رواية سندريلا فى بيتى الحلقه السابعه7بقم مني احمد حافظ



رواية  #سندريلا_في_بيتى



الحلقه*السابعة* 




يثقلنى حبك

🍂🍂🍂🍂🍂🍂


أسرع نبيل بالعودة الى المنزل ما ان ابلغته بسمة بما نال من ولاء لم يدرى لم تملكه الخوف عليها هكذا و ما ان وصل الى القصر حتى ارتقى درجات



 السلم سريعا و اندفع الى غرفته بقلق و حين وجدها ممدة فوق فراشها و بجانبها تجلس بسمة و قد ضمدت يدها و أقترب منها فأبتعدت بسمة حين لاحظت نظرات القلق التى أعتلت وجه شقيقها و ابتسمت بحرج و قالت :


طيب انا هسيبكم بقى و اروح اوضتى اذاكر علشان امتحان بكرة ..


و غادرت بسمة و جلس نبيل بجوار ولاء التى أعتدلت بحرج و تهربت من نظراته و تفاجأت ولاء بأحتضان نبيل لها و تجمدت بين ذراعيه و سمعته يقول :


طمنينى عليكى عمل فيكى ايه المجرم .,. بقلمى منى أحمد حافظ 


تلقف نبيل انفاسه ليهدأ و اردف و هو يحاول كظم غضبه :


انا هجيبه منين ما كان و هخليه يندم على اليوم اللى فكر يلمسك فيه ..


تملك الاحساس بالذنب من ولاء لكذبتها تلك فكلمات نبيل عبرت عن خوفه عنها و صدقه و ارتجفت بين ذراعيه حين زاد ضغطه و مال نبيل و قبل جبينها و حدق بوجهها المضطرب و كادت ولاء تعترف لنبيل بكل 


شىء و لالكنها امتنعت فى اخر لحظة لتندلع صيحات غاضبة لجويد المنادية لبهير ة ادركت ولاء انه اطلع على صور ابنه الساخرة فانكمشت ولاء داخل أحضان نبيل و لم تلحظ تغير ملامح نبيل الذى احس بتحرك مشاعره تجاه ولاء لتصدمه كليا فابتعد فى نفس اللحظة التى اندفعت شقيقته الى الغرفة و قالت بقلق :


الحق بهير يا نبيل بابا شاف صوره على الموقع الساخر و طلع له و هو متنرفز على الاخر و شكله كدا مش هيعدى الموضوع ..


غادر نبيل و رمقت بسمة ولاء بتساؤل و قالت :


انتى عملتيها ازاى الصور دى يخربيت دماغك السم يا لولو ..


احمر وجه ولاء و غادرت فراشها و سحبت هاتفها و فتحت على موقعها و شاهدت عدد مرات التحميل للصور فقطبت جبينها و التفتت الى بسمة و قالت :


واضح ان اخوكى بقى حديث المدينة عدد تحميل صوره فاق تحميل صور كرولا ..


شاركت بسمة ولاء فى النظر الى هاتفها و رأت تلك الصور التى خطتها ولاء من الصور الاساسية لشقيقها فصورته فى بعضها بهيئة شيطان له قرون و ذَيل و هو يرتدى ملابس رقص فاضحة و اخرى و هو يحتضن تلك الراقصة و قد نبتت له اذنان طويلتان كأذنى الحمار اما الصورة الثالثة فكانت هيئته كطاووس بلا ريش و هو يمسك بين اصابعه كأس الخمر و كتبت ولاء اسفل الصور :


لن يغنيك المال و يجمل ملامح وجهه البغيضة التى نافست اخلاقك على جائزة الانحطاط الاولى , هكذا ترون اعزائى احد ارقى الاسر فى مصر و هو يحط من قدر عائلته التى سبق ان سلطت كرولا الضوء على اسرة جويد بمعاملتها المجحفة بحق الحيوانات و التى حولت كلبتها توستا الى نموذج مستئذب صغير فلا عجب اذا فالذئاب ترتع فى ربوع تلك الاسرة كذلك البهير ..


نظرت بسمة الى ولاء و قالت :


خلى بالك يا ولاء بهير مش سهل و ممكن يدور ورا الموقع و انا بدأت اقلق انا كنت فاكرة ان صوره هتبقى بسيطة انما واضح انك مصورة مصايب ..


