رواية❤️سنين عمري الضائعة ️ ❤️..
الجزء الثامن ..
ما هذا يا الهي ..ما الذي اخترق قلبه الآن ..لقد شعر بحنان كبير الى تلك الواقفة امامه وهي تسند القطعة الخشبية ..وكأنه في كل ايام انفصاله عنها كان غائبا عن الوعي .. وهاجمه التفكير بها بشكل شرس هذه المرة ..وعادت اليه الذكريات لتنهش قلبه وعقله ..تذكر اليوم الذي ارتبط بها ..وكيف امضيا ايامهما معا.. وارتسمت على شفاهه ابتسامة الرضا ..ولكنها سرعان ما تحولت الى متمردة عندما تذكر يوم خطوبتها من ذلك الشخص ..وخاف ان يخسرها مجددا !!
لذلك اصبح واجبا عليه ان يلبي نداء قلبه ومشاعره ..ولا بد من مواجهة اهله.. ليعرفوا انه لا يستطيع ان يكمل حياته بدونها ..وانه يحبها بشكل جنوني ..وهذا ما قد حصل ..وكان واضعا في باله ان تتكرر امامه كلمة :كلا مع رفع الحواجب ..مما يدل على خطورة الطلب واستحالته ..ولكن توقعه لم يكن في محله هذه المرة ..وتفاجأ من ردة فعل امه ..التي قالت له بهدوء : لا مانع عندي ..تحدث الى والدك بالامر ..!
وبما ان والده كان لين العريكة ..فمن السهل اقناعه وابداء المشاعر امامه ..فيتفهمها بشكل سلس ..
وفرح ميثم لذلك فرحا لا يمكن وصفه ..فبعد حصوله على موافقة اهله ..لم يصدق كيف تستيقظ الشمس ..لترسل اشعتها الذهبية على انحاء الكرة الارضية 🌎..ويذهب كل الى عمله ..ويذهب هو الى منزل ريما ..كي يطلب منها مناداة ملاك ..ليزف اليها الخبر السعيد ..وهذا ما فعله ..ولم يذهب الى المعهد حتى ..الذي كان يتلقى تعليمه فيه فقد تغيب عنه لوجود ما هو اهم ..! ..وتوجه مباشرة الى منزل ريما ..ومن حسن حظه ان ملاك كانت هناك ..ولكنها في الغرفة الاخرى ..ووجد من ذلك فرصة اقتنصها ليلمح لريما بالامر ..التي ذهبت بدورها الى ملاك ..وقالت لها: ميثم يريد التحدث اليك ..انه في الغرفة الثانية ..!
ولم تصدق ملاك ما سمعته اذناها ..وكادت تطير من الفرح !!وتوجهت مباشرة الى حبيبها ..الذي اخبرها بامر احياء العلاقة بينهما مجددا ..ولكن في النور هذه المرة ..وبمعرفة اهله وموافقتهم ..مع شروط عليهما اتباعها ..وكانت ملاك كلها آذانا صاغية ..قال ميثم :لا اخفيك سرا ..اني لا زلت اكن لك مشاعر خاصة ..ولكن اريد لعلاقتنا هذه المرة ..ان تسير في الطريق الصحيح ..وعلينا تجنب الاخطاء التي اقترفناها في المرة السابقة !!هل لاحظت اننا اصبحنا محط تسلية للجيران في تلك الفترة??!كيف لم نعِ هذا ??كان يجب ان تكون مشاعرنا مخفية عنهم ..وليس من اللائق ان نرى بعضنا في أماكن تثير الشبهات ..المصعد ..الدرج ..الدكان ..على الرغم من أننا كنا نتحدث فقط ..ونمزح ونضحك ..وكان يمكننا ان نفعل هذا بشكل عادي وامام الجميع ..طالما اننا واثقين من انفسنا ..
