في قبضة الإمبراطور
الفصل السادس عشر
تعود الرجل أن يكون هو الرجل الأوحد في حياة المرأة
هو يتفحصها
يختبرها
وحينما تنجح ... يضعها تحت جناحه
اما هي لا تتجرأ حتى على الاعتراض
تعود الرجل أن يكون هو الحاكم والآمر النهائي
يصنع الغرور للرجال الغباء.
أيام مرت وتوقف عن التحدث معها ، بالطبع لن تنسي مشاكساته في الصباح وتوصيلها بسيارته الجيب الضخمة للعمل وكأنها طفلة لا تستطيع وصف مقر عملها ، الغبي ذلك .. المثير للأعصاب يعاملها وكأنه زوجها ويتصرف ذلك بكل أريحية أمام الجميع من في الشركة ، قبلاته على جبهتها .. استقبالها بالأحضان الحارة الخنيقة حين انتظاره خارج مقر الشركة للعودة إلي شقته .
لن تنسي أن جميع خلافتهم شيء وعلاقتهما الزوجية شيء آخر ، ذلك الشهواني المتطلب ... متى ستتخلص منه فقط ، انتبهت إلى أنها ما زالت تفكر به حتى في اجتماعها مع العميل.. الحقير نجح في الوصول لغايته
تجمدت ملامحها وهي تري تملل العميل بسبب المبلغ الذي يجده طائل بعد الشيء ، لما عقد اجتماع اذا معها ؟ ... حدجت تغريد بنظرة نارية لتجعل الأخرى تجفل وتشيح بنظرها للجهة الأخرى ، التفت إلى الرجل بحزم قائلة بصوت عملي بارد
- اظن ان العقود واضحة ومش محتاجة تفكير يا فندم
زم الرجل شفتيه بإمتعاض ، لن ينكر بقدر الفائدة إلا أن المبلغ المتطلب في العقود طائل للغاية لن يتحمله ..صاح معترضا
- لكن يا استاذة اسرار ... المبلغ مش هين بردو
نقرت بأصابعها علي سطح الطاولة وهي تنظر اليه بتفحص ، ضيقت عينيها الباردتين .. الرجل يظن أنه في محل أقمشة ، صاحت بصوت حازم
- سمعة شركتك هتتحسن كتير من اسم الحسيني ومتنساش ان اسم الغانم هيجذب الناس أكثر .. عموما انت ادرى بمصلحة شركتك
لم يجد الرجل سوى أن يجاري التيار ، صاح بإمتعاض شديد
- يومين وهنرد
استقامت واقفة وهي تغلق زر سترتها لتلتفت الي تغريد قائلة بجمود
- تمام اوووي ... مدام تغريد العقود تروح للشركة الثانية
كز الرجل على اسنانه وهو يستقيم واقفًا مخبطا بكفه على سطح الطاولة قائلا بعنف
- ده استهتار لا يمكن اسمح بيه ابدا
رفعت احدي حاجبيها لترمقه بسخرية قائلة
- نعم .. سمعني كدا ... استهتار ايه .. الشركة الثانية مستعدة تدفع ضعف المبلغ علشان تكبر وانت مش عارف تفكر في مجرد ملاليم لا وواخد وقتي على الفاضي
المرأة التي أمامه تستحقره
عيناه هبطت تلقائيا الي بنصرها الايسر المزين بخاتم ذهبي ، لاحت علي شفتيه ابتسامة ساخرة ... يبدو أن مزاج المرأة غير جيد بسبب زوجها ، قال بجمود
- اظن مش من اصول التجارة اللعب تحت الترابيزة
كادت أن ترد عليه الا ان صوتا جهوريا صاح بقوة
- الشروط واتحددت وشركتك مش اول شركة تيجي تخبط على باب المؤسسة .. ساعتين وليك حرية القرار يا استاذ
كان هو قد تسلل إلى غرفة الاجتماعات يراقب امرأته ، ظنها ستكون جامدة وحازمة ... إلا أنها تستمر في مفاجئته
اسراره ... نعم سيبدأ في وضع لفظ الملكية منذ الآن ، اسراره امرأة عاطفية ونارية وهذا ما علمه رغم قصر مدة تعارفهما
تستطيع بأقل حركة او فعل في رفع ضغط دمه ، يكفي انه مرر رقصتها تلك المرة ، المرة القادمة سيضع ذلك النضال على المحفة واسرار علي كتفه لتستعد لعقابه ... ابتسم وهو يراقب تحفز جسدها على الانقضاض نحو الرجل الذي يماطل في الحديث ويجعله يتأخر عن الموعد ... صاح بتلك الجملة منهيا النقاش ليقترب منها وهو يرى حدقتي عينيها التي اتسعت بذهول وهي تري اقترابه الجريء منها أمام الجميع ..
دني أكثر ليلفح بأنفاسه الخشنة في وجهها ورائحة عطره الرجولية الممزوجة برائحة الصابون سبقتها ، مال يقبل ببطء مثير ... للغثيان لها والتقزز وجنتها اليسرى وانامله وجدت طريقها لخصرها ليلتحم جسدها بجسده العضلي النافر ..
أي مشاهدة رخيصة هو قدمها للجميع
ولا يظهر سوي للجميع سوى أن زوج شغوف بزوجته
ابتعد يلهث بحرارة لتنظر إلى تفاحة آدم التي تصعد وتهبط بسرعة جعلها تهمس بجفاء
-انت بتعمل ايه هنا
قرص على وجنتها بخفة قائلا
- وحشتيني
القت نظرة نحو الرجل الذي أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى لتعود النظر إلى سراج الذي يرقص حاجبيه وابتسامة بلهاء تزين ثغرة ..همست بحدة طفيفة
- سراج انا في شغل ... انت ازاي دخلت
اتسعت ابتسامته البلهاء أكثر وهو يراقب تبدل حال العينان البارتين
إنهما تنصهران
تنصهر بشعلة تمرد
شعلة نارية ستقضي عليه
لكنها دافئة لذيذة ... يستمتع بها بنشوة
قبضت أنامله بقسوة على خصرها وقربها اليه بخشونة قائلاً
- متنسيش يا هانم اني من اصحاب المؤسسة ... اسفين علي الـ show ده ، استاذة تغريد مدام اسرار في مكتبها لحين اتخاذ الاستاذ قراره
ودون أن يضيف كلمة أخرى ... سحبها الي حضنه اكثر لتسمع الي دوي نبضات قلبه الصاخبة تتخبط بقوة في ضلوعها التي ستتهشم على يديه يوما !!
أغلق باب غرفة مكتبها بيده الأخرى ، لتلتفت إليه متنزعة نفسها بقسوة من براثنه قائلة بعنف
- سراج انت اتجننت ... تدخل جوا الاجتماع ولا كأن انا موجودة وتتكلم بدالي
هذا ما يريده
نيران في عيناها
يزيد هو من وقودها لتزداد توهجًا
ابتسم وهو يتغاضى عن مشاكستها بغلظة ، ستتحول لكتلة ثلج لأيام ويكفيه فخرا للإنجاز الذي حققه
قال ببساطة شديدة
- الراجل بيماطل ... لازم راجل يدخله
رغم انه محق ... محق للغاية إلا أنه لن يتدخل في عملها
يكفي انها تتركه يسير حياتهما بمزاجها هي .. تعلم ان تدخلت في قرار ما سينفذ على كلمتها
- هو انا في مسابقة يا سراج ... انا في شغل و هعرف ازاي هجيب الزبون وبطريقتي
كم مرة هتفت اسمه
تنهد بحرارة وهو يفكر لما الراء في اسمه يكاد يشعر بها
أتفعل ذلك لتضايقه رغم أن مخارج حروفها سليمة
اقترب هامسا بخشونة
- امم طريقتك قولتيلي
صمت قليلا ثم استرسل في الحديث ،ولم يستطيع أبدا ان يتركها دون مشاكسته
- وبعدين طالعة شرسة اووي وانتي بتتكلمي معاه ... عينيكي الحادة بتطلع نار زي دلوقتي
تجهمت ملامحها وصاحت بعبوس شديد
- جيت ليه
أحاط وجهها بكفيه ليجيب بصوت خشن
- وحشتيني
لم تصدق رغم صدق عيناه
صدق صوته
ارتجافة جسده التي وصلتها عبر مسامات جسدها
صاحت بجمود
- وشغلك ؟
غمز بمكر وهو يقترب مقبلا وجنتها الأخرى بنعومة ... أشعل فتيل في جسدها وهو يسحبها بقوة اليه خارج المكتب
- ورايا رجالة يقدروا يسدوا مكاني ... تعالي يلا
اتسعت حدقتيها .. تزوجت مجنون ، والله تزوجت مجنون ، رغم علاقتها السابقة مع ضياء إلا انه لا يمزج ابدا عمله بها ، كانت هناك عدة بروتوكولات لعينة يضعها كي لا تتخطى الحدود ..
وهو يتخطى الحدود
يمزقها بكل عنف
وابتسامة باردة تتزين شفتيه
تملصت منه وهي تجيبه
- وشغلي
اغتاظ منها بقوة ...زفر عدة مرات يحاول التقاط انفاسه كي لا يقوم بكسر رأسها اليابسة ، لذا بكل عزيمة واصرار عاد يلتقط ذراعها بخشونة
- مش هيقع ... وبالنسبة للراجل مش هيوافق علي المبلغ عمل دوشة علي الفاضي
حمل حقيبتها وخرج ممسكا ذراعها بشيء من الخشونة ليتحدث إلى سكرتيرتها تغريد ثم عاد الالتفات إليها قائلا
- عم جابر حته راجل يعمل مشاوي تفتح النفس
لا مطعم به نجمة واحدة حتى
تركته يقودها وشيء خفي في داخلها يحثها دائما على استكشاف جانب من جوانب سراج المتعددة .
*******
رمقت اسرار المكان البسيط الذي جلبها إليه ، لن تنسي بالطبع سترته الجلدية التي تحتضنها معللاً أن ذراعها مكشوفة .. كان من الافضل ان يقول ان كمي البلوزة شفافة بدلا من مكشوفة ..
