رواية #سندريلا_في_بيتى
الحلقة *السابعة عشر*
لن أعفو عنى
🍂🍂🍂🍂🍂
جلس الجميع بالمشفى وقد أمتلئت نفوسهم بالخوف والقلق
فمنذ أُبلغوا بحادث آنس ,لم تكف آلاء عن البكاء لشعورها
بالذنب فلولا ما قامت بترتيبه ما كان شقيقها تغافل عن أمانه
هكذا وعبر الطريق وهو بمثل تلك الحالة من عدم التركيز,
حاول آسر ان يطمئنها ولكنها نظرت له بعينان يسكنهما الندم وقالت:
انا السبب يا آسر فاللى حصل لآنس بسبب تفكيرى وخطتى
اللى حطتها انا انا مش عارفة ازاى فكرت اعاقب اخويا واخليه
يوصل للحالة دى من الوجع وابقى فرحانة وانا شيفاه بيعانى
وازود عليه انا مش هعرف اسامح نفسى ابدا يا آسر على اللى عملته.
ضمها آسر وهو يشعر بالندم لدفعه بشقيقه نحو الغيرة هو الاخر وحانت منه نظرة القاها على هنادى التى جلست أمامه بوجه خال من التعبير وعيون متجمدة ليزداد حزنه على شقيقه , وعلى الجانب الاخر وقف نبيل يحدق بها بحزن وغيرة لانها بين ذراعى آسر بدلا منه فزفر بحدة وادار وجه عنهما لتصطدم عيناه بعين شقيقته التى حدقت به باستنكار فرفع حاجبه وأقترب منها وقال بصوت هامس:
ممكن افهم معنى نظراتك دى ايه .
عبست بسمة فى وجهه اكثر وقالت:
انت عارف معناها كويس وسببها كمان وعموما يا آبية نبيل ماظنش ان المكان هنا مناسب انى اوضح لك اى حاجة احتراما لمشاعر آلاء وآسر ووالدهم وبعدين هو مش المفروض انك تبقى قاعد جنب مراتك فوقت زى دا ولا آلاء مش مراتك زى ما تولين حبيبة القلب مراتك.
اتسعت عينا نبيل دهشة امام لهجة شقيقته الساخرة واخفى ابتسامته واستدار نحو آلاء فى نفس اللحظة التى غادر الطبيب غرفة الجراحة فأسرع الجميع اليه فأبتسم لهم الطبيب وقال قبل ان يواجه سيل الاسئلة :
اطمنوا الاستاذ آنس بخير احنا ركبنا له شريحة فرجله علشان نعالج الكسر المضاعف اللى فيها وبالنسبة للاصابة اللى فراسه فالحمد لله مأثرتش وعموما هو دلوقتى فاوضة الافاقة نص ساعة وننقله اوضة خاصة وتقدروا تبقى معاه. بقلمى منى أحمد حافظ
أغمضت آلاء عيناها بأرتياح وفتحتهما لتحتضن هنادى وتقول :
تقدرى تعيطى دلوقتى وانتى مطمنة انه بخير يا هنادى وسامحينى انى السبب فاللى حصل لآنس.
أجهشت هنادى بالبكاء وهى تتشبث بكتفى صديقتها وقالت بهمس مؤلم:
كلنا السبب يا آلاء كلنا السبب.
وبغرفة آنس التى انتقل اليها جلست هنادى بجواره وجلس والده على المقعد أمامه بينما جلست بسمة بجوار آلاء وآسر على الاريكة وعلى المقعد الاخير جلست تينا يحدقون بوجه آنس الخال من التعبير بعدما أعترفت آلاء بكل تخطيطها له ليجول بعيناه بوجوههم المرتبكة من الحرج وقال:
مكنتش متخيل انكم تتفقوا عليا كلكم وتشوفونى ادامكم بتعذب وتفضلوا ساكتين كأن وجعى ادامكم مش مهم و.
