رواية من انت الفصل التاسع عشر19 بقلم ليلي مظلوم


 روايةمن أنت 


الفصل التاسع عشر



-نعم ..أفكر ..فكري في الثروة التي تملكها إيلين ..ستصبح لنا مستقبلا ..سننعم في الرفاهية ..مقابل بعض الكلمات المعسولة ..وتمضية بعض الوقت معها ..


-كم كنت عمياء حين أحببتك ..وكم كنت خرقاء حين ذرفت الدموع لأجلك ..أنا حقا أشفق عليك وأشفق على إيلين ..إنها امرأة. مخدوعة ..على الأقل أنا عرفتك على حقيقتك ..


-دعيني من كلام الشعراء والأدباء الآن.. بعد يومين سأسافر أنا وهي ..ومن ثم أعود إليك لنتزوج ..


-لا وألف لا ...أنت تحلم وهنيئا لك بها ..


-وفادي ؟؟!!!


عندما سمعت باسم فادي انقبض قلبي ..كم أكره هذا الرجل إنه يستغل أمومتي لمآربه الشخصية ..كيف أتخلص منه لست أدري ..

فقلت: لا تقحم فادي في أمورنا الشخصية ..


فأجابني بصوت حازم :إما زواجنا وإما أن يكون فادي معي سأعود بعد أسبوع واحد لآخذه معي ..فكري في الأمر وهذه آخر مرة أتحدث معك بها ..كوني عاقلة واختاري مصلحة ابننا ..


-اخرج من منزلي ..أنت لا تعلم كم أكرهك ..


-سأكون زوجا صالحا ..وليبق معك فادي عشرة أيام فقط ليطير إلى حضني بعد ذلك أنت الخاسر الوحيد هنا ..


فصرخت بوجهه وبدأت أشتمه بأفظع الكلمات إلى أن أتت عبير وبرفقتها فادي ليعرفا سبب الصراخ ..ووقعت أرضا ..ولم أستيقظ إلا وأنا في المشفى.. فتحت عيناي بتثاقل ..ولم أسمع إلا همهمات ..ميزت صوت عبير وحامد ..أو كان يخيل إلي ذلك ..ثم أغمضتهما ولا زلت أسمع همس الطبيب وهو يقول :لا تقلقوا ..ودعوا المريضة ترتاح الآن لأن الانفعال يؤذيها ..ثم استسلمت لنوم عميق ..وحلمت بأن أمي تناديني ..وعندما نظرت إليها كانت ترتدي عباءة بيضاء وتمد لي يدها من فوق الغيوم ..وهي تقول :لمى اشتقت إليك ..تعالي إلي ياابنتي ..فهنا العالم أجمل ..لا حقد   ولا خبث ولا قهر ولا ذل ..ولا حتى راشد ..ثم سمعت نداء آخر كان صوت فادي وحامد يقولان لي :لا تذهبي ..نحن نحبك ونريدك معنا ..ووقفت حائرة إلى أين أذهب ..وانتهى الحلم لأستيقظ على حلم جميل ..إنه حامد… ما الذي أتى به إلى هنا ..؟؟

*************************************

كنت جالسا في غرفتي أفكر بلمى ..وكيف سأعترف لها بمشاعري لأنه حمل ثقيل أثقل قلبي ..وفجأة اتصل بي فادي باكيا وهو يقول :أمي ماااتت.. .


أقفلت الهاتف ..وتوجهت مباشرة إلى منزل 🏠 لمى وتمنيت لو كنت أملك بساط الريح   لأصل بسرعة ..لا لن تموت ..شيئ ما في قلبي أنبأني أن الطفل يبالغ في التعبير عن مشاعره ..وليس هناك مجال لأخمن ..ولكنها لن تموت ..لمى قوية وتحارب الموت ..


أحيانا عندما نسمع خبرا صادما بأن أحدهم مات لا نصدق الخبر حتى وإن رأينا الجثة ..خاصة إن كنا مجتمعين معه منذ ساعات او دقائق ..وأحيانا تمر السنين ونحن نرى طيفهم يحوم حولنا ..لأننا لا زلنا رافضين تصديق تلك الحقيقة المرة .. 


