رواية سندريلا فى بيتى الحلقه التاسعه9بقلم مني احمد حافظ



رواية  #سندريلا_في_بيتى


الحلقه *التاسعة* 



بقلم منى احمد حافظ


بين المطرقة و السندان


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


اسرعت تولين تبتعد عن ولاء بعدما تملكها الخوف منها خاصة امام فرار خالتها سريعا و التفتت ولاء اليها و شعرت تولين بالخوف بسبب تغير ملامح ولاء كليا فقد اشتدت عيناها اشتعالا و توهج غاضب و ازداد تنفسها و تقدمت منها ولاء ببطء فتراجعت تولين اكثر للخلف و انقضت ولاء عليها فجأة و قبضت على ساعدها بقوة و قالت  :


انتى بقى بولين اللى جاية هنا و حاطة عينها على جوزى نبيل يا حلاوة على جمالك يا قطة بصى بقى علشان انا مش هعيد كلامى ليكى تانى اوعى تفتكرى ان خالتك اللى متحملتش تشوف نفسها على صفحات النت هتحميكى من ايدى لو بس فكرتى انك تبصى لجوزى يا يا بولين صدقينى لو حاولتى هتندمى لانى هزعلك اوى ساعتها اصل انا مبعرفش اسيب حقى و لا اتفرج عليه و حد بيحاول ياخده منى بقلب و ببقى شريرة اوى فخلى بالك يا قطة من تصرفاتك الايام الجاية .. بقلمى منى أحمد حافظ 


شحب وجه تولين و احست بالخوف ينمى بداخلها اكثر فتلك الولاء التى تقبض على ساعدها و تؤلمها توهجت عيناها بشرر مرعب و ازدردت تولين لعابها و هى تفكر لما أتت لها خالتها الى هنا بعدما تزوج نبيل من اخرى , انتبهت تولين لكلمات ولاء التى جعلت عيناها تكاد تخرج من محجريهما و هى تقول لها بسخرية :


و على فكرة نبيل عارف انهم رفدوكى من الكلية و انك كنتى شغالة فمطعم برا فاحسن لك كدا تاخدى بعضك من قصيره و تمشى بدل ما ينوبك اللى ناب كرولا ..


ازدردت تولين لعابها و قالت بصوت مهزوز :


وو هو نـ نبيل عرف منين  ..


زادت ولاء من ضغطها على ساعد تولين و قالت :


ما هو علشان انتى بردوا تعتبرى من العيلة هو كان بيتابع اخبارك و كان بيسهل لخالتك الفلوس اللى كانت بتبعتها ليكى هناك اصله يا حبيبى قلبه طيب و رهيف و مرضاش يسيبك تتمرمطى اكتر من الممرمطة اللى كنتى فيها فوصى عليكى صاحب المطعم ..


ازداد شحوب تولين و تركت ولاء ساعدها فتلمسته تولين و هى تشعر بالالم و تملكها الخوف من تلك التى وقفت تحدق به بغضب و انتفضت حين سمعتها تقول  :


على فكرة انا حضرت لك اوضة جنب جناح بسمة ..


اومأت تولين و قالت  وهى تتمالك ذعرها من ولاء :


تمام انا طالعة اريح شوية على ما تحضروا الغدا   ..


تركتها ولاء تغادر و التفتت تحدق بما انجزته يدها في بهو القصر و ابتسمت برضا و ظهرت شويكار فجأة فنظرت لها ولاء و قالت :


ها ايه رئيك يا مدام شويكار مش كدا احلى من الاول بكتير ..


اومأت شويكار و قالت :


اكيد احلى بس انتى مش شايفة انك بتجهدى نفسك زيادة عن اللازم عموما انا خلاص اتفقت مع الشركة و هتبعت لنا ناس تتابع نضافة القصر و كل حاجة علشان ترتاحى انتى خصوصا بعد ما تولين وصلت و اكيد شوفتيها عاملة ازاى .. الموناليزا 


لوت ولاء شفتيها و قالت :


مش بالمظهر يا مدام شويكار عمرها ما كانت بالمظهر و عموما انا هسمع كلامك و اكتفى بالشغل اللى عملته النهاردة و هطلع ارتب نفسى علشان نبيل زمانه جاى ..


