رواية #سندريلا_في_بيتى
الحلقه*الرابعة*
بقلم منى احمد حافظ
*صفعة نبيل*
🍂🍂🍂🍂
أرتفع صرير عجلات سيارة آسر و توقف و هو يغمض عيناه بقوة و مضت دقائق لم يخترق الصمت اى صوت فتح آسر عيناه على مضض
و حدق بالفتاة التى وقفت سيارته قبل ان يمسها بإنش واحد و رأها و قد غطت وجهها براحتيها فزفر بحدة و غادر سيارته ووقف
امام الفتاة التى مازلت على وضعها بجسدها المنتفض فمد يده و ابعد راحة يدها عن وجهها فرفعت الفتاة وجهها و حدقت به و ابعدت عيناه عنه و نظرت بإتجاة السيارة فأعاد آسر وجهها اليه و رفع حاجبه بسخرية و قال :
بقى في واحدة عاقلة فالدنيا و هى بتعدى الطريق و في عربية جاية عليها تخبطها تقف لها و تغطى عنيها بايديها ممكن تفهمينى معنى ايديك اللى على وشك دى ايه بتدعى فسرك انك تصحى من الحلم و لا بتعملى ايه بس هقولك ايه ما انتى ماشية سرحانة بتدورى فشنطتك على حاجة و مش منتبه للعربيات و ..
و هنا استعادت الفتاة التى لم تكن سوى بسمة كامل وعيها بعدما ايقظها تقريظ آسر لها و أثار حفيظتها فأنطلق لسانها كالمدفع الرشاش و قالت :
حيلك حيلك يا أستاذ انت ايه هو خدوهم بالصوت هو سيادتك بتلوم عليا انا انى بعدى الطريق و انا سرحانة و مش منتبهه و مش عجبك انى بغطى عنيا علشان مشفش نفسى و انت بتخبطنى عموما هقول ايه ما البعيد مكنش شايف نفسه اصلا حضرتك اللى كنت مش شايف ادامك من الاساس تسمح بقى تقولى حضرتك كنت بتعمل ايه و انت سايق عربيتك .. بقلمى منى أحمد حافظ
ارتبك آسر و أشاح بعيناه عنها فهو أيضا ملام معها لعدم انتباهه للطريق فأزدرد لعابه و حك مؤخرة عنقه بحرج و قال :
يعنى الموبايل بتاعى رن فوقع منى و وطيت اجيبه و بعديـــ ..
قاطعته بسمة بصياح عال بعدما رفعت سبابتها في وجهه و قالت :
شوفت شوفت اهو وطيت تجيب موبايلك اللى وقع منك فالدواسة و مكنتش شايف ادامك يعنى مش انا اللى غلطانة و دلوقتى اتفضل اعتذر لى على توبيخك ليا..
رمقها آسر بعينان متفحصتان و لاحظ قصر قامتها و ضعف بنيتها و شعرها البنى القصير الذى أظهر طول عنقها و انتبه لبسمة بتدفعه بسبابتها و تنهرة قائلة :
ايه يا استاذ انت بطل بحلقة فيا عموما انا مش عاوزة منك اى اعتذرات عن اذنك..
ابتعدت بسمة عنه و لاحقها آسر بعيناه و هى تقف على جانب الطريق تبحث عن شىء ما في حقيبتها فأتجه اليها و مال عليها من علوه و قال :
هو انتى بتدورى على ايه ..
نظرت له بسمة بحرج و قالت :
اصل بصراحة عربيتى عطلت على الجنب التانى و لما جيت اتصل بأخويا علشان يجى ياخدنى لاقيت موبايلى فصل شحن وو ..
صمتت بسمة و قد احمر وجهها بقوة و لاحظها آسر فقال يخفى اعجابه بخجلها :
و ايه طيب لو محرجه تطلبى موبايلى تكلمى اخوكى انا معنديش مانع خدى الموبايل عادى يعنى انتى زى اختى ..
نفت بسمة برأسها و خفضت عيناها ارضا و قالت :
انا مش حافظة الرقم لانه لسه مغيره من فترة قريبة ..
