رواية صراع_الاحفاد
الفصل 🌸 الثالث
وقفت تنظر إليه بأعين متسعه ودموع لامعه داخلها وهي تنتظر رداً منه علي ما سمعته، ظل يبلبل شفتيه ولا يعرف ماذا يقول، اقترب منها بخطوات بطيئه ثم قال بتلعثم :- حسناء إنتي إنتي
خرجت دموعها من بين مقلتيها بغزارة وهي تقطعه بصوت متحشرج :- أ أ أنا سمعت سمعت كل كلامك كل كلامك يافهر.
وضعت يدها علي فمها تحاول أن تجمع صوتها :- أنا أكيد فاهمه غلط إنت مستحيل تعمل فيا كده
أمسك بيدها وطبع قبل حانية عليها ثم ضم وجهها بيده قائلا :- مستحيل ياحسناء والله إنتي فاهمه غلط
حسناء بتساؤل :- مين اللي كنت بتكلمها؟
رفع فهر رأسه لأعلي بيأس وهو يقضم شفتيه ثم ضغط عليها بقوه قبل أن يقول باستسلام :- أريج أختي
قضبت حاجبيها وهي تقول بدهشه :- أختك! إنت عندك إخوات غير رنا؟
أومأ رأسه لأعلي ولاسفل :- أيوه
تابعت حسناء بنفس التعجب :- طب و لما هي أختك ليه بتكلمها زي اللي بيسرق كده
التفت فهر وأسند علي بكفيه علي السور :- ما ينفعش أكلمها غير كده لأنها بنت فريده وحسين. ورنا وعمر لو عرفه مش بيعيد علاقتنا تنتهي وأنا مش هقدر أختار بينهم أريج طيبه ونقيه من جواها مش زيها وفي نفس الوقت رنا وعمر معاهم عذرهم الحرمان اللي شافوه مش قليل وهي اللي زرعت ده حسبي الله ونعم الوكيل فيها
هاجر محمد. حبيبة
وقفت حسناء جواره وهي تنظر الي يدها التي يقبضها بغضب حتي ابيضت، رفعت يدها وأمسكت بيده ثم رفعت رأسها إليه بحب ومواسها :- أنا أسفه
أمسك فهر بيدها بين راحتيه :- علي إيه؟
وضعت حسناء رأسها علي صدره :- إني خليتك تفتكر فريده وتفتكر وجعها ليكم
ضمها فهر وهو يقول بحقد وكره :- أنا عمري ما نسيت فريد ولا نسيت عمايلها ولا هنسي
..............................................................
علي طاولة العشاء :-
وضعت الملعقه التي بيدها علي السفره ونظرت إلي والدتها :- مامي
نظرت إليها وهي تلوك الطعام في فمها وتهز رأسها تحسها علي الكلام فتابعت هي :- أنا هسافر الصبح مع صحابي كام يوم
اومأت بعدم اهتمام :- أوك
نهضت بحزن من علي الطاوله وهي تري أنها مهمله من الجميع الذي لا يهتمون بشيء سوي التخطيط والمكائد حتي يحصلوا علي ما يمكله فهر وأوله هي وكأنه ليس إبنا لها ولا يعنيها بشئ؟!
........................................................................
