أخر الاخبار

رواية ملاكى الاخرس الفصل الثالث3بقلم ايمان المهدي


 
رواية ملاكى الاخرس 
الفصل الثالث3
بقلم ايمان المهدي 


فى أحد الأماكن الراقيه بالأسكندريه حيث

 فيلا (صلاح المنياوى )القريبه من شاطئ البحر


يستيقظ  زياد المنياوى  ضابط شرطة طويل القامة، عريض الكتفيين ذات بشرة خمريه وعيون واسعة سوداء يمتلك من الجمال  الكثير كما يقال عنه الوسيم 

ولكن من وجهة نظري  هذا الجمال مزيف سنكتشف ان كان يمتلك صفات الجمال الحقيقي (الأخلاق ، احترام الغير) أم لا

ينظر زياد الى المنبه ليقوم مفزوع من سريرة ويدخل الحمام سريعا لأخذ الشاور  ويخرج يرتدى ملابسه 

ينزل زياد  أسفل لينادى بأعلى صوته على بعض الخدامين بعصبيه انت يازفت يا حسين 

يأتى حسين. (خادم  ف الفيلا ) يرتجف وبصوت مرتعش. تحت أمرك يا زياد بيه 

زياد  أنا مش قولت امبارح بليل ان عندى شغل بدرى مصحتنيش ليه ياحيوان

حسين. انت جيت من بره سكران ومقولتش أي حاجة ولما سألتك تتعشى مردتش عليا 

زياد. انت هتكذبنى يا حيوان انتا

حسين بكسرة لا يازياد العفو حضرتك قولتلى بس أنا نسيت

زياد. أنا أعمل ايه بنسيانك دلوقتى  عقاباً لنسيانك دا مخصوم منك اسبوع كامل من مرتبك

حسين بس يازياد ارجوك بلاش ان عارف ظروفى وان بصرف على ولادى والخصم أسبوع هيوجعهم 

زياد  كلمه تانيه قسما لأكون رميك ف الشارع وملكش شغل عندى

حسين. بقهرة ودموع تملأ عينيه .. أنا آسف يا زياد بيه 


زياد. اااه ياريت تتعدل شويه وتسمع الكلام ، بابا وصل ولا لسه 

حسين. البيه الكبير  وصل امبارح بليل قبل ماتيجى حضرتك ودخل قوضته

زياد  طيب أنا رايحله اخلص حضر الفطار ع السريع 

حسين.  حاضر يابيه  ،  حسين لنفسه ربنا يردك بالسلامة يا زين بيه مع انكم توأم والشبه واحد والتفريق بيكم صعب لاكن انت عندك ال  زياد بيه ميقدرش يملكه مهما عمل 

عندك الطيبه والعطف والحنان على المسكين دايما مرافق للحق حتى لو هتتأذى يستحيل تكتم كلمة حق  ربنا يرجعك لينا بالسلامة، وحسبى الله ونعم الوكيل فيك يازياد 

جميل انك تمتلك جمال الشكل ، بس ألأجمل ان تمتلك الصفات الحقيقة من الجمال اللفظى والداخلى وهذا معدوم عند زياد 

يطرق زياد باب غرفة والده ...

صلاح. ادخل

زياد. صباح الخير يابابا

صلاح   صباح الخير يازياد ، كويس انك عديت عليا قبل ما تخرج عشان عايزك ف موضوع 

زياد. أنا كمان كنت عايزك 

صلاح. قول كدا بقا ما هو غريبة تعملها وتعدى تصبح عليا

زياد. خليك كدا دايما ظلمنى. 

صلاح. متكلش بعقلى حلاوة وقولى كنت عايزنى ف إيه بقا إن شاء الله

زياد. دايما فهمنى يا أبو صلاح ، أنا أخدت أجازة بالعافيه من الشغل عشان اطلع شرم اسبوع مع أصحابى

صلاح لا انسى اصحابك دول شويه وبالذات ست مريم 

زياد أنا عندى استعداد انسى نفسى بس مريم لأ

صلاح. يابنى بتحبها بس على ايه دى كل حاجة فيها صناعى وكمان مدلعه زيادة عن اللزوم لو انها بنت صديقى كان بقا ليا كلام تانى معاك

زياد. فيه ايه يابابا أول مرة تتكلم عن مريم بالشكل 

صلاح. ما انت لو كنت شوفت ال شوفت مكنتش اتكلمت كدا

زياد. مش فاهم قصدك ايه

صلاح. انت عارف ان كنت فى قريه ال اتولدت فيها روحت عشان أخويا التوأم ال مات 

زياد. وماله دا  بقا ال عمرنا ما شفناه 

صلاح. عنده بنت يا زياد آيه ف الجمال وأخلاق عاليه 

زياد. ااااه لا انسى يابابا أنا مش هتجوز غير مريم وبس

صلاح ما انت لو تعرف دى بتمتلك قد ايه هتغير رأيك 

زياد. حتى ولو بردوا لأ أكيد شويه اراضى أعمل أنا بيهم ايه

صلاح يابنى دى تمتلك ف البنك فلوس ملهاش حصر ومزارع دواجن وغيره دا غير فدادين من الأراضى نظرك ميجبش آخرهم ، انت بقا كل دا هيبقى. ليك لوحدك وليك حكم التصرف فيه

