رواية قصتى مع الجن
الفصل السادس ....
بقلم سالى مصطفى
لاصحاب القلوب القوية فقط ...
( مشهد من تحت الارض )
فتحت ليلى عيناها فوجدت نفسها فى مكان مخيف يميل الى العتمة ..وحولها أناس بأشكال غريبة ومخيفة.. والكثير من اضواء الشموع تنير هذا المكان ...
ثم وجدت بجوارها رجل ضخم يمتلك قرون طويلة جدآ بوجه قبيح ودميم ... صرخت ليلى بشدة قائلة : اين انا ؟؟ من انت ؟؟
صوت الجن بغلظة : انتى فى بيتك ياليلى ..
ليلى بخوف : هذا ليس بيتى .. اين امى ؟؟
صوت الجن بصوت غليظ : هذا بيتك ..وكل هذه مملكتك ياليلى ....
صرخت ليلى بشدة والدموع تملأ عيناها قائلة : لا تقول هذا .. لا استطيع النظر الى وجهك .. شكلك يخيفنى كثيرآ .....من انت ؟؟ من انت ؟؟
صوت الجن : زوجك ... زوجك ياليلى..
ليلى متفاجأة ومصدومة : انت شخص مجنووون .. انا لست متزوجة ..ثم نظرت ليلى الى صدره فوجدته يرتدى قلادة ذهبية ... نظرت ليلى الى هذه القلادة بضعة ثوانى ..ثم قالت ..
ليلى بخوف : ما هذه القلادة ؟؟ انا اتذكر هذه القلادة .. هذه قلادتى .. كيف وصلت اليك ...
صوت الجن ضاحكاا : هذه قلادة زواجنا ياليلى .... اعطاكى رجل مسن هذه القلادة منذ سبع سنوات .. اتتذكرين ياليلى ... اتتذكرين البيت الذى دخلتيه بإرادتك هذا هو بيتى ياليلى ... وهذه قلادة زواجنا ... انتى ملكى منذ طفولتك ياليلى ...
ليلى بغضب شديد : هذا جنووووون.... هذا لا يمكن ان يحدث ...انا لست متزوجة... لست متزوجة ..
صوت الجن بخبث : سأشرح لكى الأمر ... تزوجتك ياليلى فى هذا اليوم الذى استيقظتى فيه من نومك وانتى فى كامل سعادتك ... عندما شاهدتى نفسك عروس بجوار يوسف ... انا من تزوجتك ياليلى... كنتى بجوارى انا يا حبيبتى ... عندما قصيتى هذا الحلم على والدتك .. وفرحت به كثيرآ ..
الجن ضاحكآ : كانت ليلة من اجمل ايام حيااتى ..
ليلى وعلامات الدهشة على وجهها والخوف يتملك قلبها :هذا مستحيل ...مستحيييييييل ........هذا لا يمكن ان يكون ابدآ ... كيف عرفت كل هذا ؟؟ كيف عرفت حديثى مع والدتى ؟؟ كيف عرفت هذا المنام ؟؟ انت من تطاردنى ... انت من جئتنى فى صورة يوسف .. انت من ترعبنى ...ماذا تريد منى ؟؟
ثم صرخت بشدة قائلة : ماذا تريد منى ؟؟ لماذا تفعل معكى كل هذا ؟؟
صوت الجن بغلظة : الم تعرفين ماذا اريد منكى ياليلى .... الم تعرفين حقوق الزوج على زوجته ياليلى ؟؟
صرخت ليلى بشدة : هذا مستحيييل ... مستحيييل .. اتسمعنى ... اتفهم ما اقول .. انت لست زوجى ... لست زوجى ..لست زوجى ...انت شخص مجنوون ... انت تريد ان تدفعنى الى الجنووون الى الجنوووون..
نظر اليها الجن نظرة طويلة وبدأ يقترب منها شيئآ فشيآ وأمسك بيديها قائلآ : بل جمالك هوه من دفعنى الى الجنون ...
افلتت ليلى يدها منه مسرعة وهى ترتجف وترتعش .... حتى جرحتها اظافره الحامية فى يديها ..
ثم جرت منه مسرعه وهى تصرخ بشدة ويلاحقها صوته وتتردد كلماته فى اذنها قائلآ : انا زوجك .. زوجك.. زوجك ...
صوت الجن يلاحقها بغلظة : اذهبى واهربى منى كما شئتى ياليلى .. سترجعين لى.. انا زوجك ..زوجك... هذه هى الحقيقة التى لا تستطيعين الهروب منها ابدآ ابدآ ياليلى ..
جرت ليلى مسرعة بعيدا عنه حتى قطعت مسافة طويله ...وهى تتردد فى اذنها كلمات هذا اللعين .. حتى شبك طرف فستانها بمصباح مضئ ملقى على الارض .... فتكعبلت ليلى وسقطت ارضآ ... واشتعلت النيران فى ملابسها ...
