رواية انا لك ولكن
الفصل الأول والثاني
بقلم ساره بركات
*أنا حبيت مره قبل كده أو أنا إللى كنت مفكره كده، كانت
العلاقه دى من النوع إللى مستحيل تكررها فى حياتك تانى، من النوع إللى يخليك تهرب منها وتنفد بجلدك.. أنا عندى عيله،
بس هما كانوا أقل مايقال عنهم وحوش بالنسبه لأى حد ، كانوا بيقتلوا أى حد بيقف ف طريقهم من غير رحمه، فبالتالى
اضطريت أهرب من كل ده وعشان كده جيت على القاهره آخر مكان ممكن يدوروا عليا فيه لانها معروفه بزحمتها وانها من
أكبر المدن ف مصر فأكيد مستحيل يلاقونى هنا.. لحسن حظى
عرفت أتواصل مع صديقه ليا هنا من عيلة المحجوب المعروفه وكمان هى مخطوبه لابن عمها بهاء محجوب وبتحبه جدا،
واتكلمنا بوضوح عن نيتهم نحية عيلتى وانهم محرصين من عيلتى مش أكتر ومش هيأذونى، واتأكدت منى إنى مش جايه أأذيهم أنا بس كنت عاوزه أهرب من كل إللى فات ده ، أنا مدينه ليها بحاجات كتيره أوى لانها هى إللى ساعدتنى أهرب*
كانت واقفه قصاد مكتب السكرتيره بتاعت الكليه إللى هتتعين فيها وشنطة هدومها ف ايدها، ولسوء حظها وصلت متأخره يوم عن الميعاد إللى كانت محدداه بسبب إنها كانت بتحاول تهرب منهم ومن كل الاماكن اللى كانوا بيجروا وراها فيها لحد ماعرفت تركب ف اقرب ميعاد للقطر إللى رايح القاهره..بعدها أخدت تاكسى من قدام المحطه لحد الكليه عشان توصل بدرى قبل ما المحاضرات تبدأ وكل ده بفضل الفلوس إللى أروى محجوب إدتهالها.
فى مكتب السكرتيره:
السكرتيره بتبصلها من فوق لتحت بقرف...
آيه للسكرتيره وهى متابعه نظراتها ليها: "لو سمحتى ممكن اسيب الشنطه دى عندك النهارده لحد ما المحاضرات تخلص؟"
للمره التانية بتبص بقرف بس على شنطتها إللى حطاها جمبها على الأرض.
السكرتيره وهى رافعه حاجبها وبضيق: "ماشى بس لو سبتيها هنا أكتر من كده أنا هعرف أتعامل معاها."
آيه بإبتسامه: "شكرا"
حطتها فى ركن فى أوضة المكتب ولفت عشان تبص للسكرتيره ولسه هتتكلم....
السكرتيره وهى بتقاطع كلامها: " إنتى هتكونى المساعده بتاعة دكتور أدهم الشرقاوى السنادى والكتب دى *بتشاور على كوم الكتب إللى موجودين على المكتب إللى قدامها* هتوديها لقاعة المحاضرات عشان مهمين جدا لطلبة سنه رابعه"
آيه بإستفسار: "معلش بس أنا لحد علمى المفروض أكون المساعده بتاعة دكتور فتحى دكتور الأدب؟!"
السكرتيره:" هو فعلا كان المفروض تبقى المساعده بتاعته بس دكتور فتحى إختار طالب من طلابه يساعده بدالك فانتى اتنقلتى لدكتور أدهم الشرقاوى دكتور التاريخ والحضاره".
آيه اتضايقت لمجرد ذكر اسم الماده نظرا لإن والدها كان تاجر آثار وبتقول ف سرها * يعنى أنا هربت من كل ده عشان أتدبس فى الحاجات دى لا وأسمع عنها كل يوم.*
قطع تفكيرها صوت السكرتيره...
السكرتيره وهى رافعه حاجبها ومستغربه: "هو فى مشكله؟"
آيه بضيق: " عموما ده مكنش اختيارى من البدايه."
السكرتيره بسخريه:" اها، بصى بقا هو راجل عجوز ومكحكح وبيهتم بأدق التفاصيل يعنى لازم تكون قاعة المحاضرات منظمه جدا ومترتب فيها كل حاجه وكامله برده، ولمصلحتك وديله الكتب دى لحد عنده فى القاعه قبل ما الطلبه ييجوا".
