CMP: AIE: رواية شهد الحياه الفصل التاسع والعشرون والثلاثون والاحادى والثلاثون الاخير
أخر الاخبار

رواية شهد الحياه الفصل التاسع والعشرون والثلاثون والاحادى والثلاثون الاخير


 رواية ( شهد الحياة )


البارت التاسع والعشرون


بقسم الشرطة ...


دخل الغرفة مكبل اليدين ومطأطأ الرأس، نظرات الحزن تغزو عينيه، رفع رأسه وجد رامي وسامي، هتف بتساؤل : نعم حضراتكوا تعرفوني..


نهض رامي يقف قبالته وهتف بهدوء : امممم اعرفك انا ابقى رامي ابن خالة سلمى .


زكريا بقلق : سلمى هي عاملة ايه كويسة، طمني عليها؟!؟.


اؤمئ رامي برأسه واردف : اه هي كويسة الحمد لله، بس الجنين نزل.


زكريا بحزن : ايه سقطت.


هتف رامي بتهكم : اه لازم تسقط امال انت فاكر ايه؟!، واحدة تزقها من على السلم توقعها، عاوزها تقوم زي الحصان؟ ربنا بيحبها انها قامت منها بالسلامة.


زكريا بضيق : انا مكنتش اقصد اني ازقها هي عصبتيني.


رامي : تقصد ولا متقصدش انا جاي اعرض عليك عرض، ومن مصلحتك انك توافق.


قطب مابين حاجبيه واردف : عرض ايه؟!..


هتف رامي موضحا : تطلق سلمى قصاد انها تتنازل عن حقها انك زقيتها، ولا بقى محاكم ولا سجن ولا غرامات ولا دا كله.


زكريا بعصبية : اه هي الهانم استغلت الموقف وجاية تطلب الطلاق وفاكراني هاطلق، لا هي مراتي وانا هاقول انها اللي وقعت مش انا اللي زقيتها.


رامي : انا عاوز اسالك سؤال انت فين رجولتك، لما واحدة ست تقول مش طايقاه طلقوني منه مش طايقة ابقى مراته وعلى زمته، فين بقى رجولتك؟!، ماتت في الحرب صح؟!!؟.


قال جملته الاخيرة بسخرية واضحة، فهتف زكريا بعصبية مفرطة: انت مالك انت؟، ايه دخلك انت، راجل ومراته انا مش هاسمحلك تتدخل وتطلقنا، تلاقيك بس عينك عليها وعاوز تتجوزها.


امسكه رامي من ياقة قميصه وهدر بعنف : انت واحد مش مظبوط، يامحترم انا متجوز شهد اختها، بقولك طلقها اصل واقسم بالله اطربقها فوق دماغك.


ابعده سامي عن زكريا ووجه حديثه لزكريا : بص يا بني نصيحة مني تطلقها من غير شوشرة اصل كدا كدا هانطلقها منك، احنا بنعمل بس عليك بلاش سجن ليك وغرامات، انت لو رفضت في ثانية هاكلم المحامي ويمشي في الاجراءات وهاتتحبس، نصيحة مني اسمع كلامنا واخرج من السجن.


صمت يفكر في حديثهم جيدا، حتى هتف رامي بعصبية : اخلص قول يا الطلاق يا السجن...

***********************************

بمنزل رامي...


ليلى : انتي قولتي لرامي على طلاقي من كريم؟!.


اؤمات شهد وصمتت، فاردفت ليلى بهدوء : في ايه يا شهد؟!.


شهد بضيق : مفيش بس مش حاسة انك بتتسرعي يا ليلى؟!.


ليلى : بتسرع!!، بتسرع علشان عاوزاة اطلق من واحد خاين وكداب.


شهد : هو خانك فين يا ليلى؟!، تمام هو كدب كدبة علشان يفوز بحبه، انا مش ببرر اللي عمله بس بردوا بلاش تقسي عليه، زي ما الدنيا قست عليكي...


ليلى : بس بس يا شهد انتي بتضحكي على نفسك ولا على مين، كريم السبب في كل حاجة حصلتلي، وحصلتلك وحصلت لسلمى كمان، دا قراري وانا متمسكة بيه.


شهد : براحتك يا ليلى، بس نصيحة مني فكري تاني اللي عمله ليكي وانتي قاعدة معاه يأكدلك انه اتصرف كدا بسبب حبه ليكي، اوقات يا ليلى الحب بيوصل الواحد لتصرفات مجنونة مش محسوبة.


ليلى : بس مهما كان تصرفاته دي متوصلش انه يكون السبب في اللي عشته يا ليلى، ولا يكون السبب في موت ابويا اغلى حد عندي، انتي مش عارفة يعني ايه موت اغلى حد عندك، انتي بس علشان امك مش كانت فارقة معاكي فمش حاسة بموتها، لكن انا لغاية دلوقتي موت ابويا واجعلي قلبي.


المها كثيرا كلمات ليلى الموجعة، حبست تلك الدموع المهددة بالهبوط وهتفت بصوت جاهدت ان يكون طبيعيا : هاقوم اخلص بقى الغدا زمان رامي على وصول..


تركتها وما ان دلفت للمطبخ انفجرت عيناها بسيل من الدموع على فقدانها لوالدتها، تكتم وتخبئ مشاعرها، خبئت تلك المشاعر الحزينه بداخلها حتى تكون مصدر قوة لسلمى وليلي وتكون بجانبهم في اكثر وقت يحتاجونها فيه، ايعقل ان تفهم ليلى سكوتها عن موت والدتها انه كره لها، ليلى صديقتها الوحيدة، الى متى سوف تجرحينني بكلامك عزيزتي وانا اتقبل واسامح، الى متى ؟؟...

**********************************

خارج قسم الشرطة...


خرجت من القسم تستند على رامي، فهي كانت  في فترة علاجها وممنوعة من الحركة، ولكن ما ان اخبرها رامي بضرورة مجيئها القسم، تحاملت على نفسها وذهبت معه حتى تتخلص منه


زكريا بحزن : ارتحتي يا سلمى لما طلقتك مش هتلاقي حد يحبك قدي.


سلمى بكره دفين : ملعون ابو الحب اللي شبه حبك يا زكريا، انا بقى بقولك اهو مش هتلاقي حد يكرهك قدي.

ثم استطردت حديثها : انا اكتر واحدة مبسوطة في الدنيا دي، اخيرا خلصت منكو يا زكريا انت وامك.... اخيرا اطلقت منك.

ثم تابعت بسخرية : الا هي فين من حق مجتش ليه وطلعتك من السجن والا تلاقيها باعتك ماهي تبيع ابوها، على فكرة بقى امك الحلوة اللي مفهماك انها بتحبك، ست كدابة، طلعت كلام مش كويس على ليلى، وليلى مظلومة، مطلعش في حد اغتصبها ولا حاجة، وهي روحت يومها بليل لان مفيش حد عملها حاجة وكانت سليمة اشرب بقى يا زكريا، واه من حق وهي حاليا متجوزة دكتور نسا كبير اوي، شوفت بقى تدابير ربك بينتقم منك ازاي.


نظر لها شرزا لتجاوزها في حديثها معه ولاول مرة، قاطعهم دخول عبد الرحمن جارهم المحامي وهو يهتف بلهفه : زكريا انت خرجت..


التفت له واردف بضيق : اه خرجت مالوش لزوم تتعب نفسك يا عبد الرحمن كتر خيرك.


هتف باندفاع : اتعب ايه بس يا زكريا كويس انك خرجت امك مقبوض عليها في نفس اليوم اللي اتقبض عليك فيه .


هتف بقلق : ايه مقبوض عليها في ايه وازاي انطق؟! ..


نظر لسلمى الواقفة وهتف بتلعثم : اتقبض عليها في قضية تزوير وفبركة صور.


اندفع زكريا يمسكه بعنف : انت مجنون امي ايه اللي تتمسك في قضيه تزوير ولا فبركة الصور امي متعرفش الكلام دا.


هتف عبد الرحمن بارتباك : لا على فكرة ممسوكة متلبسة يازكريا، وهي لامؤخذاة بتفبرك صور لسلمى مراتك.


اعتلت الصدمة على وجوههم وخاصة سلمى ورامي وسامي من وقاحة تلك المرأه، فهتفت سلمى بقوة : مبقتش مراته يا استاذ عبد الرحمن اطلقت منه ميشرفنيش ابقى على ذمته ولا في العيلة دي من الاساس، يالا يا رامي وصلني العربية.


اندفع زكريا صوب عبد الرحمن يهتف بسرعة : قولي بسرعة هي في انهي قسم بسرعة ...

***********************************

بمنزل رامي...


جلس رامي بجسد مجهد وهو يردف : اه اليوم كان متعب جدا.


جلست امامه ووضعت في يده كوب العصير وهتفت بصوت هادئ حزين : اشرب العصير ونام ريح جسمك، معلش اكيد حوار سلمى تعبك انهاردا.


رامي : اه زكريا دا شخص زبالة اوي، ارهقني بس سامي حقيقي وقف جنبي والمحامي اللي جايبه شاطر جدا وخلص كل حاجة بسرعة، والحمد لله طلقها، يهون التعب في سبيل فرحتها بطلاقها، من حق حكتلك على امه واللي عملته، الست بتخطط لسلمى بالشر ربنا وقعها في شر اعملها.


هتفت بصوت حزين : اه حكتلي، حسبي الله ونعم الوكيل فيها.


وضع الكوب بجانبه، واقترب منها قليلا وهتف : مالك يا حبيبي، زعلانة اوي كدا ليه؟!، في حد زعلك؟!؟.


