في قبضة الإمبراطور
الفصل الرابع عشر
العقل في عدة اوقات لايريد التصديق امرا
ليس لانه غير قادر علي تصورها او استيعابها
بل هو غير قادر علي تحملها
لذلك يختار الخيار الأسهل الا وهو عدم التصديق
وهو ما حدث له تماما حينما شاهد صورها .... ربااااه ، ضغط انامله بقسوة علي هاتفه وهو يري انتقال الفيديو من مواضع صورها الي شيء اخر جعلت عيناه تتسع جحوظا ، اغلق هاتفه فورا وهو يغمض جفنيه محاولا محو تلك الصور التي علقت في ذاكرته ... ضم قبضته وهو يلكم الحائط عدة مرات بقوة حتي انفجر مطلقا زمجرة وحشية وهو يمرر انامله علي خصلات شعره ..
اللعنة .. لما الان ؟! ، لما ارسلتها الان ... ربما ان راها بعد الزفاف ستكون هي في قبضته ولن يلكم الحائط ... تهدجت انفاسه من فرط بركانه الثائر الذي يقذف حممه اللاهبة في جوفه ، لما دائما هو يسعي الي نفس الطريق دائما ؟! ... لما الجميع يظنون انه قوي ويحمل الجبال فوق ظهره ؟!
الا يرون انه حان الوقت ليأتي احدا يحمل حمله ؟! ...ألهذا شعرت بالذنب بل ووضعت نفسها في مأزق ان تأخر عليها لدقائق اخري ؟!
من تلك المرأة حقا ؟ ...بل كيف في ليلة وضحاها استحوزت علي تفكيره
بل باتت بالنسبة له كالهوس
هوس ولعنة لا يستطيع ان يحلها
يفكر بها كثيرا واصبحت من ضمن دائر نطاقه للحماية ، بهت وجهه لثواني
أيعقل انه أحبها ؟! ... لما ؟ وفي وقت قصير ؟!
صابرين حبيبته السابقة لم يكن علاقتها كما يوصف علاقته بفريال
كانت علاقتهما سلسة للغاية قبل ان تنتهي ويفترق كلاهما
لكن فريــــال ؟! ... لا يصدق انه يعترف بها اللعنة قلبه يخفق بجنون شديد لم يجربه اطلاقا !!
رغم امتعاض والدته ورفضها للحضور الا انه اصر علي وجودها حتي تظهر صور عائلية امام الصحافة التي تتابع اخبارهما حصريا دون توقف كونهما العائلة الاكثر غموضا وتعقيدا بين سائر العائلات الثرية.
ليتهم فقط يعلمون كم هم عائلة مفككة وكل شخص يحاول البحث عن ذاته وكيانه سواء نجح ام لا ، لكن العزيمة هي التي لم تضعفهما يوما ... فتح عيناه وتراقصت الشياطين بجنون مارد ليعود اليها
حتما تلك الليلة سيطالبها بجميع التفسيرات .. الليلة سيعلم عنها كل شيء .
ما ان خطي للقاعة ووقعت عيناه عليها حتي وجدها تستلم له ولصرامته الشديدة ... عيناها بهما لمعة جعل قلبه ينبض ما ان استمع الي اسمه من شفتيها
- وقاص
نظر الي جيهان نظرة ذات مغزي ثم قال بصوت اجش
- المأذون اتأخر ليه
لا تصدق انه امامها ... رغم الشرر الذي في عينا قرصانها الا انها لا تشبه ابدا جنون ذلك المختل عزيز ، غشاوة رقيقة شوش بصرها لتلمس ذراعه وهي تقول بأبتسامة شاحبة
- وقاص انا عملت كده علشان ما تكون مجبر
لا تريده مجبورا .. تريده داعما .. صامدا .. قويا
لا تريده ان يكون بدافع الشفقة .. فأخر شيء توده ان يكوم بجانبها بدافع الشفقة
لولا علمها انه هو الوحيد القادر علي مساعدتها للتخلص منه في اقرب وقت قبل ان يحولها لمجنونة مثله ما قدمت الي طريقه
وما جعلت جيجي تضع قصر عائلتها من ضمن الاماكن المقترحة لبناء المشروع
تريد مساعدته للثأر منه ... وان يكون هو غير كل الرجال
لتخبر النساء ان ليس كل الرجال وحوشا .. هناك وحوش بها امان ودفء عكس باقي الوحوش الاخري المفترسة
اهتزت حدقتيها ونظفت حلقها وهي تراه يقول بابتسامة هادئة
- انا عمري ما برجع في كلامي
فغرت فيها واستحال وجهها للشحوب وعيناها اصبحت زائغة وهي تري انه يثبت ما خافت منه ، انه قدم كي لا يثير فضيحة امام تلك الطبقة المبهرجة .. رأته يتقدم نحوها وهو ينظر الي وجهها بتفحص شديد ... لمست انامله ظهرها تحديدا عند موضع اسفل عظام كتفها لتتسع عيناها وهي تراه يهمس بدفء
- متخافيش
انامله سحبت لمواضع تشوهها الذي ابقته موشوم في جسدها جراء ذلك الحيوان الذي كان يمارس سلطة السادية عليها لينتقل الي خلف عنقها وهي ترتجف بين يديه بقوة
هي عرت نفسها امامه واخرجت ما تخفيه من مراتها ... مواضع كانت تخفيها بمستحضرات تجميل دائما امام الناس كي لايفزعوا منها وكي تنسي ايام عذابها ، نظرت الي عيناه الدافئتين لتقترب واضعة رأسها علي جبهته هامسة بألم
- انا اسفه
قبل جبهتها بكل دفء وهو يضمها بغريزة الحماية وشيء اخر خبيث يجعل قلبه يتراقص فرحا ، أيقن ان فريال تمتلك تأثيرا مدمرا عليه ولن يمانع ابدا .
.................................
ابتسمت رهف بنعومة ما ان اطمئنت من توثيق الزواج .. تري فريال في اقسي مراحل ضعفها وقوتها ... تظهر ضعفها امام وقاص وقوتها امام العدسات الغبية ، تهادت بفستانها الازرق الرقيق وتشكر فريال وجيهان اللاتي اعتنين بها وكأنها أميرة صغيرة علي وشك ان تتوج..
اقتربت من سفرة الطعام التي اعطت بها روحها كلها في سبيل اسعاد الجميع ... رغم فظاظة نزار الا ان بحديثه الناعم بلكنته الشامية التي تقشعر بدنها تطمئنها ... الرجل ساعدها في تعلم عدة اصناف طعام جديدة ... تذوقت الفراولة الغارقة بصوص الشوكولا بتلذذ لتسمع تعليق ساخر من هنادي
- اهلا يا مزة مشوفتيش شيف كدا صغير وبشعر منكوش
تأففت ما ان سقطت بقعة علي جيدها لتهبط البقعة كزخة مطر سقطت علي الزجاج .. تهبط بسرعة شديدة لتظهر بقعة خبيثة في بداية فستانها ، شهقت بقوة وهي تزيل بمحرمة الشيكولا التي تركت اثرا علي جسدها ثم نظرت الي هنادي الضاحكة بشماته
- متبقيش رخمة يا هنادي
صفرت هنادي بأعجاب شديد .. لتتراقص حاجبيها بشقاوة
- طالعة قمر بجد معرفتكيش
احمرت وجنتي رهف من اطراء هنادي التي ترتدي زي الشيف ، رغم اصرارها علي ارتداء فستان وحضورها الحفل ووقوفها بجوارها الا انها قالت ان الشيف العظيم ترك لها الاهتمام بالضيوف بالحفل وهو ... الله اعلم اين من الممكن أن يوجد ؟!
وضعت خصلة خلف اذنها وهي ترد بخجل
- شكرا يا هنادي
غمزت هنادي بشقاوة وهي تعطي محرمة معطرة ... تعلم بقعة كتلك أتلفت فستانها الرقيق لتقول
- شكر علي ايه وبعدين انا نفسي رايحة علي البوفية
اتسعت عينا رهف وهي تري جسد هنادي الممتليء بعض الشيء ، ذلك الجسد ان راته ألفت هانم ستذبح الفتاة علي ما تفعله في حق المرأة .. تمتمت بذهول
- هتروحي فين تاني
نظرت هنادي الي جسده البارع الجمال الذي لم تسقط عليه عين رجل الا وتغزل به ثم قارنته بجسد رهف الهزيل لتمسكها من معصمها قائلة
- بدل ما انتي معصعصة كدا تعالي كلي حاجه كدا تخليكي بطة بلدي
انفجرت رهف ضاحكة وهي تري سرعة رهف في ملء طبق كبير لها خصيصا ، شكرتها بهدوء وهي تتمني ان لا تراها ألفت هانم الان وكل ذلك يحدث غافلة عن زوجين من العيون الاولي تتابع بمشاكسة وبريق ذهبي يتألق عيناه والاخري التي اصدرت عواصف بركته الخضراء الراكدة
اجلي نزار حلقه وهو لا يصدق ما راي بعيناه تلك الفتاة ... رباااه كيف تغيرت وكأن عصا سحرية حولتها من فتاة مراهقة الي امرأة فاتنة بحق ... يتذكر جيدا فساتينها الانثوية التي اتت بها بداية عملها قبل ان يعترض بخشونة يطلب منها أن ترتدي قميص وبنطال ... ذلك الطلب منه كان خائفا من نظرات الرجال عليها ، كونها تبدو صغيرة للغاية بل ومسالمة ، كان يرفض رفضا تاما دخول امرأة الي مطبخه كي لا تشتت تركيز الرجال وهو ادري بما يفكر به الرجال .. لذلك هو صارما وحاوما معهما ... ويبدأ يستخدم اللين ان استلزم الامر .
لكن ما ترتديه رهف هو زلزال 7 ريختر ... راقب عيون الرجال الذئبية وهي تمسح بمحرمة ورقية علي جيدها ... اشاح بعيناه بعيدا وهو يزفر بحنق كي لا يشد تلك الغبية الساذجة الي حمام النساء ... اقترب منهما ما ان رأها تنحني ما ان سقط شيئا علي الارض .. ربما قرطا سقط ، سارع فورا بتغطيه متعة الرجال التي اصدرت صفيرا عاليا .. اشاح بعيناه بعيدا عنها وبكامل جسده غطي عرض الاغرء المقام لتستقيم رهف وهي غير منتبه للظل الضخم الذي يبتلع جسدها وهي تتحدث مع هنادي واضعا القرط في اذنها ، اجلي حلقه ما ان انتبهت هنادي من قربه ليقول
- مساء الخير
استدارت اليه ليقع عيناه علي عيناها الزرقاء الصافية ، رغم عنه تابع نزولا الي جيدها العاري وذراعيها العاريتين ليكتشف ان الفستان عاري رغما من احتشامه الخادع ليسمعها تهمس مع هنادي
-مساء النور شيف
صب اهتمامه نحو هنادي وهو ينظر الي الطعام قائلا
- كل شيء مضبوط
هزت هنادي رأسها واستمعت الي احد يناديها لتستأذن منهما قائلة
- زي ما طلبت يا شيف ... اعذروني
كانت رهف تنظر الي ملابسه الرسمية والتي اظهرت كم يبدو انيقا ولا يقل درجة بين المعازيم الثرية ، توقعت ان يكون هنا هو الشيف المسؤول وليس مجرد من احد الضيوف ... سمعته يهمس بصوت رخيم
- طالعة حلوة اليوم
شهقت رغما عنها وجحظت عيناها لتراه يغمغم معتذرا
- انا ماقصدت اتعزل فيكي بس طالعة بتجنني
بللت طرف شفتها لتفرك يديها بتوتر وقد تخضب وجهها من الخجل ، لتهمس
- شكرا
وصمتا هي تنظر الي شقيقها وفريال وهو يتمعن النظر الي شرود عيناها ، هي امتنعت النظر الي عيناه التي بهما اشتعالا مخيفا ، لا تعلم اهو هكذا يتغزل في النساء خارج نطاق عمله ويزداد عدد النساء الحالمات به في المطعم ... ام هي تلك طبيعته ؟!
ابتسمت بشرود وهي تنظر اليه ممتنعة النظر الي عيناه قائلة
- كنت فاكرة اني هزعل لما اشوفه متجوز ... لكن من حقه انه ياخد السعادة
لا تعلم لما تجري ذلك الحديث معه ... وكأنه صديق قديم لها .. بل جمعتهما علاقة متينة ... وهو لم يتردد ليوافقها قائلا
- عندك حق
تقابلت اعينهما لتري عيناه تجذبانها اليه كالمغناطيس ... وهي علي شفا جرف من السقوط فيهما ... زجرت نفسها بعنف وهي تنهي حديثهما قائلة
- واضح يعني ... انك مشغول وكدا ... امممم
ابتسم احدي تلك الابتسامات التي يوزعها علي فتيات المطعم ليقول بصوته الشامي
- لا ماني مشغول لا تنسي انا كمان معزوم
شل عقلها عن العمل وهي تستلم بذهول مخيف الي عيناه الامنتين ... وكأنه يعدها بالحماية منه ومن نفسه اولا ... لا تعلم لما رأت تلك الاشياء في عيناه لتزدرد ريقها ... الا يكفي حديثه الناعم وغزله لها منذ قليل .. لما ذلك الاحمق يبتسم وهي تعلم غدا تنتظرها حرب لتنظيف السمك
- طيب اناااا
تأتأت وكأنها طفلة تنطق الكلمات اول مرة لتري عيناه تبتسم وشفتاه تزداد اتساعا وما رحمها كثيرا صوت بيسان التي اقترب منهما صائحة
- نزار كنت فين
ابتسم نزار من تقدم بيسان ليمازحها قائلا
- هي آخرتك لما تجيبي بنت خالتك للعرس
رأته يرحب ابنة خالته بحرارة شديدة لتراها تقترب منه متشبثة بذراعه وهو لم يمانع اطلاقا وابتسامته مازالت محفورة علي وجهه بغباء .. استأذنت هامسة
- طيب بعد اذنك
ابتعدت سريعا وهي تغادر الي اقرب شرفة وهي تلعن غبائها ... ذلك معسول الكلام استخدم سحره عليها وهي كالبلهاء وقفت امامه ، بل خجلت وكأنها لم تعتاد ان تسمع كلمات غزل من شاب ... بل رجلا من قبل ، ضربت بكفها علي رأسها وهي ترغي وتزبد لتقترب جيهان منها قائلة
- مالك يا رهف
تمتمت بهدوء
- هطلع برا حاسة ان الجو خانقة
هزت جيهان رأسها وقالت بأهتمام صادق
- طيب ما تتأخريش علشان القرصان ميقلقش
هزت رهف رأسها لتتابع سيرها نحو الشرفة بمفردها ولم يهتم احدا سوي نضال الذي كان يتابعها منذ ان قدم للقاعة ليراها اختفت خلف الستائر التي تداعبها الهواء ، ابتسم بمكر شديد وهو يري الشرارة التي اندلعت منذ قليل ليلقي نظرة نحو ذلك الشاب الذي يتحدث الي الفتاة بحزم شديد وملامحها المكفهرة جعلته يعلم ان يؤنبها علي شيء ... تمتم نضال بمشاكسة
- اللعبة احلوت اووي
...............................