في قصر النعمان وبالتحديد في الجناح الخاص بليث وعشق
أغلقت عشق الدفتر الخاص بالصغير زهره ثم قبلتها بحب :- كده خلصنا النهارده يلا خدي أسماء وعلي اوضتكم علشان نصحى بدري
قفزت الصغير من علي المقعد ثم ذهبت إلي ليث الذي ينفث سيجاره بشراهه :- تصبح على خير يا بابا
انخفض ليث يقبلها إلا أنا الصغيره ابتعدت بتقزز وضيق :- بابا ينفع تسيب دي وأشارت علي السيجاره التي بيده، وتباعت بنفس الطريقه : ريحتها وحشه وكمان بتجيب أمراض وحشه
ابستم ليث رغما عنه وألقاها من يده ثم حمل زهره وقبلها بحب :- حاضر أسف.. خلصتي كل ال home work اللي عليكي
زهره بطفوله :- أيوه ماما عشق خلصته كله معايا وكمان الميس بتاعتي بتقولي إني ممتازه جدا وأشطر واحده في ال class كله
قبلها ليث ثانية وهو يمدحها بفخر :- طبعاً لازم تكوني أشطر واحده مش بنت ليث النعمان
قاطعتهم عشق وهي تقف مكتوفة الأيدي :- يلا يازهرة علي أوضتك علشان تلحقي تنامي
_خرجت زهره من الغرفه وليث يتابع تحركات عشق التي يظهر علي الضيق والإنزعاج
وقف أمامها وهي ترتب كتب الصغار بغضب فأمسك بها ثم قال بهدوء :- مالك؟ متعصبه كده ليه؟
ازدادت عصبيه وهي تنظر إليه وتهدر بغضب :- بتسأل مالي مش عارف فيه إيه ولا بتستهبل يعني؟
هز ليث كتفيه وهو يدعي عدم الفهم :- لا مش عارف! هرمونات حمل ولا إيه
نفضت يده عنها ثم قالت بعصبيه وصوت مرتفع نوعاً ما :- بقالك زياده عن شهرين ما أعرفش عنك حاجه وجاي تقولي مالي لا أعرف كنت فين ولا مع مين ولا بتعمل ايه وجاي عادي كده تقولي مالك
ليث بهدوء :- كان عندي شغل وكنت بكلمك
عشق بغضب :- شغل إيه اللي يخليك طول الفتره دي بره شغل إيه اللي ما حدش من اخواتك يعرف عنه حاجه هو مش إنت زيك زي جاسر وفهد ولا هو شغل خاص
هاجر محمد. حبيبة
احتدت نظرات ليث وهو يقول بنره صاخبه :- صوتك ما يعلاش ياعشق وإنتي بتتكلمي معايا وكمان أنا مش في تحقيق أنا أعمل اللي أنا عايزه ومش مجبر إني أقدملك تفسير لأي حاجه
تجمعت الدموع في عينيها ولم تستطيع التفوه بكلمه فقط أخفضت رأسها بحزن وهي تقول بهمس :- أنا رايحه أنام مع البنات بعد إذنك
..........................................................
في الصعيد لوحت بيدها وهي تودعهم وظلت تتابعهم حتي اختفت سيارتهم ثم ركبت سيارتها وتحركت إلي مركز الشرطه، وصلت إلي المكتب الخاص بها وبفريقها لتجد الرائد سليم جالسا بمفرده
ألقت تحية الصباح ثم جلست علي مقعدها
نهض الرائد سليم :- تشربي قهوه معايا
أومأت رنا بابتسامه :- تمام قهوه ساده
بادلها الإبتسامه ثم ذهب وعاد بعد فتره وهو يحمل كوبين من القهوه وجلس أمامها
ارتشف سليم من القهوه ثم بدأ بالحديث :- أنا ممكن أسألك سؤال؟
أومأت رنا بموافقه :- أكيد طبعاً
تابع سليم قائلا :- فيه حاجه شخصيه بينك وبين هارون لأن بصراحه حاسس إنك بتدوري وراه بشكل مبالغ مع إن ما فيش أي شيء يثير الشبوهات حواليه
نظرت رنا إليه بحاجب مرفوع ثم قالت بشك :- أفهم من كده إنك بتدافع عنه وبتحامي له ولا إيه
هز رأسه بنفي :- لا طبعاً أنا مش بحامي له ولا حاجه مجرد سؤال
قوست رنا فمها وهي تهز رأسها لأعلب ولأسفل :- آآه طيب ومجرد جواب أنا مش دكتورة أسنان أنا ظابط شرطه في مكافحة التهريب .. عندي حاسة الشك قويه أوي بعرف اشم ريحة المجرم من علي بعد أما الشبوهات بقي ياحضرة الظابط فإحنا اللي بنخلقها وندور عليها مش بتظهر قدمنا من العدم وأنا أكيد ما كنتش هتنقل الصعيد وأسيب مصر إلا لو كنت متأكده إني بجري وراء حقايق ومعايا أدله ملموسه ... شكر علي القهوه ويلا نتحرك لأن عندنا شغل كتير
نهضت رنا وتحركت إلي الخارج وتابعها سليم بإعجاب وهو يري فيها حماس وشغف لعملها لم يراه من قبل في أي فتاه....