هزت رأسها بنفي وهتفت بصوت مبحوح : لا انا كويسة مفيش حد مزعلني ولا حاجة..


صمتت واخفضت بصرها، فصمت هو الاخر، رفعت بصرها له، وما ان تلاقت اعينها باعينه اندفعت صوبه تتعلق بيه وتبكي بحرقة، خبئها بداخله واردف بقلق : مالك يا شهد فيكي ايه يا حبيبتي؟!..


ابتعدت عنه قليلا وهي تردف ببكاء : مخنوقة بعيط، ليلى انهاردا قالتلي كلام صعب وويوجع اوي، تصور انها اتهمتني اني مكنتش بحب امي، علشان كدا موتها مش فارق معايا، طب ازاي مش فارق معايا يا رامي وانا اتحرمت منها في اكتر وقت كنت محتاجلها فيه، لما اتجوزت حسني واصريت عليه، لما دايما كنت بحس انه هايفرقنا عن بعض،  واحساسي كان صح رماني في الشارع وهي وافقت، وانا سكت وقولت بدام هاتبقى كويسة هي وسلمى انا هابقى كويسة، اعمل ايه يا رامي اكتر من كدا انا ضحيت بطموحي واحلامي ومستقبلي علشان هي ترتاح بس، بعدت عنهم لما طلبت مني امشي، رغم ان قلبي كان بيتكسر مية حته لما فرطت فيا، اعمل ايه يا رامي، اكتر من الي عملته، انا كنت بضحي علشان بحبها بعدت علشان احميها من اذيته، انا وجعني انه موتها اكيد كانت بتتألم وبتتوجع الله اعلم كانت حاسة بايه وقتها طب كانت بتستنجد بالناس....


صمتت وبكت بكاء مرير على شعورها بالحزن اتجاه امها، فهتف رامي بحزن : حاسس بيكي يا حبيبتي والله وبكوابيسك بليل بس بسكت علشان مش اضايقك.


شهد ببكاء : انا بظهر القوة للناس وانا من جوايا نفسي انهار، انا بحاول اكون قوية بس علشان خاطر سلمى واقف جنبها واقويها وتخلص من كل اللي حصلها وتعيش حياة احسن، وعلشان ليلى بردوا قاست كتير، وعلشان حمزة مش ذنبه يعيش في جو حزين ولا كئيب ودا طفل عاوز اللي يلعب معاه ويهزر ويضحك، وعلشانك انت كمان عملت ليا كتير اوي، فضلت ٨ سنين تحبني وتكتم جواك ويوم ما تريح قلبك وتعترف انكد عليك واضعف، لا انا ابقى معاكوا قوية واستحمل كمية الحزن والالم اللي جوايا دي لنفسي.


حاوط وجهها وهو يردف بحزن : لا يبقى انتي مفهمتنيش يا شهدي، انا لما قولت بحبك، انا عاوزك زي مانتي كدا بقوتك بضعفك بجنانك بهدوئك بكل حالتك، خليكي قوية معاهم وعلشانهم وتعالي في حضني انا واضعفي وعيطي وانهاري براحتك، انا عمري ولا هازعل منك ولا هأمل منك يا حبببتي تأكدي من كدا.


هتفت بحزن طفولي : قلبي واجعني عليها اوي يا رامي، زعلانة اوي انها ماتت كدا، عارفة انه نصيبها ومكتوبلها بس اكيد اتالمت واتوجعت، والله برغم سلبيتها وضعفها من ناحيتي الا اني بحبها اوي دي امي يا رامي مهما عملت هي امي.


اقترب منها وطبع قبلة على صدرها في موضوع قلبها وهتف بحب : يسلملي قلبك الابيض دا اللي مالقتش ولا هالاقي زيه ابدا، على فكرة انا كلفت المحامي يعجل بدفنها، هو اصلا حسني الكلب واخد فيها اعدام .


نظرت له تستعطفه : عاوزاة اروح يوم الجلسه يا رامي، عاوزاة اروح وابرد نار قلبي لما اشوفه بيتحكم عليه بالاعدام.


اؤمئ براسه : حاضر يا حبيبتي هاوديكي.


جذبت يديه وطبعت قبلتين في كلا كفيه وهتفت بحب : ربنا يخليك ليا، انت احلى حاجة حصلتلي في دنيتي، كل يوم بحمد ربنا عليك وعلى حبك وعلى طيبة قلبك.


فعل مثل ما فعلته، ولكن لم يكتفي بذلك وطبع قبلة رقيقة على ثغرها واردف : الحمد لله يا شهد انا حاسس اني في حلم، حلمي بيتحقق قدامي وانتي بين ايديا، انا كنت اهبل وهاضيعك من ايدي، طب انتي عارفة انا ايه االي خلاني اعترفلك بحبي؟!؟


هتفت بابتسامة : ايه؟!؟.


اعد على اصابعه مثلما ما يفعل دائما وهتف : اول حاجة اني بحبك اوي اوي اوي، وحبك دا بيزيد في قلبي اضعاف.

تاني حاجة ان الاول لما شوفتك زمان مرة واحدة ومتكلمتش معاكي بس ملكتي قلبي ودي حاجة كانت من علوم ربنا، لكن لما جيتي وقعدتي معايا ولقتني بتجنن بيكي في كل لحظه وحركة بتعمليها وبكلمة منك قادرة تجنيني وبكلمة تانية قادرة تهديني واعيش في احلام حلوة مبتننهيش..

تالت حاجة لما حسيت انك ممكن تروحي مني او سامي ياخدك مني كنت مستعد اقتلك ولا ان حد يتجوزك غيري وقتها قولت لا لازم اعمل واقفة مع نفسي هافضل لغاية امتى عايش في وعد اميرة هافضل لغاية امتى اخبي حبي، مقدرتش بقى و صرحت بحبي ومش ندمان ابدا باني عملت كدا.


قاطعته هي وهتفت بغنج : رابع حاجة وخامسا دي عندي انا بقى لان دايما انت بتنساهم... انا بحبك اوي اوي اوي يا اغلي حد في حياتي، يديمك تاج فوق راسي يا روح القلب..


اقترب منها بعيون تلمع من السعادة والحب وهتف بهمس امام شفتيها : روح القلب، الله قد ايه الاسم دا حلو اوي، ناديني بيه دايما يا شهد حياتي، عاوزك على طول واحنا مع بعض تناديني بيه.


تعلقت برقبته وهتفت بنفس همسه : هاقولهالك على طول علشان انت فعلا روح القلب.


التقط شفتيها في قبلة طويلة يبث فيها مدى حبه وعشقه لها ولاول مرة تتجاوب معه شهد حياته وهي تضمه عليها اكثر..متناسية لو قليلا حزنها وهي بداخله...

*********************************

صباحا بداخل قسم الشرطة..


جلس ينتظر قدومها وبداخله الكثير من المشاعر المتضاربة، دلفت، ما ان رأها اندفع صوبها : ايه يا ما دا انتي كنتي فعلا بتزوري صور لسلمى .


هتفت موبخه بحدة : ينيلك يا واد انت بردوا شايل هم المخفية دي ومش هامك انا اللي اتسجنت وهايتحكم عليا، ومكلفتش خاطرك تيجي وتطمن عليا الايام اللي فاتت لسه فاكر.


زكريا بعصبية : انا كنت مسجون يا ما علشان زقيت سلمى من فوق السلم ووقع...


قاطعته بفرحة : ووقعت ماتت يا واد .


نظر لها بصدمة : مالك فرحانة كدا ليه؟!، هي لو ماتت وانا اتسجنت واخدت فيها اعدام انتي هاتتبسطي.


هتفت بحقد دفين : اه هاتبسط وافرح كمان فيها، مش انا اقعد اخطط افضحها وتيجي بنت ال**** متموتش ولا اخلص منها، يعني انا اتسجن وهي تعيش حياتها، طلقها ياواد وخليها تتبهدل في الشوارع، وقول للناس انك زقيتها علشان امي مسكت صور عليها، واه كمان قولهم اني مسافرة يومين لما عرفت انها خاينة وكدا.


اتسعت عيناه بصدمة منها ابتعد خطوتين للوراء وهو يتفحصها لاول مرا ويرى مدى حقدها فهتف بتلعثم : ايه دا ياما ايه التفكير دا، انتي كنتي بتفبركي ليها صور علشان اموتها اخص عليكي عاوزني ادخل السجن وهي تموت وانتي تتبسطي، انا مش مصدقك والله، انت عندك استعداد تضحي بيا علشان تنفذي الي عاوزاة، سلمى ياما وقعت وراحت المستشفى وسقطت، وانا طلقتها وراحت مع ابن خالتها مشيت، وانتي هاتتسجني وهايتحكم عليكي والحارة كلها عرفت انك اتقبض عليكي وانتي بتزوري لسلمى صور خليعة، عبد الرحمن المحامي فضحك في الحارة كلها، ليه ياما تعملي كدا ليه؟!، ليه؟!.


اندفعت صوبه وهي تهتف باندفاع : يالهوي، طيب يا واد في دولابي في فلوس خدها وجيبلي محامي كبير يطلعني منها.


هتف بتهكم : يعني تدمري حياتي وتخليني مهزقة للحارة كلها، وتدميرها مرتين مش مرة، مرة مع ليلى، ومرة مع سلمى، وجاية دلوقتي تقولي اطلعك ، انتي كان عندك استعداد ازق سلمى واموتها وادخل السجن ويتحكم عليا بالاعدام في سبيل انك تفرحي، فلوسك دي من حقي، اتبسط بيها واعيش بيها اللي انتي حرمتيني منه طول عمري، سلام ياما.