لن تنكر أن المكان يبدو دافئًا وحميمًا خصوصا انه مطعم مخصص للطبقة الكادحة ، كان يصر ويلح بشدة على أن يطعمها بيده ... راقبت أنظار الفتيات المراهقات التي كانت تتابع المشهد بفضول وتنهيدات حارة تخرج من افواههم .. وافقت علي مضض كي لا تكسر من احلام الفتيات الحالمات ، ما انهي الطعام وطلب قهوة لها وشاي له ... صاح قائلاً بإبتسامة هادئة
- قوليلي المكان عجبك
ضمت كفيها حول فنجان القهوة لتنظر الي عيناه قائلة
- تقدر تتكلم بوضوح …. بلاش لف ودوران
تنهد سراج زافرًا بحرارة ، هل تستطيعون العد معه ؟!
لما اختارها ... ضيفوا ضمن اللائحة انها تفهمه ... من نظرة عيناه تفهمه ، زفر بحدة وهو يسألها بجفاء
- ليه استمريتي في علاقة فاشلة
ابتسمت بسخرية قائلة
- وعلاقتنا مش فاشلة يا سراج
خبط بقوة على سطح الطاولة لينزلق جزء ليس بقليل من القهوة على يديها تلسعها بقوة .. كزت على أسنانها تتحكم في عدم اخراج صوت متألم .. يديه سبقتها ليقربها منه وهو يطلب من النادل مكعبات ثلج ، هرع النادل للداخل وعدة لحظات عاد معه طبق مليء بمكعبات الثلج ... استشعرت برودة الثلج على جلدها الملتهب ، شتم ببذائة وهو يقول بحنق
- ليه عايزة تخرجي اسوأ ما فيا
راقبته وهو يتأنى في وضع الثلج على كل نسيج من انسجة جسدها الملتهبة ، ضيقت عينيها وهي تشعر بانامله تعبث في راحة كفها السليمة لتهمس
- سراج اعترف ان كل ده مجرد فضول منك ونزوة ... انت اكيد مش هتعدل في الطرفين ، كف الأم هو اللي هيطب
رفع عيناه القاسيتين وهالها ما رأت من نيران مستعرة ، ضغط على كف يدها السليمة ليصيح بخشونة
- شايفاني مش راجل وابن امه
ردت ببساطة وهي تحاول أن تنزع يدها من أنامله
- الام بتدور الأفضل لمصلحة عيالها .. زي ما قالت تتجوز اسرار ببساطة طلق اسرار ببساطة اشد
خف قبضة يده من صوتها المختنق ، نظر الي عمق عينيها التي تقف أمامه بالمرصاد ليهمس
- وانتي
لم تجيب ... صاح بلهجة قاسي
- انتي ايه رأيك ... ملكيش حق الاعتراض ... تتكلمي وتقولي اللي عايزه بدل ما تكتمي كل ده جواكي وتصنع من نفسك شخص باهت
كلامه وصل لثاني مرة الي جرحها الذي لم يبرأ بعد ، زمت شفتيها بقوة وهي تهمس بمرارة
- بعض الكسور اللي بتتعرض للانسان بتخليه مكسور لاخر عمره ، كل اللي عايزاه حقي
اقترب منها وهو ينظر الي عيناها التي تأثرت منه ، صاح بلهجة مميتة
- مش هسمحلك تدمري عيلتي يا اسرار وانتي اولهم مش هسمحلك تدمري نفسك
لأنه زوجها يظن أن اه الحق في كل فعل وحركة تصدر منها
أجابت بجمود وهي تخفض عيناها
- اهتم بعيلتك بعرف اهتم بنفسي كويس
مد ابهامه اسفل ذقنها رافعًا رأسها لأعلي ليري انعكاس صورته علي عينيها الباردتين ، فتحتي انفه تنقبض وتنبسط دليل علي نفاذ صبره ، صاح بلهجة قاسية
- متجبرنيش استخدم جنوني معاكي .. مهما عملتي امي خط احمر
سراج وضياء ما هما إلا عملة واحدة
كلاهما يسعى لإرضاء العائلة
هي تغبط تلك العلاقة ... هي لم تجد احدا يتفاني بها إلى تلك الدرجة ، صاحت بهمس قاسي
أيريد أن يعلم ماذا تخبئ والدته ... فليعلم
- لو قالتلك خلي مراتك تسقط الجنين هتعمل ايه ؟ ... خيرتك بينها وبين مراتك
بهت وجه سراج لثاني مرة ، لاحظت جمود حدقتيه وجسده الساكن ،صاحت بحدة
- العيلة اهم مش كدا ؟ ... قولتلك كلامي ملهوش فايدة ، استحملت شيراز هانم في كل حاجه عملتها لكن يجي يقولي سقطي ابنك علشان امي شايفه ان نسبي مش مشرف واني مقطوعة من شجرة بالنسبة لحفيد الحسيني فعادي أسقط
عيناها تحولت إلى ضبابة رمادية
فغر فاهه بذهول ، يرى وجه اسرار الحقيقي
بها الكثير من الشحنات السلبية المختزنة أسفل جسدها ، لاحظت انتباه رواد المطعم نحوهما ، سب غبائه
- اسرااااار
صاح بها بلهجة هامسة تحذيرية ، نظرت اليه بسخرية
بالطبع لن يتحمل سماع تلك الكلمات من أمه العزيزة الغالية ..
تشعر بالقهر الشديد ... لن يستطيع أحد ان يجلب حقها سوي بنفسها
ضياء وقف بين نارين وعجز عن اتخاذ قرار وقرر الإلتفات إلى أمه ... رباااااه لا تستطيع أن تصرخ في وجهه لإنها في النهاية امه ... صاحت بلهجة قاسية
- مش قولت عايز تسمع ... اسمع والدتك المحترمة كانت بتتهمني لجوزي اني من وراه بنام ف سراير عملائه في الشغل كون انه بارد شوية في علاقته الزوجية معايا
ابيضت شفتيه وهو يكاد يهشم كوب الشاي ، صوتها أثار انتباه الجميع ... بدون كلمة ألقى عدة وريقات من النقود وقام من مجلسه ساحبًا اياها خارج المطعم ، وضعها بكل عنف في السيارة ليدور حول السيارة متجها الى مقعد السائق ، انطلق بكل جنون يشق زحام السيارات ... عيناه تقسو بكل قوة علي المقود كي لا يدك عنقها
اللعنة ... حينما تخبره بأمر حساس كهذا تجعل الجميع يسمع ، انها غلطته في البداية ... غلطته انه لم يقدر علي التحكم في فضوله لمعرفة باقي قصتها ، ركن سيارته جانب طريق نائي ليلتفت إليها بضخامة جسده قائلا بخشونة
- عمل ايه
أغمضت جفنيها مستندة برأسها على نافذة السيارة ، الكلام وصلها من دردشة نساء في النادي ... هي إمرأة فاسقة في أعين جميع من في طبقتها .. تتنقل من سرير لاخر لإن زوجها يهجرها في فراش الزوجية ، ارتجفت شفتيها حينما علم نضال بما سمعه ... كان علي وشك أن يزهق روح شيراز و ضياء ... الا انها استحلفته بحق ما بينهما من عشرة أن يتوقف وهي التي ستأخذ بثأرها ، نظرت الي سراج وقالت بنبرة ساخرة
- مستحملش جاتله أزمة للاسف ... صدقها يا سراج ... رغم كل اللي عملته واني حاولت اساعده في شغله الا انه صدقها
لكم المقود بعنف ووحوش معربدة تكاد تخرج متحررة من سجنها ، زم شفتيه وهو يهمس بتشديد
- انا هتكفل بكل حاجه يا اسرار
كانت عيناها الدخانتين تعترض بشدة، رفع إصبعه محذرًا بقوة
- ايااااكي فاهمة ... كلامي يتنفذ
ردت ببرود
- وان منفذتش ؟ هتعاقبني يا سراج ولا تسيب علامات علي جسمي ولا تطلقني
صاح نافيًا بقوة
- مش هطلقك
التفت اليه بجسدها ... تضيق عيناها لمعرفة خطوته القادمة
هل سيطمئن والدته ؟ ... كما فعل الآخر وينحاز لصفها بدلا أن يحكم بالعدل ، زفرت قائلة
- وايه اللي صابرك لحد دلوقتي
عاد يشغل المحرك وهو يقول بغموض
- نفس اللي صبرك يا اسرار .. اعتقد كدا كفاية نرجع البيت
ابتسمت ساخرة .. للأسف لقد جئت متأخرا للغاية ، استعد لما سأفعله بوالدتك .