............................................................ .........
ابتسمت بخجل حينما فتحت عينيها لتجد نفسها بين أحضانه، شعرت به يحرك رأسه فعلمت أنه استيقظ لتغمض عينها بسرعه وهي تتمني أن ينهض من جوارها دون أي كلمه
أما هو فشعر باضطراب أنفاسها وأيضا رموش عينيها ليبتسم ابتسامه عريضه وهي يراها تمثل النوم، اقترب منها ثم همس بجوار أذنها :- فتحي عيونك
أغمضت عينيها بقوه أكثر وهي تهز رأسها برفض ثم قالت بخجل مميت :- أ أ أ أخرج يافهد لو سمحت أخرج
أخذ يقهقه بصوت عالي علي منظرها ثم قال ببراءه :- كل ده علشان كام بوسه بريئه أومال هتعملي إلي لما نوصل ل ليفل الوحش
نهضت مسرعة جالسة وهي تشعر بحركة يده علي جسدها ثم ضربته علي صدره بقوه :- إحترم نفسك و و والله إنت إ إنت قليل الأدب أوي أوي بجد
ركضت إلي المرحاض وهي تستمع إلي ضحكاته المستمتعه بحالتها هذه.. أغلقت الباب ثم أرخت جسدها عليه وابتسمت بسعاده لم تشعر بها في حياتها وأخيراً ستشعر بلذة الحياه التي حرمت منها كل شيئ منه أصبح يأخذ بقلبها وعقلها أصبحت تعيش معه في عالم آخر هي الآن تري العالم به وتراه فيه.
...........................................
أمام الغرفه كانت هناء تلقي بأذنها علي الباب تكاد تخترقه بأذنها لتستمع إلي حديثهم فقط يصل اليها صوت قهقهات فهد ليزيد من اشتعال نار الغيره والكره علي رهف. شهقت بفزع حينما سمعت صوتا من خلفها يقول بحده :- واقفه كده ليه ياهناء
ارتبكت وتلون وجهها إلي الأصفر من شدة خوفها وهي تري ليث يقف خلفها ينظر إليها بوجه غاضب ولم تعرف ماذا ترد فأخذت تُتَهتِه في الكلام :- ك ك كنت جايه أنادي ف فهد ومرته ع علشان الفطور ب ب ب بس ش شكلهم بيصلوا ولا حاجه ما بيردوش ك ك كنت نازله دلوجتي
........................................................
