رواية لن احررك الحلقه الحادية والعشرون والثانية والعشرون بقلم دهب عطيه


 

رواية لن احررك 



🦋الحلقة الحادية  والعشرون🦋والثانية والعشرون 


أعتقد أن أسوأ مافي الحياة عدم معرفتك لعدوك الحقيقي، 


عدم استيعاب أن حفرة الهاوية التي



وقعت بهآ لم تقع بها بإردتك او حتى صدفة كما تتوقع بل أنَ 


الهاوية كانت مُدبرة من قِبل عدو مخفي



عن العيون يتجسد بصورة الأقارب ولكنه لم يكن يوماً قريباً 


منك لا قلباً ولا عقلاً حتى الدماء التي جمعتكم أصبحت ملوثة بخبث أحدهم، وتعكر صفو

لونها بماضي مؤلم يرهق روح الآخر.... 


وتبقى الحرب حرب باردة والخصم مجهول ولانتقام



غير سوي فقط يبقى الانتقام نار تحرق صاحبها لا 

مُشعلها !.....  


اغمضت بسمة عينيها بتعب بعد غضون عدة أيام على مقابلة 


إحسان زوجة عوض وابنتها الكبرى شروق وحديثها مع شروق التي سردت لها تفاصيل 

الحادث وحبس والدها وسبب وفاة شمس اختها الصغرى....حقائق متصاعدة صدمات متتالية  لم 

تريح قلبها كما ظنت في بداية تلك الزيارة بل كانت الصدمات صاعقات تلقيها بقوة نحو الظلام الدامس بقاتمة لون لا تفضله....هل كانت تظن أن بعد تلك الحقائق سيكون هناك بديل عن الأسود أمامها ، هل كانت تظن ان الرمادي يناسب عائلة (الغمري) كم ان الحقيقة مُر مذاقها والاصعاب انها علمت الآن مع من تتعامل وما الأذى الذي ممكن ان يصيبها إذا انكشف أمرها يوماً !....


فرقت عينيها بيدها بتعب من كثرة التفكير الذي أرهقها طوال تلك الفترة....مسكت الهاتف بين يدها 

مُنتظرة اتصال من مروان الذي يبحث لها عن سبب 

وفاة عوض شحاته مقابل مبلغ مالي بسيط كما تفعل معه دوماً من يوم أن أصبحت في مهنة المحاماة باتت مُدركه أن لا أحد يفعل شيئاً مجاناً فلكل خبر 

او معلومة تبحث عنها مال فقط بعض الأموال إذا 

كنت تريد ذلك!...


لا تعرف لمَ آتى في عقلها جواد.... 


وهل أغفل العقل عنه يوماً !.... 


لكنها تتهرب من إتصالاته من يوم أن عادت من تلك الزيارة وهي تتهرب من اي شيء يخصه..... 


ليس يأس منه او من شخصيته فهي عشقته بتلك الشخصية ولم تكره عيوبه الذي تأقلمت معها منذ بداية لقاهم.... لكنها تحاول ترتيب الحقيقة التي 

علمتها واستنتجتها من تلك الزيارة ومن حديث 

شروق ابنة (عوض شحاته) 


••••"أنا هحكيلك على كل حاجة.... "

ربتت على يدها بسمة بشفقة وقالت بحرج... 

"بلاش تحكي حاجة دلوقتي أنتي فـ...." 


لم ترد عليها شروق بل قاطعتها وبدأت بسرد 

الحقائق باعين دامعه..... 

"بابا كأن شغال آمين مخازن عند وآحد إسمه 

زهران الغمري...." 


تلك أول صاعقة تلقطها بسمة لكنها لزمت الصمت 

وبدأت بالاستماع لباقي الحديث الشيق وصادم 

كذلك..... 


"جه في وقت من الأوقات دي تعبت اختي شمس الصغيرة وبعد مكشفنا عليها اكتشفنا أنها عندها 

ورم على المخ ولازم عملية لاستئصال  الورم قبل 

مالحاله تسوء.... كنا خايفين ومضطرين نستلف من ده وده  بس كل إللي حولينا على قد حالهم زينا 

اضطرّ بابا يستلف من صاحب الشغل كلم المدير 

المدير وصله لزهران الغمري لأن المبلغ إللي بابا طلبه كان كبير يعني حوالي خمسين الف..... طبعاً 

زهران ده مرداش يسلف بابا المبلغ لأنه برده شايفه 

كبير حتى بعض محكاله على ظروفه رفضه وطرده كمان من الشغل لأنه خاف بابا يسرق ويمد أيده على حاجه من المخازن بسبب ظروفه اللي هو 

خلاص عرفها..... بعض بهدله في المستشفيات وتعب شمس زاد وقلت الحيله، جه خبط على بابنا 

في يوم زهران الغمري وعرض على بابا نص مليون مقابل أن يشيل قضية أبن أخوه والحكم مؤبد يعني كأن بيقوله بالعربي الباقي من حياتك هتقضيه في السجن وهتموت هناك وتمن النص مليون..... سلمنا وقتها عشر تلاف جنيه عشان

يزغلل عيونا ويدينا أمل بعلاج اختي الصغيرة..." 


نظرت له بسمة بتردد قائلة.... 

"كفايه عليك كده ياشروق أنا شايفه أن إحنا نتكلم في وقت تاني و..." 


"انا كويسه خليني أكمل كلامي...." قبضة على يد المقعد المتهالك وهي تعصر عقلها لتفوه بباقي الأحداث اللعينة بترتيب.... 

"بعد مابابا سلم نفسه واعترف روحنا لزهران الغمري عشان ناخد منه بقيت الفلوس لأن كل إللي 

معانا العشر تلاف إللي سلمهم لبابا في الأول...

لكن يومها طردنا أنا وماما وشمس التعبانه وقال 

أن العشر تلاف دول تمن سجن بابا وكفايه علينا 

كده وهددنا أن لو حد أتكلم هيحصل بابا في سجنه

...... يسجن يالموت....."


نزلت دموع بسمة بصدمة وحزن وسائلة بيقين...

"وشمس ماتت وقتها بسبب التعب إللي كأن عندها والعمليه إللي اتأخر معادها ...."


اومات لهآ شروق وهي تزفر الدموع بكثرة وقالت 

بصوت مبحوح.....

"شمس ارتاحت من ارف الدنيا فالحقيقه المفروض

منزعلش على شمس المفروض نزعل على نفسنا

ونبكي على ضعفنا وقلة الحيلة....لان بعد موت شمس وسجن باباه الناس مرحمتش ضعفنا وقلة حيلتنا وبقا بيتنا إسمه بيت صاحب تاجر المخدرات ومش بس كده دا حتى حماتي واهل خطيبي فركشو الجوازه لأننا نسب ميشرفش.... تعرفي وقتها اتمنيت لو مت مع شمس إللي حسدتها على رحمت ربنا عليها... "


نهضت بسمة وعانقتها بقوة وهي تقول بشفقة وحزن....

"ربنا كبير ياشروق ورحيم بينا وبكره يعوضك خير و يزيح عنك البلاء وصدقيني بكره يجي حقك بس اوعي تيأسي...."


نزلت دموع الفتاة وقالت جملة واحده مُلخص

كل شيء واي شيء.....

"يمهل ولا يهمل......"••••


كم كانت محقه يمهل ولا يهمل سيترك آلله الظالم يلهو في الأرض ويفسد ويفعل مايشاء وسيظن وقتها الظالم أنه لن ينضر ولن يصيبه شيء سيظن أن جبروته وقوته يحميه من كل شيء سيظن ان آلله قد نساه ولكنه لا يعلم أن آلله تركه ليفيق تركه ليُقر باخطاءه تركه لياتي وقت يحاسب به حسبان الأول في دنيا ولاخر في الآخره !.....


تنهدت بعمق وعقلها أصيب بصداع هالك لعينيها 

قبل رأسها......صدح الهاتف وكان المُتصل مروان...

ردت سريعاً بدون تفكير....

"الو.....أيوا يامروان وصلت لي إيه......سكته قلبية مفاجأة.....لا حول ولاقوة إلا بالله.....أنت متأكد من المعلومات دي يامروان.....تمام شكراً....ااه متقلقش

محضره المبلغ اللي تفقنا عليه عدي عليه وخده...

تمام سلام...."أغلقت الهاتف وهي تزفر بضجر...

"ياساتر غول فلوس....."تريثت برهة مُفكرة بتلك

الحلقة المُعقدة تلك التعقيدات التي تدور بها وتعود 

لها فيصبح الطريق مبهمٍ قاتمٍ بارداً بماضي لم 

يُضح بعض.....


نهضت من على الفراش وكادت أن تفتح بعض الأوراق لقضية من القواضي الذي تترافع بها 

لكن اوقفها رنين الهاتف باتصال من...


"جواد....."اغمضت عينيها بتوتر وفتحتهم برهبه 

من القادم فهي تفكر في اخباره ما علمته لكن 

ليس على الهاتف بل وجهاً لوجه سيكن أفضل لكليهما......فتحت الخط وخرج صوتها بصعوبة....

"الو السلام عليكم....."


"خمس دقايق وتبقي ادامي أنا تحت البيت...."


أخبرها بأختصار وببرود صدمها.....نهضت بدون تفكير متجها نحو شرفة غرفتها الصغيرة.....وجدته يستند 

بكلتا يداه على سيارته وللعجب عيناه مثبته على المكان الواقفة به وكأنه على يقين أنها ستظهر الآن أمامه....


كان حوار عيناه المخيفة مع عينيها العسليتين قاسي 

مُشتعل بالغضب وكأنها فعلت كارثة دُمرت بها حياته بأكملها هذا ماظنته من تلك النظرات.....