*********
منذ رحيلها من مصر
ولم يهاتفها
ولا مجرد مكالمة فائته تطمئن أنه ما زال على قيد الحياة
فكرت عدة مرات أن تهاتفه وتتصل به لكنها خافت
يل خشت منه ومن غضبه الذي قد يمزقها ويفتح جروحا لم تبرأ بعد
هو بالنهاية ماهر
ماهر بمداواة جروحها ... ماهر بنسيانها ذكرياتها المؤلمة ، تتذكر في بداية عملها في شركة الطيران انه دائما يحتك بها من بعيد ... يلقي تعليقات ساخرة كونها تتحدث الأنجليزية أكثر من لغة الأم ، كان يثير سخطها ومقتها عليه وهي تصده ... حتى أعلن هدنة لنفسه ولها هدنة ... اقترب منها بصداقة يخفي فيها اعجابه
وهي قبلت ... حتى قابلت نضال
وقتها ابتعد عنها لسفر وهي فعلت الكثير والكثير من الغباء
تنهدت بحسرة شديدة وهي تعض على شفتيها تستمع إلى تقريع آسيا العنيف
- طول عمرك غبية يا مارية
أغلقت جفنيها عدة مرات وهي تزيح هيئة ماهر الرجولية التي بدأت تؤثر في انوثتها منذ غيابه لتهمس بهدوء
- تعرفي القرار ده اكتر قرار صح اخدته في حياتي
اشتعلت عينا آسيا وهي تقترب من تلك الباردة ... الغبية التي لا تدرس ابعاد اختيارها لتصيح بغلظة ممسكة بذراعها
- انتي مجنونة حد يرمي بنته للنار وتقولي قرار صح
نظرت الي عينا اسيا المشتعلتين وزفرات انفاسها الحارة لتجيب بهدوء
- نضال هيراعيها ... بصيلي يا اسيا انا من امتى كنت مهتمة بيها .. سيبتها في حضنك من اول ما اتولدت
هي من اهتمت بها منذ ولادتها
جزت علي اسنانها بحنق وهي تنفجر في وجهها صارخة
الفتاة تحتاج لعدة صفعات علي وجهها لكي تفيق
- مارية
ابتسمت مارية وهي تجيب ببساطة
- المرة دي بعمل الصح ليا وليه
صاحت آسيا بعصبية شديدة
- لو اتعلق بيها مش هيسبها ليكي
استقامت مارية من جلستها تنظر الى عيني آسيا المشتعلتين ببريق من الحقد والالم وبعضا من الغيرة .. تغار لانه اخذ شمس من أحضانها هي ، غمغمت بهدوء
- هو انا للدرجة دي باردة ؟ ... يعني اللي بعمله ده بعمله بجحود ؟ ... آسيا .. نضال مش هتكسره ست ابدا .. سر ضعفه فـ شمس
لم يعجب حديثها ولا منطقها لـ آسيا التي أشاحت بيدها قائلة بجفاء
- اعملي اللي انتي عايزاه
استدارت آسيا على عقبيها لتغادر الغرفة ، إلا أنها سمعت نداء مارية
- آسيا
التفت اليها ببرود لتهمس مارية بتساؤل
- كنتي فين ؟
لمعت عينا آسيا بمكر شديد ثم قالت بهدوء
- بضبط شغل مهم
خشت أن تعبث في الماضي الخاص بها ، هي طوت صفحة الماضي وستنتبه إلى المستقبل
صاحت مارية بنفاذ صبر
- آسيا
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتي آسيا
- متقلقيش مش بقرب من حبيب القلب
كادت أن تغادر الغرفة إلا أنها همست بحشرجة
- ماهر كلمك
لم ترد آسيا
انسلت عبرات كانت تتحكم بهما لتعود الجلوس علي الفراش بوهن
ساقيها لم تعد لها القدرة على الوقوف أكثر
غضت وجهها بكفيها وهي تهمس بمرارة
- واضح ان المرة دي جد
تأففت آسيا من تلك الدراما المصرية ، صاحت بجمود
- لو عايزاه روحيله متبقيش غبية وتسيبه لواحدة غيرك
شهقت مارية وهي ترفع وجهها عن كفيها لتنظر الي آسيا
أمعقول تأتي امرأة غيرها؟
يحبها ويتفانى في ذلك الحب
حريق هائل احتاج صدرها وهي تلهث بقوة
نيران اشعلت فؤادها وهي تختبر ذلك الشعور أول مرة ؟
أتلك شعلة الغيرة
هل أحرقت ماهر لتلك الدرجة التي لم يعد يتحملها؟!
همست بتردد
- هتيجي غيري
هزت آسيا كتفيها بلا مبالاة قائلة
- متنسيش انه طيار
نعم طيار ومن عائلة عريقة سيصبح عريس لقطة لأي عائلة
شحب وجهها وابيضت شفتيها وهي تتخيل يده مزينه بحلقة فضية دليل وعلامة ظاهرة أنه ملك لأخرى ... اشتعلت عيناها بجنون
لن تسمح له بالرحيل هكذا
ستعيده ... ستعيده وستتوسل الحب الذي هي متأكدة انه لم ينساه
سيجرحها لا مشكلة ... لكن يظل معها
عززت من شكيمتها ولمعت عيناها بإصرار شديد
إن كانت المرأة خانعة من اجل الحب ... ضعيفة وأكثر عاطفية من الرجل ، إلا انها تمتلك أسلحة فتاكة تجعل الرجل ينقلب رأسا على عقب دائخًا من سحر المرأة عليه
تلك المرة لن تكون منهزمة أو مستسلمة ، تلك المرة ستدافع بقوة على حقها .
***********
حياته مع فريال تسير هادئة
مثل نسمة بحر خفيفة
تارة تتحول النسائم الي رياح قوية
إلا أنها لا تتحول إلى إعصار
ما زالت السفينة تبحر حتي تصل إلي بر الأمان.
رغمًا عنه ورغم تلك النار المندلعة في روحه ، إلا انه لم يقدر سوي اخذ من القرص المدمج سوي معلومات هامة تخص عمله ، بحث كثيرا عن المستثمر الأجنبي ذاك ... ليجده " فص ملح وداب " لذا كثف معلوماته أكثر عن عزيز ، هو هدفه والمستثمر ما كان اسم عزيز سوي اسم من ضمن اللائحة التي تتعرض للإبتزاز .
اقترب من ماجد يري نظرة العذاب في عينيه ، يكاد يرجوه أن يعطيه المخدر لينتشي فرحًا وراحة من العذاب الذي يتعرض له ، اخفض قامته ليمسك تلابيب قميص ماجد
انفجر في وجهه بنبرة هادرة
- لسه بتتعامل مع ال*** ولا لسه
رأي اهتزاز حدقتي ماجد باضطراب ، صاح بلهجة قاسية
- ما ترد ولا القطة بلعت لسانك
رأي اهتزاز شفتيه ... يجد صعوبة في التحدث وكان شفتيه قد إلتصقتا فوق بعضهما ، انتصب واقفًا وهو يصيح بلهجة ساخرة
- شكلك محتاج جرعتك
اغمض ماجد جفنيه بقسوة ، هو من كان يبيع تلك السلع المميتة
ويسخر من يتقدم إليه طالبا جرعة واحدة .. ويقف هو امامهما ساخرًا ليزيد في السعر ، كانوا يلهثون خلفه كالكلاب
وجاء اليوم الذي يصبح فيه كـ كلب يسير خلف صاحبه
رغم رفض عقله لطلب جرعة ... إلا النفس أمارة بالسوء
يترجاه بعينه أن يعطيه جرعته ، غمغم بصعوبة
- قق ... قولللللتله وققققت الحاااادثة اننننني هختتتفي من البللللد ووووو وكلللله بسببببب تعليمممات ننننننضال بيييه
ضيق وقاص عيناه ... متي يصبح الذئب متأخرا عنه ؟!
دائما يسبقوه بخطوة ... بتنفيذ معين
صاح بلهجة قاسية
- نضال ايه علاقته بالكلب ده
هز ماجد راسه نافيا
- ممممممعرفشش
زم وقاص شفتيه وهو يضغط على أنامله بقسوة
- تواصل معاك فترة غيابك الكلب ده
اومأ موافقا
- ايييييوا وووو تلييييفوني مممممعاه
مرر وقاص علي خصلات شعره بقوة ، يكاد يقتلع خصلات شعره من جذورها ، القي امرًا نحو الحارس الضخم
- روح ادي للباشا جرعته
سار مبتعدًا عن صراخ ماجد الذي يشبه صراخ النساء
- لاااااااااا
ركل حصوة اعترضت طريقة ، كفي نضال اللعب من
خلفي
سيراه ويري ما مدي علاقته مع ذلك الحقير ، لقد رمي له كارت محروق بعدما انهي مصلحته منه ، زفر بعنف
- سابقني دايما بخطوة يا ابن الغانم
*********
- طول عمرك خايبة يا بنت بطني
صاحت بها والدة فرح التي منذ أن جاءت مطلقة من بيت زوجها ... حتي اصبحت ملازمة البيت ، كانت أقرب لشبح يتحرك في المنزل، ملامحها التي ذبلت ... وشفتيها التي تشققت وابيضت .. جسدها الذي نحف ، اغتاظت من أن سمعت هي من طلبت الطلاق وليس هو من طلقها ..
تنهدت فرح بنفاذ صبر ، والدتها لا تتركها ابدا سوي وهي تحطم ما تبقى منها ... هي تحبه ... بل وصلت إلى مرحلة يائسة في الحب .. لكنه لا يرغبها ابدا
مجرد قبلته العنيفة من ان ركض خلفها جعلتها ترتفع إلى عنان السماء ، انه ولو مقدار صغير يهتم بها ... لكن لا شيء
مجرد أوهام صنعتها لتجده يعود للقناع ... اذا لما تتعب في شيء وتعطي كل طاقتها له وهو بالنهاية سيأخذ دون أن يمنح .
صاحت منهية النقاش بحدة
- ماما الموضوع خلص
صاحت والدتها بامتعاض كون مصدر المال قد امتنع عن اعطاء المال ، وكل ذلك بسبب ابنتها الحمقاء
- والفلوس اللي كانت بتجيلنا
عضت فرح علي شفتيها ، والدتها هي العامل الرئيسي في شقائها .. هي من الحت علي الزواج العرفي ، هي لا تهتم بها .. هي تهتم بالمال أكثر من سعادتها وراحتها
صاحت بحنق
- لو علي الفلوس هنزل اشوف شغلانة
مصمصت والدتها شفتيها بامتعاض لتغمغم بتهكم
- بعد ما كنتي مستريحة وقاعدة ف شقة وفلوس رايحة وجاية هترجعي للفقر بأيدك
لم تتحمل فرح أكثر ، هبت واقفة وهي تهدر في وجه والدتها
- ارمي جسمي لواحد تاني مش كدا لحد لما يزهق وادور علي اللي بعده ... فاكراني اني مبسوطة بالموضوع ده وانا اتنقل من سرير لسرير
لم تعبأ ولم تتأثر بها مقدار ذرة ... اتهمتها بالغباء والتفريط في مصدر المال
- طول عمرك غبية
صاحت منهية النقاش وهي تدلف الى غرفتها
- غبية احسن ما استمر في علاقة فاشلة
اغلقت الباب خلفها بعنف ، استندت بظهرها خلف الباب لتنفجر في البكاء وانزلق جسدها حتى لمست الأرضية الباردة
ضربت علي موضع نبضات قلبها بعنف الذي ما زال يخفق من مجرد اسمه
- ليه يا نضال خليتني اعترفلك بحبي ... ليه وانا عارفة انك هتجرحني في النهاية
*********
فريال تبدو مشرقة
مفعمة بالحيوية والطاقة منذ زواجها بالقرصان ، تتعجب جيهان من معرفتهما القليلة لبعضهما البعض لكن يبدو أن الكيمياء والانسجام بينهما فوق كل شيء ، تنهدت ساخرة من نفسها وهي التي منذ أن وعت ونضجت لإمرأة لم تجد سوى ذلك الفاسق القاطن أمام منزلها ، رحلاته وسفره الدائم يجعله يتنقل من إمرأة لأخرى بسهولة ... شتمته بعنف وهي تلتفت الى فريال لتشاكسها بمرح
- خلاص اتجوزت ونستنا
تأففت شادية .. لتقترب هامسة بوقاحة
- اخبار الجواز ايه؟
زمت شادية شفتيها بعنف ، تلك الوقحة ... السليطة اللسان لا تتحشم .. صاحت ناهرة
- جيهااان
اخرجت لسانها لتجيبها ببرود
- اسمي جيجي
التفت الي فريال المبتسمة بإشراق لتهمس
- لو قرصان فهو حلو ... أما لو كان قرع عسل فتغرقي
عبست ما إن استمعت إلى التلميح الخفي للماجن ، ابتسمت بجفاء
- كلتا الحالتين هتغرقي
هزت فريال رأسها نافية
- غرق عن غرق بيفرق
تنهدت بحرارة وهي تعبث في خصلات شعرها التي حولتها للون ارجواني أثار اعجاب وامتعاض معجبيها لتقول بمرح زائف
- القرصان لازم يسمع
ضحكت فريال وهي تقترب مشاكسة
- بيسمع وبيبص و .....
