رواية في قبضة الامبراطور الفصل الثانى عشر12والثالث عشر13بقلم ميار عبد الله


 في قبضة الامبراطور

الفصل الثاني عشر


اسبوع كالنعيم عاشه مع تلك المرأة المليئة بالأسرار


اسبوع عرف طعم مذاقها اللاذع وحلاوتها الحارة التي تلهب حواسه المتأججة


اسرار ليست كائن بارد او ثلجي ... هي امرأة تعرف قدرها جيدا وتعرف كيف تحرق الرجل الذي امامها ... وهي احرقته ... شتته ... جعلته لوهلة يفقد تركيزه ويتشتت من ذلك الانسجام والكيمياء التي بينهما ...


لوهلة ظنها طفلة في عالم الكبار ... ظنها عذراء لا تفقه اساليب المرأة .... لكن اللعنة كيف استطاعت ان تجمع بين الأثنين ؟؟!!!!


تذكر حينما استيقظ في الصباح ليجد الفراش حوله باردا ... حك مؤخره رأسه وهو ينزل بقدميه العاريتين الي الارضية الباردة ... استقام بجذعه مرتديا بنطال قصير متجولا في بيته الذي تسكنه تلك المرأة


تتبع عبق رائحتها الهادئة التي تغزل بها دون وعي منه ليلة زفافهما في اذنيها ... كان يسترضيها بأكثر درجة لتعطيه ما لم يتوقعه ابدا من تلك الهيئة الباردة الظاهرية ، فرك عيناه بخمول ليسقط بصره علي قدها الرشيق الذي حفظه بيديه وشعرها المعقوص ... غمغم بصوت اجش ينبهها بوجوده


- صباح الخير


قابلت عيناه عيناها الصقيعتين اجفل بشدة وعقد حاجبيه بضيق ... تلك المرأة معقدة بشدة ... تمتمت بنبرة باردة


- صباح الخير


دلف الي المطبخ ورائحة القهوة تثير اشمئزازه راها واضعه كوب اخر بجوار ماكينة القهوة له وهي بمنامتها تجلس امامه بكل برودة اعصاب ... تأفف بحنق


- مش بحب القهوة بحب الشاي


لعقت شفتيها بحسية واشتعلت نيران في اوردته لترد بنبرة باردة


- للاسف اتعودت عليها ... عندك الشاي وعندك رجلين وايدين


استفزته ... ربااااه بأقل مجهود استفزته ... هو الذي كان سابقا ترتمي النساء تحت قدمه طالبين منه نظرة فقط ليترفع عنهن ...تأتي تلك المرأة التي تجاوزت الثلاثين بمنامتها التي يرغب في تمزيقها والذهاب بها الي غرفة نومهما ليري اشتعال تلك العينان الباردتين


اقترب منها والشرر يتطاير من عيناه ... امسك عضديها بخشونة جعلها تترك كوبها وتستقيم واقفه امامه .. مرر بصره ما اسفل عنقها ليشيح وجهه زافرا بحدة ، هذا ما ينقصه حمالات واسعة تكشف الكثير .. صاح بقوة


- تعالي


وللعجب راها مستسلمة وهو يجرها اليه .. فتح احدي الدولايب واخرج عدة الشاي الخاصة به وقال حينما حشرها بالرخام البارد وجسده المشتعل كالجمرات


- لما اصحي بحب اشرب شاي علشان يعدل مزاجي ... والنهاردة هعلمك ازاي بعمله ومن بكرا دورك


يلفح بأنفاسه الحارة في عنقها ليبدد ذلك الصقيع من جسدها وما حصل عليه مجرد رجفة واستكان جسدها كالرخام بين يديه ... وضع الماء المغلي علي النار ووضع حبات الشاي وقلب بالمعلقة ليتناولها وهو يديرها اليه لتسقط عيناها علي صدره العضلي


تمتمت بصوت هاديء


- من غير سكر ؟


غمغم بغموض شديد وعيناه معلقة علي شفتيها


- مين قالك من غيره


وعلي حين غفلة ترك الكوب علي الرخام واحكم وثاقها وهو يلف يده بخشونة علي خصرها ليأخذهما في عناق جعل جسدها يلين كالعجين ... هذا ما شعره يقسم انه شعر بها تستلم له بحرارة


ابتعد زافرا بحرارة وغمغم بصوت اجش


- دلوقتي اخدت السكر


رفعت حاجبها وهي تبتسم بسخرية وعيناها لفهما الصقيع مرة اخري .... كاد ان يزهق عنقها وهو يراها تسير بتبختر امامه وساقيها العاريتين تكاد ان ترديه صرعي ... غمغم بصوت اجش


- عايزة تتفسحي فين ؟


تمتمت بنبرة لا مبالاية


- اي حته مش فارقة بس لازم يكون فيه شبكة علشان اعرف اتواصل مع تغريد واعرف اشوف المسدج علي اللاب


نيران ... نيران اشتعلت في عيناه وهو يصيح في وجهها صارخا


- انتي جبتي شغلك لهنا ؟


اومأت موافقة وهي ترد بسخرية


- يوم اغيب فيه الشركة هتنهار


صاح بخشونة وهو ينفجر في وجهها هادرا


- فين تليفونك


لم ترتجف يديها اثر غضبه ... لم يتحرك بها انشا حينما خرج مارده .. بل ببرودة اعصاب اشارت الي هاتفها الموضوع علي الطاولة ليتناوله بعصبيه وهو يكسره بيديه ... اتسعت عيناها ثم لا شيء بعدها


لا انفجار يترقبه


لا نظرة نارية


لا عتاب


لا سخط


مجرد ابتسامة سخيفة ... ليقول ببرود


- كدا احسن ... قولتلك ان ده شهر عسلي الاول ومضطرة انك تتعايشي معايا في كل شيء


ثم رمق الطاولة التي تنبه ان بها اطباق طعام لا يتغيسها .. طعام يشبه طعام منزل عائلته ليقول


- والفطار ده اللي مبيأكلش بني ادم يتغير من بكرا .... عايز فول وطعمية علي السفرة وشوية مخللات لزوم التحبيش


اتسعت عيناها بدهشة ثم قالت


- وده اجيبه من فين ؟


اجاب بجمود


- ام سعيد ربنا يكرمها فاتحة مشروع للاكل واكلها نضيف متخافيش علي معدتك ... هبعتلك رقمها علشان تعمل حسابها لبكرا وهجيبلك تليفون غير اللي كسرته


ابتسمت ببرود وقالت


- اي اوامر تانية


نظر الي شعرها المعقوص ... وقال بجفاء


- شعرك افريديه قدامي


ثم عيناه هبطت بحسية الي منامتها وقال بصوت اجش


- لبسك هيكون علي ذوقي انا جوا البيت وبرا البيت .. جيبك دي تنسيها مش مسموح لحد يشوف جسم مراتي


وضعت كوبها علي الطاولة والتفت اليه مغمغة


- ما تنقبني احسن


لاقت فكرتها الساخرة استحسانه ... هز رأسه وقال


- اكيد هعمل كدا واخليكي قاعدة في البيت


وجاءت تلك النيران


لقد ضاق بها ذرعا وهو يجدها تنفجر في وجهه صائحة بنبرة جامدة


- سراج انا ساكته مش علشان انا مش قادرة عليك


تألقت عيناه ببريق مشاكس كونه اخيرا ظفر بما اراد وقال بأستخفاف


- هتعملي ايه ؟


تحدت عيناه بتحدي صارخ ... تلكأت كلامتها وقالت


- ببساطة ادمر عيلتك


اقترب منها يشرف عليها بطوله يذكرها في النهاية كونها انثي


انثي وهو رجل ... بدائيته هي ما سوف تسير في النهاية


اقترب مربتا علي خدها بأستخفاف وقال


- عيلتي انا اولي بيها مش هنشحت مثلا لو اخدتي الشركة


ثم اقترب يلفها في محيط دائرته ... عيناه تدرس كل لحظة من عيناها التي تبرق بغموض ليقول بصوت هاديء


- بنتقمي ليه منهم


تلك الغيمة التي تلألأت حدقتيها جعلته اشد اصرارا علي ان يزيل ما بينهما من حواجز وكل ذلك بدافع ......؟!


الفضول ... مجرد فضول لتلك الانثي الغريبة التي تثير دهشته حينما سمع همستها الهادئة الخالية من اي سخرية


- وقت ما تكون في صف محايد ساعتها لينا كلام تاني


اغمض جفنيه وهو يتنهد ... اسبوع مر ولم يقدر ان يظل معها في بيت واحد طيلة اليوم ... سينتهي به الامر ان يضرب كل شيء بعرض الحائط وسيمارس بدائيته معها ... لكن يعلم تلك الطريقة لن تفلح معها ... لأول مرة لا يعلم ما هو مفتاحها ؟!


تري ما هو الطريق للوصول اليها ؟!


استقام من مكتبه ورغم نظرة الدهشة لموظفيه لم يعبأ لهم .. ألتقط مفاتيحه وغادر من اشباح تحاول الوصول اليه ... اشباح اسرار التي لا تهديء ابدا !!


*************


ثالث مرة تفعلها ... تلك المرة هي المرة الاخيرة التي ستصنع بها الكنافة


رغم تذوقها لما صنعته واعجاب هنادي ومحمد للمرتين السابقتين لكن لا يلاقي استحسان ذلك النرجسي ابدا ... الشيف العظيم يرغب جودته تقارب جودة ما يصنعه


تمتمت ببرود وهي تراه يهم بتذوق طبقها


- ليا حلة ورق عنب


نظر اليها بأنفه ليغمم بسخرية


-لنشوف


تذوق اول قضمة وتلكأ في مضغها ... اقتربت متحفزة لرأيه وهي تراقب تعابير وجهه الجامدة لتسمعه يهمس


-حلو بس


والكلمة التي رفعتها لتلامس السماء خسف بها ارضا ، كفي حقا ... نزعت مريولها وهبت في وجهه صارخة بعنف


- متعرفش تقول كلمة حلوة للاخر ... دي تالت مرة اعملها


عيناه الراكدتين اكثر ما يثير سخطها ... انه لا يهتم بها ... لا يهتم بما تفعله ولا مجهودها .. اصبحت معتكفة المطبخ في المنزل ورائحتها تفوح منها رائحة البيض والدقيق وليس عطر الزهور ... اظافرها تكسرت ولم تهتم بهما ... ويا الهي شعرها اصبح متقصف واصبح لونه باهتا ، حبست زمجرة تزأر بها حينما رد بجمود


-العصبية مامنها فايدة ياشيف.....نحن هون مابندور على اكلة ناكلها بس نحن بندور على الافضل والافضل بضل .....شغل الولاد والمجاملة مانها مسموحة هون ياآنسة


انتهي الامر عند ذلك الحد ... تفحصت غرفة مكتبه وتلك الجوائز اللعينة التي حصل عليها لتضرب سطح المكتب بيدها صارخة


- تمام شيف


واشتعلت عيناها بشرر ألجمه ورأي تلك القساوة المحفورة في وجهها وهي تقول


- انا بقي تعبت ... لانك شخص مغرور جدا و مش طايق دبان وشه ... حتي مش عارف تقول كلمة حلوة او تشجيع ليا من اول ما بدأت


واستدارت مغادرة مكتبه ... ستغلق صفحة تلك الهواية للأبد وستعود الي برجها مرة اخري ، استمعت الي نبرته الغاضبة يهدر بصوت مرتفع تقسم ان العاملين في المطبخ استمعوا اليها