آيه بصت للكتب الضخمه التقيله إللى مستنياها بضيق وبتأفف، الوقت كان قصير جدا قدامها فكان لازم تتصرف وتشيلهم كلهم بسرعه عشان تلحق، شالت الشنطه إللى كانت لابساها على ضهرها وحطت فيها نص الكتب وبعد كده لبستها تانى واخدت باقى الكتب بين دراعها وخرجت من مكتب السكرتيره ولحسن حظها ممر الكليه كان فاضى مكنش فيه غير طلبه قليلين هما إللى ماشيين وكانوا بيوسعولها الطريق وكل اللى كانت بتقوله "شكرا" لحد أما وصلت قدام القاعه فى طالب فتحلها الباب وشكرته ودخلت القاعه..
فى القاعه:
دراعها وضهرها كانوا بيوجعوها جدا بسبب الكتب إللى شايلاها كانوا حِمل تقيل عليها، كملت طريقها للمكتب جوه لحد ما خبطت ف حد هى ماشافتهوش والكتب إللى كانت في ايديها كلها وقعت حواليها..
آيه صرخت بذعر وغمضت عيونها وكانت بتحاول تحمى نفسها بإن مافيش كتب تيجى عليها وف نفس الوقت فى دراع قويه شدتها نحية صدر صلب وضمتها جامد..فضلت مركزه مع صوت الكتب وهى بتقع ع الأرض لحد ماسمعت صوت آخر كتاب وهو بيقع قررت إنها تفتح عيونها .. ولما فتحتها لقت كتاب مفتوح قدامها ف مستوى نظرها واقع على كتف الشخص إللى ماسكها..استنت ثانيه لحد مانفسها ينتظم وتهدى ولاحظت ريحة الشخص إللى هى فى حضنه كانت ريحته جميله وجذابه،حست إحساس غريب بسبب قربهم ده، بعدت راسها ورفعتها شويه عشان تشوف مين ده..
كان شاب ثلاثينى أقل مايقال عنه وسيم، سادت لحظه صمت وتأمل من كلا الطرفين كان شعره أسمر وعيونه لونها سماوى كانت تايهه ف عيونه إللى كانت بتبصلها وبتقيمها ف نفس الوقت..فاقت من إللى هى فيه واتوترت جدا ومش عارفه تقول إيه وبتعض فى شفايفها وعينه كانت متابعه الحركه دى وبعد كده رجع بص ف عيونها تانى..
الشاب بقلق وهو لسه ماسكها: "إنتى كويسه؟!"
آيه بتوتر: "أنا آسفه انا ماكنتش شايفه حضرتك كنت بحاول انى أوصل الكتب إللى المكتب باعتها للدكتور قبل ما الطلبه يوصلوا."
إفتكرت آيه ف اللحظه دى تحذير السكرتيره ليها عن الدكتور إنه منظم وقاسى وده بالنسبالها مش هيبقى إنطباع كويس عنها فى أول يوم شغل ليها لو الدكتور جه ولقى الكتب واقعه ع الأرض،
خرجت من حضنه وبدأت تشيل الكتب من على الأرض، الشاب إللى كان ماسكها شال الكتاب من على كتفه ونزل ف نفس مستواها ع الأرض عشان يساعدها، آيه خطفت نظره ليه من طرف عيونها وفى اللحظه دى عيونهم جات ف عيون بعض وإبتسملها، وشها إحمر جدا من الكسوف وبصت ف الأرض..
الشاب بإستفسار وهو بيشيل الكتب من على الأرض: "إسمك إيه؟"
آيه وهى مشغوله بالكتب : "إسمى آيه."
الشاب: "هو إنتى طالبه هنا؟"
آيه بقلق:" لا، أنا المساعده الجديده بتاعة دكتور أدهم الشرقاوى وده لإن دكتور فتحى لقى شخص يساعده وعشان كده الكليه نقلتنى لدكتور أدهم"
الشاب: "طب إنتى إيه اللى مضايقك كده؟"
آيه:"مش حوار متضايقه، بس السكرتيره حذرتنى وقالتلى إنه عجوز ومكحكح فعشان كده أنا خايفه إن الإنطباع الأولانى إللى هياخده عنى هيكون وحش لو جه ولقى الكتب دى واقعه كده على الأرض."