زفرت شادية بحدة و استقامت واقفة قائلة بقرف
- بنات مقززة
نظرت إلى جيهان لتقول بخبث
- تعرفي انا بدعي كده يجيلك واحد يا شادية يقرفك طول الليل والنهار
تهكمت ملامحها للعبوس الشديد
- لا والله ... خليني ساكتة ولا اقولكم انا ماشية واحكوا قرفكم ده لوحدكم
سحبت حقيبتها وغادرت المطعم الشامي لتستمع إلى صوت جيهان العالي الصادر من خلفها
- يارب يجي يارب ويكسرلك دماغك يا شادية
لم تلتفت بل تابعت طريقها لتأمر الحارس المكفهر الوجه العودة إلى العاصمة ...
غادرت ملامح التسلية من وجه جيهان لتقترب من فريال قائلة بجدية
- فيه اعلانات وصلتني لكن لسه مرسيوش علي موديل .. ده غير السباق المرة الجاية في سيناء
ضيقت عينيها وقالت
-هيكون موجود ؟
هزت رأسها و أجابت بسخرية
- مع مراته الجديده اكيد .. انتي عارفة الرجالة بقوا عاملين ازاى ما بيصدقوا يلاقوا لحم ست وينسوا كل حاجه بعد كدا
همت فريال بالحديث الا انها استمعت الى زمجرة حادة .. تشبه زئير اسد يقترب منهما
- اوووووف ... بصوا انا زهقت من الجدع اسمه نزار ... يعني ايه مفيش استقالة الحيوان ده مفكر نفسه مين
نظرا لبعضهما البعض ببعض من الخبث ليلتفتا إلى رهف الحانقة لتقول جيهان
- حالة جديدة
أومأت موافقة فريال
- ميؤوسة كمان
رفعت جيهان يديها للسماء وقالت بمرح
- بركات دعاكي يا ست عايشة خليها تشوف ابنها الصنم بيعمل ايه في بنت الناس
عقدت رهف جبينها وهي تستمع إلى الحديث الغامض ، تمتمت بنزق
- انتوا بتقولوا ايه .. مش تشوفوا مشكلتي مع الاستاذ النرجسي
تمطت جيهان بجذعها على الكرسي لتجيب ببساطة
- وقعتي يا بيضة في المصيدة
زفرت رهف بحنق ، يتكلمان بالإحجية ويفترض عليها أن تحلها ، غمغمت بتبرم
- مصيدة ايه ؟
صفرت جيهان وهي تغمز بمكر لتجيب فريال وهي تضع قبضة يدها علي ذقنها قائلة
- العشااق يا ريري
- عشاق ايه ؟ ... انتي بتقولي ايه يا فريال
تدعي الغباء رهف لذلك هي ستصمت
ابتسمت بمكر وهي ترد بهدوء
- هتفهمي بعدين
*********
علي جانب آخر ..
جانب يفكر ببذاءة ... بشيطانية .. بنفوس مليئة بالحقد .. وغشت عيونهم بالطمع ..
حبس أنفاس احمد من ما سمعه من المتصل ، يريده أن يخطف زوجة رب عمله ، ازدرد ريق احمد وهو يفك زر قميصه يبعث مساحة تهوية لصدره ،قال بتوتر
- وقاص باشا لو شم خبر باللي بيحصل
صاح بلهجة حادة
- انا ميلزمنيش ... انت قولت انك قادر تجيبها ... متنساش انك اللي اصريت يا باشمهندس احمد
يلعن تفكيره وتوريطه بالمسمي بعزيز طليق تلك المرأة العقربة ، منذ أن سحب منه المشروع وركن علي جانب وكل ما يفكر به الانتقام والنبش وراء ماضيها ، بكل جهد تواصل مع طليقها ليصبحا حلفاء ... لا يعلم ما دافع ذلك الرجل من طليقته
لكنه خمن أنها ربما سرقت أمواله !!
اجلي أحمد حلقه وقال
- الكلام ده قبل ما تتجوز الباشا
صاح عزيز بخشونة ، لا ينكر أنه تفاجأ بخبر زفافها عبر الصحف .. تلك الخبيثة طردته من القرية بل اغوت صاحبها ، لكن صبرا ... سيأخذ ما يريده ثم سيعاقبها على حق تلك الأيام التي جعلته يكاد يشد شعره جنونًا
صاح بلهجة صارمة
- متقلقش هي عملية اختطاف بسيطة مش هتطول .. هاخد منها اللي عايزة وكل واحد يروح لحاله ... انت عارف ان القرية اتقفلت فى وشى وقت ما بقت ملك وقاص الغانم
هز أحمد رأسه وقال
- تمام يا عزيز بيه
أنهى حديثه وقال
- روح انت خلص اللي قولته .. وسيبني اكمل شغلي
اغلق الاتصال بينهما ليزفر احمد بتوتر ، رفع عيناه المضطربة الي عينان ذهبتين تلمع ببريق خبيث ... ضغط على شفتيه وهمس
- تمام كدا يا نضال باشا
ادخل نضال كفيه في جيبي بنطاله وقال
- عفارم عليكي يا باشمهندس احمد ... تعرف ايه اللى عاجبنى فيك
نظر نضال الي عيني أحمد ، لن ينكر ان تلك اللعبة تزداد حماسة وانهاؤها تستحق نهاية مشرفة ، أحمد ما هو الا انسان يقترب مع من تكون مصلحته أفضل وماله أكثر
وهو اشتراه وقبل البيع ، أصبح يتحكم في أطراف اللعبة ، استرسل بسخرية
- انك عارف مصلحتك فين كويس يا احمد ... ( قست عيناه وهو ينظر الي أحمد بوعيد) بس لو شميت بس ان ديلك
نفي أحمد رأسه وصاح
- اديت ليكي وعدي يا باشا
ابتسم بسخرية وغمغم بجفاء
- اتمني كدا ... نفذ اللي قاله
اتسعت حدقتا أحمد ذهولا
- اخطفها يا نضال باشا
أضاف نضال ببساطة
- وتروقها
لا يصدق أحمد ما سمعه من نضال ، لا يعلم أهو بجانب عائلته ام هو مجرد مستفيد من تلك الصفقة مثله ، تجلي التردد علي وجهه وهمس
- لكن
صاح نضال بصرامة
- نفذ اللي بقوله من سكات
هز أحمد رأسه عدة مرات ببلاهة ليبتسم نضال بمكر ..
استعد يا ابن الغانم من غياب الساحرة من أرض مدينتك.
يتبع....
في قبضة الإمبراطور
الفصل السابع عشر
كل شخص يختلف في رده فعله
في تفكيره
في رأيه
في طريقة التعبير عن حبه
وهو اختار القرب والبعد في آن واحد ، حبه للأشخاص كان على طريقته ... آراءه وأفكاره على نهج سلكه بمفرده ..
يحب عائلته التي تنبذه بإستمرار ، وتسألونه لما يختفي من وراء حجاب ... يكفي قسوة كلمات السيدة ألفت وهي تذكر ماضيه وأصله المتدني .. ما إن تسمع أنه السبب الأول في إنقاذ رهف لكانت اتهمته منذ البداية أنه من جرها الي ذلك الطريق ، بل ستتابع في بث كلمات مسمومة لباقي عائلته التي لم يلمس بهما اهتمامًا سوي أسرار .
تنهد زافرًا بحرارة ... البيت كان به شخصا ...شخصا أراد الرحيل ، والبحث عن طريق يسلكه بمفرده .. ترك فرح لأنه يعلم إن استمر في تحكمها ستصبح نسخة باهتة بدلاً من انثى مشعة بالهدوء والدفء
فرح كانت الشاذة عن جنس حواء ، شاذة بهدوءها ... بطاعتها .. بعيناها الضارعتين الدافئة ، ألقي نظرة نحو شمس وهمس بخشونة شديدة وهو يلمس وجنتيها الناعمة
- شمس
كانت الصغيرة نائمة بعمق في مهدها ... جال ببصره سريعًا نحو ارجاء الغرفة التي خصصها لها بلونها الوردي ...والألعاب والدمى المنتشرة بالأرجاء ليعود النظر إليها فاغرة شفتيها بطريقة مضحكة جعلته يبتسم بدفء ... نثر قبلات ناعمة علي جبهتها وقال
- جيتى ف وقتك يا شمس .. وقت ما كل الناس بتتحشاني ، انتي جيتي وقربتي مني
سحب كرسيًا ليجلس عليه وهو يحب مشاهدة نومها مثل كل مرة منذ أن قدمت لمنزله ، هدوءها وصمتها يذكره بفرح
زم شفتيه وحاورها قائلاً
- الحياة مش عادلة كفاية ..ساعات اقرب الناس لينا بعدهم اريح
يعلم أنه يحاور نفسه بصوت مرتفع ، عبث في خصلات شعره وقال
- بتبذلي كل طاقتك ليهم وفي الاخر مش بتحصلي الا الفتات ... وساعات بنبعد ناس علشان خايفين نظلمهم
ثم تذكر مارية ، رغم كل شيء تبقى ساذجة ... تظن انه لا يعلم مخططها بإبقاء شمس في أحضانها ... هي تريده أن يتعود عليها لتخطفها منه ، فلتتجرأ وتفعل .
