رواية وعود متناثرة
فاجابها باستغراب :اهلا تهاني ..كريستين ذهبت الى السوق ..ربما هي مشغولة لذلك لم تستطع الرد عليكِ..
فقالت تهاني :ولكني لم اطلب كريستين ..اتصلت بك انت ..اعلم انها خرجت من المنزل ..!!
فصمت للحظات ..ولم يعرف بماذا يجيبها ..ما الذي تريده منه ..وكيف عرفت بخروج كريستين ..ومن اين حصلت على رقمه اساسا..
واخترق جدار الصمت سؤال تهاني: كيف حالك ..كنت افكر بحالتك ليلة البارحة ..واردت الاطمئنان عنك .ولا تسال نفسك من اين حصلت على رقمك . .فعندما اريد شيئا احصل عليه بأية وسيلة ..ولكني لم اشأ ان اتصل بك وكريستين موجودة ..لانها قد تشعر بالغيرة عليك ..فانا اعلم كم تحبك ..ولا بد لمشاعر النساء ان تتحرك ..
فقاطعها قائلا: ومن قال لك ان زوجتي غبية لتغار من اي امراة… هي تعلم مقدار حبي لها ..وتوقن جيدا ان قلبي لن يلتفت لغيرها ..
فتغيرت نبرة صوت 🔉 تهاني ..وقالت بغنج مصطنع: صحيح ✔ معك حق ..وانا اغبطها على تلك النعمة .ولكن الاحتياط واجب ..ارجو الا تخبرها بامر مكالمتي ..كيف حالك الآن؟؟
فاجابها: الحمدلله من حسن الى احسن ..وساحترم رغبتك بعدم اخبارها ..
فشكرته على حسن اخلاقه ..ثم اقفلت الهاتف ..وقد شبت نار الغيرة في قلبها.. محدثة نفسها: ما الذي يميز كريستين عني ..حتى اقابل بهذا الجفاء.. وانا التي اكسر قلوب الرجال ..ساريك يا يامن ..اقسم انك ستحبني رغما عنك او بارادتك ..
وقد تعرض يامن لجلسات فيزيائية مكثفة ..وشيئا فشيئا بدا يستعيد عافيته ..وزوجته الى جانبه ..ولا استطيع ان اصف لكم فرحة بطلتنا بعد ان مشى يامن لاول مرة ..وتحدى نفسه ..الى ان تخلص من الكرسي
اخيرا ..وتبرع به كما كان متفقا مع زوجته ..عل الذي سيأخذه منه يعتبره بشرى له ..بانه لا شيئ مستحيل مع الارادة ..وعاد يامن الى طبيعته ..وافرح قلوب محبيه ..وتوافدت الاحبة لتهنئته ..وكان يقول لهم جملته الشهيرة :قدروا نعمة الله .فانا لم اكن اتحسس نعمة المشي ..حتى فقدتها.. والمدهش اننا نملك كنزا في فمنا ..فكلما فقدنا سنا او ضرسا تناقص ذلك الكنز… لذا اهتموا بكل عضو فيكم ..واشكروا الله على تلك النعمة ..
وعندما اطلق جملته امام تهاني التي حضرت لتهنئته هي ايضا بدون ان تشعر بالذنب كونها تحدثت معها بالخفاء عن كريستين .قالت له: الا ترى انك تبالغ قليلا بمواعظك.. من الطبيعي ان نشعر بكل اعضائنا ..!!
فضحكت كريستين :الا قلبك الذي اقفلته منذ زمن بعيد ..واحرقت قلوب الرجال ..
وقد استفزت يامن تلك الجملة ..فهو يحب الفتيات الصعبة المنال ..ويتلذذ بتكسير غرورهن وكبريائهن ..فقال بفخر :لا بد من ياتي ذلك الذي يملك المفتاح ويدخل دون استئذان ..
فاجابته تهاني :لا اظن فقلبي قد ضاع مفتاحه ..اصلا انا لا اثق بالرجال.. !
فلوى شفتيه معبرا عن استيائه قائلا باستفزاز :ساعد الله قلب ذاك الذي سيفوز بك ..انت مغرورة جدا ..وتحتاجين الى شخص صاحب شخصية قوية ليكسر لك عنفوانك ..
فضحكت وقالت :بنظري قد انقرض الرجال ..وليس بينهم من هو صاحب شخصية قوية ..بل انه يذوب عند اول كلمة حانية ..او نظرة غير مقصودة ..
وهنا تدخلت كريستين لانها شعرت ان الحوار تحول الى تحد واضح وخشيت ان يجرح احدهما الآخر بكلامه ..فقالت :حسنا يا تهاني هل تريدين شرابا ساخنا ام باردا.. ؟
فاجابتها تهاني بدلال.:بل باردا… علي ان اطفئ النار التي تأججت في قلبي بسبب حديث زوجك ..
فضحكت كريستين مكملة مهمتها في انقاذ الموقف :حسنا ...لك هذا ..ولكن زوجي يحب المزاح وارجو الا تغضبي منه ..
ثم توجهت الى المطبخ لاعداد العصير ..ونظرات التحدي بدت واضحة بين يامن وتهاني ..وقد قال يامن محاولا استفزازها :انت فتاة غريبة الاطوار ...ولكنك تتمتعين بجانب ايجابي لا يستهان به فقليلات من يمتلكن شخصية كشخصيتك ..قوية ومرنة في الوقت نفسه ..
فطربت اذنا تهاني لسماعها تلك الكلمات ..
وحدقت به جيدا لتتفحص ملامحه ..وركزت نظرها على اهدابه.. ثم. قالت: هل اعتبر هذا غزلا مبطنا ؟؟!!
وقبل ان يجيبها كانت كريستين قد حضرت من المطبخ ..وهي تحمل بين يديها كوب العصير لتقدمه الى ضيفتها التي ما اتت الى منزلها الا لترى نظرات الاهتمام من زوجها ..فهل افلحت في ذلك .؟؟وهل سيهتم بها
وينفذ رغبتها ..وكان يامن بين الفينة والاخرى يسترق النظر الى تهاني ليراقب تعابير وجهها ..متذكرا ذلك اليوم الذي اتصلت به فيه ..ترى هل كان اتصالا عاديا ام ان هذا ديدنها ظنا
منها انه ستوقعني في شباكها ..يا لزوجته كم هي طيبة القلب ايعقل ان الشيطان يرافق الملائكة ليستغلها .؟.ولكن التحدي الذي نبت في قلبه وعقله ابى ان يغادر مخيلته ..!
ومرت عدة ايام. ..وعاد يامن الى عمله ..وانشغل بامور العمل ..وذات يوم ..وبينما كان يغادر مكتبه رن هاتفه لتكون تهاني ..فاجابها بسرعة :اهلا تهاني… هل اصيبت زوجتي بمكروه لا سمح الله ..؟