رواية #سندريلا_في_بيتى
*العاشرة*
لم تتاح لى الفرصة
🍂🍂🍂🍂🍂🍂
بقلم منى احمد حافظ
نزلت الكلمات على آلاء كالصاعقة جحظت عيناها و حدقت بوالدها الذى لاحظت حالتها و لم يغيب عليه اجفالتها الشديدة و اشاحت آلاء بعيناها عن والدها الذى اخذ يمعن النظر فى هيئتها و نظرت الى شقيقها الذى حدق بها منتظرا اجابتها فحاولت استعادة كامل تركيزها فوقفت و رسمت ابتسامة على شفتيها و قالت :
طيب الحمد لله انه اتجوز بس اظن ان مش من الظريف انى احضر حفلة زى دى يعنى خبر جوازة من واحدة تانية و اغلب الناس عرفوا انه متقدم لى مش هيبقى موقفى سليم لو روحت ..
و ابعدت آلاء عيناها عن والدها تهربا من نظراته التى بدأت تقلقها و قالت :
صح كلامى يا بابا و لا حضرتك رئيك ايه ..
تفحصها والدها بتركيز شديد و لم تستطع آلاء الهرب كثيرا منه و لم تراه و هو يشير الى شقيقيها بالمغادرة و ازدردت آلاء لعابها حين أصبحت بمفردها مع والدها و حاولت تفهم نظراته و لكنها لم تستطع و جذبها والدها الى مرآته و اوقفها أمامها و قال و عيناه تحاصرها بجدية :
آلاء ممكن اعرف ايه اللى انتى عملاه فنفسك دا من امته و انتى بتسيبى شعرك بالمنظر دا و ايه الهدوم اللى انتى لابساها دى هو دا مش قميص رجالى و لا انا مش واخد بالى .. بقلمى منى أحمد حافظ
شحب وجه آلاء فها هى تواجه أسوأ كوابيسها أكتشاف والدها لما فعلته , ابتعدت آلاء عن المرآة و قالت بصوت مرتبك :
بص انا هقولك على كل حاجة بس عاوزاك تسمعنى بهدوء و متتعصبش عليا و بلاش موضوع انك تطردنى برا البيت دا علشان حضرتك عارف ان لو اخواتى عملوها انا مش هقدر اعملها ابدا اصل انا قدرك و مش هتعرف تهرب منى يا بابا ..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
صدحت موسيقى هادئة فى انحاء القصر ووقفت تولين بجانب نبيل تحق به بحزن فهو لم يعيرها اى اهتمام منذ وطئت بقدميها القصر حتى بهير عاملها و كأنها شىء هامشى و استقبلت نهاد ضيوف الحفل و هى ترسم ابتسامة واهية على شفتيها و هى تزفر انفاسها الغاضبة بين الحين و الاخر فهى لم تتقبل امر الحفل بل اجبرت عليه رغما عنها بعدما هددها جويد و حذرها من عدم الحضور و حاولت نهاد الابتسام للضيوف و لمحت من مكانها ابنة شقيقتها تولين تقف بجانب نبيل فعقدت حاجبيها فتولين لم تفعل اي شىء مما اتفقت معها عليه كذلك بهير الذى تفاجأت بألتزامه بالعمل مع شقيقه ووالده و رفضه لاتفاقهما السابق بتحرشه بولاء و فضح امرها امام شقيقه ليتركها و احست نهاد بخطر وجود ولاء يزداد بتأثيرها الغريب على الجميع و حاولت نهاد لفت نظر ابنه شقيقتها و لكنها لم تنتبه لها و بحثت نهاد بعيناها عن ولاء فلم تجد لها اثر و اعتذرت من ضيوفها و اتجهت صوب نبيل و ضمت تولين اليها و قالت :
اومال فين مراتك يا نبيل مش من المفروض انها تستقبل ضيوفها معايا و لا هى فاكرة نفسها نجمة الحفلة دا انا حتى عرفت انها رفضت الفستان اللى انت جبتهولها و مصممة انها تلبس الفستان بتاعها بصراحة يعنى ومن غير زعل انا قلقانة لتعمل حاجة تفضحــــ .,.
