الفصل التاسع والعاشر والحادي والثانى عشر
رواية (قدر)صنعني وصنعته
بقلم امل حماده
اثناء صعود علي الي منزل شقيقته ...تفاجئ بوجود ميار علي
السلم ...تتلوي من الألم واضعه يدها علي بطنها ....
امسك علي بيديها قائلا :ميار ...مالك ياحبيبتي ...
كادت ميار ان تتحدث ولكنها لم تستطع وسقطت من بين يديه ...مغشي عليها..
تلخبط شعور علي ...وحملها بين ذراعيه ...كاد ان يمت من القلق عليها ...اسرع مهرولا نحو سيارته ...وقام بوضعها في المقعد الخلفي ...ومن ثم ركب سيارته متوجها الي المشفي ...يقود باقصي سرعه ....حتي ان عينيه لم تري غيرها طوال الطريق ....وظل ينظر اليها ...حتي وصل المشفي ...
لا يريد ان يضعها علي سرير النقل ....بل وحملها بين ذراعيه ...الي ان توجه ...وصاح بمن في المشفي ...
علي بزعر :إنتوا باللي في المخربه دي ...
اتي الممرضين علي الفور ....وتم نقلها الي غرفه الكشف ....
ظل علي بتمشي يمينا ويسارا .....متوترا ....خائفا ....
وبعد مرور دقائق ...خرج الطبيب ...
اسرع علي قائلا:خير يادكتور ....
هتف الطبيب بنبره اسف :للأسف دا متعاطيه جرعه هيروين ..
شعر علي بان الدنيا تدور به ....تسند علي المقعد ..
أسنده الطبيب :حضرتك كويس ...
تنهد علي قائلا :ايوه الحمدلله ...
الطبيب:علي كل حال أحنا عملنا غسيل معده ....بس هيفضل الأعراض في جسمها ولازم تتعالج ....
تشوش عقله تماما ...كيف يصدق ان ميار مدمنه .....بالطبع هناك شئ غامض ....
دلف علي الي غرفتها ...ليجد المحلول في يدها ...ومغمضه عينيها ..
جلس مقابلها ووضع يده علي يديها ...شعرت ميار بلمسته ....ففتحت عينيها ...مبتسمه ...لا تعرف سبب الذي حدث لها ..
قبل علي رأسها وتلاقت النظرات ...حتي لا يكن بينه وبينها مسافة ...
هتفت ميار بحب قائله :علي ...
علي بندم :ميار ....أنتي ليه عملتي كده ؟
نظرت له ميار باستغراب وعلي وجهها علامات التساؤل :قصدك اي ؟؟
علي :من امتي وأنتي بتاخدي السم دا ...
اعتدلت ميار في جلستها ...تحاول ان تستوعب مايقوله ...فحقا انها لا تفهم شئ ....
هتفت قائله :علي ...أنا مش فاهمه حاجه ...كلامك غامض ليه ....
أعاد علي النظر اليها :أنتي بتاانتي بتاخدي هيروين ؟؟
صعقت ميار من اثر كلماته فعن اي شخص يتحدث هو ...هل يقصدها ؟؟
ميار :علي ...اي اللي انت بتقوله دا ...لا طبعا ....قولي انك بتهزر ..
أومأ علي رأسه قائلا :للأسف ياميار مابهزرش ....حبيبتي أنتي لازم تتعالجي ...
اصيبت ميار بالجنون قائله :أتعالج من اي ...أنا مش مدمنه مش بأخذ حاجه ....
أخذت تضرب بوجهها ....الي ان حاول علي يمنعها من فعل هذا ....فشل حركتها وهي في احضانه ...
تشددت في احضانه تحاول ان تقنعه بانها ليست مدمنه ..
لمس علي شعرها بحب :اهدي ياحبيبتي ....اهدي ...
.....استغفروا الله .....
استيقظت قدر من نومها ...لتري ساهر جالسا أمامها علي الكرسي ....واضعا ساق فوق الآخر يتابعها بنظراته العاشقه ...
انتفضت من مجلسها قائله :س .ساهر ..
نهض ساهر متوجها نحوها ...جلس مقابلها علي الفراش ...يلمس علي وجهها ..
ساهر :صباح الخير ياحبيبتي ...
خجلت قدر ...
هتفت قائله :انت دخلت ازاي ...
قهقه ساهر قائلا :بتقولي لمين الكلام دا
قدر :اقصد يعني ...انت هنا من امتي ؟؟
ساهر :من الفجر كده ...
ذهلت قدر من حديثه :معقوله ...ليه كل دا ؟؟
ساهر :مقدرتش انام ..
أخذت قدر تبتعد الي ان التصقت بخشب السرير ...استعجب ساهر من فعلها ....
هتف قائلا أنتي خايفه مني ..
أومأت قدر رأسها قائله :لا أبدا ..
هتف ساهر :طب ممكن تقومي تجهزي ..عشان هنرجع مصر ...والمفروض ان فرحنا بكره ...
شعرت قدر بالخوف عندما تفوه بهذا ...قائله :هو انت هتعمل فرح؟؟
ساهر :طبعا ....هعملك أجمل فرح في الدنيا ...
أخذت قدر تفكر الي ان ارادت ان تتفوه بما تريده ...وكان رايها صادما ...
قدر :ساهر ...أنا مش عاوزه فرح ...
ساهر بعدم فهم :ليه ياقدر ؟؟
قدر :محدش هيسبنا في حالنا ...وأنا خايفه ....ارجوك دي اول حاجه اطلبها منك ....
نهض ساهر من مجلسه ....متوجها نحو باب الغرفة :اجهزي ...وبعدين نتكلم في الموضوع دا ....
