رواية من انت الفصل التاسع9 بقلم ليلي مظلوم


 رواية من أنت 


الفصل التاسع



مسحت دموعي ..وقلت بصوت مخنوق عله يسمعه :إلى أين ؟؟


التفت وراءه لأراه بصورة رجل آخر  غير الذي أعرفه ..بدا وسيما جدا ..هل هذا حامد حقا ..ولم لم ألحظ تفاصيله قبلا ..شعره ..وجنتيه ..طوله ..طريقة لباسه ..نبرة صوته ..تصرفاته الغريبة ..كل ذاك أراه لأول مرة ..تمنيت لو يقترب ليقف أمامي ..وها هي أمنيتي قد تحققت ..فقد اقترب الرجل بخطوات شبه سريعة ..ثم قال لي بصوت هادئ :إن أردت التحدث فأنا أسمعك ..وإن كان يزعجك وجودي فسأذهب إلى السيارة ..وأنتظرك هناك ريثما تنتهين من الحديث إلى هذا الذي وراءك ..ولكن لا أريد أن أرى دموعا هنا ....


قلت بصوت متلعثم :ا.ذ.ه.ب ..لا بل ا.ب.ق… 


فجلس على الرمال إلى جانبي ..وجلست إلى جانبه وقلبي يخفق بسرعة ..ثم سألته: لماذا تركت سهرتك وأتيت إلى هنا ..؟


-لا أحب تلك الأجواء ولا داعي لها طالما أنها لا تعجبك أنت أيضا ..


-ومن قال لك أنها لا تعجبني ؟!


-لو كان معك مرآة ورأيت وجهك لفهمت قصدي… 


-أنا آسفة ولكني لست بخير ..


-لاحظت هذا ..أنا أسمعك ..فإن كان بمقدوري المساعدة فأنا جاهز ..


-أأنت حامد حقا.. ؟


-ألهذه الدرجة ترين أنني رجل سيئ ..


-قبل اليوم نعم ..ولكنك رجل آخر.. 


-ماذا تعنين؟؟؟!


-لاشيئ ..


وساد الصمت للحظات ..وأحسست بقبضة يده في تلك الأثناء.. ثم حرك كفه ..وأمسك يدي… فشعرت بالخجل والراحة ..وحاولت استرجاع يدي من يده ولكنه قبض عليها بشدة ..


************************************

رأيتها أمامي كوردة ذابلة ..ولم أتحمل رؤيتها بذلك  الوضع ..فأخذتها إلى المكان الذي يريحني.. علها ترتاح هناك ..أنا لا أطيق رؤيتها حزينة إلا بسببي ..أيعقل أن جلوسها معي هو السبب ..لا أعتقد هذا ..يبدو أن حالتها أسوء من ذلك ..ليتها تتحدث علي أريحها ..ربما. يكون زوجها هو السبب ..وربما يكون شيئ آخر ..لم أستطع مقاومة نفسي ..ووجدتني أمسك يدها علها تشعر بالأمان وتتحدث ..أنا معك يالمى ..أرجوك لا تبكي ..تمنيت لو أستطيع أن اقول. لها ذلك ..تمنيت لو يتركها زوجها لي أنا ..ولكن حتى لو تركها فهي بلا شك لن تفكر بي ولن تشعر بما أشعره حتى ..وعندما لمست يدها شعرت بنعومة بشرتها وطلبت من الزمن أن يتوقف.. وحاولت إفلات يدها ولكني قبضت عليها بإحكام ..وناديت الزمن مجددا ..نظرت إلي باستغراب ..ونظرت إليها بحنان متوسلا أن تتحدث ..فقالت لي :حامد ..أأقصد سيد حامد ..لماذا الرجال سيؤون ؟؟!لماذا يستغلون عواطف المرأة متناسين مشاعرها ووجودها ..لماذا؟؟


ثم انهمرت من عينيها أمطارا أحرقت قلبي ..فقلت لها: ليس كل الرجال هكذا ..لا تظليميهم ..


-أنا لا أظلمهم ..


-هل ترين في زوجك كل الرجال؟؟!


