رواية وعود متناثرة
فقالت له: ليست زوجتك بل سيارتي ..ولم اجد غيرك ليساعدني.. ثم ما ادراك اني صاحبة الرقم هل دونت رقم هاتفي ..؟
فتنفس الصعداء وحمد الله ان زوجته بخير ..وقال بابتسامة خفية :لم ادوّنه على الهاتف انما في عقلي ..فهذا رقم غريب كصاحبته ولا يمكن ان انساه ..والآن اعطني العنوان لأذهب اليك ..
وبعد ان اعطته العنوان توجه الى المكان ..ثم ركن سيارته جانبا ..ووجدها واقفة. امام السيارة ..وتنظر اليها بعتب ..فادارت وجهها وقالت :لو كانت سيارتك طائرة ✈ لما حضرت بهذه السرعة ..الم تتعلم من ذلك الحادث ..؟
فرفع حاجبيه بكل ثقة وقال: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ..اطمئني..
ثم حاول فحص السيارة ..وبعدها قال لها :تحتاج الى ميكانيكي ..ساتصل باحدهم ليهتم بامرها ..
ثم اخرج هاتفه واتصل بالشخص المقصود ..الذي حضر الى المكان بعد مدة قصيرة… وبعد ان. فحص السيارة قال: تحتاج بعض الوقت… ولكن لابأس العطل ليس سيئا لتلك الدرجة ..
فقالت تهاني :اوووه هل سابقى واقفة هنا ..كم اكره الانتظار !!!
ثم نظرت الى يامن بخبث ..وقالت :ما رايك ان تدعوني الى الغداء ..؟؟
ففكر للحظة وقال :حسنا ..انه اقتراح لابأس به… !
فقالت له: ولكن هل ستخبر كريستين بهذا ..ارجوك لا تفعل ..!
وما ان اكمل كلامه حتى رن هاتفه وكانت كريستين فقالت له: اين انت .لم تاخرت في الحضور ؟
فقال بتلكؤ: ساتغدى خارج المنزل مع احد زملائي.. عليك ان تتناولي الغداء وحدك اليوم ..!
ثم ضحك محاولا اخفاء كذبه :اعذريني ..انا آسف ..
فاجابته بيأس :حسنا ..كما تريد مع اني طهوت لك الطعام الذي تحبه ..
فقال بثقة : لا تخافي ..لن اهرب من هذا الفخ ..فمساء عليك بتزيين السفرة كعادتك ..
ثم ذهب مع تهاني الى احدى المطاعم.. وتناول معها اطراف الحديث بشغف ..محاولا التعرف على الشخصية التي امامه بحذر ..فتارة تتعامل بغنج ودلال ..واخرى تنم عن شخصية متزنة ..وفي بعض الاحيان عن انسانة لا تثق بالرجال ..ولكن مهلا لماذا اختارته هو تحديدا عند تعرضها لتلك المشكلة ..هل تثق به على غير صفاتها ؟..ام هناك هدف آخر !!لتشعره بالمسؤولية تجاهها مثلا؟؟..فقال لها محدقا بتضاريس وجهها: اليس لديك اخوة شباب ؟
فاجابته :بلى ولكنهم في العمل ..انا آسفة ان اخذت من وقتك ..
فقال لها واضعا يديه فوق راسه: لا الامر ليس كذلك ..
ثم اقترب براسه من وجهها وقال بهمس ;ولكن لماذا اخترتني من بين كل الرجال لهذه المهمة ..
فشعرت بالاحراج ..واحمرت وجنتاها.. ثم اجابت بتلكؤ: لااعلم صراحة ..ولكن اشعر انك رجل يعتمد عليه ..
فهز براسه قائلا: ممم حسنا ..شكرا على اطرائك ..وارجو ان تتعطل سيارتك يوميا ..
فابتسمت بخبث وقالت ;ليس من الضرورة ان تتعطل سيارتي ...يمكنني رؤيتك في اي وقت تشاء. بصراحة انا لا اشعر معك بالوقت ..وكانك تبتلعه ..بظرافتك ولباقتك ..وحسن ادارتك في التحدث..
فاثارت تلك الكلمات حفيظته ..وقال :غريب امرك ..تارة تحنين ..واخرى تجنين ..
فضحكت :انا مجنونة بكل الاحوال ..وتوقع من المجانين كل شيئ..
فاجابها بحذق :وانا احب المجانين ..وامنيتي ترويضهم ..والآن علينا ان نذهب ..لقد تاخرت كثيرا… .وقد اضطر للتعامل مع مجنوننتي في المنزل .
.
فقالت بغيرة :مجنونتك؟ ..الهذه الدرجة تحبها؟؟لا اعلم كيف تسويان اموركما وكل واحد في واد ..انتما تتمتعان بصفات متناقضة!!
فقال محاولا المغادرة وهو يلملم اغراضه الخصوصية عن الطاولة (مفتاح سيارته. وهاتفه):انها اهلا للمشاعر الصادقة ..فلم ارَ في حياتي زوجة افضل منها..
فاجابته محاولة حمل حقيبتها: وهل جربت غيرها لتصدر حكمك هذا ؟؟!!
فوضع يده على حقيبتها بغضب وهدوء متناقضين :كوني صريحة واخبريني ماالذي تريدين الوصول اليه ..؟!
فقطبت حاجبيها مستنكرة :لا شيئ ..ما بالك انت تعلق على اي كلمة عابرة ..انه مجرد تساؤل ..!
وفجاة رن هاتفها لتكون كريستين ..وعندما ترشفت احرف اسمها على هاتفها ..شعرت بوخز في قلبها ..وقالت :انها كريستين ..!!ايعقل انه عرفت اننا سوية ؟؟
فرفع راسه مشيرا الى ان كلا ثم قال: لا اعتقد هذا ..اجيبي هيا ..
فاجابتها بصوت مرتجف ;اهلا كريستين ..
فقالت لها: ما رايك ان تاتي الى منزلي حتى نتسامر الاحاديث ..لقد تاخر يامن اليوم ..واظن انه سيعود مساء لهذا لن يكون هنا ليزعجك !!!
فتنفست الصعداء وقالت: اتمنى ذلك ولكني مشغولة ..انا آسفة ..قد اذهب مساء ان سنحت لي الفرصة ..
فقالت كريستين :حسنا كما تريدين ..اهلا وسهلا بك في اي وقت ..وداعا ..
فقالت تهاني بفرح: اراك مساء.. تراني بدات ادمنك ام ماذا ؟؟