هزت رأسها بسؤال وحركة غبية بيدها سألته...

"مالك في إيه...."


رفع أربع أصابع من يده أمامها ووجها لها نظرة آخره

اوصلت الرجفة الى جسدها خوفاً ورهبة حقيقة منه....


فهمت أن تلك الحركة دليل على مرور دقيقة من الخمس دقائق الذي اضافهم لها بدون أن يسمع ردها 

عليه....


دلفت لداخل بتوتر ولكنها كانت تشتعل غضباً من طريقته الجافة معها، وبعد مرور كل هذا الغياب 

الذي يعادل خمسة عشر يوماً بعيدة عنه مزال مصمم

على الجمود ولا مبالاة وكأن وجودها وغيابها بات

أمر غير مهم بنسبه له.....


"ماشي ياجواد،  لم أشوف أنتَ عايز إيه الأول وبعدين لينا كلام تاني على طريقه الزفت دي إللي 

مش قادر تبطلها أبداً معايا...."


                          ♡♡♡♡♡♡♡

دلف داخل السيارة بوجه مكفهر غضباً وحنق منها

بدأ بتذكر تلك المكالمة التي اتت لها منذ يومين... 


•••••صدح هاتف جواد باتصال من أحد رجاله الذي كُلف بمراقبة بسمة بدون ان تلاحظ ذلك حتى تظل تحت عيناه دوماً خوفاً عليها من غدر أحدهم وبذات أعداه المعروف عليهم في مجاله المشبوة.... 


"الو ها.... في جديد.... آآه فاكر زيارتها للحارة دي والبيت اللي زرته انا قولتلك عايز معلومات عنه." 

زفر بضيق.... 

"ايوا اخلص وصلت لحاجه...." أنتظر برهة على الخط ليسمع حديث لم يروقه قط.....

بدأ وجهه بالاحمرار والعروق في عنقه برزة من شدة الغضب امّا عينيه فمن ينظر لهم يجدهم بركتين من الحمم البركانيّة

"أنتَ متأكد من الكلام ده..... يعني عوض شحاته 

ده يبقى...." أغمض عينيه بقوة واغلق الهاتف في 

وجه المتصل تريث دقائق ودقائق وهو يحاول السيطرة على عصبيته الذي يود افراغ شحنتها 

على جسد أحدهم وللحق هي من تستحق لكنه

لن يفعل ليس لأنه لايستطيع بل لأنه ضعيف أمام 

تلك العسليتين الذان يخدعاه ببراءة مُزيفة.... 

"بدوري ورايا ليه يابسمة عايزه توصلي ليه إيه 

بظبط......" قبض على كف يده بقوة وتوعد بعينا

مخيفتين بلونهم القاتم ....

"أقسم بالله يابسمة لاوقفك عند حدك....ماهو مش جواد الغمري اللي تشتغلو واحده ست وتضحك عليه بكلمة بحبك وهي في الأساس بدور وراه عشان تبيعو لي اقرب حد يقابلها...."••••


فاق على صوت باب السيارة يُغلق ورا بسمة بعد صعودها بجواره.....

"في إيه ياجواد كنت عايز ايه...."


تقوس فم جواد بسخرية ونظر لجانب الآخر بعيد عن مرمى عينيها وقال بنبرة مبهمه.....

"اظن إني جوزك....يعني مش واحد من الشارع..."


بلعت مابحلقها وتوتر يتزايد داخلها لكن حافظة على

هدوءها وإجابته ببساطة استفزته.....

"كويس إنك لسه فاكر إنك جوزي تصدق إني نسيت فاليومين دول اننا متجوزين أصلاً....."


تقوس فمه بابتسامة جانبية وقال بصوت خبيث لا يحمل ذرة مرح....

"طالما نسيتي يبقى لازم افكرك...."انطلق بسيارة بسرعة عالية وعلامات البرود المبهمة تترسم على ملامحه ببراعة تجعلك تصفق على قوة تحمل تلك العواصف والمشاعر القاسية  داخله وكأنه تعود على 

رسم الامبالاة من يوم أن وقع في حفرة الماضي تلك.....


كانت تنظر له بين الحين ولاخر بخوف وشك من قسوته المفاجاة التي لا تعلم سببها بعض..هل يعلم شيء بخصوص آسر والاتفاق الذي بينهم كارثة 

بكل المقاييس أن علم بعملها مع الحكوم لن يظن بها 

إلا الاسواء ولن يصدق أن كل ماتفعله من أجله هو لن يصدق مهما قالت ومهم بررت لها....

"يارب استرها....."هتفت داخلها برعب من ماينتظرها 

وماعلم به......


وقفت السيارة بسرينة عالية ومفاجاة.....كادَ ان يرتطم رأسها بزجاج السيارة أمامها لكنه أعاقها

بحركة بسيطة من كف يده على صدرها مُمانع 

هذا الارتطام بابسط الطرُق ....


رفعت عينيها بصدمة وبصوت حاد صاحت...

"أنت إيه إللي انتَ بتعمله ده انتَ عايز تموتنا في حد بيقف بشكل ده...."


"متقلقيش محدش بيموت نقص عُمر...."قال جملته وهو ينظر الى يدهُ المثبته بتلقائية في نصف صدرها

تامل انوثتها بعينا عابثة فهو لم يلاحظ تلك المفاتن 

الذي لمسها بحركة فاترةٍ منه حتى يمنع اصطدمها 

في زجاج السيارة الأمامي.....


نظرت بسمة الى ماينظر لتلاحظ يده مزالت مثبته

عليها ابعدتها بضيق وقالت...

"ممكن تلم نفسك وتلم إيدك شويه....."


"على أساس إني قاصد يعني...."قالها بستهزاء.....


"آلله واعلم أنا مدخلتش جوا ضميرك...."


"عندك حق....محدش عارف التاني ضميرة في إيه..."

سحبها بقوة عليه لتجد نفسها تجلس في احضانه ولم تستوعب بعض أن يداه القويتين رفتعها للجلوس على قدميه....شهقت بصدمة...

"جواد انتَ بتعمل ايه...."


أبعد خصلات من شعرها عن عينيها وتاملها بعيناه الزيتونية القاتمة......

"عايز افكرك اننا لسه متجوزين مش بتقولي إنك نسيتي برده....."قرب أنفاسه منها أكثر ناظراً الى تلك الشفاة بشهوة مُتبخرة فمزالت حقيقة تلك الزيارة 

تفترس عقله بدون رحمة، كادَ أن يقطف شفتيها بطريقة الذي سيخمد بها هذا العقل لثواني لكنه تعرقل عن ماينوي فعله بحركة رأسها الذي ابتعدت عنه وقالت بحرج....

"أنا لسه فاكره أن إحنا متجوزين مش لازم تعمل

كده....."


مسك شعرها من الوراء بقوة آلامتها وقربها منه عنوة عنها بشدة قائلاً بصرامة.... 

"بس أنا  بقه عايز افتكر...." لم تشعر بشيء الى بالام 

مبرح في شفتيها وضيق تنفسها بسبب أنفاسه الساخنة الذي تطوق أنفاسها بعذاب خانق لها يداه لم ترحم شعرها الذي كلما حاولت الفرار من سطوة الم 

تلك القبُلة تجد يده تجذبها وتثبتها بقوة ارهقتها 

أمّا يده الاخرة فعبثت بجسدها بقسوة مهينة وكأنها تشابه التمثال لا تعرف معنى الألم الذي يسببه لها نفسياً وجسدياً كذلك.....


مرت الدقائق وهي لا تعرف للاستمتاع طريق من تلك القسوة التي يُسقيها لها بدون رحمة....تركها لتاخذ أنفاسها لثواني ومن ثمَ سألها سؤال محدد...

"عملتي كده ليه؟..."


نزلت دموعها بعدم فهم وبالم من ما يُسببه لها...

"عملت إيه أنا مش فهمه حاجة....."باغته بقُبلة

اكثر قسوة جعلته يتذوق طعم الدماء المالح بها ودموعها تشارك في كسب تلذذ أكثر له....تركها 

مره آخره وقال بغضب مكتوم.....

"لمَ انتي مش بتحبيني كدبتي ليه وقولتي إنك بتحبيني.....كدبتي ليه وانتي بدوري ورايا عايزه 

تتخلصي مني ودخليني السجن هو ده وجبك ناحية جوزك  ياحرمي المصون........ إنك تخدعيني"


نزلت العبرات أكثر وهي تقول بصدمة....

"انتَ فاهم غلط ياجواد أنا وللهِ مخدعتك أنا بس كنـ...."


أحاط خصرها بقوة بين يداه وقاطعها بغضب وامتلاك...

"اعملي حسابك إنك مهما عملتي مش هبعد عنك وان حتى داء الخيانة والخداع إللي فيكي ده هخليكي تبطليه بطرقتي....."كادَ أن يقبلها مره اخرة من تلك الشفاه الذي تزايد احمرارها واصابها ببعض الورم البسيط...

" كفاية ياجواد حرام عليك بقه كفاية.... "هل تصدق أنها القت نفسها داخل احضانها بعد تلك الكلمات... 


تختبئ من نفسه لنفسه !.... 


أغمض عينيه بعذاب ليضمها لثوانٍ ويدفن وجهه في عنقها بصمت..... 

" بكرهك ياجواد  بكرهك..... "هتفت وهي داخل احضانه كعلامة توضح سبب قهرها وغضبها الذريع منه... مرر يده على ظهرها وربت عليه بصمت ولم 

يتفوه بكلمةً واحده..... ابتعدت عنه بحدة وجلست 

على المقعد بجواره نظرت لناحية الآخرة بصمت وبدأت الدموع تسيل على وجنتيها الحمراء  بلا توقف، تركت لضعف مكان داخلها وامام عينان مُعذبها..... 


