
رواية سندريلا فى بيتى
الفصل الاول والثاني
بقلم منى احمد
أنا الأميرة التى عكست قصة السندريلا فبدلا من أن أهرب من
الأمير هربت من والدى و لجأت إلى قصر الأمير لاكتشف أن كل
سكان القصر يحتاجون لإعادة تأهيل لذا أخذت على عاتقى
مسئوليتهم و لكنى لم أضع فى حسبانى أبدا انى سأقع فى حب من هربت بسببه..
وقفت تحدق بتلال الأوانى المتراصة على جانبى المجلى بذعر
كأنها رأت أمامها أسوأ كوابيسها يتحقق .،. وتطلعت حولها
تبحث عن أحد تسئله العون و المساعدة و لكنها صدمت بخلو
المطبخ من الجميع كأنهم فروا من الجحيم الذى وضعت هى فيه.
أغمضت عيناها و تنهدت بيأس حين أيقنت أن لا مفر لها
فشمرت عن ساعديها لتبدأ فى جلى أول إناء و هى تسب و
تلعن تلك الظروف التى جعلتها تلجأ إلى العمل گخادمة..
و من خلف أحد نوافذ المطبخ المطلة على الحديقة الخلفية
وقفت العاملتين المكلفتان بجلى الأوانى تنظران إليها خلسة و
تضحكان لحيلتهن التى أنطلت على تلك المسكينة التى تسلمت
عملها لأول يوم تمنيان نفسيهما بالراحة ولو قليلا و لم تنتبه أيا
منهن إلى صاحب العينان القاتمتان و الذى تابع ما يدور
بسخرية لسذاجة تلك العاملة الجديدة و التى استغلها الجميع منذ اليوم الأول لها..
ألتفتت ولاء إلى ساعة الحائط خلفها لتدرك أن لها أكثر من
عشرون ساعة تعمل بشكل متواصل فزفرت بتعب و هى تجفف
آخر إناء و تضعه بحرص فى مكانه و ابتعدت عدة خطوات إلى
الخلف تقيم نظافة المكان و تنهدت براحة حين رأت كل شىء
فى مكانه و قد بدى المطبخ و كأنه لم يستخدم من قبل ، و
أرتمت ولاء على أحد مقاعد مائدة المطبخ و همست قائلة بتوعد:
منك لله يا هنادى بقى هو دا الشغل اللى مش هتعب فيه بس
اما أشوف وشك وحياتك عندى راح اخليكى متعرفيش عينيكى كان مكانها فين اصلا ..
أسندت ولاء رأسها إلى الطاولة ليسرقها النوم سريعا و لم ترى
صاحب العينان الذى وقف يحدق بها بشفقة ليغادر المطبخ متجها إلى غرفته ..
تمدد فوق فراشه و أسند رأسه إلى ذراعه يفكر فى أمر تلك
الزيجة التى تفاجىء بتخطيط الجميع لإجباره عليها و التى لم
يكن سيعلم عنها ابدا لولا تلك الصدفة التى جعلت الخادمة
الجديدة تقع بها لتكشف له مخططهم الذى بدأ يحاك و ينفذ من
خلف ظهره..بقلمى منى أحمد حافظ
زفر بغضب لاصرارهم على التدخل فى شؤن حياته و اللعب
فيها ليعتدل فجأة و هو يشحذ عقله ليجد مهرب يخلصه من
الزواج من أبنة الأدهم دون أن يلقى أحدا باللوم عليه .،.
ليبتسم فجأة و هو يتعجب من أمر نفسه لتذكره تلك الخادمة
بعيناها التى احاطتهما بأغرب لون كحل أسود رآه فى حياته و
هيئتها الغريبة بدآ بجلبابها المعقود جانبا و الذى كشف عن
بنطال لا ملامح له أسفله و تلك الربطة الغريبة الشكل التى
تغطى بها جدائل شعرها المجعدة إنتهاء بذلك المنديل الذى لفته حول عنقها عدة مرات..
انتفضت بفزع حين صدح صوت بجانب اذنها بحدة يقول :
انتى يا زفتة قومى انتى ايه اللى نيمك هنا ..
هبت على قدميها تحدق في صاحبة الصوت الحاد بحيرة و
ابعدت عيناها عنها و جالت في المكان لتتذكر تلال الاوانى
التى جلتها في الامس و عادت بعيناها الى تلك السيدة مرة
اخرى و قالت و هى تضع كفها فوق فمها تمنع تثاؤبها :
معلش مخدتش بالى انا اصلى خلصت المطبخ و رتبته على
الفجر و كنت عاوزة بس اريح رجلى و الظاهر نمت و انا قاعدة حقك عليا ..