صوت كركرت الشيشة ودخانها الكثيف يخرج من فمه وانفه يجعلها تشعر بالغثيان والتقزز منه تتمني لو تأتيها الشجاعة وتمسك بها لتكسرها فوق رأسه وتجعله أشلاء وتتخلص منه ولكنه الغول اسما ووصفا انتبهت إلي صوته وهو يقول بحنجرته الغليظه :- عارف بتفكري في ايه يازينه نفسك تجتليني وتخلصي مني علشان ترجعي الحبيب الجلب خالد صوح
ابتلعت ريقها بخوف ونظرت إليه بنظرات متردده ثم قالت بتلعثم متجاهله جملته الآخيره :- أني عاوزه أشوف أمي اتوحشتها ونفسي أملي عيني منيها
وضع الشيشه في فمه ورد بعدم اهتمام :- بعدين
نهضت أمامه وهتفت بصوت مرتفع :- بعدين إمتي أني اللي خلاص زهجت من اللي أني فيه ارحمني بجي وهملني لحالي
ألقي عصا الشيشه من يده ونهض هو الأخر بحده وأمسك بفكها السفلي بين كفه الغليظه بقوه وهتف وهو يقرب وجهه منها :- صوتك ما يعلاش وما تنسيش نفسك أمك دي ممكن أخليكي تدعي لها بالرحمه حالا
نظرت إليه بصعفت وخرجت الدموع من عينيها بغزارة ليبتسم وهو يتابع :- أيوه إجده إعجلي يابت الناس وما تخلينيش أوريكي الوش التاني للغول
أنهي كلامه وهي يقربها منه بيده ويعتصرها في قبلة دامية غير مهتم لحالتها ولا لدموعها. أما هي فكانت تلعن نفسها بداخلها وتتذكر خالد الذي كان يرسم لهما حياة وردية فأغمضت عينيها بقلة حيلة وهي تحدث نفسها :- سامحني ياخالد مش بيدي ياجطعه من جلبي
هتف صوت خارج المحجر :- في أوامر مستعجله ياغول
ابتعد عنها الغول ثم مسح فمه بساعده وهو يتأملها بابتسامة صفراء :- رجعلك يازينة الغول
هاجر محمد. حبيبة
خرج الغول بهيئة جديده وصرامة ووجة عابث ونظر إلي الرجل الذي ينتظره في الخارج :- إيه اللي عندك
رد الرجل بهمس بينه وبين الغول قائلا :- ميعاد التسليم الليله الساعه 2 بعد نص الليل
اومأ برأسه ثم هتف بصوت جاف :- جهز الرجاله وخليهم يكونوا مستعدين
أخرج هاتفه وضغط على عدة أرقام ثم وضعه علي أذنه يستمع إلي رنينه حتي آتاه الرد :- أيوه ياهرون ميعاد التسليم اتغير انهارده الساعه 2 بعد نص الليل جهز رجالتك إنت التاني دي صفقة العمر يعني ما عاوزش غلطه فاهم.
..................................................
في الصعيد وبالتحديد في دوار العمده هارون جلست تترجي إبنها ببكاء تكاد تنخفض إلي قدمه لتقبلها :- أبوس يدك يا خالد بعد عن مهران والغول ياولدي أني ماليش غيرك في الدنيا دي
أمسك بيدها وقبلها بحب وهو يقول :- أبوس يدك إنتي يا أم خالد ما تعمليش فيا إجده أني مش هجدر أهمل زينه والله ياأما أني من غيرها هموت
نظرت إليه بحزن ونهرته بأسي :- وأني ياخالد وأني ياولد بطني ما ع تفكرش فيا واصل ما ع تفكرش إني بعد ابوك ما عدليش غيرك أني اللي كسرت صبايا وعمري كله عليك عايز تحرج جلبي عليك ليه ياولدي
انحني إلي رأسها مقبلا ايها قائلا :- وحج لا إله إلا الله ما حد في الكون يتحط معاكي ياما في جلبي بس أني ما هجدرش أشوف الفساد والظلم ده وأسكت والله ما هجدر أني سمعت هارون بوداني وهو بيتفج علي صفقة سلاح هيدمر بيها الناس وياعالم كام نفس هتموت بسببه وكام أسره هتتشرد واطفال هتتيتم بسبب سكوتي ده همليني ي أم خالد الله يرضي عليكي
ترك يدها وخرج رغما عنها لتنتحب هي ببكاء وترجي :- بلاش ياخالد بلاش ياولدي بلاش أبوس يدك
................................................ ................
إبتسمت بإشراقة وهي تري إسمه يزين شاشة الهاتف فردت بسرعة :- أيوه ياحبيبي وصلت
فهر :- لسه واصل حالا وأول حاجه عملتها إني كلمتك روحتي الجامعه
شعر حسناء فجأة بآن الأرض تدور بها فجلست بسرعه وحاولت جاهدة أن تبدو طبيعيه في حديثه معه :- أيوه ياحبيبي وعندي محاضرة دلوقتي والدكتور دخل لازم أقفل
هاجر محمد. حبيبة
فهر :- ماشي ياحبيبتي أول ما تخلصيها كلميني مع السلامة
أغلق معها ليشعر بيد أريج علي كتفه :- بتكلم حسناء طبعاً
أومأ رأسه بابتسامة بسيطه :- أيوه هي.