الشاب كان بيسمعها وكان بيحاول يكتم الضحكه إللى كانت خارجه منه...
آيه بتعجب وهى ملاحظه ضحكته المكتومه:" ألا صحيح هو حضرتك جاى بدرى ليه؟!"
الشاب بإبتسامه: " أنا دايما بحاول أوصل بدرى عشان أجهز للمحاضرات ، وعلى ما أعتقد مكتب المساعده هناك ف الركن ده خلينا نودى الكتب دى هناك."
إبتسمتله ابتسامة شكر وشالت الكميه إللى كانت ف ايدها وحطتها على المكتب ورجعت تانى لباقى الكتب إللى على الأرض، الشاب أخد الكميه إللى كانت معاه وحطها على المكتب ورجع للباقيين عشان يشيل آخر كميه.
الشاب:"بس ماينفعش تصدقى إللى السكرتيره بتقوله دايما، هى بس بتحب تعمل مشاكل، يعنى دكتور أدهم الشرقاوى مش وحش زى مانتى مفكره."
آيه بتوتر:"مش هتفرق كتير،أنا بتمنى بس إنه مايطردنيش من أول يوم ليا أنا حقيقي محتاجه الوظيفه دى."
الشاب بإبتسامه:"ماتقلقيش،هو إنتى دايما متوتره كده؟"
آيه بإحراج:"هو بس القطر كان وصل من شويه وكنت خايفه أبقى متأخره لإن سفرى إتأجل لوقت طويل حتى للأسف مكنش عندى الفرصه إنى أروح البيت إللى المفروض هعيش فيه، فلأ مش دايما متوتره هو النهارده بس."
وصلت ايدهم لنفس الكتاب وصوابعهم لمست بعضها ،إتكسفت وسابت الكتاب بسرعه.. وضافه الشاب للكتب إللى ف إيده والاتنين قاموا وراحوا يودوا الكتب لمكتب المساعده، شالت الشنطه اللى فيها باقى الكتب من على كتفها وحطتها على المكتب..
آيه وهى بتلف للشاب: " صحيح حضرتك ماقلتليش إسمك إيه؟، أنا آسفه نسيت أسألك بسبب الكتب دى."
الشاب وهو بيبصلها وبإبتسامه: "أنا أبقى....."
قاطعهم دخول الطلبه للقاعه،الشاب كان مركز على الصفوف الأولى إللى باقت مليانه ولف لآيه.
الشاب بإبتسامه:" تقدرى تبدأى توزعى الكتب دى بس حاولى ماتوقعيهمش تانى."
آيه بضحكة كسوف:" هو مش أنا لازم أستنى دكتور أدهم لما ييجى عشان يقولى أعمل إيه؟"
الشاب بإستفسار وهو بيشاور على الكتب:"مش الكتب دى لسنه رابعه برده؟"
آيه بتهز راسها بالموافقه وبتقول ف سرها " تقريبا السكرتيره قالت كده، مش فاكره."
الشاب:"ودول سنه رابعه لأنهم أول محاضره النهارده."
آيه:"أها."
أخدت كميه بسيطه من الكتب ووزعتها على الطلبه اللى قاعدين ف الصفوف..فى طلبه كتير ابتسمولها وقى اللى قالولها "صباح الخير" وأخدوا كتبهم وفى إللى بصولها بضيق كأنها هى السبب فى إنها بتزود عليهم الحِمل ف المذاكره،وهى بتوزع آخر كميه من الكتب كانت فوق ف القاعه على الليمين سمعت صوت بنت بتقول "صباح الخير يا دكتور أدهم" ، آيه بصت وراها عشان تشوف الدكتور مالقتش حد ولفت انتباهها الشاب إللى كانت واقفه معاه كان واقف حواليه بنات كتير وقالت ف سرها "هو تقريبا كده طالب هنا وبتاع بنات أو ممكن مساعد زيي كده،مش عارفه يلا مش مهم."
رجعت تركز فى توزيع باقي الكتب للطلاب إللى قدامها ،طالب منهم قالها:"ازيك،إسمك إيه؟"
آيه:"إسمى آيه."