كان ميثم يتحدث بجدية ولهفة ..يريد ان يعود لشخصيته السابقة التي سلبتها منه مشاعره ..وتنمية المثل والمبادئ التي زرعتها والدته في عقله وروحه ..آن لذلك الزرع ان ينبت في تصرفاته مجددا ..وليس العيب في ان يخطئ الانسان ..لكن العيب ان يبقى مصرا على خطئه ..والندم هو اول درجات التغيير ..
اما ملاك فكانت تستمع اليه.. وكانها تريده ان ينهي كلامه لتقول له مباشرة :معك حق انا موافقة…
فكل الذي يهمها هو ان تعود المياه الى مجاريها مع حبيبها مهما كان الثمن ..حتى لو ادعت انها مقتنعة بكل حرف ..وان لم تكن كذلك ..!!!
وكان من بين الاتفاق ايضا هو طريقة لباسها ..ميثم كان يفضل اللباس الشرعي المحترم ..وخاصة انه تحدر من عائلة ملتزمة ..وهو ينفر من طريقة لباس الموضة المستفزة ..
وهنا اقول ..اللباس الشرعي ليس في تغطية الشعر فقط ..ومن تريد ان تحترم وتصون نفسها من الألسنة عليها ان تلتزم حدودها ..وتعود الى تنفيذ ما تطلبه الاخلاق قبل الدين ..فلو قارنت بين انسانة ترتدي لباسا شرعيا الا انها لم تضع الغطاء على رأسها ..وبين فتاة وضعت الغطاء وكان لباسها ضيقا ..فمن البديهي ان اختار الاولى ..وهذا لا يعني ان السافرة ليست فتاة متزنة ..لان الحجاب ايضا يطال العقل والقلب والتفكير… وحبذا لو اجتمعت كلها في انسانة واحدة !!ولن اطيل الكلام حول هذا الموضوع لانه واضح وضوح الشمس في وضح النهار ..فمنهن من يؤذيهن هذا الضوء فيعمين عن الحقيقة ..ومنهن من يرين بشكل جلي وواضح ..هذا يعود للبيئة وطرق التربية والقناعة ايضا ..وتبقى الاخلاق هي هي مهما وسعوا او ضيقوا من تلك الدائرة ..
وبالطبع فقد وافقت ملاك على ذلك ..واظهرت انها مقتنعة كل الاقتناع ..وقد ادى ميثم واجبه من هذه الناحية ولم يفرض عليها الامر ..حيث قال :اياك ان تلتزمي بهذا اللباس من اجل ميثم !!لانك لن تستمري في هذا القرار ..وسترسبين عند اول امتحان ..وان كانت موافقتك من اجل ان نبقى سوية ..فانت تخدعين نفسك بهذا ..وتدمرين حياتك وقناعاتك ..فالهدف الاول يجب ان يكون هو مرضاة الله وحده ..وهو الرضا الازلي ..اياك ثم اياك ثم اياك ان تخدعي نفسك ..قد تخدعيني الآن ..وتؤكدين لي انك سترتدين ذلك اللباس عن قناعة تامة منك ..ولكن مع الايام ستتغير الظروف ..وقد تبداين مرحلة جديدة بتدمير نفسك والتذمر من هذا الامر ..ان حصلت على مبتغاك من هذا اللباس ..!!
فقالت ملاك بابتسامة الرضا: لا تقلق انا مقتنعة كل الاقتناع بهذا الامر ..ليس من اجلك انما من اجل نفسي ..!!
واستتلى ميثم كلامه وهو فرح بما سمعه.. ولكنه اراد ان يريح ضميره :انا لا اجبرك على شيئ يا ملاك ..لك حرية اختيار ما تريدين لباسه ..ولي حرية القرار في استمرار العلاقة ..لاني وبكل بساطة اريد لزوجتي ان تكون ملتزمة رصينة ومحترمة ..
وعندما سمعت بكلمة زوجتي ..شعرت بالخجل ..ولاحظ عليها ميثم ذلك ..فقال لها :علي ان اخبرك امرا مهما ايضا !!
