رواية سنين عمري الضائعة الفصل السابع7 بقلم ليلي مظلوم


رواية ❤️سنين عمري الضائعة❤️ ..

الجزء السابع ..


وحاول استدراك الموقف ..والصدمة التي تلقاها ..وتظاهر انه لم يبالِ بسماع هذا الخبر الذي ازعجه جدا !!وربما زوجة عمها واسمها ريما قد لاحظت ذلك  بالرغم من كل محاولاته لاخفاء مشاعره ..وعدم ابداء اي تاثير قد تاثر به ..ودعا بينه وبين نفسه ..الا يوفقهما الله ..وان تنتهي علاقتهما باسرع وقت ممكن.. لقد حزن حزنا كبيرا بالفعل اخترق صميم قلبه ..وكل مشاعره! ولم يكن يعرف كيف يواسي نفسه في تلك الفترة ..ويظهر للجميع انه غير مهتم ..وان الخبر بالنسبة اليه كان خبرا عاديا ..


اين هو برود مشاعرك يا ميثم ..هل تحول الى نار حامية ..بعدما سمعت بأمر خطبتها ..?لماذا هكذا نحن البشر ..ندرك قيمة من نحبهم بشكل جلي عندما نشعر اننا سنخسرهم ..والدليل على ذلك ..ان  احدنا يشعر بجمال سيارته او اي قطعة اثاث في منزله ..عندما يبيعها وتصبح ملكا لغيره ..حتى الشجرة التي منع آدم من الاكل منها ..لم يكن يميزها اي شيئ عن باقي الشجرات سوى انها محظورة فقط ..هكذا هي جبلة البشر الا ما ندر !!


وبعد مرور عدة اشهر ..ذهب ميثم لزيارة ريما وزوجها كعادته ..وبينما كان الجميع يتحدث ..ويدلي بكلماته المازحة هنا وهناك ..نظرت ريما الى ميثم باهتمام ..وقالت له: لقد انفصلت ملاك عن خطيبها ..هل عرفت بذلك?? 


ولم يعرف ميثم هنا كيف يخفي مشاعره الفرحة ..لقد انتشرت السعادة في مخيلته ..وتخاوت مع كريات دمه ..يا للتناقض بين هذا الخبر والخبر الذي  سمعه حين عرف بامر خطوبتها ..ردة الفعل كانت هي هي من حيث قوتها وتاثيرها على قلب ميثم ..ولكنها متناقضة تماما ..فالقشعريرة تصيينا حينما نفرح فرحا شديدا ..او نحزن ونفاجأ بما سمعناه ..وكما اننا لا نستطيع ان نخفي حزننا بسبب عيوننا الفاضحة ولمعانها المتمرد ..ايضا لا نستطيع ان  نخفي ذلك البريق المترافق مع ابتسامة لا نستطيع السيطرة عليها ...وهنا اراد ميثم ان يخفي فرحه كما اخفى حزنه بالامس بغض النظر ان نجح بمهمته ام لا الا انه قال بابتسامة خفية ..وطريقة متجاهلة :اوووف ..لماذا ??


فاجابته ريما :كل شيئ نصيب.. 


ثم تلت عليه عدة اسباب ..لم تلفت نظره ..فكل ما يهمه من الامر هو فكرة انفصالها ..واوحى ان ابتسامته ساخرة ..الا انها كانت ابتسامة فرح وغبطة !!

وعلى الرغم من انفصالها… الا ان ميثم لم يكن بمقدوره اعادة الحياة الى علاقته معها ..وبنفس الوقت كان يتوق لرؤيتها ..ويشعر بالغيرة ان رآها مع  احدهم ..يريدها لنفسه.. ولا يستطيع ذلك ..ولا يريد لاحد الاقتراب منها ..فعلا انه شعور غريب ..ولكنه يحصل رغما عن العاشقين ..وهل علينا ان نلعن الظروف التي حالت دون لقائهما.. او نعتبرها كفرصة للفرار ..??هذا ما سنحدده لاحقا ..