اندفعت صوبه تمسكه من ثيابه من الخلف: استنى يا واد، استنى مش هاتسيبني يازكريا انا امك.


دلف العسكرى وجذبها واردف : يالا ياست الزيارة انتهت.


صرخت باعلى صوتها : اوعى يا اخويا، الواد هاياخد فلوسي ويسيبني هنا، وهما عاشوا حياتهم اوعى .


العسكرى بضيق: ياست يالا، متتعبيناش معاكي، ابنك مشي خلاص.


مديحة بصراخ : اوعى، يا وااد يا زكريا، تعال هنا، زكريا.

**************************************

بمنزل رامي...


شهد : رامي هاتروح لكريم انهاردا؟!..


اؤمي برأسه، فهتفت هي : رامي لو حسيت انه بيحبها بجد وانه مش كداب ولا حب امتلاك زي ماهي بتقول تعال قولها علشان خاطري.


رامي بهدوء : ليه عاوزاني اعمل كدا؟!..


شهد بحزن : حاسة انه بيحبها يا رامي، وبيحبها اوي كمان من كلامها، رامي هو انت مش ممكن تغلط، وانا ممكن اغلط في لحظه شيطان، ربنا غفور كريم، وبيسامح وبيغفر، احنا البشر مش هانسامح، وبعدين ماهي ليلى اتهتمتني اني فضحتها وسمعتني كلام يجرح وسامحتها.


رامي : يا حبيبتي انت قلبك طيب بتسامحي بسرعة، اما في ناس زي ليلى مبتعرفش تسامح في حد اذاها، وكمان يا شهد دي مش اي اذية؟!.دي اذية تدبح.


شهد : لا ليلى قلبها طيب وبتحبه جدا انا حاسة بيها بس هي عاوزاة تعاقبه، صدقني انا عارفها كويس.


رامي : هي حرة يا شهد في اي قرار تاخده.

ثم استطرد مكملا حديثه : اه من حق المحامي كلمني الصبح وجلسى النطق بالحكم بعد بكرة، مُصرة تروحي بردوا.


اؤمات وعيناها تلمتع بدموع الحزن على والدتها....

**********************************

بمنزل كريم...


امتنع عن عمله بالمشفى، والعيادة، امتنع عن الشارع ايضا، امتنع عن الناس باكملهم، نبتت لحيته، خسر نصف وزنه في ايام قليلة، اطفأ الاضواء، عاش في ظلام، ملتزم سريره مع ذكرياته مع ليلى ووالده، وتأنيب في نفسه على خطأ اقترفه في لحظة من الشيطان،، دق جرس الباب، تجاهله للمرة الاولى، ولكن مع استمرار رنينه، ذهب صوب الباب بخطوات ثقيلة، فتح الباب، فهتف : خير مين حضرتك؟!؟


مد رامي يده مع ابتسامة بسيطة وهو يصافحه : احم انا ابقى رامي جوز شهد وابن خالتها، صاحبة ل...


قاطعه بسرعة وهو يمسكه من كتفيه : ليلى؟؟، صح قصدك ليلى، هي كويسة صح؟؟، طمني ابوس ايدك؟!..


تفحصه رامي جيدا، فايقن من النظرة الاولى انه لا يحبها بل يعشقها وبقوة، الخوف في عينيه نابع من حب سنين، هتف رامي يهدءه : هي كويسة جدا الحمد لله مش تقلق وفي بيتي كمان يعني في امان .


جذبه كريم بسرعة : طيب يالا بسرعة اروحلها، بسرعة؟!!..


اوقفه رامي وهو يردف : اهدا بس في حاجة الاول لازم تعرفها.


قطب كريم حاجبيه وهتف : حاجة ايه؟؟!.


رامي : نتكلم هنا على الباب، تعال ندخل جوا طيب.


افسح له المجال لكي يدخل، استغرب رامي من منظر المنزل الغير مرتب والاضواء الخافتة، فاشعل كريم الاضواء وهتف باحراج : احم انا اسف البيت مش متنضف كويس؟!..


رامي بابتسامة : ولا يهمك عادي....


جلسوا، ونظر له كريم بقلق فاردف رامي يطمئنه : اهدا على فكرة هي كويسة جدا والله.


كريم بقلق : امال في ايه؟!.


رامي بارتباك قليلا: هي عاوزاني او بمعنى اصح هي طالبة الطلاق منك.


كريم بخفوت : طالبة الطلاق!!، خلفت كل وعودها معايا وسابتني في اول محنة مابينا شفت الحب بيعمل ايه، شفت كسرة القلب، وانا كنت عايش على امل انها تيجي.. شفت الحب بيعمل ايه.


رامي : على فكرة الحب جميل، بس متزعلش مني مش كل الناس بتحب زيك يا دكتور، مش كل الناس عندها مبدأ الاذية في الحب.


نهض وهتف بصراخ : اذيتها وكان لحظة شيطان، في لحظة حبيبتك اهي بين ايديك اكدب كدبة صغيرة وتبقى معاك، غصب عني هو حبي مش يغفرلي عندها..، انت عمرك ماتحس بيا لان انا حبيت وعشقت سنين في صمت.


هتف رامي بتهكم : انا مش احس بيك ازاي، وانا حبيت شهد ٨ سنين ومن اول نظرة وهي ملكت قلبي وعلى فكرة كنت متجوز جديد بناءا على رغبة والدتي، حبيتها بردوا في صمت، هو انا مكنتش اقدر اروح واتجوزها وهي بنت خالتي، واطلق مراتي بس انا مرضتش علشان ماذيش حد ولا اكسر قلب مراتي، عارف انا مراتي ماتت بعد سنة بالظبط من جوزانا، مكنتش اقدر اروح اجري اتجوز حب عمري، مقدرتش عارف ليه؟!، علشان هي خلتني اوعد وعد ان متجوزش بعدها، ٨ سنين والوعد دا حبل على رقبتي ومش قادر اتنفس ولا اتحرك بسببه، ولما جت عندي فضل الوعد دا بيخنق فيا .


جلس مكانه بحزن : طب اعمل ايه؟!، اقنعها ازاي انه غصب عني...


رامي : خلي في بالك انت مغلطتش غلطة وبس، انت دمرت حياتها ابوها مات و اتفضحت واطردت من بيتها عينها مكسورة، وشهد كمان اطردت بعدت عن امها واختها، جوز امها جوز بنته لزكريا وعزبوها وضربوها، دمرت حياة تلاتة مش بس ليلى .


كريم بحزن : واديني اهو اتعاقبت زي زيهم، حياتي دمرت، وبعد عني اكتر اتنين بحبهم، ليلى سابتني، وابويا مات بردوا بسببي وفي نفس اليوم اللي ليلى هربت فيه...


قال جملته الاخيرة بنبرة مهزوزة ضعيفة، فاردف رامي بأسف : انا أسف مكنتش اعرف، البقاء لله.


كريم : البقاء لله وحده


اقترب منه رامي وهتف : بص يا كريم نصيحتي ليك متيأسش وحاول معاها مرة واتنين وتلاتة، انا هاديلك عنوان بيتي وفي انتظارك...

**********************************

بمنزل رامي...


ليلى : هو رامي جه يا شهد .


شهد : ايوا.


ليلى : وقالك ايه؟!، قابله وقاله؟!.


شهد باقتضاب : اه راح ولقاه حالته حالة ومدمر نفسيا باباه اتوفى، رامي مرضيش يتكلم معاه في حكاية الطلاق حاسها مش هاتبقى ظريفة ..


ليلى بحزن : ايه مات؟!، عمو جمال مات، يا وجع قلبي، طب وهو حالته ايه؟!..


سلمى بمكر : ماهو قال قدامي مدمر نفسيا.


ليلى بدموع : كانت روحه فيه، الله يرحمه.. 


شهد بتهكم : طب كويس ان في بيحب ابوه ، مش انتي الوحيدة اللي بتحبي ابوكي الله يرحمه.


ليلى بأسف : انتي لسه زعلانة مني يا شهد، انا آسفة والله معلش سامحيني....


شهد : طب ابقي زي ما بتطلبي من الناس تسامحك، سامحي انتي بس.

ثم وجهت حديثها لسلمى : سلمى بكرة جلسة النطق بالحكم في قضية ماما..


قاطعتها سلمى بهدوء: هاروح معاكي يا شهد، انا نفسي ابرد ناري زي زيك.

*******************************

صباحا...

في المحكمة


الجميع يجلسون في توتر ويسمعون الحكم بانصات شديد مع خوف حسني :


حكمت المحكمة حضوريا وباجماع الاراء على احالة اوراق المتهم حسني عبد الرحيم على حميدة الى فضيلة مفتي الجمهورية، لقتله المجني عليها سميحة كارم متولي مع سبق الاصرار والترصد، رفعت الجلسة.


ظهرت الابتسامة على وجهوهم، بينما هتف حسني بصراخ : لا يا بيه انا مظلوم، دي حرامية يابيه سرقتني يا يابيه...


اقتربت منه شهد و ابتسامة عريضة على وجهها : موتها يا حسني الكلب وانت هاتموت وحبل المشنقة هيلتف حوالين رقبتك، هاتمشي كدا وانت عارف انك رايح تموت، موتها غدر، بس قبل ما تموتها بالسكينة التلمة بتاعتك، انت كنت بتموتها تلاتين الف مرة في اليوم، انا كل يوم هاتحسبن عليك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا كلب.


نظر لها شرزا : امشي يابت يابنت ال**** من هنا، تلاقيكي متفقة معاها، علشان تسرقوني.


