رواية وعود متناثرة
فرجعت الى الوراء قائلة: ومن قال لك اني اريد العودة ..بل ارجوووووك ان. تسرع في اجراءات الطلاق ..
فاقترب منها غاضبا ..ومعاتبا ..وخائفا ..وقال: هل انت مجنونة؟ ..هل مجرد تاخري عن المنرل يستحق الطلاق ..تبا لهذا الهاتف ..الذي اعطاك الفرصة كي تتصلي بي متى تشائين ..!
ثم حمل هاتفه ..ولاحظ وجود رسالة منها ..وعندما فتحها ..تبدلت ملامحه ..وتلكأ لسانه ..ثم نظر اليها كطفل يشعر بالذنب تجاه اهله ..وقال :ااانت مخطئةةة.. الأمررر ليس كمااا تظننييين ..انها مجردد صداقة عادية…
فضحكت ساخرة وقالت :وهل الصداقة تسمح لك بالكذب على زوجتك ..؟!
فوضع شاشة الهاتف امام ناظريها قائلا: انها صديقتك يا غبية ..فان خنتك انا ..هل تظنين انها ستفعل؟؟!!
فتنهدت مستهزئة وقالت: بكل الاحوال انها تتصل بك الآن ..لا تضع هاتفك على الوضع الصامت ثانية ..يبدو انها فتحت هاتفها هي ايضا ..وقد وعدتني بالمجيئ لتسهر عندي ..فاسهرا سوية وامضيا وقتا ممتعا ..
واكملت وهي تغادر :الآن يمكنك اجابتها ..وداعا ..!
ثم خرجت من المنزل مخلفة وراءها احاسيس مختلفة ..فيامن نفسه لم يعرف من يحب اكثر ومن يريد ..ولم. يكن يشعر باسى وحزن زوجته ..وفي الوقت نفسه يشعر بانجذاب قوي تجاه تهاني ..ومع هذا.. وهو في ظل معركته المشاعرية ..اجاب تهاني ..التي قالت له: هل وصلتك الصورة كما وصلتني ؟؟!
اجابها: نعم ..وقد غادرت كريستين طالبة مني العجلة في طلاقها ..
فتنهدت وقالت له; موقف صعب ..ولكن هذا ما كان يجب ان يحدث ..والا كيف ستجمع بيني وبينها ..عليك ان تختار الآن ..ولا تنسَ انني من اخترتك وخسرتها كصديقة ..وهي تركتك وخسرتك كزوجا له ..وعلاوة على ذلك خسرتني كصديقة ..ارجوك كن منصفا في اختيارك ..وضع في بالك ان الامور لن تعود كعهدها السابق بينكما ..وسيبقى هذا الموقف عثرة في طريق زواجكما ..انا احبك يا يامن ..وانتظرك في الايام القادمة لتاتي لخطبتي ..واعلم اني ساخسر صديقاتنا المشتركة ايضا ..فانهن بالتاكيد سيقفن الى جانبها بعد ان يسمعن بالذي حدث ..فلا تجعلني الخاسرة في كل شيئ.. !
والجدير بالذكر ان تحليل تهاني للمواقف ..كان مخططا له سابقا ..والا فكان عليها ان تشعر بعذاب الضمير ..او بوخز في قلبها ..ويبدو انها حدثت نفسها كل ليلة بما تلته على يامن الذي اقفل الهاتف ..وبدا يفكر بكل الذي حدث ..ولم ينم تلك الليلة ..وهو يجهد في اتخاذ قراره ..فعلى ما يبدو انه خسر كريستين الى الابد ..ولن تسامحه ..فهل يخسر تهاني ايضا ؟؟انه لمن الظلم ان يفعل هذا بنفسه ..لذلك كان قراره الحاسم هو طلاق كريستين التي لم يفكر ان يطلب منها المسامحة ..والزواج بتهاني التي تلت على اذنيه وعودها الوردية ..وماذا يعني تلك امراة وهذه امراة ..المهم ان يحصل على الانس وراحة البال ..وتبا للحب !!مهلا ..لماذا يلعن الحب؟ ..وهو بالفعل يكن لتهاني مشاعر خاصة ايضا ..
اما كريستين ..فعندما وصلت الى منزل اهلها وهي تحمل الحقيبة بين يديها ..كانت في حالة صعبة جدا ..ولم تخبر اهلها اي شيئ ..سوى انها تريد الطلاق ..مترفعة عن ذكر السبب ..ربما لان هذا من حسن اخلاقها ..وربما لانها لا تريد استرجاع ذكريات اليمة ..ولكن كيف سيخفى الخبر عنهم عندما يسمعون بزواج يامن من تهاني ..
وبعد فترة اتصل يامن بحبيبته واخبرها بقراره ..وفرحت لذلك جدا ..وطلبت منه اخبار اهله ..لتخبر هي اهلها ...فقال لها :ليس قبل ان اطلقها ..لا اريد لاحد ان يعلم بهذا القرار قبل الطلاق ..لان البعض قد يتدخل بداعي الاصلاح بيننا ..وانا اوقن انه لا فائدة من ذلك ..وسيكون مجرد مضيعة للوقت ..
وبعد مرور عدة ايام ..تم الطلاق ..ولم يكن اهل يامن على علم بذلك ..والآن عليه اتخاذ الاجراء التالي وهو خطبة تهاني… والجدير بالذكر ..ان كريستين لم. تكف عن البكاء في ليلة طلاقها ..فمهما يكن هي بالفعل كانت تحب زوجها وتنعم معه بحياة سعيدة ..لولا تدخل صديقتها المقربة ..والتخطيط لسرقة زوجها منها ..وقد افلحت
بذلك ..وقررت ان تطوي تلك الصفحة بكل تفاصيلها ..ولا تسمح لها بالانكسار ..فعليها ان تبدا من جديد ..وخاصة ان اهلها كانوا يقفون الى جانبها وقد احترموا قرارها دون معرفة السبب ..اووه لقد تم كل شيئ بسرعة ..وكانه كابوس مرعب بحق المشاعر ..اما يامن فتوجه الى منزل اهله.. وقد استغربوا وجوده دون زوجته ..فهم ليسوا معتادون على ذلك ..وسالوه مباشرة عنها ليصدمهم بقوله: لقد تطلقنا ..وانتهى الامر ..
وبدت علامات الاستغراب واضحة على محياهم ..وقالوا له: كيف تتخذ تلك الخطوة دون اخبارنا ..وهل ستجد امراة ككريستين ؟؟
وازدادت علامات الاستغراب وضوحا عندما قال لهم: واريد الزواج بامراة اخرى ..اكثر جمالا منها ..
ثم نظر الى امه وقال بوقاحة: اليس هذا مرادك يا امي عندما كنت ملقى على سرير المشفى ..الست انت من قلت انها نذير شؤم ..ماذا تغير الآن ؟؟
فقالت له: كنت في حالة حزينة جدا ..ولكن زوجتك بحكمتها وطيبتها استدركت الامر ..فلا تلقِ باللوم علي الآن ؟؟
فقالت اخته; ومن هي التي استبدلتها بذلك الملاك الذي لا تستحقه…
فقال بفخر :انها تهاني !!
فردت يدها الى فمها قائلة: هل تقصد صديقتها التي كانت تسهر دائما عندكم ..هل جننت؟؟الهذه الدرجة غادرتك الاخلاق ..
فوجه نظره الى والده الذي كان يستمع الى الحديث بحذر ..ثم قال: وانت يا ابي ..اليس لديك ما تريد توبيخي به؟