استعدت قدر .......وذهبوا الي المطار ....وأقلعت الطائرة متجهه الي مصر ...
وحدوا الله .......
وصلوا الي الفيلا ورحب بهم فاطمه وميار ...
زغرطت فاطمه لما علمت ان فرحهم غدا ...وما كان يسعدها اكثر هو نجاح عمليه قدر ...
أخذت ميار قدر في أحضانها :مبروك ياقدر ....ربنا يسعدكم ،.
قدر بابتسامه لطيفه :الله يبارك فيكي ...أنتي طلعتي جميله اوي ...
شعرت ميار بصداع رهيب ...
أسرعت قائله :معلش ...مضطره امشي عشان ورايا مشوار ...
توجهت الي سياره علي التي تنتظرها ...ولكنها أخفقت وجهها عنه لكي لا يراها ...
وضع علي يديه علي وجهها لكي تنظر اليه
علي :ميار بصيلي ...عامله اي دلوقتي ...
نظرت له والدموع تنهمر من عينيها :تعبانه ...تعبانه آوي ياعلي ...
ضمها علي الي صدره قائلا :هتبقي كويسه ياحبيبتي ...أوعدك ...لازم ارجعك لحالتك تاني ...
قاد سيارته متوجها الي المشفي ....
علي الجانب الآخر ....
اتفق ساهر مع مهندسين بتغيير الجناح الخاص به بالفيلا ...وتنفيذ ديكورات هائله ....
كانت قدر ترتعب كلما مضي الوقت ...لا تعلم أم هي خائفه أم سعيده أم قلقه ...
ذهبت لكي تتوضأ وتصلي ....لعل الله يمهد لها الأمور .....
دلفت اليها فاطمه قائله :حمدالله علي سلامتك ياقدر ...
قدر :الله يسلمك بياطنط ...
بدأت فاطمه في أعطاء نصائح لها ..
فاستجابت قدر لحديثها .....ربنا يخليكي لينا ياماما ....
عانقتها فاطمه وهي تبارك لها :أنا من النهارده أمك ....
...صلوا علي النبي.....
واتي موعد الزفاف ....ولبي ساهر رغبه قدر بانها لا تريد فرح ...
كل هذا ولم تعلم نبيله ....بان ساهر تزوج ...
توجه العروسين الي غرفتهم ...
وجلست قدر علي الفراش ...تفرك في يديها ...
بينما جلس ساهر علي الكرسي ...يتابعها بنظراته ...كم هي جميله وعلي وجهها علامات الخجل ،..
كانت تنظر اليها وتبعد عينيها في الفور ...
ضحك ساهر علي حركتها ...وضرب كف علي كف ...
قدر :احم...بتضحك علي اي ؟؟
نهض ساهر من مجلسه وجلس مقابلها قائلا وهو يحاول ان يرفع وجهها لكي تنظر اليه :بصراحه بضحك عليكي ...معقول هتفضلي بصه في الأرض كده ...
ساهر بنظرات عشق :قدر ...بصيلي بقي ...
تقابلت عيناها في عينيه ...ماذا يسمي هذا الشعور ...احاسيس لا يمكن وصفها ....حبيبته الذي تمناها منذ الصغر ....بين يديه الان ....
ساهر :قدر ....بتحبيني؟
ارتبكت قدر في الإجابة من الكسوف ....
ساهر :أنتي ليه سامحتيني بسرعه كده ...
صمتت قدر ولكنها بدأت تتحدث
قدر :لما دخلت اعمل العمليه ...حلمت ان بموت ...ولما فوقت ....حسيت ان الأيام اللي فاضله في عمري اقضيها معاك ...معتش في مجال اننا نزعل من بعض ....مين عارف مايمكن بكره مانبقاش مع بعض ...
وضع ساهر يده علي فمها يمنعها من حديثها :ماتقوليش كده ...مش عاوز اسمع اي حاجه عن الفراق خالص ....النهارده دخلتنا ...
اخفضت رأسها ...الي ان اقترب ساهر وقبلها من جبينها وبدا يقبلها في وجهها ...أمسكت قدر بيديه ...
ساهر بهمس :مالك ؟؟
قدر :خايفه ...
ساهر :مني ؟
صمتت قدر ....الي عانقها لكي تهدا ...
ساهر :ماتخافيش ...لو تعبانه أسيبك تنامي ...كفايه بس انك في حضني ...
صمتت قدر ...الي ان تحدثت :أنا كويسه ...
ذهبوا الاثنين من نظراتهم في عالم اخر ...وقبلها ساهر من رقبتها الي ان اثارتها ...وجعلها في عالم اخر ...وتسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح ....
.....وحدوا الله .....
بعد مرور شهرين ...
وبعدما علمت نبيله بانه تزوج ...انهارت وذهبت لطبيب نفسي ...حيث انها بقيت خطر علي من تحبه ....جلسات العلاج تستجيب لها ...ولكن حالتها في انهيار دائما ...
بعدما عادت الي منزلها ....قامت بالاتصال بساهر بشأن هام ....ولكنه لم يعرف انها نبيله ....
ترك ساهر عمله متوجها الي المكان التي تنتظره به ....وهو لا يفهم شئ ...سوا انه امر هام ...
دلف الي المكان ...وهو مكان مهجور ...لا يوجد به احد ....
نبيله :أهلا وسهلا ...
التفت ساهر الي مصدر الصوت ليراها نبيله ....هتف قائلا :نبيله !؟
اقتربت منه نبيله :ايوه نبيله ....فاكرها ياساهر بيه ....
نظر ساهر الي هيئتها التي تبدو عليها التعب ....
ساهر :عاوزه اي يانبيله ؟!