- تعالي لهون


امسكت مقبض الباب وحينما دارت علي عقبيها أجفلت انه يتقدم نحوها بسرعة مهولة ، تراقص قلبها وعزف معزوفة الخطر لتهمس بنبرة حادة


- شوفلك حد غيري تتشخط فيه مش انا يا نزار الشامي اللي تتكلم معاها بالاسلوب دا


عيناه الراكدتين عادت للاشتعال مرة اخري ... احدهما حرك مياه الراكدة لتثير دوامات بهما ... امسك ذراعها بخشونة وقربها منه ليهمس بنبرة قاسية جعلت ساقيها تتخبط برعب


-مافي وحدة تجرات ترفع صوتا عليي


لكنه لا يعلم من هي رهف الغانم ولا اي دماء تحملها ... حاولت ان تنزع ذراعها من براثنه لتشهق وهي تري يده الاخري القاسية تحطم ذراعها اللين ... تألمت وكادت ان تنفجر باكية لتهمس بصوت متحشرج


- سي السيد ولي عصره يا شيف وسيب دراعي


اقترب ينظر الي عيناها التي استحالت الي عينان مذعورتين وجسدها يرتجف بشدة وهو يقول


- تزعلي متل الولاد الصغار هالشي مو مسموح فيه هون


عضت علي شفتها السفلي ويداه تزداد قسوة لتهمس بصوت متألم


- مش انا تحت اختبار وكل مرة بفشل فيه ... خلاص ماشية بكرامتي


انفجر صارخا في وجهها يهزها بقوة


-بطلي شغل الولاد الصغار واصحي لحالك


اطلقت اهة مؤلمة وانفجرت في البكاء وهي تتوسله بنحيب


- انت بتوجعني


اهتزت حدقتاه وسارع بنبذها عنه وابتعد عدة مسافات يمسح بها وجهه ... رفع عيناه يراقبها تحتمي ذراعيها بحماية وصوتها الباكي جعله يسب نفسه ... ما الذي دهاه اجن هو ؟!


لم يتقرب من امرأة طيلة حياته بذلك التقارب الحميمي ... بعثر خصلات شعره ومسح علي شاربه ولحيته وهو يعتذر بصدق قائلا


- اسف


لم تكف عن البكاء ولا عن احتضانها لذاتها ... وكأنه ... شعر كأنه علي وشك ارتكاب جريمة معها ... استغفر سريعا وهو يغمغم بصوت حاني


رهف اسمعيني انا مسؤول عن المطعم ....واي شيف بتكاسل بشغله مارح يضل .....سمعة المطعم من سمعتي .....مو بعد ما صارت مستوى المطعم ممتاز انزله....المطاعم بضل تنافس بعض في حجم الوجبة او كميتا والطعم واحد....بس هون لا


حاولت ان تستجمع شتات نفسها وتتذكر انها قد هربت من براثنه ... ذلك الجرذ العفن لم يعد موجودا .... عضت شفتيها السفلي تتحكم في اعصابها التي انهارت علي يديه لانه لو ظل فقط مقتربا لدقيقتين ربما سيحدث ما لايحمد عقابه ... لا تريده ان يعرف ماضيها المخزي ولا احد من العمال


رأته يقترب مرة اخري لكن بحذر ... تري عيناه التي يشع منهما قلقا صادقا وتري تشوشه وعدم قدرته علي تهدئة الوضع لتهمس وهي تمسح دموعها


- مبعرفش اعمل غير حلويات خفيفة ... وفريال الحت عليا اني اجي هنا وانا عارفة اني مش بعرف اطبخ لكن دي هواية اكتشفتها من فترة .. حاجه بتخرجني من المود حتي لو طلعت محروقة او مسكرة او ناشفة


قدم لها كوب ماء لترتشفه بهدوء ... وصمت كلاهما والوضع اصبح غير مجدي .. كانت علي وشك ان تقدم اعتذارا لما فعله معها طيلة الايام ورغم فشلها ستشكره وتغادر غير عائدة الي مطعمه مرة اخري لكنه سبقها وهو يقول بنبرته الناعمة الحانية


-من اليوم رح تكوني تحت اشرافي لحتى يكون الك مطبخ رح تساعديني في الاطباق يلي تروح على طاولة الزباين


جحظت عيناها وهي تهز رأسها نافيا كالبلهاء ... ما يقوله ذلك المجنون ؟!


انها تعينت رسميا في مطعمه .. لقد كانت علي وشك المغادرة لتهمس


- انا لا


صاح بنبرته الجامدة وقد عاد السيد الطباخ العظيم لاستبداده


- غيري المريول والحقيني رح نبلش شغل ورح علمك كيف بتنئي الخضرا الطازة


وقرر وضعها امام الأمر الواقع لتجده غادر من غرفة مكتبه الي مكان التقاءهم للعمل ... فغرت فاهها كالبلهاء وهي تراه يختفي من بين اجساد العاملين ... اين سقطت واي غباء اصبحت تمتلكه لتوافق بأذعان ملحقه اياه الي العمل الجاد !!!!


***************


اجتمعوا يا نساء


ربما سطور الحكاية لم تبدأ في زمننا الحالي .. لكن لا ضرر من العودة الي الذكريات التي لم تغب عن عقلي للحظة.


قبل عدة سنوات سابقة ...


تلك الليلة كان مختلف فيها معي ... تلك الليلة قابلت بها وحشا وليس انسانا


تلك الليلة التي شعرت ان ادميتها مهانة !!!


دلفت الي حجرة النوم لتبصره جالس علي الاريكة وعيناه بها شرر ناري ... اقتربت منه بلهفة قائلة بخوف


- عزيز


تقابلت عيناه التي بهما شيئا لم تبصره ... ازدردت ريقها بتوتر وجف حلقها حينما قام من مجلسه صائحا بعنف وهو يمسك خصلات شعرها الطليقة تحت يده


- كنتي بتضحكيله ليه ها ؟ ... فاكرة ملكيش راجل هو انتي فاكراني *** يا ******


الكلمات انهالت عليها كقذائف نارية ملتهبة في قلبها ... بقدر الوجع الجسدي الا انه هناك وجع اخر اختبرته معه من كلماته السافلة في حقها ... انفجرت صارخة في وجهه وعقلها لا يصدق ما قاله في حقها


- انت مجنون انت ازاي تكلمني بالطريقة دي


اختلج عضلة فكه وهو ينظر الي ما ترتديه ... ذلك الفستان الذي سبب في جنون المستثمر ، جرها خلفه كالبهيمة وهي تحاول بأقصي جهدها ان تتخلص من يده التي تنزع خصلات شعرها من فروة رأسها ، القاها علي الفراش العريض لتتسع عيناها بخوف شديد وهو ينزع حزام بنطاله قائلا


- والله لاوريكي


جحظت عيناها بقوة حينما رأت ما ينتويه واي غريزة حيوانية راغبا في فعلها ، صاحت بصوت مرتعش وقد خذلها لسانها للانفجار في وجهه


- انت اكيد جرا في مخك حاجه


شق الفستان الي نصفين وتبعه ملابسها الداخلية وداخله يصرخ بتأديبها ... راقب مفاتنها الظاهرة وكم تأسف الي ما سـ يشوه جلدها الناعم المغري ليقول بجنون


- اكيد وانا شايفك بتضحكيله


هل هذا الشخص هو من أحبته ؟ ... هل من الممكن أن يتغير الشخص من ليلة وضحاها ؟


تمتمت بنبرة مرتجفة وهي تشعر بأنامله تلمس جسدها العاري بشئ من الخشونة


- احنا كنا في حفلة وهو قال شيء وضحكت عادي مش اول مرة


رفع حزام بنطاله وهوي بها علي جسدها لتطلق اهة مؤلمة وصراخ نجدة لكل هل من منقذ


؟


انها تعيش في مكان نائي ... توالت عليها ضربه علي جسدها الذي ينتفض بألم وهو يتمتم بهذي


- الا هو


لم تشعر سوي بأسواط من نار توشم جسدها ... بكهت بقهر شديد وهي تحمي وجهها من بطشه ولسانها يتمتم


- يا حيوااان


زادت عيناه اتساعا ما ان التقط ما تهمس به ... جنون ورغبة جشعة منفرة تكاد تشمها من جسده حينما صاح


- انا بقي هوريكي الحيوان هيعمل ايه


ولم تشعر سوي ان ترك حزام بنطاله جانبا و مارس حقوقه الزوجية معها بعنف ... وسادية اختبرتها معه لأول مرة .


وقتها شعرت ان ادميتها مهانة .... انها يجب ان تشنق نفسها علي ضعفها معه وكل من اجل ماذا بأسم الحب ؟! ... عضت علي شفتها السفلي بألم وهي تتذكر بعد ما اخذه من حقوقه انه ضمها اليه معتذرا بكلمات وانه ليس في وعيه وانه غار عليها !!!


غار عليها حتي كاد ان يقتلها . .. غار عليها ومارس ساديته الوحشية في حقها ... غار عليها وكل ما حدث بسبب ردة فعل لما ارتكبته وهي لا تفقه شيئا مما حدث .


- المك ازاي


افاقت علي همسة قرصانها ... رفعت عيناها وتحجرت دموعها في محجريهما لتهمس


- بكل طريقة بشعة تقدر تتخيلها


انقبضت معالم وجه وقاص وهو يكاد يحطم فنجان القهوة ... ماجت عيناه بالغضب المستعر ليهمس بقسوة


- فين السي دي ؟


هزت رأسها نافية وهي تفكر كم من المهانة التي سيراها ... انه في نهاية الامر سيستحقرها هي لانها هي المخطئة في ذنب نفسها ... هي من سمحت له بالتمادي ما ان لطم وجهها وكل ذلك بأسم الغيرة لتقول نافية


- مش دلوقتي يا وقاص


صمتت للحظات وهي تشيح وجهها بألم هامسة بصوت صادق


- هبعته يوم ليلة جوازنا علشان تكون عارف انت بتمشي في اي طريق


كل كلامها يجعله يفكر في منطقة لا يود ان يفكر بها ... يقسم انه لن يرحمه اطلاقا


تلك الحمائية والدفاع الشديد وكأنها له وتنتمي منه نبتت منذ فترة قصيرة كحال لقائتهم


ضيق عيناه وهو يتفحص ما ترتديه بتذمر شديد ... اللعنة انها ترتدي قميص اسود طوله لا يتجاوز الثلاثين سم والباقي مكشوف امامه بسخاء ، اشاح بوجهه وتبرم ساخرا


- تراجعتي


تحاول التفكير لما هو من اقحمته لذلك الطريق ... لانها مجرد تريد ان تكون مطمئنة وانها ستصبح تحت جناحه ؟! ام لأنها رأت به اشياء انسانية كثيرة هي اشتاقت اليها بقوة


هو يضع نفسه في النار رغم انه لا يعرفها جيدا ... من هو ذلك الرجل ؟


- مش عايزة نظرتك تتغير عني يا وقاص ... انت الوحيد اللي مش هستحمله


بريق اسر خطفها وجعلها تشعر بتلك الاضطرابات في معدتها حينما همس


- اشمعنا انا ؟


ردت بصراحة شديدة اصبح يعتاد عليها في تلك الايام التي يمضياها معا


- وقت ما اطلقت من عزيز هربت في كل مكان بمساعدة جيجي ... كانت اول ما بتحس بخطر عليا من بحث عزيز ليا بهرب لبلد تانية لحد لما زهقت وجيت مصر وعرفت موضوع رهف واللي حصل