ما ان اطمأن علي الفرد من عائلته الاولي ... وانتهي من مشاكسته الساخرة لزوجه ابيه الممتعضة الملامح ، يعلم انها كانت ستزوجه فتاة بكر ما ان تنتهي مشكلة رهف الا حينما علق ساخرا ان بنات تلك المجتمع فقدن عذريتهن في مرحلة مراهقتهما وعملية بسيطة اعادت لها عذرتها الزائفة انفجرت وقتها في وجهه صائحة بعنف لكن لم يكترث من سبها له لكن ما ان فاض بها الكيل بدأت تسبه بشدة وانه سبب فقدان سعادة تلك العائلة ، انه وجه شؤم ... وقتها تجمدت الابتسامة علي شفتيه وقناعه بدأ يتصدع لينجلي ما خلف ذلك القناع
تركها وهو يتقدم نحو اخيه الذي يدعم زوجته ليقول بمرح
- والله وعملتها يا بكر العيلة
ازداد اقتراب الامني فريال لوقاص ليقول وقاص بجدية وهو يري فرح التي تجلس علي احدي المقاعد تتابع ببهوت ما يعرض امامه
- واتمني انك تكون وصلت لقرار نهائي
نظر الي فريال التي تنظر اليه ببرود ليعود الي وقاص وقال
- فرح غير مارية
عبست ملامح وقاص ، فرح هي التي ستتدمر في النهاية .. صاح بجدية
- هدي اللعب شوية يا نضال
ضحك نضال وقال بمشاكسة
- مفيش احلي من اللعبة لما توصل للذروة ... متستخفش بيا يا وقاص انا اقدر اساعدك بردو في اللي عايزه
تنهد وقاص وهو لا يعلم الليلة التي حصل بها علي ماجد بات ينظر الي نضال بطريقة مختلفة ، نضال يريد اثبات وجوده بينهما بأي طريقة وان كان بالخفاء .. يكفي انه اهتم بشقيقته الصغيرة رغم كل شيء ... ابعد ذراعه عن فريال ليتقدم نحو نضال قائلا
- اهتم بمراتك
رأي نضال عينا اخيه ... عيناه ليس بهما غضبا او حنقا
عيناه هادئتين للغاية .. ابتسم وهي يري بعينيه تقدم اسرار مع زوجها ليربت نضال علي ذراع وقاص قائلا
- ماشي يا ابن الغانم
سارع نضال بالتقدم الي اسرار وهو يتوعدها تلك الغبية التي لم ترد علي مكالمات هاتفه منذ زواجها ، حذرها مرارا من غلق هاتفها ... ابتسم وهو يري ذراع سراج تزداد تشبثا علي خصرها من ان راه سراج
حك نضال بأبهامه ذقنها لينظر الي صقيع عينا اسرار قائلا
- اووووه وصلت اسرار ومعاها الباشمهندس
ثم القي عبارة ناعمة نحو اسرار الواجمة
- جميلة العيلة نورت
لم تهتم اسرار نهائيا بحرب العيون المشتعلة بين كلا الرجلين ... جل اهتمامها نحو وقاص الذي يبدو انه حصل علي سعادته بعكسها هي ونضال ، جيد ان فرد من تلك العائلة البائسة جاهدت للحصول علي السعادة ، ردت بالا مبالاة
- اهلا يا نضال
غمز نضال نحو سراج الذي يحاول بشق انفاسه من ان يسدد لكمة في وجهه المستفز التي تسقط النساء صرعي ، غمغم بأهتمام
- مش بتردي علي اتصالاتي ليه ... مكتب سكرتيرتك اتصلت بيه لما الايميلات مش بيترد عليها
همت بالرد لتجد ان اصابعه تضغط بقسوة علي خصرها ، وكأنه يحذرها بلغته الخشنة من الرد ليرد بالنيابة عنها
- متنساش يا ابن الغانم اننا في شهر عسل
ابتسم نضال بتألق وهو ينظر الي اصابع سراج التي تقسو علي خصر اسرار واسرار تحاول جاهدة ان تظهر وجهها الجامد امامها ليقول بوقاحة
- بالنسبالك انت مش هي
احتقن وجه سراج .... ذلك الحقير يذكره الاخر انها لم تكن امرأته بل سبق لها الزواج والعجيب ان تقاربهما يستنتج منه ان اما ان اسرار في علاقتهما الحسية باردة للغاية او انها جاهلة للغاية ... وهذا يعود بفضل زوجها الراحل
صاح نضال فجأة مغيرا دفة الحديث الشائك
- اعذرني ديه اغنيتي المفضلة
القي اشارة نحو منسق الاغاني الذي اتفق معه سابقا ، لتتصاعد الحان رومانسية في ارجاء المكان واقترب ثنائيات نحو ساحة الرقص ، استأذن سراج الذي شارف علي الانفجار منه وهو يسحب اسرار التي وافقت علي الرقص معه
بهدوء شديد قادها الي حلبة الرقص ليغمز بمشاكسة نحو سراج الذي يكظم غيظه منه ، وضع كلا كفيه علي خصرها لتسود عينا سراج وهو يراها تضع كلا ذراعيها حول عنقه وتقترب منه بحميمة شديدة جعلته يود جذب شعرها بقوة وجرها خلفه نحو السيارة ... ويقسم انه حين عودتهما سيؤدبها علي فجورها وهي تراقص رجلا اخر غيره .
تنهد نضال وهو يهمس بهدوء
- سراج غير ضياء
نظرت اليه اسرار بعدم فهم وهي ترقص معه بأنسيابيه شديدة ، المشهد لم يكن جديدا عليها .. كان في اي حفلة راقصة معها زوجها الراحل ضياء يراقصها نضال دون اعتراض ضياء نهائيا ... اشياء كتلك تحدث كثيرا في مجتمعها المخملي وكون نضال ليس رجلا غريبا بل ابن عمها .
تمتم نضال بعبثية وهو يقترب من اسرار ناظرا بتحدي نحو سراج الذي يقسم انه سيفعل فضيحة في ذلك المكان غير ابه بالجميع
- سراج من النوع الحامي وانا بحب النوع الحامي
زفرت اسرار بيأس .. ولا تجد حرجا من انتزاع قناعها لتواجه وجهها الحقيقي المتألم امام نضال لتهمس بجفاء
- خليك مركز انت في فرح
تهجمت ملامح نضال ما ان رأي كدمة علي جيدها ... تلك الكدمة يبدو ان زوجها العظيم كان شره .. ملس تلك الكدمة لتهتز حدقتي اسرار ليصيح بغضب
- عملك ايه ؟
اغمضت جفنيها وهي تتذكر تأديب زوجها تلك الليلة لتهمس بلا مبالاة
- محصلش شيء
جحظت عينا نضال واشتعلت عيناه بالقسوة الشديدة ، متوعدا لذلك البوهيمي ليعنفها بصوت هامس
- بردو هترجعي تخبي كل اللي بيحصلك زي زمان
غشاوة رقيقة غشت عيناها لتهمس بسخرية
- مش بخبي يا نضال .. واضح انه مشتاق ليا حبتين
رفع عيناه المشتعلة نحو ذلك الرجل لتلين ملامحه وهو يقول ببرود
- بيغير
" قل انه شهواني ومتملك من فضلك" همست بها سرا لترفع عيناها بتهكم
- ايه ؟
لفها حول ذراعيه لتدور في عدة حلقات تقابل بهما عينا نضال المستمتعة لتختض من الذي اسودت عيناه قتامة ... سحبها نضال اليه لتسقط علي صدره وهي تلهث بقوة تغمض جفنيها وهي تشعر بهمسة نضال
- بيغير عليكي ... سحرتي شباب الحسيني يا اسرار
ارتكزت يداها علي منكبيه وهو يتولي الرقص وهي تتبعه بهدوء ... تذكرها تلك الرقصة بأيام الخوالي حينما كانت تعلمه في فترة المراهقة الرقص ... كانت واحدة من قوانين الحظر التي فرضت علي نضال الا يتساوي بوقاص او رهف من الرفاهية او التعليم الذي يتلقوه ، لن تنكر ان زوجة عمها مجحفة في حقه وجائرة لكنها لم تتركه ساعدته واجبرت عمها ان يلتحق بمدرسة من مالها وساندته كونه يشبهها لكنها تتذكر انه كان تلميذا مشاغبا وها هو اضحي التلميذ راقصا محترفا وينافس استاذته ، تمتمت اسرار ببرود
- اخر حاجه تقولها انه بيغير ... علاقتنا مؤقتة وفاشلة
ضحك نضال بقوة وهو يقول بهدوء
- اممم مظنش والعلامات الحلوة دي بتوضح كدا ... عاملها قصد علشان اشوفها
جحظت عينا اسرار لترفع برأسها تنظر اليه بحنق قائلة
- انت .... نضال
قاطعها بالا مبالاة
- جوزك بيغير عليكي مني .... ساب القاعة كلها ومركز معايا
كادت ان ترد عليه وهي تعلم ان تلك لعبته السخيفة ليغضب ذلك البوهيمي ... انتبهت نحو فرح التي تبكي بصمت وهي تستقيم واقفة هاربة من القاعة لتصيح بقوة
- مبطلتش حركات العيال دي .... الحق فرح
اجفل نضال وهو يري هرولة فرح للخروج من القاعة .. سارع بتركها فورا ليلحق بها ، كادت اسرار ان تلحق به لكن يد غليظة احكمت حول خصرها لتشهق وهي تصطدم بجسده العضلي ، وقعت عيناها علي عيناه القاتمة ... زفر بحنق وانامله تلمس خصرها
- ابتسامة من الودن للودن
رفعت يداها وهي تسمع تغير الاغنية لتتصاعد الحان رومانسية حميمية ، نظرت اليه بتشكك لترد
- ابن عمي
كأن الرد بمثابة القليل من الزيت الي النار ، وضع كفه حول عنقها ليشدها اليه وهو يدفن وجهه في عنقها هامسا بصوت اجش
- وانا جوزك وليا احقية عليكي
تجمد جسدها وهي تشهق من وقع انامله الوقحة علي جسدها امام الجميع ، زجرته بخشونه قائلة وهي تتملص منه بصعوبة
- سراج احنا يدوب نعرف بعض
راقبت اعين الجميع منها الغير مكترث ومنها من يلقي تعليقات وقحة كون الزوج شغوف بها ، شعرت بوخز في عنقها نتيجة شاربه ولحيته الكثيفة وزمجرته الخشنة تصيح
- كدابة
قابلت عيناه السوداوية بهدوء لتسمعه يصيح بجمود
- علاقتنا يا اسرار اوعك تنكريها ... متقسيهاش بالمدة ابدا
صمتت وهي تفكر ساخرة " نعم علاقة زوجية بحته لا اكثر " لن تنكر اصراره علي ان تذهب زيارة الي مقر عمله ، وكأنه يتعايش معها بطبيعية شديدة وتناسي كيف كانت بداية زواجهما
استمعت الي تعليق سخيف منه
- هما بيختموا الرقصة بأيه في الطبقة ديه ... بوسة مش كدا
انتبهت انه سحبها لخارج حلبة الرقص متجهًا نحو الشرفة ، و ما زالت النغمات تنساب من داخل القاعة لتهمس بتساؤل
- للدرجة دي بتكره اصلك من هنا
يداه تهبط ببطء مثير الي اسفل خصرها لينتزع يداه عنها وقال بجمود
- لانها مجرد لمعة خادعة ... لما كبرت ووعيت محبتش اطلاقا ان الست بتاعتي الاقيها بين احضان واحد للتاني كمجرد سلام ... الطبقة اللامعة اللي يخلي الراجل يخلي مراته ورقة رابحة ليه ويستخدمها كوسيلة انه يترقي في شغله .... الطبقة اللامعة اللي تنسي ادمية كل فرد وتنسي علاقته وحبه لعيلته مقابل المال
تخشب جسدها وهي تتذكر افعاله الماضية المشينة لبراءتها ، لا تصدق ان الغربة جعلته رجلا شرقيا .. الغربة ما هي الا انفتاح وفجور اكبر لحياته الماجنة
تري عيناه المتفحصة لعيناها لتهمس
- بتقولي الكلام ده ليه
هو سئم من تلك الاحجية المستفزة ... مقابل حياته حياتها ، ليعرف من منهما الذي يحمل اسرارا اكثر ومن اشدهما غموضا ، غمغم بنبرة لا تقبل النقاش
- بكرا هتنزلي معايا ... اعرفك عني والمقابل انتي كذلك
" ويحك يا سراج ، لما التعجل ... فحتما ستعلم اي امرأة واي والدة انت تفتخر بها امامي " ... هزت رأسها وقالت
- مظنش انها هتفرق ... النهاية انا وانت
قاطعها وهو يسحبها بغلظة الي صدره ، صاح بقوة
- هنستمر ... هنستمر يا اسرار
مالت بعنقها لتظهر علامات جموحه لتهمس ببرود شديد
- مبسوط اووي بالبضاعة مش كدا ... لسه ملحقتش تزهق مني
امسكت قميصه الاسود الذي تخلي عن ربطة العنق التي تقيد حركته كما قال سابقا .. لعبت في فتحة ازرار قميصه لتهمس بأغواء
- متقلقش يا سراج كله بوقته
وتسربت بين يديه كما يتسرب الماء بين الاصابع ، تذكره دائما انه لا يقدر علي فرض كلمته عليها ابدا
مهما حدث لها رأي .. وهو سيكسر ضلوعها كليا حتي تخضع له بكامل قوتها وارادتها .