ارتبكت ولاء و قالت :


بصى يا بسمة اخوكى واضح انه دايس فالفساد بتقله كله و الصور اللى اخدتها له حاولت بقدر المستطاع انى مبينش فساده ..


زفرت بسمة باختناق و قالت :


ماما السبب فكل دا يا لولو هى لو كانت اخدت بالها منه و من اول مرة خرج من ورا بابا صارحت بابا و فهمته كان لحقه انما هى كانت فرحانة بخروجه و علاقاته و شايفة ان دا حرية و عادى علشان كل اولاد الطبقة الراقية بيسهروا و اهو دى بقت النتيجة بهير بقى شاب تخجل منه اى عيلة ..


ازداد صياح جويد و نظرت بسمة الى ولاء و قالت :


انا خايفة اوى على بابا يا ولاء هو ميستحقش اللى بيعملوه دا .. الموناليزا 


اتكأت ولاء على بسمة و قالت :


متخافيش انا هخلى بالى من والدك و مش هسيبه ابدا انا حقيقى حبيته زى بابا يا بسوم المهم انا مش عوزاكى تزعلى منى بسبب اللى جاى لان الضربة الجاية هتبقى صعبة شوية و هتزلزل بيتكم جامد ..


حملقت بسمة بوجه ولاء و انتابها الاحساس بالخوف فقالت :


لولو انتى ناوية تعملى ايه بالظبط فهمينى ..


زفرت ولاء و قالت و هى تتهرب بعيناها من عينا بسمة :


ناوية اخلى ولدتك تلتزم بالبيت و تبدأ تهتم بنفسها و بوالدك و هعرفها ان والدك نعمة و جوهرة لازم تخلى بالها منه و الا هيطير من ايديها لما يلاقى الحنية و الاهتمام مع غيرها ..


قطبت بسمة جبينها و قالت بفضول :


مش فاهمة هو انتى ناوية تسيبى نبيل و تنقلى على بابا و لا ايه يا لولو ..


ابتسمت ولاء بحرج و نفت بهزها لرأسها و قالت :


لا طبعا انا مقدرش اسيب نبيل لانى وعدته انى افضل معاه للاخر انما والدك فيه اللى بتحبه و بتحبه اوى كمان و حست بالغيرة عليه لمجرد انى عملت له مساج و مج اللبن كانت خايفة عليه منى ..


اتسعت عينا بسمة بحيرة و حاولت معرفة مقصد ولاء فسمعت صوت ولاء يضيف :


شوشو يا بسمة بتحب والدك ..


شهقت بسمة و ازداد اتساع حدقتى بسمة و همت بالحديث و لكنها لزمت الصمت حين بدأ عقلها يذكرها ببعض المواقف التى لمست بسمة فيها اهتمام شويكار بوالدها و نظراتها له فتراجعت للخلف و قالت بعدما شعرت بالخوف على والدتها و علاقاتها بوالدها :


آلاء بلاش بابا لانى مش هقبل اقف اتفرج عليه و لا هرضى ابدا انه يسيب ماما بعد العمر دا و يرتبط بغيرها بلاش يا آلاء ..


ابتسمت ولاء بشفقة و قالت لتصدم بسمة كليا :


و لو قولت لك ان فى حاجة فعلا بين والدك و شويكار يا بسمة و ان احتمال كبير اوى انه يكون متجوزها هتقولى ايه ..


و كأنها سكبت فوق بسمة دلوا من الثلج جعلها تنتفض بذعر و صرخت بسمة وقالت :


انتى اتجننتى يا آلاء بابا استحالة يعمل كدا انا انا مش مصدقاكى انتى اكيد فهمتى غلط ..


انهمرت دموع بسمة رغما عنها فاحتضنتها ولاء و قالت بأسف :


انا اسفة يا بسمة بس انتى عارفة انى بلاحظ كل حاجة حواليا و انا من اول لحظة دخلت فيها هنا و شوفت نظرات شويكار لوالدك و اهتمامها بيه و ساعات كتير كانت بتدخل تقعد معاه فالمكتب بالساعات وولدتك



 زى ما انتى شيفاها كل اهتمامها بالمظاهر و النادى و توستا ووالدك راجل محتاج الاهتمام و الرعاية محتاج يحس بالحب و متنسيش كمان انك نفسك مش مهتمة بيه و بعيده عنه تقدرى تقوليلى يا بسمة امته اخر مرة حضنتى والدك و لا حسيتى بتعبه ..