زياد وهيا يعنى هبله لما تسيب كل دا ف ايدى

صلاح لا هيا مش هبله هيا خرسا

زياد. نعمممم!!!  ليه بقا ان شاء الله اتجوز خرسا مش كفاية فلاحة اميه متفهمش حاجة واكيد كمان بشعةوبتكذب عليا

كل دا عشان الفلوس لااا الله الغنى 

صلاح يابنى اسمعنى بس يابنى هيا مش زي ما انت فاهم دى حصلها صدمه بعد موت ابوها وفقدت صوتها، وكمان هيا مش أميه دى تعليم عالى فى كليه الطب ومش بشعه أنا قولتلك آيه فى الجمال تشبه أمها كانت ست أجنبيه يعنى شكلها مش وحش زي ما انت فاكر 

زياد. وليه اتجبر اتجوزها 

صلاح عشان تيجى تعيش معانا ، لإنها متدينه ومينفعش تعيش ف بيت واحد مع شاب زي حضرتك واهل القرية اشترطوا بكدا لو كنت رفضت تخيل كل الأملاك دى ممكن تروح لراجل فلاح وكمان عمك كاتب كل الأملاك بيع وشرا بإسمها يعنى حتى ورثنا الشرعى مش هنطوله

زياد. يابابا أنا بحب مريم ولو عرفت بحاجة زي كدا هتسيبنى ، ممكن تجوزها لزين اهو الحنين بتاع البيت واكيد هيعطف على الخرساء

صلاح. وتفتكر أنا مفكرتش فى كدا بس أنا أجيب زين منين دلوقتى ،. انجز بقا يازياد ووافق

زياد بتعابير وجهه الخبيثة.  موافق بس بشرط

صلاح. ايه هو ....

زياد. محدش يعرف ان متجوزها لا مريم ولا زين ولا أى شخص مهما  كان مين هو دى هتبقى مجرد ورقه وبس مفيش أى علاقة طربتنى بالخرسا مش ناقص كمان غير ان زياد المنياوى يتجوز خرسا يافرحة زين فيا 

صلاح. طيب ازاي وانا زين يرجع والناس تسأل مين ال عايشة معانا ف الفيلا هقولهم ايه

صلاح ميشغلنيش ابقولهم دى الخدامه  المهم أن مريم متعرفش ان متجوزها  عشان أنا خلاص قررت اتجوز قريب من مريم

صلاح. بس يابنى ازاي بس اقول على بنت اخويا ومراتك خدامه

زياد بعصبيه متقولش مراتى ، ولو تخلص من الموضوع دا وافق. دا بس لحد  ما آخد الأملاك لنفسى 


صلاح طيب لو أنا وافقت. هتخليها توافق ازاي على الوضع دا

زياد. دى مهمتى أنا أول ما تدخل الفيلا أنا هعرف اتصرف


كان هناك من يقف بجوار الباب يتنصت بأذنيه على حديثهم


زياد انت اتفقت معاهم امتى الميعاد

صلاح.  يوم الخميس الجاى

زياد. يوم الخميس الجاى هيكون أجمل أيام حياتى يالا عشان نفطر وتيجى معايا لأبو مريم عشان نطلبها للجواز

صلاح. اصير يازياد نخلص من موضوع دا الأول

زياد. كله مرتبط ببعضه ويوم الخميس هيكون جوازى على مريم حب عمرى وهتدخل عروسه لبيت المنياوى اما الفلاحة الخرسا هتدخل خدامة ف بيتى 


بعد أيام قليله 


داخل البيت الحزين  


تجد أسيل الملاك الذى يقف بين يدى الله تناجى ربها  

حقاً هى كالملاك


" فإذا إلتفت لحسنها سكت الكلام عن الكلام" ..

"فكيف لملاك الأرض يصير زوجًا لشيطان الإنس ويسكن قصره"


تدخل بدريه غرفة أسيل

بدريه. أسيل يابنتى يالا ياحبيبتى المأذون تحت وعمك وصل هو وإبنه يالا عشان تنزليلهم 


أسيل  تنظر إلى بدريه بدموع وتكتب لها "دادا أنا عايزاكى تيجى معايا أنا معرفش حد غيرك ومليش غيرك ارجوكى يا دادا 

الدادا تقرأ. حاضر ياحبيبتى هستأذن عمك واشوف هيقول ايه 

يالا انزلى يا حبيبتى انزلى عشان متتأخريش عليهم


دقائق وكانت أسيل تنزل لأسفل 

محمد (العمدة ) ازيك يا أسيل يابنتى معلش ياحبيبتى احنا آسفين على تقصرينا معاكى كان المفترض نعمل فرح ونفرحك زي وأحسن كمان من بنات القرية بس انت عارفة ان الأصول وان الحاج صالح لسه ماتمش شهر حتى على وفاته