اهمل نبيل زوجة والده و ابتعد عنها و اوقفت نهاد كلماتها و سبته لعجرفته معها و التفتت الى تولين و قالت :
انسان عديم الزوق حقيقى انا مش عارفة هو طالع بالشكل دا لمين ولا مراته الظاهر كدا ان فعلا ما جمع الا اما وفق و هو يستحق واحدة بيئة و خدامة زى اللى راح اتجوزها من ورانــــ … الموناليزا
ابتلعت نهاد باقى كلماتها و شهقت بذعر و رفعت يدها فوق شفتيها و عيناها معلقه باعلى السلم و لاحقتها تولين بعيناها فشهقت بصدمه لرؤيتها لتلك التى وقفت على اولى درجات السلم العلوية و بجانبها وقفت بسمة ابنة خالتها و تتابعت الانظار تحدق بتلك التى وقفت بالاعلى يتسائلون من تلك فقد ارتدت آلاء فستانا باللون البرتقالى مزود بطبقات عارى الكتفين و اطلقت صراح شعرها المجعد و الذى زودته بخصلات من اللون البرتقالى و رأت آلاء نظرات الاستنكار التى حدجتها بها نهاد و تولين و نظرات الدهشة و الحيرة التى لاحقتها من الضيوف فازدردت لعابها و نظرت الى بسمة و قالت بصوت خفيض :
شكلى زودتها صح يا بسمة ..
اومأت بسمة برأسها و هى تحدق بصديقتها و قالت :
بصراحة افورتى اوى يا لولو خصوصا الميكب خوفك ان حد من عيلتك يحضر خلاكى عاملة زى الست اللى فمسرحية ريا و سكينا فوشة كدا و فرشة كدا و لا لون الفستان مش ممكن حد عاقل يفكر يلبسه حقيقى انا مش عارفة اصلا انتى جبتيه منين بس عارفة يا لولو انا حاسة ان نبيل اخويا احتمال كبير لما يشوفك يطرد الناس اللى عزمهم و يمسكنى انا و انتى يولع فينا ..
تملك الخوف من آلاء و قالت و هى تهز رأسها فتسارعت خصلاتها تغطى وجهها فلعنت تلك التجعيدات التى أبتليت بها و قالت :
بلاش تخوفينى انا اساسا مرعوبة يا بسمة و حاسة انى غلطت انى عملت فنفسى كدا ..
تمسكت ولاء بيد بسمة و هبطت درجات السلم و هى تبحث بعيناها عن نبيل لتراه موليا ظهره اليها فسحبت نفسا عميقا و اتجهت صوبه بعدما رمقتها نهاد و تولين بنظرات ساخرة و استمعت الى صوت تولين يقول :
مش كنتى قلتى يا خالتو ان الحفلة تنكرية كنت عملت حسابى و لبست حاجة تمشى مع المهرجان دا ..
اسرعت ولاء بخطواتها و وقفت خلف نبيل الذى لاحظ صمت صديقه و تحديقه بحرج خلفه و استدار نبيل وانتفض لرؤيته ولاء على تلك الهيئة فاغمض عيناه و رأت ولاء نبضه الذى تسارع فى عنقه و احتقان وجه الذى يكاد ينفجر غضبا و كادت تصيح بخوف حين قبض نبيل على ساعدها و سحبها خلفه الى مكتب والده و اوصد الباب خلفه ووقف يحدق بولاء و تراجعت ولاء امام نظرات و هيئة نبيل الغاضبة و سمعته يقول بصوت حاول ان يتمالك حدته :
ممكن افهم ايه اللى انتى عملاه فنفسك دا بقى معجبكيش الفستان اللى جبته علشان تلبسى لى المسخرة دى ..
رفعت ولاء حاجبها و ازداد تمردها بداخلها فوضعت كفيها على خصرها و قالت :
انا لبسة مسخرة تقدر تقولى فين المسخرة دى يا نبيل ..
اشتعلت عينا نبيل و هو يرى كتفى ولاء و صدرها الذى كشفه الفستان و تفجرته غيرته تماما و هو يتذكر نظرات صديقه الحرجة و التى رمق بها مقدمة الفستان فاسرع اليها و قبض على كتفيها على العاريين و قال :
كتافك العريانة دى مش مسخرة يا هانم و لا صدرك اللى باين دا و مخلية كل العيون تبص له دا مش مسخرة انا مش فاهم معجبكيش فايه الفستان اللى جبته ما هو مقفول و بكمام و كان هيحافظ على لحمى دا
من اى عين تبص عليه عموما كويس ان فى باب هنا على الجنينة انتى تلبسى الجاكيت بتاعى تدراى بيه جسمك اللى باين دا و نطلع من السلم اللى ورا على فوق تغيرى الفستان و ننزل سوا ..
