رواية ❤️ما ذنبي انا ❤️..
الحلقه السابعة عشر
فنظرت اليها حنين باستغراب ..وقالت :انظروا من يتكلم ..يا الهي !!!هل تتحدثين بكامل قواك العقلية ??
قالت لها نيفين بغيظ :ماذا تقصدين .??هل انا فتاة بدون اخلاق ..
فضحكت حنين وقالت: كلا ..لم اقصد هذا ابدا ..وداعا ..
ثم اكملت طريقها ..وهي تقول :لا اعلم لماذا يغضب السارق عندما نقول له انت سارق ..اليست هذه هي الحقيقة ..?
اما نيفين فبدات تبكي ..وهي تقول لسامر :هل سمعت ما قالته ابنتك عني??
فقال لها متجاهلا :دعك منها ..لا يمكنني ان اقسو عليها والا فانها لن تساعدني في مصروف المنزل ..
فاجابته بغيظ: وهل ستتركها تذهب كما يحلو لها ..ما هذا بحق السماء!!
فتافف قائلا: اولا انا اعلم مكانها ..ثانيا حضري لنا العشاء فانا اشعر بالجوع ..
فوقفت غاضبة وهي تقول: عليك ان تعلم ان ابنتك تغار مني ..والا لماذا لا تاتي وتجلس معنا هنا ..الست من مستواها للسيدة حنين ??هل تظن
انها بشهاداتها اصبحت افضل مني ..ام ان روح والدتها تقمصتها ..ولا تطيق وجودي هنا ..
فنظر اليها سامر بغضب ..وقال :لا اريد ان. استمع الى التذمر ..وان بقيت هكذا ..فاذهبي من هنا ..
فغيرت من نبرتها ..وقالت بحنان وغنج: مشكلتي الوحيدة انني احبك ولا يمكنني ان ارفض لك طلبا يا عزيزي..
اما حنين ..فوقفت بجانب المنزل ..لتنتظر شاكر ..وتمنت لو يكون دقيقا في مواعيده
..فهي تمل من الانتظار… لكن وجود نيفين هو ما دفعها للخروج مبكرا ..انها لا تطيق حتى ان تسمع باسمها ..يا لتلك المراة الغريبة ..
وكانت بين الفينة والاخرى تنظر الى ساعتها ..علها تشير الى السابعة ..ما اغرب الوقت كم يطول عند الانتظار ..وكم يقصر عندما نعيش لحظاتنا
السعيدة ..حتى الزمن اتفق علينا ..واخيرا اطل شاكر بسيارته الحديثة ..واقترب من حنين ..ثم قال مازحا: تاكسي ..الى اين تريدين الذهاب??
قالت مبتسمة ..وهي تحاول ترجل السيارة :الى آخر الدنيا لو سمحت ..علي اريح وارتاح ..
وعندما دخلت واغلقت الباب ..قال لها: هل انت متاكدة من ذلك ..وهل سيكفيني الوقود لاوصلك الى آخر الدنيا ..?
وشعرت بالراحة في الحديث معه هذه المرة ..حيث اجابت :انت الذي سالتني اولا ..وانا اجبتك ..
فرمقها بنظرة لم تفهم معناها ..ولا تريد ذلك ..فكل ما يهمها ان تتخلص من محسن وشروره ..ثم اشغل المذياع على موسيقى هادئة ..والتزم الصمت
طوال الوقت ..الا ان تلك الموسيقى قد هيجت احزان حنين ..فنظرت
الى الناحية الاخرى ..وتدحرجت دموعها رغما عنها ..ولم ترد ان يلحظ شاكر ذلك ..لذلك فتحت النافذة قليلا ..ومسحت دموعها ..فقال لها: الا تشعرين بالبرد في هذا الطقس ??
فاجابته بهمس :بلى ..ولكني انزعج قليلا من السيارات التي تضبط الهواء بهذا الشكل ..وخاصة انك شغّلت الهواء الساخن ..
فاقفل الهواء وقال: انا آسف ..كدنا نصل بكل الاحوال ..
فقال مازحة :لست معتادة على ركوب السيارات الحديثة انها تضايقني ..
ففكر في جملتها تلك قليلا ..وعم الصمت للحظات ..وبعدها اكمل طريقه ..وكانه لا يصدقها في كل ما تتفوه به ..وما ان وصلا الى المطعم ..حتى قام شاكر بفتح باب حنين ..فشعرت بالخجل وقالت :لا احب هذا التصرف وان كان راقيا ..لدي يدان ويمكنني فتح الباب ..
فقال لنفسه: غريب امرها ..في كل شيئ تتذمر ..يجب ان تكون رئيسة المعارضين في الدولة !!
وبعد ان دخلا الى المطعم ..استقبلهما صاحب المطعم بحفاوة ..لا بد وان شاكر يتمتع بمكانة خاصة هنا ..فالعاملون يحومون حوله بشكل ملحوظ ..
وارشداه الى الطاولة المحجوزة ..انه المكان الاجمل ..وجلست حنين مقابلا له ..فسالها: ماذا تريدين ان تاكلي ?
قالت له :كما تريد ..??ماذا تريد ان تاكل انت ..
فحمل دفتر الطلبات بين يديه وهو يقول :اشعر انك ستعارضين اختياري ..فلم افعل شيئا الا وواجهته بالمعارضة ..
فوضعت يدها على راسها خجلا وقالت: حقا !!!انا آسفة ..لم انتبه لذلك ..حسنا اطلب الطعام الذي تريده حتى ولو كان سما ..هل اعجبك هذا ?
فاغلق دفتر الطلبات وهو يقول :هل غضبت مني لم اقصد هذا انا آسف ..
فاجابته باختصار: كلا..
فتجاهل تصرفها ..وطلب انواعا متنوعة ..فلا بد وانها تحب احداها ..اما هي فكانت شاردة كل الوقت ..فقال لها بحنان: الهذه الدرجة اغضبتك جملتي ..لقد اعتذرت منك ..ماذا تريدين غير ذلك ..وعندما ياتي الطعام اطلبي غيره ان لم يعجبك ..!
فتنهدت قائلة: ومن يسال عن الطعام يا سيد شاكر ..اخشى ان يقوم محسن غدا بتشويه سمعتي مجددا فاطرد من العمل ..كما فعل اليوم ..
فارجع جسده الى الوراء وهو يقول: يبدو ان ذلك الرجل يحتل كل تفكيرك ..حتى في
لحظات راحتك ..ولكن اطمئني ..لن يراقبك غدا ..فهو مشغول ..ولدي خبر آخر لك ..