نظر أمامه ليجد المكان خالي بهم ، فقد أوقف سيارته

في منطقة صحراوية على الطريق السريع اختلس 

النظر لها بوجه حجري ومن ثمَ تناول علبة المناديل 

ووضعها على ركبتها قال بصوت قاسي... 

" امسحي شفيفك عشان بتجيب دم..... "


"أنا عايز اروح...... ممكن ترجعني مكان مخدتني..." 

كانت عصبية في تفوهها بتلك الكلمات وهذا رد فعل طبيعي بعد كل ماحدث.... 


"هتروحي بس على الفيلا....." رد ببساطة قتلتها حية..... 


"مش راحه الفيلا ولا هرجع معاك تاني...." 


"يعني إيه ليكي مزاج تتطلقي مثلاً...." 


نظرت له بغضب وصاحت بصلابة..... 

"تصدق أسلم حل اننا نطلق...." قالتها وهي تتمنى أن 

لا يفعلها بل ويرفض بشدة !..... 


"مفيش طلاق الحاجة الوحيدة إللي ممكن تبعدني عنك هي الموت...." 


"بعد الشـ...." عضت على شفتيها بغضب من ردة افعالها العاطفية الذي صعب السيطرة عليها أمامه،  وبرغم  كل شيء تبقى العواطف عواصف 

في عشقه...... 


طرق برأسه للأسفل بغضب فقد حيرته تصرفاتها 

هل تعشقه كما أقرت بذلك في قربه، ام تخدعه بصورة الحبيبة الصادقة المتيمة في عشقه..... 


"صحيح بعد كده لم تروحي تزوري مرات عوض شحاته أبقي كلميني عشان أروح ازورها معاكي 

ماهو لولا جوزها كان زماني في سجني..." خرج 

من سيارة تارك الصدمة تحتل وجهها بصدمة.... 


يعلم أن عوض بريء وأنهُ دخل السجن زور!!...


هل يعلم ان عمه الخَسيس  دفعا عوض لسجن لمدة خمس سنوات مقابل مبلغ مالي قيمته عشرة ألف جنيه ارخص سعر دُمر عائلة فقيرة فقدت الاب والابنه الصغرة بسبب قلة المال وفقدت أيضاً السمعت الطيبة كذلك حتى الابنة الكبرى فقدت مكانها كزوجه وحبيبه من قِبل خطيبها وأهله 

كذلك.....


لمَ لا يرأف المرء بأخيه في شدته ويسانده على تخطي محنته ، لمَ يظن المرء أنهُ إذا أذاقه كأس وآحد من نذلته سيرضي به ضميره بعدها  !... 


خرجت من السيارة بصلابة وهي عازمة النية على مواجهته ومعرفة الحقيقة كاملة منه..... 


هل فعلاً سيخبركِ ام كالعادة سيتهرب منكِ؟.. 

سألها عقلها بسخط مُتيقن ردة فعل شخص حفظ 

تصرف شخصيته المدروسة !...  


كان يقف بمسافة ليست ببعيدة عن سيارته  

منتصب في وقفته يوليها ظهره.....


"يعني أنتَ عارف أن عوض دخل السجن ظلم..."


تنهد وهو يُجيبها بمقت....

"أكيد عارف مش دخل مكاني....."كأن مزال على وقفته تلك لم يلتفت لها قط.....


اقتربت منه بعصبية ووقفت أمامه وهتفت بحدة أمام وجهه ...

"وعارف كمان أن عمك استغل احتياجه للفلوس عشان عملية بنته المريضه، عارف كمان أن عمك نصب عليه وبدل ميسلمه النص مليون إللي كانو

تمن سجنه سلمه عشرتلاف بس وبسبب ندالة عمك

بنت عوض  ماتت من كتر المرض وعيلته بقه بواقي

بنادمين......."


مسك يدها بقوة وقربها منه قال بحدة....

"كل ده ميهمنيش كل واحد بيشيل ذنبه وأنا مليش ذنب بموت بنته ولا حتى سجنه ولا حتى اتفقت

معاه على حاجه.....أنتي ليه بدوري ورايا نفسي أفهم

عايزه توصلي لي إيه....."


اتسعت حدقتيها بصدمة لا تصدق استهانته بهذا الأمر

هل القتل والظلم بات له الابسط في سماعه.....

"أنتَ بتقول إيه يعني إيه ميهمكش دي روح....."


اعتصر ذرعها الإثنين بين كلتا يداه وهو يهتف بصلابة قاسية.....

"وأنا من أمته في روح بتفرق معايا....ولا ناسيه إني ضربة عليكي نار قبل كده ولا تكوني نسيتي موت علام على ايدي......"


افترقت شفتاها عن بعضهم وضجت علامات الصدمة 

كامل وجهها الشاحب.....


هل هو سيء لتلك الدرجة؟...


هل أصبحت عمياء بعدما عشقت هذا القلب المتحجر؟......


"مالك مصدومه كده ليه، فوقي من الوهم ده وشوفي الصورة إللي دايما واضحا ادامك....."

صمت برهة ومن ثم افترس وجهها الشاحب وزهولها 

من حديثه المبهم  ثم أضاف أكثر بدون تردد.....

"الصورة الحقيقة إني نسخه من عمي إللي كُنتي بتقولي عليه ندل من شوية....."تركها بقوة لتقع

أرضاً على الرمال الساخنة مزالت عينيها مسلطة عليه بزهول برهبه وارتياب من ما ينوي قوله

الآن... لكن  للحظة شعرت بلسانها يتحرك مُخرج كلمات خرجت من صميم قلبها...... 

" وأنا مستحيل أكمل مع واحد ندل.... "


نظر لها جواد وبتسما بتهكم قائلاً بسخط.... 

"دا بجد لس فكره ان عندك مبدأ بعد متجوزتي واحد مجرم تاجر سلاح افتكرتي أن مبدأك مش هتسمحلك 

تكملي مع واحد ندل.... يشيخه قولي كلام غير ده..." 


سخر منها بقوة خدشت قلبها..... لتصمم على حديثها بكبرياء انوثة مُحطمة.... 

"ليك حق تتريق وليك حق تعرفني إني إنسانه عديمة كرامة من البداية بس أنا عملت كده عشان احمي أرواح ناس ملهاش ذنب في أي حاجة حصلت بيني وبينك انت وعمك ....بس أنا خلاص شايفه أن كده كفايه ولازم تطلقني وكده كده مر على جوزنا اكتر من شهر يعني الطلاق هيكون شيء طبيعي.. "


أقترب منها ووقف أمامها موضع يداه في جيب بنطاله ناظراً لها باستعلاء وهي تجلس تحت اقدامه..

"مفيش طلاق ياحضرة المحامية أصلا مش بمزاجك تمشي وتسبيني كده عادي...."


رفعت رأسها بحدة لتواجه عيناه الدكنتان.....

"بالعكس بمزاجي ومن حقي أختار حياتي بعيد

عنك وعن اجرامك وندلتك...."باغتته بنظره ذات معنى.....


نزل لمستواها ببرود ومد يده وتلامس خصلة من شعرها الاسود الحرير وقال بصوت مبهم....

"ندلتي واجرامي هتتعيشي معاهم وهترضي بيهم 

زي مانا راضي بمثاليتك ياحضرة المحامية...."


ابعدت يداه عنها بحدة وصاحت بغضب....

"أنت مش طبيعي أنتَ أكيد اتجننت....أنا مستحيل أقبل اعيش في الارف ده حتى لو كنت بحبك..."


"بتحبيني...."ضحك ضحكة خالي من أي مرح وصمت بعد إنتهاءه منها قال ببغض....

"انتي مش بتشوفي عينك في المرايه ولا إيه....أنتي يمكن تكوني حبتيني بس على قد الحب ده على قد الندم إللي بشوفه فعينك كل متبصيلي...."


اخفضت بصرها بعيداً عن عيناه الدكنتان بقسوة ترجف الجسد خوفاً وريبه منه فهو قد باغته الان بحقيقة مشاعرها المتخبطة في عشقه..... 


نهض جواد واشعل سجارته بانزعاج فحقيقة حبها واضحة وقعت في عشق تلعنه وتندم عليه وهل هذا ينتمى للعشق من وجهت نظرها ام ذنب يعذبها كلما تذكرته ويعذبه أكثر كلما راء في عينيها الندم

وذنب على ما اقترفه قلبها في حقها .....


اخرج جواد دخانه الرمادي بانزعاج وقال بمقت...

""يمكن ارتبطنا من البداية غلط ويمكن أكون عكس الزوج إللي كنتي بتتمنيه يمكن محبتكيش يمكن تكوني ندمانه على حاجه شبه حب بنسبه ليكي...

يمكن وجايز في حاجات كتير مكنش المفروض تحصل لينا.... بس الاكيد يابسمة إني مش هحررك 

بسهوله وأنك هتفضلي مراتي وأن مش من حقك تختاري عكس اللي أنا حددته ليكي..."  


لم تشعر الى بالاصمم لكل من حولها من سيارات تمر بسرعة عالية على هذا الطريق من خلفها ومن هواء يمر بلهيب حرارته على وجنتيها الشاحبة قد فقدت القدرة على الشعور وسماع ما يدور حولها إلا هو وكلماته إمتلاكه وفظاظة سطوته عليها..... هل يقترح عليها امتلاكه وقبول العرض ام يخبرها أنها لن يحررها أبداً من دائرة الدماء المحاط هو بها والذي يود ودود الكرام ان تدلف لها بكامل إردتها بل وتقبل بأسوء مابه طالما أصبحت شريكته في تلك 

الحياةِ ذو أبشع الالوان بنسبه لها  الاسود القاتم !.... 