صعدت ولاء درجات السلم و قبل ان تلج الى غرفة نبيل وصل الى سمعها صيحات نهاد الغاضبة و هى تقول :


اتصرف يا جويد شوف الموقع دا صاحبه مين واخرب بيته اقفل الموقع باى شكل انا مش هتحمل اكتر من كدا دا قاصدنى و ماظنش انك تحب ان الناس تجيب سيرتى وتتكلم عليا ارفع عليهم قضية تشهير المهم متسبهمش يبهدلونى كدا ..


ابتسمت ولاء بسخرية و ولجت الى داخل الغرفة و اسرعت و التقطت هاتفها فوجدتها صديقتها هنادى فاجابتها ليأتيها بكائها و قولها :


تعالى حالا يا آلاء آنس اخوكى كان هنا و هددنى و انا انا مش هقدر اعمل اللى هو عاوزة ارجوكى تعالى يا آلاء انا محتجالك اوى ..


اسرعت ولاء و بدلت ملابسها و غادرت القصر دون ان تبلغ احد و اشارت الى احدى السيارات و لمحتها نهاد من شرفة غرفتها و تسائلت الى اين ذهبت ولاء و لكنها تراجعت الى الداخل تفكر في بهير الذى لم يجيب على اتصالاتها ليرسل لها في نهاية الامر رسالة يخبرها بها ان لا وقت لديه للحديث الان ..


استقلت هنادى صديقتها و هى في حالة انهيار تام و جذبت ولاء الى غرفتها حتى لا تراهما والدتها و اوصدت الباب خلفهما و اتجهت الى فراشها و جلست و نظرت الى صديقتها و قالت :


اخوكى آنس بيهددنى يا آلاء لو مقولتش على مكانك هيحكى عن الليلة اللى خرجنا فيها انا و هو لما سافرت معاكى النمسا و آنس لو اتكلم انا انا ..


اوقفت هنادى كلماتها و اخفت وجهها بين كفيها تبكى بحسرة فاتجهت اليها آلاء لا تدرى لما شعرت بالخوف مما هو ات و مما ستقوله هنادى فحالة الذعر و الخوف الذى ملاء عيناها انتقل اليها جلست آلاء بجانب صديقتها و ابعدت يداها عن وجهها و مدت اصابعها و ادارت وجه صديقتها بتنظر لها و قالت :


ايه اللى حصل يوميها يا هنادى و خلاكى كل ما تيجى سيرة آنس تترعبى و تعيطى قوليلى و متقلقيش انا هقف لآنس و هتصدر له حتى لو وصلت انى اقول انا بعمل ايه و فين علشان يبعد عنك يا هنادى انتى صحبتى و اختى و اللى انتى فيه دا يخلينى اخاف من التفكير اللى بيحاول يفرض نفسه عليا من وقتها و مش عاوزة اصدقه ..


ازداد بكاء هنادى فضمتها آلاء الى صدرها و قلبها يتمزق حزنا و سمعت صديقتها تقول :


لما تعبتى و صممتى انى اخرج مع آنس قالى انه هيعدى بس على واحد صاحبه الاول هياخد منه حاجة و بعدها هياخدنى يعيشى فمكان جميل وافقته و روحت معاه راح بيت صاحبه و قعد معاه شوية و صاحبه قدم لنا كاسين انا رفضت لكن آنس اخوكى شرب الكاسين و بعدين قالى يلا بينا ساق العربية لحد ما وصل مكان فاضى لا فيه بيوت و لا حتى ناس و لاقيته فجأة بيضربنى بالقلم و بيزعق فيا و بيقولى انى كنت ببص لصاحبه و ان صاحبه كان بيبص لى باعجاب قولت له محصلش و ..