عاد ينظر نحو شمس وهو يهمس بهدوء
- لكن انتي شمس الغانم ... هتكوني شرسة وقوية في حقك
اسود وجهه وقتامة واختلج عضلة في فكه وهو يغمغم بقسوة
- خليكي واثقة اني معاكي دايما ... واستحالة اسيبك
استمع الي نحنحة من مربية اربعينية تمتلك طفلان أحدهما في الصف السابع والثاني في العاشر .. صاح بلهجة صارمة
- ساعتين وراجع
اومأت المرأة وهي تهمس بهدوء
- تمام يا فندم
هدأ عواصفه ورقت ملامحه وهو يعيد تقبيلها مرة اخري هامسًا
- منتظر بشغف لما تتكلمي معايا
عليه أن يهتم بباقي مصالحه ... يجب عليه إنهاء ما خاطر من أجله لأجل المتعة ، المدعوة بفريال اقتحمت حياة أخيه ولا يعلم سر تلك العلاقة او مسماها الحقيقي ، تلك المرأة بها لغزًا وسيكتشفه .
*******
إني أحبّكِ رغم ما كانا
ماضيكِ لا أنوي إثارتَهُ
حسبي بأنّكِ ها هُنا الآنا
تَتَبسّمينَ... وتُمْسكين يدي
فيعود شكّي فيكِ إيمانا
عن أمسِ... لا تتكلّمي أبداً
وتألّقي شَعْراً... وأجفانا
أخطاؤكِ الصُغرى... أمرّ بها
وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا
"نزار قباني"
لمسات ناعمة كبتلات زهرة داعبت وجنتيه الخشنتين
ضحكة رقيقة تشابه زقزقة العصافير في هذا صباح باكر
همسات بها غنج فطري ... وعذوبة صوت لم يسمع أجمله .
أنامل لحوحة ... وهمسات أصبح يشعر بها في مسام جلده تترك أثرا طيبًا في نفسه ، فتح جفنيه بخمول وهو يرى الساحرة الشريرة امامه بكل هذا التوهج
بكل هذا التألق
ابتسم وقد شق شفتيه ابتسامة هادئة ليقول بصوت اجش به أثر النوم
- صباح الخير
ازدادت ابتسامة فريال عذوبة وقد بعثر خصلات شعرها بيده ، عبست باستياء كونه خرب تصفيفة شعرها لتقترب منه وهي تطبع قبلة على انفه
- صباح الخير يا قرصاني
برقت عينيها وهمست بصوت متحشرج
- وحشتني
عقد وقاص حاجبيه وقد تيقظ كليًا ... إلي ما الذي ترميه فريال ؟ .. ضيق عيناه وهو يقول بهدوء
- ما انا لسه معاكي
ازدادت ابتسامتها اتساعًا وهي لا تصدق مرور شهر العسل بتلك السرعة وعودتها إلى قصر القرصان مع رهف التي رحبت بها بحفاوة وأعدت لهما الكثير من الأطباق الشهية ... كان وقاص يمازحها برقة ويستقبلها في أحضانه لتجد رهف مكانها المحفوظ دائما .. إن أعطت الحياة ظهرها فـحضن واحد سـ ينسيها العالم بحالة ، شعرت هي بنار اشعلت فؤادها من كل الدفء والروح الحميمة التي تضم ارجاء ذلك القصر ... ناغشته بمشاكسة
- الفترة دي كانت طويلة بالنسبالي
ثم مالت لتقبل شفتيه برقة ... شعرت بأنامله تلعب في مئزرها ليكشف عن ذراعيها العاريتين وفي ثانية واحدة أصبحت أسفله وهو يعتليها بكل شغف ، لمعة عيناه حقيقية بهما محبة يكنها لها ذاتها
صدق من قال إن استطاعت امرأة لمس قلب القرصان ... فـ سيتفاني في حبها ، وهو أعطاها الكثير
الحنية
المراعاة
شغف من نوع آخر لم تختبره إطلاقا
تذوقت اشياء لم تكن تتصورها
سكن
حماية
آمان فقدته منذ سنين
وبقدر ما يمنح هي كانت تعطي .. تحاول جاهدًا بعدم اظهار جروحها ، هو يبنيها معنويا ونفسيًا وهي لن تخيبه إطلاقًا ، ابتعد لاهثا بخشونة وزمجرة تشبه زئير الأسد يقول
- متلعبيش بالنار
لهثت من فرط الجنون الذي تلبسها .. صدرها يتصاعد ويهبط بسرعة وهي تلتقط انفاسا سلبها قرصانها ، همست بصوت ناعم
- هو فيه احلي من لعب النيران
ثم نظرت الي حالتها المزرية والي مئزرها الذي ألقي جانبًا لتبقي بقميص نومها الشفاف فقط ، تراه عيناه الغائمتين ... تعلقت بعنقه وهي تهمس
- بلاش كسل يا بيبي ... يلا خدلك شاور واجهز علشان انا كمان ورايا مشوار
زم شفتيه وصاح بصوت جامد وقد تيقن من امرا كان يؤرق مضجعه ، يشعر بأن هناك كارثة علي وشك أن تحل سماءه ... لكنه عاجزًا لا يعلم أي فرد في عائلته سيقع عليه الاختيار ؟!
- رايحة فين
عقدت فريال جبينها وقالت
- الصالة يا بيبي
زفر وقاص بحنق وهو ينظر الي عينيها الماكرتين ، غمغم بخشونة
- فريال
دنت مقتربة منه بإغواء تعلمه ، تعلم تأثيرها عليه
- عيون فريال
كاد أن يشد خصلات شعرها القصيرة ، ويخمد ثورة شعلتها
لكنه احبها بكل ما فيها ، أحب غموضها هذا ومكرها ووقاحتها تلك .. لمس وجنتها الناعمة وهمس بصوت خشن
- انتي ازاي كده ؟
غمغمت بنبرة واثقة
- انا مختلفة
ثم صاحت بنشاط وهو تسحب مئزرها مرتدية إياه وقالت بشقاوة
- يلا متكسلش بقي ... هيقولوا عليا ايه ؟ .. اني مش زوجة نشيطة
ابتسم بشحوب حتى غابت عن ناظريه ... شتم الرجل الذي كلفه بالبحث خلف نضال ، سينتقل بالبحث إلى زوايا أخرى وليرى ما يخفيه ذلك النضال ... لكن اولاً المواجهة .
*******
أسراره متغيرة بعض الشيء بعد انفجارها الآخير
عادت لعادتها وهي الكتابة على الأوراق التي تخبئها عنه كي لا يراها
لكنه لا يهتم ... ليس الآن حاليًا ، ما هو أهم الآن كيف سيواجه والدته التي بدأت تلح عليه بالأتصال
بل تسأله بكل جفاء عن " مرات ابني " وكان ليس لها اسم
كان يمسك أعصابه وهو واقف علي فوهة بركان ، رغم كل شيء هي والدته بالنهاية ... يحاول تلبية رغباتها بقدر استطاعته لكي يسد فراغ ما تركه ضياء ... ضياء الابن المطيع المستمع الي كلام والدته دوما ، لا يعلم لما يشعر أنها لا تشعر بحرقة عليه كما حال الأمهات الطبيعية ؟!!
سبب آخر يضاف من ضمن الأسباب لكرهه إلى هذه الطبقة البراقة المزيفة ، كان يتابع بعينيه الي الشابين الذين يصلحان السيارة وهو واقف مشرفًا عليهم ... حتى جاءت نسمة حارقة
ألهبت فؤاده
جعلته ينتعش فورًا من إن اسبل أهدابه وهو يكاد يكتم ضحكته ويهمس " تستاهل قولتلها اني هوصلك "
لكن كيف لا تعارض وهي تتبجح أمامه بسيارتها البيضاء المكشوفة السقف ، لا والف لا يكفي فقط نظرات نساء اللاتي تقطن الحي الراقي وهمساتهم ولمزاتهن عليها ، كان هو العازب الأشهر في تلك المنطقة حين عودته ويكفي عروض الأغراء من المطلقة والشابة العشرينية بل طفلة في العاشرة ترسل له وردةكل صباح حين تستقل الحافلة المدرسية ... لكن منذ زواجه كل ذلك انقطع تماما ، بل هو من أصبح غير مكترث في الحقيقة .
كل جل همه وتركيزه علي تلك المشتعلة الآن ، وهو يترصد حتي تنهار قناعها ويجعلها تثمل بقوة في دوامة تقتلعها كما اقتلعته .
كسي الجمود محياه حينما اقتربت منه وابخرة دخانية تتصاعد من اذنيها وشعرها الأسود الذي يصل نهايته الى اسفل كتفيها بقليل
- ممكن افهم ايه دا ؟ ... العربية سليمة من اول جوازنا النهاردة تبوظ
نبرتها نبرة مدير لموظف
تجهم وجهه وهو يرى الشابين قد انتبها نحو تلك النارية ، ابتسم وهو يعصر قبضة ذراعها ليشدها إليه بقسوة وقال بقوة نحو الشابين الذين أسرهم رؤية المشاجرة
- خلص شغلك يا باشمهندس عقبال ما اشوف المدام
لم يزيد حرفًا وهو يجرها جرًا وهي تلاحقه بكعبها الحذاء الأصفر ، جز على اسنانه بقسوة وهو يفكر كم رجلا لفت انتباهه ذلك اللون الأصفر في كعب حذائها
اغلق الباب وقربها اليه
في حصار من نوع آخر
استكفى من المكتب و الحوائط الباردة
سـ يلفها في نيران متقدة
همست بتبرم شديد
- انت اللي بوظت العربية
ابتسم وأجاب ببساطة
- ايوا
ضيقت أسرار عيناها وهي تتذكر إلحاحه بتوصيلها رغم انها تمتلك سيارة ، وقتها أصرت على الرفض لتري نظرة قاسية يحدجها به ثم صفع باب الشقة بقوة ... لقد استكفت منه حتمًا وقد أصبحت لا تري سوي شياطينها من ألعابه الطفولية التي يمارسها عليها
- وتعمدت اني اجيلك
كانت تعض خدها من الداخل وهي تري انامله تتحسس .. وتلمس ... وتقيس جسدها بفجور ، ثم تتلكأ على خصرها ذهابًا وإيابًا ، يدرس لعبة تحمل الأعصاب وهو يرشق عيناه في عيناها التي اهتزت ..