"ونصيحه مني بلاش تدوري ورايا تاني وخليكي فكره أنا دايماً عيني عليكي.... وااه ياريت بقه تنسي  الماضي وتفكري في الحاضر، الحاضر إللي هتعشيه معايا.. مع جوزك اللي بتحبيه..." أبتسم ببرود وأضاف

ساخراً.....

"مش بتقولي إنك بتحبيني برده...."ضحكا لاستفزازها ضحكة لا تدل على ذرة مرح واحده يشعر بها.... 


اشاحت بوجهها بعيداً عنه ببغض.... ماذا تفعل تصرخ 

تلعنه تضربه حتى الموت؟ ،  الصمت ياللهي للغة العظماء وايضاً للغة الضعفاء مثلها الذين يهربون بمنتهى الخزي من المواجهة ولم تكن بأقل الخسائر كما يقال بل كانت خسائرها فادحة يكفي أن ترى قلبها مُحطم بجوار كرامتها المشوهة....  


لكنها في نهاية غلبتها شخصيتها وبعد صمت طال معها وترتيب افكارها نهضت بخزي ووقفت أمامه قائلة ببرود بجمود.. 

"بعيداً عن هوسك في امتلاك غيرك بعيداً عن قسوتك الموجوده عند اي واحد بيقتل بدم بارد بعيداً عن كل حاجه قولتها أنا مستحيل أبقى الست إللي أنت بتحاول تلبسني هدومه دلوقت...." 


نظر لها بعدم فهم...لتكمل بسمة بتشدق....

"أنا مش هقبل أكون معاك بشكل ده وبلاش خيالك يرسملك إني ممكن أقبل أعيش مع واحد مجرم مش بس مجرم ده ذكاءه كمان محدود...."


"بــــســمـــه....."أقترب منها وعصر ذرعها بين يده واحمرت عينيه بحمم بركانية مستعارة هتف بحدة

ونفاذ صبر من تحت أسنانه محاول السيطرة على عصبيته المفرطة.....

"كلمة تانيه وهتباتي النهاردة في المستشفى...مش جواد الغمري إللي مراته تهينه وتقل منه...."


وجهته بعسليتيها بصلابة وثبات وبرغم من رجفة جسدها من الداخل من آثر عينيه المخيفة الحمراء غضباً عليها... إلا أنها هتفت بمنتهى الشجاعة.... 

"دي الحقيقة يابن الغمري.... عارف الحقيقة بتقول إيه عمك هو إللي رماك في سجن هو اللي حبسك خمس سنين وهو إللي دمر مستقبلك عشان تبقى معاه في شغل المشبوة.... " اخبرته ببطء وببرود 


لم يتفوة جواد بكلمة بل ظل محدق بها بعدم استيعاب..... 


قربت سبابتها وخنصر اصبعها الآخر من بعضهم وامام وجهه هتفت بخذلان.... 

"لو بس تفكر فيها لو بس تفهم حقيقة إللي حوليك هتعرف انك عايش في كدبه كبيرة من تأليف عمك 

إللي وصلك للارف ده كله...." 


مسك يدها بقوة وقربها منه بقسوة قائلاً بحنق... 

"قصدك إيه من الكلام ده انطقي عرفتي إيه

بظبط..."  


هزت رأسها باستياء وهي تجيبه..... 

"عرفت حآجه واضحه أدامك من سنين...." 


"انطقي يابسمة وبلاش اللعبه دي معايا...." هز كتفيها بين يداه بنفاذ صبر وتوقف مُنظراً لها منتظر أكمال باقي حديثها..... 


سالته بسمة بمنتهى البرود.... 

"الاجابه في سؤال ده ياجواد.... ليه عمك صبر خمس سنين على سجنك وبعدين خرجك  ؟....


ليه صبر كل ده مع أنه كأن يقدر يخرجك  من أول يوم دخلت فيه السجن ليه استنى دا كله..." 


                          ♡♡♡♡♡♡♡


كأن يجلس في غرفته على الفراش الوثير 

يفتح الاب توب ويطلع على عدة صور تجمعه بحبيبته الراحلة (أمل)كم أشتاق

لهآ كم مرت السنوات في لمح البصر سبع سنوات 

على غيابها ومزالت تشكل فرق كبير في حياته من ذكريات معدودة بينهم يحيا عليها لكن في الاونة

الأخيرة أصبح البال مشغول بواحده فقط تشغل العقل والقلب بضحكتها وعفويتها، مزاحها، حديثها 

معه حتى ملابسها الذي تشعل جنونه برغبات مكبوتة داخله لم يصرح عنها من قبل.....كل شيء بتلك الاسيل هالك!......ااصبح يكن لها مشاعر آخره عكس

الذي يدعيها دوماً أمامها.......  


بلع مابحلقه كلما تخيل هذا الحلم الذي يراود عقله الباطل دوماً مع تكراريّة مستمرّة.....


يحلم دوماً أنها بين احضانه يراها في الحلم زوجته 

بفستانها الأبيض الناصع يقبلها ويرتوي من شفتيها 

ببطء وتأني يبقيها داخل احضانه يهتف بكلمات الحب والغزل وتهتف هي بكلمات لا يسمعها وحين 

يبعدها عنه كي ينظر لعينيها يجدها تبكي بقوة ومن ثمَ تبتعد عنه تاركة قلبه ينزف الم عشقها..... 


بداية الحلم مذاق يذهب العقل لمسات حميمية ومشاعر جامحة داخله ونهاية الحلم مثل الطريق المبهم مرارة لا يتوقعه عقلاً !.....  


طرقت على الباب بطرقات انوثية علم أنها !..

طرق الأب توب مفتوح على صورة تجمعه هو وامل في لقطة رومانسية تحكي عن هيام الإثنين ببعضهم.... 


فتح الباب لها وهو يقول بمزاح.... 

"اهلاً خير جاي اوضتي ليه...." 


"يعم وسع كده جيبالك النسكافية إللي بتحبه...." 

دلفت اسيل الى داخل الغرفة بمرح مُزيف فهي 

قررت أن تستغل هذهِ الفترة في تجميع بعض الذكريات الذي ستمكث بها هنا مؤقتا معه لحين 

إنهاء المسابقة وسفرها واستقرارها هناك هروباً من 

عشقه لحين نسيانه مع الأيام كما تظن هي !.... 


"وسع ياعم لا دنتي خدتي علي أوي...." قالها سيف 

وهو ياخذ منها المشروب الساخن وجلس بعدها على الفراش مُبتسم بجاذبيته المعتادة....


جلست على مقعد أمامه بمسافة بسيطة بينهم واجابته بإبتسامة باتت متهكمه لكنها حاولت أن تكون فاترة......

"اي يعني لم اخد عليك مش أخوي الكبير...."


"اخوكي...."لفظها وهو يتذكر ذاك الحلم الذي ينتهي بغرابة تصيبه بالارتياب من محور علاقته معها .....


" ايوا أخويه انتَ نسيت كلامك ولا إيه.... "


زفر بانهاك.... 

"لا منستوش....." 


"مالك ياسيف شكلك مضايق كده ليه في حآجه حصلت في الشغل....." 


"لا أنا كويس...." ارتشف من الكوب وهو يخفي عينيه عنها.... "قوليلي صحيح عامله إيه في

المعرض بتاعك ولاوحات إللي بترسميها...." 


"الحمدلله كله تمام....." تطلعت عليه وهو يرتشف من الكوب الساخن  بتلذذ وقسمات وجهه تضج استمتاع.... 


"حلو النسكافية ياحاج....." مازحته بخبث... 


"وللهِ يابنتي النسكافية عشرة على عشرة بس لو كنتي حتيطي سكر بدل الملح كان هيبقى أحلى....." 


اتسعت حدقتيها بصدمة وقفزت من مكانها بسرعة تاركة الكوب الخاص بها على المنضدة مُقتربة منه بحرج..... "بتكلم بجد ياسيف النسكافية في ملح..."


نظر لها بخبث قائلاً بتأثر وبراءة....

"مالح أوي حتى شوفي...."قربه من فمها فكادت ان ترتشف أبعده عنها سريعاً....

رفعت اسيل  عينيها عليه بملامح متعجبة ثم هتفت بتساؤل منزعج...." أنتَ بتهزر صح...."


عض سيف على شفتيه بخزي متافف بحزن...

"بهزر الله يسامحك ياسوو....على العموم أنا شلت الكوبايه عشان مش حابب اضيقك انسي بقه أنك حطيتي ملح بدل سكر وانا كمان هعتبره سكر مش ملح وهشربه عشان خاطرك...."استفذها وجن جنونها بعدها لتقول بصياح....

"بلاش تستفزني ياسيف أنا متاكده إني حطيت سكر مش ملح هات بقه الكوبية اتأكد بنفسي...."


"والمقابل....."لم تشعر بجسدها الذي كان قريب من جسده الرجوليه بفارق الطول طبعاً بينهم لكنها كانت تلتصق به على كل حال......


ضاعت اسيل بسواد عينيها ببرقة تلك العيون  ذو اللون البني الداكن جاذبية اهلكت حصونها فجعلتها 

تقف كالبلاها تنظر له وتتبادل عواصف المشاعر معه

فرجفة جسدها تتزايد بقربه واشتعلت النيران المستعارة داخل جسدها حين أحاط خصرها بيداه القويتان ليكن بعدها  كالمغيب بعينيه الشهوانية ومال ببطء عليها ليلثم شفتيها لكن تعرقل بصوتها الضعيف الخائف......