نظرت له بسخرية، بينما وقفت سلمى بعيد تنظر له بكره شديد على ما فعله بها وبوالدتها وبشهد وهذا كان جزاءه، لم يشعرها يوما انه والدها ويحبها بل كان يعيارها دوما بمرضها، ويشعرها بانها عبأ عليه...

*********************************

في المقابر...


دلفت سلمى الاول الى الداخل، فانتظر رامي دخولها وجذب شهد من يديها وطبع قبلة سريعة في احدى وجنتيها، هاتفا بهمس : متوجعيش قلبك، ومتعيطيش كتير، طمنيها عليكي وعلى اختك، علشان ترتاح في موتها...


اؤمات له بصمت ودلفت خلف سلمى، وقفت بجانبها وجذبتها لاحضانها وهتفت ببكاء وهي تنظر للقبر : ماما، انهاردا جه حقك انهاردا، وحسني الكلب هايموت مشنوق، ماما انا عاوزكي تطمني عليا، ربنا رزقني برامي الحمد لله، وكمان اطمني على سلمى هي في عنيا متخافيش عليها، ارتاحي في نومتك يا حبيبتي، انا مسامحكي وبحبك اوي وهافضل احبك...

ثم استطردت وهي توجهه حديثها لسلمى : قوليلها يا قلبي انك كمان بتحبيها هي بتسمعنا دلوقتي...

سلمى ببكاء: انا بحبك اوي يا امي، ربنا يرحمك ويغفرلك ويجعل مثواكي الجنه...

شهد : امين يارب.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


رواية ( شهد الحياة)


الفصل الثلاثون 


بمنزل رامي.


دلف غرفته وهو يتحدث مع سامي على الهاتف : وبس الحمد لله كدا انتيهنا، ارجع بقى اتابع الشغل، انا عارف اني بضغط عليك الايام دي.


سامي بعتاب : متقولش كدا احنا اخوات ياعم، خد وقتك، وبعدين انت عريس جديد.


هتف رامي بتوبيخ : خفة اوي ياخويا.


اردف سامي بضحك: ياعم بهزر، من حق اخبار سلمى ايه؟!، كويسة.


رامي : اممم بقت احسن كتير اوي الحمد لله.


هتف سامي بارتباك: ما تبقى تجيبها معانا المصنع تفك عن نفسها يا رامي وتشغل وقتها..


هتف رامي بمكر : طب والله قولت انك مش هاتعديها من تحت ايدك، ارحم يابني.


هتف سامي بضيق : على طول فهماني غلط، والله ما اقصد، وبعدين يعني انت مش قادر تنسالي زمان اني كنت صايع، ياعم اتأدبت والله، وبعدين يا رامي دي الوحيدة اللي مقدرش اجاي جنبها ولا اضحك عليها، سلمى دي قاست كتير وكفايه اوي اللي عاشته.


رامي : متأكد يا صاحبي من كدا، انا بهزر معاك، انا فعلا هاعرض عليها كدا، يالا سلام اصل شهد بتنادي عليا، شكلهم جهزوا الغدا.


سامي: سلام وسلميلي على سلمى بالاخص..


رامي بضحك : ماشي يا خويا سلام .


انهى رامي المكالمة وعلى وجهه ابتسامة رضا، خرج وجدهم يجلسون على المائدة جلس بهدوء، ومع تناولهم للطعام لاحظ ضيق شهد، رمقها باستفهام واردف : مالك يا شهد مبتاكليش ليه؟!؟.


ليلى : زعلانة مني؟!.


رامي : ليه في ايه؟!.


ليلى : انا بقول يعني انا طولت عليكوا كدا، فاكنت عاوزة أجر شقة وانزل ادور على شغل، انا مش متعودة على القعدة دي.


رامي : ياستي هو احنا كنا اشتكينا، وبعدين انتوا منورني والله، انتي مش هاتسبي البيت ولا تروحي في حتة .


هتفت شهد بضيق : عاوزاة تسبني، وسلمى شبطت فيها وقالت اروح معاها...


رامي بعتاب : ينفع كدا يا ليلى، تسيبوا بيتي وتروحوا فين؟!، وبعدين لو على الشغل ياستي  مصنعي مفتوح ليكوا انتي وسلمى اشتغلوا فيه ومن بكرة لو حبيتوا..


هتفت شهد سريعا : لا يا رامي، سلمى لا هاتتعب .


هتفت سلمى بابتسامة : متخافيش يا حبيبتي مش هاتعب ولا حاجة والله.


هتف رامي : متخافيش يا حبيبتي، هو انتي يا سلمى معاكي شهادة ايه؟!


سلمى : معهد خدمة اجتماعية.


رامي بابتسامة : طيب ياستي محلولة، هاتبقي سكرتيرة سامي صاحبي هو محتاج حد يساعده .


هتفت ليلى باصرار : بس انا مُصرة ان أجر شقة، معلش ريحوني انا هارتاح كدا.


زفرت شهد بضيق : يابنتي هو احنا كنا اشتكينا..


رامي : خلاص ياشهد في شقة في الدور التاسع تقريبا هاتفضى ممكن اكلم البواب وناخدها يا ليلى، واهو بكدا تبقي جنبنا.


ليلى: اوك اسأله كدا وابقى جنب شهد علشان متزعلش.


شهد وجهت حديثها لسلمى : وطبعا حضرتك هاتروحي معاها .


سلمى : اه طبعا ليلى هاتكون لوحدها، وبعدين انتي هنا معاكي رامي وحمزة.


شهد بضيق: براحتكوا اعملوا اللي انتوا عاوزينه...


رامي : سلمى طبعا بعد تحقيقات اللي حصلت واعلان الوراثه، وجالكوا اخطار من البنك، فعلا والدتك كانت حاطه في حساب في البنك ميه الف جنيه واظاهر دي الفلوس اللي اخدتها من والدك علشان كدا قتلها..فالفلوس دي من حقكوا انتي وشهد حاليا.


شهد قاطعته : رامي الفلوس دي كانت بتاعت حسني ابوها  وايا كان ماما اخدت الفلوس من وراة ليه؟!،،، فهي في الاصل بتاعت حسني يبقا بتاعت سلمى هي ليها حق التصرف.


سلمى : بس هو خلاه ماما تبعله الشقه اللي هي المفروض بتاعتك يا شهد يبقا دي من حقك اللي راح.


شهد بحدة : لا مش عاوزة حاجه دي فلوسك يا قلبي انتي حرة فيهم.


سلمى بحزن : وانا كمان مش عاوزاهم مش دول اللي قتلت بسببهم وضيعت عمرها علشانهم مش عاوزاهم.


ليلى : طيب اعملوا بيها حاجه خيريه على روحها هي يا جماعه بدام انتوا الاتنين رافضينها.


سلمى بعد تفكير : بص يا رامي ياريت تدور على جامع عاوز يتبني ونحط المبلغ فيه انا كنت عايشه من غيرو ومش هايزودني حاجه، واهم حاجه انتوا جنبي، وبدام شهد رافضاه هي كمان يبقا يروح لحاجه تنفعها وتبقا صدقه على روحها.


رامي : اوك زي مانتوا عاوزين.


دق جرس الباب، نهض وفتح الباب وجد كريم بهيئته المشعثة، حدق به جيدا وهتف بتهكم : طب كنت ظبطت حالك يا دكتور.


هتف كريم بلهفة : هي فين؟!.


افسح له المجال لكي يدخل واردف : جوا اتفضل.


دلف وجد ليلى  تقوم بجمع الاطباق، نظرت صوبهم، خفق قلبها بعنف لرؤيته، حدقت فيه جيدا وجدت حالته مشعثة،  حزنت كثيرا، نظرت لعيناه وجدته يحدق بها بلهفة، بخوف، بحب، بعشق، قطع رامي الصمت وهو يردف : اسيبكوا مع بعض.


دلف للمطبخ وجد شهد وسلمى، فهتفت شهد : مين يا رامي.


رامي : دكتور كريم سيبتهم لوحدهم.


اندفعت هي وسلمى صوب الخارج ينظرون خلسة عليهم، اندفع ورائهم وهو يهمس : عيب كدا ادخلوا جوا..

ثم تابع حديثه لشهد : ادخلي جوا ياهاانم شعرك باين..


فكان الوضع كالاتي سلمى منحينه بجذعها الاعلى وفوقها شهد وفوقهم رامي، هتفت شهد بحنق : بس يارامي عاوزة اشوفه بيحبها ولا لأ.


جذبها رامي بيده نحوه وهو يدراي شعرها، فابتسمت له بحب، وقف معاهم يتابع الموقف.


بينما الوضع مختلف في الخارج، كان الصمت سيد الموقف،   ولكن العيون ابت ورفضت وبدأت لغة العيون في الحديث، الى ان تساقطت دموعها بسرعة، ازالتها بسرعة وهتفت : البقاء لله يا دكتور.


هتف بصوت حزين للغاية: البقاء لله وحده، انتي عاملة ايه؟!.


ليلى وهي تتصنع القوة : كويسة الحمد لله، اكيد لازم اكون كويسة.


كريم : ليلى انا مش عارف اقولك ايه، انو...


قاطعته بحدة : دكتور مبقاش فيه كلام يتقال، اللي تقال تقال، والي حصل حصل، انا عمري ما انسالك الي عملته فيا، احنا ولاد انهاردا انا عمري بردوا ما انسي معاملتك ليا وكرمك وهاشيلو فوق دماغي، احنا ناس كبار ومتفهمين،

احنا الحياة ما بينا بقت مستحيلة، انا بقول نطلق بالذوق، احسن من المحاكم وكدا.