صمتت ولمعت عيناها ببريق لامع وهي تهمس بنبرة ناعمة


- عرفت انه قد ايه انك شخص مختلف تماما عنه ... غيور وحامي لعيلته وفخور بيها واختك هي ثابته قدامك وبتحاول تعيش حياتها عادي جدا لانها عارفة انك في ضهرها


ابتسامة واسعة زينت ثغرها وهي تنظر اليه بأمتنان شديد وكأنها تشكره علي وجوده في حياتها ... غمغم بهدوء


- رهف اللي مرت بيه مش سهل ... في يوم وليلة فقدت صاحبتها قدام عينيها وبأبشع طريقة ممكن يشوفها الانسان لما يتخلي الانسان عن ادميته ويتحول لمجرد حيوان بيلبي غرائزه


اختض قلبها بعنف واصبح يخفق بهلع واستحال وجهها للشحوب وهي تري عيناه ... ربااااااااه لقد كانتا رائقتين متي تحول وجهه الي نيران من الجحيم ؟! ، همست بصوت مرتجف جاهدت ان يكون جامدا


- درس عمره ما هتنساه لكن هتابع حياتها


يعلم ان اسئلته عذاب خالص له ولها ... لكنه يريد ان يتخلص من هواجس ماضيها بأسرع وقت ليقول


- قد ايه كنتي عايشة في العذاب ده


اغمضت جفنيها وهي تتخيل ما ستقوله ... سالت دمعة واحدة من عيناها وبدأ الضعف يقسو عليها لتهمس بأرتجاف


- مشوفتش تحوله غير لما اكتشفت بالصدفة انه ..... مش قادرة


تهشم الفنجان من يده لتنظر اليه بصدمة وهي تري انسيال الدم من كفه انتفضت جالبة علبة الاسعافات بسرعة قياسية عائدة اليه ... بلهفة شديدة وحذر ادق تفحصت كفه الضخم القابع بين يديها الناعمتين ... نظفت كلا يديه بمهارة وسرعة شديدة ولفت الشال حول كفه لتسمعه يقول


- السي دي يتبعت اخر الاسبوع


توسلته ... تقسم انها حرفيا توسلته بعيناها قائلة


- وقاص انا


صاح بجمود وهو يستقيم واقفا


- فرحنا اخر الاسبوع


جحظت عيناها وشل عقلها عن التصرف لتهمس


- انت اكيد اتجننت


اغلق زر سترته وقال بنبرة صارمة


- فستانك انا متكفل بيه ... وقرايبك سهل اجيبهم هنا خلال ساعات .... واي تغير عايزاه يحصل انا معاكي فيه


تمتمت بذهول وهي تحاول استيعاب انه يلقي عليه اوامره


- للدرجة دي مستعجل انك تعرف ايه في السي دي


تمتم بقسوة شديدة


- مش اكتر من اني اعرف منك لاني مش هرحمه


رفعت عيناها المعذبتين وهمست


- مش عايزة افشل في العلاقة للمرة التانية


صاح بنبرة واثقة


- مش هيحصل...... ولبسك يا فريال


عقدت حاجبيها من تغيره لمجري الحديث ..لتنظر الي ما ترتديه وقالت بعدم فهم


- ماله


صاح بنبرة غاضبة وهو ينظر بضيق الي بنطالها القصير ... القصير جدا في الواقع


- يتحشم ... انا اه راجل وغيور علي اهل بيتي واولهم مش عايز لحمك يبان


احتقن وجهها للمرة الاولي امامه وهي تنظر الي ما ترتديه وتري لما لا يروق القرصان لتهمس ببساطة


- انا لبسي كدا


صاح بقوة


- يتغير يا فريال


نفت رأسها قائلة بنبرة ماكرة


- مش هغيره يا وقاص


وما اجفلها وجعل جسدها يترعش من رأسها لاخمص قدميها تلك النبرة المتملكة التي تسمعها منه يقول بخشونة احبتها .... تقسم انها احبتها لقد اصبحت بلهاء تعترف بذلك


- يبقي لوحدي


اقتربت منه وهي تلكزه بذراعها بخفة مشاكسة


- ااااه من انانية الرجال وتملكهم


لم يجيب ولم يبتسم ، ملامحه ما زالت عابسة ... اقترب هامسا بصوت خفيض


- صدقيني لبسك ده هولع فيه لو لقيتك لابسة المسخرة اللي زي ديه


عضت علي شفتها السفلي وهي ترفع بقامتها لتحاذي طوله قائلة بصوت مغوي


- متأمرنيش يا بيبي .... سلام بقي علشان الحق افتح الصالة


تلك النظرة الأخيرة التي ودعته بها جعلت جيوشه تتراجع ... شبح ابتسامة ظهرت علي شفتيه وهو يري صعودها للغرفة بدلا من خروجها بتلك *المسخرة* خارج حدود المنزل .


*******************


راقبها عثمان وهي ترغي وتزبد وتنهب الارض نهبا ليصيح بنبرة جامدة


- شيراز اهدي بقي


زمت شيراز شفتيها وصاحت بحنق


- اخدها لشقة بعيدة ليه دلوقتي ... سراج ده هيجنني انت لازم تجيبهم هنا


صاح عثمان بلا مبالاة


- سراج طول عمره كده صعب انك تغيره في رأيه


كله بسببه ... كل ما حدث بسببه ، كانت ستتخلص منها في اقرب وقت وبدلا من ذلك زفت ابنها الاخر لها ... صاحت بحدة وهي تنفجر في وجهه


- سكوتك ده هو اللي جابنا ورا ... مش كفاية انك عارف المصيبة ومتقوليش


هز عثمان رأسه بلا فائدة ... لن تتغير شيراز ... لن تعلم ان ما فعله سراج افضل للجميع


- سراج غير ضياء ... عمرك ما تقدري تجبريه علي شيء


صاحت بتبرم


- زي ما وافق علي الجواز


ضحك بخفة ... لا يصدق ما تقوله شيراز ، سراج ويصبح مجبر في السن الذي شارف علي الاربعون ربما ان كان في متقبل عمره كانا يستطيعا ان يضعاه امام الامر الواقع ... استهزأ قائلا


- سراج لو مفكرش في اسرار وانه عايزها مكانش وافق يا شيراز ... مستحيل تقدري تسيطري علي سراج ، شكلك كبرتي يا شيراز وخرفتي


انفجرت صارخة وبرزت عروق وجهها


- عثماااااان


تمتم ببرود اعصاب


- الحق ميزعلش حد يا شيراز هانم .... ابنك لو عرف ايه اللي كنتي بتعمليه لاسرار مش هيسيبك ... كده احسن ليكي وليها وسراج اتصرف صح


شتمت وصاحت


- وفلوسي


هز كتفيه وقال بلا مبالاة تستفزها وتمقتها


- فلوسنا بقت تحت ايدها ده نتيجة غلطاتك


زفرت وهي تري كتلة برود الاعصاب التي تذكرها بأبنها ضياء الراحل لتقول


- وانت ازاي ببرود الاعصاب دي


- بحاول اشوفها من زاوية اخري ... تصبحي علي خير


شيعته ببصرها وعادت تنظر الي الارجاء ، اسرار ليست سهلة ... ولم تعد بتلك الساذجة


سراج رغم انها تحيطه بالاخبار الا انه لم يلقي بالا بأخبارها ابدا ، تري لو اهتم وبحث ماذا سيحدث ؟


ازدردت ريقها وزاغ بصرها لتتوعد لتلك الحية قائلة


- حسابك بيتقل يا اسرار


************


نضـــال


اصبحت تراه من زاوية اخري


السخرية المتأصلة به ما هي الا مجرد قناع يخفي بها المه


لكن هناك غصة مؤلمة ف حلقها كلما تتذكر الاقتراب الحميمي بأبنة عمه


يبدوان متساجمين بطريقة اربكتها وشوشتها وجعلها تفكر هل كان بينهما علاقة حميمة وان كان من طرف واحد فقط ؟!


اقتربت منه وهي تراقب ظهره العريض يدخن بشراهة شديدة ، همست بتساؤل


- هتمنعها


غمغم بخشونة وهو مازال موليا ظهره لها


- فرح


استشاطت غضبا وهي تمسك ذراعه بقوله تديره في مواجهتها قائلة


- بص وجاوبني هتمنعها من بنتها


ملامحه الغامضة جعلها تزدرد ريقها بتوتر ... همست بخشية


- نضال ارجوك ... حقدك ميوصلكش لمرحلة تنسي انسانيتك


رفع حاجبه والقي نظرة الي يدها المتشبثة في ذراعه ليقول


- الحقد بيولد عمي والانسان الحاقد بيفقد كله حواسه ومش بيهتم الا بأنه يصل للي عايزه حتي لو هيقتل شخص


جحظت عيناها وشحب وجهها الي نبرته القاسية ... اغرورقت عيناها بالدموع وانتفضت كالملسوع مبتعدة عن ذراعه ليقترب منها هامسا بأسف زائف


- عياطها اثر فيكي


شعرت بذراعه تحتضن خصرها ، ارتجف جسدها ولعا ما ان مال يقبل عنقها بشراهة لتهمس بأختناق


- حطيت نفسي مكانها


اصابعه ازدادت قسوة وهو يكاد يحطم عظامها اللينة وشفتيه كانت تنهش بقسوة في لحمها ، شهقت بألم وهي تتملص منه وتتلوي بدون فائدة من جسده الضخم مقارنة بجسدها


- نضال سيبني


نظر الي عيناها بقسوة وشرر ذهبي التمعت في عيناه ليقول


- فرح اوعك ... فاهمه اوعك تنسي اللي بينا مهما كان ... انا انسان لا يصلح لاي ست


سمحت ان تطلق دموعها وقد جاءها الجواب صراحة


هو لن يظل معها للنهاية


هو رجل معقد ... وسيعقد حياة كل من يقترب منهم


همست بعزيمة وهي تحتضن جانب وجهه بكفها


- الانسان اللي عنده قناعة من جوا انه هيتغير هيتغير حتي لو كان ايه


ضحك ساخرا وهو ينزع يديها وقال


- كلمتين منمقين ملهمش اي ستين لازمة


صاحت صارخ في وجهه


- هتكرر نفس غلطتك لبنتك ... تخليها تعيش في جو مشحون واب عمره ما شافها ولا عايز يبصلها وزوجة اب مهما تعمل فيها بتكرها وتطلع نسخة منك


تخشب جسد نضال وهو ينظر الي عينا فرح .... ضيق عيناه وهو يسمعها تسترسل في الحديث بنبرة لينة


- عشان كده لو مش قادر ومش عايزها سيبها ... اظن اصعب عقاب للست لما تتحرم من بنتها واقولك انك انتصرت وعاقبتها


اقتربت تنظر الي عيناه تترجاه .... تستجدي منه توسلا وعطفا هامسة


- فكر يا نضال لشمس ارجوك


**********


عاد من عمله بعد يوم شاق قضاه في الورشة ، يقسم ان ذهابه للعمل في الصباح افضل بكثير ان يبقي معها بين اربعة جدارن .... اسبوعان مرا منذ زواجه بها وكل ما يلقيه عليها تنفذه ببرودة اعصاب ... هي لا تعطيه الفرصة ابدا للمشاجرة


وبل طلباته الزوجية تنفذها علي اكمل وجه ... اذا لما يشعر انها ما زالت متباعدة عنه


الانسجام الذي بينهما لم يندمج بها روحيهما معا .. بل شعر انه يعطي وهي تستقبل بصمت فقط .