فى نفس الوقت سمعت حد بينادى على دكتور أدهم تانى ولفت عشان تشوف مين .. كانت بنت رافعه ايدها وبتقول " دكتور أدهم أنا عندى سؤال قبل ما حضرتك تبدأ المحاضره." آيه لاحظت إن الشاب إللى كان واقف معاها بص للبنت وساب البنات إللى حواليه وراح نحية البنت دى وقالها: إتفضلى أنا معاكى."
آيه إتصدمت جدا وفضلت واقفه شويه مش مستوعبه وبتبص لدكتور أدهم والبنت إللى بتسأله وهو بيجاوب على كل أسئلتها بذكاء وبيشرحلها، فاقت من صدمته ولسه بتلف عشان تمشى وتنزل من المدرج فقدت التوازن بتاعها ووقعت على حجر الطالب إللى كانت بتتكلم معاه من شويه..
الطالب بخبث:"لو كنتى عاوزه تقعدى على حجرى يبقى قوليلى من الأول يا آيه."
البنت إللى جمبه بعصبيه:"إسكت يا أحمد أكيد إنت إللى شدتها عشان تقع على حجرك ، سيبها دلوقتى."
آيه إتحرجت جدا من الموقف إللى حصل ده وجت تقوم لقت دكتور أدهم بيبصلها ورافع حاجبه بضيق وقالت لنفسها:" دى كملت اكيد شافنى وانا بقع على حجره، هو اليوم باين من أوله ياترى هيطردنى ولا هيخلينى أستقيل ولا هيعمل إيه؟!"
رواية انا لك ولكن
الفصل الثانى
بقلم ساره بركات
الفصل الثانى
دكتور أدهم فضل واقف ف مكانه ورافع حاجبه بضيق ومركز معاها وهى بتقوم من على حجر أحمد، آيه اتحرجت وبصت فى الأرض وقالت ف سرها:"أكيد هيفكرنى واحده مش كويسه بالمنظر ده هو اليوم باين من أوله فعلا."
كان آخر كتاب هى سلمته كان كتاب أحمد ، نزلت من المدرج ومازالت عيونها باصه ف الأرض ورافضه تبص لعيون دكتور أدهم وراحت على مكتبها وحاسه إنه برده عينه لسه عليها لحد مابدأ محاضرته، آيه طلعت نوته وقلم من شنطتها وحطتهم على المكتب وعينها جت على كتاب الأدب إاللى كانت بتقرأ فيه فى طريقها وهى مسافره إللى كان تضييع مجهود ليها مش أكتر حطته على المكتب برده بس بنية إنها مش هتشيله معاها تانى بعد كده وفجأه لقت كمية أوراق اتحطت قدامها رفعت عيونها..
أدهم بإبتسامه خفيفه:"دول برده محتاجك توزعيهم على الطلبه، دول عباره عن أسئلة تقييم للطلبه عن إللى هما فاكرينه من المحاضرات إللى فاتت فانتى هتصححيهم بعد مايخلصوا حل وهتجمعيهم تانى."
أخدت منه الورق بإحراج، أدهم لف وراح نحية المدرج وطلب من الطلبه الهدوء وبدأ يتكلم عن الأسئله إللى هتتوزع عليهم...
بدأت توزع الورق ولما وصلت نحية أحمد وهى بتديله ورقته
أحمد بغمزه: "شكرا ياقمر".
البنت إللى جمبه بصتلها بقرف ، آيه رجعت للمكتب بتاعها، وطلب دكتور أدهم من الطلبه إنهم يبدأوا حل ، آيه لحد الأن مش مستوعبه إن الشاب إللى خبطت فيها ده يبقى هو دكتور أدهم، رفضت إنها تبص عليه لإنها كانت محرجه منه مش بس عشان بس خبطت فيه لا دى وقعت كتبه ع الأرض ده غير إنها وقعت ف حجر واحد من طلابه وقدامه، كانت بتحاول تتوقع إللى هو هيقولهولها بعد ما المحاضرات تخلص..، كانت لسه سرحانه ف تفكيرها ومنزله عيونها على المكتب لقت قلم أحمر اتحط قدامها ع المكتب مما خلاها تبص لدكتور أدهم..