هتف بهدوء بعكس حالته : بس انا مش هاطلقك، انتي هاتفضلي على ذمتي لغاية اخر نفس فيا يا ليلى، حتى لو قعدتي العمر كله تتمعني عني، فاهمة ولا لأ، انا مش اعمل دا كله واخالف مبدأي واخلاقي علشان خاطرك وتيجي انتي تقومي بالسهولة دي تقوليلى اطلق ف لأ يا ليلى لأ والف لأ، انتي ليه مش قادرة تفهمي اني بحبك، ليه مش قادرة تفهمي اني لغاية دلوقتي لسى بتعذب في حبك اضعاف مضاعفة ، انا خسرتك وخسرت ابويا في يوم واحد، هو انا امتى يا ليلى هارتاح في حبك امتى بس انا زهقت من العذاب دا ارحميني شوية ، هو انا حبي ليكي دا مش شفيع عندك، متلومنيش وانتي السبب ايوا انتي السبب في كل دا، ارحميني بقى، ارجعيلي وريحي قلبي ولو مرة واحدة.


نهض مرة واحدة واردف بقوة : زي ما عافرت زمان علشان اكسبك، هاعافر تاني وهاترجعيلي، هاسيبك شهر اتنين تلاتة ولو حتى سنين يا ليلى مش هازهق، بس اتاكدي في المدة اللي انتي هاتتحديها وتبعدي عني فيها وهاعتبرها عقاب، بردوا مش هاسيبك وهافضل وراكي وفي ضهرك وزي ضلك، سلام.


ترك البيت، وترك قلبه خلفه يتعذب، دلفت لغرفتها تبكي، هتفت شهد : مش قولتلكوا انه بيحبها اوي.


رامي بضيق : اه بس متخلف حكم على نفسه بعقاب، انا لو منه اشدها من شعرها واروحها بيتي واحبسها.


سلمى بمزاح : انت عنيف اوي يا رامي في حبك.


رامي بضحك : اه عنيف جدا جدا.


شهد : انا هادخلها هي محتاجني دلوقتي.

********

بعد مرور شهر 


وانتقال سلمى وليلى الي شقتهم بنفس البناية، واستمرار نزولهم للعمل في المصنع، ومعاملة سامي اللطيفة لسلمى وخجلها منه، واستمرار مجئ كريم لليلى ومعاملتها الجافة معه، اما شهد ورامي فكانت حياتهم هادئة رومانسية ...

زكريا اخذ المال وباع شقتهم وترك الحارة باكملها، ومديحة ... اليوم نطق بالحكم في قضيتها...

***********

وقفت خلف القبضان تنصت جيدا لحكم القاضي بعد حكمه على اشخاص قبلها بالاعدام، نظرت له بخوف وهو يقول :


_ حكمت المحكمة حضوريا على المتهمة مديحة محمد احمد سالم في قضية رقم...، بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ والزامها بدفع غرامة مالية قدرها خمسون الف جنيها..، رفعت الجلسة .


صرخت باعلى صوتها : يالهوي تلات سنين ايه يابيه انا مظلومة ..


جذبها العسكري من يديها : يالا خلصونااا.


هتفت بحنق : ما براحة يا خويا.


وضعها مع امراءى اخرى بكلابشات واحدة ،فسمعت وهي تتحدث مع شخص بجانبها بخفوت : بصي يا معلمة المطوة اهي والمفتاح اهو وانتوا في عربية الترحيلات هانمشوا وراكوا تفتحي الكلابشات وبعدها تضربي العسكري بالمطوة وتفتحي الباب، واحنا هانضرب نار ونهربك احنا معاكي يا معلمة متخافيش .


التزمت الصمت وركبت عربية الترحيلات تفكر جيدا في حديث هذا الشخص، وقررت تهديد المرأة، امالت عليها وهتفت بخفوت : بقولك ايه انا سمعت انك هاتهربي لامؤاخذة من العربية، هربيني معاكي..


هتفت الاخرى بحدة : اكتمي يا ولية اصل اكتمك العمر كله.


هتفت مديحة بمكر : بقولك هربيني معاكي اصل والله انادي على العسكري واقوله وافضحك .


رفعت حاجبيها ببرود وهتفت بغضب اجرامي : انتي بتهدديني انا، انتي عارفة اخر حد هددني عملت في ايه؟!.


هتفت مديحة بسخرية : ايه ياختي ؟!.


اخرجت المطوة وضربتها في بطنها بقوة وهتفت باجرام حقيقي : اخدت فيه اعدام ياروح امك.


سقطت ارضا تتصارع مع انفاسها تنظر لبقية المسجونات لكي يساعدنها، ولكن الكل كتم الشهقة وهم يتابعون الموقف بخوف وصمت، مسكت المعلمة منديلاً ومسحت البصمات من عليها وهتفت بصوت مسموع : انا عملت فيها حاجة ياست انتي وهي؟؟


هزوا رأسهم بنفي واعينهم تطالعها بخوف، فهتفت مرة اخرى : بسلامتها كانت عاوزة تهرب وعاوزة تموت العسكري اللي برا واحنا منعناها ، لما رفضنا اتجننت وطلعت المطوة وقتلت نفسها، صح ولا لأ..


هتفوا جميعا بخوف : صح ..


وضعت المعلمة السكين بيد مديحة واحكمت اغلاقها عليها، وتركتها بإهمال.

نظرت مديحة لهم نظرة اخيرة بأعين زائغة وهلعة، ومشوار حياتها يمر امامها بكل الاذى الذي يتخلله لكل من هم حولها وبعدها اغلقت عيناها وارخت يدها لتلاقي الارض وبها السكين، وذهبت روحها لخالقها، وماتت مديحة بكل شرها وظلمها، ماتت ولم تاخذ معاها سوف عملها السئ....

**********

بمنزل رامي


اكمل ارتداء ملابسه، لاحظ خروجها من المرحاض وهي تأن وتمسك جزئها السفلي من بطنها، اقترب منها بسرعة وهو يهتف بقلق : مغص تاني يا شهد.


استندت عليه وذهبت الى السرير ونامت وهي تهتف بصوت هادئ : متقلقش يا رامي دا برد في معدتي انا عارفة بيجيلي كل شوية كدا انا كويسة، هنام وابقى كويسة.


طبع قبلة اعلى جبينها وهتف بصوت حنون : نامي يا حبيبتي ودفي نفسك، وانا هاحاول متاخرش في الشغل، لو رجعت ولاقيتك تعبانة هانروح لدكتور سوا اوك.


هزت رأسها بتعب وهي تغلق عيناها وتسقط في نوم عميق، تنهد بقوة، ثم قام باكمال ثيابه وخرج الى عمله.

*********

بالمصنع.


: ست ليلى، الدكتور جوزك عاوزك برا..


زمت شفتيها بضيق وزفرت بقوة، تجاهلت انظار الفتيات وهما ينظرون له بلهفة لوسامته واناقته، حتى لا تفتعل مشاكل معاهم، خرجت وهي تجذبه بعيد، ثم وقفت وهتفت بغضب : هو انت مش هاتبطل تيجي هنا يا كريم.


كريم بابتسامة : امال اجيلك فين، الشقة ومنعتيني اجيلك الشقة علشان سلمى موجودة ولا عاوزاني اجيلك هنا امال اجيلك فين علشان اشوفك واملي عينك مني.


قال جملته الاخيرة بابتسامة سمجة، اغتاظت من بروده وهتفت بضيق : كريم متجننيش، مش عاوزاة اشوفك اصلا، وبعدين انا قولتلهالك قبل كدا الحياة مابينا انتهت نهائي.


كريم ومازالت ابتسامته لم تفارقه : بحبك والله يا ليلتي.


زفرت بقوة وهتفت بصوت عالي وهي تشير بسبابتها في وجهه : انت عاوز ايه، عاوز تجنني كل يوم ورد ورسايل حب هو احنا هنراهق ياكريم، ولابس كويس ومتشيك جاي هنا ليه؟!.


كريم بمكر : وايه مشكلتك لو جيت بلبس شيك ومنظري حلو، حتى البنات اللي جوا يشوفوا جوزك حلو ازاي.


هزت رأسها بقوة وهتفت : اه قول كدا بقى انت جاي علشان تتعاكس من البنات انا حقيقي كل يوم بكتشف فيك حاجة جديدة.


اشار على نفسه بصدمة مفتعلة وهتف : انا؟!!!.


زفرت بحنق في وجهه وذهبت دون اي رد فعل، تنهد بقوة وهو يتابعها بعينيه تدخل المصنع واردف : اظاهر كنت غلطان لما سمحت انها تعاقبني كان المفروض اشدها من شعرها وارجعها بيتي زي ما رامي قال، بس على مين هافضل وراكي العمر كله ياوردتي .

***********************************

هتف سامي بصياح : سلمى؟!.


استدرات ترمقه بخجل، فهذا السامي يصيبها بالتوتر كلما نظرت في عينيه، اقترب منها فاردف بابتسامة عريضة : سكرتيرتي الحلوة رايحة فين؟ وسايبة مكتبها؟!..


توردت وجنيتها نظرا لمشاكسته التي لم يترك فرصة الا واذا القى عليها كلمة تثير الخجل لديها، هتفت بصوت مرتبك كعادتها معه : رايحة لليلي.


هتف متسائلا باهتمام : ليه في حاجة ؟!..


هزت رأسها بنفي واردفت : اصل كريم جه تحت وباين شدو مع بعض واكيد هي مضايقة فهنزل ليها اراضيها..