**********
لبرهة من الوقت غفل عن فرح التي تركها علي احدي الطاولات ، هي لم تغب ابدا عن ذهنه لكنه انشغل بـ اسرار ... وهو الان يركض خلفها مناديا بصوت قوي
- فرح
اغمضت جفنيها بقهر شديد ... لقد جاء دليل حبه وعشقه لابنه عمه ماذا تريد اكثر ؟!
لقد اخذها من احضان زوجها وراقصها بحميمة ... وهي تعرضت من نظرات مزدرية كونها زوجته واخري شهوانية مثل التي كانت تلاحقها حينما كانت تعمل في المطعم وفندقه ... وهو غير منتبها لها ... هو نسيها !!!
تسمع نداءه الجهوري من الخلف لكن الطنين الذي في اذنيها جعلها تستمع صدي صوته وكأنه قادما من خلف الجبال ، كففت دموعها بكفيها وهي تسارع بالخروج من المكان الذي لا يرغب به احد
هو يقتلها الف مرة ... يذبح الامل ... يثأر من الماضي
وهي تتخبط من نوازعه وصراعاته النفسية العقيمة ، لكن العيب ليس بها
هي اخبرته ان نيرانه ادفء بكثير من نيران غيره ، نيران كانت ستكون هي الضحية بين ايدي مفترسين للمرأة الضعيفة .. شهقت بفزع وشعرت ان كتفها قد خلع بسبب جذبه العنيف وهو يصيح بحنق وكأنه ضاق به الامر ذرعا
-فرررررح
نظرت اليه من خلف دموعها ... الرؤية مشوشة استمعت الي تقريعه الحاد لها
- انتي اتجننتي تمشي من المكان من غير ما تقوليلي
انفجرت في البكاء الحار وهي تضم كفيها حول وجهها هامسة بحرقة
- ليه مصمم تعمل كدا ... ليه بتحرقني كل مرة يا نضال
نظر نضال ببهوت اليها ... لم يتوقع ان تنفجر له الان .. .ليس الان علي الاقل ، رد بعرجفة
- انتي اللي وافقتي يا فرح افتكري كلامك
واكثر جواب يأتيه من خلف ذلك القناع الغبي، ضربته بقوة علي صدره وهي تصرخ هادره في وجهه
- بس وجع وحش اووي ... انا تعبت خلاص
اغمض نضال جفنيه وهو يجيب ببرود
- مش بمزاجك يا فرح ... كملي طريقك للنهاية
زمجرت بوحشية وهي تكيل الضرب بضعف علي موضع قلبه .. ليموت وترتاح او تموت هي ويبحث هو عن غيرها ، ما ان ذكرت امراة اخري حتي برقت عيناها بجنون وهي تصيح بغيرة تقتلها
- وبعدها ايه تيجي تروح تشوف واحدة غيري .. تعمل نفس دوامتك ليه كل ده
هدأ صراخها ... تعبت وتراخت عظامها لتنحب بصمت قائلة
- انا شيفاك بعيني قد ايه انت بتحب عيلتك ليه بتكسرهم ... ليه يا نضال؟
كز نضال علي اسنانه بغيظ
رغم ما تعرفه
رغم علمها بكل شيء دون اخبارها .. تسأله
صرخ في وجهها بجنون وهو يهز ذراعيها بقوة
- علشان كسروني
تأوهت بألم من قسوة انامله علي جسدها .. هذا ما ترغبه وتريده .. ان يظهر علي وجهه الحقيقي دائما وابدا .. اقتربت تلمس وجهه هامسة
- بتختفي في الصورة ليه يا نضال ... انا بس اتأكدت انك مش محتاج ست انت محتاج عيلتك تحسسك انك منهم
مسحت بيدها الاخري دموعها لتأخذ نفسا عميقا وزفرته علي مهل قائلة
- لحد لما تخلص القضية هطالبك انك تطلقني
ابتعد عنه وهي اخذت قرارها النهائي .. نضال ليس لها
لم يكن لها يوما
ولن يكن ابدا
هو ليس لشخص .. هو مجرد سراب ما ان تظن ان وصلت اليه تكتشف ان هناك اميالا عليك ان تقطعها وبالنهاية لن تصل !!
شهقت بقوة اكبر وهي تشعر بتحطيم لعظام جسدها حينما لفها في عناق خشن ... قوي .. مؤلم ، تأوهت من بين شفتيه التي تنهش نهشا .. واصابعه التي تمزقها تمزيقا
كادت ان تسقط مغشية عليها من فرط عذابه ليبتعد عنها وهو يلتقط انفاسه المتأججة ليهمس بخشونة
- محدش يجبر نضال علي شيء مش عاوزة
مسحت شفتيه النازفتين وهمست بمرارة
- اخدت اللي عايزة يا نضال
جهد بدني وذهني وعاطفي تبذله دائما بجواره ... لكن حان الان وقت الاستراحة
هذا الافضل لكلاهما
وصلا الي مفترق الطرق وعلي كلا ان يتابع طريقه بمفرده
او هي التي ستتخذ طريقا فرعيا لأن ذلك الطريق الذي يرسمه بدقة لم يكن يوما لها
لم يكن يوما من حلمها .. لم ترسم معه ذلك الطريق
تلك نهايتها ويجب هي التي ان تتحمل جراء ما اقترفته
الدنيا ما زالت تعملها وتعطيها الصفعات ويجب ان تشعر بتألم الصفعة حتي يتخدر كامل اطرافها وتنتهي مأستها تلك المرة !!
**************
- اقسم بالله هقوم هولع الفرح
صاحت بها جيهان بجنونها المشابه لجنون شعرها الذي صبغته احمرفي حفل الزفاف ... احمر ناري يشبه اسواط النار ، هزت شادية رأسها بيأس
السيدة الفت لا تتواني ولا لحظة الا وان تظهر امتعاضها ، لاحظت ذلك حينما تقدم عائلة وقاص لطلب يد فريال من خالها ، رغم سن فريال الذي يقترب من السابعة والعشرون الا ان الشوكة في خاصرة حماتها انها ليست بكر ... وقتها علقت جيهان ان فتيات الطبقة نصفهم عاشرن مع اباء واشقاء صديقتها ... وقتها كان ابيها ينظر اليها نظرة لائمة والفت هانم احتقن وجهها من الرد الوقح لجيهان ، امسكتها شادية ما ان راتها قامت من مقعدها لتقول
- بطلي جنان يا مجنونة
زمت جيهان شفتيه بتبرم وهي ترسل نظرات نارية تكاد تشابه بل تكون اقوي مما ترسلها الفت
- انت مش شايفة الفت هانم بتبص ازاي ... اجيبها من شعرها دلوقتي
اقتربت شادية تغمز لها ماكرة تذكرها بعدد المتابعين علي مواقع التواصل الاجتماعي
- فضحتك يا جيجي هتبقي بجلاجل
تقهقرت عزيمة جيهان ما ان تذكرت فضحية الصحف والانترنت ، جلست علي مقعدها متأففة
- اوووووف هي ناقصة كمان مش كفاية انها مخروبة
التفتت جيهان الي ماهر الصامت منذ ان قدم ... نظرت اليه بأستنكار شديد
كيف يكون رجلا وضعيفا في ان واحد ، لو كان رجلا مكانه لكان دعس علي الحب بقدمه واكمل طريقه ... الاحمق ترك كل شيء من اجلها وها هو يبكي علي الاطلال بعد ان تركها ، عضت علي شفتيها وهي تتذكر حالتها الميئوسة هي الاخري
نفضت اتربة تلك الذكريات لترفع يدها في وجه ماهر
- ماهر ... يا عم الرومانسي
التفت ماهر ببؤس نحوها دون ان ينبس ببنت شفه لتهمس بمشاكسة
- فين الامريكية بتاعتك
اغمض ماهر جفنيه واجاب بجمود واهي
- المفروض انها تسافر بكرا
نعم .. ستسافر هذا اكثر ما تجيده تلك الشقراء الحمقاء ، لا تعلم لما الرجال مهوسون بالشقراء ... انها مجرد باربي ... بلاستيك لا شيء اكثر .. صاحت بسخرية
- وانت فين
اجاب بجمود وهو يفكر احداث تلك الليلة التي انتهت بتركها نهائيا دون التفكير بالرجوع ... هو سأم من ملاحقتها ومداوتها
- خلاص كل شيء راح
صاحت شادية بدهشة
- كل شيء راح ؟!
نظر الي اختيه بنظرات جامدة ليستقيم واقفا وهو يقول بأرهاق
- مارية مش بتفكر غير بنفسها ... عموما انا تعبان مضطر اني امشي
نظرت شادية بدهشة الي رحيل ماهر المفاجيء ...بل تلك الاحداث التي سمعتها منه ، توقعت انه مثل اي شجار عادي وينتهي بالصلح منه ... لكن يبدو انه فاض به الكيل .. نظرت الي جيهان التي غمزت بوقاحة
- شوفتي
ثم نظرت الي الجو الكئيب الذي يسود القاعة لتلكز ذراع شادية قائلة
- ما تغنيلنا حاجه
غيرت شادية دفة الحديث وقالت بتساؤل
- فين وسيم ؟
تأففت بحنق شديد ومبالغ به ... رفعت عيناها الي شادية لتقول بسخرية مريرة
- وسيم .. تلاقيه بيقضي شهر عسل مع واحدة
ثم سحقت اسنانها .... ذلك الاشقر الاحمق الغر .. زير النساء الذي يتفاخر بكونه يمارس علاقاته معهن بفجور ... حاله كما حال تلك الطبقة الفاسدة ، تمتمت بقرف واضح
- انا مش عارفة ازاي المقرف ده معينه مذيع
كادت شادية ان ترد الا ان صوت رجولي جذاب به نبرة مشاكسة اقترب نحو اذن جيهان ليهمس باغواء
- انها الوسامة الغربية
نظرت جيهان بعيونها البنية الي سماء عينا وسيم لتهمس بتقزز ما ان رأت تلك الاجنبية التي بجواره
- شرفت يا باشا ... فين الانسة ولا نقول مدام
ربت علي وجنتها وهو يغمز بعبث
- دمك خفيف يا جيجي
تأففت بحنق وهي تزيل يده عن خدها بحدة جعلت ابتسامته تزداد اتساعا ، لطاما كانت معه خشنة اذا لاجديد ، استقامت واقفة وهي تحرك كلا كفيها في حركة طالبة للهواء
- عموما انا رايحة اشم هوا الجو بقي خنيق فجأة
عبست معالم وسيم الجذابة ليسقط ببصره نحو شادية ليسالها بأهتمام
- مالها
" اكثر ما اكرههم في الرجال الذين يتظاهرون انهم لا يعلموا " ، ابتسمت بعملية شديدة وهي ترجع خصلات شعرها السوداء لترد
- هيكون مالها .... خسرت في السباق علشان كدا منكدة الكل
تعلم انها تكذب لكن هذا افضل بكثير ... وسيم لا يستحق كل ذلك الحب منها ، رأته يقول بأهتمام
- طب هروح و
قاطعته وهي تستقيم واقفة قائلة بعملية وهي تذكره بالشقراء التي بجواره
- خليك مكانك انا رايحة اشوفها ... ركز مع ضيوفك ومعجبينك
*******
لم تجد سوي فريال التي اخذت مكان منزوي عن الجميع لتنفجر به في الصراخ الحاد ، والبكاء علي نفسها
هي احبته
وقعت في فخ ذلك الأشقر
اتبعته وهو حتي لم يلقي لها نظرة
ما زال ينظر اليها وكأنها جارته الصغيرة كما يحب التعرف عليها امام نساءه الشقراوات
جزت علي اسنانها وهي تحارب بقوة نفسها وخيبتها ومرارة قلبها في عدم البكاء امام الجميع ، همست لنفسها بتقريع
- اثبتي متعيطيش
نظرت الي فريال التي تنظر اليه بهدوء ... لتجز علي اسنانها بغيظ
- ليه حبيته يا فريال ... ليه سبت كل الناس واخترته هو
ثم ذكرت مساوئه كي لا يستميل قلبها الارعن مثل قلب ماهر
حكاية ماهر ترسل لها الف تحذير في اليوم
كلاهما يعاني حبا من طرف واحد لكان ماهر سقط في الهوة وابتلعته الظلام
اما هي تتراقص علي حافة الانهيار ، صاحت بتقزز شديد من نفسها
- ده حته حيوان قذر شهواني فيه ايه عدل علشان اعجب بيه
اجابت فريال ببساطة
- دايما بنقع في الاختيارات الغلط
كادت ان ترد عليها لكن حركة هرج ومرج في القاعة جعلتها تنظر بدهشة قائلة
- ايه ده ؟
عبست فريال قائلة
- فيه ايه ؟
صاحت جيهان بدهشة وهي تكاد تصفق يديها
- شادية بتغني
تصاعد صوت شادية عبر الميكرفون وهي تقف وسط منصة الرقص تنظر الي الضيوف والي فلاشات الضوء التي القت تركيزا عليها
- الاغنية دي مجرد لكل حالة هنا ... فاكرين ان الست مجرد كائن بارد او كائن ملهوش وجود .. او الناس فاكرين ان احنا رغم اللي فيه عايشين في حالة سعيدة طول الوقت
القت اشارة نحو منسق الاغاني لتغمض جفنيها وهي تتذكر موهبتها الدفينة
وتتذكر سبب تسميتها باسم شادية ... كل ذلك يعود الي اكتشاف والدتها المرحومة للغناء واخبرتها ان صوتها يذكرها دائما بأغاني الزمن القديم ، تناغمت اذنيها مع الالحان واختفي الجميع من حولها لتري نفسها انها تظهر امام المراة
صورتها العاكسة تظهر لها انها في ايام مراهقتها تمسك بفرشاة الشعر ... تغني بصخب غير عابئة بتعليقات جيهان ... انطلقت الكلمات من شفتيها تحاكي بها نفسها وفريال وجيهان وكل امرأة متالمة في المكان ..
