رواية❤️سنين عمري الضائعة❤️..
الجزء الثاني عشر ..
فأجابت ام ميثم باستغراب :ولكنك خرجت وانت على ما انت عليه..ورآك كل من مر أمامك في مدخل البناية ..والشارع ..!!
والجدير بالذكر ان ميثم قد تحدث الى ملاك بهذا الشأن سابقا ..واعربت هي عن موافقتها ..حيث قال لها :انت ستصبحين من عائلتي ..وانا رجل اقدر قيمة اهلي ..ولا اريد احراجهم بحكم طقوسهم ..والتزاماتهم ..واحسب حسابا لاي كلمة قد تطالهم مهما كانت سخيفة !!وطالما اننا نعيش في مجتمع ونتعاطى مع من حولنا ..فلا بد من مراعاة هذا الامر ..ولا نستطيع ان نقول هنا ان كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر ..لان والدي من المفروض ان يكون المثل الاعلى الذي يحتذى به ضمن البيئة التي يعيش فيها !واحيانا تكون انتقادات الناس في محلها.. لا اقول دائما وفي كل الحالات ..ولكن هناك امور يجب مراعاتها.. وانا بدوري لا ارضى ان اكون محط انتقاد لاهلي بحيث يقولون لوالدي ..يا شيخنا انظر الى ولدك كيف يتصرف مثلا !!??وحتى ان لم تكن تلك التصرفات ليست معيبة ..ولكن كرمى لوالدي وكرمى لمهنته اتجنبها ..حتى لا الحق الاساءة لوالدي بسبب طيشي ..فمجتمعنا هو هكذا ..وهذه ضريبة كوني ابنا لاحد الشيوخ الافاضل ..وانت من ستاتين الى عالمنا ..فعليك ان تتقيدي بضوابطنا.. وان كنت قادرة على تحمل هذا الامر ..فهذا يسعدني ويشرفني ..وان كنت ترينه اختناقا لك ..فهذا خيارك وانا احترم ذلك ..
وفي ذلك الوقت اجابته ملاك مباشرة :ليس لدي اي مشكلة ..وان اردتني ان ارتدي العباءة الفاطمية لارتديتها ..المهم ان تكون الامور على خير ما يرام ..
فقال لها ميثم في حينها ..وامام ريما :انا لا اجبرك على فعل اي شيئ انت غير مقتنعة به ..ولكن وجب علي شرح ضوابطنا وسلوكايتنا لك ..وانت عليك اما القبول او الرفض ..
وبالطبع لم تعرب حينها ملاك عن اي انزعاج ..ولكن ما بالها تنزعج اليوم مما حذرها منه ميثم سابقا ..هل لانها تمسكنت كي تتمكن ..او انها ثارت على هذه الامور لانه لم يعد بمقدورها التحمل ..وقد شعرت بالغضب من موقف ام ميثم ..الذي سارع ميثم لاصلاحه بطريقته السلسة ..وانتهى الامر على خير ..مع انها هي الملام الاول لانها وافقت من تلقاء نفسها ولم يجبرها اي احد على ذلك..!!وليس لديها الحق ان تغضب او تثور ثائرتها ..بل ليس لديها الحق ان تذهب الى منزلهم وهي على تلك الحالة اساسا!!
ومرت الايام والعلاقة كانت بين مد وجذر ..وذلك بسبب عدم التناسق بين الافكار ..وعدم التفاهم ..ووجود فارق كبير بين المستوى الثقافي لكليهما ..فملاك من النوع الذي يتعاطى مع الامور بسخرية واستخفاف رغم اهميتها ..وان كل شيئ يمر مرور الكرام ..ولا يجب ان يقف الشخص عند هذا الامر او ذاك مهما كان جذريا او مهما ..فتخيل مثلا انك تتحدث بموضوع مهم ..ثم تاتي هي لتنتقل الى موضوع آخر ناهية الموضوع الاول بضحكة سخرية وعدم مبالاة ..وهي بالطبع لا تقصد من تصرفها هذا ان تقلل من شأن ما تسمعه ..ولكن طبيعة تفكيرها هي هكذا ..وتستفز الشخص الذي تتحدث اليه ..والمقصود هو ميثم ..الذي كان يطلب منها دائما ان تعطي اهمية لكلماته ونقاشاته ..وتركز فيما يقول وتفهمه ..لان ما يتحدث به احيانا ليس امرا عاديا ..