نبيله :عايزه حقي فيك ياساهر ؟!
ساهر بعدم فهم :مش فاهم ....أنتي ملكيش حقوق عندي ....
اخرجت نبيله المسدس تصوبه نحوه قائله :لا ليا ...
ساهر :نبيله ...أهدي ...أنتي مش في وعيك ..
نبيله :بالعكس ..أنا في وعيي ...أنا اللي حبيتك ...أنا اللي كان مفروض ابقي مرآتك ...ليه عملت فيا كده ...ملعون قلبي اللي حبك ...أنا بكره نفسي عشان حبيتك ...ورغم كل دا مش هقدر اقتلك ...يبقي أنا اللي لازم اموت ...
صوبت المسدس نحوها ....الي ان اقترب ساهر يمنعها ...
ساهر :نبيله ...هاتي المسدس دا ...ارجوكي ...
نظرت اليها والدموع تنهمر من عينيها ...
قائله :هتوحشني ياساهر ....الي ان ضغطت علي المسدس وأصابت نفسها ..
وقعت بين يديه ...
ساهر بصراخ :لاااا ....فوقي يانبيله ...
.........................................
الفصل العاشر من رواية (قدر)
ضغطت نبيله الي المسدس ....وأصابت نفسها ...وسقطت بين يد ساهر ..
ساهر بصراخ :لاااا ....فوقي يانبيله ...ارجوكي ماتموتيش ....
نبيله بصوت مبحوح :ساهر ...دا اللي كان نفسي فيه ...اشوف نفسي في عينك ...
ارتبك ساهر ...الي ان حملها بين أكتافه ...ذاهبا بها الي المشفي ...
وبمجرد ان وصل ....وضعها علي السرير النقال ...تشددت نبيله بيديه ...حتي انه لا يتركها ..
هتفت نبيله بصوت منخفض :مش هتسبني صح ...مش هتسبني ...
ساهر :مش هسيبك ...مش هسيبك ..
تركت يديه ...لدخولها الي غرفه العمليات...
في حين كان ينتظر بالخارج ....لا يريد الذهاب الي اي مكان الا بعد الاطمئنان عليها ....
أتت مكالمه من قدر ....ولكنه لم يجيب عليها ....
علي الجانب الآخر ....
كانت قدر تشعر بالتعب الشديد في أحشائها ....ارادت ان لاتزعج احد بالفيلا ....وظلت تتصل بساهر ولا يجيب ...شعرت بالقلق ...
قدر :ياتري انت فين ياساهر ومش بترد ليه ....
جلست في شرفه الغرفة .....تنظر الي القمر لتجده مخنوق ...مثل حالها ...لماذا تشعر بالاختناق وهي متزوجه من اكثر شخص احبها وهي أحبته ...
تحدثت مع نفسها قائله :أنا ليه قلقانه ومخنوقه ....
حاولت طرد الأفكار السيئة من عقلها تماما ......
الي ان ذهبت في النوم وهي جالسه علي الأرجوحة في الشرفه ....
.....اذكروا الله ......
في المشفي ...
بعد خروج الطبيب من غرفه العمليات وطمأن ساهر ...
هتف الطبيب قائلا :الحمدلله ...تخطيت مرحله الخطورة ...هي صحيح نزفت كثير ...بس حالتها لحد الان مستقره ...
أخذ ساهر نفسا عميقا ...الي ان وضع يده علي رأسه قائلا :الحمدلله ...
الطبيب :ساهر بيه ...شويه وهتتنقل غرفه عاديه ...ياريت حضرتك تشوفها ...لانها كانت بتنطق باسمك ...
انصرف الطبيب متوجها الي مكتبه ...بينما تصلب ساهر مكانه ...من أين ظهرت له تلك ألفتاه ...التي ضحت بنفسها من اجله ...
كاد ان يتوجه حتي لا يراها ...ولكنه وقف مكانه ...الي ان قرر ان يدلف اليها ...
ليفتح ساهر باب الغرفة ...ويجدها نائمه ....
جلس علي الكرسي المقابل للفراش ....
تحدث مع نفسه قائلا :انتي طلعتيلي منين ...انتي لو حتي جيتلي من زمان مكنتش هقدر احبك ...حبها حاجه تانيه ...حبها هو اللي عايش في قلبي ...وقافله علي قلبي ورافضه تعطي مفتاحه لحد ....صدقيني غصب عني ...
نهض ساهر متوجها الي الفيلا .....
........وحدوا الله ......
دلف ساهر الي الغرفة يبحث عن قدر ولا يجدها في الفراش ...الي ان وقع نظره ليجدها نائمه علي الأرجوحة ...
ذهب نحوها ....وقبل جبينها ...الي ان جعلها تستيقظ من اثر قبلته ..
ابتسمت قدر قائله :ساهر ...كنت فين ؟؟
رمقها ساهر بنظرات عاشق :في قلبك ...انتي نمتي هنا ...
نظرت قدر حولها ...لتجد انها غفلت في الشرفه ....
قدر :أنا نمت هنا فعلا ...كنت قلقانه عليك ...معرفتش انام الا أما انت تيجي ...
حملها ساهر علي ذراعيه قائلا :وحشتيني اوي ..
قدر :انت كمان ...وديني يالا السرير عشان ننام بقي احنا بقينا الفجر ...
وضعها ساهر علي رجليه ....وقبلها من خديها ...
لمست علي وجهه برفق قائله :مالك ياساهر ...
كان ساهر شاردا ...الي ان آفاق من شروده ناظرا لها ...
ساهر :أبداً ياحبيبتي ...إنما اي الحلاوه دي ...