أدهم بإبتسامه وهو بيحط ورقه جمب القلم:"إنتى هتحتاجى ده للتصحيح، والورقه دى نموذج الإجابه ولو قابلتك أى إجابه انتى مش متأكده منها إعملى عليها دايره وإديهالى عشان اصححها."
آيه هزت راسها بالموافقه لإنها مكانتش عارفه تتكلم لإن ابتسامته كانت ساحره بالنسبالها لدرجة انها كانت بتخطف نفسها قررت إنها تنزل عيونها على المكتب تانى عشان تهدى وتتنفس كويس،مسكت القلم وإرتاحت إن إيدها مش بترتعش وبصت لنموذج الإجابه وقعدت تقرأه والمعلومات فى العموم كانت مش غريبه عليها فافتكرت أهلها وغصب عنها إتأففت.. دكتور أدهم بصلها واتحرجت منه وبصت ف الورقه وكملت قراءه وخلصتها واستنت الطلبه يخلصوا حل،دكتور أدهم أعلن إن الوقت انتهى وهى اخدت الاوراق من الطلبه وقعدت على المكتب عشان تصححها،وف باقى المحاضره آيه كانت بتصحح الأوراق ودكتور أدهم كان بيدى نصايح للطلبه وطلب منهم يحضروا دروس معينه للمحاضره الجايه ، باقى اليوم كان نفس النظام بتاع المحاضره الأولى ده غير وقوع الكتب ووقوع آيه على حجر أحمد الصبح، بعد ما المحاضرات كلها خلصت آيه اخدت بالها إن دكتور أدهم ماشي نحية باب جوا القاعه أول مره تاخد بالها منه ، أدهم فتح الباب ودخل وسابه مفتوح ،آيه معرفتش تشوف فى إيه جوه فكملت تصحيح لحد ما أدهم نده عليها من جوه..
أدهم:"آيه، ممكن بعد إذنك تجبيلى الورق إللى إنتى خلصتيه؟"
أخدت الأوراق إللى هى صححتهم وراحت على الباب لقت مكتب جميل جدا موجود فيه كمبيوتر ودولاب كتب كبير،نسيت نفسها وهى بتتفرج على المكتب لحد ما افتكرت إنه هو مستنيها،،أخدت بالها إن أدهم كان بيبص على رد فعلها لما شافت مكتبه فضحكت على نفسها من الموقف المحرج ده.
آيه بإحراج:"أنا آسفه، إتفضل."
آدهم:"إنتى خلصتيهم كلهم؟"
آيه: تقريبا يادكتور."
أدهم بإبتسامة:"تمام،روحى خلصى الباقى وهاتيهملى،شكرا."
آيه رجعت لمكتبها وكملت تصحيح وبتبص على باب مكتبه وبتفتكر كلامهم الصبح وبتقول لنفسها:"هو فعلا ماكذبش عليا خالص لما اتكلمنا هو بس مالحقش يقولى هو مين، والسكرتيره دى لازم احرص منها دى فظيعه بجد."
خلصت تصحيح باقى الأوراق وراحت وقفت عند ممر الباب مستنيه إن الدكتور يقولها تدخل، أدهم رفع راسه من على المكتب وبصلها...
أدهم بإستغراب:" تقدرى تدخلى يا آيه إنتى مش محتاجه تستنى بره إنتى مرحب بيكى هنا ف المكتب فى أى وقت."
آيه افتكرت والدها لما كان دايما بيخليها تقف تستنى بره على باب مكتبه لحد مايسمحلها تدخل كان ممكن حتى تستنى ساعه على مايخليها تدخل، أدهم لاحظ ترددها...
أدهم بإبتسامه: "إتفضلى إقعدى هنا *بيشاور على الكرسى إللى قدام مكتبه* لازم نتكلم."
إدتله باقى الورق وقعدت على حرف الكرسى وبصت للأرض وكانت خايفه أحسن يطردها ومش عارفه هتعمل إيه بعد كده.
أدهم بتنهيده:"أنا آسف جدا على إللى حصل النهارده الصبح يا آيه، أنا كنت لسه هقولك أنا مين بس ساعتها الطلبه دخلوا ، أنا آسف على أى فكره وحشه اتكونت عنى فى دماغك بسبب الموضوع ده."