قطبت السيدة حاجبيها و التفتت الى المجلى و عادت بعيناها
الى ولاء مرة اخرى و قالت :
عاوزة تفهمينى انك لوحدك غسلتى كل حاجات الحفلة و رتبتى
المطبخ اومال البنات اللى كانوا معاكى راحوا فين ..
حكت ولاء راسها و مطت شفتيها و قالت :
انا مكنش معايا حد بعد ما نضفت الملحق زى ما طلبتى منى
امبارح و جيت على المطبخ كان في انسة قالت لى ان حضرتك
سبتى خبر انى ممشيش قبل ما اخلص المطبخ كله و بعدين مشيت ..
رفعت شويكار حاجبها بتوعد و قالت :
بقى الانسة قالت لك انى سايبة خبر و ماله اما اشوف الهوانم
راحوا فين و سابوا الشغل اللى مفروض يقوموا بيه .,.
صمتت شويكار و نظرت بتقييم الى ولاء و هزت رأسها برفض
و قالت و هى تشير الى ما ترتديه :
هو ايه اللبس اللى انتى لابساه دا يا ولاء ..
نظرت ولاء الى ملابسها و قالت :
مالها يا ست هانم ما هدوم سترانى اهى ولا انا لازم اتعرى علشان اعجب و اشتغل..
احتقن وجه شويكار و رفعت سبابتها في وجه ولاء و قالت محذرة اياها :
لسانك يا ولاء لو مخلتيش بالك منه صدقينى هتمشى من هنا
من قبل ما تاخدى حق اليوم فاهمة و دلوقتى اتفضلى ادامى
اما اديلك لبس غير الحاجات الغريبة اللى انتى لابساها دى
علشان تطلعى تنضفى جناح الاستاذ نبيل .,.
صمتت شويكار مرة اخرى و حدقت بولاء بحيرة و قالت :
الا يا ولاء الاستاذ نبيل عرف بيكى ازاى علشان يطلب انك
انتى اللى تطلعى تنضفى الجناح بتاعه وانتى امبارح من وقت
ما الانسة هنادى جابتك ووصت عليكى و مشيت و انتى يا
فالمطبخ يا فالملحق بتنضفيه قوليلى قابلتى الاستاذ نبيل فين ..
حكت ولاء راسها مرة اخرى ثم فركت عيناها بلا وعى فسال
كحل عيناها ليلون عيناها باكملها ففزعت شويكار حين خفضت
ولاء يدها و تراجعت خطوة للخلف و قالت :
سلاما قولا من رب رحيم ايه يا ولاء حرام عليكى يا زفته حد
يبهدل وشه بالكحل بالمنظر دا مش معقول دا انتى لو قاصدة
ترعبينى مش هتعملى كدا اقولك امشى ادامى خلينى اديكى
هدوم و ادخلى اوضتك استحمى و نضفى نفسك من الكحل دا
و بعدين تبقى تطلعى تنضفى الجناح احسن انتى لو طلعتى
بمنظرك دا مش بعيد تجيب لاهل القصر سكتة قبلية لما
يفتكروا ان في شبح متجول فيه .. الموناليزا
تبرمت ولاء من كلمات شويكار و اتبعت خطاها و هى تقلد
حركات وجهها و لكنها سرعان ما التزمت في خطواتها خشية ان يراها احد و يقوم بطردها ..
انهت ولاء استحمامها و غادرت المرحاض ووقفت امام المرآة
تحدق بوجهها و خصلات شعرها التى بلا شك ستعذبها
لتمشطها فزفرت بيأس و قامت بعقص خصلاتها معا دون
تمشيط و سحبت احدى ربطاتها و وضعتها فوق رأسها و نظرت
الى الزى الموحد الذى وضعته شويكار على الفراش و حدقت
به و ارتدته ووقفت تقيم نفسها و لاحظت ان الزى تخطى
اصابع قدميها فحكت ذقنها و لمعت عيناها فانحنت و رفعت
طرفه و شبكته قبيل خصرها و ابتسمت لصورتها و اسرعت
بمغادرة الغرفة و اتبعت تعليمات و ارشادات شويكار حتى
وصلت الى جناح نبيل و ولجت اليه ووقفت في منتصفة
فارغة الفاه و هزت رأسها تنعى حظها الذى اوقعها في ذلك
العمل و هى تجول بعيناها في ارضية الجناح الذى تناثرت على
ارضة قطع من الملابس الملقاه باهمال فزفرت و هى تشد رباط
رأسها و تنحنى تلملم الملابس من على الارض و انهمكت ولاء
في تنظيف الجناح بعد ان وضعت سماعات الهاتف التى اعارتها
هنادى اياها لتتمايل مع الموسيقى الصادرة من هاتفها و تنقلت
من مكانا الى الاخر و لم تشعر بمرور الوقت و لا بنبيل الذى
ولج الى جناحه ليقف مبهورا بالتغيير الذى اصاب جناحه بعدما
عاث شقيقه فسادا فيه و انتبه اخيرا الى تلك التى وقفت
تتراقص و هى تقبض بيدها على عصا المكنسة فاستندت الى باب جناحه عاقدا لساعديه يتابع حركاتها ليكتشف انه يبتسم
للمرة الثانية بسبب تلك الفتاة ليقرر التحرك و جذب انتباهها
لوجوده .,. تمايلت ولاء بمرح تراقص عصى مكنستها لتتذكر
احدى الحركات الراقصة بالعصى و مدت يدها بالعصى و هى
تلتفت لترتطم عصاها برأس نبيل فتجمد كلاهما احدهما غاضبا
و الاخرى شاحبة الوجه فاسرعت ولاء و نزعت سماعات الهاتف
عن اذنها و القت العصى من يدها و ازدردت لعابها و قالت باضطراب :
انا انا مأخدتش بالى و العتب على النظر كان مفروض حضرتك
تاخد بالك طالما شوفتنى و انا و انا ..
