رواية تاج
الفصل الرابع
هتتد خلي اوضتي اللي هي أوضتك دلوقتِ تعالي
ترددت كثيرًا فى دخول الغرفه كانت تشعر بشئ غريب يحدث لها لاتعرفه ولكن الشئ الوحيد الذي تعرفه هو انها تشعر بالأمان معه مد يده ليدخلها إلى غرفته رغمًا عنها قائلاً بجديه
-نفسي اعرف بتفكري فى إيه ؟
تنحنحت وراحت تقول بتذمر طفولي
-بفكر فى الشوكولا اللي انت كدبت وقلت هتجبها
-بس كده حاضر شايفه التلاجه اللي هناك دي
هزت رأسها ببلاهه قائله بعفويه
-هى دي تلاجه دي صغننه قوي يعني عندكم بيت كبير وتلاجه صغننه ؟
دوت ضحكاته المكان ماان أنهت "تاج" حديثها الطفولي
البرئ أشار لها وهو يتجه نحو خزانته قائلاً بمزاح
-معلش احنا ناس بخيل يالا روحي خُدي الشوكولا اللي نفسك فيها على مااغير هدومي عشان نتعشى سوى
دلف "ظافر" المرحاض ليبدل ثيابه بينما هى بحثت بعينها فى ارجاء الغرف
اتجهت نحو البراد وقامت بفتحه وجدت به كل تريد
اخرجت منه قلب الحلوى ثم قامت بقطعه قائله بسعاده
-جميل قووووي كده هههههه
ثم شرعت فى أكله بطريقه طفوليه
أوقفها "ظافر" وهو يسير نحوها بخطوات واسعه وسريعة قبل ان تلطخ ملابسها المتسخة اكثر من ذلك
مطت شفتها بتذمر طفولي قائله ببكاء مرير
-اعاااااااا عايزة تورته مليش دعوه اعاااااااا
-بس بس هتأكلي بس مش كده براحه وهدوء عشان بنوته كبيرة اوك
هزت رأسها وهى تجفف دموعها قائله برجاء
-طب هات حته صغيرة
-مش قبل ماتقلعي هدومك
قاطعته وتحدثت بفزع وهى تضغط على ياقه منامتها قائله
-اقلع ؟ اقلع أيه؟
-قومي معايا هوريكي حاجه
أوقفها من على الأرض وهو يمسك بيدها متجه بها نحو المرآه نظرت إلى صورتها المنعكسة واستمعت الى حديثه وهو يشير على شعرها المشعث ومنامتها المتسخة ووجهها الملطخ بالشوكولاتة قائلاً بهدوء
-ينفع واحدة حلوه زيك تبقى كده ؟
هزت رأسها بعفويه قائله بحزن
-تؤ بس انا معنديش هدوم
هز راْسه قائلاً بصدق
-بكره باْذن الله هيكون عندك أغلى واحلى لبس
-بجد ؟
-بجد
-وهيكون عندي لعب كتييييير ؟
-وهيكون عندك لعب كتير ممكن بقى تدخلي تاخدي شاور على ما الاكل يجهز وانا هتصرف واجبلك لبس
-حاضر عن اذنك
-اتفضلي
تركته وهى تمتم كلمات أغنيتها المفضله من أغاني الأطفال دلفت المرحاض وأغلقت خلفها الباب ثم وشعت إذنها على الباب لتستمع إلى اي شئ من الخارج
ولكن فشلت رفدت بضيق شديد اتجهت نحو المغطس
وهى تلقي بمنامتها أرضًا
************
فى الخارج وتحديدًافي غرفه "سالي"وقف ظافر يستمع الى حديث شقيقته دون ان يعلق عليه كلمه واحدة
كانت تعاتبه تارة وتثور عليه تارة
إشارة بيده لتصمت لينهى هذا الحديث قائلاً بحده
-بس يا كفايه سالي انا جاي وعايز منك بيجامه مش محضر وسين وجيم خلصنا
-لا مخلصناش البت دي حكايتها ايه لو هتكدب على الدنيا كلها عليا انا لا فاهم
-سالي كفايه الله يباركلك مش قادر انا أعصابي متوترة
-انهاردة كان مأموريه وراجع بوحده ماحدش يعرف لها اصل من فصل وتقول لي كفايه ؟
ثم قالت برجاء
-عشان خاطري ياظافر البنت دي حكايتها ايه أوعدك اني هقف معاك زي مابعمل على طول
تنهد وهو ينظر لها قائلًا بستسلام
-هقولك على حاجه
سرد لها ماحدث منذ خروجه من باب المنزل وصولاً الى الفتاه الجميله التى ستظل طفله حتى نهايه عمرها
انتهى من حديثه وهو يقول بحزن وشفقه
-بس ياستي هى دي كل الحكايه واللي مش عايز حد غيرك يعرفها
-ياحبيبتي دي اتعذبت قوى انا أسف ياظافر مكنتش اعرف ان اللي حصل ده
ثم سألته بجديه
-ظافر هى تاج مراتك ولا...؟
أجابها بكذب
-ايوة طبعًا مراتي اومال انا هجبها هنا ليه ؟
-يعني انت اتجوزتها ليه ؟ واشمعنى دي بالذات ؟؟
أجابها بكذب
-الحب مفيش في اشمعنى !!مش زمان كنت بقولك ان اللي هتخطف قلبي هتجوزها هتلاقوني اتجوزتها بدون مقدمات
-اه بس ازاخطفت قلبك ؟
وقف من فوق المقعد وهو يجذب منها منامتها الحرير قائلاًبمزاح
-زي ماخطفت البيجامة كده هو يالا سلام يازنانه
-سلام يا كبير العيله يا عاقل !!...