نظرت قدر الي هيئتها قائله :هو أنا كده حلوه ...
ازال ساهر بيديه كط المنامة التي ترتديها قائلا :بتبقي حلوه كده ...الي ان قبلها من رقبتها ...
شعرت قدر بالخجل الي ان ابتسمت له ..
ساهر :مكسوفه مني ....بعد شهرين جواز ولسه بتكسفي ...
قدر :أنا جسمي ملكك ياساهر ..
وضعها ساهر علي الفراش ...وخلع ملابسه ....واستلقي بجسده عليها ...
وهكذا تسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح ...
.....استغفروا الله ........
اتي صباح يوم جديد في سماء القاهرة ...ومايحمله هذا اليوم من اخبار مؤلمه ...
توجهت ميار الي الخارج ...قاصده الذهاب الي الجامعه ...ولكنها لم تذهب ...ظل علي يتصل بها ولكن لم تجيب ...
علما بانه ذهب الي فيلتها لكي ياخذها الي الطبيب ...
لمحها وهي متوجهه بسيارتها ..في حين انها لا تراه ...
قاد سيارته ...ذاهبا ورائها ...دون ان تلتفت له ...فكل مايشغلها هو الألم الذي تشعر به ...
كل هذا ولا احد من أقاربها يعرف شئ ...
حتي وصلت الي منطقه شعبيه ..وهناك قابلها شخص وأعطاها تذكره الهيروين ...
نزل علي في الفور من سيارته ...الي ان امسك يديها وهي تأخذ الهيروين ...فسقط من يدها ..
ميار بتعب :علي !!
علي بغضب عارم :انزلي من عربيتك وتعالي معايا ...
ارادت ميار ان تفهمه ...ولكنه لم يمنحها الفرصة
هتف قائلا :شش ....ولا كلمه انزلي .....
سحبها من يديها بقوه ...حتي كادت ان تنكسر ...فتوجعت قائله:براحه ياعلي ...أيدي ..
أركبها علي السيارة وركب بجانبها ...ويحدق بعينيه الداكنتين ...والغضب يشتعل بداخله ...كعاصفة ترد ان تنفجر في اي لحظه ....
أمسكت ميار بيديه ...
ميار :علي ....مش قادره استحمل آبوس أيدك ....
فرمل علي السياره فجاه ....الي صاح بها جعلها ترتعب ...
علي :اي اللي انتي بتعمليه دا ...قبض علي شعرها ....ردي عليا ...
لطمت ميار علي وجهها ...فليس بيدها حيله
جعلها تنظر الي وجهها في المرآة ...قائلا بضيق :مس شايفه بقيتي عامله ازاي ...ليه مش بتساعديني عشان تخفي ...انطقي ..
ليلي بصراخ :تعبت ...انت مش حاسس بيا ...أنا عايزه اموت وارتاح من اللي أنا فيه دا ...بقالي يومين مابنامش وجع مابيسبنبش ...ومفيش علاج جايب نتيجه ...
تاثر علي بحديثها ....الي ان اخذها بين احضانه ...
علي :مش هسيبك الا لما تتعالجي ...حتي لو اضطريت اكتفك ....
...صلوا علي النبي ....
ذهب ساهر ...قاصدا المشفي التي تتواجد بها نبيله ..لكي يطمئن علي حالتها اليوم ...
علي الجانب الآخر ..
شعرت قدر بنفس الألم التي شعرت به امس ...الي ان خرجت متوجهه الي فاطمه ...
قدر وهي تضع يدها علي بطنها :ماما ...أنا هروح المستشفي ...احلل ...اشوف اي سبب التعب دا ....
فاطمه :طب ياحبيبتي ...سلامتك ...اجهزي وأنا اخلي السواق يوديكي ...
بعدما أعدت قدر نفسها ....جلست في السياره متوجهه الي المشفي ....
وحينما وصلت اجرت التحاليل ...وجلست تنتظر النتيجة ...
الي ان أتت لها الممرضة قائله :مبروك ...positive..
احست قدر بانها مثل اليمامه الطائرة ...فرحه تكفي العالم ....
رفعت يدها الي السماء تشكر ربها ...
الي ان وقع بصرها علي ساهر ...أخذت تنادي عليه ولكنه لم يسمعها ....
الي ان ذهبت ورائه ......
لتجده يدلف الي غرفه ...نظرت اليها لتري فتاه ...جالسه بجانبه ...
ابتسمت نبيله قائله :ساهر ...ربنا يخليك ليا ...مكنتش متخيله انك هتبقي جنبي ..
ساهر:المهم انك كويسه يانبيله ...
نبيله :هبقي كويسه ....بس ممكن اطلب منك طلب ....
انصت لها ساهر قائلا :اتفضلي ...
صمتت نبيله خجلا ...الي ان أردفت قائله بحب :ممكن تضمني في حضنك ...عشان خاطري مره واحده بس ...
صدم ساهر من طلبها ....الي ان هتف قائلا :حاضر ...
حواط بيديه جسدها ...الي ان أخذت نبيله تتشدد به اكثر ...
كأنها في عالم اخر ....
كم تمنت ذلك الحضن منذ زمن ....في حين كان ساهر يعانقها إرضاءا لها ...
كل هذا وقدر تتابعه ...الي ان سقطت الدموع من عينيها ....
أتت الممرضة نحو قدر .....إفاقتها من شرودها قائله :لو سمحتي ؟؟
التفتت قدر قائله :ايوه ...
الممرضه بحزن انتي تبع الحاله اللي جوه ...انسه نبيله ...
استعجبت قدر من كلمه نبيله ::::هي حقا سمعت الاسم هذا قبل ذاك ...