"سيف أنتَ بتعمل إيه مينفعش انتَ ناسي اني زي أختك....."


وضع شفتيه على فمها وقال بصوت خرج من الأعماق.....

"بس انتي مش أختي ياسيل أنتي حبـ...."أبتعد عنها بقوة وكأن حية قد أصابته بسمها المُميت......


نظر لها بحرج ولا يعرف ما الشيء المناسب الآن اكادَ أن يقبلها كان سيفعلها ويخسر علاقته الطاهرة بها

للأبد هل كان ينوي استغلالها بطريقة

خسيسةٍ ! .......


"اسيل أنا مش عارف أي اللي حصل بس اا......"


ابتعدت عنه وتخطت المكان من حوله مُتفقدة هذا الجهاز  الذي شد انتباهه ما عليه منذ ثواني فقط.....


"هي دي بقه حبيبتك....."نظرت عبر الأب توب على 

الصورة التي تجمعه هو و امل في لقطة رومانسية تحكي عن هيام الإثنين ببعضهم.....


أومأ لها سيف بحرج وعلى مضض بنعم وكأنه غير مرحب بمعرفتها عن( امل) او عن إرتباط قلبه بأي

أمرأه غـيـ.....أوقف تلك الترهات من داخله بقوة 

وسلط انظاره عليه مُنتظر باقي حديثها....


برغم من الدموع الذي تنوي الخروج أمامه رغم الصدمة و وجع قلبها والخزي والكره لمرض عشقه الذي لن يحررها بسهوله إلا ان تتحول لحطام أنثى، وهي أصبحت كذلك الآن أمام تلك الصورة التي تدل على خيبة الامل داخلها كلما بحثت عن الحب بعناء  

تكتشف بعدها أن الحب جرح جديد ينضم إليه بتلهف مُشكل ذكرى جديدة داخل طيات روحها

المُمزقه......


إبتسمت ببساطة بعد برهة ناظرة الى وجه سيف 

قائلةٍ بصوت خالي من الحياة.....

"مبروك ياسيف ربنا يسعدك...



🦋البارت الثاني والعشرون🦋


أصبحت على يقين أن مسار البلاء له عدة طرقات 

ولكن اكثرهم تداولٍ مسار تفقد به معظم الأشياء 

ذاته قيمةٍ لديك ، ومسار آخر تكتسب به أكثر الأشياء التي تفتقدها داخلك!.....  


كم أن الرحلة في بدايتها قاسية تنهك عزيمتك وإصرارك هل يُصعب علينا تغيير رحلة القدر ام أنك مُجبر أن تلتزم بخوض تلك الرحلة سوءٍ شِئت هذا امْ أبَيْت مهم كانت المشقة صعبة ستواجه مخوفك  وتلتزم الصمود قبل الصمت....... 


نظرت بسمة نحو جواد الذي يقود السيارة بصمت قاتل لروحها بأقل من البطيء كما تشعر،  وجهه خالي 

من اي تعبير بارد صلب الملامح ولكنَ عينيه تحكي 

صراع قاسي داخله...... 


هل أخطأت حين اخبرته عن تلك النقطة التي استنتجها عقلها بعد خروجها من بيت

(عوض شحاته).... السؤال الاهم هنا ماذا سيفعل 

الآن مع عمه؟،  وهل حقاً صدق ماقالت له ام أنهُ سيظل مُصر على أدعى اللامبالة في تلك الكذبة 

الرخيصة تأليف عمه الوغد....... 


"انزلي...." 


افاقت من شرودها على صوته الحاد الخافت كذلك 

رفعت عينيها ناظرة إليه وجدته مُثبت عينيه الداكنة 

على أطار السيارة الأمامي ووجهه غامض خالي من أي تفسير يجول الآن بخاطرة..... 


"هتروح على فين ياجواد....." 


"انزلي...." كرر حديثه مره آخرة بذات البرود... 


نظرت بسمة من النافذة بتافف لتزفر بضيق وهي تطلع على بناء الفيلا الشامخ...... 


عض جواد على شفتيه بغضب موجه عينيه عليها ليجدها تنظر جانباً بصمت.... هتف بضيق... 

"هو انتي اطرشتي مش بقولك انزلي...." 


"اعتبرني اطرشت وطلع بالعربية....." حدثته ببرود.. 


"نعم اطلع بالعربيه،  على فين بقه أن شآء آلله..." 


نظرت له بحسم وقالت... 

"مكان ماهتروح هاجي معاك...." 


أبعد جواد عينيه عن مرمى عسليتاها ومرر يده على وجهه بنفاذ صبر ثم تريث برهة ومن ثم عاد ذات الكلمة بحنق..... "انزلي...." 


"مش نزله....." عقدة ذراعيها ونظرت أمامها ببرود... 


صاح بصوت عالٍ.... 

"انزلي يابسمة وبلاش اعدها تاني...." 


"مش نزل ياجواد وهروح معاك مكان مانت رايح..." 

كأن صوتها عالٍ غاضب من تلك المسافات التي دوماً 

يضعها بينهم.... 


"صوتك ميتنيلش يعلى...." هتف بصوت عالٍ حاد.. 


"وللهِ أنا صوتي بيعلى لم حضرتك بتعلي صوتك عليه...." 


"يعني إيه ياهانم...." 


"يعني لكل فعل رد فعل ...." ببرود تُجيب أصبحت تود قتله وقتل نفسها بعضه أأصبح الاختناق بينهم احتراق يُهدم فؤادها بأقل كلمة منه.... 


انطلق بسيارة بسرعة وبدون اكتراث آخر فهو مزال 

في حالةٍ لا يحسد عليها..... 


هل كنت تظن أن الخداع يُصنف على الغريب فقط

لا افيق من نوبة الوهم تلك ونظر أمامك جيداً ستجد عدوك يترصد لك بذكاءً مُرتدي قناع

القريب يلقب لقب لأجل حماية نفسه عن عيونك 

مشوه الحقائق مُضيف حقائق خادعة يرسم الخوف عليك وأنك من مُصنافات أساسية لديه لتكتشف 

أن المُصنف مصلحة تخصه بمفرده وتتفاجا أن  هناك حرب بينكم هو يحارب بكل ماوتي من جبروت وانت تقف في أرض الخداع لا تشعر 

بالام تلك الحرب وماتسبب من أوجاع، ولا ترى من 

قائدها وهل تعرفه أم تجهله وهل العداوة بينكم

تستحق كل هذا المكر؟....


مُظلمة وباردة تلك الكذبة ذو رائحة الخداع بشعة هذه الدائرة وبشاعتها تشبة الماضي بجوارحه يشعر أنها تضيق به يختنق داخلها وليس هناك شعاع وآحد يضيء له كي يبث الطمأنينة لروح

هُلك داخل صراع حياةً أُجبر على السير بها بدون 

رجعة !... 


خرج جواد من سيارته وجلس أمام مكان هادئ على الطريق مكان بسيط يقدم بعض المشروبات الساخنة...... 


"عايز القهوة بتاعتي يارجل ياطيب......" حدثه بصوت مُتعب محاولاً أن يكون عادياً أمامه قدر الامكان....


أبتسم الرجل بوجه مجعد بشوش أمام جواد وقال بلطف

"من عني ياجواد يابني....بس قولي مالك إيه إللي مزعلك كده... " 


نظر جواد أمامه بحزن وثبت عينيه على بسمة التي تجلس داخل السيارة تطلع عليه بحزن مماثل له....


"شكلها بتحبك......"


نظر جواد الى الرجل بصمت....أبتسم العجوز وهو يقول بحنان مُربت على ذراع جواد....

"أوعى تزعلها أو تكسر بخاطرها باين أنها زعلانه لزعلك وباين أكتر أنها عايز تشرب معاك القهوة..."

غمز له الرجل واضاف بود.....

"قوم جبها وتعالوا اشربوا قهوتكم وانتوا بتسمعو فيروز...."


"مش لازم انـ......."


"أسمع كلام راجل عجوز زيي....البنت بتحبك...."

لكزه الرجل بخفة ليصمت جواد ولم يعقب بل نهض 

متوجه نحو سيارته الجالسة بها بسمة تختلس له النظر بين الحين ولاخر....


فتح باب السيارة وقال بهدوء عكس مايشعر به من عواصف تفتك برأسه بلا رحمة....

"انزلي اشربي حآجه......"


رفعت بسمة عينيها عليه بتوتر ومن ثمَ عضة على شفتيها وهي تترجل من سيارته فهي تود الجلوس معهُ بجانبه بالقرب منه هي لا تفضل وجوده بمفرده

في تلك الاثناء هي تعشقه بطريقة تراها مُدمرة لقلبها لكن القلب يهوى بدون أهداف وقد أصبح جواد حياتها وهي على يقين أن أحكام الحياة غير عادلة على كل حال !....


نظرت الى المكان حولها بتفقد ليحتل وجهها علامات 

التعجب من بساطة المكان الذي يهرب منه في غضبه

او تشتت أفكاره مثل ماحدث أليوم او ممكن أن يكون اتى إلا هنا فقط لأنها برفقته أأ مزالا يراها بعيدةٍ كامل البعد على أن تشاركة احزانه وتشتت وضياع الواضح في عينيه.....


"اقعدي....."أشار جواد الى طاولة صغيرة داخل هذا

الكافية الصغير.......


جلست بسمة بهدوء وجلس جواد في مقعد مُقبل 

عليها......


"مكنتش أعرف إنك بتدخل أماكن عادية زينا...."

سألته بابتسامة رقيقة كأن الحديث له هدف وآحد 

أن يخرج من حالة الصمت البارد الذي يتقنها منذ 

ساعات من حديثهم الحاد....


