أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الخامس5والسادس6بقلم دهب عطيه


 رواية ملاذي وقسوتي 

الفصل الخامس والسادس 

بقلم دهب عطيه


💖الفصل الخامس  💖


تجلس امام البحر شاردة الذهن ....تطلع على سالم وورد وهم 


يسبحون بمهارة داخل البقعة الزرقاء

مـر ثلاثة ايام على وجودهم في هذهِ  الفيلا 

الصغيرة التي تطل على البحر مباشرةٍ ...كانت الحياة بينها 


وبين سالم  هداه منفصلة بالبعد عن بعضهم اخر مره تحدث لها 


كان منذ يومين حين خلعت ملابسها امامه قائلة بجدية...

انه يملك جسدها نعم لكنه ليس له ألحق بامتلاك روحها وقلبها 



لأنهم ملكاً لشقيقه لن تنسى نظرت عتابه وغضبه منها ولم تنسى جملته التي رمها على مسامعها قبل ان يخرج من الغرفة.  

(غطي جسمك ياحضريه لانه مش مستاهل قربي منه  ولا لمستي عليه ...)

تعلم انها متسرعة في ردها ، ودوماً تفقد رشدها امامه ولكن لن 


تستسلم وتحيا معه كا اي زوجين ....هو يعلم جيداً ضغطُ  


عليها لموافقتها على زواج منه من اجل  ابنتها ورد ...استسلمت 


له ولي أوامره ولكن لن تستسلم لمشاعرها  خائنه من الممكن ان 


تنجذب إليه ان اقتربُ من بعضهم ، ولكن اذا خلقت  البعد ستكون حياتها ومشاعرها بامان منه ...


فاقت من شرودها على صوت ضحكات ورد 

التي تتعلم السباحة على يد سالم الذي يسبح بمهارة داخل البرقة الزرقاء ابتسمت بتبرم وقالت

"بلبط ياخوي بلبط ولا كانك عملت حاجه "


وقفت على الشاطئ فتاة شقراء وتبدو انها تتجول 

على شاطئ وتلتقط بعض الصور لها على رمال الصفراء ....


خرج سالم يحمل ورد الى بر البحر   وضعها على الرمال الصفراء لتركض الصغيرة على حياة التي تقدمت منها بتلقائية بالمنشفة...


كادا سالم ان يغادر المكان ولكن اوقفه صوت الأنثى الشقراء قائلة برقةٍ وتهذيب وهي تمد يدها بالكاميرا  صغيرة..

"المعذرة  ممكن ان  تلتقط  لي بعض الصور من فضلك .."


رفع سالم عيناه على حياة التي كانت تجفف جسد ورد وتساعدها في ارتدى ملابسها ولا تكف  عن اختلس النظر له و لهذهِ  الشقراء بشمئزاز ... 


ابتسم قال بإبتسامة مروغه... 

"اوك ..."


وقفت الفتاة على الرمال الصفراء و ورأها البحر ليلتقط لها سالم عدت صور ولا يكف عن ابتسامة 

ومغازلة لهذهِ الشقراء الفاتنة ليزيد نيران 

الغيرة التي تشتبك بقلب حياة بدون ان تشعر..


قعدي هنا ياورد  وانا جايا ..."وضعت ابنتها على المقعد ...وذهبت اليه بوجه محتقن وقفت امامه

قائلة بإبتسامة صفراء 

"اي سولي ياحبيبي لس بدري على المرقعه ..

اقصد مش هنعوم انا وانت ولا اي .."


نظر لها بتعجب ثم ابتسم قال بخبث ...

"لاء انا بفكر اعوم فعلاً بس مع تيا .."


"وحيات امك ..."قالتها بصوتٍٍ عالٍ  


نظر لها بحدة صارمةٍ


تراجعت للخلف قليلاً  وهي تقول  بتبرير كالأطفال 

"على فكره دي مش شتيمه ..اكيد وانت صغير كنت حيات امك ودنيتها ...فى عشان كده بفكرك بس  بالغاليه مش اكتر ..."


  

عض على شفتيه بغيظ من اسلوبها وطريقتها معه الذي تحتاج لضبط وتهذيب حقاً !!...


نظر الى تيا قال بخبث... 

"تيا ما  رايك ان نسبح قليلاً.."


ابتسمت بسعادة ثم قائلة ..