قدر :ايوه أنا تبعها ...خير
الممرضه :أنا اسفه ...بس التحليل الخاص بالأنسه نبيله ...طلع إيجابي ..
لم تستوعب قدر شئ ...عن اي تحليل تتحدث ...
هتفت قدر قائله :تحليل اي ؟؟
الممرضه :لما الانسه نبيله جات هنا بسبب الرصاصة اللي اخذتها ...شكينا من التحليل ان في حاجه ...لان الدم رافض اي حقن ..وللأسف التحليل إيجابي ...ومصابه بالكانسر ..
وضعت قدر يدها علي فمها وبذهول :اي ؟؟؟
.......................................
الفصل الحادي عشر من روايه (قدر)
صدمت قدر من اثر كلمات الممرضه ...عندما علمت ان نبيله مريضه بالكانسر...
استأذنت الممرضه وانصرفت ....الي ان ظلت قدر متصلبه في مكانها ...الي ان اعادت النظر الي ساهر ونبيله ....تتابعهم بنظرات وجع ...الي ان قررت ان تتوجه الي الفيلا ...
وأثناء خروجها كانت شارده ...الي ان اصطدمت بشخص ،..
قدر :اسفه ..
توجهت الي السياره .....الي هتف السائق قائلا :علي الفيلا باهانم ؟
كانت حقا شارده ...ولا تجيب الي ان قرر السائق حديثه مره اخري ....
-قدر هانم ...اروح علي الفيلا ...
قدر :ها ...اه ..اه علي الفيلا ...
ظلت طوال الطريق تفكر ...ماذا تفعل ....الي ان تذكرت حديث نبيله لها ...وهي تخبرها بان ساهر سيتزوجها لولا ظهورها في حياته ...
احست قدر بالضعف وقله الحيله ...الي ان وصلت الي الفيلا ...وكان عقلها غائبا تماما ...
حتي ان فاطمه كانت تنتظرها لتطمئن عليها ...ولكن قدر ذهبت الي غرفتها ...ولم تلتفت الي حديث فاطمه ....
أخذت فاطمه تنادي عليها ...ولكنها لم تجيب ...
دلفت قدر الي غرفتها ...وجلست علي الفراش ...الي ان قررت بان لا تخبر احد عن حملها في الوقت الحالي ...لحين معرفتها بالحقيقة .....
قطع تفكيرها دخول فاطمه ....
فاطمه :قدر ...مالك بابنتي ...بنادي عليكي مش بتردي ....
ارتمت قدر في أحضانها .....حاولت ان تتمالك دموعها ....
هتفت قدر قائله :مفيش ياماما ....أنا دايخه شويه بس ....
.......وحدوا الله........
ذهب علي الي منزل شقيقته ...ولم يجدها ...طل يتصل بها ولكن علم ان هاتفها في الشقه...
علي :راحت فين دي ؟؟
لفت انتباه علي ...ازازه صغيره ...الي اخذها ...ليجد ان بها هيروين ...صدم علي ...قائلا :يانهار اسود ...هيروين ...
تذكر ميار عندما كانت نازله من هنا ...وأنها تتعاطي جرعه هيروين ...
تشوش عقله تماما الي ان حدق بعينيه ....قائلا :يعني اي؟
هل يعقل ان تكون نبيله وميار يتعاطوا هذا بإرادتهم ....
هناك شئ غامض حقا .... اتصل علي بميار...لمعرفه أين شقيقته ...ولكن رد ميار كان صادما ..
-أنا معرفش هي فين من كام يوم ...من يوم ماكنت تعبانه ياعلي ...لو في حاجه طمني ..
علي :حاضر ياحبيبتي ...ارتاحي انت ولو في حاجه هكلمك ...
هم علي بالخروج ....للبحث عنها ..ولكن لم يستدل علي اي شئ ...حتي علم من سؤاله في احدي المستشفيات انها متواجدة بسبب اصابتها برصاصه...
علي بلهفه :غرفتها رقم كام بسرعه .....
دلف علي الي غرفتها ...لتتفاجئ بوجوده قائله :علي !
اسرع علي نحوها وعانقها ...الي ان نظر اليها قائلا :انتي كويسه ...اي اللي حصلك يانبيله ؟
لم تعلم نبيله باي شئ ستخبره ...الي ان حاولت تغيير الموضوع ..
علي بشك :نبيله ...انتي مخبيه عليا اي ؟؟
نبيله :مفيش حاجه ياعلي ...أنا كويسه ...
كذبت عليه في هذا الموضوع ......
حاول علي ان يصدقها ...الي ان اردف بنبره غاضبه :الهيروين بيعمل اي عندك يانبيله ...
كادت نبيله قلبها يتوقف ...كيف غفلت عن هذا في اختباء ازازه الهيروين ...توقف عقلها عن التفكير ..
صاح علي بها وهو يقبض علي ذراعها :ساكته ليه ...انتي بتاخدي الزفت دا انتي وميار ..
نظرت اليه عند نطقه لاسم ميار قائله :لا ياعلي والله ماباخده ...ومش بتاعي أصلا ...
وصل علي الي أقصي حالات الغضب :امال بتاع مين ؟
نبيله :معرفش ....
علي :قولي الحقيقه يانبيله ...اللي حايشني عنك انك تعبانه ...غير كده كان هيبقي ليا تصرف تاني ...
ومقته نبيله بنظرات مضطربة ...فحقا انها خائفه ....
...........اذكروا الله ........
اتي الليل وعاد ساهر الي الفيلا ...ليدلف الي غرفته ويجدها مازالت مستيقظه ..بعد وصول الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ..
نهضت قدر من الفراش ...متوجهه نحوه ...تخلع ملابسه ...