أبتسمت وهي تنظر إليه :- واضح في عيونك ونبرة صوتك وانت بتتكلم عليها إنك بتحبها أوي
ازاددت ابتسامته وهو شارد في تخيله لها :- أنا تخطيت الحب من زمان وجود حسناء في حياتي حاسس ان ما فيش وصف يكفيه ولا كلام يوفيه عمري ما اقتنعت بالحب غير لما شوفتها ولا توهت فيه غير في عيونها بني آدمه فيها كل الصفات اللي تخليها تاخد عقد احتكار لقلبي مدي الحياة
إبتسمت أريج وشعرت بدموعها الساخنه علي وجنتها من تأثرها بكلام فهر :- ربنا يسعدكم يارب وما يفرقش بينكم أبدا
ربت فهر علي وجنتها بحب :- وما يحرمنيش منك ويرزقك بالإنسان اللي يسعدك ويعوضك عن كل ظلم عشتيه
أبتسمت وهي تتعلق بيده :- أنا مكتفيه بيك انت يلا بقي لإني ميته من الجوع وبصراحه جرعة الرومانسية الزايدة دي جوعتني زياده
ابتسم وهو يضربها بخفه علي رأسها :- ماشي يالمضه يلا بينا.
.....................................................
أمسكت برأسها وهي تشعر بأنها لا تستطيع أن تنهض علي قدميها حاولت جاهدة أن تتماسك لكن ما ان فردت طولها حتي شعرت بجسدها يرتخي رغما عنها فاستسلمت وخرت مغشيا عليها أرضا.
تجمع بعض الطلاب المحيطين منها حولها وكان أولهم ذلك الدنجوان الذي رفع رأسها علي صدره وأخذ يرش عليها الماء ويضع القليل من الروائح النفاذه في أنفها حتي استعادة وعيها قليلا بعد فتره
فتحت عينيها بضعف وهي تشعر بألم رهيب في رأسها وتعب وخمول في أنحاء جسدها.
انتفضت بسرع ما ان رأت الوضعيه التي هي عليها، أمسكت رأسها بألم وهي تنظر إليه بغضب :- إنت إزاي تمسكني بالطريقه دي يامتخلف إنت
نهض أمامها وهو يقول بأسف مستعار :- سوري بس أنا اتصرفت بعفويه حسب الموقف اللي قدامي
أخرجت هاتفها بضعف بعد أن ألقت عليه نظره ساخطه دون
التعليق علي كلامه وطلبت رئيس الحرس الذي ينتظرها خارج
الجامعه :- معلش ياكابتن وليد هتعبك معايا تتدخلي جوه لإني تعبانه شويه
وليد برسميه :- ثواني يافندم ونكون عند حضرتك ... أغلق
معها وفتح ال GPS من علي هاتفه وما هي إلي دقائق بسيطه حتي وصل أمامها
نظر وليد الي هذا الشاب الذي يقف أمامها يحاول الحديث معها
وهي تجلس بتعب ولا تستطيع حتي ان تبعده او تبتعد عن المكان
هاجر محمد. حبيبة
دخل وليد برسميه ومد ذراعه أمام حسناء يحجب بينهما وهو
يوجه نظراته إليه بغضب ثم أشار إليها باحترام :- اتفضلي حضرتك علي العربيه
دخلت حسناء الي السياره بينما نظر وليد إليه وهتف نبره
محذره ومخيفه :- دي ما تقربش منها تاني أحسن لك فاهم
ثم تركه وهو يبتلع ريقه بخوف وهو يري كل هذه الحراسه
والهيلامان الذي حولها ففكر انها ربما تكون ابنة وزير او رئيس
أو ما شابه فليكن من مصلحته أن لا يقترب فهي ليست كبنات
الجامعه اللاتي يقعن فريسة تحت انيابه.
