رواية جذور منسية ..
الجزء الرابع ..
بقلم ليلى مظلوم
وبعد ان ذهب سجاد بسيارته ..اوقفت لارين سيارة الأجرة
وطلبت من السائق ان يلحق بالسيارة ..ففعل ..وقد لاحظ
سجاد ذلك ..فاوقف سيارته
بجانب الطريق وانتظر قليلا ..فوقفت سيارة الاجرة وراءه ..عندها نزل من سيارته… فطلبت لارين من السائق ان يذهب لئلا يكشفها ..ولكنه رفض ..فحاولت ان تغطي وجهها
..وسمعت السائق يقول :انا آسف يا سيدي هي من طلبت مني ان ألحق بك (مشيرا الى لارين)..فطلب منها ان تنزل من السيارة ..واعطى الأجرة للسائق.. فشكره وقال له
:سيدي انا اكرر اسفي فانت رجل طيب ولن انسى معروفك مع ولدي ما حييت ..وعندما طلبت مني هذه المرأة ان الحق بك لم اكن اعلم انه انت ...
فقال سجاد :لا عليك ..
ثم طلب من لارين ان تركب معه في السيارة ليوصلها الى المنزل ..فركبت وهي تستعد
لوابل اسئلته عن اسباب اللحاق به ..ولكنه كان طيلة الطريق صامتا الى ان وصلا الى المنزل فقال لها :لا تخرجي من المنزل
ليلا مرة اخرى لوحدك ..ولا تثقي كثيرا بسائقي الأجرة ..وخاصة وانت بابهى حلتكِ ..ثم تركها وانصرف ليكمل طريقه الى
اصدقائه على حد قوله ..عندها شعرت بالخجل من نفسها وعادت الى غرفتها من الباب الخلفي.. والأحاسيس
تتصارع في داخلها ..تارة تشعر بنبل سجاد ..فعلى ما يبدو انه يعلم سائق الأجرة وقد ساعد ولده ..ولكن كيف يسمح تخلفه بذلك!! وتارة تشعر بفظاظته وعدم اكتراثه للحاق به او حتى
الرد على كلماتها بطريقة قاسية ..وباتت تشعر ان رده هذا اقسى بكثير مما لو كان رد
عليها ..ترى هل هو متخلف ??وعنجهي?? ومغرور?? ام حنون ومحافظ وووو?? باتت هذه الأسئلةتشكل مصدر قلق للارين.. وهي في الوقت ذاته تريد
ان تريح نفسها من عناء التفكير به ..وفجأة رن هاتفها واذا به حبيبها في الغربة يتصل ليطمئن عليها ..فاخبرته بما حصل
معها ..فبدأ يواسيها بكلماته المعسولة :لا تقلقي يا حلوتي ..لا عليكِ ..دعكِ منه ..لو كنت في لبنان لكنت ضربته وخلصتك منه ..ثم اكمل كلامه ..
بعد أيام سيذهب (بابانويل) ليزورك لقد ارسلت لك هدية جميلة وارجو ان تنال اعجابك… .
قالت له: حسنا… اشكرك ولكن لم اخبر اهلي بخصوصنا بعد… قريبا ساخبرهم…
وعندها تستطيع ارسال هديتك مع (بابا نويل)لعلي افرح قليلا واخرج من هذا السجن ..
ثم اقفلت الهاتف وحاولت ان تخلد الى النوم وهي تفكر بسجاد واصدقائه والسر الذي
يكمن وراءه…ترى الى اين يذهب ..ولماذا هو مصر على
اخفاء الموضوع عن الجميع ..وقررت ان تدخل الى غرفته خلسة علها تجد شيئا ما هناك ..وخاصة انه ليس في المنزل…
فخرجت من غرفتها وراقبت الجميع ووجدتهم غارقين في احاديثهم وذكرياتهم الماضية ..فدخلت الى غرفة سجاد ..
ومجرد ان فتحت الباب لاقتها رائحة المسك ..كانت الغرفة منظمة ومرتبة بشكل لافت وعلى يمين السرير مكتبة فيها الكثير من الكتب .
.وعندما قرأت العناوين كانت توحي جميعها الى انها كتب دينية ..ووجدت ملفا فيه عدة اوراق مكتوبا فيها اسماء لأشخاص غير بارزين مثل الحاج احمد ..الخالة سعاد .
.وهذا يعني انهم ليس من زبائن الشركة ..ترى من هم هؤلاء الأشخاص ??وكان الى جانب اسمائهم اشارات لم تفهمها ..وحاولت
البحث في كل الأوراق ..علها تجد ما يروي فضولها ..وفجأة أتى احدهم وسحب الملف من يدها ..فشعرت بالارتباك والخوف
ولم تجرؤ ان تصرخ… يا لهذا الموقف المحرج !!!واخيرا قررت ان تنطر وراءها لتعلم من الذي فعل ذلك…