ابصرها جالسة علي الاريكة تكتب بانسجام تام ....


تلك العادة منذ ان تزوجها كل ليلة يجدها تكتب في اجندة وكل مرة يسألها نفس السؤال


- بتعملي ايه ؟


والاجابة مكررة ... تنطقها ببرود


- سحبت مني اللاب توب وكسرت تليفوني وبالعافية قررت تجيبلي واحد جديد ... بعمل شوية شخابيط في ورق


مرر عيناه من رأسها الي اخمص قدميها ، تأمل قدها الممشوق ومنامتها الشفافة التي اظهرت ثوبها الداخلي من ضمن المجموعة التي اختارها لجهازها .. هي مستعدة ليلتهما الحميمية ... لعق شفتيه وتحفز جسده ليقول


- واضح انك جاهزة


اقتربت منه تسير بتختر اطاح بصوابه ، ضيقت عيناها واجابت بصوت حاد


- بنفذ واجبك


وتأففت ما ان شمت رائحة البنزين المنبعث من جسده ، اشاحت بوجههاا وقالت


- الاكل هيتسخن لحد لما تاخد شاور


ابتسم بتألق وهو يقول بخشونة نازعا قميصه ملقيا اياه علي الارض ، يعلم انها من محبي النظافة بل تحب الاشياء التي تضعها في اماكنها وهذا بعكس طبيعته ... وجدها القت اليه نظرة نارية لتتسع ابتسامته وهو يقول بجمود


- جيبيلي صابونة جديدة قبل ما تروحي المطبخ


اغمضت اسرار جفنيها وكل ما يفعله ذلك الرجل البوهيمي يجعلها تتحفز علي انقضاضه ، كل مرة منذ عودته يلقي حذائه المتسخ بالقرب من باب الحمام ويلقي قميصه متعمدا في الصالة وكل يومين يطالب بالصابونة التي يستحم بها مبتعدا عن سوائل العطر الرجالية الممتلئة في حمامه ...


هو دائما يلقي لها رسالة انه وان زوجها الراحل مختلفين ، رغم الدماء التي تسري في عروقهم الا انه يلقي كلمات سخيفة انه لا يقارن ابدا بزوجها الراحل البارد .


اخذت الصابونة من دولاب التنظيف وسارت الي الحمام لتطرق علي الباب صائحة بصوت بارد وهي تستمع الي صوت المياه


- الصابونة يا


وكتم باقي عبارتها حينما فتح الباب وسحبها فجأه من ذراعها بقوة ليغلق الباب وألصق ظهرها بظهر الباب واشرف عليها بطوله الضخم ... رائحته ما زالت تحمل رائحة البنزين والشحوم تأففت من تلك الرائحة وصاحت بجمود


- انت اتجننت


اقترب بمكر وعيناه يتلألأ منها الظفر ... ليشاكسها وهو يلصق صدره المشتعل الي صدرها قائلا


- قولتلك انا في شهر عسل


التمعت النيران في عيناها وصاحت بنبرة قاسية


- شهر عسل وبتنزل الشغل انت بتهزر يا سراج ابعد خليني اشوف شغلي


تمط حرف السين رغما عنها والراء لا يكاد يسمعها ، غامت عيناه ليزفر بحرارة في اذنها


- انا شغلك من هنا ورايح يا اسرار


اتسعت عيناها الي ما ترغبه عيناه الداكنتين ... أيرغب ممارسه حقوقه وهما في الحمام ؟!! أجن هو ، صاحت بنبرة جافة


- اظن الحاجة دي مكانها في اوضة النوم


اصدر صوتا خافتا ليلمس عنقها بحسية صعودا وهبوطا الي بداية صدرها قائلا


- وانا اختار المكان والوقت اللي يعجبني


ولا تعلم ما حدث الا انها شعرت انها وهو اسفل الدش معه تنهمر المياه علي رؤسهما لتلتصق ثوبها بقرف علي جسدها ... تجمدت ملامحها وهي تبصر ان تخلص من بنطاله وبقي بشورت قصير ، تصاعد الغضب في اوردتها وهي تصيح في وجهه بحدة


- انت عارف قعدت كام ساعة قدام المراية


أيخبرها انها اجمل واشد اثارة والمياة تتساقط بنعومة من راسه ليختفي اسفل قميص النوم الذي التصق بجذعها وبعض الاشياء التي ظهرت تحثه علي الدعوة ،ملس وجنتيها بنعومة وهو يقول بدون وعي متأملا عيناها التي اضحت شفافتين


- متحطيش حاجه علي وشك بتبوظ ملامحك ممكن اكتفي باللي علي شفايفك بس


زمت شفتيها وتمني ان يضرب كل شيء بعرض الحائط ويريها الجنون الذي يرغبه ليسمعها تنظر بقرف الي ثوبها لتقول


- اروح اغير واسيبك تكمل الحمام بتاعك


حررها من حصاره وقال ببساطة وهو يغمز بعيناه الوقحتين قائلا


- اتفضلي


لقد انتصر في جولته الاولي مع امرأته الباردة ... تحمم وتحفز تلقائيا لما سوف ترتديه ، خرج من الحمام ليشم رائحة الطعام وقد اصدرت امعائه زمجره قوية ... دلف الي غرفتهما وفتح الدولاب ،باحثا عن تي شيرت وبنطال قطني ... ضاقت عيناه حينما انتبه الي شيء موضوع بأهمال علي الكومدينو ، اتسعت عيناه بالشرر الناري واسودت عيناه قتامة ليصرخ هادرا بأسمها


اسراااااااااااااار -



في قبضة الإمبراطور

الفصل الثالث عشر 


" شهواني ... هذا ما تستطيع ان تصف بها زوجها الحالي ، شهواني بدرجة انها تصبح متخشبة جراء ما يفعله ، وقح ... فظ .. وستصفق له جراء ما يقوم به لأستفزازها .. انه ينجح في كل مرة في صدع جدارها السميك .. لكن لعبتها ليست معه .. بل مع حماتها العزيزة .. التي حطمتها واذلتها بل وعايرتها امام المجتمع الأستقراطي ، في كل مرة تخبرها انها مجرد لقيطة في ذلك المجتمع المبهرج .. لم تتواني عن اذلالها امام الجميع حتي ضياء الذي كان يكتفي بنظرة لائمة لأمه فقط ... نظرة لائمة لا اكثر ... ليالي كنت اقضيها في فراشي ابكي بقهر اخفي العار عن الجميع بلا سند ولا حماية أب وكأن عمي صدق انه تخلص مني ليجعلني اقع في تلك العائلة ......لكن ذلك المدعو بسراج مريب لحد جعلها تحاول فك احجيته الغامضة "


كانت تصب الماء الساخن في كوب الشاي حتي استمعت الي زمجرته الصارخة تنادي اسمها 


- اسرااااااار


اهتزت يدها لكن سارعت بمنع انزلاق الماء الساخن علي جلدها وسارعت بالوصول اليه لتقول بنبرة باردة


- ايه فيه


قشعريرة دبت في سائر جسدها وهي تنظر الي عيناه الشيطانية ... الشرر يتراقص بجنون في مقلتيه وهو يرفع الاقراص امام وجهها صارخا بعنف 


- ايه ده


رفعت حاجبها ببرود وجيد انه رائها لانها كانت ستخبره بذلك عاجلا ام اجلا ، عقدت ساعديها علي صدرها لتراه يرمي الشريط ارضا ويقترب منها ممسكا عضديها بخشونة صائحا


- بطلي برود اعصابك ده وقوليلي ايه الهباب اللي بتاخديه ده


رغم انامله التي تنهش في لحم جسدها .. تنفسها لانفاسه الهادرة الملتهبة ... عيناه المتوعدة لها بأشد عقاب ، قالت بجفاء


- اعتقد انك اكتر واحد عارف ايه ده


همس بقسوة وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها 


- بتاخديه ليه


تألمت بقوة لقبضته الغليظة لترتسم ابتسامة متألمة علي شفتيها وهي ترد ببرود


- هو انت متوقع مني انا اجيب طفل منك


تأوهت بصوت خافت وهو يلصقها في ظهر الخزانة واشرف عليها بطوله الضخم وكل عضلة في جسده تنبض بقوة ليصيح 


- اسرار اتقي شري


رفعت رأسها للسقف تأخذ نفسا باردا خاليا من اي عبق من رائحته المستفزة لترد


- انت قولت كل ليلة استناك علي سرير الزواج ومرفضتش انا كمان مش عايزة اي شيء منك


تخشب جسده وابتعد .. هو ابدا لم يفكر في استخدام حماية منذ اول يوم زواج ، زواجه من اسرار كانت مجرد راحة لحياته المليئة بالمصاعب التي لم يعلمها شخصا من عائلته وقرر هو السعي لمجال مختلف عن عائلته ... لن ينكر انه متعطش لطفل منه ومن صلبه ، مرر اصابعه علي خصلات شعره الندية وقال


- للدرجة دي


استفزته اكثر وهي تجيبه 


- قولتلك انا مش طايقة ابص في خلقتك


قبض علي فكها بقسوة حتي كاد ان يحطمه ليقول بوقاحة شديدة 


- كل ليلة مش طايقة تبصي في خلقتي يا مدام واضح جدا .... بعرف اسكت لسانك ده كويس


اهتزت مقلتيها الباردة واحمر وجهها وهي تهمس بصوت واهن


- علاقتنا مجرد نزوة وهتروح لحالها ... متكبرش الموضوع للدرجة دي


كل ما يفعله معها يعود لنقطة الصفر .. شهواني هو نعم ، متملك هو لحد الخنق نعم ، اناني نعم ... غيور الي حد الجحيم ... التقط انفاسه المتأججة وهو يشعر بتلك النيران اللعينة التي تندلع في اوردت بسبب تلك الجليدية ... انه يغاااااار بشدة عليها وعلي علاقتها مع شقيقه الراحل


لا يعلم كيف قالها او كيف قذف بتلك الكلمات كالحنظل امام وجهها


- هل ده بسبب حفاظك علي حبك لاخويا ... لدرجة انك متفكريش تجيبي عيل من شخص تاني


راها تتواري بين جبال جليدها ... تخفي تلك الاسرار التي يريد ان يعلم كهنها .... اقترب يهزها بقوة وهو يقول بعنف


- وطفلك اللي مات ... وغريزتك اللي بتبحث عن الطفل


عضت علي شفتيها وهي تحاول ان تتخلص من يده القاسيتين لتنفجر في وجهه بأنفجار 


- يوم ما اقرر اجيب طفل ليا استحالة يكون منك


لطمها بقوة علي خدها لدرجة أن قوتها ألقتها ارضا .... تألمت وهي تستند بذراعها علي الارض تحارب الدموع المتأهبة بالانفجار ... لم يمسها ابدا ضياء بسوء قط .. بل عائلة عمها لم تفعل


الا ذلك البوهيمي .. لعنة الله عليه


شعرت انها تسحب فجأة لتقبع بين ذراعيه ... نظرت اليه بجمود وهو يصرخ بجنون


- كام مرة حذرتك


نظر الي مكان الصفعة بتوتر .. تلك الباردة هي السبب ... استفزت رجولته بقوة لم يعد يتحملها ، اقترب لامسا بأنامله ليجدها تنظر اليه بنفور شديد ... جعله يعلم ان ما فعله غلطة لن تغفرها له ابدا