وقالوا سعيدة في حياتها، واصلة لكل احلامها
وباينة عليها فرحتها في ضحكتها وفي كلامها
وعايشة كإنّها ف جنة وكل الدنيا مالكاها
وقالوا عنيدة وقوية، مبيأثرش شئ فيها
محدش في الحياة يقدر يمشي كلمته عليها
هتحلم ليه وتتمنى؟ مفيش ولا حاجة ناقصاها
ومن جوايا انا عكس اللي شايفينها
و ع الجرح اللي فيها ربنا يعينها
ساعات الضحكة بتداري في جرح كبير
ساعات في حاجات مبنحبش نبيّنها
كتير انا ببقى من جوايا بتألِّم
ومليون حاجة كاتماها بتوجعني
بيبقى نفسي أحكي لحد و اتكلم
وعزٍّة نفسي هيّا اللي بتمنعني
سنين وانا عايشة في مشاكلي وبعمل اني ناسياها
وحكموا عليّا من شكلي و م العيشة اللي عايشاها
أنا أوقات أبان هادية، ومن جوايا نار قايدة
ولو يوم اللي حسدوني يعيشوا مكاني لو ثانية
ولو شافوا اللي انا شفته هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن اللي انا فيه هتفرق ايه؟ ايه الفايدة
انتهت وهي تغمض جفنيها واختفت المراة وصوت جيهان المزعج لتسمع تصفيقا من الجميع ، وقعت عيناها علي عينا جيهان التي كانت تمسك هاتفها تصورها باعثة غمزة لها ... ثم انتقلت الي فريال التي تصفق وهي تمسح دمعة علقت علي اهدابها ... لا تعلم لما القت نظرة نحو الحارس الواجم لتراه ينظر اليها بغموض شديد ... هزت رأسها وهي تهبط من منصة الرقص تسمع بعض التعليقات الايجابية والاخري الممتعضة التي لا تناسب مناسبة كتلك
لا يهم ما يقوله الناس ... الاهم انه نال اعجاب العروس وهذا اكثر من كافي
استمعت الي تعليق وسيم الذي يهتف بحماس
- تجنني يا شادية ..بجد لازم تيجي الشركة
هزت رأسها بيأس كونه لا يمل ابدا من ذلك الحديث لتقول
- فكك يا وسيم ...انا مستكفية بالشغل اللي معايا
اقترب منها وهو يسد الطريق عليها ليعبس وجهه ما ان رأي جسد ضخم تقف خلف جسد شادية بحمائية شديدة ، غمغم قائلا
- مين الاخ ده
لم تهتز بها عضلة او جفن وهي ترد بسخرية
- ده عاصي الشخص اللي ملاحقني في كل حته
نظر وسيم الي المدعو بعاصي ثم صاح بتعجب
- اوووه شكل انا فاتني كتير
تمتمت من بين اسنانها وهي تحاول البحث عن جيهان ، تخشي تلك المجنونة ان تكون اختارت قيادة دراجتها السخيفة في ذلك الوقت الي احدي رحلاتها الجنونية
- مضطر استأذن
اومأ وسيم وهو يفسح مجالا ليقابل عيناه عينا عاصي القاستين ... ليبتسم بلزوجة وهو يتخذ طريقا للخروج من المأزق من ذلك الرجل .
************
بالكاد سيطر علي اعصابه الي نهاية حفل الزفاف
جرها بقوة الي سيارته ... وبدأ يلتهم الطريق وهو يضغط انامله بقسوة علي المقود
شتم بعنف وتلك الصور التي تظهر جسدها به اثار جريمة متوحش وليس بأنسان اطلاقا
كيف تستأمنه وتعطي كامل ثقتها به الي تلك الدرجة ... غيرها كان ... كانت شنقت نفسها
عاد يذكر نفسه انها فريال ... عكس البقية من النساء ، بها خليط انثوي ماكر وبراءة امرأة لم يدنسها الماضي مهما حدث ، ضغط علي المكابح بقوة حتي كادت ان تصطدم رأسها بالنافذة الا انه اسرع بجذبها اليه ، صوت انفاسها اللاهثة تخترق مسامات قماشه الابيض
اغمض جفنيه وهو يتحكم في ثائرته مذكرا انها ليس لها ذنب اطلاقا ... اناملها تتشبث بقوة في قبتي قميصه لاهثة بأنفاس ساخنة باسمه فقط .... اغمض جفنيه وهو لا يقدر علي حبس وحوشه الكامنة
لف انامله بقسوة علي عنقها ليقبل شفتيها في اول قبلة لهما في السيارة
حلوة
لاذعة
بها الكثير والكثير من الدفء والعطاء
والكثير الكثير من الدلال والغنج الفطري المتأصل باسمها
ابتعد لاهثا لتدفن وجهها في عنقه وقد انهكها قبلته ، قبلته مثل الاعصاير الهائجة التي تحطم السفن وتقلع البيوت من جذورها
وهو اقتلع متانتها وحصانتها امامه ... لم تجد بدا سوي الانجراف في اعصاره
انامله ضمت خصرها ليسحبها بقوة الي ذراعيه خارجا من السيارة متجه الي عش الزوجية ، لم تشعر بأنه ادخلها الي غرفة نومها سوي انها انتبهت الي زفرة حارقة خرجت من شفتيه
عقدت جبينها بعدم فهم وهي تري القسوة والغضب تطل من عيناه الغائمتين .. همست بشرود وما زالت دائخة بقوة من قبلته المسكرة
- وقااااص
انزلها ارضا لتتعثر وهي ترتكز علي ذراعيه .... نظرت اليه بعدم فهم وقذف في قلبها الرعب ما ان استمعت الي نبرته الجامدة
- اقلعي
فغرت فيها وهي تبتعد عنه بذهول .. نظرت الي فستانها ثم اليه لتقول
- ايه
قاطعها بجمود وهو يشير الي فستان زفافها
- اقلعي فستانك حالا
استعود الي تلك الايام مرة اخري
مجردة من ادميتها
منتهكة بقسوة
مذبوحة بمرارة الحب
اشتعلت عيناها بشدة وهي تصيح بقوة
- انت اكيد
قاطعها حينما امسك ذراعيها قائلا بجمود
- انا قولت ان ايدي اسرع
حل سحاب فستان زفافها وخلع طرحتها لتسقطا ارضا اغمضت جفنيها وهي تنتحب امامه بصمت
تتذكر حينما كانت معراة جسدا امام عزيز
حينما كان يقتل منها امل الحياة في كل مرة
حينما يبدأ ممارسة جنونه الفاسق عليها
تخشب جسدها بقوة تحت وطء لمسات انامله علي جسدها الشبة عاري بفضله ، تخشي النظر الي عيناه ... تخشي ان تري بهما طليقها المجنون ، ما ان شعرت بانامله تلمس خلف ظهرها تحديدا الموضع الاول الذي تركت به اثر السوط علي جسدها ... لتراه في المراة كل مرة ويزداد لهيب حقدها عليه ، حتي لا ترأف انسانيتها المنتهكة حينما تصرخ بالثأر ... همست بتوسل
- ارجوك
زمجرة خشنة هو رده
وانامله تهبط الي وركيها ليري بداية علامة خط طويل يبدأ من خاصرتها الي اول فخذيها ... عضت علي شفتيها نتيجة انامله التي تلمس جسدها لتسمعه يقول
- ليه سكتي
اجلت حلقها وانامله تنتقل الي خلف عنقها تتذكر جيدا الاصفاد وادوات ساديته التي تلتف حول عنقها لتهمس
- حبيته
تألمت بقوة ما ان جذب عنقه لتشعر بلفح انفاسه الحارة ، لا لن تنظر الي عيناه ... لن تنظر
ونظرت
اتسع بؤبؤ عيناها وفغرت فاها وهي تتطلع الي عيناه الداكنة ... وشفتيه التي ابيضتا ليقول
- تكوني مذلولة ليه
لم ترد .... كل ما ارسلته فقط جزء خاص بها وليس به ، تخبره ببساطهه علي طبيعة علاقتها به
صاح بخشونة و لا يتحمل ان يري علامات الانتهاك محفورة علي الجسد ... رغما عنه سيغضب علي نفسه وعليها وعلي ذلك الجرذ
- مسبتيش غير دول
- علشان افتكره
ضم كلا وجهها بكفيه ليسحبها اليه وهو يغمغم بحنق
- انت عارفة نفسي اعمل ايه دلوقتي
زاغت عيناها وهي تعلم انه هنا بسبب كرامتها التي صانها وعدم فضحها ، عضت علي شفتها السفلي وهمست
تتمني انك مشوفتنيش
ازدادت ضمته اليها قسوة ليقاطعها بهدر
- لا اقتله بأيدي
جحظت عيناها بقوة ... لا تلك حربها هي وليس هو ، هي تريد مساعدة لا اكثر وتريده ان يظل بجانبها ... هزت رأسها نافية
- لا
- لسه الباشا معشش جوا قلبك بعد اللي عمله
صاح بها بقسوة شديدة وهو يشددها اليه بقوة ، ارتفعت وتيرة انفاسها اللاهثة وهي تغمغم
- متأذنيش
رباااه هي تتوسله .... ارتجفت شفتيها وهبطت الدموع من ماقيها هامسة
- انا خايفة
ربت علي وجهها وهو يكاد ان يشد في خصلات شعره جزعا
انه يتأكد انه يغار عليها ومن من .... من مجرد ذكر استحكمت به غرائزه
غمغم بصوت اجش
- انا معاكي
ثم اغمض جفنيه والكلمات تخرج منه بصعوبة ... كمرارة الحنظل
- طلب منك ايه
نظرت الي عيناه التي هدأ بهما اعصاره ... لتظهر شبح ابتسامة علي شفتيها وهي تهمس ساخرة
- اني اكون عاهرة للمستثمر بتاعه وانام علي سريره
يتبع
في قبضة الإمبراطور
الفصل الخامس عشر
......................
الماضي جزء متأصل في حياه الانسان
يقولون ان الانسان ما لاماضي له لا اصل له
حسنا افضل ان اكون بلا ماضي افضل من احمل وصمة عار الي نهاية الحياة.
تتساقط الأقنعة
والوجوه تظهر علي حقيقتها
هي لم تصدق ابدا ما يطلبه منها .... هو الذي مارس ساديته عليها بوحشية وسلطته الذكورية يطلب منها ان تكون عاهرة في سرير ذلك المستثمر الأجنبي
برق عيناها بشرر جنوني وهي تقف امامه بتصلب
- انت اتجننت عايزني انام في سريره ... وانا علي ذمتك
وهو ينظر اليها بجفاء مميت ....تعلقت عيناه علي منامتها القصيرة كاشفة عن مفاتنها بسخاء امام له
تلك المفاتن سيلمسها غيره
سيداعبها غيره
سيقبلها غيره
سيأخذ منه نصيبا مثله او يزيد ، لا يعلم سر جنون المستثمر الذي سيمول مشروعه الذي حلم به بزوجته ، لكن لا يملك سوي ذلك الحل
غمغم بلا مبالاة
- شافك وعجبتيه
هناك اوقاتا نصمت لاننا لا نجد ما نقوله
الصدمة تشمل اطرافنا كلها وتغرقنا في غمرة كاذبة
ربما الأذن تكذب
العقل لايصدق
لكن العين لا تكذب ابدا
هو يرمي عرضه وشرفه بكل بساطة ... خرج ماردها الشيطاني وهي تصيح بحرقة
- شافني وعاجبني انت ازاي تفكر ف تفكير منحل وبيخالف دينك وبيئتك اللي اتربيت عليها
لم تهتز عضلة به ولا رمش له جفن ، اقترب منها لحد قريب للتلامس
قريب لرؤية التقزز والغضب تتلألأ حدقتيها ... بسبابته لمسها من منابت شعرها حتي دفن اصبعه عند منحدر صدرها ليقول ببرود
- ديه مشكلتك ... حاولت انسيه لكن مصمم انه عايزك
ارتعش جسدها كليا ... وهي تنظر اليه بعدم تصديق
زوجها اكيد جن ... تحملت كل شيء منه لكن شرفها هي !!