صمتت ولاء و عقلها يعاتبها لتقصيرها بحق والدها هى الاخرى و كذبتها التى اقنعته بها و بسفرها المزعوم و شعرت ان عليها هى الاخرى ان تعيد تفكيرها بعلاقاتها مع والدها و زفرت ولاء بحزن حين شعرت بحاجتها لاحتواء والدها لها فدمعت عيناها لتشارك بسمة دموعها و جلست الفتاتان على الفراش تبكيان ما توصلتا له من تقصير بحق والديهما ..


و بالاعلى وقف جويد يشتعل غضبا امام ابنه بهير الذى احتمى بوالدته امام غضب والده الهادر فصاح به و قال :


اول مرة احس انى فشلت فتربيتى لولادى و انا شايفك خايف و مستخبى ورا ولدتك بالشكل دا و لا الاستاذ اللى كسر كلامى و راح اتجوز من ورايا بواحدة متناسبش العيلة لكن خلاص اللى حصل حصل و انا مقدرش ارميها بعد ما اتجوزها لانها فالاول و الاخر بنت ناس مقدرش اتنكر لجوازته منها لان عندى بنت اخاف عليها و كل دا .,.


صمت جويد و نظر الى نهاد بغضب و سخط و اردف :


كل دا بسببك اهتمامك بالمركز و العيلة و المظاهر و اهتمامك بالموضة و الكلاب خلاكى تهملى فتربية ابنك للاسف يا نهاد انتى ام فاشلة و مربية افشل لانك حتى الكلاب معرفتيش تربيها ..


تركهم جويد غاضبا و انصرف من امامهم فحدق نبيل بوجه شقيقه و قال :


عجبك دا اللى كنت خايف عليك منه و اللى نبهتك ليه استهتارك اهو نتيجته ان سيرتك بقت على كل لسان بصورك اللى مكنتش احب ابدا انى اشوفك بالشكل دا ابدا .. بقلمى منى أحمد حافظ 


و التفت نبيل الى زوجة والده و قال :


حلو التمدن و التحضر يا مدام نهاد اتمنى تكونى مبسوطة بشكل بهير الجديد شيطان الهلس و طاوس الانحطاط ..


و غادره نبيل و هو يشعر بالاسف لحال شقيقه فالتفت بهير الى والدته التى ضمته اليها و قالت بصوت حاقد :


ولا يهمك يا حبيبى متقلقش من اى حاجة و سيبك كل دا كلام فالهوا انا دلوقتى هروح اهدى والدك و هتبقى الامور تمام ..


حاول بهير ان يأخذ الامر بروية كما تريد والدته و لكنه لم يستطع فنظرات والده له ألمته رغم كل شىء و شعر بالضألة لانه حط من قدر والده بتلك الطريقة و لاول مرة يتملك بهير الاحساس بالندم فابتعد عن والدته و نظر لها بعينان فارغة من الاحساس و اغمضهما و قال :


ماما لو سمحتى سبينى لوحدى شوية انا محتاج اقعد مع نفسى ..


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


و فى قصر الادريسى ولج و هو مقطب الجبين و لمحه آسر فوقف متعجبا من مجيئه فشقيقه و بسبب زواجه من تلك الفتاة التى رفضها والده و بشدة هاجر من البلاد كليا و ان يظهر هكذا دون اى مقدمات جعل آسر يشعر بالخطر فأسرع اليه و وقف أمامه مرحبا به و قال :


أنس حمد لله على السلامــ ..


لم يكمل آسر حديثه لدفع آنس إياه بعيدا عنه فعقد  آسر حاجباه و حدق بشقيقه بدهشة ليسمع صوته يصيح و يقول :


الهانم آلاء فين يا أستاذ آسر ..


أضطرب آسر كليا و ازدرد لعابه و نمى أحساسه بالقلق فلامحه شقيقه مبهمة بغموض فأشاح بوجهه عنه و قال :


آلاء سافرت آسبانيـا و ..


ابتلع آسر باقى كذبته حين سبه شقيقه آنس فرفع حاجبه بسخط و قال :


ايه يا آنس ما تلم لسانك شوية ايه هى العيشة فبلاد برا معلمتكش انك تبطل طولة اللسان دى .. الموناليزا 


كاد آنس ان يهاجمه و لكنه توقف قبل ان يلكمه حين ارتفع صوت والده من خلفهما يقول بحدة :


و الله عال ولاد الادريسى هيضربوا بعض على اخر الزمن و لا ايه ..