ساهر :لسه صاحيه ليه ؟؟
ابتلعت قدر ريقها قائله :مفيش ياحبيبي ...مجاليش نوم ...وحشتني بقي اعمل اي ...
لأول مره لم يجيب عليها ساهر ...
الي ان هتف بنبره عاديه قائلا :هدخل اخد شاور ...
قدر :أجي معاك ؟
ساهر :لا خليكي ...نامي ياروحي ...
شعرت قدر من حديثه بشئ عجيب ...حتي انها لا تصارحه بحملها ...ولا تواجهه بما حدث اليوم في المشفي ...
انتظرت قدر خروجه من الحمام ...ولم تنم ..
الي مشط ساهر شعره ..وارتدي ملابس النوم ..
اقتربت قدر وقبلته من رقبته ...علما بانه يحب هذا ...ولكنه ازال يديها وقبلها قائلا :تصبحي علي خير ...
شعرت بالاهانه ...الي ان نهضت من الفراش وجلست علي الكرسي ومددت عليه ...
قدر :ياه ياساهر ...للدرجه دي بتحبها ..طب اتجوزتني ليه ...بس أنا غلطانه ..مكانش لازم أوافق علي جوازنا بعد ماعرفت اللي كان بينكم ...
طلت هكذا الي ان ذهبت في سبات عميق ...
......صلوا علي النبي ......
اتي يوم جديد في سماء القاهرة ...
قررت قدر الذهاب الي نبيله في المشفي ...لكي تعرف حقيقه الأمور ...وتنتهي من عذاب الضمير ...
دلفت قدر الي غرفه نبيله ...وبمجرد ان رأتها نبيله ...صدمت ...الي ان تحدثت قائله وهي تبتلع ريقها :قدر ..
اقتربت قدر منها قائله :ايوه قدر ...ازيك يانبيله ..
تنهدت نبيله قائله :الحمدلله ياقدر ...اتفضلي ..
عم الصمت بينهم ...الي ان اعتدلت نبيله في جلستها ...
نبيله :متشكره اوي ياقدر علي زيارتك دي ...
قدر :علي اي ...عموما أنا عارفه اي اللي بيدور في بالك دلوقتي ...أنا جيت عشان اعرف حقيقه العلاقة بينك وبين ساهر ...
نبيله :قصدك اي ياقدر ؟؟
قدر :نبيله أنا عارفه انك بتحبي ساهر ...حتي هو كمان اتغير معايا ....أنتوا الاتنين اللي مفروض تبقوا مع بعض ...أنا ظهرت في وقت غلط ودمرت علاقتكم ...
استعجبت نبيله من حديثها هذا قائله :قدر ...ساهر بالنسبالي الشخص اللي اتمنيته طول عمري ،..أنا اللي ضربت نفسي بالرصاص ...عشان مس قادره استحمل ان اتجوز ...أنا عارفه ان الحب مش بايدينا ...بس قوليلي اعمل اي ...تعملي اي لواحده مش شايفه غيره ...
بكت قدر من حديثها.....الي هتفت قائله :عشان كده أنا جايه اعطيكي حقك ونصيبك ..
نبيله بعدم فهم :قصدك اي ؟؟؟؟
ازالت قدر دموعها ونهضت من مجلسها ....
قدر :لما تخرجي بالسلامه هتعرفي
قبلت قدر رأسها وبصدق هتفت قائله :خلي بالك من نفسك يانبيله ...ويالا بقي خفي بسرعه عشان حياتك اللي مستنياكي ..
بكت نبيله الي ان أمسكت بايد قدر قائله:قدر ...انتي راحه فين ..اقعدي معايا شويه ...
قدر بابتسامه :اشوفك علي خير ان شاء الله ...
ذهبت قدر نحو الباب الي ان عاودت النظر الي نبيله...وانهار الاثنين قي البكاء ...فأسرعت قدر تعانقها ...والدموع تنهمر من عينيهم ..
.....استغفروا الله ....
بعدما ذهبت قدر من المشفي ...ذهبت الي مكان لابد منه ..وبعدها عادت الي الفيلا ...
لم تخرج قدر طوال اليوم ...بل ظلت في غرفتها ....الي ان اتي الليل ...وارتادت فستانا قصير ...ووضعت ميكب ...ومشطت خصلات شعرها ..
دلف ساهر الي الغرفة ...وقبلها من رقبتها وهي واقفه أمام المرآه ...
ابتسمت قدر ابتسامه وجع الي ان استدارت له وقبلته من شفتيه ...
ساهر :وحشتيني...
كانت تلك الكلمة تحرق قدر من الداخل ...الي ان عانقته قائله :ساهر ...أنا محتجالك اوي النهارده ...
ساهر :أنا كمان محتاجلك ...
سقطت دمعه تلقائيه من عبن قدر :انت مش فاهم ...أنا عاوزه ابقي في حضنك النهارده ..
ازال ساهر دموعها وقبلها من وجهها قائلا :مالك ياقدر ...في حاجه تعباكي ..
حاولت قدر ان تظهر طبيعية..
قدر :لا ياروحي ...
حملها ساهر بين ذراعيه ووضعها علي الفراش ...وقام بخلع ملابسه ...ومدد بجانبها ..
لمس علي جسدها قائلا :انتي حلوه كده ليه النهارده ..
قدر :ممكن عشان شكلي متغير النهارده ...
رمقها ساهر بنظرات شوق ...
-انتي كل يوم حلوه ...وبعدين بقي مش هنضيع الليل كله في الكلام ..
اغلق ساهر النور ...ووضع بجسده عليها ..وسكتت شهرزاد عن الكلام غير المباح..