"حقاً اتمنى ولكني لأ اجيد السباحه  .."


"ساعلمكِ هيا ...."


عضت حياة على شفتيها قائلة بتوعد 

"ماشي ياابن زهيره انت الى بدأت ..."


اقتربت حياة من تيا قبل ان تذهب ووقفت امامها .

وهمست لها في اذنيها ببعض 

الكلمات  ......

اتسعت اعين تيا وعبس وجهها ، ثم ناظرة لسالم بحتقار وذهبت سريعاً من امامه ...


ابتسمت حياة بشماته له ..


نظر سالم الى حياة  بعدم فهم وصدمه  

"إنتِ قولتِ ليها ايه خلاها تجري كده زي المجنونه 

وتبصلي بشكل ده .."


ردت عليه ببرود... 

"معرفش روح اسألها .." كادت ان تذهب 

امسك ذرعها قال بحدة ارعبتها ..

"حياه بلاش تستفزيني اكتر من كده .."


كادت ان تزيد لهيبه ولكنها اجابته بخوفٍ من غضبه الجالي على وجهه بافراط..ردت بتلعثم وخوف 


"ابداً يعني آلموضوع مش محتاج كل العصبيه دي 

آنا بس قُلت لها انك متحرش تحت الماء .."


اتسعت عينا سالم بدهشة تمتذج مع الغضب من جنونها    قال من تحت أسنانه ....

"يعني أنتِ  قولتِ عليا  اني متحرش .."


كبحت ضحكتها وردت عليه ببرود مستفز ...

"نسيت تقول تحت الماء ..."


رفعها فجأه من على الأرض على ذراعيه بغضب ..


شهقت بصدمه وهتفت برتباك 

"بتعمل ايه  يادكتور سالم ...."


"انتِ خليتي فيها دكتور ياستي خالي البساط احمدي وبعدين خايفه من أي انا نازل اتحرش تحت الماء ..."رد عليها بتبرم وهو يدخل بها الى البحر ..


"وواخدني معاك ليه انا مال امي .."سألته ببلها 


رد عليها بستفزاز 

"اكيد مش هتحرش بسمك الملون يعني ....افهمي أنتِ وجودك مهم ..."


قالت بترجي ..

" لاء انا منفعش سبني ابوس ايدك .."


وضعها امامه في قلب الماء الأزرق قال بخبث ووقاحة ... 

"بلاش استعجال كدا  كده هنبوس ..."


نظرت له بترجي وخوف.... 

"اا انا اسفه مش هقول كده تاني ..."


نظر لها بخبث قال بمكر شيطاني ....

"وصرفها فين بقه اسفه دي ..."


عضت على شفتاها قائلة برتباك  

"انت عايز اي بظبط  ..."

نظر الى عيناها السوداء اللامعه والى وجهها الخجول المرتبك بشدةٍ والى هذا السؤال العاجز

هو عن اجابته 

رد بصدق عاجز عن وصفه القلم ...

" انا ذات نفسي مش عارف انا عايز ايه ... بس انا محتاج الى يفهم انا عايز اي ..."


رمقته بعدم فهم شعرت بيده تعتصر خصرها

اكثر من الازم ..

"سالم انت بتوجعني ..."هتفت بحرج من 

قربه لها وهذا الجسد القوي العريض الذي تشعر بحرارته برغم من وجودهم في قلب الماء البارد  ..

وضعت يدها بتلقأئية على صدره العاري العريض 

بسبب القفز فوق الأمواج العابرة ...

اغمضت عيناها من انفاسه الساخنة  التي تغمر

رقبتها وتسري القشعريرة بكامل جسدها ...


ابتسم على هذا الأستسلام فقد اقتربت فرصة اهانتها منه هذا ما خطط له حين اعتصر خصرها بقوة وحين مالى عليها ببطء ...لكن لا يعرف ماذا حدث فقد  انقلب السحر على الساحر  فجأه ..وبدأ يلثم عنقها ببطء وحرارة  ...


اغمضت عيناها بستسلام لم تكابر هذهِ المره فقد 

كانت كالمخدرة امام للمساته وامام هذهِ المشاعر 

الذي و للإعجب  كان لها مذاق اخر على جسدها 

واصدق بالمشاعر المجهولة عليه وعليها ..


