رواية جذور منسية…
الجزء الخامس ..
انه سجاد !!!يا الهي لقد رجع باكرا هذه الليلة ..وساد الصمت
..ظنت لارين انها فرصته لينتقم منها فيصرخ ويخبر اهلها
والجميع انها اقتحمت غرفته وبحثت في اغراضه الخاصة
..ولكنه لم يفعل هكذا ابدا . .بل قال لها بصوت هادئ :بدأت
اشك انك من المباحث ..ما هي ضالتك يا لارين اخبريني ??
قالت لارين بصوت مخنوق :لا ..لا شيئ عذرا عليّ ان ارحل ..
ثم ركضت مسرعة وعادت الى غرفتها ..وحمدت الله على حسن معاملة سجاد ..وبدات تتذكر كل المواقف التي حدثت معها ..وهي لم تفهم نفسها لم تلاحق سجاد وماذا يعنيها ??هل تريد ان تعرف عنه شيئا ما يشوه سمعته لا سيما انه محبوب جدا ..ام هناك شيئا آخرا…
وفي الصباح جلست العائلتان لتناول الفطور ..ولارين خجلة لم تتجرأ ان تنظر الى سجاد ..ولكنها سمعته يقول لامه انه سيحضر معه ضيفة على العشاء ..فسألته امه :ومن هي ??
قال سجاد :انها فاطمة يا امي !!
قالت امه :نعم لقد اشتقت لها كثيرا ..وساطهو لها الطعام الذي تحبه يا ولدي ..
عندما سمعت لارين هذا الكلام شعرت بالغيظ الشديد ... فتساءلت :ايعقل ان تكون الغيرة ??ولكن لماذا وانا لدي حبيب ينتظرني في الخارج ..??يا لفاطمة هذه ايعقل ان تكون حبيبته ??
وسالت ام لارين لاخت زوجها :ومن هي فاطمة ??
قالت :انها الطف وارق فتاة راتها عيناي ..وولدي سجاد يحبها جدا ..اليوم باذن الله ستتعرفون عليها ..
لم تتمالك لارين نفسها ..فذهبت الى غرفتها وقررت ان ترتدي اجمل فستان تملكه ..ظنا منها ان تنافس فاطمة ..ولكنها تذكرت ما قرأته عن سيرة النبي محمد (ص)..هو قدوة سجاد ومثله الاعلى ..وهذا يعني انه لا يهتم كثيرا للجمال الخارجي ..بل على العكس فهو يحب اللباس الشرعي ويحترمه ..وهذا يشير الى ان فاطمة ترتدي العباءة السوداء وربما تغطي وجهها ايضا ..ذلك المتخلف وصاحب العقل المتحجر يحب الفتيات المقنعات ..اذن لن يلتفت الي ّ..وافضل شيئ ان اخبر اهلي عن حبيبي وهديته التي سيرسلها مع بابا نويل امامه ..ربما سيغضبه هذا !!ولكنه لا يهتم بي اساسا فلماذا سيغضب ??
ظلت لارين مرتبكة طوال النهار ..وخاصة عندما لاحظت اهتمام عمتها بهذه الضيفة ..وقد اتصل سجاد بها ليذكرها ..وعندما سألته اي ساعة ستحضران ..قال لها انه سيصلي المغرب والعشاء وبعدها سيذهب لاحضارها ويأتيان فورا…
وفي المساء كانت نبضات قلب لارين تتسارع ..وكانها في امتحان ..والشوق يملأ عيني عمتها ..ودق سجاد الباب ..فاسرعت العمة وفتحته وسمعتها تقول :لقد اشتقت لكِ كثيرا يا ابنتي ..فاطمة يا لروعة الاسم وصاحبة الاسم ..
لم تشأ لارين بداية ان تنظر اليها ..فهي تجلس عكس اتجاه الباب ..وسمعت سجاد يقول :هيا تفضلي يا حبيبتي ..لا تخجلي ..
قالت لنفسها مندهشة :حبيبتي!!! اذن يعلم هذا الرجل كيف يتفوه بالكلام المعسول ..
واقتربت خطوات فاطمة..فوقف الجميع لاستقبالها ..ورأت لارين انه من غير اللائق ان تبقى جالسة فوقفت وادارت وجهها تجاهها..