هز آسر رأسه و قال :
تمام يبقى هعتبر نفسى زى اخوكى و علشان اثبت لك حسن نيتى هتصل لك بواحد ميكانيكى شاطر بيصلح لى عربيتى لما تعطل يجى يشوف العربية و يصلحها و لو حابه اوصلك انا المكان اللى انتى عوزاه و صاحبى لما يخلص العربية هيوصلها لك لحد البيت ها قولتى ايه ..
فتحت بسمة حقيبتها و اخرجت مفتاح سيارتها و سلمته له و قالت بحرج :
انا مش عارفة اقولك ايه بس بجد انا متشكرة اوى لاهتمامك و عموما لو العطل بسيط هستنى لما يخلصها ..
اومأ آسر و اخرج هاتفه من جيبه و اتصل بصديقه و تحدث معه و ابلغه بمكان السيارة و انهى الاتصال و التفت الى بسمة و قال :
ربع ساعة بالكتير و يكون هنا متقلقيش ..
تنهدت بسمة و قطبت حاجبيها حين تذكرت موعدها الذى تأخرت عليه بسبب تعطل سيارتها و لاحظ آسر تقطيبتها فقال :
على فكرة مش حلوة تكشيرتك .. الموناليزا
حدقت به بسمة بحرج و خفضت عيناها فأبتسم آسر لحركتها و اردف :
يعنى اللى خلانى اقول كدا ان في ناس مش مكتوب لها انها تكشر او تزعل يعنى وشها لازم يكون بيضحك و بس و انتى من النوع دا وشك اتخلق للضحك مش للتكشيرة..
و صمت آسر حين ادرك انه يتغزل بها فاشاح بوجهه عنها و لاحظت بسمة حرجه فأبتسمت و ابتعدت عنه و استندت على سيارته و انتبه آسر لفعلتها فخطى بإتجاهها و قال :
لو تحبى تريحى جوا العربية مافيش مانع يعنى بدل ما تفضلى واقفة علشان متتعبيش ..
استجابت بسمة لدعوته و جلست بداخل سيارته ووقف آسر بالخارج و قال :
على فكرة انا معرفتكيش بيا انا آسر ..
اومأت بسمة بأبتسامة و قالت :
بسمة ..
اتسعت ابتسامة آسر و قال :
شوفتى وجهة نظرى كانت صح مينفعش البسمة تكشر ابدا ..
ارتبك كلاهما و ابتعد آسر حين لمح صديقه فاشار اليه ليبقى على جانب الطريق الاخر و اسرع اليه و سلمه مفتاح السيارة و عاينها صديقه و التفت اليه و قال :
دى حاجة بسيطة ربع ساعة بالكتير و اصلحها ..
حدق به آسر بغموض و مال عليه محدثا اياه فابتسم صديقه و أومأ برأسه و هو يشرأب بعنقه في محاولة منه للنظر الى بسمة و لكن لكمة آسر جعلته يضحك و يقول :
خلاص يا عم روميو اتفضل روح للست جوليت بتاعتك و انا هخلص العربية و اوديها عند بيتكم اظن كدا اكبر واجب ..
ابتسم آسر و اسرع مبتعدا و قطب جبينه حين أقترب من سيارته و قال حين همت بسمة بالخروج :
خليكى يا بسمة اسمحى لى اقولك بسمة يعنى انتى زى اختى و كدا المهم العربية فيها مشاكل كتيرة و هتاخد وقت فأنا بقول تركبى معايا اعمل مشاورى على السريع و بعدين اوصلك بيتك فاى امان و بالنسبة للعربية صاحبى اول ما يخلصها هيبلغنى و انا هتصل بيكى و اخليه يجيبهالك لحد البيت و متخافيش هو امين فشغله ..
عقدت بسمة حاجبيها و زفرت بضيق و قالت :
تخيل ان العربية لسه جديدة اصلا انا مستغربة انها عطلت من الاساس ..
ابعد آسر عيناه عنها و قال :
عادى على فكرة ساعات كتير عربيات جديدة بتعطل يعنى ممكن يكون تصميمها معقول لدول تانية غير مصر و لما بتيجى هنا بتعطل المهم ممكن بقى تنقلى للكرسى اللى جانبى و لا سعادة بسمة هانم عوزانى ابقى السواق بتاعها النهاردة ..