التفت آنس و آسر الى والدهما فاتجه آنس الى والده و انحنى مقبلا ليده فتنهد محمود و حاول ان يكمل مسيرته الغاضبة من أبنه الكبير آنس و لكنه لم يستطع فالخمس سنوات التى أتمنع فيهم آنس عن زياره مصر جعلته يشعر بالاشتياق اليه فضمه محمود بحب و قال :


كدا يا آنس كدا يهون عليك ابوك تحرمه منك خمس سنين بحالهم ..


تلون وجه آنس بحمرة الخجل فخفض رأسه و قال :


حقك عليا يا بابا انا بعتذر منك لكن حضرتك عارف الظروف كويس اللى خلتنى اعمل كدا حضرتك اللى رفضت وجودى معاكم و انا قولت اريحك المهم الاستاذة آلاء فين انا عاوز اشوفها ..


كتم آسر انفاسه خوفا من مواجهة والده و حاول ان يتسلل مبتعدا و لكن صوت آنس اوقفه حين قال :


اختك فين يا آسر و اياك تقولى انها عند خالتك تينا لانها مش هناك و الموقع الزفت بتاعها شغال و قريب اوى هتروح السجن بسببه فقولى اختك فين يا استاذ آسر ..


جحظت عينا محمود و التفت الى آسر و قال :


معنى كلام آنس ايه يا آسر هى آلاء مش فاسبانيا ..


هم آسر بالحديث و لكن صوت آنس صدح و قال :


لا يا بابا آلاء مش فاسبانيا و مخرجتش من مصر اساسا و على فكرة انا مش جاى علشان اهيج الدنيا و لا حاجة بس الهانم بنتك رسمت صورة من شهر لبنت سفير مصر فالنمسا و اتريقت عليها فالموقع بتاعها و السفير من وقتها و هو حاطط الموقع فدماغه و الكلام وصلنى و لما روحت قابلته و حاولت انى اتفاهم معاه قال ان الموضوع اتسلم للسلطة فمصر و انه مش ناوى يتنازل عن حق بنته و لما حاولت اوصل ل آلاء معرفتش و سئلت عليها اتقال لى انها سافرت لتينا و انا كلمت خالتو فالاول قالت لى نايمة و مرة خرجت و لما لاقتينى بضيق عليها فالكلام قالت انها مجتش من الاساس و انها فمصر علشان كدا نزلت الحق الموضوع انا و انت و نخليها تقدم اعتذار للسفير بدل ما تشرف فالسجن ..


تهاوى محمود فوق احد المقاعد و نظر الى آسر بلوم و قال :


بتكذب عليا يا آسر و تقولى انها عند خالتكم اتفضل اتصل باختك و خليها تيجى فورا و الا انتو الاتنين احرار فاللى هعمله ..


اتسعت حدقتى آسر بقلق فهو لا يعلم مكان شقيقته و لم يستطع التواصل معها فنكس رأسه أرضا و قال :


بصراحة يا بابا هى قالت انها محتاجة فرصة تقعد مع نفسها تفكر بموضوع العريس انا اقترحت عليها انها تسافر اسبانيا لكن هى قالت انها محتاجة تقعد فمصر و وعدتنى انها هتكلمنى بس متصلتش بيا لحد دلوقتى ..


ازداد تجهم وجه آنس و اتجه الى شقيقه و قبض على عنقه و قال بغضب :


بقى انت راجل انت علشان توافق ان اختك تقعد لوحدها و من غير ما يكون معاها حد مننا و لاحتى حراسه انت ايه اللى بيجرى فعروقك دا مية ما هو استحالة يبقى دم و انت سايب اختك البنت لوحدها .. بقلمى منى أحمد حافظ 


تلون وجه آسر بون احمر قانى حرجا و ابتعد عن شقيقه و نظر الى والده و قال :


بابا انا هحاول اوصل لها و ..


ضرب محمود على ساقه بحده و نظر الى آسر بغضب و قال :


سلم مفاتيح العربية و الفيلا و الشركة و كل الكريدت لاخوك يا آسر و اتفضل اطلع اوضتك و مش عاوز اشوفك لحد ما اعرف طريق الهانم .,.