نزعت اصبعه عنها وهي تشمله كليا بمقت
قرف
اشمئزاز ودنيوية لتصيح بهدر
- هو انت شايفني جايبني من كبارية وكل اللي عايز ينهش في لحم جسمي اديله
العجيب انه لا يجيب اطلاقا
لا تظهر اي من بوادر غضب منه ... استحال لكائن بارد عملي
- فين نخوتك يا بني ادم
صاحت بها وهي تضربه بكلا يديها علي صدره ... ارتد علي اثر دفعتها خطوة ، لتدفعه مرة اخري وهو مستسلم لها بأعجوبة
لكنها لم تهتم
كل ما تراه اللون الاحمر
لقد ضاق بها الارض ذرعا ... تمتمت بقسوة
- انا سيبت كل اهلي واعتبرتك انت اهلي الوحيد في الغربة ... انا اللي خليتك ترسم خطوط حياتنا في البلد دي ، عايزني بكل بساطة اسلم جسمي لراجل غيرك
تنهدت بحنق وهي تري البرود الذي كسي ملامحه ... رغما عنها انفجرت في البكاء
هي هنا لوحدها في تلك الغربة ... لا عائلة لا سند هنا
نظرت الي ثوبها الذي انحسر ليبرز جسدها العاري لتنظر اليه وقالت بجفاء
- هتنام قرير العين يا زوجي الفاضل ... وقت ما ارجع وجسمي عليه علامات شخص غيرك هيهدأ بالك وترتاح ولا كان حاجه حصلت
اغمض جفنيه ... وهو يتنهد بحرقة
لن يقدر سيقتلها ما ان تعود اليه وجسدها بمصكوك بختم رجل اخر
سيقتلها بيديه .... امسك ذقنها بخشونة لتتأوه بصوت خفيض ... ماجت به الشياطين ليصيح بجنون
- اسكتي
تمتمت بنفي صارخ ... لا وقت للخنوع مرة اخري
- مش هسكت ...انا جبت اخري منك ومن جنونك ومن ساديتك المريضة واقول ايام وهترجع زي اللي اعرفه مكنتش اتوقع انك تزداد فجور بالشكل المقزز ده
اسودت عيناه وظهر بريق جنوني تعمله ... سيمارس ذلك الداعر جنونه وفسقه عليها ... سيمارس الي ان يرتوي منها ... الي ان يتابع امتصاص بكل لذة من روح حياتها حتي يتركها
جثة هامدة
لا روح بها
ينفر الجميع منها
وقد فعل .
...............
انهت من سرد خفيف لقصة مؤلمة لها
هذا نهاية خضوعها واستسلامها المجحف لحق ادميتها
دموع تهطل بكثرة حتي ما عادت تري وقد تشوشت الرؤية ... لا تعلم اين هو
لا تعلم اين اصبح
ولا كيف اصبحت عيناه الشرستين
ارتجفت شفتيها وارتعد جسدها كورقية خريفية لم تقدر علي الرياح العاصفة ... تمتمت بهمس باكي
- مهربتش من عقاب ساديته عليا ... حاولت بكل طريقة اني اشوف عينيه اللي عمرها ما استجابت لتوسلاتي علشان لما اعاقبه بنفس الجنون ما اكنش حاملة رأفة ليه
شعرت بأنامل قاسية تخترق عظامها .. تحطمها بقسوة
تنهشها بتألم
شهقت ما ان استمعت الي زفرات انفاسه الحارة بشدة
حارة لدرجة انها وجهها التهب ما ان زفر في وجهها ليقول بقسوة مخيفة
- ازاي صبرتي
اطلقت اهه عالية ثم عادت تنتحب بصمت ... جسدها في كل ثانية ينتفض وكأن عقرب لدغ مسام جسدها وبدأ ينتشر سم العقرب بسرعة مميتة في خلايا جسدها ، اجابت بحرقة
- صبرت لاني افتكرت هعرف ارجعه ... مكنتش اعرف ان التيار الغربي هيتأثر بيه ... ولا الفلوس هتخليه يبعني في اول الطريق
هو وصل الي حافة الجبل
يتراقص علي الحافة بجنون
جسده يموج ويعصف
عربدة بدائية تهيج في صدره
لا يصدق اي حقارة يستمعها من ذلك الشخص ... اي جنس نجس هو .. من اي طين صنع ؟!
اي رجولة تلك التي لفظها بقسوة ، ويتفاخر بزوجته في المحافل وصاحب البهجة هو المشتري
لكن كيف تخلصت منه ؟!! .... كيف ؟! ، عادت انامله تنهش في لحمها ليقول بجنون
- وعرفتي تاخدي زلة عليه ازاي
لما يعيدها قرصانها الي تلك الليلة
ليلة من احلك الليالي التي مرت بها
ليلة لو اخبرها بها شخصا ما صدقته ابدا
كانت عائدة من المنزل بعد ان هدأ جنونه .. توقف عن ساديته وتوقف عن التحدث عن المشتري
توقف عن كل شيء ولم يعبئ بها ... وهي لم تهتم ... لقد حذفته من حياتها
همست بصوت جامد ... خاوي لا يوجد به حياه
- جنونه بدأ لما رجعت مرة من برا سمعت اصوات غريبة من باب الاوضة ... افتكرت صوته وهو تعبان ... لغاية لما اكتشفت انه مش صوته وحده في الاوضة
كانت وقتها هلعة عليه ... تخشي ان يكون اصيب بمرض او نوبة .... صوت اللهاث الحاد والانات الذي سمعته لم يغادرمن اذنيها حتي الان
استمعت الي نبرة وقاص المزمجرة
- جاب واحدة تسليه وقت غيابك
ياليت فعلها ... ياليت وقاص ... يا ليت قام بها ... كانت ربما ستكون صدمتها اقل ، تقابلت عيناهما في حديث اعتداه
هو لا يشيح عيناه عن عيناها
وهي تنظر الي عيناه بلهفة
تبحث عن امان افتقدته لسنوات
واعطاها الامان
لتنظر اليه بأمتنان شديد
امتنان نطقت به عيناها ولم تقدر علي النطق به بشفتيها
همست بجمود
- قول واحد
تجمد وجه وقاص وهو يترك ذراعيها واتسعت عيناه بصدمة ، مرر انامله في خصلات شعره
وهو موقن انه يغرق في ساحرته
ساحرته الشريرة كما قالت
هو يغرق معها وللعجب هو راغب ذلك
تائق لها ... وشغوف لدرجة مجنونة
ضحكت بصوت مرتفع ... حتي استمع الي صدي ضحكاتها في الغرفة ، الضحكات تستهزأ منه منه وتسخر منه ... استمع الي نبرتها الجامدة
- متبصش كدا .... شوفت بعيني وهو خاضع ومذلول بين رجليه ... واضح لما معرفش يجبرني خلي نفسه مكاني
ابتسمت بشحوب وهي تتذكر حينما وجدت زوجها مكانها هي
خاضع ... مذلول بين يدي داعر
بشكل مثير للتقزز والتقيوأ ، والسادي هو المستثمر
الادوات التي استخدمت علي جسدها ... استخدمت عليه
كان وقتها ظن انها ستتركه يبيت في منزله .. وتنام مع احدي معارفها
ربااااه سريرها هي يمارس ذلك الاجنبي فجوره ... تكون مشاركة لهما ولو بأيد خفيه ... اصدرت صرخة مذبوحة رغما عنها لينتبه عزيز نحوها وهو ينظر الي بتبلد
سكاكين غرست صدرها بقوة وتفجرت الدماء حتي سكن قلبها ، شحب وجهها وهي تغمض جفنيها تزيل الذكري بكل يأس لتسمع نبرة وقاص الغاضبة
- فريال
يهزها بقوة وهو يري شحوب وجهها .... ركود عيناها ... استسلام جسدها ليداه ... همسها الخافت يصل اليه بوضوح شديد
- من صدمتي معرفتش اتكلم ولا ارد ... كنت ببص وعيني بتشوف قرفه في سريري وبيتي ... انا رغم عني بشارك نسبة في فجوره يا وقاص
انسلت دمعة خائنة وهي تهمس بسخرية
- وقتها شفني وجن جنونه لما سمع من المستثمر اني اشاركهم
وقتها رأت شعلة النار والجنون في عيني زوجها ... لا تعلم بعد تلك الليلة اتمارس سلطة الزوج بدلا عنه ؟!
احتقن وجه وقاص بشدة ... ما الذي واجهته فريال بمفردها
كيف امرأة مثلها تحملت كل ذلك بمفردها
كيف هي تصرخ بنجدة دون مجيب
سرت في عروقه دماء ملتهبة ... ملتهبة بشدة ليهمس بجفاء
- اسكتي يا فريال
نظرت الي عينا وقاص التي تموج بالغضب والقسوة الشديدة ، همست بصوت خافت
- كنت ببص في عنيه علشان احاول اقول اللي بيحصل اكيد حلم وهصحي
لم يعد يتحمل السماع ... لم يقدر ... هو رجل بالنهاية
وما يسمعه يخدش رجولته ... يمرغ كبرياءه في التراب
صاح بغلظة وهو يشدها اليه حتي اصطدمت في صدره الهائج
- اخرسي يا فرياااااااااااااال
هو ما رغب بالسماع
لما يطلب منها الصمت
لما يطلب وقد تشجعت وتجرأت علي التحدث اخيرا
عضت علي شفتها السفلي هامسة
- انا اتجرحت اووي وانا شوفت في عنيه القبول يا و...
وكتم باقي اسمه في شفتيه
يقبلها بقسوة شديدة وهي تأن بين شفتيه
يعاقبها بقسوة مماثلا بقسوة كلماتها اليه
شعر بذراعيها وهي تلف حول عنقه واستسلامها الكامل له ، تخبره انها له ويتصرف كيف يشاء بها
لف كفيه حول عنقها وهو يبتعد مضطرا
ليصيح بلهجة حادة وهو يزفر بشدة
- اسكتي ... اسكتي يا فريال
همت بالمقاطعة والمتابعة
- انــ ....
اخرسها ثانية وثالثة وعاشرا ... انثاه تصمت جراء قبلات لاهبة لاترحم
قبلات ساهمت هي باشعال الفتيل ليرفعها ويلف ساقيها حول خصره متوجها نحو فراشه .. استكانت بكل روعة والتف جسدها بكل روعة وذهول حول جسده وكانها خلقت خصيصا لهذا المكان
ثبت كلا ذراعيها فوق رأسها واشرف عليها بطوله المهيب وشموخه ليقول بصوت اجش
- انسي كل حاجه انتي بين ايديا
دائخة من قبلاته المسكرة
كيف لقرصان مثله ان يمتلك سحرا كهذا لها
يجعلها ترتجف بقوة من لمساته
عيناه
شفتيه
تحاول ان تبقي في حالة وعي وهي تراه يبتعد لعدة دقائق يخلع بها ملابسه ليقترب منها يلمس شعرها القصير بشغب فاتن ... كان اول تمرد ما ان تخلصت منه هو قص شعرها حتي يشابه قصة شعر الرجال
شعرت بشفتيه تدمل جروحها وهي تري قبلاته الهادئة الناعمة علي جروحها التي تركتها للتذكر ... شهقت بقوة ما ان شعرت بانامله تزداد جرأة ... احتقن وجهها وهي تعلم وسيلته للتشتت من متابعة حديثها ...همست بصوت مختنق
- السي دي ساعدتني بيه جيجي لما هكرت اللاب بتاعه وجابت فيديو كان بيبتز فيه المستثمر عزيز علشان انام
اسكت شفتيها ... اخرسها لنهاية الليل وهو يصيح بزمجرة حادة
- احسنلك السكوت
وصمتت الساحرة
وتوقفت عن اعمال السحر
لان سحر القرصان كان اشد سحرا
اشد توهجا ... اقواه تأثيرا عليها .