ابتسم برضا لقلب تلك الصغيرة : اوك خلي بالك من نفسك واطلعي بسرعة، انا هاروح لرامي.


اؤمات وهي تتجه للاسفل لليلى ، اما سامي دلف غرفة رامي وهو يدندن بكلمات اغنيته المفضلة : قولي احبك كي تصير .....


قاطعه رامي وهو يشير في وجهه : صوتك تلوث سمعي يابني.


جلس على مقدمة المكتب وهو يهتف بمزاح : في ايه ماتسيبوني براحتي.

ثم تابع باهتمام: من حق فين مراتك؟!...


هتف وهو يتابع عمله : في البيت تعبانة شوية.


هتف الاخر بحزن مصطنع : الف سلامة كويس انها مجتش.


هتف رامي بضحك : اه علشان بتقطع عليك، ياخي دي مش طايقك في سما ولا في ارض، انا متهايلي بتنزل الشغل مخصوص علشان ترخم عليك.


هتف موضحا : يابني والله فهماني غلط خالص والله مكنتش اقصد، سلمى اتكعبلت في سجادة كانت هاتقع على وشها، خفت جريت مسكتها بسرعة، مراتك دخلت وانا ماسكها، وعينك ما تشوف الا النور على المحاضرة اللي اخدتها في القيم والاخلاق، بجد الله يكون في عونك لسانها اطول منها.


رامي : شهد دي تعمل اللي هي عاوزاة، وتقول اللي نفسها فيه، وانت تسمع وتقول حاضر، لو حد فكر يزعلها هاولع فيه.


سامي بسخرية : اوووبااا دا الحب ولع في الدرة.


رامي بتهكم وهو يقوم بجمع متعلقاته : من زمان ياقلبي والله، انا رايح اطمن عليها شكلها كان تعبان الصبح.

**********

بمنزل رامي.


خرجت من المرحاض تتأوه مجددا، جلست على طرف الفراش وامسكت هاتفها، وقامت بالاتصال ب ليلى : الو ..


ليلى : ايوا يا شهد، ايه دا مال صوتك.


شهد بتعب : بطني يا ليلى بتوجعني اوي، قوليلي على اي اسم دوا اتصل على الصيدلية اجيبه.


ليلى : هو البرد مطول معاكي كدا.


شهد : اظاهر دا برد مقرف بجد.


ليلى : شهد هي جت ولا لسه؟!.


شهد بعدم فهم : هي مين دي؟!!..

ولكنها تذكرت سريعا : اه قصدك ال...، لا مجتش لسه، ليه؟!.


ليلى : هو ايه اللي ليه، ياهانم انتي بتاخدي دوا وممكن يكون دا حمل.


خفق قلبها بشدة وهتفت بتوتر : حمل؟!، ازاي؟!..


ليلى بضحك : هو ايه اللي ازاي، بصي اسمعي كلامي اتصلي على صيدلية خليهم يبعتولك اختبار حمل منزلي، بصي خليهم يبعتوا اتنين تلاتة زيادة تاكيد، اوقات بيبقى فيهم بايظ.


ارتبكت شهد واردفت : طيب، اقفلي يالا...


ليلى : على فكرة رامي لسه ماشي، مش عارفة رايح فين؟!..


شهد : تلاقيه رايح مشوار، اقفلي يالا.

*******

خرج من المصعد وجد شخص يكاد ان يدق جرس المنزل، هتف بسرعة: ايوا حضرتك مين؟! .


التفت عامل الصيدلية : الشقة دي طلبت اوردر من الصيدلية، منزل الاستاذ رامي المالكي.


اؤمى رامي براسه واخذ من الكيس البلاستيكي، واعطاه نقوده، دلف المنزل ونظر فيه وجد اختبارات حمل، قطب مابين حاجبيه وهو يهتف بهمس : اختبار حمل .


رفع راسه وجدها تنظر له بارتباك، تقدم منها وهتف بتساؤل : حبيبي انتي طلبتي اختبارات حمل..


اؤمات برأسها وسردت له كل ما اخبرتها به ليلى، ظهر الحماس على وجهه، فجذبها بسرعة ورائه وادخلها المرحاض وهتف بفرحة : يالا اعمليه ..


ضحكت بقوة : اعمل ايه يارامي وبعدين متعشمش نفسك .


رامي: ياستي اتوكلي على الله اعملي ونعمل الاتنين ونشوف.


عضت على شفتيها بخجل وهتفت : طب اطلع برا.


تعجب قليلا ولكن تفهم الموقف وهم ان يخرج ولكنه توقف بسرعة : بصي اوعي تعمليه لما اكون جنبك اوك.


اؤماات دليلا على موافقتها، خرج وزدات وتيرة التوتر لديه..

*******

اسفل البناية..


هتفت بتعب واضح على ملامحها : بس هنا يابني الله يكرمك...


هبطت من التاكسي، فراها حارس البناية، تهلهلت اساريره واردف : حمد لله على سلامتك يا ست صفاء..


ابتسمت له بود واردفت : الله يسلمك، طلعلي الشنط دي يالا، هو رامي فوق.


اؤمي براسه : اه ياهانم...فوق.

*********

وقفوا يحدقون يالاختبار وماهي الا ثواني معدودة حتى ظهر في كلا الشريطين علامتين، نظر لها بتوتر ثم امسك الورقة وقرأها جيدا وما ان انهاها حتى هتف بصراخ : حاااامل يا حب عمررري كله.


امسكت يديه بقوة وهتفت بسعادة : بجد يا رامي، حامل..


اؤمي لها بقوة واردف : اه والله حامل، في الشريطين حامل، مبروووك يا حبيبتي.


ابتسمت بسعادة، فالتقطها كالريشة يدور بها بفرحة عارمة، الان يصبح حلمه حقيقة ويتجسد امامه، وشهد حياته تحمل في احشائها طفلا منه، تمسكت به بقوة ودفنت وجهها في عنقه وهي تهمس له: بحبك يا روح القلب...


رامي بحب : وانا بحبك يا شه...


لمح خيالا يقف يشاهد هذا المشهد بأعين متسعة، انزلها بسرعة، فهتفوا بسرعة معا : ماما، خالتي!!!!.


صفاء : ايه دا هو اللي بيحصل بالظبط.

&&&&&&&&&&&&&&&&&

روايه (شهد الحياة )


الفصل الحادى الثلاثونوالاخير


صفاء : ايه دا هو اللي بيحصل بالظبط.


اقترب منها رامي بسرعة واحتضانها بقوة وهو يهتف بسعادة : ماما شهد حامل مني، حاااامل ياماما.


شهد بهمس : يالهوي على الكسوف.


صفاء بصدمه : حامل؟!...


اقتربت شهد بتوتر: والله يا خالتي ضحك عليا، وانا اظاهر مكنتش في وعي، انا مؤدبه صدقيني .


رامي بضحك هيستري : ضحكت عليكِ، انا كل يوم بتاكد ان كنت بحب واحدة هبله.


رفعت صفاء احد حاجبيها وهتفت بتعجب : بتحب ؟!!!!، لا بقا في تطورات ولازم اعرفها.


رامي بخبث : لا التطورات عندك انتي وسامي ولا ايه؟!.


لكزته صفاء في يديه وهتفت : اه قول كدا بقا وانا اقول ليه واقف وقلبك جامد ومش خايف مني، انت فهمت بقا الخطه.


شهد بعدم فهم : خطه ايه يا خالتي وسامي ايه دخله...


نظرت صفاء لرامي بمكر ثم حولت بصرها لشهد وتحدثت بفرحه باديه على وجهها : هاحكيلك يا حبيبتي المهم الف مليون مبروك ياروح قلبي، طمنتوا قلبي يا حبايب قلبي، تعالوا بقا احكيولي اللي حصل وانا مسافرة وانا احكيلكوا الخطه.

**********

بعد مرور ٧ شهور .


وقفت بتعب في المطبخ وهي تتنهد بقوة، دلفت عليها ليلى وهي تهتف بضيق : بجد انتي حرقتي دمي، يعني كان لازم رامي يعزمه يا شهد .


استدرات لها شهد وهتفت بنفاذ صبر : ليلى وربنا انا على اخري والحمل تاعبني، ارحميني من جنانك دا، فيها ايه لما يعزموا رامي وسامي وكريم بقوا اصحاب وطبيعي انه يعزمه على الغدا.


ليلى بتذمر : لا يا شهد رامي مُصر يجمعنا سوا فاكر ان كدا هارجعله .


جلست وهي تمسك بطنها بالم واردفت : يابنتي ارحميني وبطلي بقى جنان، هاتفضلي لغاية امتى بعيدة عنه، يا ليلى انتي بتحبيه وبتموتي فيه وهو بيحبك وبيتمنى قربك، ليه بقى متقربوش وتنسي اللي فات وتعيشوا حياتكوا...


دلفت سلمى هي وحمزة واردفت : لا يابنتي دي هاتفضل كدا عايشة في الماضي، الماضي فات يا ليلى ارميه ورا ضهرك وعيشي بقى الحاضر بحلوه ومُره..


جذبت شهد حمزة وقبلته في كلا وجنته فداعب الصغير بطنها بحنان واضح، عانقته بقوة واردفت : يا ليلى اسمعي كلام سلمى، شفتيها عاقلة ازاي ونسيت الماضي، وعاشت حيااتها وفاتحها على البحري لو متلمتش هي والاستاذ سامي، هانزل المصنع تاني والمهم بنفسي.


ارتبكت سلمى وقالت : والله انتي فهماني غلط، هو اللي بيقعد يعاكسني في الرايحة والجاية.