و تلاشت الصورة أمام هنادى و شعرت انها تحيا المشهد من جديد و تجسد أمامها ف شعرت بالخوف الممزوج بالقلق و هى تحدق به و بكت امام غضب آنس و قالت :


صدقنى مبصتش له خالص انا كنت طول الوقت بصالك انت صدقنى يا آنس ..


تسارعت أنفاس آسر حين نطقت هنادى بأسمه فمد يده و قبض على فكها و قال :


انتى ليه دخلتى حياتى انا عاوز اعرف ليه مبعدتيش زى ما قولت لك قبل ما اسافر ايه اللى خلاكى تيجى لهنا بعد ما سبت لك البلد كلها و الكل فاكر انى هربت بمراتى من بابا ردى عليا جيتى ليه..


حملقت به هنادى و أغمضت عيناها و همست و هى تخفى حزنها عنه و قالت :


مكنتش عاوزة اجى و لا اشوفك بعد ما قولت لى انك بتكرهنى و مش عاوز تشوفنى و اختك هى اللى صممت انى اجى معاها علشان تخفف عليا عموما خلاص انا هسافر و مش هتشوفنى تانى اطمن ..


ضحك آنس بسخرية و قال :


اطمن و هيجى منين الاطمئنان و انا شايفك فعيون كل واحد و عارف هيفكر فيكى ازاى .. بقلمى منى أحمد حافظ 


ازدردت هنادى لعابها و حاولت الابتعاد عن وجه آنس الذى اقترب منها ليفاجئها أنس بضغطه على احد الازار بجانبه فتراجع مقعدها الى الخلف و شهقت هنادى بخوف و هى ترى آنس يترك مقعده و يميل فوقها و يحدق به بعينان قاتمتان فرفعت يدها تدفعه عنها و لكنه اسرهما بيد واحدة و مال بوجهه فوقها و اخذ يمطرها بقبلاته القاسية و هو يصيح بين الحين و الاخر و يقول :


انتى سرقتى منى امانى فمصر و جيتى ورايا تسرقى اللى باقى منى لكن انا لازم اتخلص من سيطرتك على تفكيرى لازم املكك علشان ارميكى برا حياتى ..


ازدادت صرخات و توسلات هنادى امام هجوم آنس الضارى عليها ليبتعد عنها  بعدما أذهبت الخمر بعقله و عملت على تركيز تفكيره بالخلاص من هنادى و انكمشت هنادى فوق المقعد تبكى و عاد آنس الى مقعده يعنف نفسه و لم يصدق ان يصل به الامر الى ذلك الحد فمد يده الى هنادى يغطى جسدها بملابسها و لكنها انتفضت و صرخت بوجهه فصفعها لتهدأ و قال :


متخلنيش اتهور عليكى اكتر من كدا و احمدى ربنا انى عقلى لسه بوعيه و صدقينى انتى لو فتحتى بقك و قولتى اى حاجة من اللى حصلت انا مش عارف ممكن اعمل فيكى ايه وقتها و دلوقتى اتفضى اعدلى هدومك و نفسك و اعتبرى اللى حصل درس علشان تبعدى عن اى راجل بعد كدا و تعرفى ان دا اللى ممكن يحصل لك و اكتر لما ترمى نفسك على الرجالة ..


هبت آلاء ووقفت تحدق بوجه صديقتها لا تصدق ان يصل الامر بشقيقها الى هذا الحد من الدنائة ايعقل ان يتمادى آنس و يحاول اغتصاب صديقتها تفجر غضب آلاء بالكامل فتركت صديقتها و اسرعت بمغادرة منزلها لا ترى الا آنس و ما فعله بصديقتها ..


اندفعت آلاء الى داخل قصر والدها و قد أعماها الغضب كليا و نادت بصوت جهورى على شقيقها و قالت :


آنـــــــــــــــــــس ..


