الجزء الثالث
#زوجتي_المتمردة
بقلك ريم السيد
-....(أصابتني صدمة شديدة من كلمتها )
=ايه سكت ليه ...تحب أعيد تاني
-لا يابنت الحلال لا تعيدي ولا أعيد ... أنا لآخر مرة هقولهالك يا سهام ماتخربيش بيتك
بتصرفاتك الطائشة وكلام اصحابك اللي هيوديكي في داهية
=انت ازاي تتكلم كدا و...
-عمي مختار ...طنط غالية ...(ناديتهم وقد ارتفع صوتي قليلا)
=•فيه ايه ياأمير
-سهام طالبة الطلاق يا عمي
=*يخربيتك انتي اتهبلتي
=ايه يا ماما ايه المشكلة
-شوفو ياجماعة والله العظيم مافي راجل في الدنيا يقبل على كرامته اللي بيحصل ده ... بس
انا هبقى ابن أصول وبردو هديكي آخر فرصة يا سهام..انا دلوقتي همشي ولو انتي مارجعتيش البيت زي
ما مشيتي منه ساعتها فعلا اللي بينا هيكون خلص ...وانا راضي ذمتك يا عمي انا كدا غلطان
=•لا يابني انا اللي ماعرفتش أربي بنتي
=*ايه اللي بتقوله ده و....
=•اسكتي انتي خالص عشان عدم تربيتك لبنتك هي اللي وصلتها لكدة والله العظيم لو بنتك مارجعتش عن اللي في دماغها واحترمت جوزها
وحافظت على بيتها لتكوني طالق عشان انا ماتغربتش السنين دي كلها عشان في الآخر بنتي تبقى عديمة الأخلاق كدة
-اهدى ياعمي بنتك بنت حلال وياريتها كانت طلعت زي حضرتك... انا لازم أمشي دلوقتي بعد اذنكم
ذهبت وأنا متأكد أن سهام ستواصل عنادها ولن يهمها انفصال أبويها فقد اعتادت الأنانية
لا أعلم كيف لم أكتشف شخصيتها أثناء خطبتنا كيف يتم خداع المرء هكذا كنت أظن ان فترة الخطوبة كافية للتعرف
على شريك الحياة لكن بعد تجربتي هذه فنحن لا نكتشف حقيقة الأشخاص إلا بالعشرة والتعايش معهم ... فها أنا وسهام
لم يمضي سوى ثلاث أشهر على زواجنا وتحملت الكثير من تصرفاتها وعنادها وكنت في كل مرة تخطئ فيها أتجنب إثارة
المشاكل بيننا ..كيف تبدل حالها هكذا فمنذ زواجنا وهي شخصية مختلفة عن تلك التي أحببتها من قبل ..توجهت حينها إلى صديق مقرب لي ريثما يقترب موعد ذهابي لعيادتي ..حين
وصلت قدمت لي زوجته القهوة مع قطع البسبوسة التي أعدتها فهي ماهرة جدا في
الطبخ وكنت على إعتياد بزيارتهم باستمرار لحبي الشديد لأطفالهم ولاسيما للحلوى التي تصنعها..
=حنان لما عرفت انك جاي عملت البسبوسة مخصوص عشانك
-ربنا يعينها والله يا أسامة ويباركلك فيها ... سما و هنا فين وحشوني
=بيلعبو تحت عند الجيران ..انت عارف شقاوتهم
-ربنا يحفظهم ياعم ..
دخلت زوجته تقدم بعض المسليات مع الشاي الذي قام بإعداده...
-مالوش لزوم التعب ده والله تسلم ايدك
=•تعب ايه يادكتور .. هو انت بتزورنا كل يوم
-الله يخليكي
=•اومال سهام فين كان نفسي أشوفها والله ..
-متعوضة بإذن الله
=•ان شاء الله... عايز حاجة ياأسامة أنا نازلة تحت شوية
=لا ياحبيبتي تسلم ايدك ..
ناولني أسامة الشاي ثم قام بخلع نظارته ووضعها على الطاولة وقام بوضع بعض نقاط المحلول
بعينه ورفع رأسه للخلف حتى يحفظها داخل عينه قليلا ثم عاد وارتدى نظارته وأمسك بهاتفه ...
=عيني بقت تحرقني جدا الفترة دي
-ياعم من التليفون اللي في ايدك طول الوقت ده ... ده بيسحب النظر والإضاءة بتتعب العين
=ربك يسترها بقى
-اهو احنا كدة نمشي في الغلط ونقول ربنا يسترها طيب ماتحافظ ياعم
=....(كان ينظر للهاتف وقد ارتسمت على شفتيه بسمة عريضة حتى أنه لم ينتبه لحديثي)
-أسامة...أسااااامة (ارتفع صوتي قليلا في النداء وقد ضغطت على كتفه لتنبيهه)
=معاك يا باشا
-معايا فين ...هي ايه الحكاية هو ان غاب القط العب يافار ولا ايه
=ههههههه
-انت بتكلم مين
=بصراحة واحدة مزة اتعرفت عليها عندي في العيادة
-نعم !!؟
=اه والله بقالنا اسبوع يعني وبصراحة برتاح معاها جدا في الكلام و....