شهد بحدة : انتي لو مش عاجبك الموضوع مكنتيش سكتي ياحبيبتي.


دق جرس الباب فهتفت سلمى بسرعة وهي تتجه صوبه : دي خالتو اكيد هافتحلها.


وما ان خرجت حتى هتفت ليلى : انتي بتخنقيها عليهم ليه يا شهد، ما تسيبهم باين عليه معجب بيها.


شهد وهي تداعب وجنتي حمزة بالقبلات اردفت : اديكي قولتي اهو معجب بيها وانا مش عاوزة يفتكر انها صيدة سهلة اكامنها متجوزة ومطلقه قبل كدا، دي اختي واللي باقيلي ويوم ما اسلمها لحد يبقا قلبي مطمن، وانا قلبي مش هايطمن الا لما يجي ويتقدم ليها ويقولي بحبها، ورامي قالي بدام هو ساكت كدا ومبيخدش خطوة يبقى هو مش عاوز يتسرع وسايب نفسه يتعرف عليها اكتر، فهمتي ليه بقى انا حازمة معاهم.


اؤمات براسها وهتفت بمزاح : بقيتي شبه رامي يا شهد حتى تفكيره .


هتف حمزة بطفولة : انتي شبه بابا يا شهد ازاي؟!، ولا طنط ليلى قصدها النونو شبه بابا.


تنهدت بقوة وهي تبتسم بحالمية : يارب يا حمزة تطلع شبه بابا، وتطلع لون عيونها زي لون عيونه، وخدودها زي خدودك، وقلبها ابيض زيك كدا.


احتضنها الصغير بسعادة : يارب يا شوشو تطلع شبهك انتي، علشان انتي حلوة اوي.

*********

سلمى وهي تضع كوب الماء امام صفاء : سلمتيلي على ماما يا خالتو.


اؤمات صفاء واردفت : اه يابنتي سلمت عليها وحكتلها عنك، وعن شهد المجنونة و الوحم بتاعها على الفروالة واتكلمت معاها كتير اوي في حاجات كتيرة اوي.


سلمى : طب ليه مش سبتيني اروح معاكي.


صفاء  بحزن : لا انتو تروحوا مع نفسكوا، لكن انا اروح لوحدي انا اتحرمت منها سنين وسنين يا سلمى، يوم ما اقدر اتجمع بيها اقعد معاها لوحدي واتكلم واحكي واقولها كل اللي نفسي فيه.


سلمى : والله يا خالتي انتي نعمة كبيرة اوي اوي، صدقت شهد فعلا لما قالت كدا عليكي.


ابتسمت صفاء برضا واردفت : حبيبتي يا سلمى انتوا اللي احسن نعمة في حياتي، انتو من ريحتها طول مانا شايفكوا كاني شيفاها قدامي بالظبط.


سلمى : ربنا يخليكي ليا ياخالتي.


صفاء بحب : ويخليكي ليا ياروح خالتك، تعالي بقى احكيلي الواد سامي دا عمل معاكي ايه امبارح .


اقتربت منها وهي تهتف بخفوت : يوووه وطي صوتك اصل شهد تسمعنا وتيجي تزعقلي.


صفاء بهمس : احكي، احكي، زمان ليلى هبلتها بحكايتها مع كريم بتاعها دا.


تجمعت العائلة باكملها على المائدة، بداية من رامي وبجانبه شهد ويجلس على ساقيه حمزة، وهو يطعم الاثنين معا بسعادة، وسامي يجلس امام سلمى وما ان يلاحظ عدم انتباه شهد يغمز لسلمى بخفة فتتورد وجنيتها بسرعة ويدق قلبها بعنف، اما كريم يجلس امام ليلى وهو ينظر لها بعتاب لتطويل مدة عقابه وهي تبتعد باعينها بعيدا عنه حتى لا تضعف، واخيرا صفاء التي تنظر لهم بسعادة وهتفت في سرها : والله كبرت عيلتك يا صفاء.

**********

بعد مرور شهرين...


جلست في شقتها بملل، فاليوم سلمى تنام بجانب صفاء في شقة رامي، وتجلس هي وحيدة، شردت بافكارها لكريم وما يفعله معاها لمراضتها، بارساله يوميا الورد والكروت المكتوب بها ارق الكلمات، وايضا لم يكف عن مهاتفها يوميا، ومشجارتها معه، و مقابلتها يوميا سواء امام البناية او امام المصنع فتتذمر هي بسبب نظرات الفتيات له، شعرت بحركة خلفها، تسمرت مكانها بخوف، ودق قلبها بجنون، حبست انفاسها، ايعقل وجود حرامي بالمنزل، زدات الحركة خلفها، وشعرت بانها تتقدم نحوها، تمسكت بالكوب جيدا حتى تقوم بمهاجمته، فاقترب منها وقام باحتضانها من الخلف وهمس بحب : وحشتيني اوي يا حياتي.


ما ان سمعت صوته حتى تنفست الصعداء وارتخى الكوب من يديها فسقط يتهشم مئة قطعة، استدار اليها بسرعة وهو يهتف بقلق : ليلى انتي كويسة؟! .


ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت: حرام عليك يا كريم رعبتني، وقعت قلبي.


كريم بأسف : انا اسف يا ليلتي والله مكنتش اقصد.


قطبت مابين حاجبيها وهتفت بتساؤل : انت ازاي دخلت هنا.


كريم : سلمى ادتني المفتاح، حست انك وحشتيني وانك بقالك يومين مش راضية تردي على تليفوناتي، ولا تقابليني فادتني المفتاح.


نهضت بغضب وهتفت وهي تشير الي الباب واردفت: اتفضل اطلع برا لو سمحت .


تحكم في اعصابه قليلا وهتف بهدوء : اهدي ياحبيبتي.


هتفت بضيق : انا مش حبيبتك.


وقف امامها وهو يهتف بعصبية مفرطة : لا انتي حبيبتي وغصب عنك كمان، ومن دلوقتي مش هاتفارقيني لحظة فاهمة والا لأ، ارحميني بقى يا شيخة قلبك دا ايه، حجر؟! حسي بيا وحسي بحبي وعشقي ليكي، اتعاقبت شهور وانا بعيد عنك، رغم انك عارفة كويس اوي يا ليلى انك اكتر حد محتاجه في حياتي بعد موت ابويا، محتاج حضنك دا يحتويني، انت ايه هاتفضلي لغاية امتى تعذبيني في غلطة غلطتها في لحظة شيطان مكنتش في وعي، حبي ليكي هو اللي حركني، ايه مبتسمعيش ان اوقات العاشق بيقلب مجنون، مبتسمعيش عن مجنون ليلى، انا بقا مجنون ليلى، عقدتيني وكرهتيني في الحب يا شيخة.


هتفت بحزن وببكاء : انت السبب انت غلطت غلطة لا يمكن اغفرلك...


قاطعها بحدة وهو يهتف : ومين فينا مغلطش في حياته، ومين فينا سليم، ومين فينا مثالي يا ليلى، حتى انتي غلطتي وسامحتك.

ليلى بنفي واستنكار : انا غلطت ؟؟ ف أيه بقى؟؟

كريم بتعب : يوم ما وافقتي تتجوزي الزفت زكريا وانتي بتحبيني، عذبتي نفسك وعذبتيني معاكي وحرمتي نفسك من الحب وحرمتيني، لولا غلطتك يومها كنا ارتحنا واتجمعنا، ومكنش كل دا حصل لينا ، ولا شفتي العذاب ولا انا، ومع كدا لما اعترفتيلي ما عاتبتكيش ولا لومت عليكي ، عارفة ليه؟ لان زي ما قلتلك كلنا بشر وبنغلط، ولان دا مكتوب ومقدر ولازم نرضى بيه، لكن انتي دايما عايزة شماعة تعلقي عليها اي خيبة او ظلم حصل ليكي ودايما عايشة دور الضحية اللي الكل جاي عليها، ليه يا ليلى؟ ليه مش بتعترفي بأخطاءك؟ ما انا اهو غلطت واعترفت واتأسفت واتحملت نتيجت غلطي واتعقبت كتير وخسرت اكبر خسارة بحياتي وراضي، لكن مش محملك ولا محمل اي حد غلطي.

تنهد كريم بعمق وزفر تنهيدته بهدوء واكمل : كنت اقدر احط اللوم كله على عمتي كريمة وافضل اقول هي السبب بموت بابا، وابرء نفسي واعيش دور الضحية زي ما بتعملي، لكن لأ حملت عمتي الجزء الخاص بيها من الاذى وحملت نفسي الباقي من الغلط، لاني غلطت ومعترف بدا.

هدئ ونظر اليها بعمق وبنبرة توسل : سامحيني بقى، انا اتعاقبت كتير قبل مانتي تعاقبيني بعذاب ضميري ووجعه من ناحيتك، وبموت ابويا، وكمان ببعدك عني وشايفك ومش قادر اطولك، ارحميني بقى، مبتعرفيش حاجة اسمها الرحمة .


هتفت بهمس : لا اعرفها طبعا، لكن انت قسيت عليا فعلا دلوقتي وحملتني اللوم كله، انت شايفني شريرة لدراجادي؟

رد سريعاً بنفي : ابدا يا حبيبتي، انتي طيبة جدا وابعد ما تكوني عن الشر ، بس بقول الحقيقة اللي انتي دايما بتتجاهليها، فاكرة شهد وقسوتك عليها، واهي طلعت مظلومة زيك واتعاقبت زيك بالزبط، بس انتي مش بتسامحي بسهولة يا قلبي، وخايف عليكي تخسري اللي بتحبيهم بسبب عندك دا، وخايف اخسرك بردو.