تركت بسمة مقعدها الخلفى و استدارت و جلست في المقعد الامامى و تولى آسر القيادة و قال و هو يمد لها يده بهاتفه :
ياترى بقى حافظة رقم موبايلك و لا نسياه زى رقم اخوكى ..
نفت بسمة و قالت و هى تسجل رقمها في هاتفه :
لا متخافش رقمى سهل و بسيط و مش بيتنسى و انا سجلته ليك و دلوقتى بقى قولى مشوارك فين علشان متأخرش انا فالرجوع ..
اجابها آسر و هو يحدق بالطريق امامه :
مشوارى سهل و بسيط على فكرة انا كنت رايح الكافية اخد ملفات اراجعها فالبيت يعنى تقدرى تقولى مش هنغيب اكتر من نص ساعة و هو بالمرة اعزمك على حاجة حق ما كنت هخبطك بالعربية ..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
و في قصر جويد لم تستطع ولاء البقاء ساكنة خاصة بعدما تركتها بسمة و أجلت اخبرها بمؤامرة والدها التى سمعتها لحين عودتها من الخارج فغادرت
غرفتها و اتجهت الى مكان بعيد من حديقة القصر و جلست متوارية بين الاشجار و لم تلحظها نهاد التى غادرت في نفس التوقيت ووقفت على مقربها منها تتحدث في هاتفها فسمعتها ولاء تقول :
اسمعينى كويس يا تولين انتى لازم ترجعى مصر النهاردة قبل بكرة علشان انتى لو اتاخرتى عن كدا يبقى مش هتطولى نبيل و لا حتى فالاحلام جويد
خلاص رتب امر جوازه من بنت الادريسى مستنين بس لما ترجع من سفرها و دى فرصتك انتى تيجى وتقعدى فالقصر و نرتب اى حاجة تحصل بينك و بين نبيل و نخليه ادام الامر الواقع
هو و جويد و يتجوزك يا كدا يا تخليكى بقى اغسلى صحون برا براحتك طول عمرك و متستنيش منى اى مساعدة تانى كفايا اوى الفلوس اللى ببعتهالك كل اسبوع لحد كدا ها قولتى ايه ..
صمتت نهاد قليلا و اصغت الى حديث تولين و عادت لتقول و هى تبتسم :
تمام هبعتلك تذكرة السفر و هبعتلك العربية المطار تجيبك و اه اوعى تنسى انا قولت لهم
انك بتدرسى فن النحت فايطاليا اوعى تغلطى بقى و تقولى انك اترفدتى من الكلية هناك و اشتغلتى فمطعم فاهمة يلا بقى سلام قبل ما حد يسمعنى و انا بكلمك ..
و ابتعدت نهاد و كتمت ولاء انفاسها و هى تحدق في اثر نهاد و عقدت حاجبيها بكراهية تجاه ما سمعته من دناءة و غادرت ولاء مكانها و قد عزمت على
ابلاغ نبيل بما سمعت حتى يأخذ حذره من مؤامرة نهاد عليه و تسللت ولاء الى غرفة نبيل و ولجت سريعا اليه بعدما
بحثت بعيناها في الجوار عن احد و اغلقت الباب خلفها و لكنها لم تجده بالغرفة و عقدت ولاء حاجبيها حين جالت بأرجاء الغرفة و لاحظت تنظيمها و نظافتها و همت ولاء بالمغادرة حين غادر نبيل مرحاضه ملتفا بمنشفته و رأى ولاء فهتف بأسمها بتعجب و قال :
ولاء انتى بتعملى ايه هنا ..
استدارت ولاء و حدقت به و استدارت و هى تخفى عيناها بيدها بعدما لاحظت عريه و صاحت بحرج :
انت ازاى تخرج من الحمام كدا ايه مش مكسوف من نفسك اتفضل البس اى حاجة بسرعة .. بقلمى منى أحمد حافظ
رفع نبيل حاجبه بسخريه و اتجه صوب مرآته و سحب فرشاة شعره و قال :
على فكرة دى اوضتى يعنى انا مفروض انى حر فالاوضة بتاعتى اقعد فيها بالشكل اللى انا عاوزه و موضوع مش مكسوف من نفسى دى فاحب اقولك لا انا مش مكسوف انما لو انتى مكسوفة فتقدرى تخرجى ..