بدأ يقبل وجهها ببطء وتروي وهي مغمضة العين تأهات بين يديه ولكن ضميرها يصرخ داخلها بتوقف عن هذا الأستسلام المخجل  بأسم حسن زوجها... 


ارتفعت حرارة جسده ورغبته بها تشتعل لأيعرف اهي رغبة بها، ام انهُ ادمن قربها الذي يجذبه لها كاالمغناطيس ......


توقف عن تقبيل وجهها ونظر الى شفتيها باشتياق 

وكادا ان يقطف هذهي الشفاه في قبلة يتتوق 

لتجربتها مره اخره بعد ان تلامسها اول مره منذ يومين ، ولكن فاق من هذهِ النشوة والمشاعر المغيبة عن العقل ...حين همست حياة برجاء وهي تبعد راسها عنه ..


         "سالم لو سمحت ........كفايه !!!"


اغمض عيناه بضيق منها ومن جنونه ومن هذا الضعف الذي يظهر امامها بوضوح نعم كل مايحدث امامها منه ليس الى ضعف ومراهقه متأخرةٍ عليه ..


ابتعد عنها وحملها على ذراعيه  الى بر البحر 

وضعها على رمال الشاطئ قال بضيق مكتوم من 

نفسه وهو يغرز اصابعه في شعره  ..

"حياه انا مش عارف دا حصل ازاي بس يـ"


قاطعته قائلة بجدية 

"سالم احنا لازم نتكلم مع بعض شويه .."


" تمام غيري هدومك وتعالي نتكلم .." 


"لا خلينا اخر اليوم اكون اكلت ورد ونايمتها لان الكلام الى لازم نقوله مش لازم ورد تسمع بيه او اي حد يعرف عنه حاجه ..."تحدثت بهذهي الجمله وذهبت  الى داخل وهي تحمل ابنتها الصغيرة في احضانها وتدلف بها الى داخل الفيلا الصغيرة ...


حك ذقنه في فضول من حديثها الجاد معه ولاول 

مره تكون جدية هكذا ...كور كف يده بغضب 

بعد ان خمن عقله حديثها الغامض... قال بضيق 

"استحاله اطلقها حتى لو دي رغبتها ..استحاله ."


......................................................

وضعت ابنتها على الفراش وغطاتها جيداً 

وقبلتها واخفضت الأضواء .....


دلفت الى شرفة غرفتها تحاول التفكير وترتيب ما ستوليه على مسامع سالم ، تشعر بدومات داخلها 

وتشويش عقلها المزمن  ...لا تعرف من 

اين ستبدأ  ...


صدح هاتفها الذي تمسك به بين  يديها بعدم اهتمام نظرت الى اسم المتصل ، تنهدت بتوتر بعد ان رأت اسم سالم يضيء الهاتف 

"الوو..."


"ورد نامت ولا لسه .."


عضت على شفتاها بإرتباك نعم متأكده انه ينتظرها مثلما قالت له منذ ساعات ...

(اكيد لن يتجاهل حديثك كفاكِ حماقةٍ ياحياة)

رد عقلها عليها مستنكر سؤالها...


طال صمتها على ان تجيب عليه.... علم انها تتردد في هذا الحديث الذي يبرهن انه شئ لن يروقه ابداً.. 


"حياة انا قاعد على شاطئ هستناكِ  ياريت متتاخريش عليه .."اكتفى بجملةٍ أمرها بها

ليقطع هذا التردد ولخوف ويحسم هذا الأمر الان 


اغلق الخط وزفر بما يعتليه في صدره..سأله عقله بتردد (ماذا تفعل اذا طلبت الطلاق .."


رد بحدة وتسارع 

"هدفنها مكنها ..."


رد عقله بستنكار 

"هل اعجبت بها ام العلاقة من لمسه واحده قد تطورات داخلك ياسالم ، تأثرت من جنس حواء 

واصبحت تتحدث كالمجنون اذا كانت تريد 

البعد وافق وايضاً عذبها ببعدها عن ابنتها 

ورد ..."


"دا الى هيحصل ..."رد بدون تفكير ..