**************
منذ ان استيقظت في الصباح حتي وجدته حضر لها قهوتها بدون سكر ... والسكر بالطبع ارتشف به من شفتيها ، عادة مستفزة من عادته التي يمارسها بكل تسلط وعرجفة عليها
حضر فطور الصباح من اطباق شعبية بدرجة اولي وهي اكتفت فقط بمقرمشات مالحة تستطيع ان تسد به جوعها حتي موعد الغذاء ، ولأن اليوم مختلف قرر ان يصطحبها بكل تسلط الي مقر عمله
وهي وافقت لتري سر شغف واعتزاز وفخره سراج به ، ما ان خطت الي المكان حتي فوجئت بضخامة المكان والعمالين الذين يعملون بكل جهد علي السيارات
بدأ يتحدث بكل سلاسة عن شغفه بالسيارات منذ الصغر ... لدرجة انه غير كلية ادارة الاعمال التي يرغب بها ابيه الي كلية حلمه ... تعمد عدم ذكر ضياء نهائيا في الحديث سوي من بضعة جمل ممتعضة كون انهما مختلفان في كل شيء تقريبا... لا يحتاج لقول هذا فهما مختلفان في كل شيء الا انهما مجتمعان في مصلحة العائلة دائما
ما ان انهي جولته حتي سحبها معه الي غرفه مكتبه الشاسعة ... تأملت غرفته بهدوء شديد
التهوية ممتازة ... الديكور ممتاز .. منظم بطريقة مريبة ... يوجد الكثير من المجسمات والهياكل الصغيرة للسيارات ، لتستمع لخاتمه حديثه وهو يقول بهدوء
- وبس وقتها قررت اني ابدأ ابعد عن عيلتي وابدأ بحاجه بحبها ... سافرت علشان اتعلم وافتح المركز ده ويكون اسم الحسيني اكبر مركز صيانة عربيات في البلد ... داوفعي علشان ارفع راسهم الشركة اللي كانت بتغرق وقتها قبل ما تتدخلي وتشاركي باسهم ... ضياء الله يرحمه بلغني وكنت وقتها معيش نص المبلغ لتسديد ديونه وانا هناك بقف علي رجلي
ان علمت شيراز هانم لكانت اجبرته علي بيع جميع ماله ويعطيها لاخاه ولا ان تلقي يديها بين قبضة رحمتها ... سخرت بشدة وهي تنظر الي عيناه الداكنة لتهمس
- ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتي ؟
ابتسم سراج وهو يسحبها بقوة اليه حتي وضعها علي سطح مكتبه ... احاط كفيه بجوار جسدها ليقترب مناغشا منها
- علشانك
رأي عدم التصديق يطل من عيناها الباردتين ... الباردة التي تنصهر بين يديه شيء فشيء ليقترب هامسا بجوار اذنها بخشونة
- لانك نصيبي في الاول والاخر ... قولتي انه وقع عليكي انك تختارني او تختاري ضياء
همت بالرد ... لتشعر بانامله التي تمسك خصرها تقربها اليه بحميمة شديدة ، كادت ان تزجره الا ان جسدها تخشب تحت وقع انامله قائلا بخشونة
- كنتي مايلة ليا يا اسرار ... قريت ده من عنيكي ومن حرقتك
هذا ما وصل اليه السراج .... تقابلت اعينهما
هو بالجنون والنيران المندلعة
وهي بالسخرية والجمود
همست بهدوء وهي تقترب منه تري تفاحه ادم التي تتضطرب كلما تقترب منه ، هو ابدا لا يخفي تأثيرها عليه
- متتوهمش يا سراج
امسك ذقنها بخشونة لتعود النظر الي عيناه بهدوء شديد تدرسه ... تدرس عمقه والي اي غاية يرغب ان يصلها
هو يريدها ان تتحدث عن ماضيها ستتحدث كما يقول
لكنها تعمل في النهاية انه منحاز لصف عائلته دائما وابدا
سكنت عيناها ما ان همس بغلظة
- بصي في عنيا يا اسرار ... انا نصيبك في الاول او في الاخر ... نصيبك مش كدا؟
ينتظر اعترافا
او بداية لطرف الخيط
سحبت نفسا عميقا ولم تنسي في زخم افكارها انامله الوقحة التي تعبث علي طول عمودها الفقري ولا رأسه التي التصقت في عنقها وانفه تقوم بعمل اغواء محكم وهو يصعد ويهبط ببطء مدروس علي طول جيدها
همست بسخرية
- اتجوزت علشان اطلع من عيلة عمي اللي كنت شيفاهم شايلني علشان مجرد يتيمة بيتفضلوا عليها مش اكتر
وجاء وقت اعترافه .. عزوفه عن الزواج حتي الان واختيارها هي ... اجاب بهمس ناعم في اذنها
- متجوزتش لاني كنت بدور في كل بنت بقرب منها انهم مش بيفكروا غير انهما يتفسحوا فين ... يعملوا شهر العسل فين ... اجيب خاتم الماس بمناسبة وبدون مناسبة
مالت اليه تنظر الي النيران التي في عينيه لتقول
- الستات اللي برا مش مكلفين
اتريده ان يعترف
سيتعرف لانه ليس جبانا مثلها
بل هو جريء وتلك الخائفة سيعلم مابها
- دورت وملقتش يا اسرار ... لقيتهم كلهم نسخة باهته .... لحد لما بقيتي مراتي
ما زالت تلك العينان الجليدية لا تصدقه ... ابتعد زافرا بخشونة ... لقد تأثرت من لمساته جسدها الخانع اخبره بذلك وقريبا سيخضع تلك العينان المتمردتان
نظر الي الغرفة ثم التفت اليها قائلا
- ها عجبك المكان
هبط بساقيها الي ارضية المكتب لتدور حول الغرفة قائلة
-مش بطال
غمز بشقاوة وهو يحك بطرف سبابته ذقنه قائلا
- يبقي عجبك
استمعت الي نقرات علي الباب ليسمح سراج الطارق بالدخول ، تقدم رجل في عمر ينهاز الستون عاما ممسكا بصينية بها افطار الذي يثير بها جوع سراج ليقول
- الفطار يا باشمهندس
ابتسم سراج وهو يقول بابتسامة صادقة
- حطه علي الترابيزة يا حاج سعيد... المدام نورت الشغل وهتكون قدم السعد عليا
" لما يفعل ذلك ؟ ... يجعلها تشارك حياته بكل اجبار ... تشارك عمله وان كانت لا تفهمه ؟ ... يعلن بكل افتخار انها زوجته " ... نبرة الرجل الصادقة اهتزت في اعماقها
- ربنا يكرمها عليك من وسع يا باشمهندس وان شاء الله تكون نعم الزوجة ليك ويرزقك بالذرية الصالحة
بهت وجهها وهي تري تنهيداته التي تسمعها بكل وضوح ، ثم ابتسامته لوجهها وهو يدعوها للتقدم وما ان لم تستجيب حتي تقدم منها وهو يلفها بين ذراعيه بكل قوة ورقة في بادرة اولي منه مقبلا جبينها
- ادعيلنا والنبي يا حاج في كل صلاة
انحرج سعيد وهو يتمتم بكلامات لم تسمعها ... لتسمع صوت اغلاق الباب وهو يسحبها نحو الطاولة لتنظر الي الطعام المشابهه لطعام الصباح ، كم وجبة افطار يتناولها ذلك الضخم ؟
صاحت بها وهي تري انه يمد يده بلقمة محشوة بها فول ... عبست ملامحها وقالت بجفاء
- بعرف اكل لوحدي
ضحك بمرح وقال بمشاكسة لطيفة
- عارف انك خايفة علي هدومك ومفيش الرفاهية زي مطاعم خمس نجوم مفيش غير ايدي
تناولت منه بتردد ... ما يفعله منذ الصباح لم تعتاد عليه اطلاقا ولا حتي زواجها الاول
بل من زواجها به وهو يتفنن بذلك .. .يتفنن في اظهار مدي الفارق بينهما ، استجابت لمرة واثنين حتي الثالثة لتتوقف بعدها وهي تنظر اليه يتناول طعامه بشهية
سراج الماجن ... يحب الحياة البسيطة ... سراج يحب التحمم بالصابون ... سراج يحب شرب الشاي بدون سكر والسكر يتناوله منها هي
رأته يبتسم ويغمز لها ... همست
- من خبرتك كـ راجل عارف كل ست وصنفها ... ما اخترتش زوجة صغيرة ليه واخترت ارملة
رد بكل هدوء وهو يلوك الطعام في فمه
- نصيبك يا اسرار تبقي مراتي
لا تعلم لما تذكرت انه اخبرها بزوجته الاولي ... كان يبدو الكلام ساخرا لكن سراج مليء بالمفاجئات ، سالته
- اتجوزت قبل كدا ؟
اجابها برحابة صدر
- رسمي لا ... عرفي مرة واحدة ..... كان طيش شباب ايام زمان
عقدت جبينها ... وهي تشعر بالبرود .... برود غير عادي وهي تسمع انه تزوج ، حسنا هذا معروف انه ماجن لكن لما مرة واحدة ؟!
- وراحت فين
رفع عيناه وهو يخبرها بهدوء سر تميزها عن جنس حواء
يخبرها انها مختلفة بكل طريقة
رغم انها تستفزه وتجعله يرغب ان يصفعها وتقبيلها حتي تزهق انفاسها الا انها مختلفة عمن راهم قبلا
يكفي الغموض الذي يلفها ... وقناعها الذي سيتشرف ويراقب تصدعه كل يوم عن اليوم السابق
اسرار اكتشف رغم تبلد عيناها الا جسدها حيوي ... روحها المعطوبة يجدد نشاطه بكل صبر
يعلم لأمراته المشرفة علي الثلاثين جنونا لم تختبره اطلاقا
اقتنع ان اسرار رغم انها ليست عذراء جسديا ... الا انها عذراء معه في كل فعلة وحركة وكل ذلك يلتقطه من جسدها الذي حفظه ظهرا عن قلب
اجابها بكل صراحة .... وهي تعلم مقابل اجوبته ستجاوب علي اسئلته الخاصة
- اول ما عرفت اني مش هعيشها نفس عيشه اهلها وان انا هبدا من الصفر قررت انها تشوف ابن سفير
صمت وهو يسخر من ماضيه الذي ينفر منه ليرفع عيناه الي عيناها ويقولها تلك المرة بصراحة
- لكن انتي مختلفة
ومن سيضع تحت الأختبار المرة القادمة هي ... فليستعد للمفاجئات !!
************
ذهاب ماهر علمها ان ليس كل انسان باقي
كل من يخبرك انه معك وسيؤازرك في محنتك
سيتحاشي عنك يوما ما .... سـ يدير بظهره لك
لكن العيب منها هي
هي التي صممت علي غبائها وتمسكت بكل رعونة في سراب لن تصل اليه
اكتشفت حبها لماهر منذ غيابه عنها .... ونضال لا تفكر به اطلاقا
بهتت وهي تفكر منذ متي تفكر في نضال ؟!
لم تفكر به الا لماما منذ ان خطت بقدمها موطن والدها ... اسيا لم تتردد في القدوم اليها
لا تعرف اختفاؤها المريب الي ماذا تخطط ... نقرات علي باب الغرفة جعلتها تنتبه
يبدو ان اسيا انهت اجراءات المشفي ليستعدا للمغادرة .. اذنت بالدخول لتسمع صوت رخيم يهتف
- مساء الخير
شهقت بقوة وارتد جسدها بعنف وهي تهمس بذهول
- نضال
اقترب منها وهو ما زال يسير بعرجفة ... عيناه بهما لمعة ساخرة وبريق ذهبي كان السبب الاول في ان تسقط فريسته ، فريسة سهلة تم اسرها في مصيدة الصياد
سحب كرسي حتي اقترب من فراشها ، جلس عليه ليسند كلا ذراعيه علي فخذيه وقال بسخرية
- مكنتش متوقع انك هتستسلمي بسهولة
تأملت عيناه ... لم تعد غامضتين بل هادئتين
لم يصيب جسدها برعشة ولا ارتجاف يمتد من عمود فقرها الي نهاية اطرافها ، كانت متبلدة
تفكر هل اسرت بشخصية نضال ؟! لا حب ولا عشق ... مجرد اعجاب لحظي وخفت ذلك الأعجاب
غمغمت بتهكم
- اخدت كل حاجه
كان يطالعها بعينيه ، مارية تغيرت .. تغيرت كثيرا عن التي عرفها قبلا ... عن التي راها في بهو فندقه ... وجهها الذابل والهالات السوداء اسفل جفنيها انقص من جمال عينيها الشبية بعيني القطط .. شعرها المشعث وملابسها التي تفوق حجمها بثلاث مرات ...لا تبدو ابدا مارية
هل لتلك الدرجة طعن فؤادها ؟! ... لكن هي من تجرأت واقحمت عمله في مسألة شخصية بينهما
هي تعلم منذ البداية ان علاقتهما فترة مؤقته ورغم اكتشافه لعذريتها يوم عقد الزواج العرفي ، الا انه لم يجبرها اطلاقا علي تزيل اسمها علي الورق
اعطاها الحرية ... واعطي لها جوانب من كل اختيار ستختاره ....لما البكاء الان ؟!
ضيق عيناه يقتحم عيناها ليقول بغموض
- متأكدة !!
تعلم انه يتحدث عن شمس ، لكن مجيئه السلمي هذا ضرب من ضروب الجنون حتما
استمعت اليه يقول ببرود
- شمس
تجمدت تعابير وجهها وهي تري عيناه الساخرة تعود لتتألق سماء مقلتيه ، همست بجفاء
- مالها
زفر نضال وهو يشعث في خصلات شعره التي بدأت تستطيل، همس بتهكم
- شمس مأخدتهاش ... القانون طول عمره في صف النساء المدافع والمناضل الاوحد في مجتمعنا
جحظت عيناها وهي تنظر منه ضحكة ساخرة .. تنتظر منه اي حركة تدل علي استهزاءه بها ...الا ان ملامحه الجامدة جعلتها تهمس
- المحامي
شبك اصابعه وتمتم بتسلية
- كانت قرصة ودن ... تقدري تقوليلي ليه اصر المحامي انكم متدخلوش الجلسة
تتذكر ذلك اليوم واصرار المحامي لعدم الدخول ، وقتها هي لم تهتم لأن ماهر بجوارها ... هل كل ذلك مجرد تسلية منه
يتسلي علي حسابها
عصفت عيناها لتجز علي اسنانها بغلظة
- اشتريته
لم يكذب ... اجاب بوضوح ونبرة التسلية لا تغادر صوته
- اديلته مبلغ كان محتاجه في شغله لخدمة صغيرة
السؤال الاهم هنا
لما تراجع
لما لم يأخذ شمس منها ؟! ... هل شعر بعدم مسؤليته عليها كما فعلت هي
ام خاف من الصغيرة ليعيدها من حيث اتت
ابتسامة شاحبة زينت شفتيها وهي تقول
- وجاي تقولي الكلام ده دلوقتي
عبست معالم وجه نضال وهو ينظر الي جمود وجهها ليقول
- نعم ؟
غمغمت بجمود
- شمس هتقعد معاك ...لاني هدمرها
غشاوة رقيقة شوشت بصرها وهي تتذكر ماهر ... الرجل الدافئ الحنون ... عضت علي شفتها السفلي قائلة
- الدرس اتعلمته كويس يا نضال
استهزأ قائلا وهو يري بوادر الحب تظهر كوضوح الشمس علي معالم وجهها
- حبيب القلب مش كدا
اهه خفيضة لم تكد تغادر شفتيها الا انه شعربها وسمعها .... همست بتألم
- اكتشفت انك عمرك ما هتحس باللي بتحبه الا لما يروح منك
تجمدت معالم نضال ليعيد النظر اليها ... مارية المحبة للحياة
الساذجة ... العاشقة للحب وكانت ترغب في حكاية حب ملحمية يبدو عليها النضوج
قال بهدوء
- اتغيرتي
هزت كتفيها وهي تنظر اليه قائلة
- بأيدك
نقرة علي باب غرفتها تبعها دخول شقيقتها تنبئها ان حان وقت الرحيل ، استقامت واقفة وهي تهمس بنعومة
- مش هقولك خد بالك منها لانك هتحطها في عينيك
التفت نضال الي امرأة حارقة ... ترسل رسائل نارية محرقة اليه ، بشعرها الاسود الكحيلي وعيونها التي تشابه عيون مارية ... استقام من جلسته وصاح بترحيب ساخر
- اوووه اسيا هانم شرفت
عاد ينظر الي الشقيقتان ثم القي غمزة نحو اسيا التي تنظر اليه بجفاء ليهمس
- نتقابل في وقت افضل من كدا
ثم استدار راحلا
المقابلة كانت يجب عقدها في وقت اقرب من ذلك اليوم
لكن لا يهم ... الأهم ان اليوم اتي ووضع كلاهما النقط علي الحروف
اغلق صفحة مارية للأبد ... وحان الوقت لانهاء صحف قديمة لينتبه الي حياته الجديدة مع شمس الغانم .