حكت ولاء رأسها و سحبت نفسا و استدارت و نظرت الى وجهه و قالت :
ما انا مش هينفع اخرج الا لما اقولك على اللى عندى بس على فكرة انا لا فتانة و لا حاجة انا هضطر اقولك بس علشان انت صعبت عليا و محبتش اشوفك بيتعمل فيك مغرز و تقع فيه و انت مش عارف ..
التفت نبيل بوجه متجهم اليها و قال :
مش فاهم ما توضحى كلامك مغرز ايه و كلام ايه اللى عندك ..
صمت نبيل بعدما شعر بالغضب يتسلل اليه حين تذكر اتفاق والده على زواجه المدبر و خطى باتجاه ولاء ووقف امامها و قال :
اتكلمى علشان انا معنديش صبر للالغاز وضحى تقصدى ايه ..
لم تنتبه ولاء لحديث نبيل معها بعدما اقترب منها و لاحظت عضلاته البارزة فازدردت لعابها بعدما انتبهت لتحديقها به و احمر وجهها و كادت تخفض
عيناها للاسفل و لكن يد نبيل التى رفعت وجهها اليه ليحدق بعيناها جعلتها لمسته ترتجف فعلقت ولاء عيناها بعينه و قال بصوت مهزوز :
بص انا مقصدتش انى اسمع يعنى انا كنت زهقانة فطلعت قعدت وسط الورد و بعدين نهاد هانم لاقيتها قربت من مكانى و ماخدتش بالها منى و سمعتها بتكلم واحدة اسمها تولين و ..
اوقفت ولاء كلماتها بتوتر حين رأت عبوس نبيل الذى ازداد و لاحظت تنفسه المتسارع من حركه صدره و سمعت صوته يقول :
كملى نهاد كانت بتكلم تولين بتقول ايه ..
أغمضت ولاء عيناها حين شعرت بانجذاب نظراتها لصدر نبيل و قالت :
طلبت منها تنزل مصر و قالت انها هتبعت لها تذكرة الرجوع علشان علشان ..
لم تتمكن ولاء من قول باقى حديثها لحرجها التام بعدما احست بسخونة انفاس نبيل على وجهها و حين همت بالابتعاد منعتها يد نبيل التى احاطت بخصرها فشهقت و رفعت يداها ووضعتها على صدره لتدفعه
و لكن ما ان لمست صدره العارى حتى صعقت تماما و فاجأت نفسها بأنها لم تدفعه عنها كما كانت تنتوى و انما حدقت بوجهه و وجدت نفسها تقص عليه كامل مكالمة نهاد و لاحظت بيداها تصلب جسده و ابتعد عنها نبيل بغضب و اولاها ظهره و قال بحدة جعلتها تنتفض بذعر :
اطلعى برا يا ولاء دلوقتى مش عاوز اشوف حد ..
احست ولاء بالاهانة لطرده اياها هكذا فاسرعت بمغادرة الغرفة لترتطم ببهير الذى استغل ارتطامها به و حاوطها بذراعيه و عجزت ولاء عن دفعه عنها
و نظرت له و رأت ابتسامته المتبجحة و احست بانفاسه على وجهها فدفعت بركبتها عاليا لتنال منه بضربة اسفل الحزام جعلته يبتعد و يأن و يسبها فوقفت ولاء امامه شامخه و عقدت ساعديها و قالت بصوت صارم :
اللى يسمعك و انت بتشتم يقول عليك مشفتش ربع ساعة رباية فحياتك و اللى يشوف تصرفاتك الوقحة يقول انك استحاله تكون ابن جويد بيه و بلاش اقولك انك بتصرفاتك دى بتهين نفسك و تقلل من كرامتك كراجل ..
حدق بها بهير بغضب و قال :
انتى فاكرة نفسك مين يا بت انتى ايه يا ماما انتى نسيتى نفسك انتى حته خدامة هنا متسواش ازاى تتجرأى و تكلمينى كدا ..