وأخيرا وصلت لأجد عبير تحاول إيقاظ لمى المتمددة أمامها إلى الارض والدموع تغسل وجهها ..لكنها لم تفلح ..وبدون وعي مني حملت لمى بين ذراعي ..ولحقت بي عبير ومعها فادي ..ثم طرت بها إلى أقرب مشفى .. الحمدلله لا زلت أسمع أنفاسها الطاهرة ..إنها لم تمت ..وبعد   أن فحصها الطبيب أخبرنا  أنها تعرضت لصدمة قوية وعليها أن ترتاح الآن ..وطلب منا الخروج ..فخرجت عبير والطفل الصغير ..إلا أنني أصريت على البقاء  بحجة أنها خطيبتي ..وقبل الطبيب ذلك شريطة ألا أزعج المريضة .. وجلست بقربها أرجوها أن تستيقظ ..إلى أن فتحت عينيها الجميلتين وقالت بصوت مبحوح والابتسامة تزين ثغرها :حاااامد!! 


-ياقلب حامد ..


-هل أحلم أم أنك هنا حقا ..وما الذي أتى بي إلى هنا أصلا ..؟


-سيارتي المتواضعة… 


وحاولت أن تجلس ..لكنني منعتها من ذلك وناديت الطبيب ..الذي فحصها مجددا ..وأكد لي أنها بخير ..وتحتاج إلى الراحة الجسدية والنفسية فقط ..ويمكننا الخروج من المشفى ..


خرجت من الغرفة حتى تحضر لمى نفسها ..ووجدت عبير شاردة الذهن كئيبة الوجه   مذهولة الملامح ..اقتربت منها وقلت لها: لا تقلقي أختك بخير ..ستخرج بعد قليل ..ولكن ما الذي حصل حتى وصلت إلى هذه المرحلة ؟


أجابتني بعد تنهد :تشاجرت مع راشد ..ولكن هل حقا أنتما مخطوبان ؟؟هل تحب لمى ؟


تبعثرت كلماتي من شفتي ..واضطررت أن أكذب :لا الأمر ليس كذلك ولكني كذبت على الطبيب حتى يسمح لي بالبقاء إلى جانبها !


-ولهفتك التي زلت أراها في عينيك ..هل هذا كذب أيضا ؟؟


-ما بالك يا عبير لم أنت منزعجة هكذا ؟


-لا شيئ ..أنا ذاهبة لأطمئن عنها..


ثم مشت أمامي بخطوات غاضبة ..أيعقل أن عبير تخصني بمشاعرها وشعرت بالغيرة من اهتمامي بلمى ..يا إلهي هذا ما كان ينقصني .بالطبع إن عرفت لمى بالأمر لن تفكر بي أبدا لأنها ستضحي بحبيبها من أجل    أختها ..أنا أعرف طبعها جيدا ..وأرجو أن يكون حدسي مخطئا ..المهم الآن أن أتأكد من مشاعر لمى ..ولا بد من معرفة ذلك في القريب العاجل ..


رافقت لمى وأختها وابنها إلى المنزل ..ثم ودعتها بعد أن اطمأننت أن حالتها مستقرة ..وأكدت لي أنها لن تتغيب عن الدوام في اليوم التالي ..وشكرتني بصوتها الحنون الخجول ..


في اليوم التالي توجهت إلى عملي..وكلي نشاط وحيوية ..كيف لا وأنا سأقابل لمى   وسترافقني لست ساعات كاملة ..ولكن المفاجأة أن سماهر استقبلتني بوجه عبوس وقالت لي بمكر: لقد قدمت استقالتي ..لأن خطيبي لا يرضى أن أعمل بعد الآن !!


-خطيبك ؟؟!!البارحة كنت خلية ما هذه المفاجأة السريعة السعيدة !!مبارك لك بكل الأحوال !!


-شكرا لك ..وعقبى لك أيضا ..وأود أن أعبر عن مشاعري قبل رحيلي :أنا أكرهك وأكره لمى ..أنتما تليقان ببعضكما البعض ..وإن كانت تحتفظ هي ببعض الطيبة فلا تلوثها بدناءاتك ..

                الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>