"عادي المكان ده كنت بدخله من أيام ماكنت في اعدادى....."رد ببساطة وهو يتجول بعينيه في أرجأ

المكان....


أبتسمت بسمة بأمل فهو الأول مرة يتحدث عن جزء بسيط من طفولته.....

"وكنت بتيجي تشرب قهوة ولا سجاير...."ضيقت عينيها بعد هذا السؤال بمزاح....


"لا شاي....يعني السجاير دي معرفتهاش غير لم دخلت السجن...."ظُلمت عينيه أكثر.....


"بكره تبطلها...يعني هتكون آخر حاجه هنعملها...."


نظر لها جواد بعدم فهم....

"يعني إيه هتكون آخر حآجه هنعملها هي في حاجات قبلها مثلاً....."


"في كتير بس واحد واحده هنتخلص منهم نبدأ بتقيل وندخل على الخفيف....."


نظر لها جواد بعدم فهم ورفع حاجبه الأيمن بشك...


"احلى قهوة لأحلى زباين....."وضع العجوز فنجانين القهوة وهو يوزع انظاره بود وحنان عليهم....

"بس إحنا مش ضيوف ياراجل ياطيب إحنا

صحاب مكان...."


إجابة الرجل مُبتسماً بود ...

"طبعاً ياجواد يابني أنتَ أبني وغلوتك من غلاوة ولادي لكن الزبونه الجميلة دي لازم أضحك عليها بكلمتين حلوين عشان تيجي على هنا تاني...."


إبتسمت بسمة بحرج وردت عليه بتلقائية...

"متقلقش لو القهوة عجبتني هاجي تاني وتالت

ورابع مانا خلاص عرفت المكان....."


"تنوري يا...."


"بسمة أسمي بسمة....."


"بسمة وأنتي أجمل بسمة وليكي من اسمك نصيب ونصيب هيشاركه إللي قلبك حبه....."ربت الرجل على كتفها بحنان ليوجه حديثه لجواد قائلاً بخفوت.....

"هشغلكم فيروز عشان تكمل القعدة الحلو دي...."


أومأ له جواد بهدوء وهو يبدأ بارتشف قهوته الساخنة......وكذلك فعلت بسمة التي انبهرت 

بمذاقها هل هناك مذاق قهوة بهذا الطعم ورائحة النفاذة الذي تداعب انفها بتناغم غريب ليكتمل السحر بنعومة صوت فيروز واحساسها....


رفعت بسمة عينيها على جواد لتجده ينظر لها بتراقب مُتفقد أبسط حركة تُصدر منها اشتبكت 

العيون مع كلمات الأغنية والموسيقة الناعمة

وصوت فيروز يشعل بينهم حقيقة العشق ذو

المسافات البعيدة....


أهواك.....أهواك

أهواك بلا أمل

وعيونك.....وعيونك تبتسم لي 

وورودك تغريني ، بشهيات القُبلِ 

أهواك ولي قلبُ بغرامك يلتهبُ 

تدنيه فيقتربُ، تقصيه فيغتربُ

في الظلمة يكتئبُ، ويهدهده التعبُ 

فيذوب وينسكب، كالدمع من المقلِ 

أهواك أهواك ، أهواك بلا أملِ 

ورودك تغريني، بشهيات القُبلِ

في السهرة انتظر، ويطول بي السهرُ

فيسائلني القمر، ياحلوة ما الخبرُ

فأجيبهُ والقلبُ، قد تيمه الحب 

يابدر انا السببُ، أحببت بلا أملِ 

أهواك أهواك، أهواك بلا أمل 


اطرقت بسمة برأسها للأسفل بحرج هل تكشفها عسليتيها الآن هل يحكي قلبها بخفقاته المُتسرعة 

عشق أرهق فؤدها بتقلب حبيبها معهُ..... 


مد جواد يده على سطح الطاولة ليمسك يدها بين يده ناظراً الى عمق عينيها قائلاً كلمات خرجت من صميم قلبه..... 

"خليكي جمبي عايزك دايماً معايا..... خليكي معايا حتى لو جيت في يوم وقولتلك ابعدي أوعي تبعدي أوعي تصدقيني إني مش محتاجلك أنتي الوحيده إللي هبقى محتاجها جمبي  أنا ممكن استغنى عن الدنيا كلها إلا انتي........"   


صدمات متتالية هل يعترف بالحب ام يحدثها عن اهميتها في حياته يدهُ ياللهي تطبق على يدها بقوة 

المتها لكن الألم يُنسى أمام تلك الصدمات التي تجعل قلبها ينبض باقصى مالديه فهو الآن يُحكى عن مشاعر خام لم تتلامس الحب يوماً ولم تختبر مشاعره الجامحة نحوها..... 


"مش بتردي عليه....." سألها حائراً وعينيه لا تفارق أطار عسليتيها الامعة..... رطبت شفتيها وهي تجيبه 

بوجنتين حمراء خجلاً..... 

"مش محتاجه رد أنا دايما جمبك ومعاك ومش لازم تشك في كده...... مانت عارف اني بـ....." صمتت ولم تتجرا على الاكمال فمزالت حزينة من عنف قبلاته المهينة معها في قلب سيارته وذكرى تتكرر تارة تعطي له الأعذار وتارةٍ تلوم قلبها المتيم بحبه 

كما قالت فيروز  تدنيه فيقتربُ، تقصيه فيغتربُ وهذا قلبها أحمق في عشقه ودوما ترى كبرياءها مُحطم جوارها .... 


"بسمة....." نداها بصوتٍ رخيم  أصاب جسدها رجفت ناعمة "نعم....." 


"مش ناويه تقوليها...." عيناه تترجى كلمة كذب وجودها منذ ساعتين الآن يود سماعها كما ان الانفصاليّة تلك ستقتلها يوماً ما..... 

"مش لازم......" تهجم وجهها قليلاً ليحكي عن عتاب وحزن منه... 


زفر بضيق وهو يترك يدها فهو لن يتوسل لها أوقات 

يرى نفسه مُراهق بالقرب منها ولأن اسواء المواقف يتوسل بعينيه لسماع أبسط كلمة على وجه 

الأرض.... 


"يلا بينا....." نهض بضيق.... 


"أنتَ ماشي ولا إيه ياجواد....." حدثه العجوز وهو

يقترب منهما..... 

"آآه لازم أمشي كفاية كده....." 


"يعني وراك حاجه ولا هتمشي وخلاص...." 

تحدث العجوز وهو ينظر لجواد بحرج حسى به 

جواد فسأله بدون تردد.... 

"في حآجه عايزني اعملها معاك....." 


اصاب بسمة الدهشة من جملته لكنها لم تُعقب....


"يعني كنت عايزك تحضر معانا سبوع حفيدتي 

فيروز....." 


هز جواد رأسه بستياء وقال مُبتسم .... 

"فيروز سمتها فيروز برده بقا عندك كام فيروز دلوقتي..." 


"تلاته بنتي وحفيدتي والتالته بنتك ان شاء الله إحنا  مش متفقين أن فيروز دي العشق ولا إيه دانت مش بتسمع غيرها....." 


نظر جواد نحو بسمة مُبتسم بعبث ....

"عندك حق وأكيد هجيب فيروز قريب....."اشاحت بوجهها وتمتمت داخلها بضيق...

"قليل الأدب ونويها....."


"على العموم أنا مقدرش اتأخر عنك و هستناك هنا كمان  لحد متخلص ونطلع عليهم وبسمة كمان هتيجي معانا مش كده يابسمة...."

نظر لها لتوما له بحرج تحت انظار العجوز الذي ينظر لهم بامتنان....


     

                     ♡♡♡♡♡♡♡

تقف مُستندةٍ على جانب السيارة تراقب جواد الذي 

يرتب المكان قبل اغلاقه من مقاعد يجب رصاها جيداً لطاولات تُمسح وترتب في ركنٍ ما.....

كم كان غريب بعد هذا التصرف جواد الغمري يساعد 

رجل عجوز في هذا المكان أقل من البسيط، يالا العجب من هذا الجواد الغامض في ردة فعله وتصرفها كذلك.....


"بلاش تستغربي بشكل ده...."


نظرت بسمة الى الرجل العجوز الذي يتطلع عليها ببشاشة وجه.... 

"أبداً يعني مش مستغربة د...." 


قاطعها وهو ينظر نحو جواد مُضيف.... 

"جواد كان على طول معايا في المكان ده من أيام مكان في اعدادي أوقات كتير كان في الاجازة بيقف 

معايا ويساعدني بس من غير ماحد من أهله يعرف 

كان ده مكانه الوحيد اللي في ضيقته وغضبه بايلجأ

ليه.........وانا مبسوط ان جه النهارده وجابك معاه يابسمة.....تعرفي انُ حكالي عنك كتير ومن كلامه عنك كان نفسي أشوفك أوي......"


"حكالك عني قالك إيه....."سألته بفضول...


"قالي كلام بسيط مش مفهوم قالي أن بدأ ينجذب أكتر لكلام فيروز عن الحب والعذاب قالي أن الحب

احساسه حلو لكن التاقلم عليه صعب قالي حاجات 

مش مفهومه بس لم شفتك عرفت هو يقصد إيه..."


نظر له وربت على كتفها قال بلطف..... 

"أوعي تسبيه يابنتي خدي بالك منه، وصدقيني القدر إللي جمعكم ببعض مش مجرد صدفه دا قدر ومكتوب عليكي وعليه ،  وليه اسبابه فقربكم من بعض ...."  


حدجت بسمة به بضياع حقيقي وهي تؤمن أن القدر  يخبئ لها عدة صدمات معه!....