ابتلعت ولاء كلماتها بحرج لترى غضبه يتبدد و ترتسم على
وجهه ابتسامه جعلتها تحدق به ببلاهة .,. اتسعت ابتسامة نبيل
امام ردة فعلها و تحديقها به فمد يده و اغلق فمها الذى اتسع و قال :
اقفلى يا ماما اقفلى ..
ابتعدت ولاء عنه بارتباك للمسه لشفتيها و اشاحت بعيناها بعيدا
لتتذكر باقى الاعمال الموكلة اليها فانحنت سريعا الى الارض و
جمعت ادواتها و تخطته لتتوقف امام الباب و تلتفت اليه و تقول :
بالله عليك يا شيخ لما تقلع هدومك في علاقة هدوم شيك اوى عندك علقهم عليها و بلاش ترميهم فالارض احسن انا ظهرى اتكسر من لم هدومك من على الارض ..
اكملت ولاء خروجها من الغرفة تاركة نبيل في حالة صدمة بسبب ما قالته ليسب شقيقه الذى جعل تلك الفتاة تظنه هو صاحب كل ذلك الاهمال ..
انهت ولاء عملها الشاق على أكمل وجه وعادت الى المطبخ من
جديد و جلست منهكة القوى و هى تهمس بألم :
و انا كان مالى و التعب دا كله هقول ايه منك لله يا هنادى ما
انتى عارفة انى معنديش صحة للهدة دى بس لما اشوفك و
تقعى تحت ايدى و الله لهطلعه عليكى..
انتفضت ولاء حين ربتت شويكار على كتفها ففزعت هى الاخرى و قالت مؤنبة ولاء:
يا بنتى حرام عليكى هو انتى حد مسلطك عليا تخضينى كل شوية ..
ارتبكت ولاء ووقفت و هى لا تقوى على الوقوف و قالت معتذرة :
انا اسفة بس كنت بريح شوية عموما انا خلصت كل حاجة زى
ما حضرتك طلبتى و لسه نازلة حالا هو في شغل تانى و لا ايه ..
ابتسمت شويكار و قالت و هى تربت على كتف ولاء :
لا يا بنتى بصراحة انتى مقصرتيش و عملتى شغلك على اكمل
وجه علشان كدا روحى ريحى انتى كدا خلصتى المطلوب منك
النهاردة بس تعالى هنا هو ايه اللى انتى عملاه فنفسك دا هو دا
اليونفيورم اللى ادتهولك معقول انتى كنتى فوق بشكلك دا ..
نظرت ولاء الى هيئتها و قالت :
مالى بس ما انا ميت فل و اربعتاشر اهو و بعدين اليونيفورم
كان طويل فانا غيرت فيه شوية يعنى ..
هزت شويكار رأسها بأسى و قالت :
مافيش فايدة فيكى عموما اقعدى كلى الاول و بعدين تقدرى
تروحى اوضتك تريحى و لو عاوزة تخرجى اخرجى بس
متتأخريش برا عن الساعة تسعة فاهمة ..
اومأت ولاء و قالت و هى تفكر في أمر ما :
يعنى انا براءة دلوقتى و اقدر اخرج كمان و الله تشكرى يا
مدام شويكار عموما انا مش جعانة دلوقتى و هروح اوضتى
اغير و اروح اجيب شوية حاجات لزمانى و متخافيش مش
هتأخر ها حضرتك تؤمرينى بحاجة تانية قبل ما امشى ..