...........................................................
_الشرطه ياسيدي هارون الشرطه جايا
صرخ بها أحد رجال هارون ولكن قد فات الأوان فقد أعدة لهم
ابنة النعمان وجهزت لهم بالمرصاد ولكن الغول وهارون لن يستسلموا بهذه السهوله
اختبأ الغول خلف أحد السيارات وأمر رجاله أن يطلقوا
الرصاص وكذالك هارون ليتحول المكان إلي ساحة فقط
أصوات الطلقات هي التي يتردد صداها في المكان
تأمل هارون رنا من بعيد وتعرف عليها فهتف من بين أسنانه
بغل :- برده يابت النعمان لساتك ما حرمتيش والله لأحرج
جلبك عليها باجابر
صوب سلاحه نحواها بحرفيه وأطلق رصاصة عرفت طريقها
مباشرة واستقرت داخل.............
.................................................................................
مرت عدة أيام علي غيابة وها هو اليوم قد عاد إليها خرجت
من غرفتها بعد أن رأت سيارته توقفت بالخارج فركضت
مسرعة نحوه بخفه متجاهله هذا الدوار الذي يداهمها
_فتح ذراعيه يستقبلها بشتياق وكأنها ابتعدت عنه لسنوات
وضمها بشده متجاهلا وجود حنان وعمر
ضربت حنان عمر علي كتفه :- شايف اتعلم من أخوك شويه
بدل ما انت عامل فيها فرقع لوز اجده
كتف عمر يديه وهمس لها بغرور :- أهو فرقع لوز اللي مش
عاجبك ده بنات مصر كلها هتقطع نفسها عليه يابنتي ده إنتي
لازم تبخري كل يوم علشان ما تتحسديش ... وسعي بقي لما
اشوف جوز العصافير دول .. اطلق صفيرا عاليا وهو يقترب منهم :- نحن هنا ياشباب
ترك فهر حسناء ونظر إليه بضيق :- طول عمرك رخم وبتفصل في وقت غلط
ضحك عمر وهم أن يرد عليه إلا أن صرخة حنان التي اطلقتها وهي تنطق باسم حسناء اوقفتهم :-
حسنااااء
هاجر محمد. حبيبة
لحق بها فهر وامسكها من خصرها قبل أن تسقط ثم حملها
بقلق وهتف باسم وليد الذي يقف بالقرب منه :- وليييد اطلب الدكتور بسرعه
أسرع وليد إليهم بسرعه :- هي مدام حسناء تعبت تاني
نظر إليه فهر بتساؤل :- هي تعبت قبل كده
وليد بتوتر :- أيوه يافهر بيه تعبت من كام يوم في الجامعه لكن هي قالت إنها بقت كويسه
فهر بعصبيه :- وإزاي ما تبلغنيش بحاجه زي كده حسابك معايا بعدين كلم الدكتور حالا
....................................
أظلمت عينيه وشعر بأنه علي وشك ارتكاب جريمه وهو يسمع
الطبيبه تهنئه بقدوم مولود جديد :- مبروك يا فهر بيه مدام حسناء حامل في الشهر الأول
علي عكسها تمامآ فقد أشرق وجهها بسعاده وترقرقت الدموع
في عينيها من فرط سعادتها. وضعت يدها علي بطنها بعدم
تصديق وهي تنظر إلي فهر :- ف ف فهر سمعت الدكتوره
بتقول إيه أ أ أنا حامله هبقي ماما أنا هبقي ماما
احمرت عينيه من شدة الصراع الذي بداخله ولكنه رسم
ابتسامه رغما عنه وهو يمسك بيدها :- مبروك ياحبيبتي... هوصل الدكتوره وارجع لك
........................
في نهاية الممر وقف أمام الطبيبة ونظر إليها بنظرة اربكتها
ثم قال بلهجه قاتله تجردت منها كل أنواع الرحمة :- عايز
الجنين ينزل من غير ما حسناء تعرف!!!