-وايه يا أسامة!! بذمتك مش مكسوف من نفسك ..يعني ميراتك قايمة ببيتها وعيالها وست محترمة وبتحبك ومدياك الأمان تخونها ليه
=ماتهدى ياعم وتوطي صوتك هتفضحني
-خايف ميراتك تسمع !؟ ومش خايف من ربنا ياأخي اتقي الله في نفسك ومراتك
=ايه يا أمير هو انا بس اللي كدة ما كل الرجالة بتفك نفسها هنا او هنا وانا اخري شوية كلام و...
-انا ماشي يا أسامة بس السكة دي اخرتها وحشة اتقي ربنا عشان ربنا يباركلك في حياتك وعيالك
=استنى بس ياعم انت قفشت ليه كدة
-ياسيدي ولا قفشت ولا حاجة..انا عندي عيادة ويادوب الحقها
غادرت وأنا على استياء شديد من أسامة فالخيانة لا مبرر لها أبدا ومن ستره الله مرة
وثانية يفضحه في الثالثة وقد تخرب البيوت بسبب الخيانة
ومن يخون زوجته وقد استأمنته يخونه الله اما في ماله أو صحته
أو أي مما يعز على قلبه ليذيقه ما أذاق فكما تدين تدان يابن آدم... وصلت العيادة وبدأت في العمل لأتناسى ماحدث
اليوم وأندمج في العمل لنسيان مشاكلي انتهيت من الحالة الأولى ودخلت الثانية...
=السلام عليكم يا دكتور
-عليكم السلام ..اتفضلي
=امير انت مش عارفني
-اسف والله مش واخد بالي من حضرتك
=خبر أبيض لحقت تنساني ..انا هناء سليم يابني
-يااااه...هناء ازيك ...اسف اني ماأخدتش بالي
=ولا يهمك الدنيا مشاغل بقى..انت اخبارك ايه
-الحمد لله تمام ..وانتي جوزك تمام !؟
=انا انفصلت عنه من فترة
-ربنا يعوضك خير
=....(تنظر الى يدي اليسرى متأملة في الدبلة التي أرتديها)..انت اتجوزت امتى!؟
-بقالي تلت شهور اهو
=اممم بتحبها !؟
-اكيد ... المهم بتشتكي من ايه بقى
=أمير انت زعلان مني عشان....
-هناء ... انا ولا زعلان ولا حاجة
=مش مصدقة انك بتكلمني من غير حتى ماتبص في عيني ...انت نسيت اللي كان ....
-هناء انتي دلوقتي مجرد حالة مرضية في العيادة وأخت فاضلة من أيام ثانوي
ماينفعش يبقى أكتر من كدة أنا راجل متجوز وبحب ميراتي
=انا اسفة ...بعد إذنك (قالتها وخرجت )
Flash back....
لم تكن هناء مجرد فتاة أحببتها في الماضي لكنها كلنت تعني لي الكثير منذ دخلت
حياتي في الثانوية وحتى أيام الجامعة فرغم أن كلا منا قد دخل
كلية تختلف عن الآخر الى أننا بقينا على اتصال والحب يشتعل ويزداد بيننا حتى هاتفتني ذات ليلة ...
=أمير ..احنا مش هينفع نتكلم تاني
-ايه اللي بتقوليه ده ..ليه!?
=متقدملي عريس وبصراحة مايترفضش
-يعني ايه!؟ ...
=يعني احنا لسة في سنة تانية وانت قدامك تلت سنين كمان جامعة وشوف كمان كام سنة
على أما تقف على رجلك لكن هو بصراحة جاهز وبيشتغل
مهندس في الكويت وشقته جاهزة ومن عيلة كبيرة وأهلي مصممين عليه
-من الواضح ان مش أهلك بس اللي عايزينه ...انتي كمان عاجبك امكانياته
=قصدك ايه!؟
-قصدي انتي فهمتيه... زي ماانا فهمت ان كل اللي بينا كان ولا حاجة بالنسبة ليكي (قمت بإغلاق الهاتف حينها )
كنت أتذكر تلك الذكرى السيئة التي كانت قاسية جدا حينها حيث تركتني الفتاة
الوحيدة التي وقعت في حبها بمنتهى النذالة حين تقدم لها
الأفضل ماديا لتلتمع عيناها لمستواه وهداياه التي حملها اليها
وتنسى مابيننا من حب وعهد .... أكملت باقي الحالات
وعدت للمنزل بعدما حملت معي بعض النواقص التي تلزمني
لأعد لنفسي ماأريد وحين وصلت وضعت كل شيء جانبا ودخلت لأتحمم وتوضأت لأصلي وبعد انتهائي تذكرت أن آمال
كانت قد اتصلت أثناء
عملي بالعيادة ونظرا لانشغالي لم أعاود الإتصال بها قمت أبحث عن الهاتف فلم أجده لدرجة أني
بحثت في كل مكان حتى الأماكن التي لم تطؤها قدمي ليحدث حينها ما لم يكن بالحسبان..