فقط كل مايشعر به معها انجذاب إليها شهوة 

داخله تريدها ، هو على يقين  اذا اكتملت العلاقة 

بينهم كاي زوجين سياتي يوماً ويمل ويبتعد عنها

لن تكون حياة( ملاذه) الى لأجل شهوة ورغبة

بها رغبة تحركه فقط لاجلها هذا مااقنع 

نفسه به... ولكن لهذا القلب الخام في للإعجاب 

والحب راي اخر ولكن منذ متى وسالم ينظر 

الى مشاعره وقلبه الساخر من تفكير عقله  ؟!..


ارتدت فستان طويل محتشم ازرق يزينة بعد الورود الصغيرة مع حجاب رقيق الون وحذاء رياضي يسهل السير على رمال الشاطئ ...


خرجت الى حيثُ الشاطئ ..رفعت عيناها وهي تسير الى الامام وجدته يجلس شارد ويغرز اصابعه في رمال الصفراء كان المكان هادى والبحر في اجمل اوقاته الساهرة (الليل) والقمر يداعب الموج العالٍ  بطلته  وهذهِ  الرياح العابرة تطفي نيران مخادعه اشعلتها قلوب ؟ لم يلتفت لها اصحابها !...


جلست امامه وتنهدت بهدوء ولم تحاول ان تلتفت 

بوجهها له..فعل هو نفس الشئ لم يلتفت لها ظل ينظر امام البحر بشرود ..وهكذا حياة فعلت شردت في ارتطام الأمواج العالية برمال الصفراء 

وكان الهواء يطير حجابها من برودة الليل قليلاً في هذا الوقت ...


"ساقعانه ؟ ..."سالها وهو مزال ينظر امامه ببرود 


"لا ابداً الجو جميل .."عضت على شفتيها بتوتر اكثر وعقلها يصرخ بها ان يكفي حماقة وتحدثي ،ولكن لا حياة لمن تنادي فقد فضلت الصمت مره اخره ....


"قولي ياحياه انا سمعك ..."تحدث مره اخره بهدوء مريب كما يقال الهدوء الذي يسبق العاصفة ....


بلعت ريقها بتوتر من ما يدور داخلها ..ترتب الحديث ام تتحدث بتلقائية وهي تعلم ان تلقائيتها في الحديث تدمر كل شئ ...

ردت عليه بخفوت ورتباك وهي تنظر له 

"احنا لازم نتكلم في علاقتنا انا وانت مش معقول 

هنسيب كل حاجه ماشيه كده .."


نظر لها بحدة قال بستهزاء 

"مالها يعني علاقتنا ببعض..... زوجين زي اي زوجين ."


"لاء احنا مش زي اي زوجين ولا جوزنا كان طبيعي ولا كان في بينا اي تكافئ او إحترام لذات وانت 

عارف كده كويس ..."نظرت له بتفحص لترى 

أثار حديثها عليه وتغير ملامحه بغضب  قبض على كف يده ونظر لها بحدةٍ  قال بصرامة قاسية ..


"إنتِ عايز اي بظبط ، لو بتقولي الكلمتين دول عشان تطلبي طلاق فى اعرفي ان بنتك مش هتشُفي ضافر وأحد منها لو طلقتك ومش بس كده أنتِ  مش هيكون ليكِ قاعده معانا في البيت ولا في النجع فى اوزنِ  الكلام عشان هتخسري كتير ياحضريه..."


(حين يغضب يناديها بالحضريه كا علامةٍ على سخريته منها وحين يكون هادئاً يناديها باسمها 

لديه شخصية تصيبها باحتقار نفسها من هذا المأزق الذي وضعت نفسها به بانها تكون زوجت هذا السالم...)


نظرت له بهدوء تخفي اثار حديثه وقسوته معها 

وقالت... 


"احنا ممكن نعمل صفقة مع بعض وياريت تقبل كلامي لنهايه يادكتور سالم .."


نظر لها وزفر بضيق قال ..

"اتفضلي سمعيني اخر تطورات عقلك .."


"انت هتتريق بعد اذنك .."ردت عليه بحنق وكادت ان تنهض من جانبه ...مسك معصم يدها قال بلهجة حاول ان تكون أقل حادة..

" اقعدي  انا سامعك ..."


زفرت بضيق ثم تابعت وهي تنظر امامها 

"صفقه دي هتكون بيني وبينك يعني محدش هيعرف بيها ..."


"دا شئ طبيعي ان الى بينا احنا الاتنين مش هيخرج بره .."رد عليها بثبات... 