رج صوت آلاء أرجاء المكان فغادر آنس مكتب والده يجاوره محمود و حدق آنس بوجه شقيقته الغاضب و ادرك من ملامحها الغاضبة انها على علم بكل شىء و ان هنادى افصحت لها بما حدث بينهما فاتجه صوبها يخفى غضبه من هنادى و شقيقته و وقف امامها و رمته آلاء بنزرات احتقار كاد يردها اليها و لكن ردة فعل شقيقته كان أسرع فقد فاجأته بصفعها اياه لتتسع حدقتاه و يصيح بها والدها من فرط صدمته و يقول :


آلاء انتى اتجننتى ..


لم تحيد آلاء بعيناها عن عينا شقيقها الذى وقف و قد سود الغضب وجهه يكاد يبطش بها و تسارعت أنفاس آلاء و تحولت نظراتها الى الاحتقار و قالت :


انا متجننتش لكن ابنك الكبير هو اللى اتجنن اتجنن لما راح لصاحبتى و هددها انه يفضحها ابنك الكبير كبير العيلة اللى كشف لها و كشف ليا عن خسته و قبل ما تزعق لى اسئل ابنك المحترم عمل ايه فهنادى لما سافرنا له النمسا و النهاردة راح و قال لها ايه ..


اتجه محمود اليهما ووقف بجوار ابنه الذى تعالت انفاسه و تهدجت و أغمض آنس عيناه حين سئله والده و قال :


ممكن افهم معنى كلام اختك ايه انت عملت ايه فهنادى يا آنس انطق ..


نكس آنس رأسه و هو يتذكر ما كاد يفعله بتلك الصغيرة التى أطاحت بعقله تماما فتخطاه والده ووقف امامه و قال :


عملت ايه فصاحبة اختك يا آنس ما تتكلم  ..


اجابته آلاء و هى تحدق بشقيقها تقرأ ندمه الذى لون وجهه و قالت :


ابنك الكبير يا ادريسى باشا كان هيغتصب صحبتى و هددها انها تتكلم و راح لها النهاردة يهددها انه هيفضحها ادام الكل لما معرفتهوش مكانى ..


شحب وجه محمود فكلمات أبنته زلزلت توازنه و حدق بوجه أبنه بصدمة لا يصدق ابدا ان يفعل ابنه تلك الفعلة البغيضة و في نفس الوقت توارى آسر الذى ولج الى داخل القصر و استمع الى تصريح شقيقته لا يصدق هو الاخر ما سمع و ازداد شعور آنس بالندم امام نظرات العتاب و الانكسار التى سكنت العيون امامه فزفر و قال :


بابا انا انا مكنتش فوعى وقتها و و ..


اوقفته صفعة والده عن اكمال حديثه و صاح محمود يعنفه بقوة و يقول :


عذر اقبح من ذنب يا آنس بقى انت يا كبير يا سندى و سند اخواتك تعمل كدا و جاى زعلان ان اختك اختفت ما هى لازم تختفى و يحصل لها اكتر من كدا علشان ترد الدين اللى فرقبتك ناحية هنادى ولا انت مش عارف ان داين تدان يا آنس .. الموناليزا 


ارتبكت آلاء ووجدت ان عليها ان تصارح والدها بما حدث و لكن ظهور آسر اوقفها عن حديثها فنظر محمود الي ابنائه الثلاث و قال :


كسرتونى يا ولاد الادريسى كسرتونى بعمايلكم انا مش مصدق ان الكبير اللى قولت هيبقى مكانى و يكون الامان ليكم يعمل كدا دا مكفهوش انه راح اتجوز واحدة مستهلكة لمجرد انه يعند معايا لا و يحاول يغتصب صاحبة اخته اللى عمره ضعف عمرها و لا الهانم بنتى اللى   كذبت عليا و خدعتنى و فهمتنى انها سافرت لخالتها و هى دايرة على حل شعرها معرفش بايته فين و لا مع مين و لا بتعمل ايه و التالت بيتستر عليها و مخبى عليا انه مشارك صاحبه فكافية و سايب مال ابوه للغرب يطمعوا فيه علشان حاسس ان مال ابوه لعنة لازم يهرب منها لمجرد ان واحدة استغلته زمان بسبب اختياره الغلط و طيشه و لهفته انه يحب و خلاص.,.