......وحدوا الله ....
أتت الساعة السادسهً صباحا ...حاولت قدر ان تنهض من بين يديه قبل ان يستيقظ ...وأخذت ورقه وقلم وكتبت بها رساله ...تركتها علي المنضده ...
احضرت حقيبتها ...وأخذت بعض الأموال التي كانت بحسابها وضعتها في الحقيبه ..
بعدما أعدت نفسها للخروج ...القت ببصرها نحو ساهر الي سارت اتجاهه وقبلته من وجهه ..
هتفت بنبره الم :هتوحشني ...غصب عني ياساهر ..
توجهت الي السياره ...
هتف السائق قائلا :علي فين ياقدر هانم ؟؟
قدر :المطار ..لازم اودي الشنطه دي لوحده صديقتي دلوقتي قبل ماتسافر ...
لب السائق الأمر ...وتوجه الي ان ذهب الي المطار ...
نزلت قدر من السياره قائله :هدخل اعطهلها في صاله المطار من جوه ...
السائق :ارتاحي انتي ياهانم ..وأنا ادخلها ...
قدر :لألا ...أنا هدخلها عشان اسلم عليها ...
دلفت قدر الي صاله المطار وجاءت لكي تختم الباسبور
كل هذا ويتتظرها السائق بالخارج ..
يتبع ...
............................
الفصل الثاني عشر من رواية (قدر)
دلفت قدر لكي تختمً الباسبور ولكنه رفض ...استعجبت قدر الي ان تحدث الظابط قائلا :ممنوع السفر بدون إذن الزوج ...
صدمت قدر من هذا فهي حقا لا تكن تعلم ...
الي ان قررت ان تخرج دون ان يراها السائق ...وبالفعل خرجت وأوقفت تاكسي ...
قدر :محطه مصر ..
القت ببصرها علي السائق ...حتي لا يأخذ باله ...الي ان اختفي التاكسي تماما وبعدت ...
ظلت تفكر هل الذي فعلته صح امً خطأ ...ولكنها في النهايه أرضت ضميرها ..
نزل السائق من السياره ...متوجها الي الداخل ولا يجدها ...ظل يبحث عنها ولكن لا جدوي ...فقرر الاتصال بساهر لكي بخبره ...
علي الجانب الآخر استيقظ ساهر ...يجيب علي الهاتف ...ليراه السائق الخاص به ..
ساهر :خير ؟
السائق :ساهر بيه ....قدر هانم طلبت أوصلها للمطار ..ولحد الوقتي مخرجتش ودخلت أشوفها مش موجوده ...
انتفض ساهر من علي الفراش ...قائلا بنبره غاضبه :انت بتقول اي...ازاي ماتبلغنيش بحاجه زي كده ..
القي ساهر بهاتفه في الأرض...ونهض من الفراش ليري جواب بجانبه ...
اخذه ساهر وبدأ يقراه ...ومكتوب به التالي ..
(ساهر أنا اسفه اوي في اللي عملته دا بس أنا مش مستحمله اشوف حد بيتظلم قدام عنيا وأكون أنا السبب ....مش عاوزه أكون أنانيه ...نبيله بتحبكً...اتمني انك تجوزها ...وياريت في اسرع وقت ....لانها مريضه كانسر ...صعب عليا اللي حصل لان حبيتك ...وهفضل مرآتك ومش هتجوز غيرك ...ارجوك ياساهر اتجوز نبيله ...خلي بالك من نفسك ...واطمن عليا أنا هكون كويسه)
قطع ساهر الورقة ...وها قد وصل لأقصي مراحل الغضب ....فصاح قائلا :هربتي مني تاني ...بس لا ...هجيبكً..
اسرع لكي يرتدي ملابسه ...واسرع مهرولا الي سيارته ...حتي انه صاح بالجميع ...وأخذت والدته تنادي عليه ولا يجيب ...
قاد باقصي سرعه ...متوجها الي المطار ...
وهناك قابل السائق الخاص به...وبمجرد ان رآه لكمه في وجهه قائلا :حسابك معايا بعدين ...
دلف ساهر الي صاله المطار ..متوجها ألي الموظف ...لكي يسأله ...وبالفعل اخبره بانها لم تغادر ..فكيف لها ان تسافر دون إذن الزوج ...
علم ساهر انها لا تغادر خارج مصر ...الي ان خرج نحو السائق قائلا :اعملي اعلان في الجرايد كلها ...لازم الاقيها ...
لبي السائق الأمر ....الي ان ذهب ساهر الي المشفي ...
......اذكروا الله ........
اتجه ساهر الي غرفه نبيله مهرولا ...الي ان امسك بشعرها قائلا:انتي السبب في هروبها ..
تألمت نبيله من قبضته :اااه ...ساهر في اي ...أنا عملت اي تاني ..
ضغط ساهر علي زراعيها قائلا بنبره غاضبه :وحياه أمك ...المره دي ماهرحمكً...لو قدر مرجعتش ...
دخل الرعب قلبها ...الي ان غابت عن وعيها ...
أتت الممرضه علي الفور قائله :لو سمحت ..اتفضل ...
لم يهتم ساهر لأمرها ....وذهب الي شركته ....
ياالله ماذا يفعل ...واين سيبحث عنها ...ليس لها اثر في القاهرة ...وليس لها أقارب ...سيجن حقا سيجن ...
دلف صلاح في الفور ...عندما راه يأتي في هذه الحاله ..
ساهر :هربت تاني ...قدر بتعمل فيا كده ليه ...هربت تاني ليه ؟
صلاح :اهدي ياساهر ...هتروح فين يعني ...حتما هترجع هي ملهاش حد ...
