رواية من انت الفصل الرابع عشر14 بقلم ليلي مظلوم


رواية  من أنت


الفصل الرابع عشر


من أنت يا لمى حتى أحب المبارايات بسببك ..لقد بدأت أرى العالم بعين مختلفة ..بدأت أحب كل شيئ ..فعلا القلب الممتلئ بالحب هو قلب صاف ..

وتملكني الفضول لأعرف كيف أقنعت علا لمى بالسماح لفادي بالذهاب معنا غدا ..فبعد مغادرتنا ..سألت علا: هل لي أن أعرف كيف أقنعت لمى ..


وقبل أن أكمل كلامي أجابتني :هذه حيل نساء ما لك أنت بها ..


-أريد أن أتعلمها فربما تفيدني في المستقبل ..


-ربما إن أجبتك ستغير رأيك ..


-ولكن كيف زججت نفسك بالذهاب معي ..هبي أنني غير موافق على هذا ..


-ذهابي يعني ذهاب الطفل ..بكل الأحوال لقد أخبرتها أني أعشق أحد اللاعبين وأريد رؤيته ..وبدون ذهابك لا ذهاب لي. .فرحمت قلبي تلك التي لا تعرفني إلا منذ أيام ووافقت كرمى للحب. 


-الحب !!كم أنت وقحة ..كيف تتحدثين هكذا أمامي ..


-لأني أرى في عينيك لمعة الحب الحقيقي ..وبالتأكيد أنت تفهم إحساسي الآن ..


سحقا ..كيف أمكن لعلا أن تكشف أمري ..وصدق الكلام الذي يقول لا يمكن إخفاء هذا الشعور ..وأكملت علا لتصدمني بكلماتها ..

-ولكن كيف أحببت عبير بهذه السرعة ؟؟


-عبير!! ومن قال أن حبيبتي هي عبير ..


-لأنه لا يمكن أن تكون لمى ..وأقله أنا أعرفك جيدا كيف ستتزوج بمطلقة ..


-مطلقة ؟؟!!


-نعم.. ألا تعرف أنها مطلقة ..


وهنا تراءى إلى ذهني ذاك المشهد عندما رمت بخاتم الزواج في البحر ..يا إلهي ..لقد تحررت حبيبتي من ذلك اللعين والفرصة أمامي الآن ..ولا بد من معرفة المزيد: وما أدراك أنت ؟؟


-أخبرتني عبير ..ألم تلمح الحزن في عيني لمى.. إنها تحبه كثيرا ..وعلاوة على ذلك فقد تزوج وأنجب بنتا في الغربة ..ويريد أن يجمع العائلتين ..برأيك هل ستوافق لمى على ذلك ؟


وعاد اليأس ليعتمر قلبي مرة أخرى ..إذاً هذا سبب حزن لمى ..وتشتتها.. وبكائها ..أتراها تحب زوجها ..ولكن نظراتها بدت مختلفة ..حتى أنها طلبت مني عندما كنا على الشاطئ ألا أتركها ..هل تعني كلمتها حقا ..كيف لم أنتبه لهذا ..واليوم بدت غيرتها واضحة من سماهر ..كيف لم ألحظ هذا ..كم أنا رجل غبي! 


*******************--*****************

غادر جميع المعزين ..وبقيت أنا وعبير وفادي ننظر إلى بعضنا بحزن ونتذكر اللحظات التي جمعتنا مع الفقيدة ..وكم هي كثيرة ..واخترق فادي تلك الذكريات ليعبر لي عن حماسه وشكره لي بالسماح له بالذهاب إلى الملعب ..كيف وافقت لست أدري ..ولكن لابأس لا ذنب للصغار بحزن الكبار ..


طبعا لم أذهب في اليوم التالي إلى مقر عملي ..ولم يعد لي رغبة في ذلك ..ولكن العقد سينتهي بعد شهر ..ثلاثون يوما وأبحث عن عمل آخر ..وعلى حامد أن يخرج من حياتي بأي ثمن ..فأنا لا ينقصني الحب من طرف واحد ..يكفيني ما فعله بي طليقي الوقح .. 