لقد ارتجف جسدها
ابتسم بتألق وهو يغمغم
- ايوا
اسند رأسه علي تجويف صدرها وهو يزفر بحرارة ، يخرج بعضًا من ما يتضخم في داخله نحو تلك المرأة
الساحقة
شديدة الأنوثة
شعور يختبره مع امرأته ، لا يعلم كيف استحوذت كل عقله والقلب الساكن يعلن عصيانًا شديدًا لأمره
كيف هو منذ زمن يبحث عن إمرأته وهي كانت امامه
كانت صغيرة ... تعدت مرحلة مراهقتها
لم يكن دومًا منتبها للصغيرات وهو ينظر للنساء الناضجات انثويًا لكن لم يكن يملكن له شيء ، لم يكن يفهمنه مثلما تفعل هي
رغم رغد العيش في حياتها منذ الصغر، إلا أنها عاشت معه دون تذمر او تأفف لاحظه عليها ، هي فقط تبدي امتغاضها على اهماله للنظافة ... لكنه فقط يتعمد ذلك دائما وقد علم أنها من مهووسي النظافة .
طبع قبلة علي تجويف صدرها وانامله بدأت تبعث بخبث في ازرار بلوزتها الزرقاء ليغمغم بصوت أجش وهو ينظر الى عيناها
- وحشتيني ... بعدين انا مجهزلك عربية خاصة بيكي كدا ميني كوبر تجنن
تلك المرة حاولت أن تتملص من ذراعيه بدون فائدة ، زاد ذراعيه تشبثًا وهو يسمعها تصيح بلهجة هادرة
- سراااااج
اتسعت عيناه وهلل قلبًا فرحًا وصخب طفولي ، عض على شفته السفلى وهمس بعذوبة
- وضحت
نظرت اليه بعدم فهم ليهمس
- حرفي اللي بتتعمدي تحذفيه
انتبهت إلى ما قاله ، لتهمس بجفاء
- ورايا شغل
عادت من جديد
ملكة الجليد ، أو القطب الجنوبي
لم يفكر سوي بفك ازرار بلوزتها ودفعها نحو الحائط بقوة ، أطلقت آهة خفيفة وهو يضغط بصدره علي صدرها وشفتيه تعلم طريقها جيدا .. يداعب وجنتها بإغراء شديد في قبلته وهو يغمغم بصوت اجش
- مفيش شغل وراكي غيري
ما يفعله ضرب من ضروب الجنون
حاولت ان تعترض ليعود كتم انفاسها وعقد لسانها
الشعور جديد عليها ، لم يخطر علي بالها ان يقوم بفعل فاضح في مكتبه هو ... اللعنة الباب غير موصد
همست بتهدج بعد أن نزعت شفتيها من براثنه
- حد هيفتح الباب
صاح نافيًا وانامله تزيد من انصهار ما شيدته من جليد
- محدش هيتجرا اصلا ... وبعدين انا بغير بجنون
جحظت عيناها وهي تراه يعلنها بقوة
غيرة ؟!
غيرة تملك فقط .. كل أفعاله غيرة تملك وكبرياء لا اكثر، سمعته يتمتم بعنف وأنفاسه المتهدجة تلفح صفحة وجهها
- عربيتك مكشوفة للكل ... لما تقفي في الاشارة كل راجل عينه مش هتنزل من عليكي ، وانا راجل دمي حار ومش بحب مراتي حد يبص علي لحم من جسمها
ضحكت ساخرة
- كأنك بتتكلم بنت بكر مش واحدة اتجوزت قبل كدا
قبض على ذقنها بخشونة وهو يقترب محذرًا
- متعصبنيش
عيناه دوامات
بهما صخب ... غير آدمية بالمرة
همست ببرود
- انت مجنون .. انا كنت مرات اخـ....
قاطعها صارخًا بعنف وهو يخبط بقسوة علي جانب وجهها
- ودلوقتي مراتي انا ... حقي انا ... ملكي انا ، انا بحاول انسى انك كنت في يوم من الايام مراته وجزء منه
تهدج انفاسه وهو يعي ما فعله منذ قليل ، عاد يزر ازرار بلوزتها وهو يغمغم بصوت اجش
- هو مقدرش النعمة اللي كان معاها ... دايما منتبه لشغله وناسي انه فيه واحدة ممكن تجهز له ليلة ولا ليلة الدخلة
رفع عيناه ونظر اليها قائلاً
- اطوي صفحة الماضي... هتتعبي وهتخسري كل حاجه واولها انا
هزت راسها وهمست بفظاظة
- كلامك ولا كأني بحبك
حينها نظر إليها بغموض
يحاول كشف كذبها من صدقها
عدل من هندام بلوزتها وهو يعيد تنظيم خصلات شعرها التي لقت جزءًا من جموحه ليهمس
- بتحبيني ... وانتي بين حضني عارف انك بتحبيني
هزت كتفيها بلا مبالاة وهي ترى ما يفعله معها .. جيد أنه يمسح آثار ما صنعه غبائه ، قالت بجمود
- يارب يكون ده كلامك وقت ما شيراز هانم تقولك اختار بينا
حضن وجهها بكفيه واقترب منها وهو يطلق زفيرًا حارًا
هي محقة ... كل ما أظهره مجرد رغباته
لكن هذا ما يستطيع أن يصف به مشاعره
الكلام يحتاج لجزء عملي لتصديقه ..
همس بصدق
- انتي مراتي وجزء مني .. مكنتش مجبر علي جوازي منك .. الا انك جذبتني ومش هنكر بده ، وانا مش هبقي راجل لو معرفتش احافظ عليكي
يرى عيناها تحاول أن تكتشف كذبه ،لكنهما كانتا صادقتين ..هم بالاقتراب ليري من اقتحم الغرفة ليشيح عيناه معتذرا من الاقتراب الحميمي للزوجان قائلاً
- اسف يا باشمهندس
ضيقت عينيها وهي تنزعه بقسوة قائلة
- قولت محدش يتجرأ يدخل الاوضة
عض على شفته السفلى بحسية وهمس بوقاحة
- انا من رأيي ندخل الحمام بعد كدا
صاحت بلهجة صارمة
- تصلح العربية ... رايحة الشغل
تنهد سراج ، عادت المرأة العملية مرة اخرى
صاح بصرامة ما إن رآها تهم بالخروج بكعب حذائها الأصفر الذي طير برجًا من أبراجه ، منذ الان فصاعدا سينتبه على الأحذية كما اهتم بساقيها وخبأهما في سروال واسع عملي
- اعدلي لبسك ومتتحركيش خطوة بدوني
اقترب منها ما إن رأى بوادر الرفض ليصيح بقوة
- اقسم بالله اقوم شايلك علي كتفي وانتي عارفة مش بيهمني حد
مجنون ويفعلها ، راقبته يغادر وهو يزعق هادرًا باسم رجل ما ... يبدو انه من اقتحم خلوتهما ، تنهدت جالسة وهي تضع كلتا يديها على رأسها .. لقد أصبحت في ورطة ...!!!
***********
- اهلا يا باشا ، اتصالاتك كترت
صاح بها نضال بمشاكسة وهو يعلم سر جلب وقاص الي قريته ...بل ارض احلام عصفورة العائلة
غمغم وقاص بحدة غليظة
- مديني ورقة محروقة يا نضال
جلس نضال علي المقعد بتكاسل شديد وتمدد بجسده وقال
- مين قالك اني اديتلك ورقة محروقة ، وقاص كلنا في مركب واحدة ... انا عارف انا بعمل ايه
اقترب وقاص وهو يدرس تعابير وجهه الساخرة ، صاح بصوت اجش
- عايز عزيز ف ايه
وقد وصل للنقطة .. رفع نضال عيناه وقال
- وانت عايزة ف ايه ؟ .. اعتقد نطاق شغلك وسمعتك انه انت ملكش في السكة دي
زم وقاص وقد علم أنه سيلاوع ف الكلام معه ، لا يعلم لما جلبه لكنه أمل به لمرة ... او تمني ان يخيب ظنه ويفصح عن رغبته المستميتة
- نضااااال
غمز نضال بشقاوة
- اعترف اني دايما سابقك بخطوة يا باشا
جلس علي المقعد المقابل وهو ينظر الي عنياه بقوة
الجهتان متآهبتان في أي لحظة إن فكر أحدهما في الخيانة ..
كان نضال يسخر من ذلك الموقف ، من المفترض تلك الجلسة المشحونة بين طرفي اعداء وليس اثنان يربطهما رابط دم !!