لكنه مجنون حينما يغار ... هذا ما اكتشفه علي يديها ... اقترب يهمس بقسوة


- كام مرة حذرتك مش تجيبي سيرة راجل في بيتي


ضحكت فجأة مجلجلة لتقول بوقاحة


- لو عايز حقوقك مني انا مش بمنعك


صاح بنبرة خشنة


- عايزك كلك يا اسرار


توقفت عن الضحك الهستيري لتصبح ساكنة بين ذراعيه ... نظرت الي عيناه وهمست


- معنديش حاجه اديهالك .... اخد كل حاجه


استحال وجهه للشحوب ليحررها من اسره قائلا


- للدرجة دي بتحبيه؟


شدت من عزيمتها وهي تفتح جرحها الاول ... صاحت بجفاء


- حب ؟؟؟ .... انا معرفش يعني ايه حب وانت نفسك متعرفش ايه هو الحب وانت زمان كنت بتتنقل من سرير واحدة للتانية ... من كام سنة اجبرت اني اتجوز حد من عيلتكم لمصالح شغل بين عمي وابوك .... ووقع الاختيار ما بين ماجن و شخص عملي بارد


ازدادت عيناه اتساعا .... تلك المجنونة تعيده الي احداث قديمة بالكاد يتذكرها ... يقسم انه لم يعلم انها مختزنة في ذاكرته الا وهي تتابع بتصميم 


- واختارته هو لاني عارفة اني مش هلاقيه يوم والتاني وقميصه بيه دليل خيانته ليا ... بس المرة دي لما اجبروك انا كنت موافقة مش علشانك.... علشان اخد حقي ... سكوتي زمان مكنش مجرد ضعف 

سكوتي مجرد اني بعبي علشان لما انفجر او انتقم يبقي رد فعل للي حصلي


لمع مشهد قديم في ذهنه وهو يتذكر حينما كان خارج مصر يتلقي مهارات لعمله لصيانة السيارات ...جفاء والدته حينما اخبرته عن حمل اسرار ، وكم كان الوضع في غاية التوتر حتي سمع بعدها بفترة ليست ببعيدة انها اجهضت وكان يبدو السرور علي حديث والدته ... امعقول ان والدته اجبرت ضياء ... اجبرته علي اجهاض حمل زوجته !!! لكن لماذا ؟!!


تمتم وهو ينفي تماما ما فكر به


- ضياء مكنش عايز طفل يكون بينكم ؟


اغمضت جفنيها وقد وصل للجرح بسهولة ... بالكاد تنسي تلك الايام والجحيم الذي عاشته ... شعرت بأنفاسه الملتهبة تفلح وجهها وانامل قاسية تضغط علي عضديها منفجرا في وجهها


- ردي وقوليلي ... رغم اني كنت بعيد لكن عارف اللي بيحصل ، ضياء قالك اجهضي الطفل


فتحت عيناها والبرود تحولت لنيران والنيران باتت رمادا ... تهتز حدقتيها وشفتيها لتهمس 


- الاكل زمانه برد هسخنه


تملصت منه لتخرج من الغرفة لتمنعها يده التي تمسكت بمرفقها يقول بنفاذ صبر 


- اسرار


استدارت اليه وهي تغمغم بكابة


- متستعجلش علي شيء الايام بينا لسه مطولة شوية 


***********************


وقف وقاص ينظر بجمود الي المكان النائي الذي احضره اليه نضال ... نضال لم يكن يمزح حينما اخبره انه سيعطيه ذلك الجرذ إن رغب ، وها هو يفاجئه بقوة اكبر حينما راه يتقدم امامه ورجل ضخم يجر رجلا غير معلوم الملامح ليقول نضال ساخرا حينما نظر وقاص الي ما فعله المجنون 


- الحته جت سليمة يا باشا


اقترب وقاص وهو يشمت به ... بصق في وجه الحقير لينظر الي نضال محذرا


- نضال


غمز نضال بمشاكسة 


- قولتلك انا رحيم بيه شوية خدش واصابات ملاعب مش اكتر .... متنساش انه ماجد الجوهري


اعجبته تلك اللعبة التي مارسها نضال ، لن ينكر انه استفاد منه شيئا ... بل جعله ينظر اليه بمنظور مختلف


نضال الغانم ما هو الا ذئب ينظر الي الفريسة الجائعة يحوطها من كل جانب في مصيدته ويفتح لها بابا تظنه الفريسة باب النجاة لكن ما هو الا هوة تجعل الفريسة تسقط ضحية في فخه ... حينما جمع معلومات عن عائلة ماجد اكتشف انهم منذ فترة كبيرة قبل حادثة رهف بفترة قصيرة قاموا بعمل شراكة مع نضال .... نضال الذي كان منفذهم الوحيد لحمايتهم من الافلاس والديون التي اغرقتهم . 


نضال الذي علم منه انه اخذ ذلك الجرذ ومطمئن انهم لن يتفوهوا بحرف والا سيكونون خلف القبضان ... وقتها صفق بجذل لذلك التفكير وعلم ان نضال ليس كائنا بلا اهمية ... هو يخطط دون علم احد وينفذ بصبر شديد ، يمتلك عقل رجل اعمال محنك للغاية


صاح ساخرا 


- علي اساس انك مش مغرق عيلته بالديون يا نضال باشا


ادخل نضال كفيه في جيب سرواله وقال بالا مبالاة


- مش بدخل انتقامي بشغلي يا وقاص


تألق بريق ماكر وقال بعبثية


- وبعدين هما قربوا يعلنوا عن افلاسهم وملاقوش غيري اللي هنقذهم بس شكلهم مش عارفيني كويس


اذا كان يعلم نضال ان رهف ستتأذي لتلك الدرجة من تلك العلاقة السامة ... لما جعلها تتابع مسيرها ؟! ... لما لم يمنعها ؟


غمغم بصوت جاد


- كنت عارف الموضوع من امتي


تظاهر نضال بالتفكير ثم عاد يقول بصراحة 


- مش بحب اظهر في الصورة كتير ... كنت عارف هي بتعمل ايه كويس


تهجم وجه وقاص .. صاح بحدة في وجهه 


- ومأنقذتهاش ليه ؟


ركل نضال بقدمه حصوة علي الأرض لينظر الي الارضية متسخة قائلا 


- ومين قالك اني سيبتها .... رهف كانت محتاجه تفوق من اللي هي فيه ... عصفورة في قفص ذهبي علشان تعرف تشوف الدنيا علي ارض الواقع مكنش فيه غير انها تدخل ساحة المعركة ... مش نحبسها في قلعة بعيدة عن الناس


رفع عيناه المتألقتين ببريق ذهبي ليقول بنبرة ذات مغزي


- طرقنا مختفلة لكن هدفنا واحد .. وهنوصله


ضيق وقاص عيناه وهو يعلم الي اي طريق يصل اليه ... انه يتحدث ببساطة عن فريال ، ما الذي يجمع الاسم عزيز ب نضال ؟!


كاد ان يتحدث الا انه سبقه قائلا


- نسيت اباركلك علي الجواز يا بكر العيلة


ضيق عيناه وقال 


- نضال


نظر اليه بأهتمام ليزفر وقاص بحدة قبل ان يهتف بجمود


- طلقها هي مش قدك


- ومين قالك اني هطلقها .... انا اعرفها كويس


ثم القي تحية عابثة ليغادر من ذلك المكان القذر .... زفر وقاص لعدة لحظات وهو يشتم ذلك الذئب يخشي ان يكون متورطا مع احد من تلك العائلة النجسة او بذلك المدعو بعزيز ... يتمني ان مجرد ما يفكر به الا يكون له علاقة بالواقع ....وانها مجرد اوهام منه!!


رمق المدعو ماجد المسجي علي الارض ... تفحص وجهه المكدوم وملابسه الرثة ليخرج حقنة من جيب سترته مرحبا بالرجل التي اتسعت عيناه بذعر ما ان ابصر ما بيدي وقاص


- اهلا بابن العيلة


ركع وقاص علي ركبتيه وقال بنبرة متوعدة 


- عايزك تنسي كل حاجه عملها .... لاني اقسملك برب الكعبة مش هرحمك يا ****


مزق كم قميصه ليتصارع ماجد هاربا من براثنه .. احكم الرجل الضخم وثاقه ليقول وقاص بجفاء


- لا متقلقش ده مجرد حقنة من افخر الانواع ... مش زيك بجيب منتج ضارب


انه وقت الثأر منه ... ان كان نضال ذئبا فهو عند غضبه وحشا ... سيجعله يعاني كما عانت رهف من الأدمان التي اشركتها صديقتها في ذلك الدرك ، رمي الحقنة ارضا حينما أصبحت فارغة ليستقيم واقفا وهو يقول


- هشوفك وانت بتتعذب وبتطلب جرعتك وهسيبك زي الكلب


بصق عليه وقال 


- مبارك عليك اول جرعة ولسه الايام بينا جاية


*******************


- ايه الروايح دي


صاحت بها جيهان وهي تتلذذ من ما تشمه وما يسر عيناها ، تنهدت رهف بتعب وهي تضع الطبق لتمسح العرق بكم قميصها الابيض قائلة


- بصي انا بجد تعبت وانا بعملها دوقوا كده وقولولي


تذوقت جيهان الكنافة النابلسية اللذيذة ... تعترف انها تأتي ال هنا دوما لان ذلك السوري يصنع الذ المأكولات علي مستوي شخصي ... انه ما زال محافظا علي نفس جودته وكفائته رغم شهرته وهذا ما جعل زبائنه يزداد يوما عن يوم ... تناولت بشراهة وهي تجيبها بملء فيها


- تحفة بجد


ردت فريال التي تذوقت قضمة واحدة لتقول بتشجيع


- واااااو بجد كل مرة بتفاجئيني


زفرت رهف بيأس وهي تكاد تبكي ... الكل اعجبتهم الا السيد الشيف العظيم ، صاحت بنفاذ صبر وهي تكاد تبكي من قلة حيلتها


- اوماااال مش بتعجبه ليه .... لا وقاعد يتلكك كل شوية اشي انت حرقتي الجوانب لا الجبنة مش سايحة لا معرفش الكنافة نوعها مش طازة ... السيرب كان خفيف شوية ... اوووووف


تضحكان ... تضحكان بكل برود وهي تتعذب في المنتصف ، زفرت بحنق


- انتوا بتتضحكوا علي ايه


غمزت جيهان بشقاوة


- ابدا .... اصل نزار كده علشان كده مبتقدرش ست تقعد معاه علي بعض عشر ايام


تهجمت ملامحها وصاحت بضيق


- طب ما في ستات هناك هنادي واللي اسمها بيسان


ابتسمت جيهان وهي تتذكر حالة الجنون التي كانت تتلبس المدعوة بهنادي ما ان يعرب عن فشل طبقها ... قالت 


- هنادي ديه اكتر واحدة شوفتها بتتعذب في الكريم كراميل ... كان ساعتها لسه في محل في العاصمة ومقولكيش العذاب اللي حصل


صمتت وهي تغمز بشقاوة الي فريال


- بس عصفورة قالتلي انه خلاها مساعدته


تلعن اليوم الذي وافقت به علي طلبه ... تنهدت بتعب


- مساعدة !! سلامات بقي .... انا رهف الغانم يقولي نضفي ورايا لأ ويقولي هتنضفي السمك