"خلاص يارجل ياطيب خلصت....."حدثهم جواد وهو مقبل عليهمْ بصوته الهادئ الرخيم.....


راقبته بسمة بعسليتاها وهو يقول.....


"يلا أركب العربية وعرفني العنوان فين...." 


ضحك الرجل بخفوت موجه حديثه لبسمة قال....

"تعرفي يابسمة برغم ان أعرف جواد بقالي سنين الى أنه عمرى مدخل بيتي الا النهارده وشكله وافق 

كمان عشان انتي معاه...."


ابتسمت للعجوز مجاملة وبدلت عسليتيها نحو جواد 

الذي نظر لها بابتسامة بسيطة وعيناه الداكنتان لا تحيد عن عسليتيان عيناها قط....


"طب يلا بينا ياولاد عشان منتاخرش عليهم...."قالها العجوز وهو يصعد السيارة في المقعد الأمامي....


دلف جواد بجانبه في مقعد القيادة وكذلك بسمة من الخلف......


بعد ان أخذ جواد منه العنوان....نظر نحو بسمة عبر مرآة السيارة كي يجدها تجلس بصمت ناظرة الى النافذة بجوارها  تبعد عسليتاها عن مرمى عيناه الثاقبة عليها...حاول شد انتباها فقال بخبث للعجوز بجانبه...


"صحيح مقولتليش فيروزي عامله إيه....."


انتبهت بسمة لم يقال....


رد عليه الرجل بإبتسامة....

"بتسلم عليك دايماً  وبتسالني عليك من آخر مره شفتك فيه في القهوه عندي  ...."


"أصيل فيروز تعرف لولا النصيب أنا كُنت نسبتك..."

قالها وهو يتطلع على بسمة عبر المراة كي يجد تاثير 

الغيرة عليها تقابلت أعينهما بحوار حاد من قِبل عسليتاها الغاضبة باحمرار أما عيناه فكانت باردتان عابثتان بكل تأكيد .......


حدثه العجوز ببساطة خبيثة فهو يعلم مخزى كلام جواد....

"كل شيء نصيب وبعدين أنتَ معاك القمر كله...."


"آآه بس فيروز قمرين...."


زفرت بسمة بضيق وهي تقول بحدة... 

"هو لس فاضل كتير...." 


"شويه يابنتي ونوصل ا...." 


"آآه لس فاضل كتير وبعدين إحنا ورانا إيه القعدة حلوه فسيرة الناس الحلوة ..."اغضبها أكثر واشعل 

غيرتها لتتابعه بعسليتيها بصلابة قاتله.....


أبتسم بخبث إبتسامة لم تلامس عيناه ليصمت عن الحديث ويستكفي بهذا القدر....وظل طوال الطريق 

يختلس النظر لها بعينان ثاقبتان عابثتان.....بعثت بسمة له رسالة قصيرة واغلقت الهاتف بعدها ناظرة بجانبها ببرود....صدح هاتفه مُعلن عن رسالة فتحها بمكر..(لِم عينك عني يابتاع فيروز.....)أبتسم بلؤم وبعث لها رسالة فتحتها وكانت....

(ليه يعني تكونيش بتغيري يافرولتي....)

(بارد ...)....(صدقيني الكلمة دي مش هتمر مرورو الكرام.....)أغلق الهاتف وهو ينظر له ببرود وتحذير 

رطبت شفتيها وهي تتذكر عنفه معها ليخفق قلبها 

بخجل وضيق منه.....


                         ♡♡♡♡♡♡

أشار لهما العجوز  مبتسماً بطيبة وود.... 

"اتفضلو ياولاد ادخلو...."

دلف جواد برفقة بسمة التي تتفقد بعسليتاها  المكان من حولها...... 


كان منزل بسيط لكن ميسور الحال ومساحته كبيرة  ليس بالصغير به الدفء وعطر الأسرة وترابطها يندلع عليه بوضوح .... إبتسمت بتلقائية فهي تحتاج لهذا المكان بشدة وجواد أيضاً يحتاج لمنزل كهذا يعطيه 

هُدنا من كل ما مرَّ به...... 


"نورت البيت ياجواد نورتي المكان يابسمة.... يام أحمد......بت يافيروز...." 


نظرت بسمة نحو المكان الناظر له هذا العجوز مراقبة 

خروج تلك الفيروز التي تغازل بها زوجها منذ دقائق.... أبتسم جواد بخبث وهو يتطلع الى ملامحها 

المشدودة والى عسليتاها اللتين أوشكُ على الخروج 

من مقلتيها من شدة هذا التركيز..... 


أحاط منكبيها بيده القوية وقال بخبث ناظراً الى عسليتاها بلؤم......

"عينك بتقول إنك نفسك تشوفي إللي طيرت عقلي...."بدلته النظرة بحدة.....ليضيف باستفزاز....

"بلاش استعجال يابيبي هتشوفيها...."


"بيبي...."رفعت شفتيها بتقزاز فلم تروقها الكلمة...


قرص وجنتها بيده بلطف ليزيد اشتعالها قائلاً....

"وأخيراً عرفت البيبي حجي بيضايق من إيه...."


"أنا مش بيبي وبلاش تقرصني من خدودي تاني...أنتَ فاهم....."حدثته بغضب مفاجئ...


"لا مش فاهم ينفع تفهميني بطرقتك....."

مسك معصمها واخذ خطوة الى الامام ارغمها على 

رفع عسليتاها لتواجهه بحدة...تلعثمت وهي تحاول إبعاده عنها....

"عيب كده إحنا عند الناس..."بعثر انفاسه بالقرب من وجهها وهو يقول بخبث....

"وتفتكري دي حآجه تخليني افوت طريقتك ولسانك الطويل عليه يا....ياحضرة المحامية...."


"وحشتني ياجواد...."


توقف جواد عن كل شيء ولتفت مُبتسم بحنان....

"وانتي أكتر يافيروزي.....أوبأ اي الحاجات الجامده دي...."


التفت فيروز باستعراض لكي يرى فستانها الرقيق 

القصير ذو ألوان تليق على صغيرة في السابعة من عمرها...

"أي رأيك في الفستان حلو...."


"تحفه...."لكز بسمة في كتفها واستفزاها اكثر...

"اي رأيك في خطبتي يابيبي حلوه...."


نظرت الى الصغيرة بحسره لتوزع نظرها عليهما بصدمة وصمت....


"هي ماله ياجواد هي مش موفقة على الجوازه ولا إيه....."حدثته الصغيرة ببراءة....


نظر جواد نحو بسمة قائلاً بخبث....

"شكلها كده يافيروزي اصل فرولتي بتغير شويتين..."


"أوعي تغيري احنا هنبقا أهل...."


كركر جواد ضاحكاً بشدة عقب عفوية تلك الشقية الصغيرة ...

حدقت به بسمة بصدمة فالأول مرة تراه يضحك بهذا الشكل قد صُغر أكثر بكثير من ماهو عليه وتزايدت

تلك الوسامة القاتلة لانوثتها !، كم يرهقها هذا العشق وتلك الرجولة الجذابة الذي تحتل رجل واحداً فقط 

زوجها عشقها المتيمةً به برغم من  كُثرة الاختلافات التي تعتليهما في شخصية، والطباع، والماضي كذلك  الى أنه سيظل الحياة بحق الحياة....تطلعت أكثر لترسم وسامته في عسليتاها مُتاملة زوجها بعيني تهوى بلا مُنازع...هو فارع الطول بطريقه تجعلها ترى جسدها بجانبه عصفور صغير لا يقوي على فعل شيء غير الصموت أمام تلك الهالة... شعره الأسود المرفوع للخلف بفوضوية منظمة لا تدري كيف لحيته ليست بالحليقة ولا الطويلة أبداً........ رائحته الرجولية تمتزج مع عطره المُنفرد من نوعه مثل شخصيته تماماً ذراعه القويتان المفتولاً، عنقه الذي يبرز منه تفاحة ادم بطريقة مُثيرة ، صدرة العريض الرياضي الذي يبرز من خلال هذا القميص الرجولي الأسود، يرتدي الجينز وتلك أول مره تراه يلبس ملابس عادية غير الحُلةً الرسمية....


"عجبتك..."غمز لها جواد بمكر وهو يرمقه بوقاحه..


"ها.... لا... لا...مش ببص عليك اصلاً...."تلعثمت بحرج...


"ياشيخه دا انتي هتاكليني بعنيكي...."


"ها...أنا...."فغرت شفتيها بحرج والخجل يكاد أن يقتلها.....


تحدثت فيروز الصغيرة قائلة بملل...

"جواد هو أنتَ هتفضل مشغول مع مراتك كتير ركز معا خطيبتك شوية...."


صُدمة بسمة من غرابة تلك الصغيرة ليجلس جواد على الاريكة رافع الصغيرة على قدميه قائلاً بحنان...

"عندك حق هو المفروض أكون عادل بينكم..ها تحبي نعمل إيه...."


هتفت الصغيرة بحماس....

"نلعب ياجواد في حوش البيت....."


دلف العجوز البشوش بصحبة زوجته التي زجرت ابنتها بحِدة قائلة....

"اي جواد دي يافيروز مش عيب عليكي كده اسمه عمه او أبيه غير كده متقوليش اياكِ اسمعك بتنادي حد كبير باسمه تاني وبعدين اي يلعب معاكي دي أنتي اتجننتي يقليلة الحياء......"اوقفها جواد وهو يقول بتمهل....

"سبيه يام أحمد أنا إللي طلبت منها تناديني بأسمي..."وقفت السيدة عن ماتنوي فعله بابنتها وقالت بحرج....

"لمؤاخده ياجواد يابني بس أنتَ أكيد عارف فيروز لمضه قد إيه....."