تابع محمود توبيخ آنس للجميع ورغم رفضه لاسلوب أبنته الا انه افلح فى عودة هنادى الى ابنه والتى فاجأته بموافقتها على الذهاب للطبيب لتتابع معه حالتها فزفر والتفت آنس ورأى ملامح الامتعاض على وجه والده فأردف وقال:
هدى نفسك يا بابا حضرتك تعتبر مشاركهم فكل حاجة فبلاش تكشر فوشهم كدا لانهم لو غلطوا قيراط فحضرتك غلطت اربعة وعشرين قيراط عارف ليه لان من اول مرة حاولت آلاء انها تلعب دور المصلحة الاجتماعية حضرتك ممنعتهاش بالعكس حضرتك شجعتها والنتيجة اهى انا فالمستشفى وهى حاسة بالذنب ولولا ان ربنا ادانى فرصة جديدة كان زمان الخبطة خلصت عليا ودا اللى لازم آلاء تفهمه ان مش دايما نتيجة لعبها هيبقى زى ما هى مخططه وان كل حاجة الانسان بيعملها لازم يكون لها عواقب لازم يتحمل مسئوليتها.
مدت هنادى يدها واحتضنت يد آنس وسط دهشته ودهشة الجميع وقالت:
آنس بلاش تكبر الموضوع وبعدين لو حضرتك بتحمل عمى المسئولية فلازم تتحملها معاه لانك اخو آلاء الكبير واظنك عارف كويس انت كنت بتتعامل معاها ومعايا ازاى يعنى حضرتك فالنهاية مش ضحية ابدا وليه من الذنب نصيب كبير.
لوى آنس شفتيه وقال:
ما انتى لازم تدافعى عن آلاء ما هى صحبتك و.
رفعت هنادى حاجبها بسخط وتركت يده ووقفت امامه وقالت تنهره:
على فكرة بقى انت لو كنت حفيت علشان ارجع لك مكنتش هرضى ارجع لك وان لولا كلام آلاء معايا وخطتها اللى حطتها دى انا مكنتش ابدا هوافق ارجع لك.
شعر الجميع بأحتدام الحوار بين آنس وهنادى فتسللوا من الغرفة ليتركوا الفرصة لهما للحديث سويا وما أن لاحظ آنس مغادرتهم حتى احتضن يد هنادى وقبلها وقال:
عارفة انى حسيت انك عندى اغلى من نفسى وانى مينفعش باى حال اخسرك لما لاقيتك مع غيرى.
صمت آنس وهو يحدق بعينا هنادى بصدق وقال:
سامحينى يا هنادى سامحينى على كل حاجة عملتها بقصد او بدون قصد وادينى فرصة اصلح كل حاجة غلط حصلت منى صدقينى انا حقيقى بحبك ومحتاج لك فحياتى لانى مش هعرف اعيشها من غيرك ارجوكى يا هنادى ادينى الفرصة علشان اثبتلك حبى. الموناليزا
ارتجف قلب هنادى ولاول مرة يبتعد عنها احساس الخوف فعينا آنس وصدق احساسه الذى تسلل الى قلبها أشعرها بالامان فضغطت بيدها على يد آنس وأومأت قائلة:
انا وأنت يا آنس محتاجين الفرصة سوا علشان ننجح فحياتنا بس انت لازم تتحملنى لانى مش بين يوم وليلة هخف.
قرب آنس اصابع هنادى من شفتيه وقبلهم بأحترام وحب وقال:
هساعدك وزى ما كنت السبب فالحالة اللى وصلتى لها لازم اكون السبب فعلاجك منها.
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
وبالخارج تهربت آلاء من عينا نبيل ولزمت والدها وتينا وحين هما بالانصراف تبعتهما وباغتها نبيل وقبض على ساعدها لتقف الى جواره وقال:
هترجعى معايا لاننا محتاجين نتكلم سوا لو سمحتى يا آلاء الوضع ما بينا مش هينفع يستمر بالشكل دا انتى تتجنبينى وانا اهرب.
أومأت آلاء بالموافقة ولكنها قبل ان تتحرك ارتفع رنين هاتف نبيل فأجاب عليه وكان المتصل شقيقه يطلب منه الاسراع بالعودة الى المنزل فورا , أسرع نبيل بالعودة ترافقه آلاء وما أن وصلا الى المنزل حتى وجدا نهاد تحطم فى محتويات القصر وبسمة تقف بجوار تولين تبكى بينما حاول بهير منع نهاد التى انهارت تماما عن ايذاء نفسها فأتجه اليهم نبيل واحاط نهاد بذراعيه وصاح بها بغلظة وقال:
كفايا كفايا اللى بتعمليه يا نهاد كفايا. بقلمى منى أحمد حافظ
صرخت نهاد وهى تتلوى بين يداه وقالت:
سبنى سبنى يا ابن جويد سبنى احرق قلبه على ماله زى ما حرق قلبى وراح اتجوز الخدامة اللى بتخدمنى سبنى يا نبيل.