- عايز توصل لإيه ؟
أجاب بصراحة شديدة
- فضول
لم يصدقه ... بالطبع وهو أيضا لا يصدق
شعلته هنا فضول وانتقام ، حقق سعيه بالانتقام من ماجد لكن عزيز يوجد من هو أكبر منه ، والذي أكبر منه يوجد من هو أكبر وستنتهي السلسلة بزعيم مافيا ،لكن ما علمه من وجود صلة بزوجة أخيه ... بدأ يقلب في الدفاتر القديمة باحثًا عن شيء يساعده ، غمغم قائلاً
- مجرد فضول مش اكتر ... انا خلصت من ماجد وبقي كارت محروق
شبك وقاص أصابعه وهو يري الصمت ... عيناه كانت تلومه على شيء يعلمه ، زفر بحنق وهو يفكر حينما آتي صغيرا الي بيتهما
كان سبب شقاء والدته ، بل شقاء الجميع .. كان حانقًا من والده كونه تدني بمستواه وقارن بين والدته وامرأة فاسقة ، رغمًا عنه كان صغيرا وامه كانت وقودا للكره ، وحينما نضج وفكر بنضج ورأي اخيه يتصرف برعونة وتصرفات لا تليق بالمستوى الاجتماعي ... أصبح غير مهتما به إطلاقا وسعي اهتمامه بـ رهف
تنهد زافرًا بحنق يبدو أنه كان عليه الاهتمام بأخيه الصغير هو الاخر ، رغم عنه هو اخيه ، بعد انتهاء تلك الازمة يجب أن يعيد ترتيب أفكاره واهتمامه ، الذنب ليس ذنبه ولا ذنب نضال الذي لم يجد من يساعده على إرشاده للطريق ، تركه الجميع يتخبط في حياته
- عايز تقولي انك بتلعب مع تاجر مخدرات
صاح بها وقاص ليرد نضال ببرود
- عزيز مش تاجر مخدرات وانت عارف كدا كويس ، رجليه دخلت في السكة دي ، وماجد ماكنش سوي ديلر بيوزع البودرة وفيه منه كتير في البلد
المعركة تلك هي معركته ، هو سيحارب لإثبات أنه مازال حامي العائلة ، لن يسامح نفسه ابدًا بما فعله برهف وهو بعيدًا عنها ، قدم للوطن ما إن علم بطامة رهف ، جز على اسنانه بقسوة
- اسحب يدك من الموضوع
أضاف نضال الزيت في النار وهو يعلم كرهه لليوم الذي لم يكن فيه بالقرب من رهف لإنقاذها
- انا خطواتي أسرع ... فين كنت لما رهف كانت موجودة في شقة دعارة وال*** ده مخلي اختك علي سريره
اشتعلت نيران في صدر وقاص وتحولت عيناه لعينان شرستين ليضيف نضال بلا مبالاة
- حقك وبتاخده منه وانا مش معترض ... زي ما قولتلك مجرد فضول ، وسبحان الله الدنيا صغيره اوي كأننا في دايرة بندور حواليها
كان نضال استقام من مجلسه حينما همس وقاص
- سبتها ليه ؟
عاد لفرح ثانية ... تلك المرة يسأله لما تركها ؟ .. وليس الرجل الذي ما ان يتسنى رؤيته ليخبره أن يتركها ، تمتم ببساطة
- اظن ان ده شيء يخصني
استقام وقاص وقال بجمود
- شمس محتاجه ام تربيها ، حتي لو قمت بكل الأدوار هي محتاجه ام
هز نضال رأسه ... وهو يتلمس اهتماما بطفلته ، جيد ان حدث له شيء فحامي العائلة هو من يتصدر ، صاح بخشونة
- انا عارف بعمل ايه كويس، بالأذن
دار على عقبيه ليتفاجأ من وجود رهف في غرفة المكتب ، عيناها مليئة بالدموع وهي تنظر اليه
تخبره لماذا ؟
لما فعلت ذلك
ليجيب أن ذلك هو أفضل ما إمتلكه وقتها
مسحت دموعها وهي تهمس بصوت متحشرج
- انت كنت عارف
هز رأسه مجيبًا لتخرج شهقة متألمة وهي تقترب منه تضرب صدره بقبضتها الصغيرتين ..
كانت عائدة من عملها الذي انهك جسدها تبحث عن وقاص ... كانت ستغادر ما ان شعرت بوجود احدهم في غرفة مكتبه ... لكن ما جذبها صوت وقاص وهو يتحدث عنها
بكل فضول استرقت السمع ، لتشهق من ما سمعته .... نضاااال هو يعلم معاناتها منذ البداية .. و هو المنقذ ايضًا
صاحت بوهن
- يعني انت كنت عارف من الاول وسايبني امشي وراهم
انفجرت في وجهه بحدة
- انت ازاي تكون اخ
وقتها لم يمنع نضال سوى أن يقول بسخرية شديدة
- رهف ... اعترفي انك معندكيش غير اخ واحد واهو قدامك
كانت كالمجنونة وهي تبحث عن الحقيقة ، صاحت بقوة
- انت ... انت ازاي … و ليه خبيت
رد بنبرة متهكمة
- بعمل بأسم الأخ اللي فرضت عليا زي ما فرضت عليكم ، محدش في العيلة معترف بيا وكنتم ساكتين وكنت قاعد وسطكم ولا كأني شخص احتل جزء من بيتكم ، بس العيب مش عليكم العيب على الباشا وحرمه
اتسعت عيناها بجنون وهي تسمع تلك الحرقة التي في صوته ، اقتربت منه وهي تنظر الى عيناه الذهبيتان ، بهما آلما شديدًا يتجلى بوضوح ،آلما كان يجيد اخفاؤه لكن يبدو أن لم يستطيع الاخفاء أكثر ، همست بحرقة
- سبتني اشوف العذاب ليه
صوت بكاءها يذكره بتلك الليلة المشؤومة التي وجدها عارية في سرير رجل وعقلها كان منتشي من اثر جرعة أدت إلى غياب وعيها ، نيران تآكلت أحشاؤه وهو يتذكر معاناة سنتين منذ الحادثة تتوهج فقط من وجود أخيها ، سنتين وهو ينقلها من مصحة لأخرى افضل آملا في شفائها لكن يبدو انه مهما حاول لن يجدي نفعًا كما فعل وقاص ، زفر بحرارة وهو يحتضن وجهها بكفيه
- علشان تبقي قوية يا رهف ... انتي رهف الغانم مفيش حاجه تكسرك
طبع قبلة لأول مرة على جبهتها لتفاجئه وهي ترتمي بين ذراعيه للمرة الأولى ... من شدة صدمته لم يبادلها ، لكنها لم تبالي يبدو أنها كانت في حاجتها إليه ، نظر الي وقاص ليجده ينظر بهدوء شديد وكأنه يتقبل وجوده واستحواذ ما هو له لبضع ثواني
بضع ثواني كانت كبلسم وضع على جرحه فأندمل .
*********
اغلقت جيهان حاسوبها ما إن ابصرت شقيقها يتجه نحو سيارته ، صاحت بصوت عالي
- يا هلا بالاخ الضال ، قرب يا باشا
بان التردد علي ملامح ماهر ليهز رأسه وهو يقترب منها ، عبث في خصلاتها التي لونتها بألوان رمادية ليقول
- ظريفة يا جيجي
ثم جال بصره في الحديقة ليهمس بتعجب
- شادية فين ؟
ما إن انتهى حتى رأت جيهان قدوم شيطان انس ينهب الأرض نهبا ووجها الاسمر محتقن بشدة ، صاحت جيهان بمشاكسة
- اهي جت بـ الزعابيب
رمت حقيبتها ارضا وارتمت على مقعد فارغ لتصيح
- الحيوان ... الجزمة ، بقي انا يقولي البسي لبس محترم بدل لبس الرقاصات
تلاعبت جيهان بحاجبيها لتزفر شادية بنزق ما ان سمعت نبرة جيهان اللعوب
- قال كده عاصي ؟
زمت شادية شفتيها وصاحت بغيظ
- لا وبيقولي ديه تعليمات بابا ، انا هقوم اكسر ضلوعه
انفجرت جيهان ضاحكة لتنظر إلى أخيها الذي تجهم وجهه بضيق لتلقي تعبيرا خبيثا
- حيلك حيلك ... ده لو حضنك هتتكسري
انفجر ماهر صارخًا بعنف
- جيهاااااان
غمغم ماهر بحنق شديد وهو يتفحص ثوبها بضيق ، اللعنة على سفره ونسيانه لفتاتين يحتاجونه أكثر منها تلك الجاحدة الماكرة
- انا هتصرف معاه ... لكن هو عنده حق ، لبسك مكنش كدا
امتعضت ملامح شادية وقالت
- جيجي بتلبس كدا
أجاب ماهر بقوة
- متنسيش انك اتغيرتي يا شادية
ثم أطلق قذيفة يرميها في هدوء مريب
- انا جيت اقولكم اني هتجوز
همست جيهان ساخرة
- الشقرا
صاح بجمود شديد
- لا
انعقد حاجبا جيهان ، لتسأل شادية
- مين ؟
غمغم بلا مبالاة
- واحدة اتعرضت عليا
جحظت عينا شادية ، لتنظر الفتاتان لبعضهما بدهشة
توقعا بعد كل مشاجرة بينهما النهاية تأتي بالصلح
لقد تعودن على ذلك ... ما الذي تغير ؟
تمتمت جيهان بذهول
- بابا عرضها عليك
أومأ موافقًا
- ايوا
وضعت شادية خصلة سوداء خلف اذنها وقالت
- شوفتها ؟
جانب البرود من ماهر لم يتعود عليه اطلاقا ، تمتم ماهر
- اتكلمنا والدنيا تمام واتفقنا
قام من مجلسه مستأذنا لتهب جيهان قائمة وهي تعلم ان ماهر تلك المرة لا يمزح ، او خدعة سخيفة يمارسها عليهما ، صاحت بنزق
- ومارية ؟
غمغم بجمود واكتسى وجهه ملامح الصرامة
- ماضي واتقفل
كادت جيهان تشد في شعرها من الجنون لتهمس
- يا ابن المجنونة
*********
كانت تسير بجوار فريال وقد انتهيا بعد نهار طويل وشاق في البحث عن افضل المتاجر الرياضية والملابس ، انهكت رهف بقوة في يوم راحتها من العمل من نزار ... ستطلب منه اجازة كي تستطيع أن تواجهه وتواجه من في المطبخ ، تواجه نفسها وهي تقهقر إلى ليالي المصحة المؤلمة ،ما واجهته مرعب ونسيانها بل ادعائها النسيان واندماجها مع فئة قليلة من الناس ليس معناه أنها عادت للحياة ... ماذا زالت تحاول ان تغرس جذورها إلى أعمق مستوى في التربة كي تواجه اي ريح عاصف ، انتبهت علي صوت فريال وهي تهمس بنزق
- يا شادية انا كويسة بطلي القلق الزيادة ده
ألقت ابتسامة ناعمة نحو رهف التي بادلتها الابتسامة بشحوب لتقول فريال