تابعة الحديث وقالت..... 

"احنا اتجوزنا عشان سبب واحد وهو (ورد )بنتي 

انا اتجوزتك عشان افضل جمب بنتي وانت اتجوزتني عشان تحافظ على بنت اخوك حسن الى هو جوزي ....."


" صبرني يارب قصدك الى كان جوزك "

رد بتهكم عليها ...


تابعة بتردد ...

"ااه الى كان ، المهم اني كل الى عايزه اوصله ليك 

اني مش مستعد لي لــ ..."صمتت بحرج على ان 

تكمل هذا الحديث الحساس لي كليهما ..


نظر لها ليرى خجلها وارتبكها في اكمل جملتها 

رد هو بلامبالاة ....

" قصدك ان مينفعش المسك دلوقتي صح .."


احمرت خجلاً  وتابعت قائلة..

"انا مش مستعده لحاجه زي دي ، احنا لازم نعطي

لبعض فرصه ...فرصه نحترم بيها بعض ونقرب بيها من بعض كااصداقاء مش كازوجين ولو ارتحنا في 

حياتنا بعدها اكيد هيكون كل واحد شايل لتاني 

مشاعر وغلاوه وذكره حلوه نقدر نعدي بيها من تجربة جوزنا وارتباطنا ببعض بسبب ورد 

بنتي .. "


اعجب بحديثها جداً هي محقه علاقتهم تحتاج الى فرصة وقرب ولكن ليس كازوجين كااصدقاء يتعرفون على بعضهم عن قرب ..اذا تعاملت 

معه كازوج دوماً سترى (حسن )امامها 

وهو ايضاً سيرها زوجة شقيقة الصغير ليس 

إلا ولكن اذا سمحوا لقلوبهم وانفسم لفرصة 

اخره في القرب فرصة من نوع اخر تخلق 

تفاهم وإحترام بينهم اكيد ستنجح وستغير

طباع الأثنين مع بعضهم في تعامل ...


اكملت حياةحديثها قائله ...

" ولو الصفقة الى بينا فشلت بعد ما كل واحد فينا حاول بجد انها تنجح ....يبقى لازم أخد منك حريتي وطلقني ومش بس كده كمان ورد هتفضل في حضني طول مانا عايشه ..."


نظر لها قال بهدوء بارد كالثلج.. 

"موافق بس انا كمان ليه شروط ..."


نظرت له قائلة بتوجس 

"شروط اي ؟ .."


تنهد وهو ينظر الى سواد البحر من اثأر اليل عليه 

"اولاً هتباتي معايا في نفس الاوضه دا بعد طبعاً 

ماتطمني على بنتك وتنام في حضنك زي كل يوم ،

ثانياً انا موافق على صفقة الى كتابتي شروطها وبنود وعقدها وشرط الجزئي كمان الى حطتيه بمضي عليها بلساني زي ماعملتي بظبط ...ثالثاً هلتزم بصفقة دي ومش هتلاقي مني غير كل إحترام وادب وتقدير ليكِ وهحافظ دايماً عليكِ وعمري في يوم ماهتنامي  زعلانه بسببي

وطلباتك كلها هتكون عندك اول بس متلمحي بي شيء الي  نفسك فيه .."

صمت برهة  ثم تابع ببرود كاثلج ...

"لو  الصفقة بقت ناجحه من وجهت نظرك بعد مانفذ كل ده اعرفي انها نجحت مش عشان فرصه تانيه لينا احنا الأتنين هي نجحت عشان انا عايز كده .."


"مش فهما ؟.. "سألته بعدم فهم من حديثه الغامض... 


رد عليها بصدق ...

"احنا هنعطي لنفسنا فرصه عشان ده الى لأزم يحصل ....لو شايفه ان قربنا صعب عليكِ  فى قربي منك اصعب عليه اكتر منك ..لكن 

الى عايز اوضحه ليكِ  اني بعمل بوصية 

اخويه( حسن) الى انتِ  طول الوقت شايفه 

نفسك وشايفاني بنخونه في تربته .."


نظرت له بصدمه بعد ان علمى ما تشعر به اتجاهه 

كلما اقترب منها ...

أخبرها بحديث حسن له قبل وفاته و وصيته الذي لم يكملها بسبب روحه التي هاجرت جسده ولكن نصف وصيته الاولى واضحه بدون ان يبذل العقل تفكير... ليكمل العقل النصف الثاني من الوصية بيقين ..