دفعها نبيل بغضب بعيدا عنه وقال:
هو انتى مصدقة نفسك يا نهاد هانم بذمت انتى مصدقة اللى بتقوليه دا ولا الغيرة هى اللى اكلت قلبك لما حسيتى انك خلاص معدتيش هتقدرى تتحكمى ففلوس جويد وحياته زى الاول.
صمت نبيل برهة ونظر لها باحتقار وقال:
جويد اللى معرفتيش تكسبى قلبه فقررتى تحرميه من ولاده وحاولتى تسممى حياتهم دلعتى بهير لحد ما بقت حياته ما بين الكاس والبنات وشلة صحاب فاشلة مستغلة وبعدتى عن بنتك ومحاولتيش تعرفيها واللى الحمد لله قربت منى ومن شويكار اللى بتحاولى تقللى منها ومفسدتش حياتها زى حياتك , فوقى يا نهاد انتى مش ضحية هنا وبصى حواليكى وشوفى ابنك اللى الحمد لله بقى احسن رجل اعمال وبنت اللى الكل بيحلف بأخلاقها .
رمقته نهاد بكراهية وانفاسها تتسارع فالتفت الى ابنتها وابنها فرأت ابنتها تبكى بين ذراعى آلاء وبهير الذى وقف يحدق بها بحزن فقالت:
خلاص بقيت انا اللى وحشة فالبيت دا وكلكم قابلين بجواز جويد من حتة خدامة خلاص كدا نهاد هانم مفروض توطى راسها وتقبل زى ما انتو قبلتوا.
اشاح نبيل بعيناه عنها فهى مازلت على عنادها وتكبرها فهز رأسه بأسف وهو ينظر الى شقيقه الذى زفر بأسف ايضا وقال:
يا ماما انتى ليه مش قادرة تبصى علي الصورة كاملة ليه دايما بتبصى على اللى بيخصك انتى لوحدك ليه مش شايفة حقك غيرك عليكى ليه مصممة تحرمى بابا من حقه انه يعيش بابا اللى ضيع عمره علشان يوفر لك كل احلامك مش بس طلباتك واللى خسر ادامها نفسه ليه مش عاوزة تخليه يعيش زى ما انتى عشتى طول حياتك فسعادة .
حدقت به نهاد بحدة وصاحت به قائلة :
انا معشتش حياتى سعيدة انا.
قاطعها صوت بسمة التى ابتعدت عن آلاء وقالت:
انتى اكتر واحدة فالبيت دا عشتى سعيدة بس مش مع بابا بفلوسه اللى كانت كل همك واهتمامك تقدرى تقوليلى يا ماما انتى تعرفى ايه عن بابا فالكام سنة الاخيرة.
واجهت بسمة والدتها ووقفت امامها بتحدى واردفت :
ولا حاجة متعرفيش عنه غير رصيد البنك وبس انما تعرفى انه عنده القلب وانه بيتعالج تقدرى تقوليلى كنت فين وهو محتاج لحد يديله الدوا لما كانت الازمة بتجيله وهو لوحده عارفة كنتى فين كنتى فالنادى مع صحباتك بتتنمرى على اللى اقل منك للاسف يا ماما شويكار اللى حضرتك مصرة تقللى منها وتقولى عليها خدامة هى الوحيدة اللى كانت بتراعى بابا وكانت بتخاف عليه ضحت بان يكون لها بيت لوحدها تكون هى صاحبته ووافقت تفضل خدامة فنظر الكل علشان متبعدش عن بابا وتسيبه فوحدته اللى انت كنتى السبب فيها بكل انانية وغرور. الموناليـزا
تفجر غضب نهاد فلم تتمالك اعصابها وصفعت ابنتها وهى تنهرها ونظرت لها بسمة بحزن ورفعت يدها تتلمس وجنتها واردفت:
لو القلم دا تمن انى اقولك الحقيقة اللى حضرتك مش عاوزة تعترفى بيها فانا مش زعلانة ابدا لانك لازم تسمعيها وتعرفى انك ظلمتى بابا مش هو اللى ظلمك ابدا.
