رواية❤️سنين عمري الضائعة❤️..
الجزء الرابع عشر ..
يا لفرحة الامهات عندما يجدن اولادهن يسعين الى تأسيس حياتهن الخاصة ..ولو امكنهن ان يعطين ارواحهن لما قصرن ..المهم ان يلمحن بريق ✨ السعادة في عيون فلذات اكبادهن ..
وبما انه اصبح لميثم منزله الخاص ..فقد طلب من صاحب الشركة ان يزيد له من الاجرة ..وقد فعل ..وسارت الامور على خير ما يرام ..وكما خطط لها ميثم ..حيث كان دائم اللجوء الى الله ..وهل غير الله يفرج لنا همومنا ..وكان يشعر بطلنا بحنان ورحمة ربه ..لان كل الامور تيسرت امامه ..من وقت دخوله الى المعهد الى هذه اللحظة ..وقد نظمها تنظيما ملفتا ..ففي عمر كذا سيستلم عملا ..وفي عمر كذا سيخطب ..وعمر كذا سيتزوج ..وهكذا!! هو شخص نظامي ..ويحب ان تكون الامور في وقتها المناسب ..والجدير بالذكر انه كان متفوقا في دراسته وعمله ..وهذا توفيق جلي من الله ..
وانتهى ميثم من تجهيز المنزل بالكامل ..حتى ان ملاك قد ارسلت بعض الاغراض التي تخصها مع احد الاشخاص المسافرين الى وطن ميثم الثاني ..ليرتب امورها.. وامضى ميثم وملاك ..طوال الفترة الماضية بغضب ثم يتصالحان وبعدها يضحكان مما اقترفاه بحق بعضهما البعض ..هكذا هم العشاق ..يتنازلون من اجل حبهم ..وبعض الرجال يحبون ان تناقشهم المراة ولا توافقهم على كل شيئ.. صحيح ان ملاك ليست من النوع الذي يناقش.. ولكن اختلاقها للمشاكل او طريقة تصرفها بحد ذاتها تستدعي النقاش والبحث ..وربما كان هذا تعويضا عن ذاك في عالم الرجال ..والا لوجدنا صاحبنا قد انفصل عنها منذ زمن ولم يعقب ..ليس لانها سيئة بل هي لها معجبيها بصفاتها ايضا ..وخاصة انها تتمتع بجمال ساحر ..والمشاكل هي بهارات الحب كما يقولون!! وان زادت كمية البهارات عن حدها ..لفسد الطعام !!
وحان الآن تحديد موعد الزفاف ..وطبع البطاقات ..وحجز الصالة والامور الاخرى المترتبة لحفل الزفاف ..وتم طبع البطاقات ..والجدير بالذكر ان اخ ميثم قد حدد موعد زفافه هو ايضا بعد اسبوع من زفاف ميثم ..وقبل ايام قليلة من الموعد المقرر ..قامت ملاك بارسال صور فساتين العرس له كي يساعدها على اختيار ما سترتديه ..واعطاها رايه بان هذا او ذاك وهكذا ..واخبرته ايضا انها ستذهب للبحث عن فساتين اخرى في محلات اخرى برفقة صديقتها ..فقال لها: حسنا ..موفقة يا زوجتي المستقبلية ..وانت وحدك من يملك حق الاختيار ..لانك انت من سيقوم بارتدائه ..
وبالفعل بعد مدة قصيرة ..ارسلت اليه انها وجدت الفستان الذي استهواها ..وبعثت له الصورة ..وكانت متحمسة جدا ..وفرح ميثم لفرحها ..وابدى اعجابه بالفستان ..مع ان الرجال
باغلبهم ..يرون بان الفساتين متشابهة ..ووحدهن الفتيات من ينتبهن الى الموديلات ..وان كان الفرق بين هذا او ذاك .. هو حبة لولو واحدة !!
وبعد الحديث عن الاشواق ....وكيف ستكون ترتيبات الزفاف ..وان ملاك ستكون العروس الاجمل لانها ليست اصلا بحاجة الى مساحيق التجميل . .فجمالها الطبيعي يكفي لمنافسة اي عروس امامها ..طبعا الفتاة جميلة جدا ..ولا يمكن نكران هذا ..ولكنها زادت اضعافا في عيني ميثم ..وكانت آخر كلمة قالها: تصبحين على خير يا حبيبتي !!
واجابته :وانت بالف خير يا روحي ..
وفي صباح اليوم التالي اتصلت والدة ميثم به وقالت له: ما بك انت وملاك???
فتفاجأ من سؤالها واجابها باستغراب :ما بنا انا وملاك?? لم افهم!!
فقالت له: اخبرني اذن لماذا طلبت الطلاق ??
فصدم ميثم اكثر واكثر ..وظن ان امه تريد ان تقوم بتخويفه ..او ممازحته فقال لها: ماذا??? هل تمزحين??!!
فاجابته بكل جدية :انها هنا هي ووالدتها وطلبت الطلاق ..انا لا امزح !!
ثم همست له: هي مصرة على رايها واتفقت انا ووالدتها ان نقوم باخافتها ..علها تخاف و ترجع عن قرارها ..فاسمعها موافقتك ..وانه ليس لديك اي مانع!!
عندها قام ميثم برفع صوته قاصدا اسماع ملاك: لا يوجد اي مشكلة لدي ..ان ارادت هي ذلك فليكن !
ولكن على ما يبدو ان الام وابنتها قد اتفقتا قبلا على امر الطلاق ..مع العائلة كلها وحسموا الموضوع بشكل جذري ..
الهذه الدرجة يكون الاستهزاء بمشاعر الناس ..كيف تقوم امها بالاتفاق مع ام ميثم لاخافة ملاك علها تعدل قرارها ..هذه الامور ليست محرجة انها مصير حياة ..ولا بد من الجدية اكثر ..!
وقالت ام ميثم لولدها :تريد ملاك التحدث اليك !!
قال لها باسما وهو يظن ان الامر مجرد حيلة :هاتها !
فأخذت الهاتف من والدته وقالت له بنبرة لم تكن على هذا النحو من الجدية قبلا :اسمعني ..انا اشعر ان مشاكلنا قد زادت عن حدها ..ونحن دائما نتشاجر ..واشعر اننا لا نليق لبعضنا البعض ..لهذا طلبت الطلاق ..هل تغضب او تنزعج من الامر ??
وبعد سماع ميثم لتلك الكلمات شعر بحرارة الموقف ..وان الامر جديا ..ولكنه لم يستوعب ما الذي حصل فجاة ..فاجابها بطريقة مستفزة ..وصوت لا يمكنك ادراك ما يشعره صاحبه في تلك اللحظات: كلا ..لا انزعج ..ولا اتضايق ابدا! انه امر عادي جدا ..!
فقالت ملاك لامه :ارايت? انه لا ينزعج من هذا القرار!! وسيطلقني ايضا ..
عندها اخذت ام ميثم الهاتف من ملاك وقالت بصرامة :حسنا يا ميثم ..اصبح الامر محسوما عندنا ..وعليك تطليقها فعلا..
لا اعلم بماذا اصف لكم هذا الذي حدث ..هل هناك فتاة عاقلة ..تقول لخطيبها :اوتغضب ان تطلقنا قبل ايام قليلة من زفافهما ..اي سؤال هو هذا !!بل اي غباء.. ليتني استطيع الدخول الى عقلها علني اعرف كيف تفكر !!!