هذا ماحدث مع حياة بعد ان علمت ..لم تنكر 

انها شعرت براحه قليلاً بعد ان علمت ان زواجها من

سالم كان رغبة حسن من قبل وفاته وقد تأخر الأثنين في تنفيذها ولكن مزال جزء منها ينبض  بالأشتياق لحسن وهذا ما يفسد علاقتها بسالم او اي رجل اخر ان كان مكانه  ...


تابع سالم حديثه قال ببرود... 

"دي كل الحكايه ...يعني لو صفقة لازم تنجح يبقى هتنجح عشان انا عايز كده وعشان دي وصية حسن اني اخد بالي منك إنتِ و ورد بنتك طول ما انا عايش ..."


ثم تابع وهو ينظر لها ...

"بصي ياحياه انا طباعيّ صعبه عليكِ ويمكن اكون غير حسن ومختلفين في حاجات كتير بس لازم تعرفي اني مكمل عشان وصيته مش اكتر ولازم انتِ كمان تكملي معايا عشان كده وعشان بنتك  واذا كان على حقوقي الشرعيه منك فى انا عمري ماهطلبك بيها غير لم احسى ان احنا بقينا فعلاً زي اي زوجين طبيعين "


نظرت له سائلة... 

"وانت شايف ان ده هيحصل ازاي واحنا مش.."


"هيحصل مع العشرة والتعود ...انا مش محتاج حاجه منك غير كده وجودك معايا كازوجه إحترامك ليه ولاهلي وتفهمك ليه ولطباعي وتقدري تريحيني ...."


سألته بتردد وحرج... 

"يعني معندكش مشكله لو مقدرتش احبك او 

انت مقدرتش تحبني ..."


رد عليها ببرود ...

"الحب بنسبه ليه حاجه تفها ، الزواج بنسبه ليه  زوجه تفهمني وتريحني وتجبلي اولاد  تشيل اسمي لكن فكرت الحب دي مرفوضة في مبدأ سالم شاهين الحب والمشاعر ملهمش مكان بينا ياحياة .." 


صدمها حديثه ولكنها ايقنت ان سالم يرى الحب ضعف وضعف بنسبه له ولشخصيته مرفوض 

وصعب تقبله لهذا يرفض الحب..تحلت بشجاعة وهي تسأله بفضول.. 

"افرض قابلة الحب ..."


نظر لها بتفحص  ومزال صوت الأمواج متناغم 

مع حديث كليهما يعزف ايقونةٍ قاسية من المشاعر 

الباردة الذي يعتليها كلاً منهما ...نظر لها نظرة خالي من التعبير ومجردة من المشاعر ...

"الحب لو قابلني ياحياة هيتعب جامد معايا 

وستحاله يتقبلني زي مانا واستحال اتقبله 

زي ماهو .."


بعد مرور ساعتين ..


خرجت من المرحاض بعد ان ارتدت بجامه  

انيقه من اللون الأصفر وتركت شعرها ينساب على ظهرها ...دلفت الى الفراش بتنهيدة تحمل الكثير 

ولكثير من الحيرة وتوتر ولأرتياح ايضاً بعد حديثها مع (سالم ) نعم ارتاح قلبها قليلاً بعد ان علمت ان 

زواجها منه رغبة من حسن من البداية! ، وفيض الراحة تزايد اكثر حين علمت ان سالم مستحيل ان يحمل لها اي  مشاعر عاطفية غير الإحترام وتقدير الذات  ! كل هذهِ الأشياء تسهل الأمر اكثر عليها لإكمال حياتها معه بإرتياح!! ....ولكن الذي يوترها ؟

ان بعد كل هذا  الحديث سيأتي اليوم الذي سيقترب منها ويلمسها  كاي زوج يريد حقوقه الشرعية من زوجته !...... والحيرة التي تعتليها بعد حديثه؟ شخصيته الغريبة وحديثه 

وقوته واستنكاره للحب ووجودة بين اي زوجين !..


اغمضت عيناها بعد كل هذهي الأفكار المزدحمه 

منها السلبية ومنها الإيجابية ولكن الحيرة 

مزالت تنهش عقلها بكثير من الاسئلة ...