صدح جرس غرفة والدة نبيل نهاد فعقدت شويكار حاجبيها و
زمت شفتيها بأمتعاض و اتجهت الى هاتف المطبخ و اجابت
على الاتصال فسمعت صوت نهاد المتذمر يقول :
ابعتى لى حد الاوضة حالا يا شويكار ينضف الاوضة فورا
احسن توستا وقعت علبة الميكب فالارض و بهدلت الدنيا و
شوفيلى الغبية اللى مفروض تراعى توستا سابتها و راحت فين
انا مش فاهمة انتى ازاى سايبة الشغالين فالقصر قاعدين
براحتهم و مش واخدين بالهم مش شغلهم عموما لما يجى
جويد انا هخليه يشوف له حل فالاهمال دا و هخليه يخصم
للكل اسبوع و المقصر حتى لو كنتى انتى يرفده ..
اغلقت نهاد الهاتف دون ان تعطى الفرصة لشويكار ان تجيبها و
التقطت كلبتها الصغيرة و قبلتها و قالت :
كدا يا توستا تبهدلى الدنيا اووف انا مش عارفة الغبية اللى
مفروض تاخد بالها منك راحت فين و سابتك بالشكل دا ..
و فالى المطبخ تعالت انفاس شويكار الغاضبة و همهمت بكلمات
السخط و الاعتراض و التفتت الى ولاء و قالت و هى تبتسم لها بحرج :
معلش يا ولاء انا عارفة انك تعبتى بس انا مش عارفة سامية
اختفت فين و هى مفروض تراعى كلبة الهانم بصى اطلعى
حناج مدام نهاد نضفية و بعدين امشى و خلى بالك مدام نهاد
مش بيعجبها اى نضافة يعنى عوزاكى تبيضى وشى ماشى ..
كادت ولاء تبكى من شدة تألمها و لكنها تماسكت و أومأت براسها الى شويكار و قالت :
حاضر يا مدام شويكار انا تحت امرك و اهو دا شغلى فالاول و الاخر بس هو جناح المدام فين ..
وصفت لها شويكار الجناح فسحبت ولاء ساقيها و اتجهت الى الاعلى و هى تهمهم بسخط :
يا صغيرة على الهم دا كله يا لوزة بس هقول ايه انا اللى جبت دا كله لنفسى ..
طرقت ولاء باب الجناج و ولجت الى الداخل ووقفت متسعة
العين من مشهد الارض الذى لوثته علبة المكيب فأغمضت
عيناها و تنهدت بألم و اتجهت الى الارضية و اخذت تنظفها و
حين كادت تنتهى تفاجأت بنهاد تغادر المرحاض و هى تحمل
بين يداها كلبة بيضاء لها لونى عيون مختلف وقعت ولاء في عشقها فورا فابتسمت لنهاد و قالت :
حلوة اوى الكلبة دى هى دى توستا ..
رمقتها نهاد بنظرات متعالية و تخطتها الى غرفة صغيرة فعبست ولاء و همست قائلة :
من تواضع لله رفعه مالها دى ..
و اكملت ولاء تنظيفها للغرفة و حين همت بالانصراف غادرت
نهاد الغرفة و هى تحمل كلبتها و جالت بعيناها في كل مكان بالغرفة و قالت :
تمام بلغى شويكار انك انتى المسئولة عن نضافة الجناح بتاعى
كل يوم و اياكى تفكرى ان دا امتياز ليكى لا دا بس علشان
شغلك مش بطال و كمان علشان مش بتتلكعى و انتى بتشتغلى
و دلوقتى عوزاكى تروحى اوضة بسمة تشوفيها لو مش مترتبة
ترتبيها و بعد ما تخلصيها اطلعى الدور اللى فوق نضفى جناح
بهير يلا روحى اعملى اللى قولت عليه ..
انصرفت ولاء من الجناح و اتجهت الى الاسفل و وقفت امام
شويكار و ابلغتها ما قالته نهاد فزمت شويكار شفتيها و قالت :
معلش يا ولاء انا عارفة ان الشغل كتير عليكى بس فعلا احنا
عندنا ازمة الايام دى لان البنت اللى كانت شغالة مع سامية
مشيت فجأة و من غير اى اسباب و لا حتى تقول و دلوقتى
مش عارفة سامية راحت فين ربنا يستر و متكونش مشيت
هى كمان اقولك اطلعى الاول جناح الاستاذ بهير نضيفه و خلى
اوضة الانسة بسمة للاخر هى مش متعبة اصلا لانها مرتبه و
منظمة زى الاستاذ نبيل و بتحب ترتب اوضتها بنفسها فمش
هتتعبى فيها و اوضتها اللى جانب جناح الاستاذ نبيل ..