و اخرج محمود هاتفه و ضغط عدة أرقام و حين أتاه صوت مجيبه قال :


عاوز اعرف مكان آلاء بنتى حالا فاهم ..


ارتعب آسر بسبب لهجة والده و دعى الله ان تكون شقيقته قد اغلقت هاتفها حتى لا يتتبعه رجال ابيهم وشعر بالاسف على حال شقيقته فالان هى لا تواجه غضب والدهما فقط بل غضب آنس و ذلك اكثر خوفا و رعبا من والدهما ..


ما ان ولج آسر الى غرفته حتى أتصل بصديقه شقيقته هنادى و حين اجابته قال :


انا اسف يا هنادى انى بتصل بيكى بس انا محتاج اوصل ل آلاء بأى طريقة ..


ارتبكت هنادى و أغمضت عيناها ف آلاء منعتها من اخبار احد بمكانها و انتبهت هنادى لصوت آسر يقول :


هنادى لو سمحتى ادينى رقمها التانى علشان اكلمها و الحقها قبل ما الموضوع يطور اكتر من كدا لان آنس هنا و جاى لها مخصوص و عارف انها مسافرتش و انتى عارفة آنس يا هنادى ..


تجمدت هنادى كليا و هى تستمع الى صوت آسر و هو يخبرها بعودة آنس من الخارج و لمعت عيناها بالدموع و لكنها تمالكت نفسها و قالت :


هحاول اوصل لها يا آسر المهم انت حاول تهدى الموضوع من عندك لحد ما اشوف آلاء عن اذنك ..


شعر آسر بالضيق و احس انه بحاجة الى سماع صوتها فضغط على رقمها واتاه صوتها ليعلم انه كانت تبكى فازدرد لعابه و قال يسئلها :


بسمة مالك انتى معيطة ..


اجهشت بسمة مرة اخرى بالبكاء و قالت بعد ان تمالكت دموعها :


انا اسفة يا آسر بس حقيقى مش قادرة اتكلم و ..


قاطعها آسر فى محاولة منه لمنعها من انهاء الاتصال و قال :


يعنى انا بكلمك لانى مخنوق و على اخرى و حسيت انى محتاج اتكلم معاكى فاتصل بيكى الاقيكى بالحالة دى لا و كمان عاوز تقفلى لا طبعا يا بسمة مينفعش تقفلى و قولى لى مالك مين زعلك بالشكل دا ..


زفرت بسمة بحزن و قالت :


اصل انا سمعت كلام كدا ضايقنى شوية و مش حابة اتخيل انه حقيقة او انه حصل يعنى معنديش استعداد انى اتقبله ..


تنهد آسر و مرر يده بين خصلات شعره و قال :


بسمة هو انا ينفع اقابلك انا محتاج اشوفك اوى ارجوكى انا عارف انك لسه عرفانى من وقت قريب بس انا و الله ابن ناس و محترم و بخاف عليكى اكتر من نفسى بس بجد انا محتاج انى اشوفك و اتكلم معاكى ..


اغمضت بسمة عيناها و احست انها هى الاخرى تحتاج للحديث معه و رؤيته ففتحت عيناها و قالت :


تمام يا آسر شوف تحب تقابلنى فين او انا اجيلك ..


ارتبك آسر حين ادرك ان والده سحب منه كل شىء فقال و هو يشعر بالحرج :


ينفع تقابلينى فالكافية اللى اخدتك فيه هستناكى فيه بعد ساعة .. الموناليزا 


وافقته بسمة و انهت الاتصال و اسرعت و بدلت ملابسها و ذهبت الى مكتب والدها لتستأذنه بالخروج و لكنها تجمدت عند بابه حين سمعت صوت والدها يقول :


شويكار ارجوكى متجيش على نفسك اكتر من كدا علشانى انا لازم اصارحهم و اقول للكل انتى من حقك عليا انك تاخدى وضعك ..


سكنت شويكار بين ذراعى جويد و قالت :


وحياتى يا جويد بلاش انا راضية بالوضع دا ارجوك بلاش تقول لاى حد على اى حاجة بينا ولادك ملهمش ذنب يعرفوا بوجودى صدقنى مش هيقبلونى انما كدا هما بيتعملوا معايا عادى من غير اى حرج لكن لو عرفوا هيخدوا منى موقف ووقتها مش هقدر اقعد معاك ..