ضربت نهاد الارض بقديمها ودفعت بسمة من امامها وهرولت الى غرفتها فاتجهت آلاء اليها وربتت على ظهرها بحنو وحين ادارت رأسها لمحت تولين وهى تتجه الى نبيل وأشارت اليه فمال اليها وهمست اليه ببعض الكلمات فأومأ براسه واتجها سويا الى المكتب فأغمضت آلاء عيناها تشعر بألم الغيرة يزداد بداخلها .
استئذنت بسمة من آلاء ان تدعها بمفردها فاتجهت الى غرفتها وغادر بهير ووقفت آلاء بمفردها فى منتصف البهو ولم تدرى لما اتجهت صوب المكتب وأقتربت من بابه وهى تزدرد لعابها تخشى ان يقبض عليها بالجرم المشهود وألصقت آلاء اذنها بالباب تستمع لما يقال خلفه لتلمع عيناها وتتسع ابتسامتها.
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
شعر آسر بغصة تؤلم قلبه فلم يدرى لما اسرع الى هاتفه واتصل بحبيبته وحين أتاه صوتها ادرك سبب تلك الغصة فصوتها الباكى اعلمه باحتياجها اليه فأخبراها بمجيئة اليها وانه سينتظرها فى حديقة القصر ولم يمض وقت الا وكان آسر يخبرها بمجيئه فغادرت بسمة غرفتها لتصطدم بآلاء التى وقفت امامها تبتسم ببلاهة فرفعت بسمة يدها ومررتها امام عينا آلاء ومطت شفتيها وقالت:
بصراحة انا معدتش فاهمة لك حال انتى زعلانة ولا فرحانة ولا عقلك طار.
اجابتها آلاء وهى تكمل صعود السلم وقالت:
انا بحبه يا بسوم بحبه.
اختفت آلاء من امام عينا بسمة فحركت كتفيها بحيرة واكملت طريقها حتى وصلت الى آسر الذى ما ان راها حتى ضمها وحين ابعدها عنه لمح وجنتها واثر الاصابع عليها فقطب جبينه وقال:
ممكن اعرف مين اللى طاوعته نفسه انه يمد ايده عليكى كدا.
دمعت عينا بسمة وجلست ارضا ليتبعها آسر جلوسا وقصت عليه بسمة ما حدث فنظر لها بدهشة وقال:
متزعليش منها يا بسمة لان والدتك فالاول والاخر زوجة مهما كانت عيوبها صعب عليها تقبل ان جوزها يتجوز عليها. بقلمى منى أحمد حافظ
مسحت بسمة دموعها وقالت:
انا مكنتش احب انى اواجها كدا يا آسر وصدقنى ماما صعبانة عليا بس بابا شاف منها كتير اهتملته ومهتمتش بيه دا حتى مرضه يا آسر محدش عرف بيه الا بالصدفة .
ربت آسر على يدها وقال:
حاولى تخليكى الفترة الجاية هادية واتكلمى مع والدتك بهدوء وفنفس الوقت حاولى مع والدك انه يغير رأيه فموضوع جناح والدتك ويختار مكان تانى لمراته هتفرق كتير على فكرة لانها هتقلل العداوة .
شعرت بسمة بالارتياح لاحتواء آسر لها وأحساسه باحتياجها اليه فتنهدت وقالت:
حاضر يا آسر انا هحاول اهدى الامور وادعيلى انت بس ان بابا يوافق ويسمع كلامى.
غمزها آسر وقال بمرح :
هى حبيبتى وزوجتى المستقبلية مش ناوية تحن عليا بقى وتوافق اننا نقرب ميعاد فرحنا اللى اتأجل لاجل غير مسمى بسبب الاستاذ آنس يا قلبى انا خلاص خلصت تجهيز عشنا ومنتظر اميرة حياتى تنوره .
احمر وجه بسمة واشاحت بعيناها عنه وقالت:
آسر على فكرة مش وقته خالص الكلام دا وبعدين كدا كدا حضرتك هتضطر تستنى لما يرجع بابا من سفره .