لوت ولاء شفتيها و همهمت بسخرية و قالت :
قال الاستاذ نبيل منظم قال اومال لو مكنش منظم كان جناحه
هيبقى ازاى اووف انا ايه اللى وقعنى فالعيلة المهملة المغرورة
دى و الله تستحقوا اللى اللهو الخفى يعمله فيكم علشان
تتعلموا الادب و تتربوا و تعرفوا ان الناس كلها واحد لا يفرق غنى من فقير .. الموناليزا
و صعدت ولاء الى جناح بهير و وقفت مصدمة من اهماله
المفرط فعقدت حاجبيها و لعنت في سرها هنادى للمرة المليون
و توعدتها بالويل حين تلقاها و سحبت نفسا عميقا و انهمكت
في تنظيف الجناح الذى اجهز عليها كليا و انهت و هى تسب و
تلعن ذلك البهير المهمل و هى تغادر جناحه متوجهه الى الاسفل
ووقف ولاء امام غرفة بسمة و طرقت بابها فسمعت صوت
رقيق يأذن لها بالدخول وولجت ولاء اليها فطالعتها فتاة رقية
الملامح هادئة تجلس خلف مكتب للمذاكرة و شحب وجه ولاء
حين ادركت هوية الفتاة و ازدردت لعابها و حاولت اخفاء
وجهها عنها فخضت رأسها ارضا و قالت بصوت خشن :
انا انى جيت علشان ارتب الاوضة لو بس حضرتك ينفع
تخرجى علشان اخلصها زى الست هانم ما أمرت ..
تركت بسمة مكتبها و اتجهت صوب ولاء ووقفت امامها
محدقة بها بدهشة و دارت حولها عدة مرات و جمد جسد ولاء
امام نظرات بسمة التى اخذت تدور حولها لتفاجئها بسمة
بسحب غطاء رأسها الذى تغطى به شعرها لينهمر شعرها
الغجرى حول وجهها فصاحت بسمة و هى تقفز و تقول :
مش معقول ألاء الادريسى ..
الحلقه *الثانية*
*درس لمن يستحق*
🍂🍂🍂🍂🍂🍂
شهقت ولاء امام ما فعلته بسمة و رفعت يدها إلى شعرها تلملم
تبعثرة الغجرى و اختطفت غطاء رأسها من يد بسمة و حاولت
ان تعيده كما كان و هى تلعن في سرها هنادى للمرة المائة
ونظرت الى بسمة خلسة و قالت بصوت حاولت جعله ثابت :
لا حضرتك أنا إسمى ولاء محمود مش ألاء انا انا بشتغل هنا و
جاية علشان انضف اوضة حضرتك ..
تراجعت بسمة إلى الخلف خطوة و هى تحدق بوجه ولاء بشدة
و عقدت ساعديها امام صدرها و قالت :
و الله على اساس انى مش هعرفك و هتوه عنك بطلى المقالب
اللى بتعمليها دى يا ألاء علشان متزعلش و اظن انك متجبيش
تزعلينى و دلوقتى ممكن أعرف انتى ايه اللى عملاه فنفسك دا ..
ازدردت ولاء لعابها و هى تتهرب بعيناها من تفرس بسمة فيها
و أهملت حديث بسمة تماما و قالت :
انا مش عارفة حضرتك بتكلمينى الكلام دا ليه صدقينى يا
هانم انا الشغالة الجديدة حضرتك و و ..
عقدت بسمة حاجبيها و أدركت أن آلاء ورائها أمر ما جعلها
تخفى شخصيتها فزفرت و قالت بتهكم :
اها الشغالة الجديدة تمام بصى بقى يا شغالة يا جديدة انا بحب ارتب اوضتى بنفسى و زى ما انتى شيفاها كدا مش محتاجة اى لمسات تانية فشكرا اوى لخدماتك و بلغى شوشو انى شاكرة اوى اهتمامها بيا و دلوقتى تقدرى تروحى تعملى اى حاجة تانية يا … بقلمى منى أحمد حافظ
صمتت بسمة برهة و اردفت :
قولتى اسمك ايه ..
رددت ولاء اسمها بحرج و قالت :
ولاء يا هانم اسمى ولاء ..
هزت بسمة رأسها و عادت الى مكتبها و قالت :
تمام يا لولو تقدرى تروحى و اه عاوزة بس اقولك حاجة قبل ما تمشى في امتحان فالكلية بعد يومين و الامتحان مهم و لو ألاء محضرتش الامتحان هتشيل المادة ..
لوت ولاء شفتيها و اسرعت بالهروب من غرفة بسمة و اتجهت الى المطبخ و اعادت ادوات النظافة الى مكانها و اتجهت الى غرفتها و سحبت هاتفها و اتصلت بصديقتها هنادى و قالت ما ان سمعت صوتها :
تعالى قابلينى حالا يا هانم و اياكى تقولى مشغولة احسن انتى حرة و اظنك عارفة جنانى شكله ايه ..
ولجت ولاء إلى مرحاضها ووقفت أسفل رزاز الماء تتحمم سريعا حتى تلحق بموعدها و أسرعت إلى الخارج و هى تلف جسدها بالمنشفة ووقفت أمام الخزانة و سحبت بنطالا و قميصا و ألتفت لتتجمد و هى ترى ذلك الشاب يقف مستندا إلى باب غرفتها المغلق فسقطت ملابسها من يدها و شددت على منشفتها و قالت بعصبية :
انت انت مين و و إزاى تتجرأ و تدخل اوضتى من غير إذن إيه فاكرها وكالة من غير بواب اتفضل لو سمحت أطلع برا بدل ما أصوت و ألم عليك سكان القصر دا ..
