رواية سر الحياة
ما إن دخلت أم كمال إلى المنزل حتى تبدلت ملامحها ..وسألت بطريقة استفزازية مشيرة إلى جوليا:
-هل أنت العروس ؟؟
-هذا أمر بديهي يا خالة ..فهل هناك فتاة. في سن الزواج غيري ..وهذه أمي !!
فمدت أم كمال يدها بطريقة استعلائية ..وقالت :أهلا تشرفنا ..
طبعا لم يكن والد جوليا في المنزل حينها ..وكان على وصول من عمله ..
وأشارت جوليا إلى كمال قائلة :
-هذا كمال يا أمي!!
وتغيرت ملامح أم جوليا أيضا عندما رأت كمال ..وهمست لابنتها :لماذا لم. تخبريني بحالته ؟؟
-أمي نتحدث لاحقا في هذا الموضوع ..
وأم جوليا لم ترد أن تحرج الرجل ..وقالت بابتسامة مصطنعة :"أهلا بكما تفضلا"
وقد ساعدت أم كمال ابنها في الجلوس ..صحيح أنه لم يرَ جوليا بفستانها الجميل ..ولكنه تحسس أنفاسها ..وكلماتها الحانية ..كل شيئ كان
مقبولا ..لحين وصول والد جوليا ..فبمجرد أن نظر إلى كمال وعرف أنه أعمى حتى امتعض كثيرا ونظر إلى ابنته بريبة ..واحتفظ بشيئ من الهدوء..
وهنا تكلمت أم كمال :
-لقد أخبرني ولدي بإعجابه بابنتكم ويسرني أن تكون زوجة له ..
فرد والد جوليا بامتعاض :
-جوليا ستكمل نشاطها التعليمي ..وأنا لا أفكر بتزويجها الآن ..
-كيف هذا الكلام وقد طلبنا منها أن تأخذ موعدا منكم ..ألا يكفي أنك أتيت متأخرا ..أخبرني ما الذي تبدل الآن ؟؟أوتظن إن كان ابني أعمى سأسمح
لك بإهانته ..بكل الأحوال هذه دعواتي التي استجابها الله لأنني بمجرد أن دخلت إلى منزلكم شممت رائحة الفقر والدونية ..عائلتكم لا تناسبنا ..
وهنا صرخ كمال بوجه أمه :
-أمي!!! لا داعي لهذا الكلام ..بكل الأحوال والد العروس على حق ..وهذا ما حاولت إفهامه لابنته ولكنها أصرت على وضعي بهذا الموقف المخزي ..هنيئا لك يا جوليا لقد حققت انتقامك ..هيا بنا يا أمي !!
وهطلت دموع 😿 جوليا قائلة:
-لا لا يا كمال ..أنا مصرة على الزواج بك ..أقسم أنك أسأت فهم الموضوع ..
ولم تكمل كلامها حتى صرخ والدها بوجهها طالبا منها الذهاب إلى غرفتها وهو يقول :
عائلتانا لا تناسب بعضنا الآخر ..انتهينا ..
وذهبت المسكينة إلى غرفتها باكية ..ولا تدري كيف ستحل هذا الأمر ..وفجأة لمع في رأسها بريق هاني ..كيف ستراه الآن ؟؟لا بد من التحدث إليه ..
وفجأة دخل والدها إلى الغرفة مهددا إياها :
-إياك ثم إياك أن تفكري يوما في الإرتباط بذلك الأعمى.. لماذا لم تخبريني بذلك قبل مجيئهم ..
-لأنك ستعارض هذا ..
-وهل كنت سأخجل منه لأعطيه فلذة كبدي هذا ما كان ينقصني ..
-أقسم يا أبي إن لم أتزوج بكمال فإني لن أتزوج بغيره !!
-أنت حرة فلتبقي عانسة تعانين طوال عمرك ..
والتزمت جوليا الصمت ..فلا مجال لإقناع والدها بهذا الآن ..والأهم ما حال كمال ؟؟لا بد وأنه عاد إلى حالته النفسية السابقة ..وبدل مساعدته آذته أذى كبيرا ..
وعادت لتفكر كيف يمكنها أن تحظى برؤية هاني ..واستلقت على سريرها في لحظة صمت عجيبة حاولت أن توقف تفكيرها للحظات وجيزة ..وإذا بهاتفها يرن ..فظنت أنه كمال… ولكنه كان رقما غريبا ..فأجابت بملل :
-ألو من معي ؟؟
-ألو ..أنا هاني !!
فقفزت من مكانها مرتعبة وأكملت :
-أتعلم كنت أفكر كيف يمكنني التواصل معك ..ما هذه الصدفة العجيبة ..؟
-ليس هناك من صدف يا ابنتي ..لقد اتصلت بي عبر التخاطر وأنا لبيت رسالتك ..والآن أخبريني كيف هي الأجواء الآن ..لقد أخبرني كمال بما حصل .وترددت للحظات في الإتصال بك .ولكن بدون أن أشعر استلمت رقم هاتفك من هاتف 📞 كمال ..واتصلت بك مباشرة ..
-أففففف الأجواء صعبة جدا يا هاني ..فوالدي منعني من التواصل مع كمال ..وسيظن الأخير أنني فعلت هذا عمدا حتى أؤذيه ..لا أعلم ماذا أفعل ..
أكملت كلمتها وخنقتها العبرة ..فقال هاني :
-أشعر بك وبدموعك يا جوليا ..وأنا سأحاول أن أشرح الأمر لكمال ..
-وأنا كيف سأقنع والدي الآن ؟؟
-تحدثي معه بالحسنى وبهدوء تام ..كرري أمامه بين الفينة والأخرى وبطريقة لينة جدا مشاعرك..لا تقاومي رأيه ..فطاقة المقاومة يقابلها طاقة مقاومة ..وطاقة اللين قد تلين الحديد ..هل فهمتني ؟؟
-مممم أتقصد أن أتحدث بلهجة حانية وبدون أن أرد جوابا لئيما بوجه أبي ؟؟
-نعم ..تقريبا… وهذا يعتمد على شخصية والدك وسياق الحديث ..قد تنجحين من المحاولة الأولى إن تعاملت بذكاء ..أعدك بذلك ؟؟
-بصراحة لم أستوعب كل كلماتك ولكني سأسمع نصيحتك ..ادع لي يا هاني !!
-الحب يصنع المعجزات وليس الدعاء يا عزيزتي ..