ساهر :قدر لو مرجعتش المره دي ...مش هقدر أعيش ...
.....وحدوا الله .......
بعد مرور يوم ...ذهبت قدر الي الصعيد ...بالتحديد المنيا ...لعله لم يبحث عنها ولا يعرف أين هي ...
وهناك تقابلت مع رجلا ...لكي يجد لها منزل تعيش به ... وساعدها الرجل واتي لها بمنزل..الي ان استقرت به ...وحينما ذهبت للي المنزل ...أخذت تضع ملابسها ...الي ان بكت عندما نظرت الي صوره ساهر ....اخذتها في أحضانها قائله :أنا اسفه ...أنا بحبك اوي ...الي ان وضعت يدها علي بطنها ...
لما الدنيا تفعل بها هذا ...لما اختارها الله بالتحديد في كل الاختبارات ...هل ستستطيع ان تعيش بمفردها ...
اسئله كثيره تدور بعقلها ...وليس لها اجابه ...
جلست علي الفراش ...تفكر كيف ستعيش حياتها ..هل سيتركها احد في حالها ....
ماذا يخبي لكي القدر ياقدر ؟؟؟
راودها النوم الي ان ذهبت في سبات عميق ..
ظلت قدر نائمه ...ولكن مع صوت البرق والرعد استيقظت مفزوعه ..وهي تجد النور قاطع ..وتنظر الي أوراق الشجر مع الهواء الشديد ...نهضت من فراشها وهي خائفه ...الي ان أسرعت وأغلقت الشبابيك ...أخذت نفسها بصعوبه ...عندما تسمع صوت الرياح والبرق ...
الي ان جلست علي المقعد تضع يدها علي أذنها ...تتمني ان يأتي النهار ...
....اذكروا الله ........
بعد مرور عده اشهر ...
لا يوجد اخبار عن قدر ...بحث عنها ساهر في كل محافظه ..حتي ان ملامح ظهر عليها الشيخوخة ...وهو في شبابه ...
وتعافت ميار من الهيروين ...وتم خطبتها علي علي ....
كانت نبيله قد علمت بخبر مرضها ....وتقرب من ساهر كل يوم ..ولكن ساهر يقف بجانبها بسبب مرضها ...وعقله وباله مع قدر ...
وجاء يوم زواج نبيله وساهر ...
بعدما أتموا كتب الكتاب ...وكأنه ميتم ...لا احد سعيد حتي نبيله ذاتها ...
دلف العروسين الي غرفتهم ...كادت نبيله ان تجلس علي الفراش ولكن منعها ساهر قائلا :لا ...احنا مش هنقعد في الأوضه دي ...أنا خصصت أوضه تانيه ...
ارادت نبيله بان لا تتحدث معه بشأن هذا ...لانها تعلم السبب ...وان هذه هي غرفه قدر ...ولا احد سيأخذ مكانها ....
دلفوا الي غرفه اخري ...وجلست نبيله علي الفراش ...الي ان جلس ساهر علي المقعد ...وبداخله حزن يكفي العالم ...
ظلوا جالسين لا يتحدثون ....لم تستعجب نبيله لهذا الأمر ...لان قدر مستحوذة علي قلبه وعقله ...وتعلم ان ليس. لديها مكان بقلبه ...
اثناء شرود ساهر ...تخيل ان قدر جالسه علي الفراش ....فنهض مبتسما ...متوجها نحوها ...ولكن الحقيقه ان نبيله هي الجالسه ...امسك بوجهها وقبلها قائلا بحب :وحشتيني ....قدر ...
توجعت نبيله من اثر كلماته...الي ان سقطت دموعها قائله :ساهر ...قوم غير هدومك عشان تنام
آفاق ساهر من شروده ليجد نبيله من تحدثه ...نهض من أمامها في الفور ...قائلا :أنا هنزل اقعد في الهوا ...ارتاحي انتي ...
ازدادت نبيله في دموعها قائله :ياتري انتي فين ياقدر ...كنت فاكره ان ساهر هيحبني مجرد ماتسبيه ...ولا عشان صعبت عليكي ...وان هموت ...
نهضت نبيله وبدلت ملابسها وارتدت منامه ...ولم تنم ولا يغمض لها جفن ...
في حين كان ساهر جالسا أمام البسين طوال الليل ....يتذكر قدر ولعبهم سويا وحبهم لبعض ...
سقطت دمعه من عينيه ...دمعه تحمل كثير من الألم والوجع ...الذي يشعر به الحبيب عند غياب محبوبته ....
.....صلوا علي النبي ......
استيقظت قدر من نومها ....وهي تشعر بألم شديد ....كأنه الم الولاده ..لا تجد احد بجانبها ...فقامت بالاتصال بالإسعاف ....
وبعد وقت ليس بكثير أتت الإسعاف ....وقامت بنقل قدر الي المشفي ....
وهناك انجبت قدر ولدا ....
دلفت الممرضه الي الداخل ...بعد افاقت قدر من البنج ...لكي تعطيها ابنها ...
الممرضه :حمدالله علي سلامتك ...
قدر بتعب :الله يسلمك ...
الممرضه :معلش أنا عندي سؤال ...هو محدش يعرف انك بتولدي النهارده ...أنا ماشوفتش حد خالص من اهلك ...
سقطت دمعه من قدر تلقائيه ....
قدر :هو أنا هخرج امتي ...
الممرضه :بإذن الله بكره ....
ظلت قدر جالسه في المشفي ...لا أحد يسال عليها ...فهي ليس لديها أقارب ...
الي ان فتحت النت ...وشاهدت خبر
انهيار الحاله الصحيه لزوجه رجل الأعمال ساهر السعدني ...