أهمل الشاب حديثها و خطى نحوها و عيناه تفترسها بنهم فتراجعت ولاء إلى الخلف و لأول مرة تخيفها نظرات أحد و انتفضت حين أترتطم بالحائط فعقدت حاجبيها و هزت رأسها لرفضها ما يفعله ذلك الشاب العابث فقالت :
إيه يا أخ مسمعتنيش دا أنت بجح بقى و شكلك كدا عاوز تتربى من أول و جديد ..
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتى الشاب و قال :
أولا أنا بهير جويد و أبقى إبن صاحب القصر اللى أنتى بتشتغلى فيه خدامة و بعدين مالك كدا قافشة و عاملة فيها البت المحترمة ما تفكيها شوية و تلينى و لا انتى عاوزة تفهمينى إن مالكيش فالشغل التانى عموما خليكى حلوة معايا كدا و أنا هبسطك و هجيبلك كل اللى نفسك فيه ..
أهانت كلمات بهير ولاء فشمخت برأسها و أبتعدت عن الحائط ووقفت أمامه متحدية بنظرات صارمة فمال عليها بهير و فاجأته ولاء بصفعها إياه و قولها بصوت جليدى :
إبن صاحب القصر و لا حتى الجنينى توظ أنا ميهمنيش إنت إيه أساسا لكن اللى يهمنى إنك تيجى لحد عندى كدا و تقف و تعمل خط فاصل علشان أنا غير أى حد تانى عرفته و تصرفك دا يا أستاذ يا تربية القصور مالوش غير تفسير واحد و هو إنك مش محترم و مش متربى
علشان تسمح لنفسك تدخل اوضة واحدة ملكش بيها أى صلة و دلوقتى لو مخرجتش من هنا أنا هضطر أرفع صوتى و أنادى على اهلك يجيوا يشوفوا ابنهم المحترم و هو بينضرب من الخدامة لما اتحرش بيها .. الموناليزا
بهتت ملامح بهير أمام مدفع الكلمات الذى أنطلق أمامه هكذا و حدق بها بغيظ و قال :
انتى بتمدى إيدك عليا يا جربوعة ..
انحنت ولاء فجأة و خلعت مداسها و رفعته في وجه بهير و قالت بصوت عال :
هو الأول كان قلم علشان تفوق لنفسك يا إبن البشوات لان الظاهر كدا إن شبشبى هو اللى هينزل فوق راسك يعلمك الأدب و الأخلاق و مش هيخلصك منى أبوك نفسه لو جه ..
و اتجهت ولاء نحوه لتباغته فتراجع بهير و مد يده يفتح باب الغرفة ليسرع بمغادرة الغرفة و هو يسبها و يلعنها و لم يرى شقيقه نبيل إلا حين ارتطم به و هو يوقف اندفاعه و نظر صوب غرفة ولاء و عاد ببصره إلى وجه شقيقه الممتعض و قال :
مش هتبطل بقى العادة الزفت دى و لا أنت مش ناوى تجيبها لبر إلا لما تفضح العيلة بتصرفاتك الطايشة بذمتك مش مكسوف من نفسك و أنت خارج من اوضة الخدامة و صوابعها معلمة على وشك عموما يا
بهير إنت وضعك زاد عن حده و لازم فعلا بابا يعرف بكل التصرفات اللى بتعملها و بعدين يا أخى راعى ربنا شوية فبنات الناس و لا انت ناوى تطفشها زى ما طفشت اللى قبلها..
احمر وجه بهير امام تقريظ شقيقه و قال :
انا معملتش حاجة يا نبيل و بعدين هى اللى فهمت غلط و ..
قاطعه نبيل بحدة و قال و هو يرفع سبابته في وجهه محذرا :
كفايا يا بهير و اياك تقول كلمة زيادة عن البنت لان دى غير اللى قبلها فعلا و دلوقتى اتفضل اطلع اوضتك و اه اياك يا بهير تدخل اوضتى تانى و تقلبها مزبلة زى ما كنت عامل ..
انصرف بهير و لاحقه نبيل بعيناه ليتفت و يرى ولاء تغادر غرفتها و هى تحمل حقيبة ملابسها فأوقفها و قال :
رايحة فين يا انسة ..
نظرت له ولاء بغضب و قالت :
ماشية الله الغنى عن دى شغلانة و لا حضرتك مشفتش اخوك المحترم اللى دخل اوضتى من غير استأذان عموما انا مش عاوزة اكمل شغل هنا تانى
اساسا انتو ناس متعبة و بصراحة انا مبحبش العالم المغرورة اللى زيكم عن اذنك انا همشى دلوقتى بدل ما استنى و الاقى نفسى لابسه فمصيبة من تحت راس اخوك ..