تمالكت ولاء اعصابها و نظرت له باستحقار و قالت :
اللى متسواش دى متربية احسن منك بكتير يا ابن الذوات و لتانى مرة بقلك ابعد عنى احسن لك لان المرة الجاية صدقنى تصرفى مش هيعجبك نهائى و انا بحذرك البت الخدامة دى عندها القدرة اللى تخليها تربيك من اول و جديد .. الموناليزا
همت ولاء بالابتعاد عنه و لكنه اوقفها بقبضه على ساعدها و قوله :
لا بصراحة انا كدا خوفت منك بقولك ايه يا ولاء تقدرى تقوليلى انتى خارجة منين دلوقتى ها اقولك انا خارجة من اوضة نبيل اخويا ووشك احمر و اظن يعنى المحترمة المؤدبة اللى مش عاجبها انى اتنازل
و اجى جنبها كانت فاوضة راجل غريب بصى انا معنديش مانع ابقى انا و اخويا معاكى يعنى زى ما انتى بتبسطيه ابسطينى معاه و انا مش هبخل عليكى و هدفعلك زيه و يمكن اكتر منه كمان ..
انتفخت اوادج ولاء غضبا و احتقن وجهها بشدة لحديثه المهين لها و نظراته التى جالت فوق جسدها و لكنها سرعان ما تمالكت اعصابها و تركته دون ان تجيبه بعدما استقر عقلها على كيفيه عقابه و النيل منه ..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
انهى آسر عمله سريعا و عاد الى طاولة بسمة التى اجلسها فيها و ابتسم لها وقال :
انا خلصت ها جاهز اروحك ..
وقفت بسمة و بادلته الابتسامة و سارت بجانبه و جلست بجواره في سيارته و قد نال استحسانها بأسلوبه في الحديث معها و معاملته لها و شعرت انها أمام رجل يماثل أخلاق شقيقها نبيل و أخذ آسر يحدثها
عن صديقه الذى يساعده في اعمال الكافية الادارية ووجدت نفسها تقص عليه بعض من حياتها ولكنها لم ترغب في ان يعلم بهوية والدها حتى لا يعالمها
بطريقة اخرى و طلبت منه بسمة ان ينزلها بعيدا عن منزلها حتى لا يراهما احد من حرس القصر ووعدته ان تتصل به في أقرب وقت و تمهلت
بسمة في خطواتها و بعدما تاكدت من ابتعاده اسرعت في خطاه وولجت الى داخل القصر و تسللت الى غرفة ولاء و طرقت بابها و دلفت اليها و لاحظت بسمة عينا ولاء المنتفخة فجلست بجوارها وقالت :
مين زعل القمر و خلاها تعيط بالشكل دا ..
قصت ولاء عليها ما حدث و نظرت لها وقالت :
بعيدا عن سفالة اخويا بهير بصراحة كدا و من غير ما تنفعلى انتى حبيتى نبيل اخويا مش كدا ..
حدقت ولاء بوجه بسمة و أكد عقلها و قلبها في آن واحد على تصريح بسمة و خفق قلبها بقوة فوقفت و اجهت صوب نافذتها و قالت :
و حتى لو حبيته يا بسمة هو مش بيحبنى لا بشخصيتى دى و لا التانية يعنى حبى ليه مالوش اى فايدة و علاقتى معاه مش هتنفع و حقيقى انا شايفة انى لازم امشى من هنا قبل ما اخسر اكتر من قلبى خصوصا ان اخوكى بهير مش هيسكت عليا و انا اول مرة اخاف من حد كدا ..
تبعتها بسمة و وقفت بجوارها و ربتت على كتفها وقالت :
بس انا مش معاكى فانك تمشى يا لولو و شايفة ان وجودك هنا هيصلح حاجات كتير اوى خصوصا بعد الحركة اللى عملتيها فماما بصراحة ماما بعد ما نزلتى الصبح لاقيتها بتطلب من شوشو انها تشوف حد متخصص علشان يراعى توستا و يخلى باله منها و دا دليل ان ماما خافت لاحسن اللهو الخفى ينزل عنها حاجة تانية تقلل منها و انا بصراحة مش عاوزة اللهو الخفى دى يبطل و يبدأ يركز مع كل واحد هنا .. بقلمى منى أحمد حافظ
التفتت ولاء الى صديقتها و نظرت لها بحيرة وقالت :
مش فاهمة ممكن توضحى انتى عاوزنى اعمل ايه بالظبط ..