نظرت الي حالتها المزرية بقلق وقالت 


- الفت هانم لو شافتني متبهدلة كدا وضوافري متكسرة وشعري المنكوش هتقتلني


لمحت جيهان شاب لطيف يضحك بصمت علي جنون تلك الرهف لتقول بخبث وهي تغمز لرهف


- بس واضح ان فيه ناس بتحب مظهرك


صاحت رهف بقرف ما ان مالت لتشم رائحة قميصها التي تحمل رائحة البصل ، اشمأزت بقرف


- انا ريحتي ريحة بصل وتوم مين ده اللي هيبصلي


التفت ما ان رات انهما يغمزان لشخص ما بالخلف ، ما ان ابصرته حتي تنهدت وقالت ببساطة


- ده محمد ... بيساعدني ولطيف جدا معايا


كانت فريال تراقب عودة اشراق رهف من جديد ، لمعت عيناها وهي تسمع تعليق جيهان


- لطيييف ويا تري نزار الشامي سمح بالمسخرة دي تحصل


عبست رهف بطفولية وهي تري كل الطرق تؤدي اليه في النهاية لتصيح


- ما هنادي عندها خطيبها في نفس المكان ومش بيقول شيء


انفجرت جيهان ضاحكة تتبعها فريال ... تأففت صائحة بضيق


- بطلوا ضحك بقي


استعاد وجه جيهان الجاد لتقول 


- عموما احنا هنكمل مشوارنا علشان نلحق الفرح اللي عمله وقاص باشا


تمتمت رهف بصوت هامس 


- انا لازم اروح البيوتي سنتر بجد ولا اسبوع الريحة دي تطلع


اجفلت ما ان سمعت الي نبرة حانية تهلل بفرح 


- مساء الخير صبايا


صاحت فريال متذكرة


- نزار متنساش الحلو في الميعاد واكيد هتحض الفرح


هز نزار رأسه قائلا


- من عيوني يا فريال ، شيف رهف بظن هيك بكفي استراحة خلينا نروح للشغل 


استشاطت غضبا وهي تراه يذهب الي المطبخ لتهمس بحدة قبل ان تلحقه


- اقسم بالله عايز يتقتل ده


بالكاد جيهان التقطت انفاسها من كثرة الضحك ، اقتربت من فريال قائلة


- نجحتي يا فريال


اتسعت ابتسامة فريال وتألقت لمعة في عيناها لتهمس


- رهف ليها حق انها يكون ليها حياة بعيد عن تحكمات اهلها ... رهف بتثبلتي انها كانت افضل مني


تنهدت جيهان لتنفض رداء الضعف قائلة بحماس 


- يالا يا عروسة القرصان بتاعك مديني شغل اسابيع انجزه في يومين ... زمان شادية بتصوت دلوقتي وهي بتجهز القاعة


*************


الرجل حينما يصل للعشق يضعف 


يصل الي مرحلة يكاد يشمئز من نفسه علي ما يقترفه من حماقات


هو مجرد عاشق بائس ومعشوقته لا تراه ابدا


يأس من لفت انتباهها


لو فقط اعطت له اشارة ... اشارة واحدة انها ستنساه لبقي طول الامد بجوارها


لكنها انانية ... تستغل عاطفته لمصلحها الشخصية


لكن قلبه الغبي يجعله يستسلم كل مرة .


أصبحت في حالة حرجه ما ان علمت ان نضال سيأخذ صغيرتها من احضانها ... مكوثها في المشفي نتيجة تعرضها لانهيار حاد جعله يتصل بـ اسيا التي سارعت بحجز مقعد الي اقرب رحلة لمصر ، همس بتوسل


- مارية


رفعت عيناها الشبية بعينا القطة ... لكن عينا القطة جريحة ، تألم قلبه وهو يهمس


- ارجوكي متعمليش في نفسك كده والله انا بموت


ارتجفت مارية علي همسته المعذبة ... لمست لحيته وقالت 


- راحت مني يا ماهر 


صاح بقوة وهو ينظر الي عيناها بتصلب


- مارية مش عايزك تضعفي


اسدلت اهدابها وهي تفكر في ذلك الامر من منظور اخر


ربما حياة جديدة ستعيشها شمس غير متأثرة بقاذورات سمعتها


تمتمت بجمود


- تفتكر ان ده كان افضل ليها وليا ... انها تكون معاه اهله اكيد هيساعدوه في تربيتها


صاح بعدم تصديق


- مارية


نظرت اليه بجنون وصاحت


- انا امي عاهرة وانا عـ


كتم باقي عبارتها بكف يده ليصيح بلهجة حادة


- اياكي تنطقيها


ارتجفت شفتيها وهي تنفجر في بكاء حاد مبتعدة عنه 


- المحكمة اخدتها مني بسبب غبائي


ثم ما عادت تصيح بقوة


- شمس احسنلها تعيش معاه ... انا مكنتش هقدر احميها لوحدي


انتفض قلب ماهر برعب ، هي علي حافة الجنون ... حاوطها بذراعيه بأمان وهو يهمس في اذنها بحنان 


- انتي اقوي ست شوفتها


لفت ذراعيها حول عنقه لتهمس


- قولتلي انك هتبعد بس قربت مني ... ماهر عايزاك تغيرني للاحسن


ماهر هو سندها ... هي تريده .. ترغبه بشكل مستفز ، رفعت عيناها الضارعتين الي عيناه قائلة


- انا عايزاك تكون معايا خطوة بخطوة اعرف اثبت رجليا


كانت ملامحة مبهمة ... قست عيناه وهو ينتزع ذراعيها قائلا


- هتفضلي انانية لحد امتي يا مارية ... بعد ما اساعدك يجي راجل تاني وياخدك مني


- بتقول ايه ؟


عقله يثور ... قلبه يثور ... رجولته تثور بالكرامة التي سبق ومرغت ، صاح بلهجة قاسية


- زي ما انتي سامعة ... بطلي انانية بقي حبي ليكي ضعف وملعون ابو الحب اني ابقي ذليل ليكي


شحب وجهها وهي تراقبه يذرع الارض جيئة وذهابا لتهمس


- انت بتقول ايه


اجفلت ما ان امسك ذراعها بخشونة يهزها بقوة قائلا


- عايزاني اساعدك وتفوقي وتاخدك الحياة ويرجع ماهر مجرد صديق مش كدا


نفت باكية لعدة مرات 


- انا مقولتش كدا


صدق دموعها .. قلبه صدق الدمعات المخادعة ، صاح بالم


- عيونك وقلبك عمره ما كان ليا ولا هيكون


تعلم مارية تلك النبرة


انها النهاية


تمتمت بتوسل


- ماهر


ماهر لم يعد يحبذ خانة الصديق ابدا ، ماهر احترق قلبه واصبح رمادا بسببك


استعاد نبرته الجادة وقال


- كلمت اختك بليل هتيجي وتاخدك وتقتدر تهتم بيكي


راته يغادر الغرفة ، صاحت متوسلة وهي تمسك ذراعه


- ماهر ماتسبنيش


لن يفعلها كما المرة السابقة ... لن يفعل ابدا


ودعها بكلمات جافئة


- لكل شيء له حدود يا مارية ... اشوفك علي خير


هي خسرت تلك المرة


خسرت ماهر للأبد


ماهر الذي كانت تراه بمنظور اخر حينما اصبحت تعيد تصرفاته معها منذ ما ورطت نفسها به ، هو الوحيد الذي اهتم بها وجاهد لمساعدتها لخروجها من حالتها المدمرة .


ألم يقولوا اننا نشعر بالحب حينما نفقده ؟!


ها هي وقعت في حبه وفقدته بسبب غبائها !! 


***************


راقب نضال من بعيد فرح وهي تحمل شمس التي تضحك بصخب نتيجة احدي مداعبتها


اهتز قلبه بعنف واصبح صدي ضحكات تلك الصغيرة تتردد في اذنيه... اغمض جفنيه وهو لا يكاد يصدق ما يفعله هنا ... بل ولما قرر اصطحاب فرح لزيارة شمس التي يراها لأول مرة من خلف جدار ...


ربما لانه متيقن انها ابنته


ربما لانه غير مستعد لتلك المرحلة ابدا


فتح جفنيه وهو يستمع الي النغمات الناعمة المنبعثة من شفتي فرح ... راحة ، راحة كبيرة تسللت قلبه وكأنه رحال باحث عن نبع ماء في الصحراء القاحلة وبعد بحث طويل عن النبع جاءت قطرة غيث تزهر صحراءه


هل شمس هي قطرة الغيث ؟! ... لطاما عاش حياته منبوذا من اقرب الاشخاص


ابيه ، اخيه ، اخته ، زوجة الاب المكفهرة الملامح والتي لم تتواني عن ذكر اصله الدنيء 


مواجهته للحياه واحاديث تلك الطبقة اللعينة عن ذكر اصل امه الوضيع ، كل ذلك جعله ناقما علي الجميع .. بل ناقما من علاقة وقاص ورهف حتي الغيرة حتي قدمت اسرار الي حياته .. يعترف انه حاول مرارا وتكرارا كرههم لكنه لم يقدر ، لم يقدر سوي ان يتابع بخفاء حياة كل شخص منهم وما ان يشعر بالخطر يحوط حول احد يسارع بالأنقاذ حتي وان لم يستغيثوه ، تلك هي مشكلته الوحيدة انه ليس بقادر الابتعاد عن العائلة التي تكرهه.


تنهد وهو يتقدم نحو فرح التي تحمل الصغيرة التي توقفت عن الضحك واتسعت عيناها الشبيهة بعيناها تنظر اليه بتأمل


توقف قلبه عن النبض ليعاود النبض بصورة اسرع وهو ينظر اليها ، انها تشبهه


سمع تعليق فرح الهاديء


شبههك -


همست بنعومة


عيونها زي لون عينيك- 


صاح ساخرا


-متهيألك


قدمت الصغيرة اليه لتقول 


- هتكون احلي بنت في الدنيا ... جرب شيلها


لاحظت تردده والرفض القاطع الذي طغي علي ملامحه لتقول وهي تضع الصغيرة في مهدها 


- مش هتعضك علي فكرا


نظرت اليه فرح بيأس شديد ، ترغب ان تصرخ في وجهه وتعلن صراحة عن حبها له ، ترغب في صفع وجهه الساخر ليريها وجهه الحقيقي المتألم ، تريد ان تري اي رجل هو متألم ... لو يعطيها فقط الفرصة ... فرصة واحدة ستغيرهما للأفضل ... غادرت لتتركه هي يتطلع الي الصغيرة


كانت هي الاخري تنظر اليه دون ان ترمش جفانها وكأن هناك رابطة سحرية بينهما ، اقترب يلمس جلدها هامسا


- شمس


اتسعت بؤبؤ عينا شمس .... ضحكت بأشراق وهي تصفق بيدها مبرطمة ببضع كلمات انجليزية ليعيد نداء اسمها 


- شمس الغانم


لا يعلم استظل الشمس متوهجة في سماءه ام ستتكاثف الغيوم لتمنع ضوءها ، تلك المرة الاولي التي يختبر بها هذا الشعور


ان له عائلة ... له كائن صغير تحمل ملامحه ... صغيرة جدا لتطلب الحماية ، وهو اكثر ما يضعفه انه حامي العائلة السري ...