لوى نبيل شفتيه و هو يستمع اليها و قال :
بصى انا مش هقدر امنعك انك تمشى لكن صدقينى لو فضلتى انا هتكلم معاه و مش هخليه يتعرض لك تانى و بعدين انتى اثبتى وجودك من اول يوم
و مأظنش ابدا ان نهاد هانم هترضى انك تمشى خصوصا بعد ما شافت شغلك خليكى يا انسة ولاء و انا اضمن لك ان بهير مش هيتعرض لك تانى ..
ازدردت ولاء لعابها و هى تحدق بوجهه فالفرصة سنحت امامها لتفر من ذلك البيت و لكن ذلك النبيل الذى يقف امامه بقامته الفارهة الطول و سمار
بشرته المحبب الى نفسها و عيناه اللوزية التى تحدق بها برجاء جعلتها تستسلم و تضعف و عادت في صمت الى غرفتها و وضعت
حقيبتها و غادرت مرة اخرى فودجدته يقف كما هو و على وجهه ارتسمت اجمل ابتسامة رأتها في حياتها فنهرت نفسها لتحديقها به بتلك الطريقة و زفرت فسئلها نبيل حين رأها تتخطاه و قال :
رايحة فين مش اتفقنا ..
التفتت ولاء اليه و قالت بحرج :
ما خلاص سمعت كلام حضرتك و سبت الشنطة انما انا دلوقتى ورايا مشوار مهم و لازم اروحه و انا واخدةاذن من مدام شويكار و هى فهمتنى انى متأخرش فالرجوع و دلوقتى بقى عن اذن حضرتك علشان الحق مشوارى ..
تابعها نبيل و هى تسرع فى خطاها و تعجب من امرها فكل مرة يراها فيها يشعر انه يراها للمرة الاولى .,. هز نبيل رأسه بقوة ينفض عن عقله تفكيره بها و استدار و اتجه الى مكتبه و جلس يتابع بعض اعماله
و لكنه لم يستطع التفكير فحديثه مع والده فى الصباح الباكر عن زواجه المدبر من تلك الفتاة المدللة الثرية التى ترقى الى اسرتهم و الذى بزواجه منها سيقوى الروابط بينه و بين والدها مما يدعم
من موقفه فى الانتخابات و الاعمال .,. زفر نبيل بأختناق و حل ربطة عنقه بعدما احسها تزيد من ضيق انفاسه متذكرا صوت والده و هو يصيح بوجهه بقوة و يقول:
انت مش واعى ان بطريقة تفكيرك بتخسرنا كل حاجة يا استاذ يا نبيل بجد انا مبقتش فاهمك انت ازاى و انت ابنى الكبير اللى مفروض يخاف على
مصلحة العيلة و يضحى علشان الكل ليه رافض تتجوز البنت و هى مفيهاش حتى عيب واحد يا ابنى انت ليه كل ما نتكلم معاك فموضوع الجواز ترفض و مش بيعجبك اختيارنا بص يا نبيل
رفضك لاى واحدة قبل كدا انا تقبلته منك و نسيت كل احراج عرضتنى ليه انما المرة دى لا فاهم لان المرة دى انت هتكسرنا على ايد الادريسى لانه مستحيل يقبل و لا يرضى
على بنته بعد ما طلبت ايديها ليك انك ترفضها و بعدين هو انت هتبقى مرتاح و احنا واقعين تحت ضرس الادريسى و لما يضربنا فالسوق كله بسببك .,.
صمت جويد و حدق بوجه ابنه الخال من التعبير و ازداد وجهه غضبا و اردف قائلا:
اعمل حسابك اننا هنروح نقرا الفاتحة اخر الاسبوع و اياك يا نبيل تعمل اى حركة من حركاتك لان وقتها هتبقى كسبت عداوتى .. بقلمى منى أحمد حافظ
ترك نبيل مكتبه و اقترب من النافذة المطلة على الحديقة و التفت حين اقتحمت زوجة والده نهاد غرفة المكتب تحتضن قطتها عابسة الوجه ووقفت فى منتصف الغرفة و قالت :
انا مش عارفة انت هتفضل انانى لامته يا استاذ نبيل ايه خلاص مبقاش عندك احساس بوالدك ابدا قاعد و لا كأنك حرقت دمه و مخليه متوتر
و قلقان من تصرفاتك ايه فيها ايه لما تتجوز علشان خاطر العيلة ما رجالة كتير بترضى اهاليهم و يتجوزوا عادى و بعدين يعنى ما انت الراجل يعنى لو معجبتكش ابقى اتجوز
عليها فالسر بس المهم انك ترضى والدك و تنقذ مستقبله السياسى و مستقبل الشركة اللى تعب فيها و لا انت عاوزه يخسر مكانته فالمجتمع بسبب انك مش عاوز تتجوز و كل دا علشان
ست الحسن اللى سابتك و راحت لصاحبك بصراحة هى معاها حق انا لو منها اعمل كدا لما الاقيك كل حاجة بتتعصب عليها و تقول لا و تتعامل كانك واحد من العصر الحجرى
بص يا نبيل انا مش هقف اتفرج عليك و انت بتضر جويد و انا بحذرك انك تحاول تطفشها و اظن انك عارف نهاد المنشاوى تقدر تعمل ايه عن اذنك ..