تاهت ولاء كليا و شعرت انها بوغتت بسبب نبيل فهو لم يهتم مثقال ذره بمظهرها الفوضوى و لا بلون الفستان الغريب لم يخجل منها كما توقعت و لم يهتم باى شىء غير تلك الاجزاء التى كشف عنها الفستان و نالت منها العيون , و احمر وجه ولاء بشدة امام نظرات نبيل الراغبة بها و التى كشفت عيناه عنها بوضوح فازدردت لعابها و حاولت ابعاد كفيه عن كتفيها بعدما احرقتها لمساته لهما فازداد ضغط نبيل عليهما و جذبها نحوه و قال ليزيد الامر عليها ارتباكا :
و ياريتك تمسحى لون اللون اللى حطاه لانه يعنى مبين شفايفك اوى و انا انا ..
نالت منه ولاء بارتعاشة شفتيها التى ازدادت حين تحدق عنهما فلم يتمالك نبيل نفسه و قرب ولاء منها و مال علي وجهها و قبلها و احست ولاء بتفجر الالعاب النارية بداخلها و حولها فقبلة نبيل لم تكن ابدا قبلة بريئة بل هى رسالة واضحة برغبته بها و ابتعد نبيل على مضض بعدما شعر انه لم يعد يتحكم فى مشاعره و ان استسلم للامر لن تروى ظمأه قبلة واحدة ابدا .,. تنهد نبيل و نزع بدلته و البسها لولاء و جذبها خلفه ليغادر مكتب والده و تسلل بها الى الاعلى و ادخلها غرفته و زفر بارتياح و قال :
الحمد لله ان محدش شافك بالروج دا تانى اوووف ممكن بقى تمسحى المكيب دا كله و تخليكى ولاء الطبيعية و تلبسى الفستان التانى و ارجوكى بلاش تحطى روج تانى.. بقلمى منى أحمد حافظ
ابتعدت عنه آلاء تشعر بانها لم تعد تفهم شىء و قبل ان تتجه ولاء الى المرحاض تناهى الى سمعيهما صوت بسمة تقول :
لولو انتى هنا ..
اتجه نبيل و فتح الباب لشقيقته فارتبكت بسمة و ولجت الى الداخل ووقفت تنظر لصديقتها و قالت :
ممكن افهم انتى هنا ليه و الناس تحت بتسئل عليكى دا حتى بابا قالى انه شافك و انتى نازلة و افتكر انك بترحبى بالناس و هو اللى بعتنى ادور عليكى لما لاقاكى اختفيتى ..
زفر نبيل بضيق و قال :
طيب انزلى قولى لبابا عشر دقايق و هننزل على ما ولاء تغير الفستان العريان دا ..
حملقت بسمة بوجه شقيقها ببلاهة وقالت دون وعى :
هو انت مأخدتش بالك الا ان الفستان عريان و الباقى عادى ..
ضيق نبيل عيناه و اقترب من شقيقته و قال :
قصدك ايه ماله الفستان على فكرة دا لونه حلو انا بحب اللون الاورنج و لا تكونى بتتكلمى عن شعر مراتى اولا الشعر الكيرلى مش وحش بالعكس دا مديها
هالة جميلة انها واحدة قوية و حرة و بعدين مش اى حد يليق عليه الشعر دا بصى يا بسمة لو انتى هتتعاملى مع ولاء على اساس المظهر فصدقينى انا
همنعك انك تكلميها علشان متجرحيهاش تانى و بعدين مش بالمظهر ابدا يا بسمة ..
ازدادت حملقة بسمة البلهاء بشقيقها و بدلت نظراتها الى ولاء التى وقفت فراغة الفاه هى الاخرى امام كلمات نبيل و لمعت عيناها بقوة و قالت لتطيح باخر ذرة تعقل لديها :
طيب انا ممكن البس بادى اسود ادارى بيه كتافى العريانة يا نبيل و انزل ..
ابتسم نبيل و اتجه اليها و قال بهدوء :
حبيبتى اللى ترتاحى فيه اعمليه بس من غير ما جسمك يبان اتفقنا و متنسيش روج لاء .. الموناليزا
اومأت ولاء و اسرعت الى المرحاض بعدما سحبت فستان نبيل .,. اتجهت بسمة صوب شقيقها و قالت بفضول :
نبيل هو انت بتحب لولو بجد ..
اتسعت ابتسامة نبيل و قال :
تخيلى انى مش بحبها و بس انا انا بعشقها يا بسمة و بتمنى انها تحبنى و تقبل ان جوازنا يبقى رسمى ..