الجميع ينظرون اليه من جهه واحدة فقط ... من ناحية المظاهر ولم يتدخل احد الي عمقه سوي اسرار التي تعاني هي الاخري من افتقاد الجو الأسري ، وفرح ... التي تعمل جاهدة لتستفز شعور الأب الذي وللغرابة تتكون امام الصغيرة في لقاء صغير لعدة دقائق ، همس بسخرية لاذعة 


- هتكوني شمس ليا ولا هطفي شمسك


تلمست الصغيرة اصابع ابيها لتنطق كلمة "بابا" امامه بسهولة وعيناها تلمعان بتوهج شديد اثار ارتباكه ، شمس نيران محرقة ... انتفض كالملسوع واتسعت عيناه وهي ينظر اليها تضحك بأشراق


يفكر في حديث فرح ... اسيطفأ وسيجعلها تعيش ما عاناه هو وهو صغير ؟!


غمغم هامسا 


- جيتي حياتي وقدرتي تربكي وجودي ازاي مكنتش حاسس بوجودك


وهي من بعيد تتابعه ... تبكي بصمت تام وهي تراقب الجو الحميمي الذي انطلق في الاجواء ... لما لا يحدث معها ذلك الشيء ؟! .... تقاربهما مجرد حاجة جسدية يتطلبها هو دائما ولم تشعر انه تائق لها كما هي تريده ..... مقابلة لدقائق لكائن صغير فعلت بالسيد الساخر الافاعيل وهي التي قضت شهورا تحاول الفكاك من قيود عشقه لم تفلح ... اغمضت جفنيها وهي تنادي قلبه الجاحد


" متي ستشعر بحبي لك يا نضال ؟ ... بل متي ستحبني ؟!"


***********


كابوس اخر زعزع السلام الذي كنفها منذ ان ارتبطت بالقرصان ... هي ابدا لم تتخيل ان تتزوجه ، بل لم تكن تلك مخطاتها ابدا ... كانت ستتحالف معه للأنتقام من عزيز ومن دمر حياة رهف


هي كانت تريد رأس عزيز وهو كان يريد رأس ماجد


علاقة عزيز بماجد كانت علاقة عمل ، علمت من خلال بحث جيجي ان ماجد ما هو الا "ديلر" لبيع العقاقير الفاسدة الي المجتمع البراق اللامع مصطادا فتيات ساذجات الي شركه ... والممول الأكبر ما هو الا عزيز .. كانت تريد فساد عمله بأي طريقة التي كان يحافظ عليها بجنون ولم يعد يكترث بها .


ظنت ان الحرب تستطيع ان تقودها بمفردها لكن تلك الكوابيس التي لا تنتهي تجعلها تتراجع وتختار الفرار ... هي في النهاية انسانة تضعف في النهاية وتنفجر بثوارن نتيجة الكبت الذي عانته .


عزيز الحب الأول والدقة الأولي كما تعترف ... كان شخصا مسالما وكائنا رومانسيا .. صفات مشتركة جمعتهما وقررا فجأة يعلنا الزواج والسفر لخارج البلاد في بناء مستقبلهما الوردي معا.. 


تظهر معه في الحفلات كثيرا ... يرقصان ويمرحان ، تتعرف علي شركاء عمله برسمية حتي جاء ذلك المستثمر الذي غير طباعه الي 180 درجة .


ساديته كانت تزداد كل يوم بوحشية ... يكيل الصفعات والضرب المبرح الي حد الموت وهي كانت صابرة لمجرد فتات حب 


علاقتهما الزوجية تحولت الي اغتصاب تحت مسمي زواج ، وجسدها تحول الي علامات من اثر حزامه الجلدي ، كأنها كانت متنفس عن غضبه ... كيس ملاكمه يخرج بها حنقه !!


تذكرت لقطة مريرة ما ان جردها من آدميتها وشدها بقسوة الي غرفة نومهما التي حولها الي غرفة يمارس بها عهره عليها ، نظرت الي الاسواط الجلدية بفزع شديد لتهمس برعب وساقيها الهلامية اسقطتها ارضا لتهمس بتوسل باكي


- عزيز


كان يلف السوط حول يده لينفجر ضاحكا


- جنوني لسه منتهاش


حملها الي الفراش والقاها بخشونة لتتأوه بألم وهي تشعر ان عمودها الفقري قد تحطم ... احتقن وجهها  وهلعت ما ان رأته يحكم وثاقها بحبال متينة ... اختض قلبها رعبا وهي تحاول ان تستوعب ان هذا هو عزيز القلب ، الذي كان في بداية زواجهما يعاملها بكل رقة ، ما الذي غيره وغير طباعه ؟!


بكائها يزداد قوة وقلبه لا يتأثر .. جسده لا يتشنج اطلاقا .. ولا اي ذنب يشعره اتجاه ما يفعله بها ، همست 


- ارجوك انت بتدمر كل حلو بينا


اقترب منها وهو يلمس وجهها المكدوم وشفتيها التي تسيل منها الدماء ، ليهمس بنعومة وهو يلمس شعرها الطويل


- بحب شعرك الطويل يا فريال


جذبه بقسوة اليه لتتألم وهي تشعر انه نزع خصلات شعرها ، صاحت بوجع 


- اااااااه


ابتسم بنشوة وعيناه يتراقص بهما الجنون ليزداد من مرضه وهو يصيح


- اكتر


عيناها تنغلقان وتمر بمرحلة فقدان الوعي الا ان كل صفعة علي وجهها تجعلها تفتح جفناها بألم لتهمس 


- هه .... هموووت


ربت علي ذقنها بخشونة


- لسه معملتش حاجه يا *****


وكانت البداية


والنهاية كانت سقوطها ضحية بين براثن مختل مجنون يجب ان يضع في مصحة عقلية


سمعته يهمس بقذارة ما ان انهي فسقه 


- كنتي هايلة يا بيبي


كادت ان تغلق جفناها لتمر بحالة موت قصيرة لا تفيق منها سوي بصفعة منه او ركلة ، لكن احست بشيء يحرق بداية فخذيها لتفتح عيناها وتتسع عيناها بجحوظ ما ان رأته يحمل شمعة ، تلوي جسدها كالسمكة التي أخرجت من الماء وصارت تبكي بألم وهي تقول بخوف 


- انت هتعمل ايه


اجابها بنبرة شرسة


- كنت بسخن وجيه وقت اللعب


توسلته حرفيا .... كانت تصرخ بصوت ام ثكلي ولكن لم يكن من منقذ ... لم يكن من يد عون تساعدها من الابتعاد عن ذلك المختل ... صاحت بصوت كاد ان يذبح احبالها الصوتية 


- ا اا رجووو ك .... لا


كانت تتلوي في فراشها ويد حازمة تحاول ان تثبتها تنادي من مكان بعيد


- فريال انتي كويسة


الصوت يزداد صداه لتفتح عيناها وبصرها وقع علي رهف ، تذكرت انها تبيت معها تلك الليلة قبل فرحها .. اسمتعت الي نبرة رهف القلقة وما ان سمعت منها انها ستتصل بوقاص حتي همست 


- كويسة ... مجرد كوابيس


اقتربت رهف تنظر الي عيون فريال المتألمة ... لا تعلم ما مرت به لكنها تشعر انها تالمت بعمق اكبر كما تألمت هي .... وما كان الا ذئب بشري


ضمتها رهف بقوة اليها ... لتبكي فريال بقهر وشاركتها رهف في الدموع


يرفعون شعار الحداد علي السذاجة التي مرا بها


حداد علي ما صنعتاه وما وصلا اليه


ازداد رهف تعلق بفريال وهي تتذكر ليالي المصحة التي كانت تفقد عقلها


كانت لا تريد ان تبدأ حياتها من جديد وهي تعلم ان في اي وقت سيعود الناس يتجمعون حولها وسيعيدون النبش في الماضي ، تعلم ان عائلتها كانت تتخلص من الشائعات الخاصة بها سريعا 


لكن يبقي حديث الناس معلقا في اذنيها ، انها مدللة وانجرفت الي التيار السيء .. جلبت العار الي عائلتها حينما عالجت في مصحة ادمان ومصحة نفسية نتيجة الحقير ماجد .


مسحت دموعها وهي تفيق من دوامتها تنظر الي فريال التي توقفت عن البكاء تنظر اليها بعمق لتهمس رهف 


- انتي ازاي كده


كيف هي هكذا .. كيف تظهر للناس انها قوية صامدة وما خلف الاسوار مجرد امرأة هشة ضعيفة..


عبثت فريال بخصلات شعرها القصيرة وهي تتذكر الي ما وصلته نتيجة قرارها ، هي لا تعلم اي شيء عن حياة القرصان ... لكنه يعرف فقط القليل من حياتها ، لكن ما هي متأكدة منه انه مختلف عن المجنون السابق ... تنهدت بحرارة قائلة


- خايفة لاكون بظلمه معايا ... خايفة اكون انانية


طمئنتها رهف وهي تبتسم بشحوب


- الفرح بكرا متخافيش


ابتسمت فريال بمرارة لتمسك رهف بذراعها تصيح في وجهها بحدة


- فين فريال اللي قابلتها ... فين كلامك ليا


لمعت عينا فريال بدموع ... للاسف هي لم تستجمع شتاتها في وقت قياسي كما تفعل رهف وان كانت ترتجف فزعا ما ان تتحدث الي شخص امامها ، لكنها مثابرة لتتخلص من عقدتها


همست فريال بأنبهار الي التكوين العجيب في رهف


- بتبهريني يا رهف كل يوم وانطلاقك للحياة .. قعدت فترة طويلة علشامن استجمع نفسي مرة تانية


تركت رهف ذراعي فريال ، أتضحك عليها فريال ... هي تكاد تتمزق كلما تتعامل مع احد من الطباخين وتري بعض نظرة الشكوك في عيونهم لكنها تنمحي ما ان يقترب ذلك السيد العظيم الذي يزعق هادرا عن ترك الطباخين اعمالهم المتراكمة ، استمعت الي نبرة فريال الحانية


- ارجعي لدراستك يا رهف وكمليها ... ارجعي انطلقي لحياتك مينفعش تحصري نفسك وتتعاملي مع عدد قليل من الناس واي حد يتكلم عنك اديله بالجزمة فوق دماغه


ضحكت رهف بمرارة وهي تسحب فريال ليستلقيا علي الفراش ، نظرت رهف الي سقف حجرة فريال التي تبيت بها تلك الليلة بعد احتفال شاق مع ابنتي خالتها اللتان تنامان في الحجرة السفلية ويبدو ان التعب اهلك عظامها ولم يسمعا الي صراخ فريال ، التفتت الي فريال وهمست 


- اسرار عندها حق احنا هنا بسبب لعنة راجل دخل حياتنا


وافقتها فريال وهمست بتعب


- صح ... لعنة ومش هتتفك


ليلة غد حفلة زفافها وتعلم الاستعدادت الامنية التي اتخذها وقاص ، ستبعث له القرص المدمج الذي يحتوي علي فضائحه كلها .


**********


" اخر انفجار حدث بيننا لم تكن تعلم انه ستخذ تلك الليلة انزواء بعيد عني ثم يعود مرة اخري يطالب حقوقه الزوجية وينفذ واجباته ... ليتني استطيع ان اقول حياتي مملة او تسير علي وضع الركود ، لكن ذلك السراج يتفنن في مفاجئتي كل يوم .. حديثه عن اجهاض طفلي الذي كنت اتمناه اصابني في عمق ، وعلمت الي مدي ان علاقتي الزوجية مع ضياء السابقة كان الجميع يعلم ما يجري خلف الأبواب ، لا اعلم كم تزداد حقارة تلك الشيراز وكم يزداد غضبي ومقتي لها لانها انجبت طفلين لا يستطيعا ان يخرجا علي طاعتها ، ضياء كان لا يستطيع ان يكسر لها كلمة وسراج رغم خشونته ولا مبالاته الا انه داعما بقوة لعائلته .....اما انا فلا عائلة لدي ... انا كما قالت مجرد وحيدة منبوذة ... يتيمة تفضل علي ضياء للزواج بي ، لكنها لم تكن تعلم ان وقع علي الاختيار بين ابنائها الافاضل ..