أبتسم بلطف صُدم عيون عسلية تراقب الموقف....

"أنا عارف كان الله في العون....المهم مبروك مجاب أحمد يتربى في عزه....."صمت لبرهة ثم قال بحرج

"ينفع أشوف فيروز الصغيرة عشـ ا....'"


قاطعه العجوز بحزم.....

"ملوش لزوم ياجواد أنا جايبك هنا عشان تغير جو معانا مش عشان  اقلبك....."


تحدث جواد بسأم....

"تقلبني......على العموم مقبول منك ياراجل ياطيب."

ثم نظر نحو السيدة الصغيرة وسألها باستفسار...

"قوليلي يام أحمد فين اوضة المولوده...."


"في دور إللي فوق ده على إيدك اليمين هتلاقي فيروز الصغيرة نايمة هناك في سريرها...."


مسك يد بسمة قال بصوت هادئ.... 

"تعالي معايا يابسمة...." اومات له بسمة بحرج من الجميع وستأذنت منهم..... 


صعد معها على الدرج البسيط..... 


"معاملتك للعيلة دي غريبه اوي..." تحدثت بسمة بدون مقدمات ظناً منها انهُ سيتجاهلها كعادته ولكن 

تفاجأت به يقول.... 

"أي حاجه من ريحة الماضي بتمسك بيها...." 


"زي إيه من ريحة الماضي ....." استفسرت بعسليتان متراقبتان للقادم منه.... 

"زي الرجل الطيب ده والقهوه إللي لسه باقيه من مراهقتي وشبابي  زي سيف واسيل وانعام هانم..." 

أبتسم بتهكم فهو مهم كره طريقة جدته وتعاليها 

بالمستوى الاجتماعي الذي تجهل مصدره تظل في القلب أماً كُبرى مهما إنكر ذلك.....


"وزيك انتي كمان يابسمة....."نظر لها وهو يصعد آخر

درج السلم ليصل لدور المنشود،توقفت بسمة عن

السير ورمقته بعدم فهم.....

"زيي....زيي ازاي ياجواد أنا مش من الماضي اللي ذكرته...."


"عارف بس بنسبالي انتي الماضي والحاضر والمستقبل...."نظر لها بعيون زيتونية صادقة ليطبق أكثر على كف يدها بامتلاك وكان حركة يده تُرسل لها جملة واحدة مفهومها يقال بــ(لن احرركِ).....


دلف الى غرفة الصغيرة وجد المكان هادئ دافء يناسب هذا الملاك...... أقترب جواد من سرير الصغيرة

ليجدها تحدق في سقف ببراة وجهها أحمر يدها صغيرة ناعمة، ناعمة حين تلمسها بحنان وضع رزمة من الأموال على الفراش الصغير ومن ثم حملها على يده قال بخفوت دافء... 

" جميل اوي يابسمة مش كده..... "


إبتسمت بسمة بتأثر وهي تنظر نحو الصغيرة.... 

"طبعاً جميله وقمر كمان.... بس قول ماشاء الله ومسك الخشب...." ضحكت بخفوت لتنزل دموعها 

في لاحظة فمشهد جواد وهو يحمل الصغيرة ويداعبها بحنان وشموخ تجعلها تراها ابنتهما

الذي انجباها للتو ويتشركان الآن إنتاج حبهم 

بفرط سعادة زوجين حياتهم مثالية طبيعية.... 


وهل هي كذلك فعلاً ، أم ان أحلام اليقظه تُاثر 

على عقلك قبل قلبك هذا..... 


اغمضت عينيها لتنزل الدموع مرة اخرى ببطء.... 

وجدت أصابعه الدافئة تمسح دموعها بحنان... 

"لي كده يافرولتي....." فتحت عينيها الحمراء 

بعتاب وقالت.... 

"يعني مش عارف....." 


"عارف وخايف أقرب منك......"'


إبتسمت بتهكم.... 

" خايف تقرب مني طب ليه.... "


أحاط وجهها براحتي يداه...واخترق عسليتاها بعيناه الثاقبة وقال بعد تنهيدة حارقة لفؤده.....

"عشان انتي غيرهم يابسمة عشان أنتي صعب تتنسي صعب بعد متبقي مراتي فعلاً تندمي وتقوليلي بعدها اني اجبرتك على كده، ساعتها هتسبيني وتمشي وأنا مش هقدر أتحمل الفراق في عينيكي يابسمة ...افهمي أنا مش عاوز أوجعك" 


"وأنت كده مش بتوجعني،  لمَ تقربني وقت مانت عايز وتبعدني وقت مانت عايز تبقى كده مش بتوجعني، لمَ ابقى معاك لا طايلا سماء ولا أرض يبقى كده مش بتوجعني لمَ حياتنا تكون كلها سلاح ودم تبقى أنتَ كده مش بتوجعني لمَ ابقى محامية بدافع عن الحق وبسجن الحرامية والمغتصبين وتجار الممنوعات وللأسف جوزي وحبيبي اكبر تاجر سلاح 

وشغال بقاله سنين من غير خدش وآحد ومضلل العدالة معاه يبقى أنت كده  مش بتوجعني لم 

سرك وماضيك يبقى جواك ومتشركنيش همومك يبقى أنت كده مش بتوجعني لم أعيش معاك بقلبي 

وروحي وعقلي وأنتَ عايش معايا بعقلك بس يبقى أنتَ كده مش بتوجعني.....رد عليه ياجواد في أوجاع أكتر من كده مسببتهاش ليه... " نزلت دموعها بقهر فور انتهائها ... 


زفرجواد بحدة أمامه وجهها الباكي وعيناها

الحمراء من كثرة العبرات الحارقة....حدثها بضياع

وضعف حقيقي لأول مره يخرج أمامها....

"أنا مخترتش أكون كده يابسمة بلاش تلوميني على حاجة مختارتهاش، حتى علاقتنا وجوزنا مخترتهمش 

حتى انجذابي ليكي وحـ.....مخترتش حآجه

يابسمة عشان تيجي تلوميني عليها دلوقتي ..."


رمقته بعدم اقتناع وأضافة بعقلانية ويأس....

"يمكن نصيبك رماك هنا بس أنتَ كنت قادر تتمرد على المعاصي كُنت تقدر تفضل جواد سراج الغمري أنتَ أخترت الجوكر وكأنك حبيت مُعناته ونهايته حبيت جنونه وبرودة حبيت مرضه واستسلامه لشر وكأن الإسم اتخلق عشان يبقى ليك أنتَ وبس ياجواد....  " 


"حبيني زي مانا يابسمة بعيوبي وبعلتي اقبليني،  مش طالبك تغيريني لأن ده مستحيل بس على الأقل 

حبيني زي مأنا وتاقلمي على حياتنا الجديدة بكل إللي فيها ....." أثناء حديثه كان يقرب وجهها بكفي يداه القويتان اكثر لوجهه المُتالم والمشدود بقوة آثار ماتفعله به من ماضي قاتم لا يناسب مشاعر مُلتهبة يخفيها قلبه عنها.... 


"مش هقدر ياجواد علاقتنا مكتوب فأول سطورها الفشل وعنوان حكايتنا كئيب غريب صعب يتفهم وصعب يتقبل افهمني  أنا..." 


"لو كلامك معنى مقدمات عن طلقنا فا دا مستحيل يحصل أنا بـ.... مش هسيبك ولا هقبل اطلاقك...." 

تسارعت أنفاسه الساخنة بغضب عارم....


"أهدأ ياجواد.... أنا مش عايزه أطلق أنا بس بقولك نحاول....." مسكت كف يده بحنان وقالت بعيون احتبست بدموع.... 

"حاول تتغير عشاني عشان جوزنا يستمر عشان ولادنا في المستقبل حاول تفتح عينك على حقيقة إللي حوليك عمك هـ....." 


قاطعها بحدة وهو يحاول تهدات أنفاسه المُتسارعة

"موضوع عمي هخلص منه بطرقتي متشغليش بالك انتي ..." 


غمرها الامل وهي تسأله.... 

"هتخلصو إزاي هتبلغ البوليس...." 


"هبلغ البوليس ليه اي دخل البوليس في شغلنا..." 


"شغلكم يعني إيه...." 


"يعني هصفي حسباتي كلها مع زهران الغمري وبعدها 

هشتغل لحسابي...." أولاها ظهره ببرود.... 


وضعت يدها على فمها بصدمة الي هذا ألحد كانت عمياء في حُبه تذكرت جيداً كلمات (آسر) منذ شهور...  


••••عرفتي بقه ان جواد مستحيل يشتغل معانا لان أنا وانتي واثقين ان ميفرقش عن زهران واللي معاه حاجة.... فكري كويس يابسمة وبلاش تجري ورأ عواطفك....••••


"مستحيل.... "وضعت يدها على أذنيها بحسرة والصدمة وخيبة الامل تعتليها .. 


ألتفت لها جواد بعدم فهم ليقترب منها بقلق قائلاً 

" بسمة مالك انتي كويسه.... "


جلست بسمة على حافة الفراش،  انفرط قلبها قهراً لتنزل دموعها تشارك شهقتها الخافتة.... 


"مالك يابسمة انتي تعبانه اجبلك دكتور...." لم ترد عليه بل ظلت على تلك الحالة الميئوس منها.... هتف

بنفاذ صبر.....

"لا أنا هروح اشوفلك دكتور...." تركها وسار  باتجاه 

الباب مُسرعاً، رفعت بسمة عسليتاها الحمراء قائلة بصوتٍ وهنٍ.... "طلقني ياجواد.... 

             الحلقة الثالثة والعشرون من هنا

لقراءة باقي الحلقات من هنا

    

تعليقات



<>