صمت محمود و ابتعد عن ابنائه و قال :


يا خسارة تربيتى فيكم يا خسارة العمر اللى راح و انا فاكر انى ربيت صح .,. عموما انا من اللحظة دى مش هلوم على اى حد فيكم انت يا آنس تقدر ترجع لمراتك و تنسى ان ليك اب و عيلة زى ما عشت طول الخمس سنين مسئلتش علينا فيهم و كنا احنا للى بنجرى و نسئل عليك .,.


و التفت محمود لابنته و اردف بحزن :


و انتى يا آلاء اتفضلى امشى روحى مكان ما كنتى و متتعبيش ضميرك بالتفكير كملى هروبك منى و من العريس اللى اخترته ليكى .,.


صمت محمود مرة اخرى و تلقف انفاسه التى ضاقت بصدره و حدق بوجه آسر و قال :


و انت يا استاذ آسر روح و شارك صحابك فاشغالهم و متشغلش دماغك بابوك ابعد عن اللعنة اللى فالفلوس اللى شقيت و تعبت لحد ما عملتها و اتنكر لاسمك علشان محدش يعرف انك ابنى ..


القى محمود كلماته و لاحق بعيناه ملامح الندم التى كست وجوههم فاستدار  عنهم ليصعد الى غرفته و قال :


انا مش عاوز اى حد منكم هنا لو نزلت من فوق و لاقيت اى حد منكم هخلى الحرس يرميه برا فاهمين ..


لم يدرى آنس السبب الذى دعله يتمادى في تهوره هكذا و يذهب الى هنادى يلقى بكل برود تهديده الاحمق فأغمض عيناه هربا من مواجهة شقيقته التى جلست تبكى و عيناها معلقه بوالدها الذى اكمل صعوده بحزن و سحب نفسا عميقا يحاول ان يسكت قلبه الذى هاجمه بأن سبب ذهابه الى هنادى ليس لتهديدها بل بل لرؤيتها بعدما كافح طويلا لمنع نفسه من رؤيتها ..

لم يتحمل آسر ان يراه والده ناكرا للجميل هكذا فأسرع خلفه لا يبالى ان غضب عليه و تشاجر معه و لكنه سيحاول رأب الصدع بينهما بعدما صدح صوت بسمة يذكره بالا يبتعد عن والده كى لا يندم ..


التفت آنس الى شقيقته و حدق بها و اتجه للمقعد المجاور لها و قال :


كنتى فين من وقت ما سبتى البيت هنا يا آلاء و ياريت متحاوليش تكذبى عليا لانى هعرف ..


نظرت له آلاء بحزن و تنهدت و هى تفكر في تعقد الامور فهى لم تتوقع ابدا ان يجرى الامر هكذا و تأتى ردة فعل والدها بتلك الطريقة تابعت آلاء تحديقها بوجه شقيقها و قالت لتباغته :


عاوزنى اصارحك و اقولك انا كنت فين طيب ما تجاوبنى حضرتك الاول و تقولى  انت ليه عملت كدا فهنادى ايه معقول مخوفتش ان ممكن حد يعمل فيا زى ما عملت فواحدة أمنتك على نفسها ووالدتها أمنت عليها معانا ..


أغمض آنس عيناه ينغزه الندم ف أطلق صراح انفاسه الملتاعة بصدره و لاول مرة ازاح آنس قناعه جانبا و اظهر ضعفه اما شقيقه و كشف عن سره و قال :


علشان حبيتها و كنت عاوز اخلص من سيطرتها على عقلى و كيانى انا كنت فاكر انى لما اتجوز و اسيب البلد هنساها لكن العكس هو اللى حصل بقيت بشوفها فكل حاجة حواليا .,.