**********
تصفد العرق علي جبهتها وهي تنتهي من اعداد الصلصة التي يختبرها به تلك المرة ..... اصبحت من كثرة تكرار اعداد صنف واحد لا تهتم بالعد بفضله .... مسحت العرق الذي التصق بـ جيدها وهي تكره اليوم اختيارها للفستان الصيفي الذي يصل نهايته الي اسفل ركبتيها وارتدائها جوراب سميكة كي لا تسمع تقريعا من وقاص او ذلك الطباخ الشامي العظيم ، تسائلت بنزق شديد
- الصلصة مظبوطة يا شيف
تذوق فقط ثم قال بجفاء وهو ينظر الي ثوبها بأمتعاض شديد ... الغبية عادت للفستاتين التي تجعل اعتي الرجال يلف عنقه ليري سيرها المتبختر وخصرها الذي يقتل الرجال صرعا للمسه فقط
- حامضة شوي
الجمها بنظرة نارية وهو يري جيدها العاري اللامع ثم اختفي باقي فتحة الصدر بسبب مريولها ليغادر سريعا قبل ان يتفك بتلك الصغيرة الحمقاء
تأففت رهف بنزق شديد وهي تمسك بالمعلقة الخشبية تود ان تلقيها علي رأسه كي يفيق ذلك المجنون النرجسي ، صاحت بحنق ودمها يغلي بسبب اعادة تكرار الوصفة السهلة ظاهريا ... المعقدة تراكيبها عمليا
- فالح تتشطر عليا ... وهو شحط بطول وعرض وبيتفزلك
استمعت الي ضحك محمد قبل ان يقترب منها ممازحا
- اهدي يا وحش ليسمعك
تذوقت الصلصلة والرضا يغمرها لتصيح بحنق وهي ترغب في خنق عنق ذلك الشامي
- اهدي ايه يا محمد ... دي الصلصة زي الفل اهي
عقد محمد ساعديه علي صدره وقال بهدوء
- درستي ف معاهد طبخ واتعلمتي تعملي مكرونة بايدك
عبست واجابت بنفي
- لا
غمغم بهدوء
- اتمرمطي وانتي بين ايدين ذواقين عالمين
اقرت بنفي وقد بلغ منها الضيق
- لا
ابتسم ابتسامة مستفزة وقال
- اسكتي احسن
تأففت بحنق وهي تدب بقدمها علي الأرض صائحة
- انت غلس يا محمد اوووف
قلد صوتها وقال بمزاح
- انت غلس يا محمد اوووف ... والله بكلم بنت اختي مش واحدة كبيرة عاقلة
رفعت معلقة الخشب امامه وصاحت مهددة بجنون
- تقصد ان انا مجنونة
اظهر الارتعاب علي وجهه وقال بنبرة مازحة
- اوعي السلاح ليطول
عبست وهي تنظر اليه بوجوم ثم نظرت الي معلقتها الخشبية ببهوت قبل ان تنفجر ضاحكة
- انت فظيع والله ... مكانك علي المسارح مش هنا
عدل محمد من ياقته وقال بغرور
- قالولي بس قولتلهم ورايا غسيل مواعين
صدح صوت جهوري ينهي تلك المهزلة التي تحدث دائما من خلفه
- شيف رهف
اغمضت جفنيها وهي ترسم ابتسامة هادئة لتقول وهي تكز علي اسنانها قائلة
- نعم شيف
اشار بيده للحاق به ليقول بخشونة
- علي المكتب
أطاعته بنفاذ صبر حتي دلفت الي غرفته واغلقت الباب خلفها تنظر اليه بجمود ، اشرف عليها بطوله الفارع وجسده العضلي ليقول بصوت هادر
-بظن أنو من حقك تاخدي علي المكان والاشخاص هالشي مارح اسمح في أبداً
تعجبت من رؤية امواج من بركتيه الراكدتين ... عقدت جبينها وهي تستفسر بهدوء
- هو ايه اللي حصل
اتتعمد الغباء ؟
ام ترغب ان يهشم رأسها الصلد ، يكفي نظرات الاعجاب التي تتلألأ اعين معظم رجاله ، جمالها الباهر الذي لا ينكره اصبح يستحوذ علي اهتمام الجميع ، وكأنها هنا بغرض تسلية رجاله
وتلك الغبية زادت الطينة بلة بعودتها للفساتين القصيرة ... بل جواربها الحمقاء المستفزة تجعل رجال ذوي دماء حارة ان تنتزعه .... هدأ من مقته وسخطه وهو يفيق من ما يفكر به
تلك الشيطانة الصغيرة منذ ان دخلت الي مطبخه حتي اصبحت هي تربكه داخليا ، بطريقه لا يحبذها ابدا
وما زاد الطين بلة كثرة سؤال والدته عليها بغرض المعرفة ... وضغط خالته علي امه لتعجل الارتباط بـ بيسان ، هو لا يقدر ابدا علي اخذ انفاسه لا في مطبخه ولا في بيته وكل ذلك يعود لفضلها ... صاح بتقريع
- اول شي رجعتي تلبسي فساتين مع أني حذرتك أنو مافي تلبسي
جف حلقها وهي تطرد ما يستهويه هواها ، غمغمت بهدوء
- الفستان محتشم
زم شفتيه وهو ينظر بنظرة ثاقبة الي عيناها الرائقتين ليرد بجمود
- انتي بنت عم تشتغلي بين رجال ..طبعاً أنا واثق برجالي.لكن.
قاطعته وهي تكز علي اسنانها صارخة
الوقح ... العديم الحياء ، كيف يجرأ ذلك علي محادثتها
- انا بقدم عرض رخيص قدامهم مش كدا
صاح اسمها بتحذير وقد ضاق به ذرعا ، سيهشم رأسها بطنجرة
- رهف
نطقه لاسمه يفعل بها الاعاجيب ... خصوصا لهجته الناعمة ... لهجة تليق للغزل .. الغزل الي حد التخمة ، عضت علي شفتها السفلي زاجرة وهي تتذكر ما يرمي به في وجهها
- ليه كل مرة لما بقول بتتعدل دايما بتتغير وبتخليني وحشة ف نظرك
كظم نزار غيظه من تلك الحمقاء ، اهذا ما فهمته من حديثه ... صاح بهدر جعل جميع عظام جسدها تتجمد
- رهف اسمعيني
صمت لثواني وهي تلهث من فرط الحنق ... غمغمت بحنق
- قولي انك مش عاوزني وخلاص ... وانا مش هتكلم همشي من سكات
اقترب منها وعيناه بهما شررا ناريا .. اقترب منها وهو يخفض رأسه الي مستوي وجهها
- اسكتي
فغرت فاهها وهي تشعر بأقترابه المحملة بالنيران المتأججة ... بهت وجهها وهي تري اعصابه الباردة تدمرت بفضلها ، ليشير بأصابعه علي رأسه قائلا
-عقلك صغير كتير ياآنسه وكتير بتستفزيني وبتخليني مشتهي كسرلك يا
لهثت وهي تنظر الي عيناه ... اجلت حلقها وهي تهمس بتردد
- تكسر دماغي
زم شفتيه وهو يجيب بقسوة ... راغبا بكل غل في تحطيم ضلوعها تلك
- ولو فيني بكسر ضلوعك كمان
شعر بخطورة اقترابه منها نتيجة توسع بؤبؤ عيناها واستسلامها الجسدي ... ابتعد وهو يمرر انامله في خصلات شعره
- رهف انتي بنت حلوة وصغيرة الشباب هدول ... طبقتك غير طبقتن ... تعاملك السهل معاهم راح يخليهن يتمادوا معك ... ويوصل من لمسه بريىه للمسه من نوع تاني
عضت علي شفتها السفلي بحنق ، يحب ان يستفزها بأكثر من طريقة ... غمغمت بشراسة
- وانت فاكرني غبية لاني معرفش اذا كان الراجل بيبصلي بشهوة ولا لا يا نزار الشامي
نظر اليها ببرود لتسترسل وهي تجيبه بحنق
- عارفة وشايفة كويس ... وانت مجرد شخص حقودي اناني لانك بتطالب مني ابقي موجودة ورا ضلك بس في الشغل ومكتسبش علاقات هنا
ثم غادرت غرفة مكتبه كعاصفة هوجاء .... هز نزار رأسه يائسا وقال
- والله العظيم رح اخنقك
ما ان غادرت غرفة مكتبه ... لم تخمد نيرانها بل ازدادت في الاشتعال ما ان استمعت الي صوت بيسان الحانق
- بتعملي ايه عنده
رفعت رهف حاجبها بسخرية وقالت بتهكم
- مسمعتش انها اتكتبت بملكيتك
استشاطت بيسان غضبا ... يبدو ان القطة ظهرت جانبها المتوحش واصبحت تخدش من يقترب منها
- نزار هيبقي خطيبي
ابتسمت بجفاء وما ان لمحت هنادي تقترب منهما حتي خلعت مريولها وقالت بحنق
- مبروك ..... هنادي بلغيه اني ماشية تعبانة
هزت هنادي رأسها بتفهم وقالت
- تمام متقلقيش
شيعتها هنادي حتي غادرت من المطبخ لتبتسم الي بيسان ، تعلم ان وجود بيسان هنا مؤقت وخطة مدبرة بين الشقيقتان لتبارك لها بسخرية
- مبروك يا بيسان ... عقبال ما نبل الشربات يوم فرحك
ثم غادرت هي الاخري الي مكان عملها كي لا تسمع تقريعا من نزار لتقف بيسان وهي تتوعد لرهف بالكثير والكثير من الأذية كي لا تتجرأ وتأخذ خطيبها المزعوم .