- رهف معايا متقلقيش
غمغمت بلطف لرهف
- رهف افتحي العربية وحطي الشنط
أعطت لرهف مفتاح سيارتها لتسبقها وهي تشغل السيارة وضغطت على زر فتح حقيبة السيارة لتسمع صوت فريال
- انتي عارفة القرية مفيهاش حاجه ... طلعنا على العاصمة وادينا جبنا كل حاجه
ثم فجأة حدثت هرجلة في مرآب المول ، سيارة ذات دفع رباعي كانت تقترب بسرعة مفزعة ناحيتهم ليترجل رجالا أشداء ويسحبون فريال بقسوة بعد أن قاومتهم بشدة وهي تتلوي بقوة .. وضع رجلا قماشة بها مخدر على أنفها لتخر ساقطة مغشية عليها ،
رهف كانت تنظر في بداية الامر بتبلد .. برعب ، لكن ما ان رأت محاولة فريال الفاشلة للهرب منهم اقتربت من واحد منهما تحاول نزع يده القوية عن ذراع فريال إلا أنه دفعها بقوة لتتعثر ساقطة على الأرض بقوة جعلت جسدها يأن وجعا وهي تحاول القيام عندما سقطت مغشية عليها ، جحظت عيناها بفزع وهم ينطلقون بالسيارة السوداء التي ليس بها ارقام بسرعة مجنونة لتلتفت يمينا ويسارا بحثا عن أحد ، لكن كل ما قابلها هو الصمت المخيف لتصرخ بقوة
- فرياااااااااااااال
تردد صدي الصوت عدة مرات ، لتشعر بنيران حارة في كتفها الايسر ، قاومت وحاربت بـ تجلد وهي تزحف بقدميها ويدها السليمة نحو حقيبتها الموضوعة داخل سيارة فريال
لهثت بقوة وسال العرق علي جبهتها وطول جيدها لتبحث عن رقم وقاص ما ان نجحت بإخراج هاتفها من حقيبتها حتى وضعت سماعة الهاتف في اذنها وهي تتجاهل ذلك الحرق في ذراعها... سمعت صوته ولم تشعر سوي بانطلاق الكلمات في فمها
- وقاص الحقني ... فريال اتخطفت
*******
عقد وقاص جبينه بقسوة ، لا يصدق ما جمعه ذلك الرجل من معلومات عن نضال واخر تحركاته ما إن غادر من مستودع الذي يبقى فيه ذلك الجرذ النتن ماجد ، غمغم بجمود
- انت بتقول ايه ؟
أجاب الرجل الذي كلفه في البحث قائلاً
- زي ما بلغت حضرتك ... الباشمهندس احمد اللي كان ماسك المشروع اقامة اكبر تجمع مول تجاري بيعمل تصرفات غريبة اتلاحظت عليه في الشغل ، ده غير وعيده لمدام حضرتك انها السبب انه يخسر المشروع اللي هيشرف عليه وده كلام اخدته من موظفين من الشغل
غمغم وقاص بخشونة ، وذرة في قلبه يتمني ألا يكون نضال يفكر في التعرض لامرأته ، يقسم ان حربًا ستندلع ولن يتركه الا ميتًا
- وايه ارتباطه بـ نضال ؟
أجاب الرجل بهدوء
- شهدت عدة مقابلات ليهم في أماكن عامة زي الاسواق الشعبية و قهاوي في نص البلد
صمت الرجل وهو يرى وقاص ينظر إلى صور تجمع نضال وأحمد معًا ، صاح الرجل متابعًا
- ده غير انه كان بيبحث علي ماضي مدام فريال
تجمدت يدا وقاص علي الصورة ليرفع عيناه التي بهما وعيدًا خالصًا ، غمغم بخشونة
- جبتلي مكالماته
هز الرجل رأسه
- اتفقت مع حد من الشركة .. الموضوع كان صعب وانت عارف لكن مفيش حاجه تصعب عليا وادي التسجيل أخر مكالمة
استمع وقاص إلى المكالمة التي دارت بين أحمد وصوت رجل علم انه ذلك الجرذ الآخر عزيز ، الحقير الذي يتخفى كالحرباء منذ أن هرب من القرية اختفى عن أنظار الجميع حتى اعتقد انه سافر خارج مصر ، لكن الجرذ هنا ويطلب خطف إمرأته ..
اذا هذا هو السبب شعوره أن هناك كارثة ستحل علي سماءه ، شتم ببذاءة ما أن انتهت المكالمة وهو ينتفض واقفا
- ابن ال***
كل شيء لا يأتي في صالحه
فريال تلك المجنونة لم تخبره عن انطلاقها للعاصمة مع رهف سوى حارس البوابة الذي أعلن خروج زوجته من بوابة القرية ، وقتها زعق وهدر وانفجر في وجهها ثم آنبها بشدة لعدم اخباره كي يجعل حراسًا يحمونها إذا تطلب الأمر ،وقتها هي همست بنعومة تبلغه بسيط منها وعدم ضرورة احضار حراس كونها لن تتأخر وهي تخبره أن ما تريده ليس موجودا في القرية ، رنين هاتفه تصاعد ليري اسم رهف يزين شاشته ..
خفق قلبه وهو ينظر الي الهاتف بتربص ، أيعقل حدث ما يخشاه
- ايوا يا رهف
وجاءت الصرخة المستغيثة
لينتفض فورًا وهو يسحب سترته ومفاتيحه لينطلق فورًا نحوها !!
********
لا يصدق أحمد ما فعله منذ قليل
ولا نجاح خطته في استئجار رجال اشداء لخطف زوجة رب عمله ، يعلم جيدًا تلك الخطة ستجعله يقع في مأزق
هذا ما جناه من حقده ومقته ..
شحب وجهه وابيضت شفتيه وهو ينظر الى البيت النائي عن الحضر الذي وضعها فيه ، نظر الي عزيز وقال بخشية
- انا كده نفذت كل اللي قولتي عليه
هز عزيز رأسه وهو يشعر بالنشوة كونها عادت مرة أخرى ، عادت الي قبضته وسـ يستمتع بكل لحظة سببت في هلعه
- فلوسك جاهزة في حسابك
كاد أحمد أن يغادر إلا انه يشعر بوجود شيء خاطيء ، ما زال حتى الآن لم يدرس ابعاد الموضوع ، بل نظرة التسلية التي تزين وجه عزيز أرعبته ، هو ليس ثائرًا أو غاضبًا .. هو متسلي بما حدث ، نضح العرق بغزارة علي جبينه ليهبط علي طول وجهه ورقبته قائلاً
- هي اذتك بحاجة
تجهم وجه عزيز للعبوس
- اعتقد فلوسك ووصلت
هز رأسه وهو يستدير مغادرًا
- تمام ... تمام
سارع بإخراج هاتفه ما إن صعد سيارته ليشغل المحرك وهو ينطلق الي العاصمة ... غمغم بصوت أجش
- الفار في المصيدة
استمع الي نبرة نضال المتسلية
- تمام اووي .. اخدت فلوسك مش كدا
كان نضال لا يسأله ولا يستعلم ... تحول صوته للجدية
- احسنلك تطير ف اي بلد والاي هتقع بين ايدين لن ترحم
لم يفعل أحمد سوي أن ينفذ كلامه ... سيغادر قبل أن يجر قدميه في ثأر هو جاهل عنه !!!
.............
دخل الى الغرفة وهو يراها متكومة علي الارضية مكممة فاها وتم تقيد يديها بحبل بالي ، ما يعرفه عزيز أن فريال تخشاه بقوة
بقوة جعله لم يقيد يديها وقدميها بإحكام ، يكفي انه منذ ان تسلل لبيتها حتي وجدها مستسلمة له ..
لقد شعر بالعطش الشديد ، ورغب في تذوق شهد شفتيها و ارتشاف من عبير جسدها ، لقد اشتاق بقوة الي امراة مارس عليها السادية بفجور شديد
وها هي هنا
تنظر اليه بعينيها البنية بحقد شديد
يستمع الي زمجرتها العنيفة خلف القماش الذي بلع صوتها
اقترب وهو يهبط بجذعه يلمس وجنتيها بنعومة بالغة
- والله ورجعتي تاني
كانت تتملص وتتلوى بشدة لتشيح وجهها عن يده ، التي ازدادت جرأة
وبدأت تلمس مواضع انوثتها وهو يزمجر بقوة شديدة ، بساقيها ركلته بقوة ليزيد إصراره على إخضاعها
وضع ساقيه علي ساقيها ليدحض مقاومتها ، امسك عنقها بخشونة وهو يلمس شعرها القصير بإفتتان
- يا خسارة الشعر .. بس مش مشكلة هترجعي تطوليه تاني ، بقالي فترة مسمعتش صوتك
نزع القماش من فمها لتبصق في وجهه صائحة بوحشية
- انت مجرد *** و ابن ****
لمس شفتيها بشغف شديد لتعض انامله بقسوة ،تأوه وزاد اصراره علي إخضاع ذلك الجسد اللين بين ذراعيه
همس بوحشية وهو يمسك ذقنها بخشونة
- قعدتك في مصر علمتك الشتايم يا بيبي ، بس مش مشكلة كله يهون ... فين اللي مخبياه
نظرت اليه باستخفاف ، زاد بريق مخيف في عيناها لتهمس بخفوت
- مع وقاص
لطمها بقوة علي خدها جعلها ترتمي على الأرض ، استقام وهو ينزع حزام بنطاله وكل ما يراه هو تربيتها ... اذلالها ... ممارسة جنونه بفجور على جسدها
صاح بنبرة قاسية
- يا بنت **** والله لأربيكي من اول وجديد ، واهو بالمرة نعمل ليلة حمرا من تاني
وما إن هم أن يلقي بحزامه علي جلدها كما فعل سابقًا ، استمع الي همستها الساخرة
- عندك حق ، انت محتاج ليلة حمرا
يديها اصبحت حرة وهي تلتقط عصا خشب رأتها ما إن سقطت بوجهها علي الارض من أثر صفعته
نيران هائجة اندلعت في جوفها وهي تسمع صوت الحزام وهو ينتزعه من حزام بنطاله ، أمسكت بالعصا الخشبية الغليظة واستقامت بقوة وهي تضرب ب جميع قوتها علي مؤخرة رأسه ..
القي عزيز الحزام ارضًا وهو يمسك بمؤخرة رأسه ، محاولا أن يرى وقد تشوشت الرؤية من حوله دارت به الدنيا .. ليشعر بعدها بنصل اخترق مسام جلده وسائل يندفع بقسوة إلى أوردته
اخر ما سمعه صوت فريال التي صاحت في اذنه بخشونة
- عايزاك تبقي مستعد يا بيبي
وخر جسد عزيز ارضًا لتنظر اليه فريال بغضب وهي تبصق في وجهه ، هي توعدته ما إن يقع تحت قبضتها
هو يريد ليلة حمراء
فليستعد إذًا ...!!!