وكان ميثم نوعا ما يشعر بالفرح المبطن لمجرد حبهما المتبادل الصامت من البعيد دون اتخاذ اي اجراء يوطد تلك العلاقة 


والجدير بالذكر ان ملاك  بالرغم من كونها كانت مخطوبة ..الا ان قلبها كان معه هو ..وقد  دعت عليه مرارا لانه انفصل عنها ..وتمنت لو انه يطلب منها العودة الى احضان مشاعره ..لانفصلت عن خطيبها دون ان يرف لها اي جفن !!


وبعد مرور شهر تقريبا على زفاف الخبر بانفصال ملاك ..كان لا بد لميثم ان يسافر الى الخارج ليقوم بدورة تخص اختصاصه ..من اجل العمل ..ولم يطاوعه قلبه الا ان يودعها ..وتكون صورتها هي الصورة الاخيرة  التي يحتفظ بها ذهنه في الاراضي اللبنانية ..وبما انه كان على علاقة مع اخيها ..توجه الى منزلها وهو يدعو الله ان تفتح له ملاك الباب ..وقد استجاب الله دعاءه ..وبالطبع فرح لذلك فرحا شديدا ..ولكنه سألها بتجاهل :هل اخوك سامي موجود?? 


فاجابته باستغراب ..:نعم 👍 انه في الداخل تفضل !!


فقال لها :ناده لي لو سمحت ..


والقى تحيته على سامي ..وقام بتوديعه قائلا له انه سيسافر ..ثم نظر الى ملاكه بتجاهل ايضا حتى لا تشعر بلهفته:هل تريدين شيئا ما ..?وداعا ..


ثم غادر المكان ..وقلبه لا زال هناك ..وملكة قلبه شعرت بفراغ كبير وحزن اكبر ..!!لهذا ..وبعد سفره كانت ترسل اليه احيانا على مواقع التواصل الاجتماعي لتطمئن عن احواله ..وميثم كان يتجنب ذلك ..لذلك كان  يجيب بطريقة مختصرة ..والمغترب كما نعرف ..يتوق للتحدث مع اهله وجيرانه واصدقائه ..وهذا ما فعله ميثم ...ومن ضمن الاشخاص الذين كان يتواصل معهم هي ريما !!التي كانت تجلس مع ملاك في الغرفة نفسها وتتحدثان اليه في نفس الوقت ..وهو بمجرد ان راى رسالة من ريما ..تجاهل رسائل ملاك ..ولاحظ ان ريما كانت تترفع عن التحدث اليه لتترك مجالا لملاك ..فهي على الرغم من كل الظروف الا انها كانت تتمنى ان تعود المياه الى مجاريها بينهما وتكون ملاك  لميثم وميثم لملاك.. .ولم تعرف ان العائق هو القرار الذي صدر عن المحكمة العائلية ..وليس بسبب قرار ميثم وحده ..!والسبب الاساسي لهذا القرار  هو خوف الام على ولدها وان كان بطريقة قاسية ..


ويحدث هذا احيانا ..فالذي يحبك حقا ..هو الذي يقسو عليك حيث يجب ..وليس الذي يوافقك على كل شيئ بشكل اعمى ..!!


وبعد فترة عاد ميثم الى لبنان ..وبقيت علاقته مع ملاك على ما هي عليه ..و جاء ذلك اليوم ..الذي طلب منه اخ ريما الذي اشترى شقة جديدة في البناية ..ان يساعده في دهن المنزل ..ومن طبع ميثم انه لا يرد طالبا ..ويساعد الجميع مجانا ..وبعد مرور عدة ايام ..حضرت ريما برفقة ملاك الى الشقة لكي يستطلعانها ..وكان ميثم موجودا ..ويحاول تركيب الخزانة ..واحتاج الى  مساعدة احدهم ..فطلب من ملاك ذلك ..وعندما اقتربت منه لمساعدته ..اقتربت القلوب من بعضها ..وشعر ميثم شعورا غريبا ..!!



                    الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>