اتسعت ابتسامة بسمة و لمعت عيناها و قالت :
يعنى علشان اللهو الخفى دا ميتكشفش انا هقولك يعمل ايه و يعلم على كل واحد هنا ازاى و اهى فرصة يفوقوا شوية لنفسهم و يعرفوا ان الناس كلها مخلوقين من طين ..
و قرابة الساعة الثانية تسللت ولاء بعدما اخفت ملامحها جيدا و اتشحت بالسواد خلف بهير حتى وصلت الى ذلك الملهى الليلى الذى يتواعد مع اصدقائه ليلتقوا به و اخذت تلتقط له و لاصدقائه العديد من الصور
و سارعت بالعودة قبل ان يكتشف احد مغادرتها و لم تلحظ نبيل الذى رأها تتسلل الى غرفتها فتبعها وولج خلفها و انتفضت ولاء حين اغلق الباب خلفه ووقف ينظر لها بغضب فقالت بحرج :
حضرتك هنا ليه فالوقت دا ..
رفع نبيل حاجبه بسخرية و قال و هو يجلس على المقعد امامها :
المفروض ان انا اللى اسئلك كنتى فين و راجعة فالوقت دا يا انسة ..
ارتبكت ولاء امام سؤاله و نظراته فاتجهت الى فراشها و جلست و قالت بهدوء :
عاوز الحق و لا ابن عمه ..
جعلتها نظرات نبيل تستدرك حديثها و تقول سريعا :
بص بلاش البصات دى علشان انا مش زى ما فكرت فيا انا خرجت و كنت عند واحدة
صحبتى و أتاخرت عندها علشان كنت بساعدها في تنضيف بيتها علشان اهلها راجعين من السفر و قلت يعنى اهو قرش يساعد و ابعته لاهلى هما محتاجين لكل قرش بكسبه ..
زفر نبيل بارتياح ووقف و قال :
انا هصدقك يا ولاء علشان انتى بنت كويسة و انا نظرتى متخيبش بس بعد كدا متخرجيش بالليل و لو محتاجة لاى فلوس انا هديلك اللى يكفيكى بس متخرجيش تانى اتفقنا ..
اومأت ولاء بحرج لكذبها عليه و أقرتب نبيل منها و اوقفها و قال :
ولاء هو انا لو عملت حاجة هتبان ادام الناس غلط بس هتبقى قلم ينزل على وشهم يفوقهم ممكن تسامحينى عليها .. الموناليزا
حدقت به ولاء بحيرة وحين همت بسؤاله باغتها نبيل و اخرج منديلا من جيبه ووضعه فوق انف ولاء و احاطها بذراعه الاخر و اتسعت عينا ولاء بخوف
و رائحة المخدر تتسلل الى عقلها ليتراخى جسدها بين ذراعيه و حملها نبيل و اتجه بها صوب غرفته ليمددها فوق فراشه و هو يحدق بها و همهم معتذرا :
سامحينى يا ولاء انا عارف ان ملكيش اى ذنب بس انتى الوحيدة اللى تليق بالعيلة دى علشان تفوق لنفسها ..
و حل الصباح و حلت معه صياحات نهاد التى وقفت وسط غرفة نبيل تصرخ بقوة منادية قاطنى القصر و اندفع على اثر صرخاتها جويد و اولادها بهير و بسمة إلى داخل غرفة نبيل ووقف الجميع محدقين بولاء
القابعة بين احضان نبيل بصدمة و خوف بعدا ان اخفى جسدهما بغطاء فراشه و هم جويد بسحب ولاء من بين ذراعي نبيل فصاح نبيل به بقوة و هو يحمى ولاء منه و قال :
ابعد ايدك عن مراتى يا بابا ..