إتفاجأت من كلامه وبصت عليه ، أدهم رفع عيونه من على الأوراق إللى قدامه وبصلها واتقابلت نظراتهم لبعض..
أدهم بضحكه خفيفه: "أنا لازم اعترف إن الموقف نفسه ظريف."
رجع يبص تانى على الأوراق إللى قدامه على المكتب، آيه كانت مركزه معاه وهو بيصحح الورق أسرع منها بكتير..
أدهم:"أنا آسف كمان لو الاكتشاف ده وقعك ف موقف محرج ف الآخر. بس إنتى إزاى وقعتى على حجر أحمد؟!"
آيه مابصتلوش بس حست إنها ف موقف سخيف جدا لدرجة إنها وشها بقا لونه احمر من الاحراج..
آيه بإحراج:"هو بس حصل لما اكتشفت حضرتك تكون مين وأحمد ساعتها كان ماسك فى الكتاب إللى فى ايدى ولما جيت امشى وقعت، أنا آسفه."
أدهم ضحك وابتسملها وآيه بصتله ومتفاجأه من رد فعله..
أدهم:"أنا كنت هتكلم وهتعامل بس ماحبتش أحطك ف موقف محرج قدام الطلبه وخاصة إن أنا بس إللى أخدت بالى،حاولى بس ماتخليش ده يتكرر تانى عشان أحمد هيحطك ف دماغه."
أدهم ضحك مره تانيه وبيخلص آخر ورقه قدامه..
آيه بإستغراب:"يعنى حضرتك مش هتطردنى؟"
أدهم بإستغراب:"وهطردك ليه؟"
آيه:"عشان أنا خبطت فيك ووقعت كتبك كلها ع الأرض و ماكنتش عارفه انت مين ده غير إنى قلت عنك إنك عجوز ومكحكح ووقعت على حجر طالب من طلابك وكل ده طبعا ف أول محاضره."
أدهم ضحك تانى،وبصلها وفضل يدرس ملامح وشها لدقيقه قبل مايرد ..
أدهم:" أنا شايف ان المواقف دى كانت مسليه أكتر من إنها تكون سبب ف إنى أطردك، وبعدين أنا سعيد إنى اتعرفت عليكى كشخص عادى مش كدكتور أدهم ، ماتضايقيش نفسك الموضوع عدا ودلوقتى.." .. أدهم طلع موبايل من درج مكتبه وقال " أنا محتاج آخد رقمك فى حالة لو احتجت أكلمك ف حاجه تخص المحاضرات."
حست بالإحراج جامد ومش عارفه تقول إيه وبصت بعيد عنه..
آيه بهدوء :"أنا مش معايا موبايل يا دكتور."
أدهم بإستفسار:"طب مافيش أى طريقه أقدر اوصلك بيها، طب المكان إللى إنتى قاعده فيه مافيهوش تليفون أرضي حتى؟"
آيه وهى بتبصله ف عيونه وقالت بهدوء "مش متأكده، بس أنا أقدر أدي حضرتك رقم صاحب المكان إللى أنا قاعده فيه بس هو قاعد ف مكان بعيد عنى."
أدهم:"وفين المكان ده؟"
آيه إتحرجت تانى، وبصت تحت وبتكتب رقم على الورقه إللى أدهم إدهالها..
آيه: أنا قاعده ف بيت بسيط ملك لعيلة المحجوب، إتفضل يا دكتور ده الرقم إللى معايا." آيه ادتله الورقه وبتكمل.."ده رقم تليفون يحيى محجوب، البيت إللى قاعده فيه منعزل شويه عن المدينه تقدر تقول مزرعه قديمه زى ما اتحكالى يعنى ومن غير تليفون،أنا هحاول أشترى موبايل بعد أول مرتب ليا وساعتها حضرتك تقدر تتواصل معايا ."
آيه حست بإحراج أكتر لإنها بكده كانت بتقوله إنها مش معاها فلوس ومجرد إنها يكون معاها موبايل مش هيحصل غير لما يكون معاها فلوس.. آيه بصت لأدهم إللى كان بيتفحصها بعيونه..