فعاودت القيام ولم تبالى باحتراق ملابسها ... وظلت تجرى بسرعة اكبر لكى تهرب منه ... حتى حرقت النيران اجزاء كثيرة من جسدها ... وسقطت فاقدة لوعيها لا تشعر بشئ ...
فقدم اليها الجن وحملهاا بين ذراعيه قائلآ : انتى زوجتى ياليلى وعندما اريدك سآخذك لا يمنعك عنى أحدآ ... وذهب بها ...
( فى منزل ليلى )
استيقظت والدة ليلى فى الصباح واعدت الفطور ثم قالت بصوت مرتفع : استيقظى ياليلى تأخرتى فى نومك كثيرآ ...
فلم ترد عليها ليلى .. فتوجهت الى غرفتها ودخلتها...قائلة : ليلى .. ليلى ..
فلم تجد ليلى على فراشها.... ولم تجد سوى ملابس نومها ... استغربت والدة ليلى كثيرآ قائلة : اين ذهبت فى هذا الصباح ؟؟
اسرعت ام ليلى الى هاتفها وقامت بالاتصال بيوسف .. قائلة :
ام ليلى بقلق : الوووو يوسف كيف حالك ...
يوسف : بخير ياامى كيف حالكم ...
ام ليلى بقلق شديد : ليلى خرجت معك يايوسف ؟؟
يوسف : لا يا امى ... انا لست هنا ... انا بالقاهرة ...ماذا حدث ؟؟
ام ليلى بخوف : استيقظت فى الصباح ولم اجدها فى فراشها ...
يوسف : لعلها ذهبت الى إحدى صديقاتها ياامى لا تقلقى ...
ام ليلى بقلق شديد : ليلى لم تخرج من البيت بدون اذنى يايوسف ...
يوسف : لا تقلقى ياامى ساحاول الاتصال بها واطمئنك ..
وعندما اتصل يوسف بليلى رن هاتفها داخل غرفتها .. فجرت والدتها مسرعة الى غرفتها .. وردت على يوسف قائلة وهى تبكى : لقد تركت هاتفها يايوسف ....
وهنا دخل الشك والقلق الشديد بقلب يوسف ..... وزاد بكاء والدتها قائلة : ماذا افعل ؟؟ اين ذهبت ابنتى ؟؟
يوسف بقلق شديد : لا تبكى ياامى... سأستاذن من عملى واسافر لكم الان .... سنجدها ياامى... سنجدها ان شاء الله ياامى .....
ثم اعادت ام ليلى هاتف ليلى على تسريحتها والدموع تملأ عيناها .... وهى تلتفت خارجة من الغرفة وجدت ليلى على فراشها .....
نظرت اليها والدتها بدهشة شديدة قائلة ودموعها تتساقط : اين كنتى ياليلى ؟؟ ماذا بكى ياابنتى ؟؟
ثم اقتربت منها فوجدتها فاقدة لوعيها تمامآ ... فنقلتها دون تفكير الى اقرب مستشفى ...
شعرت ام ليلى ان ابنتها تمر بحالة غير طبيعيه .... وانها تعانى من شئ خطير ...
وبعد فحص الطبيب لليلى توجهت اليه ام ليلى قائلة بقلق شديد : ماذا حدث لابنتى ؟؟ ممن تعانى ؟؟ هذه ليست اول مرة تفقد فيها وعيها ... اريد ان اطمئن على ابنتى ...
الدكتور : لا اعرف كيف اشرح لكى ما تمر به ابنتك .... لكن كل ما استطيع قوله انها تعرضت لصدمة نفسية وعصبية شديدة جدآ افقدتها النطق ....
ام ليلى مصدومة بشدة : ماذا تقول ابنتى فقدت النطق ؟؟
الدكتور : يؤسفنى ان اخبرك بذلك ... ولكن هذه هي الحقيقة .. لا اريد ان اكذب عليكى ... بالاضافة ان هناك جرح شديد فى يديها ... وآثار حرق فى جسدها ... هى مازالت فاقدة لوعيها ... اتمنى عندما تفيق ان تتحسن حالتها ... هل تعرضت ابنتك لحادث ؟؟
ام ليلى وهى تتمزق وجعآ : ماذا تقول ؟؟ لم تتعرض ابنتى لاى حادث ... كيف حدث لها كل هذا ؟؟
الدكتور : لا اعرف ولكن هذا الامر غريب حقآ ..... هذه اول حالة تمر علي بهذه الطريقة ... سننتظر عندما تفيق ... استبشرى من الله خيرآ ....
وهنا شعرت والدة ليلى ان ابنتها تعانى من مرض روحى خطير ... وصلها الى هذه الحاله ... وهذه هى كل اعراضه .. ثم دققت النظر الى الجرح الذى بيد ابنتها ...فوجدته اثار اظافر جرحتها بشدة ...
ثم فاقت ليلى و فتحت عيناها ناظرة الى والدتها والى يدها المجروحة وهى تبكى ....