كنت صغيرة وقتها وكانت فضائح سراج في ذلك المجتمع المخملي جعلني انفر منه ، لما اختار رجلا فضل دراسة الهندسة الميكانيكية عن ادارة الأعمال .. لما اختار رجلا كل حفلة اراه مع امراة تحمل مواصفات مهلكة ... لما اختار رجلا مجرد عبد لشهواته .......ودارت بي الايام وبين ليلة وضحاها اصبحت زوجته ... هو لا يعلم انني لا اهتم به .. لا اهتم به اطلاقا .. جل همي هو الاستحواذ علي مال تلك العائلة التي كانت تفتخر بها امامها .. المال اولا ثم ستحرق قلبها "


اغلقت دفتر مذاكرتها التي كان بحوزتها دائما ... انهت ما يدور في مشاعرها لتتنظر الي الساعة التي تنبهها ان موعد زوجها من العمل اقترب ، ملابسها كانت كما يرغب وشعرها كان حر طليق كما يحب واكتفت فقط بحمرة علي شفتيها كما أمر ، ما ان انهت من تسخين الطعام الذي يحبه وكل بمساعدة تلك السيدة التي تأتي بطعامه ساخن كل يوم ، سمعت صوت المفتاح في عقب الشقة ليدخل وهو يجفل ما ان راها امامه تقول 


- العشا جهز


اومأ وهو ما زال يفعل حركاته العابثة .. غسل يديه وتوجه الي الطعام يتناوله بنهم شديد ، راقبته وهي تحاول ان تفك شفراته ، الي اي حد هو غامض ... والي اي درجة هو تغير قبل ان يغادر البلاد في سبيل حلمه ، مررت بيدها علي عنقها وهي تقول بجفاء 


- انا زهقت من قعدة البيت


رفع عيناه العمقتين يراقب برودة عيناها ليقول بمشاكسة


- لسه شهر العسل بتاعي مخلصش


اقتربت منه بأغواء تعلم تأثيرها عليه جيدا .. تري تفاحة ادم تتحرك بأضطراب شديد لتهمس


- سراج


اغمض سراج جفنيه وهو يريد ان يزهق روحها ... لما تمط السين الي تلك الدرجة التي تثيره ويجعله يرغب في سماع اسمه منها مرارا وتكرارا ، بلل طرف شفتيه وقال بخشونة


- هجيبك تيجي تشوفي شغلي


صاحت بقرف


- وهعمل ايه وسط الشحوم والخردة اللي هناك


غمز بمشاكسة وهو يعلم انها تستفزه في عمله ، لكن ليس كل يوم تثير حنقه ويتحول الي رجل لا يعلمه 


- هبهرك


اقتربت تضيق عيناها لتجعله يهبط بعيناه الي ثوبها الفاتن قائلة


- عايزة اللاب بتاعي


نفي بصوت حازم وهو يقضم قطعة خبز يلوكها في فمه بحنق وضروسه تطحن الطعام وكم ود ان يطحنها تحت ضروسه


- مفيش شغل يا اسرار وده اخر كلام بعد الشهر هترجعي شغلك وهوديكي واجيبك


صاحت بجفاء


- بعرف اسوق لوحدي وعندي عربية


غمغم بلا مبالاة الي ثرثتها ، لا يعلم لما شعر حديثهما تلك المرة حميمي وكأن هناك بينهما ألفة وهي مجرد زوجة تسترضي زوجها بكافة الطرق ليحقق طلبها 


- انتي بقيتي مسؤولة من راجل


ابتسمت بخبث .. تعلم انه لا يمنعها من العمل ولن يقدر انه يمنعها الخروج من المنزل ، لكن ان يتعمد العيش في مكان شبكته مقفرة هذا جنون حتما ، تمتمت بلا مبالاة وهي تعلم علي اي جرح هي تضع الملح عليه 


- ما ضياء كان بيسبني ارجع للبيت حتي بعد 12 


استقام سراج قائما من مقعده لينظر اليها بجنون ، لما دائما تذكره بزوجها الراحل في اي حديث عادي .. اي شيء زوجها فعل هذا ... زوجها تصرف هكذا ... صاح بغضب اعمي


- انا غير ... وواضح ان زوجتي محتاجة تأدييب


حملها علي كتفه بسهولة لتنقلب بها الدنيا رأسا علي عقب ... سائرا بها نحو غرفتهما .. تفاجئت من معامتله الغير الادمية وكأنه رجل كهف يؤدب زوجته


- سراااج انت اتجننت


ازداد جنونه ما ان اختفي حرف الراء من اسمه ، يعلم ان تنطق جميع الحروف بسلالسة الا حرف الراء في اسمه فقط تتجاهلها كما تتجاهل انها اصبح زوجها ، صاح بخشونة 


- لأ بس واضح انك بستفزيني وبتخرجيني عن شعوري وانا بقولك انت صح ونجحتي


اغلق باب غرفتهما بساقه ليضعها علي الفراش بنعومة شديدة فارضا حصار ذراعيه حول جسده ، ينظر الي عيناها التي ستنصهر جليدها ليهمس 


- جيه وقت تأدييب الزوجة


************


حفلة زفاف وقاص وفريال ...


كان واقفا ينظر اليها تتقدم نحوه بفتسانها الذي يلف قدها الممشوق برقة ... وتسريحة شعرها الرقيقة التي تزينه تاج من الزهور الطبيعية كان يبدو عليها خرافيا ... تبدو كساحرة فتنته ، يشكر قريبتها شادية التي عملت علي قدم وساق في انهاء تلك القاعة في زمن قياسي .


كانت بجوارها رهف الملتفة بثوب ازرق رقيق جعلها تبدو كأميرة صغيره وشعرها مناسب بحرية علي ظهرها ... القت اليه ابتسامة ناعمة لتتسع عيناه فرحة وهو يراقب عيناها الزرقاء اللامعتين بفرح ما ان اقتربت فريال منه هامسة بنبرة ناعمة


- وقاص


كانت تتأمل وقفته الشامخة وعيناه التي تأكلها بقوة وهي تتقدم نحوه ، رأت وميض يلمع في عيناه لتبهت ما ان استمعت الي نبرته الاجشة


- مبهرة يا فريال


بدون وعي منها همست 


- قرصاني


عقد جبينه بعدم فهم ، لتبتسم بتألق وهي تغمز ماكرة


- انت قرصاني الخاص بيا


انفجر ضاحكا وهو يقول 


- اول مرة اسمع اسم تدليل بالشكل المرعب ده


لمعت عيناها البنية التي تشبه القهوة الدافئة في برد الشتاء لتقول


- وانا ساحرتك الشريرة يا قرصاني


اقتربت تصيح بمشاكسة وهي تضع كفها علي موضع قلبه الخافق بجنون جراء لمستها الجريئة


- تقبل ساحرتك تستولي علي سفينتك


علمت الاجابة من عيناه التي تثير العواصف في عيناه البلورتين لتسمعه يضع كفه العريض علي كف يدها التي تلمس خفقات قلبه التي تنبض بجنون قائلا


- وتقبل الساحرة انها تبطل اعمالها وتبقي معايا لاخر دولة هنهب كنوزها


هزت رأسها وهمست بنبرة هادئة 


- موافقة ... كنزي موجود في الحفظ والصون تقتدر تشوفه قبل ما نتم جوازنا


شعر بأزيز في جيب بنطاله ليعقد حاجبيه قائلا 


- لكن قولتي


قاطعته بجمود 


- غيرت رأيي


ومن بعيد كانت الاختان تتابعان ما يجري من همسات العروسين لتقرص جيهان علي ذراع شادية العاري 


- شكلهم يجنن والفستان يهبل


وافقتها شادية وهي تري فستان جيهان الاحمر الصارخ الذي جعل عنق الرجال تلتف الي انسيابة خصرها وجمالها الناصع خلافا لها ولبشرتها السمراء 


- وقاص اصر انه يبقي متقفل


رأت من بعيد حارس شادية الذي يهتم بعمله وتري نظرته المختلسة لها والي فستان شادية الاسود ذو الشق الطويل من الاسفل كاشفا عن ساقيها بأمتعاض لتهمس جيجي بمكر 


- عقبال اللي يجي يربيكي ويربيني


ابتسمت شادية ببرود 


- مستفزة يا جيهان


قاطعتها جيهان بطفولية حانقة جعلت شادية تبتسم بنعومة


- اسمي جيجي علي فكرا


لاحظت شادية حركة مريبة وابتعاد وقاص عن فريال وهو يخرج هاتفه لتصيح بدهشة 


ايه ده هو رايح فين-


سارعت جيهان رؤية تعابير فريال الجامدة وهمساتها ونظرة وقاص الجامدة لتتسع عيناها دهشة وهي لا تصدق انها سترسل له له كل شيء قبل عقد قرانهما ، شتمتها بوقاحة وصاحت بحنق


- يا نهار اسود فريال اتجننت


نظرت شادية نحوها بعدم فهم وقالت 


- فيه ايه ؟


سقط قلبها بين قدميها وهي تري مغادرة وقاص من القاعة لتهرول جيهان نحو فريال التي تبتسم بنعومة ... هزتها بقوة منفجرة في وجهها


- بعتيله الزفت ليه


صاحت فريال بلا مبالاة ... هذا افضل له ، يجب ان يعلم اي منطقة محملة بالاعاصير هو يذهب اليها


- لازم يعرف في اي عاصفة هو بيروحها


نهرتها جيهان وهي تكاد ان تفقد اعصابها 


- انتي اتجننتي ... مش هيرجع وكل اللي عملته راح


اقتربت فريال هامسة ببرود وهي تعلم انه الان يشاهد الفيديو بعيدا عن الضجيج 


- وقاص شخص مسالم وحظه انه من برج القوس


كانت شادية تقف تنظر امامها ببهوت ... لا تعلم عن ماذا تتحدثان لكن يبدو ان فريال فعلت كارثة عظيمة وهي تسمع جيهان تكز علي اسنانها بغيظ 


- انتي تعرفي لما يقلب برج القوس بيحصل ايه


ستعود وقتها الي نقطة الصفر


او تتابع حياتها في الهرب من ذلك المختل الذي من المؤكد يترصدها وما يمنعه انها في حماية القرصان ، وهو مجرد رجل جبان لا يستقوي سوي علي المرأة ... لكن بمساعدة القرصان تقسم انها ستجعله يتذوق مرارة ايامها وستقذفه في جحيم نيرانها ,، رفعت عيناها تنظر الي شادية التي تنظر اليهما بعدم فهم لتهمس


- هختفي من حياته ومن حياة الناس


تعلم بعد ما ارسلته لن يعود ... واي غبي هو ليسقط في فهوة بركان نشط ، شدت من عزيمتها وهي تهم بالرحيل لتسمع صوت شادية تقول


- وقاص رجع


استدارت علي عقبيها وتوقفت الدنيا من حولها وهي تري جسده يسير كوتر مشدود وعيناه هما حكاية اخري ...


عيناه عبارة عن أسنة اللهب وهو يجمد جسدها عن الفرار منه ... يتحداها ان ترمش جفناها لثانية بل يتحداها ان تريد الهرب من قبضته .

    

               الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>