زفر جويد و قال بضيق :


بس انا مش حابب كدا يا شويكار انتى من حقك انك تاخدى وضعك كفايا اوى ان الكل يبص لك على انك بتشتغلى فالقصر هنا و ..


وضعت شويكار يدها فوق شفتيه لتوقفه و قالت :


انا فاهمة انت غيرت موقفك ليه انت لما عرفت ان نبيل اتجوز ولاء شوفت ان من حقى انا كمان ان الكل يعرف اننا متجوزين بس يا جويد ولاء صغيرة و من حقها تعيش حياتها و تتمتع بيها انما انا كبرت خلاص 


و كل اللى بتمناه انى اخد بالى منك و اعوضك الاهمال اللى شايفة الكل بيعاملك بيه و اللى متستحقوش عارف يا جويد انا بتمنى يشوفك بعيونى هيحبوك اضعاف ما بيحبوك لانهم هيشوفوا قد ايه انت اطيب قلب فالدنيا دى ..


كتمت بسمة دموعها فها هى تأكدت من صدق حديث آلاء بشأن ارتباط والدها و شويكار 


و لكنها لم تستطع منع نفسها من اقتحام المكتب فدفعت الباب بحدة ووقفت تنظر لهما معا , ازدرد جويد لعابه امام نظرات الاتهام التى قرأها فى عينا ابنته فزفر و اتجه صوبها و قال :


بسمة انا ..


هزت بسمة رأسها تمنعه من اكمال حديثه و قالت :


حضرتك ايه يا بابا انا مش مصدقة ان حضرتك ممكن تعمل كدا و تتجوز على ماما معقول يا بابا حضرتك المثل الاعلى فكل حاجة تدنى نفسك و تتجوز الخدامـــ ..


صرخت بسمة بألم حين هوى والدها على وجنتها بصفعة مانعا اياها من اكمال كلمتها و حدقت بسمة بوجه بصدمة و قالت و هى تبكى :


اول مرة تمد ايدك عليا يا بابا معقول بقى علشان دى تضربنى ..


قبض جويد على اصابع ابنته التى اشارت بهم بأهانة الى شويكار بقوة جعلتها تأن و سمعت صوت والدها يقول بحدة :


اياكى يا بسمة تفكرى مجرد تفكير فانك تهينى شويكار لانها الانسانة الوحيدة اللى حبتنى فالبيت دا من بعد والدة نبيل الله يرحمها هى الوحيدة اللى


 حست بيا و قدرت مشاعرى انما انتم لا انتم كان كل اللى يهمكم الفلوس اللى بتخدوها منى و الفسح و السفر ومافيش حتى مرة واحد فيكم افتكر عيد ميلادى و لا فكر انه يجى فيوم و يقولى مالك يا بابا كل واحد فيكم عايش لنفسه و بس و انا ولا حاجة ليه الا بنك و بس ..


تغضن جبين جويد و فجأة ترك يد ابنته و رفع كفه ووضعه فوق صدره فاسرعت شويكار اليه بخوف و احتضنته و ارتكز جويد عليها و نظر لها متألما و تابعت بسمة ملامح شويكار و رأت جزوة حب متقدة بداخل عيناها تجاه والدها و خوف لم تره من قبل لدى والدتها فاسرعت بسمة هى الاخرى نحو والدها و قالت بخوف :


بابا مالك يا حبيبى ارجوك طمنى عليك ..


ربتت شويكار على يدها و قالت لها بهدوء :


اهدى يا بسمة بابا بخير هو بس محتاج دوا القلب بتاعه بصى هو فدرج المكتب هاتيه لو سمحتى .. بقلمى منى أحمد حافظ 


شهقت بسمة لا تصدق ما سمعته فلاول مرة تعلم بمرض والدها فاغمضت عيناها بأسف ووقفت و لمحت والدها يقبض على يد شويكار و يقبلها و اتجهت


 صوب مكتبه و جلبت دواءه فاخذته شويكار ووضعت احدى الحبايات اسفل لسانه و جلست بسمة بجانبهما ارضا و انحنت براسها الى يد والدها و قبلتها و قالت :


انا اسفة يا بابا و حقك عليا انا انا غلطت فحقك و عوزاك تسامحنى ارجوك و صدقنى



 من النهاردة هتلاقينى بسمة تانية خالص هتلاقينى بنتك اللى تستحق اب زيك تحبه و تحترمه و تقدره ..


                    الحلقه الثامنه من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>