لم تستطع بسمة اجابته لمغادرة ولاء المرحاض مرتدية ذلك الفستان الذى ابتاعه نبيل
خصيصا لها و مسحت عن وجهها كل اثر للزينة فاتسعت ابتسامة الرضى على وجه نبيل و احتضن يد ولاء و يد شقيقته و غادر الغرفة يشعر بالزهو لانها امتثلت لطلبه و رجائه ..
و بالاسفل انعزلت تولين عن الجميع و فرت احدى دمعاتها بعدما شعرت بمَن خالتها عليها و هى تذكرها بانها من دفعت ثمن فستانها و تبرجها المتها
بشدة نبرات التعالى التى حدثتها بها امام احدى النساء , اسرعت تولين و محت دمعتها و هى ترى ولاء تهبط السلم بصحبة نبيل و اغمضت عيناها بحزن و هى تتمنى لو كانت هى تلك التى تتأبط ذراعه و فتحت عيناها سريعا حين اتاها صوت بهير يقول :
حلوين مش كدا يا تولين ولاء و نبيل لاقين لبعض هى انسانة حبته بجد و اتغير من غير ما يحس علشانها فيومين اصل اللى بيحب حد بجد بيتغير علشانه
يا تولين و بيحاول يدى اكتر ما ياخد عموما اتمنى انك تلاقي الانسان دا و اتمنى اكتر انك تشيلى نبيل من دماغك و تبعدى عنه لان ولاء حقيقى انسانة بجد و متستحقش ان حد يغدر بيها ..
و ابتعد بهير عنها و اتجه الى شقيقه و اومأ برأسه لولاء التى اتسعت ابتسامتها له فضغط نبيل على يدها فنظرت له بدهشة فمال بفمه نحو اذنها و همس قائلا :
كشرى يا حبيبتى علشان لو ضحكتى لحد تانى انا هجيلك نقاب تغطى بيه وشك اللى بيضحك لوحده دا ..
صاعقة غيرة اخرى وجهها نبيل نحوها فابتسمت بارتباك له و زفرت بحزن لكذبها المتواصل ذلك و رحب العديد من الضيوف بولاء التى وقفت بجانب
نبيل بوجه خال من الزينة و فستان لا يظهر اى شىء من جسدها و نالت استحسان البعض و غيرة البعض لزواجها من نبيل و ابتعد نبيل ليحادث احد الاشخاص فأقتربت بسمة من ولاء و قالت بصوت خفيض :
ولاء انتى لازم تصارحى نبيل بكل حاجة علشان نبيل بيحبك بجد و انا بدأت اخاف من اللى انتى بتعمليه و حقيقى مش عاوزة اخويا ينجرح و لا انتى كمان ..
ازدادت نبضات ولاء و احست بالخوف لفقدان نبيل ان اكتشف من هى حقا و جالت بعيناها تبحث عنه فلمحت تولين التى انزوت بعيدا عن الجميع تحدق بنبيل و شعرت بالغيرة تنهشها و التفتت نحو بسمة و قالت بندم :
اكيد هصارحه يا بسمة لانى بدأت فعلا احس بالخوف انا كمان لانى مش حابة ابدا اخسر نبيل ..
و ابتعدت ولاء عن بسمة التى نادتها والدتها و اتجهت صوب تولين ووقفت امامها و قالت :
واقفة لوحدك ليه يا بولين ما تيجى توقفى معايا انا و بسمة بدل ما انتى بتبصى على اللى مش ليكى ..
غامت عينا تولين بالحزن و قالت بصوت صادق لامس قلب آلاء :
معاكى حق هو مش ليا و لا هيكون ليا بعد ما شوفت عيونه و هو بيبص لك و انتى
واقفة معاه بفستانك التانى كانت نظرات عاشق غيران علشان حبيبته لابسة عريان مشفش فيكى اى حاجة وحشة رغم انك
اتعمدتى تبانى وحشة زى ما تكونى بتمتحنيه و هو مش نجح و بس لا دا تفوق بحبه ليكى و غيرته عليكى عارفة يا ولاء حقيقى
انا بحسدك على حب نبيل لان مش سهل ابدا نلاقى اللى يحب بصدق كدا ويقبل الواحدة بكل عيوبها و ميشوفهاش من الاصل ..