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
انتظرت حتى اطمئنت على صحة شقيقها وبدأت أولى خطوات استعادته فهى لن تلاعبه كما لاعبها بل ستطيح بعقله تماما خاصة بعدما اتفقت مع بهير على ما سينال تولين على يداه , وقفت آلاء أمام غرفة نبيل وسحبت نفسا عميقا فخطوتها تلك تحتاج منها الى الكثير من الشجاعة , اطلقت آلاء نفسها ويدها على مقبض باب غرفته وفتحته بعد ان طرقت طرقة خفيفه عليه وولجت الى الداخل واغلقت الباب واستندت اليه , رفع نبيل عيناه ليحدق بصدمة فى آلاء التى وقفت امامه ترتدى فستانا قصيرا اظهر ساقيها بسخاء فازدرد نبيل لعابه ووقف ليسقط من يده كتابه فأبتسمت آلاء بسعادة لردة فعله وأتخذت اولى خطواتها تجاهه ووقف امامه وقالت:
انا لما اطمنت ان بهير نزل راح الشركة قلت اجى اسئلك احضر شنطتى زى ما كنت طلبت منى علشان اروح اقعد فالشقة هناك ولا عاوزنى اقعد هنا. بقلمى منى أحمد حافظ
ازداد توتر نبيل بسبب اقتراب آلاء منه ووجد نفسه يحدق بها طويلا فابتسمت آلاء وهى تنظر له واضافت بصوت هامس اودعته نبرة أغواء وفتنة:
نينو هو انا ينفع استئذنك فحاجة.
اطاحت آلاء بتعقله حين همست بأسمه بأغواء كامل فقال لنفسه يا قلبك يا نينو بقى تجمد قلبك على الرقة دى كلها وتكسر بخاطرها انت تستاهل اللى بتعمله فيك.
مدت آلاء اناملها ولمست ساعد نبيل ليجفل كمن مسته النار وبادلته آلاء النظر ببراءة فعلم انها تنتظر اجابته فقال بصوت اجش :
عاوزة تستئذنى لايه.
خفضت آلاء عيناها ارضا وتعمدت خفض صوتها تماما فلم يستطع نبيل سمع صوتها فمال اكثر بوجهه ليسمعها وهو يقول لها:
مسمعتش يا آلاء عاوزة ايه.
قربت ولاء فمها من عنقه وتعمدت التنهد وقالت بهمس :
كنت بقولك ينفع انزل شركة بابا اساعد آسر لحد ما آنس يرجع علشان أقدر بعد كدا اتولى الشركة لما آسر ياخد اجازة شهر العسل .
سلبته تعقله وتلاعبت به فلم يشعر الا وهو يومأ براسه لها وهو يدير وجهه ليقابل وجهها وفع كفيه واحاط بهما وجهها ورجف قلب آلاء فهى لم تضع فى حسبانها أن يتأثر نبيل الى هذا الحد , ارتجفت آلاء حين مرر نبيل اصبعه فوق شفتيها وازداد ارتجافها حين ضمها وتشبثت به حين رفعها وأوقفها فوق قدميه فنظرت له بتيه فمال على اذنها وقال:
من زمان وانا نفسى اعمل الحركة دى معاكى اوقفك على رجليا وتقربى منى اوى بالشكل دا وو. الموناليزا
تاهت بين عيناه ويداه فسئلته وهى تحدق بعيناه :
و ايه .
لثم نبيل عنقها فاطلقت آلاء صراح انفاسها التى حبستها بداخلها لينهى نبيل معاناته معها ويقبلها ومضت الثوان ببطىء تزيد من تقاربهما سويا حتى استعاد نبيل وعيه وابعدها عنه وأحست آلاء انها سلبها قلبها للمرة المائة فنظرت اليه وقالت بصوت مهزوز:
نبيل أنا بــ..
هز نبيل رأسه وهو يضع أصبعه فوق شفتيها يمنعها من قول أعترافها وقال:
قبل ما تقولى اى حاجة انا عاوزك الاول تجاوبينى على سؤالى يا آلاء علشان انا عاوز افهم ممكن تصارحينى وتقوليلى أنتى جيتى البيت عندنا من الاساس ليه وانتى عارفة ان والدى طلب ايدك ليا كان غرضك ايه من كل اللى عملتيه كنتى عاوزة توصلى