فتحولت دموعها إلى ضحكات ساخرة عاصفة… وأجابت باختصار :لا ..


ثم أفلتت يدها من يدي وانتشلت خاتم زواجها ورمت به في البحر وقالت لي :هيا بنا لنذهب ..لا أريد أن أتأخر أكثر من ذلك لو سمحت ..


فشعرت باليأس إنها لا تزال تخاف مني ومن ردة فعلي.. ولكني اليوم قررت أن اقلب المعادلة فيبدو أنها لا تقوى على استفزازاتي ..إنها إنسانة محطمة... سامحك الله يا عدنان كيف أمكن لك أن تعرفني على إنسانة مثلها ..من أنت أيتها المرأة الجليلة الرقيقة ؟..من أنت بربك أخبريني .!!من أنت يا لمى حتى تحدثي ضجيجا في قلبي وفي عالمي ..


ترجلت إلى السيارة ..وترجلت هي أيضا… ولكني لم أرد أن أبعدها عني أبدا. .إني أتنفسها وبعدها يخنقني ..وقربها يقتلني ..تمنيت لو الطريق إلى منزلها يطول ويطول إلى آخر العمر ..أريدها أن تبقى إلى جانبي ..ولا يحق لي ذلك فهناك من سبقني بهذه الخطوة منذ سنين ..


تبا لقد وصلنا وقد كنا طوال الطريق صامتين… أنا أفكر بها وهي إلى جانبي ..وهي تفكر بأشياء أخرى ليس لي الحق بمعرفتها… وقبل أن تنزل من السيارة قالت لي بهمس: سيد حامد!! 


-نعم ..


-شكرا لك ..كانت نزهة رائعة وفي وقتها أيضا ..


فابتسمت لها وقلت :نزهة!!!! على الرحب والسعة ست لمى . .


ثم نظرت إلى باب المدخل وقلت : أخبري علا أني في انتظارها… 


-ما رأيك أن تتفضل وترتشف فنجانا من القهوة.. لن نأخذ من وقتك كثيرا ..


فكرت للحظات ..هذا العرض مغر بالنسبة إلي لأنه سيقربني إلى عائلة لمى ..بالرغم من أنني متعب ..متعب من كل شيئ ..من نفسي وتفكيري والحواجز التي بيننا ..ولكن سطوة الحب غلبتني ..وقبلت الدعوة ..ثم دخلت إلى المنزل لأجد أختى جالسة إلى جوار صديقتها تضحكان ..وعندما رأتني علا قالت :ها هو حامد قد أتى… تعالي لأعرفك إليه ..


وسرت نحو الفتاتان باتزان وقلت لعبير: تشرفت بك ..أختي  تحبك كثيرا ..


فأجابتني الفتاة بخجل: وأنا أحبها كثيرا ..لقد حدثتني عنك ..وهي تحبك أيضا ..


فنظرت إلى أختي منتظرا ردة فعل لمى :هاه ماذا اخبرت الفتاة عني أنا أعرفك جيدا أنت تغارين مني ..!


وضحكنا ثلاثتنا ..إلا لمى كانت في عالم آخر ..وقد قالت لنا :تفضلوا سأحضر القهوة ..


لأول مرة سأشرب القهوة من صنع يدي حبيبتي ولكن ليس في المكتب هذه المرة ..فكم من المرات التي أجبرتها على صنعها لي مع


أن ذلك لم يكن وظيفتها واليوم تصنعها لي بملء إرادتها ..لا بد

أنه سيكون لها طعم خاص ..وصلت إلى باب المطبخ ثم عادت أدراجها لتسأل أختها: أين ولدي هل نام ..


فأجابتها أختها :اطمئني ..لقد بكى قليلا ثم ذهب إلى أمي ..وعلى ما أظن أنه سيكون ضيفها هذه الليلة ..فقد ناما سويا وأطربته بحكاياتها الساحرة التي يحبها ..


كان هناك لغزا غامضا بين عيني لمى وأختها ..لا بد أن الطفل قد بكى كثيرا لغياب أمه ..وهو غير معتادا على ذلك ..كم أنا رجل بغيض ..كيف أجبرتها على الذهاب معي ..

                     الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>