في عصر ذلك اليوم ..حضر عدنان برفقة عبير وحامد إلى منزلنا ..وأخذوا معهم فادي إيفاء بالوعد ..وما إن اختفى شبح سيارتهم ..حتى ظهرت سيارة أخرى تقل سماهر ..وهي ترتدي اللون الأسود كقلبها وروحها ..وعلى ما يبدو أنها عرفت بأمر وفاة أمي ..وجاءت لتعزيني ..استقبلتها بابتسامة حزينة ..وصافحتها باقتضاب ..وكعادة المعزين قالت :رحمها الله لقد ارتاحت من الدنيا وهمومها ..


وقلت لنفسي: أرجو أن يرحمنا جميعا في الدنيا قبل الآخرة ..


ثم أشرت إلى الضيفة الثقيلة بالجلوس.. وأحضرت عبير القهوة ..ولذنا بصمت رهيب ..ربما هو احتراما لروح الميتة ..وربما هو تنافر طاقتنا ..وكسرت سماهر حاجز الصمت بقولها :شكرا لك على ترتيب الملفات بتلك الطريقة الذكية ..مع أن هذا ليس وقت الكلام ..ولكني فرحة جدا بعودتي إلى منصبي ..ولو تعلمين كم توسل إلي حامد لأعود إلى مكاني الأصلي ..


أجبتها باقتضاب :مبارك لك ..


-هل أخبرك أين ستكونين أنت؟؟


-لا ..لم يخبرني ..ولا يهمني الأمر ..ولا عودة لي للعمل قبل أسبوع ..


-حسنا علي الذهاب الآن ..وأشكرك مجددا على حسن ترتيبك وتنظيمك ..


-هذا واجبي ..


وما إن أفلت تلك الثقيلة ..حتى بدأت عبير بالسخرية منها ومن تصرفاتها المبتذلة ..ثم قالت :كيف أمكن لرجل مثل حامد أن يتمسك بفتاة مثلها ..؟


-ماذا تعنين بمثل حامد ..ماذا تعرفين عنه ؟؟


-لا شيئ سوى أنه رجل طيب ..رافقه فادي إلى مكان لا يحبه ألا يكفيك هذا ..حامد رجل بكل المقاييس ..


-هل أنت معجبة به ؟


-بصراحة نعم ..لقد رأيته مرتان ..وفي المرتين شعرت بانقباض في قلبي ..لقد ذكرني بحنان والدي ..


-إياك يا عبير ..إياك أن ينمو هذا الإحساس في قلبك لأنك لن تنالي إلا العذاب صدقيني ..


-ولم تغيرت ملامحك عندما أتى اليوم ؟؟إن كنت أنا معجبة به ..فبلا شك أنت عاشقة له ..


-عبييييير !!


لم تكمل عبير حديثها واكتفت بالذهاب إلى المطبخ لتوضيبه.. أما أنا فتمنيت لو أني لم أعرف حامد ولا طليقي وأنني لم أولد حتى.. 

ها هو طليقي المصون يتصل بي ..

-ألو نعم ..


-ألو ..لمى ..أنا أسف لوفاة أمك ..إنا لله وإنا إليه راجعون.. 


-حفظك الله ..


-هل تحدثت مع فادي بأمر مجيئي ..


-أهلك من فعلوا ذلك ..


-بصراحة ..أعلم أن هذا ليس وقته ..ولكني أرغب أن


نكون ثلاثتنا سوية ..فما رأيك بتسوية الأمور بيننا ..


-يا لوقاحتك ..كيف نسويها وأنت قادم مع زوجتك وابنتك ..


-لقد حلل الله لي أربع زوجات ..


-هنيئا لك بربك الذي حلل لك ..ولكن في شرعي أنا حرمت ذلك .


-لمى ..زوجتي أجنبية ..ولن تضرك في شيئ ..ولن أخبرها أساسا أننا تزوجنا مجددا ..


-أيها الحقير تريدني أن أتزوجك سرا ؟؟؟لا لا لا ..أنت مجنون حقا .

              الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>