك ..
ولم يقم بسؤالها عن احوالها واحوال والدها ..والنساء اللاتي تاتي الى المنزل وتتصرف كانها صاحبته ..ذاك الوجع كان يؤلمها وحدها ..فهي اكثر
من تفتقد امها التي احتضن جسدها التراب.. وشيد قلب ابنتها كل الذكريات التي جمعتهما سوية ..والوصايا التي كانت توصيها بها في تلك الايام لم تغادر عقلها ..فقد حذرتها من الدنيا
.وشجعتها على اكمال دراستها وايجاد العمل ...فعلى ما يبدو انها كانت تتنبأ مستقبل ابنتها .لانها تعلم طبع والدها ..وغاب عن ذهنها ان اخوتها سينهشون لحمها هم ايضا ..
وبعدها خرجت من مركز السجن… لتجد محسن لا زال بانتظارها خارجا ..حيث قال لها :ما رايك ان نذهب لنتغدى سوية ??
قالت له :انني مستعجلة ..في المرة القادمة ان شاء الله ..
ولكنه اصر عليها اصرارا شديدا ..قائلا :اريد ان اتحدث اليك بموضوع هام جدا ..فلا تخيبي املي ..
وتساءلت بينها وبين نفسها ترى ما هو الشيئ المهم الآن ..ولكنها مرتبطة بموعد مع بعض الطلبة ..واخبرته ذلك ..الا انه قال لها مصرا :ربما ما اريد ان احدثك به ..سيجعلك ترتاحين من التعليم ..وهمومه ..
فابتسمت متاملة وبعدها قالت :ماذا تقصد ..??
اجاب بثقة :فلنذهب وسترين ..
وقد اثارها فضولها لمعرفة ما يريده منها لذلك ..ذهبت معه ..وهي تشعر بخوف باطني يسري في جسدها ..وبعد تناول الغداء ..نظرت اليه بنظرات
تساؤل واستغراب ..ولاحظ ذلك ..فقال لها :لا بد وانك تتساءلين بينك وبين نفسك عن السبب الذي اريدك لاجله ..
قالت :بصراحة نعم ..
فارجع جسده الى الوراء ..ووضع يديه. وراء راسه بكل ثقة وقال :اريد ان اتزوج بك !!