********
" يا سطور اخطها بيدي ... الايام اصبحت تسير ببطء عجيب من اقتحامه لعالمي ... لا يهدأ ولا يمل من صنع تصدع لقناعاتي الجامدة ... ماذا سيستفيد وهو حامي الأول لعائلته ، ماذا سيفعل ؟! ... لن يقدر علي شيء ... ضياء رفع يديه كليا من ان تعرضت للاهانات منها وقال بكل برود انها والدته ويجب عليها ان تتحمله ، حماتها تغار عليها لانها تزوجته ...ايجب ان تكون شاكرة لانها تزوجته ؟! ... مجرد كلمات بسيطة لا تهدأ نيراني يهمس بها قبل ان يتخذ جانبا للنوم واقضي انا ليالي اعاني من السهاد "
شهقت ما ان شعرت بذراعيه تحوطان خصرها ليلتصق ظهرها بصدره ، تخشب جسدها ما ان شعرت بقبلات دافئة ماكرة تتناثر علي عنقها وهمسه الحار يقول
- فاشلة يا مراتي في تحضير العشا
نظرت الي طبق "الشكشوك' الذي اعدته محروقا ...لتلتفت اليه بجانب رأسها لتهمس
- انت بتتطلب طلبات غريبة علي فكرا
قبل ارنبة انفها وهو يشعر كل يوم بالجنون من قربها بين يديه .... وشغف اكبر حينما يشعر باستسلامها الرائع لتذوب معه في سحر خاص بهما ، لكن نيران تتاكله حيا حينما يراها قريبة وبعيدة في ان واحد ... جسدها معه لكن عقلها سابح في ملكوت اخر
- اكلتي زي اكل راجل مصري اصيل
قالها وهو يتذوق البيض المحروق بتلذذ شديد ... دهشت وهي تري عدم امتعاضه من تناول البيض الذي صنعته بيدها ، رغما عنها قامت بعقد مقارنة بينه وبين ضياء الذي كان يتأفف فقط من وجود ملح زائد علي الطعام .... اجلت حلقها حينما رأت نظرته الثاقبة ترمقها بتفحص ليصيح بجمود
- دورك يا اسرار .... تحكيلي
نظرت الي عيناه لعدة ثواني قبل ان تهمس وهي تلتفت اليه بكامل جسدها ... صدرها يتلصق بصدره العضلي ، انفاسه المتأججة تنتقل اليها عبر مسامات جلدها
- عيلتك رقمها كام في حياتك
نظر اليها بهدوء ... ثم هتف بصراحة
- اول رقم
هذا شيء متوقع ... العائلة تأتي اولا ثم كل شئ لا يهم ، همست بجفاء
- وشيراز هانم
رده الهاديء وصل اليها
- امي رغم كل شيء
نعم مطيع لوالدته رغم كل شيء .... يستطيع ان يهدأ مقتها وثورتها من حديث وكلامات قليلة فقط ، هذا الوجه فقط ما عائلته اما معها يظهر وجهه الحقيقي الماجن فقط
لم تجد بدا من اخباره حقيقتها ، هو من قرر ان يعرب كل شخص عن حياتهما السابقة وكأنه راغبا في متابعة ذلك الزواج الفاشل
- انا بدون عيلة يا سراج ... مفيش ام الجيء اليها ولا اب ، عيلتي ماتت من وانا وصغيرة ف حادثة وملقتش حد بيهتم بيا ويسألني انا كويسة ولا لا ... رغم ان عمي مقصرش في تعليمي ورعايتي بس انا عارفة في النهاية انا مجرد ضيفة ف بيته
اقترب سراج ينظر الي اهتزاز حدقتيها ...لمس وجنتيها بكلا كفيه ليغمغم بجمود
- اسرار ... متخبيش عليا ... اظن ان انا بدأت احكيلك عني
نظرت اليه للحظات تري عيناه التي ترغب المزيد من الفصح لتهمس ببرود ساخر
- لو خيروك بيني وبين عيلتك هتختار عيلتك ... بس انا معنديش عيلة يا سراج
شهقت ما ان ضم ذراعيه حول خصرها ليرفعها علي الرخامة .... اتسعت عيناها من توحش عيناه وهو يقبض علي ذراعيها صائحا بقسوة
- بطلي الزفت اللي بتاخديه ده وانا علي استعداد نجيب دستة عيال يكونوا مني
تعلم سر جنونه حينما تبتلع اقراص الحمل ، لكن يكفي مرة واحدة والتي انتهت بأجهاض جنينها مرغمة ... لن تعود لذلك الجرح مرة اخري رغم يقينها من ذلك الاختلاف بين الشقيقان ، صاحت بنفي
- مش هقع في نفس الغلط قولتها يا سراج لو قررت اجيب طفل استحالة يكون...
شفتيه عانقت شفتيها بقسوة
تعاقبها بقسوة علي كلماتها الفاجرة في حقه
امرأته تعلن صراحة انها ترغب اطفال من رجل غيره
علي جثته ان حدث شيء كهذا ... علي جثته ان جعل امرأته يلمسها رجلا بعده
هي اصبحت له .... ولاخر عمرها له
ابتعد وقد توحشت عيناه ليصرخ بقوة في وجهها
- هيكون مني انتي فاهمة
اصابعه قست بقوة حول ذراعيها حتي كاد ان يحطمهما ... تعلم اثار كتلك ستترك علامات علي جسدها لعدة ايام ... هذا هو طبعه حينما يثأر منها ... ينتقم منها بقسوة
عاد يقترب منها وهو يغمغم بشراسة وتملك اشد
- انتي ليا يا اسرار ... مراتي لحد لما اموت واستحالة اخليكي تفكري ف راجل بعدي
اغمضت جفنيها وهي تهمس
- شيراز هانم كانت رافضة جوازي من ضياء واعتبرتني لقيطة المجتمع المخملي ... ومش بس عايرتني قدام ضياء لا من كل ست في طبقتها الراقية
فتحت عيناها لتقع علي عيناه التي سكن بهما اللهيب وبقي ينظر اليها ببلاهة ... لن يصدقها .. يصدق والدته ولن يصدقها ، تابعت قائلة
- من نيران الوحدة لنيران السخرية والحقد اترميت ... وما من مساعد
تمتم بذهول ... هل اجبرتها والدته علي الأجهاض ؟! .... لكن ما الفائدة ؟! ، ماذا ستستفيد ؟
- اجبرتك انك تجهضي
جائته اجابتها لجميع تخبطه وهي تغمغم بسخرية
- نسبي مكنش يشرف كفاية ليها ويليق بابنها ... كانت عايزة رهف المراهقة اللي كانت بتدرس لضياء
مرر انامله علي خصلات شعره ... نعم اعربت والدته لعدة مرات عن رفضها بها كونها يتيمة ولا يوجد سوي عمها وان عمها لا يماثل ثراء والدها الميت بشيء ...ألتلك الدرجة والدته تقسو عليها وهي هربت من احضان عائلتها لتلقي في نيران الجحيم ، تلك الغبية ما الذي فكرت به وقتها وهي تقع بين براثن والدته التي تفكر بسطحيه مع الاشخاص ... لكن السؤال الاهم ممن تتلقي الدعم والصبر علي هذا الامتحان ؟
- وضياء ؟
ضحكت بمرارة وهي تجيبه
- بيعرف يراضيني
شتم ضياء ببذائة ... يعلمه سيكون متهاون في حقها وخصوصا انها والدته ...لكن كان يستطيع ان يرضي الطرفين ، الهذا لا ترغب في طفل منه لكي تتضطر لاجهاضه مثل المرة السابقة ؟!
عاد يقترب منها وهو يصيح بهدر ... ممسكها ذراعيها بخشونة
- فاكراني زيه
ابتسمت بسخرية قائلة
- مش الاول تصدق اذا السيناريو اللي بقوله اقنعك ولا لا
لما تسخر وتبتسمل تلك الحمقاء ، صاح صارخا بقوة
- اسراااار
تمتمت بجفاء وهي تنزل ساقيها علي ارضية المطبخ
- ست شهور وتنتهي المهزلة دي ... ورايا شغل بكرا تصبح علي خير
شيعها حتي غادرت المطبخ ليقف هو يتمتم بهذي
- علي جثتي
علي جثته ان غادرت
علي جثته وهو بعد بحث مضني انتهي باليأس اكتشف ان مواصفات امرأته تتشكل في اسرار
لن يتركها الا علي جثته وهي تلقي برأسها اليابسة في اقرب حائط.
************
كانت تحب دائما الوقوف في الشرفة تتمعن النظر الي خارج حدود المنزل الذي خصصه لقضاء شهر عسلهم بعيدا بمسافة عن القصر كي يصبح علي تواصل مع رهف ،،،
ما اخبرته بها جعله جامدا .. لا يقدر علي الوصول الي قرار ... ما تقوله صعب جدا علي ان يتحمله رجلا ما بالك هي ... انثي كانت مفعمة بالحياة والطاقة ليأتي هو يمتص رحيق حياتها بكل اجحاف .... ما يجعله باقي علي تلك العلاقة ليست كما تهمس فريال من اجل حفاظ كرامتها
بل لأنه راغبا في التعرف عليها اكثر ... التعرف علي تلك الساحرة التي فعلت الاعاجيب بداخله وبقلبه منذ لقائهما الأول ، لكن هل قلبها مائل اليه ؟!
ام قائمة علي تلك العلاقة لمجرد الحماية التي سيتكفل بها
صاح اسمها بخشونة
- فريال
بشعرها الثائر القصير الذي بالكاد يصل اطرافه الي حافة ذقنها ... ابتسمت اليه بنعومة شديدة وهي تقترب منه بأغواء وغنج فطري تتقدم نحوه لقميص الابيض دون شيء اخر
ساقين مهلكتين لرجولته ... وعنق مرمري تلمس نعومته ... اصر علي عدم اخفاء تلك العلامات التي تعيد اشعال نيرانه بأي مستحضرات تجميل ... سيتكفل هو به وسيزلهم ما ان تنهي عذابها وعذابه ... اقتربت تحيط ذراعيها حول عنقه لتقبل تفاحة ادم قائلة بصوت مغوي
- مأخدتش السي دي ليه يا وقاص
ازدرد ريق وقاص وهو يراقب لمعة عيناها البنية والظفر المزين ملامحها ليمسك ذراعيها بخشونة قائلا
- كفاية اللي قولتيه
زفرت بعنق قبل ان تهمس
- كانت نقطة ضعفه الوحيدة هو الفيديو اللي كان بيستغله بيه المستثمر الاجنبي ... من بحث جيجي اكتشفت انه ملوش هوية محددة وان مجرد نصاب عالمي بيجذب الناس الطموحة ويبتذهم علشان فلوس ، عزيز وقتها قرر يتجه للمخدارات اسهل طريقة للوصول للقمه
اسودت ملامحه قتامة واختلج عضلة في فكه وهو يسمعها تتابع بهدوء
- طلاقي ليه كان صدمه .... هو خايف اني افضحه ف اي وقت .. . بس صدقني فضحيته هتكون بعد ما اخد حقي منه
قبض بانامله علي خصرها وقربها منه لتشهق وهي تشعر بزفراته الحارة وانفاسه الثائرة وقلبه الذي ينبض بجنون بين جنبات صدرها
- واختارتيني
لا لم تختاره لذلك الغرض ... اختارته لانه سيعوضها عن كل شيء رأته .. تلمست ذلك في لمساته الرقيقة وقبلاته المسكرة ... جنونه وغيرته ، غمغمت بهدوء
- ماجد مجرد ديلر بياخد البضاعة وبيوزعها .... لكن كان هدفنا واحد يا وقاص ... وعمري ما انكرت ده اطلاقا
صاح بقسوة
- خلال طلاقك وبعدك عنه ... عملتي ايه
اجلت حلقها وهي ترطب الجفاف الذي حل حلقها لتهمس
- عملت عمليات تجميل اشيل بها التشوهات الجسدية ... سيبت تلات جروح علشان افتكره
نظرت الي عيناه المجنونة لتلمس اناملها وجهه الاسمر بنعومة قائلة
- بس انا لما اخترتك للجواز عمر ما كان هدفي الانتقام بس ... اختارتك لذاتك يا وقاص
اسدلت اهدابها وهي تقر بأعتراف
- عارفة ان انا انانية بس انا لسة مجروحة من جوا ... مجروحة وتعبت وعايزاك انت دونا عن الباقين
تجمعت الدموع في عيناها وهي تجد صعوبة ما ستقوله ... اختنق صوتها وهي تنظر الي عيناه
- لو حسيت اني بتقل في حملك من بكرا الصبح اوعدك انك مش هتلاقيني
قبض علي عنقها بخشونة وهو يقربها من وجهه ليصيح بجنون
- اقسم بالله هجيبك من تحت الارض ومش هرحمك
نظرت الي عيناه التي بهما برغم الجنون ... دفء .. دفء يلف كامل اطرافها ، همست وهي تزيل دموعها العالقة علي اهدابها
- دبستك مش كدا ؟
زفر وقاص بحرارة واقر معترفا
- للاسف
عبست ملامحها وهي تهمس بهدوء
- ممكن تسيبني
اقترب مناغشا وهو يشم رائحتها التي تشعل نيران فؤاده
- بتشاقي لعقاب القرصان مش كدا يا ساحرة
لفت ذراعيها حول عنقه واقتربت تقبل شفتيه برقة هامسة بعذوبه
- جدا
زفر وقاص بعنف ، لا يصدق تلك الساحرة ما تفعله من اقل همسة ولمسة منها ... حملها وهو يقول بصوت قوي
- مفيش كلام للماضي ... انا وانت والمستقبل
هزت رأسها موافقة
- حاضر
ساحرته كانت مطيعه جدا في سفينته
حلوة ومشرقة بين ذراعيه تحديدا
مهلكة لنبضات قلبه وتسرق انفاسه من همسة ناعمة من شفتيها معبرة عن رضاها
ويتسائل ... هل ستصل الي مرحلته يوما ؟
مرحلة لا تقتدر علي التنفس بدونه كما يفعل ؟!
ان لم تصل بمفردها.. سيفعلها هو حتما.
*********
شمس الغانم كانت شمسه هو بعد ايام من العيش في الظلال
كانت مشرقة بشكل مبهر ... وتهمس بـ "بابا "
تأوه متذكرا اثر تلك الكلمة علي نفسه ، ان يكون هو الحامي الاول لها وان يدافع عنها امام النور وليس متخفيا في الظلام
لم يرغب ان يظهر في النور وان يظهر مساعداته لكي لا يستمع سخرية من ألفت هانم ومحاولاته البائسة لكي يصبح منهم ... هو لا يريد ان يكون مثلهم ابدا ... ولا ان يحظي بعائلة باردة كما حظي بها ... انتبه علي صوت فرح وهي تقول بجمود
- اظن اننا وصلنا للنهاية
لف عنقه لينظر الي ثوبها ثم نحوها ليقول ببرود
- بمعني؟
صاحت فرح بتصميم
- طلقني يا نضال ... اظن انك وصلت بيا او من غيري للي عايزة
نظر اليها بعمق لفترة من الوقت
فترة زاد من اشتعال فرح الهستيري .. دبت علي قدمها وهي تطلب الخروج من سجنها قائلة
- طلقني يا نضال
همس بجفاء شديد وهو يستقيم واقفا لكي يصبح في مواجهتها
- استسلمتي بالسهولة
هطلت عبرة لتسارع بمسحها وهي ترد بقوة
- نيرانك حرقتني
يصنع دائما امرأة صامدة في النهاية ... فرح سابقا ليست فرح حاليا ، صاح بسخرية
- حذرتك يا فرح
زمت شفتيها وهي تدب علي الارض بقوة هادرة
- طلقني
وهو اعطي ورقة حريتها
اخرج السجينة اخيرا من القضبان
التي كانت في قبضته استحالت حرة
- انتي طالق يا فرح