صمت آنس يتذكر تلك الليالى الطوال التى جاهد فيها نفسه و منع يداه من ان تتصل بها و ازدادت نظرات آنس عذاب و اردف :


تفتكرى ان الموضوع كان سهل عليا انى اجرح الانسانة اللى حبيتها من كل قلبى بالشكل دا صدقينى مكنش سهل ابدا عليا يا آلاء لكن حقيقى اللى حصل ان يوميها انا مكنتش فعلا فوعى و اللى زود تهورى وقتها ان صاحبى لمح انها عجباه محستش بنفسى و باللى بعمله فيها بعد ما مشيت من عند صاحبى الا و انا سامع    توسلها ليا بعدت عنها فاخر لحظة و احتقرت نفسى انى وصلت للسفالة دى و لاقيت نفسى  بلومها هى بدل ما ألوم نفسى و عشت بعدها فترة قافل على نفسى و لما بدأت ارجع آنس لاقيت اسما سابتنى و طالبة الطلاق طلقتها و كملت فالغربة و انا مش عارف ارجع مصر بانهى وش لحد ما حصل موضوع بنت السفير لاقيت انى لازم ارجع علشان الحقك من جنانك و تهورك ..


تمزق قلب آلاء على شقيقها فأعترافه بمكنون قلبه و ما يحمله من حب لصديقتها فدمعت عيناها و تركت مقعدها ووقفت بجانب شقيقها و ضمته اليها و قالت :


انا مش مصدقة طيب لما انت بتحبها كرهتها فيك ليه ليه كنت كل ما تشوفها و لا تلاقيها هنا تكشر فوشها و تزعق لها ليه كنت بتوجعها و ليه روحت اتجوزت اسما ما كنت استنيت هنادى و ارتبطت بيها بدل ما تعذب نفسك و تعذبها معاك و تعمل فيها كدا و تكسرها ..


هز آنس رأسه بألم و قال و هو يتنفس ببطء :


مكنش ينفع يا آلاء الفرق فالسن بينى و بينها كبير مين هيرضى و لا هيقبل ان واحد فسنى دا يتجوز طفلة فعمرها انا حبيتها غصب عنى و هى ملكت قلبى لكن حاربت احساسى بيها و اتمسكت بأسما و انا مبحبهاش علشان عارف ان بابا هيرفضها و اتجوزتها و هربت و قلت هنسى لكن مجرد هروبى كان البداية للجحيم اللى عشته بعيد عنها .. بقلمى منى أحمد حافظ 


اشفقت آلاء على حال شقيقها و زفرت بحزن و قالت :


يبقى مفروض تصلح اللى عملته رجع لها كرامتها اللى انت دوست عليها خليها تحس بان ثقتها فيك مضعتش ..


حدق آنس بها بتساؤل فأردفت آلاء و قالت :


اتقدم لها يا آنس و اتجوزها و متقلقش من موضوع السن و الكلام دا و لو على هنادى فأنا بالشكل دا بعد ما عرفت واثقة مليون فالمية من انها بتحبك و يمكن اكتر كمان منك هنادى طيبة و لو انت اتقدمت لها صدقنى محدش هيرفضك بالعكس هيرحبوا بيك مش علشان انت ابن الادريسى لكن علشان انت فعلا انسان محترم و لو على   غلطتك فحقها فأظن ان ارتباطك بيها هيبقى رد اعتبار منك ليها بس لازم تعمل حسابك انها هتعند معاك جامد و هترفض فالاول علشان ترد لك القلم بس لو ضغطت عليها هتلين و توافق و يا سيدى لما تبقى فبيتك وقتها تقدر تقولها كل مشاعرك الحلوة اللى جواك ليها و تعوضها ..


رفع آنس رأسه و حدق بوجه شقيقته و قال :


من امته العقل دا كله يا آلاء عموما هشوف الاول الباشا الادريسى هيقول ايه بعد ما صدمته صدمته عمره فيا انا لو منه اصمم على طردنا من البيت احنا طلعنا وحشين اوى .,.