أدهم وهو معقد حواجبه وبإستفسار:"إنتى متأكده إن إنتى هتكونى فى أمان هناك؟ إنتى هتقعدى هناك مع حد يعنى؟"
آيه:"لا يا دكتور،أنا هكون عايشه لوحدى."
آيه بتشتت وهى بتبص ع الوقت:"يا خرابى ، أنا لازم أمشى لازم أوصل البيت قبل ما تليل"
أدهم بحيره:"بس إنتى قدامك وقت كبير فى قدامك كذا ساعه لحد ماتليل، هو انتى هتروحى هناك بعربيتك ولا بالأوتوبيس ولا بإيه؟"
آيه بإحراج زائد عن حده:"أنا هاخدها مشى يا دكتور، بعد إذنك أنا لازم امشى دلوقتى لإن اتقالى إن المسافه طويله من هنا لهناك وممكن تبقى أطول بشنطة السفر بتاعتى، شكرا بجد إنك ماطردتنيش."
آيه قامت واتحركت خطوه نحية باب المكتب..
أدهم وقف وقال:"ممكن أوصلك؟ بالطريقه دى هعرف أقدر أوصلك إزاى لحد مايبقى معاكى موبايل."
آيه فضلت واقفه شويه وبتحاول تجمع كلامها.."أنا سمعت إنه ف طريق كله زرع والطريق ضيق واعتقد إن عربيه مش هينفع تعدى هناك بس أعتقد يعنى إن حضرتك تقدر توصلنى على أول طريق المزرعه بحيث إنه هيوفرلى وقت."
أدهم ضحك تانى وآيه لقت إن ده رد غريب منه وقالت ف سرها " هو أنا قلت حاجه تضحك!"، آيه خرجت بره المكتب وهو مشى وراها وقفل باب المكتب بتاعه ، راحت عند مكتبها واخدت شنطة الضهر بتاعتها وخرجوا من القاعه هما الاتنين.
بنات كتير من طلابه وقفوه كذا مره فى الممر بتاع الكليه ، آيه استنت على جمب لحد مايخلص وبعد كده راحت عند مكتب السكرتيره لما لقته هيطول فى وقفته معاهم ،قالت فى سرها " ربنا يستر ومتكونش رمت الشنطه بتاعتى."
دخلت المكتب لقت إن السكرتيره مستنياها..
السكرتيره بضيق :"إتأخرتى!"
آيه:"أنا آسفه."
آيه راحت عند ركن المكتب وشالت شنطتها،،آيه حست إن فى حد وراها وبييجى جبنها.
أدهم:"جاهزه عشان نمشى؟"
آيه لفت وبصتله "أيوه،شكرا ليك"
أدهم بص للسكرتيره وإبتسملها وهى ردتله الابتسامه بإبتسامه وفضلت تتفحصه بعيونها وسلم عليها وأخد شنطة آيه منها وشالها وحط إيده على ضهرها وخلاها تمشى قدامه ،آيه كانت ماشيه لحد ماوصلوا لجراج العربيات قعدت تدور و تشوف هو راكن عربيته فين لكن بدل ده هو كمل مشى لحد رصيف كان عليه عجل مركون.. لاقته ماشي نحية موتوسيكل نوعه حديث جدا، طلع جاكت جلد أسمر من شنطه جانبيه للموتوسيكل، آيه واقفه ومتنحه للموقف ده ،،
ادهم وهوبيلف ليها وبيشاور على الشنطه إللى ف ايده:"دى بس إللى معاكى؟"
آيه هزت راسها بالموافقه وبتقول ف سرها:" طبعا ماحدش هياخد هدوم أكتر من كده لما ييجى يهرب."
أدهم حط شنطتها على رف الشنط إللى ورا الموتوسيكل ولف لآيه وماسك خوذة الموتوسيكل ف ايده وبيديهالها عشان تلبسها على راسها ،أخدتها بتردد ولبستها على راسها وربطتها كويس وهى بتتفرج عليه وهو بيشغل الموتوسيكل لحد ما اشتغل..
أدهم:"طب إيه؟ جاهزه تركبي؟"
آيه بصت للموتوسيكل وبلعت ريقها بخوف لإنها عمرها ماركبت موتوسيكل قبل كده، أدهم ابتسملها ومد إيده نحيتها مستنيها تمسك إيده عشان تركب وراه....