عاد إليها مره اخرى دلف واغلق الباب خلفه بهدوء
وجدها فى سبات عميق
سار نحوها بخطوات بسيطه وجدها ترتدي منامته
ابتسم على برائتها عدل جسدها
انتفضت ماان وجدته يلمس قدمها سحبت الشرشف على جسدها قائله بفزع
-انت بتعمل أيه ؟
أجابها بصدق
-مفيش انا كنت هغطيكي
تنفست الصعداء حمدلله ،تنحنحت وراحت تقول بغضب طفولي
-انا عايزة أنام كنت بحلم حلم حلو قووووي
جلس أمامها على حافه الفراش متسائلاً
-حلم ايه ؟
إجابته بهمس
-ويفضل سر بِنَا
-ويفضل سر بِنَا قولي بقى
-حلمت ان انا وانت روحنا البحر وقعدنا كتيييييير بس ياخسارة
-خسارة ليه ؟
-اصل مامتك شافتنا وفضلت تزعق وانا خفت منها عشان هي بتزعق
-بصي ياتاج ماما ست طيبه جدًا بس الموضوع بالنسبه ليها غريب وشئ طبيعي ترفض فى الأول بس انا واثق انها هتحبك
اتسعت عيناها فرحًا قائله بسعاده غامره
-زيك كده ؟
قهقه على طفولتهاوبرائتها عدل جسدها قائلًا بجديه مصطنعه
-أنتِ اتكلمتي كتير قوي يالا بقى نامي تصبحي على خير
-طب والأكل ؟
-اومال مين اللي خلص الصينه دي ؟
-لا مش انا دي بطني
-ههههههه طب كفايه كده وبكره أوعدك هتأكلي اللي نفسك في
-طب احكيلي حدوته
حك راْسه مفكرًا فى طلبها الغريب والصعب فى ذات الوقت
أمرًا غايه فى الصعوبة تمنى ان يقتال جيش من الاسرائليين ولايسرد لها أساطير لا يعرف عنها شئ
عرض عليها أمرلأتعرف ان كان يرضيها ام تثور وتغضب كالأطفال هتف برجاء
-تاج ممكن اطلب منك طلب
-طلب أيه؟
-مش بعرف أقول حواديت ممكن طلب وانا أنفذه فورًا
-اممم طب عايزة شوكولا
-حاضر
-وتشيز كيك
-حاضر
-لعب
-حاضر
-كتييييييييير
-ههههههههه حاضر ممكن تنامي بقى
-ماشي تصبح على خير
-وأنتِ من أهله
اغلقت عيناها بعد ان مدد جسده على الأريكه
ثوانٍ وآتَاه مكالمه قام بالرد عليها قائلاً بهمس
-آلو ايه يازفت ؟
فتحت عيناها البنيه وعلى ثغرها ابتسامه خفيفه
استمعت لحديثه وهو يقول
-ده انا هولع فيك ياجسار البت لسعه منها على الآخر وعملت لي مشاكل فى البيت مع خالتك أتصرف بدل مااجابها بيتك
انا خلاص مش قادر انت لازم تعرف أبوها فين ؟ واحنا نوصلها لي ونعين حراسه غير كده لأ فاهم
يالا سلام
اغلقت عيناها مره اخرى بعد ان اغلق هاتفه وهو يزفر بضيق وحنق
**************
فى اليوم التالي
الجميع فى انتظار ظافر وزوجته ليتناولون وجبه الغداء
هبط الدرج برفقتها كانت تبحث بعيناها فى كل مكان
أشار بيده لتجلس على المقعد قائلاً بجديه
-ده مكانك ياتاج
سألته ابنة شقيقته قائله بغيظ مكتوم
-وانا مكاني فين ياظافر ؟
شهقت بصوت عالٍ وهى تضع يدها على فمها قائله
-دي بتقولك ياظافر !!