انتبهت لها والدتها قائلة : استعدتى وعيك يا ليلى فوقتى يا حبيبتى ... تكلمى ياليلى اخبرى والدتك انك بخير .... حدثينى بما يؤلمك يا حبيبتى ....
لم تنطق ليلى بكلمة واحدة واستمرت فى البكاء بشدة ....ثم حضنتها والدتها بشدة قائلة : لا تخافى ياابنتى... لم اتركك تعانى مما انتى فيه... انا اشعر بيكى يا حبيبتى ....
ثم رن هاتف والدة ليلى وردت قائلة : الوو اهلا يايوسف ..
يوسف : هل عادت ليلى الى المنزل ؟؟
ام ليلى : نعم يايوسف.... لقد كانت عند صديقتها فرح ونست ان تخبرنى .... لا تقلق يايوسف ...
يوسف : لقد جئت اليكم ياامى .... انا على بعد خطوات من منزلكم ....
ام ليلى : نحن لسنا فى المنزل يايوسف .... تعبت ليلى قليلا... ثم جئت بها الى المستشفى ... كى اطمئن على صحتها ... وهى الان بخير ....
يوسف : حسنآ سوف آتى اليكم ...
ام ليلى : لا تتعب نفسك يايوسف... لقد تحسنت حالة ليلى كثيرا ...
يوسف : اريد ان ارى ليلى واطمئن عليها ياامى ....
ام ليلى : كيفما شئت يايوسف ... نحن فى انتظارك ...
وتوجهت ام ليلى لابنتها قائلة : تكلمى مع والدتك ياليلى ...قولى اى شئ اريد ان اطمئن عليكى يا حبيبتى .....
ام ليلى بقلق : سياتى يوسف..... حبيبك ياليلى ....الم يفرحك هذا .... تكلمى ياليلى ولا توجعى قلب والدتك اكثر من ذلك .....
وظلت ليلى تنظر الى والدتها والدموع تتساقط من عينها ... ولم تنطق بكلمة واحدة ...
حتى أتى يوسف وتوجه الى غرفتهم فى المستشفى وطرق الباب قائلآ : ايمكننى الدخول ؟؟
ردت عليه والدة ليلى قائلة : ادخل يايوسف ...
دخل يوسف قائلا لوالدتها : اهلا بكى ياامى ..
ثم توجه الى سرير ليلى ونزل على ركبتيه بجوارها قائلآ لها : كيف حالك يا حبيبتى ؟؟ لقد قلقت عليكى كثيرا .... تركت عملى وسافرت اليكى فورآ بعد مكالمه والدتك .... لقد قلقتينى عليكى كثيرآ ياليلى ....ماذا حدث ياليلى ؟؟
اسرعت والدتها قائلة له : لقد كانت عند صديقتها فرح يايوسف .... وعندما تعبت جئت بها الى هنا ....
يوسف : حسنآ ياامى ... ولكنى اريدها ان تتكلم....
يوسف : اجيبينى .... تكلمى ياليلى ....
ثم نظرت اليه ليلى بحدة وغضب شديد .....وصرخت صراخآ شديدا قائلة :
ليلى : اخرج من هناااااا اخرج ....... انت لست يوسف لست يوسف .... انت من دمرت حياتى وجعلتها جحيما ..... انا اكرهك اكرهك.... لن تستطيع ان تخدعنى مرة اخرى لن تستطيع ... اذهب انا لا اريد ان اراك ... لا اريد ان اراك ... هذا ليس يوسف ياامى ... اطلبى منه ان يخرج .. انا اكرهه لا اريد ان اراه ......
ام ليلى : اهدئى يا ابنتى اهدئى ..... ماذا تقولين هو يوسف ياليلى.... ماذا بكى؟؟ ماذا حدث لكى ؟؟ الم تعرفين يوسف ؟؟
ليلى : هذا ليس يوسف .. اخرج من هناااااا .....
ام ليلى متوجهة ليوسف بأسف : انا آسفة ياابنى مما قالته ابنتى ...... استاذنك ان تخرج يايوسف حتى تهدأ ....انا لا افهم شيئآ .. حقآ لا افهم شيئآ .....
يوسف متفاجآ وعيناه تمتلأ من الدموع مما يسمعه وعلامات الدهشة على وجهه قائلا : حاضر حاضر ياامى سوف أخرج ...
ثم جاء الدكتور مسرعآ على صوت صراخ ليلى ..... قائلا لوالدتها : لماذا تصرخ كل هذا الصراخ ؟؟ ماذا حدث ؟؟
والدة ليلى بقلق شديد : لا اعلم ... انا حقآ لا اعلم ماذا بها ؟؟
واستمرت ليلى فى صراخها...... صراخآ شديدآ ومتواصل ....
حتى توجه الدكتور الى الممرضة قائلآ : احضرى حقنة مهدأة حالآ ......