ولكنها كانت تضحك وكأن الامر لا يعنيها ..حتى تجعله يحترق من الغضب ..ويطلق شرارة 🎇 كلماته هنا وهناك ويغضب بجموح ..وهو بكل الاحوال من النوع الغضوب بالرغم من طيبة قلبه وان كانت شريكة حياته ذكية ..فانها ستملكه وكل ما يملك باسلوبها ..لان الاهم والاهم ان يكون الرجل ملتزما ..وواعيا ..وكريما ..ولا يحمل حقدا في قلبه ..فتصبح الامور الاخرى ثانوية ويمكن تداركها ببعض من الحنكة والاسلوب الذكي واللين !!
وكانت ردة فعلها تغضبه لدرجة كبيرة ..فيبدا بالصراخ ..وهو يحادثها عبر مكالمة الفيديو ..ولو امكنه في بعض الاحيان ان يخرج اليها من الشاشة ليمسكها ويبرحها ضربا لفعل.. فهي لا تحاول ان تفهمه.. ولا ان تفهم الفكرة التي يريد ايصالها اليها !!فمن اصعب الامور ان تجادل انسانا امامك ..وكانك انت رجل وتتحدث الى شخص آخر ..فيشعرك وانك تتحاور مع طفل صغير لايدرك كلماتك ولا يفهم مغزاها.. فكيف ان كان الجالس امامك سيكون شريكا لحياتك ..وانت مضطر للتعامل معه يوميا!! واكثر ما كان يستفز صاحبنا هو التجاهل وعدم الجدية في الامور المهمة ..وما ابرع ملاك بذلك !!وكل ما كان يطلبه منها هو ان تشعره انها مهتمة لما يقول ..وتفكر به نوعا ما ..ولكنها لم تكن كذلك مطلقا !!وتمنى لو انها تتفاعل معه وتناقشه ..وفعلها وطبعها هذا ..كان يغضبها غضبا شديدا ..فتغضب هي منه.. وكان يشتد غضبا لغضبها !!والقصة تتجلى امامنا غضب بغضب !
!وعلاوة على ذلك ..كانت تستفزه باجوبتها وتقلل من احترامه ..وطلب منها مرات عديدة ان. تترفع عن هذا الفعل ..وكان يعتذر اليها عندما يغضب ..ويقول لها: عندما تجدينني غاضبا ..اياك ان تستفزيني باجوبتك اللئيمة وقلة احترامك ..وانا ساهدأ بعد وقت قصير ..واعود الى طبعي الاصلي ..والافضل ان تهداي فتنقلي الي عدوى الهدوء.. وان بقينا نعالج مشاكلنا بالغضب من كلينا فان امورنا تسير الى الدمار بيدينا !
ولكن المدهش في علاقة هذين العاشقين ..انهما كانا يضحكان من طريقة غضبهما الظريفة المجنونة ..ويصبح ما حدث وكانه مجرد ذكرى للضحك ..وتنتهي ثورة الغضب وتطفأ نارها في ارضها ..وكان يتكرر هذا الامر كثيرا ..ولم تحاول ملاك يوما ان تشعره باهتمامها في الامور التي يطرحها امامها ..والجدير بالذكر ان هذا التجاهل هو نابع من بحر الجهل الذي كانت تغرق فيه ..فلا ثقافة ولا وعي لديها ..وكان ما توصل اليه ميثم مع ملاك قد حذرته منه امه سابقا !!بالاضافة الى ان الفتاة مع هكذا طبع لا يمكن ان تنشئ اجيالا صالحة ..ففاقد الشيئ لا يعطيه ..!!