اقترب منها وهو يمسك بكلتا يديها ووضع جبينه على جبينها : طب ايه فين الرحمة والقلب الطيب دا من ناحيتي؟ 


هتفت بهمس : كل ما اجاي اصفالك ارجع افتكرلك كل حاجة .


اغلق عينيه وهتف وهو يجاهد في كبح رغباته، فصوتها اثار الدفئ والشوق في قلبه ولكنه استنفذ كل طاقته بمراضاتها : ليلتي لو مُصرة على تعذيبي و قولتيلي امشي واطلع برا البيت دا ومتجيش تاني ولا اشوفك هاسافر واسيبلك البلد واوعدك متشوفيش وشي تاني، بس كوني متأكدة اني مش هاكون مرتاح وهافضل اتعذب عمري كله ببعدك، لكن المهم عندي انتي تكوني راضية ومسمحاني.


رفعت بصرها ترمقه بخوف حقيقي من فكرته تلك وهتفت باندفاع : لا اوعى تروح في مكان، خليك معايا


فتح عينيه بسرعة، نظر لشفتيها بشوق والتهمهم بسرعة، بقبلة جامحة طويلة كان قد تاق اليها كثيراً، جاهد ليبتعد عنها والتقط انفاسه ليستجمع الحروف بحلقه : افهم ان دا قبول من ناحيتك ليا وانك سامحتيني؟؟ 

اخفضت نظراتها بخجل وهي تبحث عن صوتها الذي احسته اندثر واختفى ولكنها دفنت نفسها كلها بحضنه.

كانت حركتها التلقائية تلك اقوى من الرد الذي تاق اليه طويلاً واكثر املاً بقربها باقي عمرهم، ولكنه أصر على ان تكون موثقة بصوتها فأردف : ليلتي، انتي بتحبيني صح؟ 

دفنت نفسها فيه اكثر، ولكنه أبى الا التصريح الكامل ، فأبعد رأسها عنه قليلاً ورفعه لتتلاقى العيون وسألها : ليلتي، لو قربتي اكتر مش هأبعد عنك ابداً ولو ايه .


عانقت عنقه بقوة وهي تجذبه نحوها اكثر، فحينها عادت شفتيه تعرف طريقها الى شفتيها والتقطهما بقبلة حارة متطالبة،

وما هي الا ثواني ووجدت نفسها مرفوعة بين يديه، ويسير بها نحو غرفة نومها، واغلق الباب بقدمه ليكملا حياتهما معاً ، هو الآن مع ليلته وهي مع  مجنونها المحب ، واصبحت زوجته اخيراً امام الله، وارتاح قلب المجنون بحبها وارتاح قلبها اخيراً لتخطيها تلك الخطوة الصعبة في حياتهم.

************************

بمنزل رامي....


نظرت الى سقف الغرفه بتأمل وهتفت بخفوت : ياترى اتصالحوا ولا لأ.


حرك يديه بلطف على بطنها المنتفخه وهتفت بحنان : اكيد انا قايل لكريم يصالحها غصب عنها، كفايه دلع بقا.


رمقته بحب وهتفت بصوت مجهد : امتى اخلص من الكورة دي يا رامي حاسه ان طولت اوي، مبقتش قادرة امشي ولا اعمل حاجه.


طبع قبله اعلى بطنها وهتف بمزاح : هاتخلصي انشاء الله على خير، وبعدها نملها تاني.


نظرت له بفزع : ايه، انت عاوزني احمل تاني لايمكن، كفايه اوي ست كارما دي تيجي بالسلامه، هي وحمزة عندي بالدنيا اربيهم انا بس واكبرهم واخليهم حاجه حلوة، انا اكتفيت بيهم..


رامي بمكر : بس حمزة مش ابن..


قاطعته بحدة : اوعى تكملها، والله ازعل منك، ياعني هو كامنه مش بيقولي ماما، ابقا مش امه، ومن امتى اصلا الامومه باالاسم، الامومه بحاجات كتيرة اوي حلوة، مشاعرها كدا متتوصفش، انا اختبرت المشاعر دي مع حمزة قبل ما احمل في كارما، مش شرط يقولي ماما، بس احساسه ان انا كل حياته دي يكيفيني يا رامي، وبعدين اصلا كارما كمان مش هاخليها تقولي ماما هاخليها تقولي شهد زيه.


رامي بضحك : اه انتي عاوزة تدلعي وكدا، لا انا خلي في بالك انا كل شويه عاوز عيل وانا بحب العزوة انا امي خلفتتي انا وميمي وبعدنا عن بعض، انا عاوز ولاد في ضهر بعض.


شهد باصرار : لا انا بعد كارما هاكمل تعليمي، مش هافضا لحمل وولادة.


رامي باصرار ايضا : كملي براحتك انا عمري ما امانعك يا قلبي عن الحاجه دي، بس انا لسه عند كلمتي هاخلف كمان منك..


شهد بحنق : يووووه انت مين بس حط الفكرة دي في دماغك، ماما صفاء صح.


رامي بنفي : لا والله ماهي، بس الصراحه كان من قريب في التلفزيون في رجل اعمال كبير اسمه زين الجارحي بيفتتح منتجع في الساحل على مستوى دولي ياعني، فهي قالتلي انه ام زين دا تبقا قريبه ابويا من بعيد، في صله قرابه ياعني ما بينا، المهم ولادة كانوا واقفين جنبه مشاء الله اربع ولاد وبنت ومراته ماسكها في ايدة، حقيقي انا جو العيله اللي ظهر في التلفزيون دا ريحني وبسطني نفسيا كدا، امي بتقولي انه بيعشق مراته وهو اصلا وحيد علشان كدا خلف كتير، وانا شايف عياله يشرفوة اي حد، فعجبتني الفكرة واتمنيت ابقا زيه في يوم من الايام، ابقا عندي طموح بالشكل دا وولادي واقفين جنبي وانتي كمان جنبي.


شهد ابتسمت بحب : طب هو خلف ٤ ولاد وبنت، انت نفسك في ايه؟!، زيه بردوا ؟!.


رامي بمكر : اربع بنات وولد انا اكتفيت بحمزة، يكون ليهم الضهر والسند.


اقترب منه بغنج : انا مكتفيه بحمزة من زمان اصلا.


رامي بمكر : حمزة بس؟!.


شهد : وابو حمزة قبل اي حد اصلا.

**************************.

بعد مرور يومين ... وقف رامي على اعتاب غرفة العمليات ينتظر بخوف يهنش في قلبه، حتى اندفعت ليلى وبجانبها كريم يحملون مولودة صغيرة، فهتف كريم بسعادة: الف مبروك يا رامي ست الحسن والجمال وصلت بالسلامة.


هتف بقلق واضح على ملامحه : شهد فين مطلعتش ليه؟!.


كريم : متقلقش هي بخير، ثواني وهاتكون في اوضتها.


التقط رامي المولودة بسعادة وهو ينظر لها ويهمس بعشق : نورتي حياتي يا كارما هانم، ماما هاتفرح اوي لما تشوفك كدا .


امال كريم على ليلى هامسا : عقبالنا يا حبيبتي، لما نجيب ناني الصغيرة.


ضغطت براسها على كتفه وهي تهمس : امين يارب.


وقف سامي خلف سلمى مباشرة وهتف بخفوت : مبروك يا سلمى.


التفت بسرعة فوجدته امامها مباشرة فتوردت وجنيتها : الله يبارك فيك، عقبالك ان شاء الله.


اشار الي وجنتيها وهتف بمكر : هما هايفضلو كتير يحمروا كدا لما اكلمك.

ابتسمت بخجل فتابع حديثه: على العموم انا عقبالي فعلا، لان نويت اكلم رامي واتقدم واخطبك، انا زهقت من كسوفك، وزهقت مني.

فلتت منها ضحكة صغيرة، وذهبت سريعا لتجاور خالتها.

*******************

حفله السبوع


كانت الشقة تتزين باحلى الزينة لحفلة المولودة الصغيرة، كارما رامي المالكي، وضعتها شهد برقة في مهدها، وهزته بهدوء، وقف رامي ورائها وهو يهتف بهمس: انتي تأخرتي على فكرة المفروض تلبسي.


هتفت بهمس : حاضر هالبس اهو، هو حمزة جهز صح.


اؤمئ لها واردف : اه متقلقيش لبسته وقاعد مع سلمى وسامي.


هتفت بضيق : سلمى وسامي.


رامي : على فكرة كلمني يوم ولادتك وقالي عاوز يتجوزها بس انا انشغلت بيكي ونسيت اقولك.


هتفت بسعادة : بجد اخد خطوة اخيرا.


رامي : اظاهر لما شاف كارما نفسه اتفتحت على الجواز.


شهد بحب : اي حد يشوفها نفسه تتفتح اصلا كفاية لون عينيها زي لون عينيك يا روح قلبي.


احتضنها بخفة وهتف : بحبك اوي، يا شهدي ...


شهد: وانا بحبك جدا.


صمتوا قليلا وهم ينظرون لكارما النائمة بسلام حتى هتفت شهد متذكرة : رامي فاكر لما كنا مرة واقفين في المطبخ وقولتلي ان حبيبتك بتشبه الرواية، وبما ان طلعت انا حبيبتك فكنت هاتسمي روايتي ايه؟! ..


صمت قليلا ثم ابتسم بسعادة وطبع قبلة على ثغرها وهتف بعشق : كنت هاسميها شهد الحياة، يا شهد حياتي انا.



                             تمت بحمد لله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-