أسيل تهز رأسها  وكأنها توافقه رأيه


وهناك من ينظر لأسيل بإعجاب بسبب جمالها وهدوئها ولبسها المحتشم جدا ولاكن يحاول أن ينكر ذلك الشعور 


صلاح أسيل يابنتى دا ابنى زياد ضابط شرطة وابن عمك ودقايق وهيبقى زوجك 


تنظر أسيل بخجل وتبتسم بهدوء لذاك الوسيم الذى يظهر على علامات خارجيه من الجمال ليس إلا 


محمد. طيب على بركة الله إبدأ ياشيخنا واكتب الكتاب


دقائق قليله وينتهى المأذون بنطق جملته المعتادة 

"بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهم ف خير"

محمد. ألف مبروووك يابنتى ربنا يسعدك خالى بالك منها يا زياد بيه

زياد ...... لارد

صلاح. أكيد طبعا دى ف عنينا

بدريه.  مبروك ياحبيبتى. ، معلش ياصلاح بيه هو أنا ممكن اجى اعيش معاكم اخدم ست أسيل بنفسي

صلاح   هاااا أه وماله بس أصل زياد وأسيل هيقضوا شهر العسل برا مصر فأول مايرجعوا هبعت حد يجى ياخدك ليها

بدريه. ببكاء ماشى يابيه بس الله يخليك متنساش 

صلاح. لا حاضر مش هنسي ويالا بينا ياولاد عشان منتأخرش طريقنا لسه طويل

تحتضن بدريه وبعض سيدات القرية أسيل  ، أحنا حضرنالك الشنطة دى فيها شويه حاجات ولبس تتهنى بينهم ياحبيبتى واول ما ترجعى من السفر اتصلى بيا اجيلك 

أسيل. ببكاء تهز رأسها وتنظر للبيت الكبير تودعه وتودع ذكرياتها داخله 


بعد ساعات تقف السيارة امام إحدى الفيلات لينزل منها صلاح وأسيل وزياد الذى لم ينطق بكلمه واحدة مع أسيل من وقت ما رأته

أمام باب الفيلا يتكلم صلاح ادخلى يابنتى

زياد. بابا ممكن ثوانى ، ليوجه كلامه لأسيل  بصى يا شاطرة أنا اتجبرت اتجوزك عشان انت بنت عمى ومليكش حد وكمان خرسا فقولت اعطف عليكى 

بس البيت هتدخليه هتكونى فيه خادمة واياكى اى شخص يعرف أنك مراتى مهما ان كان ومفيش حاجة اسمها ترفضى كلامى لإنى بكل سهولة ممكن البسك قضيه توديكى ورا الشمس واقدر اعملها بحكم شغلى وأظن تعرفى ايه القضايا المناسبه لبنت وتعيشها مكسورةطول عمرها 

فتقبلى بكلامى وتنفذى كل ال اطلبه منك حتى خدامين البيت ال يشبهوكى ميعرفوش بإنك مراتى وقوضتك هتبقى فى أسفل الفيلا مع غرف الخدامين هااا قولتى ايه ياشاطرة 


تنظر أسيل بصدمة لزياد وعينيها تملأهما الدموع والقهر واحساس الضعف 

زياد.  لا كنا بجيش بالبكا والنحنحة يا شاطرة  وبالنسبه لوشك دا تغطيه مش عايز اشوفه مرة تانيه (يعلم انه لايقدر على النظر لوجهها الملائكى وإلا وقع ف حبها) 

انتقبى يا شاطرة مش انتى متدينه ولا ايه يعنى عادى بالنسبالك ويالا اهو ينوبنى فيكى ثواب زي ما بيقولوا


صلاح. كفايه يازياد ويالا ادخل بقا

زياد.  لاااا هيا لسه معرفتش الباقى  

أنا النهاردة دخلتى فاهمة يعنى ايه

تنظر أسيل له بإستغراب  فى نفسها ازاى دخلته وبيقولى ان مش عايز حتى يشوف وشى


زياد مالك مستغربه ليه انت سمعتى صح على فكرة اااه دخلتى بس مش على الفلاحة الخرساء

دخلتى على حب عمرى هروح احضر زفتى واجيب عروستى اجى الاقيكى مزينه قوضتى ،. سلام بقا ياحلوة ويالا يابابا اتأخرنا على القاعة 


أسيل لنفسها. وبكاء عينيها يملأ جلبابها

"وشاء قدرى أن يؤلمنى بمن تبقوا من دمى "


"ياربى هذا ما قسمته لى ، وكتبته لى ،

 وهذا امتحانك لى ، أعنى على اجتيازه يا الله"


                      الجزء الرابع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-