غادرت نهاد المكتب فجأة كما دخلته و حدق نبيل فى اثرها متعجبا من جرأتها المجىء اليه و تهديده هكذا بل و التهكم عليه بسبب ترك تغريد له
و الزواج من صديقه فلمعت عيناه بالرفض و التمرد و اخذ عقله يفكر فى طريقة يصفع بها تلك العائلة كى تصحو من غرورها و تتقبل ان الجميع سواسية ..
جلست ولاء فى المقهى تحدق بساعة يدها و تزفر بحنق لتأخر هنادى عليها لتقف بغضب حين لمحتها تتجه صوبها و جلست هنادى امامها و قالت :
اسفة بجد على التأخير بس على ماما رضيت تسبنى انزل ها يا ستى فى ايه مالك و جرانى على ملا وشى تانى ليه بالشكل دا ..
تمالكت ولاء اعصابها حتى لا تبطش بصديقتها فضغطت على اسنانها و مالت للامام و قالت و هى ترميها بنظرات مشتعله بغضب :
بقى اقولك شوفى لى مكان اشتغل فيه و استخبى فيها و محدش يعرفنى فيه لحد ما
الهوجة اللى فالبيت تعدى تقومى ترمينى فبيت جويد يا هنادى لا و تدبسينى فشغل عاوز عشرة علشان يخلصوه بتسلمينى
يا هنادى تسليم اهالى لا و مش كدا و بس دا كمان اتفاجىء ببسمة ادامى هو دا اللى طلبته منك بجد انا مش عارفة اعمل
فيكى و المشكلة الاكبر انى مش عارفة اسيبهم دول زى ما يكونوا ما صدقوا لاقوا خدامة بتعمل كل حاجة و استعبدوها انتى عارفة ان ليا يومين منمتش و شغالة فالقصر و لا العبيد ..
انفجرت هنادى ضاحكة حين تخيلت صديقتها بهئيتها الجديدة و هى تنظف و تجلى الصحاف , ضربت ولاء سطح الطاولة بيدها بقوة فانتفضت هنادى و قالت بتلعثم :
اهدى اهدى انتى هتتجننى و لا ايه الناس بتبص علينا امسكى اعصابك شوية و بعدين انا ماليش ذنب فكل اللى حصل انا قولت لك انى سمعت ماما
و هى بتتكلم عن احتياج عيلة جويد لواحدة تساعد فالحفلة و تكون امينة و انتى كنتى هتموتى و تختفى باى طريقة فقلت
أأمن مكان محدش يتوقع انك فيه هو قصر جويد و عمى الادريسى مش هيعرف
يوصلك هناك انما راح عن دماغى خالص موضوع بسمة المهم انتى اتصرفتى معاها ازاى .. الموناليزا
زفرت ولاء بحنق و قالت :
ولا حاجة هى عرفتنى و كشفتنى لكن اضطرت تجارينى فكذبتى علشان متحرجنيش
لا و كمان قالت لى ان فى امتحان فالكلية عارفة يعنى ايه امتحان يعنى سيادتك للمرة المليون طنشتى الكلية و مروحتيش
زى ما اتفقنا و تابعتى المحاضرات و لولا بسمة مكنتش هعرف ان فى امتحان و لو محضرتش هشيل المادة عموما يا هنادى
انا هتصرف و هعرف امشى من القصر قبل ما اغرق فيه اكتر و حقيقى انا اول مرة اقابل ناس بالغرور دا و لو اطول كان
زمانى نازلة فيهم هبد بس ملحوقة افوق لهم بس و اعرفهم ان الله حق و هخليهم ياخدوا اول درس على ايدى و يتربوا ..
مضى الوقت سريعا بين ولاء و هنادى و حين شارفت الساعة
على العاشرة اسرعت ولاء بالمغادرة و تسللت ولاء إلى حديقة
القصر و حين همت بالتوجه صوب الباب لتلج الى داخل القصر
جذبتها يد و كممت فمها فدفعت ولاء مهاجمها و كادت تطيح به أرضا و لكنها حدقت به
و عيناها متسعة و صاحت :
انت