حدثها بهمس
-تاج عادي انا معودها على كده يالا خلصي أكلك كله
الجميع لايفهم مايحدث
هتفت الأم بحدة
-ظافر علم مراتك النظام فى الأكل دي مليكه بنت اختك مبتعملش كده !!
-حاضر يا أمي
-تاج كلي براحه اوك لو خلصتي أكلك كله وموسختيش هدومك هجبلك لعب كتير
ماان سمعت الأم حديث أبنها الحجرات المياه فى حلقها
ظلت تسعُل بشده فزع الجميع
أشارت بيدها قائله بتعب واضح
-انا كويسه مفيش حاجه كملوا أكلكم
ثم نظرت إلى ظافر قائله باامر
-تعال وراياعايزك ياسيادة المقدم
-حاضر ياامي
دخل غرفه الصالون خلف والدته التى سائلته بهدوء يعكس مابداخله من نيران قائله بجديه
-بهدوء كده مين دي ؟ وإيه حكايتها بالظبط ؟
-حاضر هقول لحضرتك بس توعديني تاخدي الموضوع من زاويه تانيه غير الحماه ومرات الابن اعتبريها بنتك زي -مرات مراد بالظبط
تنهدت الأم وراحت تقول بخفوت وهى تربت على يده قائله
-ومن إمتى بعمل عكس كده ؟انا لو كنت قاسيه فـ ده عشان اللي حصل امبارح واظن ده من حقي ولاايه ؟
انا سماعك قول انت عايز تقول ايه ؟
ابتلع ريقه وراح يسرد لها ماحدث ليلة أمس
كان يعرف والدته جيدًا غايه فى البساطة والطيبه
لن ينكر انه لأول مرة منذ وفاة والده يرى دموعها هكذا
جففت دموعها ماان حديثه قائله
-طب ليه ماقولتليش الكلام ده امبارح ؟
-مكنش ينفع احكي لحد ومكنش ينفع أفضل شايف حضرتك بتتعاملي مع واحدة فى حالتها الصحيه دي
-خلاص ياابني انا هخلي الكل يوفر لها كل اللي هي عايزه
ولو
قاطعها قائلاً
-لأ ياماما أرجوكي انا مش عايز حد ياخد باله خصوصًا ان فى غريب فى وسطينا
-تقصد صاحبه مرات اخوك مراد
-اه احنا منعرفش عنها حاجه وكمان بحسها مش سهله بس انا مقدرش أقول كده عشان خاطر روميساء
وخايف تقول كلمه كده ولا كده وحد يعرف
-خلاص ياحبيبي انا عايزة اعرف حاجه بس تجاوبني بصراحه
-ايه هي ؟
-تاج مراتك بجد ؟
كاد يتحدث ولكن قاطعه صراخها ونحيبها هرع نحوها
ليعرف ماحدث وجد ملابسها متسخه وفى حاله يرثي لها
صاح بصوت غاضب
-مين عمل فيكي كده ؟
-اعااااااا البت دي
أشارت بيدها نحوها نظر اليها بـ أعين غاضبه
اعتذرت له قائله بخبث
-انا أسفه يا ظافر مكنتش أقصد
-لا تقصد ياظافر اعاااااا
-طب خلاص حصل خير تعالي معايا عشان تغيري هدومك دي
**************
مر اليوم لايحدث فيه شئ جديد يذكر سوى تقرب "تاج"
من عائله ظافر شيئًا فشيئا
كانت تجلس معهم على المسبح
طلبت منها "مليكه " ان تلعب معها كرة القدم وافقت
الجميع ينظر لها بشفقه وتحصر جسدها جسد فتاه غايه فى الجمال والأنوثة وعقلها عقل طلفه لاتتعدى الثلاث سنوات
كانت تراقبها من بعيد اقترب ماان رأتها تقترب منها لتجذب الكرة
هتفت بطفوليه
-ممكن ياطنط الكرة
-بس كده أهي اتفضلي هناااااااك أهي
ألقت بها نحو المسبح اغتاظت تاج مما فعلته تلك الحمقاء لاتعلم ان مافعلته ماهو إلافخ كي تقع بها فى المسبح بعد ان علمت انها لاتجيد السباحه
أنحنت تاج لتجذب الكرة ولكن فشلت
سارت نحوها وهى تنظر يميناً ويساراً لتتأكد من عدم تركيز احدهم عليها
دفعتها فى المسبح سقطت "تاج " فى المسبح
ظلت تعلو وتهبط بسرعه حاولت ان تهتف بأحدهم احد
ولكن لاحياة لمن تنادي
بينما كان ظافر يتحدث فى هاتفه فى غرفه مكتبه وبيده كوب من العصير سقط منه ماان رأها تغرق فى المسبح
هرع نحو وهو يهتف باسمها
-تاااااااااج