شعرت ولاء بالشفقة نحو تولين خاصة لمعة الدموع التى زينت عيناها فقالت و هى تربت على كتف تولين :
اكيد انتى كمان هتلاقى اللى يحبك و يقبلك زى ما انتى و على فكرة انتى مش وحشة و لا حاجة انتى جميلة بس للاسف مضيعه نفسك بنفسك لانك
بتتعاملى مع الناس بطريقة نهاد هانم و عيشتى حياتك تبصى للناس بعيونها فالكل بعد عنك لانهم شافوا نهاد التانية ادامهم
انما لو كنتى اتعاملتى بقلب تولين و نفسها و باللى جواها كانوا حبوكى و عرفوا انك محتاجة ليهم .. بقلمى منى أحمد حافظ
و صمتت آلاء و لمعت عيناها بمكر حين لاحظت مراقبة بهير لهما و اردفت بقولها الصادم لتولين :
بقولك ايه يا تولين ما تنقلى العطا على بهير..
حملقت تولين بولاء ببلاهة و همست :
انا و بهير لالا بهير ميطقش اصلا و مكنتش بستلطفة علشان دايما شايف نفسه معبود الجماهير ..
ابتسمت ولاء و احاطت كتف تولين بذراعها و قالت :
لا دا كان زمان صدقينى بهير اتغير و على ضامتنى بس انتى اسمعى كلامى اقولك انا مستعدة اساعدك عارفة يا تولى لو طاوعتينى هخليكى تردى
لبهير اللى عمله فيكى و هخليه يتشعلق فرقبتك كمان بس انتى قولى اه و تسيبك من خالتك اللى هتوديكى فداهية دى ..
حملقت تولين بوجه ولاء بدهشة و قالت :
تعرفى انك غريبة اوى يعنى انا اول ما شوفتك خوفت منك و حسيت انك مش سهلة ابدا و دلوقتى حسيتك فهمانى اكتر من نفسى لا و عاوزة تساعدينى و انا عمرى ما حد حاول انه يفهمنى و لا يساعدنى ..
تنهدت آلاء و هى تنظر تولين التى كشفت عيناها عن احتياجها للاصدقاء و لشخص يتفهمها و قالت :
غريبة علشان انا اتعودت ابص للناس من جواها مش من براها يا تولين و دا اللى لازم انتى كمان تعمليه عارفة لو تقبلينى صاحبة ليكى انا هبقى سعيدة جدا ..
فرغت تولين فاها و قالت بدهشة :
معقول انتى عاوزة تبقى صاحبتى ياااه تخيلى انك اول واحدة تتعامل معايا كدا و تقولى
انها عاوزة تبقى صحبتى دا حتى بسمة رغم انها بنت خالتى الا انها عمرها ما حبتنى ولا فكرت تصاحبنى ..
ابتسمت آلاء و قالت :
ما انا قولت لك اللى حوليكى شيفينك ازاى و دا اللى لازم تغيريه علشان تعرفيهم مين هى تولين الحقيقية ..
تنهدت تولين و ابتسمت لولاء و قالت :
انا مش عارفة انتى عملتى فيا ايه فالكام لحظة اللى وقفت معاكى فيهم عارفة لو انا
فضلت افكر فيكى زى ما خالتو وصفتك و بتتكلم عليكى عمرى ما كنت هقف معاكى كدا و لا اتكلم معاكى لكن انا حقيقى
حسيتك خايفة عليا و رغم ان كلامك كان فالاول تهديد بس ان عمر ما حد خاف عليا علشان كدا متخافيش منى تولين هتتعامل معاكى كتولين مش نهاد .. الموناليزا
سارت آلاء بجانب تولين صوب مكان بسمة و قالت :
لو احتاجتينى فاى حاجة و فاى وقت هتلاقينى جانبك و معاكى و دلوقتى هنبدأ اول
خطواتك فتعاملك مع بهير انا عوزاكى كل ما تشوفى بهير تهمليه خالص و متكلميهوش و فنفس الوقت تتكلمى مع نبيل
بس كلام عادى اوعى تتهورى معاه لاعورك اه نبيل يخصنى انا و بس و متنسيش البسى دايما اشيك حاجة عندك و بلاش تلمى شعرك مش حلو على فكرة سيبيه هتبقى احلا ..
تعجبت بسمة و هى ترى ذراع ولاء الت احاطت كتف تولين و احست بانها اكتسبت فردا اخر الى جانبها من نظرات تولين التى تغيرت كليا .,.
و فجأة اندفع عدد من رجال الشرطة الى داخل القصر و اسرع جويد و نبيل و بهير صوبهم فقال احد الضباط بصوت صارم ردا على سؤال جويد عن سبب اقتحامهم لقصره عنوه :
احنا هنا و معانا امر من النيابة بالقبض على الانسة آلاء محمود الادريسى ..