توقف آنس عن استسراله و ضيق عيناه و هو يتابع تحديقه بوجه شقيقته ثم أردف و قال :


بقولك ايه سيبك من موضوعى انا هعرف اظبطه و اصلحه و قوليلى انتى كنتى فين الفترة اللى فاتت و كنتى قاعدة عند مين ..


حاولت آلاء التهرب من شقيقها و لكنه أصر عليها لتعلمه فقالت بأرتباك :


بص يا آنس انا كنت محتاجة ابعد عن بابا و عن القصر و عن اى ضغط علشان اقدر افكر فموضوع العربس اللى بابا مصمم انى اقابله و ارتبط بيه ففكرت انى اسافر فعلا لخالتو لكن مقدرتش بسبب الكلية فقلت لبابا انى هسافر اسبانيا علشان يوافق على المبدأ و يسيبنى   و فنفس الوقت ابعد علشان افكر من غير ضغط و الحاح فطلبت من هنادى انها تشوف لى مكان فقالت لى ان في واحد و مراته محتاجين لواحدة ترافقهم شهر لحد ما اولادهم يرجعوا من السفر فوافقت و روحت قعدت معاهم هما طيبين اوى يا آنس و بيحبونى و انا كمان حبيتهم و مرتاحة معاهم لانهم ميعرفوش انا مين .,.


صمتت آلاء و اخرجت انفاسها التى تلونت بالكذب و اردفت :


انا عارفة ان اللى عملته غلط لكن انا كنت محتاجة مساحة لنفسى بعيد عن الكل ..


ربت آنس على يد شقيقته و قال :


لو على العيلة دى انا مستعد اشوف لهم بدل الواحدة تلاتة يخدوا بالهم منهم لحد ما اولادهم يرجعوا و انتى خدى الوقت اللى انتى محتجاله بس و انتى هنا فوسط بيتك مش فبيت غريب عنك و لو على بابا انا هتكلم معاه انتى عارفة بابا عمره ما قسى على حد فينا و لو على كلامه اللى قاله فانا عارف ان مجرد ما نعتذر منه و نوعده اننا هنصلح الغلط هيعفى عننا و يسامحنا ..


ازدردت آلاء لعابها و قالت بأرتباك و هى تفكر في أمر نبيل :


آنس انا مش هينفع اسيبهم بجد خصوصا انهم اتعودا عليا بص هو باقى الشهر و صدقنى هرجع هنا و هكون اخدت قرار حاسم فموضوع العريس ارجوك بلاش تضغط عليا انت كمان و صدقنى انا هناك فامان دول بيخافوا عليا اوى زى ولادهم بالظبط  ..


نظر آنس بوجه آلاء و عيناها التى توسلته ليدعها فتنهد و قال :


تمام انا هقنع بابا انه يسيبك بس لما اطمن الاول عليكى عندهم ..


رافقت آلاء شقيقها و صعدت الى غرفة والدها فوجدا آسر يمازح والده بعدما نال عفوه ووقفت آلاء تنظر الى والدها و عيناها تلمع برجائها و دموعها و ارتمت بين ذراعيه و اعتذرت منه ليربت محمود على رأسها و يقول :


انا خلاص صرفت نظر عن جوازك من نبيل يا آلاء اطمنى يا حبيبتى و دلوقتى تقدرى ترجعى البيت تانى و متخافيش انا لا يمكن اغصب عليكى تتجوزى و انتى رافضة سواء كان نبيل او غيره .. الموناليزا 


ازدردت آلاء لعابها فهى لم تتوقع ان يباغتها والدها برفضه لنبيل هكذا و لم تدرى كيف تتصرف امام ذلك الخبر الجديد و ازداد الامر تازما حين أستمعت آلاء الى صوت آسر المازح يقول :


انتى مفروض تتنططى من الفرحة لانك خلاص اتخلصتى من جوازتك من نبيل علشان هو اتجوز ووالده بعت لنا دعوة نحضر حفلة التعارف اللى عملينها ترحيبا بمراته ..

                 الحلقه العاشره من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>