دخل الى الغرفة وجدها ساكنة هدأه يشوبها الظلام أشعل نور الأبجورة الخافضة ..ونظر لها وجدها مغمضت العين ولكن انفاسها الغير منتظمة ورموشها الذي تهتز بقوة دليلاً على توترها ..جعله ميقن انها تتصنع النوم حتى تتجنب وجوده معها في نفس الغرفة...


دلف الى المرحاض بعد ان اخذ ملابس مريحة ليبدلها قبل ان يدلف الى النوم ...


تنفست بإرتياح بعد ان اغلق الباب عليه وهتفت برتباك .....

"وبعدين ياحياة هتنامي معاه ازاي لوحدك في نفس الأوضه  .. دا مسافة ما دخل الأوضة حسيت 

اني هموت من الرعب ، ياربي دي اول مره ننام سوى في اوضه واحدة ...."


وضعت الوسادة الطويل في نصف الفراش واستلقت بجسدها  على الفراش وقالت بسعادة 

لهذا الاقتراح...


"ايوا كده فله اوي ..."


فتح سالم باب الحمام  أغمضت عيناها بسرعة  وتصنعة النوم ..ولكن لمح سالم هذا 

المشهد فابتسم بستياء من ان تتغير حياة

وتنضج قليلاً ...


جفف وجهه وشعره الكثيف جيداً ثم خلع تيشرت 

القطني الذي يرتديه وكما يفضل دوماً 

النوم عاري الصدر ....نظر الى هذهي الوسادة 

التي توجد في نصف الفراش ...

ضيق عيناه بتراقب ثم  قال بنفاذ صبر...

"مشاء الله مساحة السرير كبيرة لدرجه دي عشان تحطى مخده في نص"


لم ترد عليه وتصنعت النوم .....


"انا عارف انك صاحيه على فكره فى ردي عليه عشان عيب اوي اكون بكلمك وتستهبلي ..."


فتحت عيناها ونظرت له بحرج قائلة.. 

"على فكره انا لسه صاحيه ....والمخده دي عـ عشان بحب احضن وانا نايمه ..."


ابتسم بخبث قال بمزاح ساخر....

"لأ بقه طالما بتحبي تحضني وانتِ نايمه يبقى انتِ  جايا للخبراه كلها تعالي احضنك حضن اخوي 

يجيب من الأخر ..."


رفعت حاجباها لترد  بشك واستنكار.. 


"انت بتهزر صح ..."


اكيد بهزر شيلي المخده دي ياحياة وستهدي بالله 

ونامي وخليكِ واثقه اني لو عايز اعمل حاجه المخدى الى أنتِ حطاها دي مش هتمنعني"


عضت على شفتيها بحرج ثم كادت ان تحمل "الوسادة الكبيرة ....حملها عنها قال بهدوء 

"خليكي انا هشلها ..."


بعد ان ابعدها عن الفراش دلف الى الفراش بهدوء 

لتشهق حياة قائله بصدمة...

"انت هتنام ازي كده ، انت مش مراعي اني معاك في نفس  الأوضه ..."


ابتسم قال بمزاح ساخر وهو يستلقي على الفراش 

"لأ مراعي بس انا قولت انام كده يمكن تغيري 

رايك ولا حاجه .." غمز لها بإستفزاز 


احمرة وجنتيها خجلاً ثم دلفت هي ايضاً الى للفراش ...اولها سالم ظهره العريض ..واصبح وجهها يتطلع الى ظهره العاري بحرج....ثم لم تلبث ان ابتسمت بعدها على طريقته المازحة لأول مره تلتمس هذا الجانب من شخصيته 

يمازح ولكن دوماً مزاحه معها يكون ساخراً 

(السخريه )(ولامبالاة )(وبرودة الأعصاب )

لايخرجون غير من هذا السالم الذي سترى في 

قربه الكثير ولكثير من المفاجاة ...


البارت السادس  


افتحي بؤق ياورد يلا ..."تاففت حياة بإرهاق من تصرفات ابنتها وعنادها ...


ردت عليها الصغيرة برفض... 

"مش عايزه ياماما ، انتِ عارفه إني مش بحب شوربة الخضار دي "


حاولت إقناعها قائله بهدوء ..

"الخضار ده مفيد عشان تكبري بسرعة وتبقي قويه كده وسط صحابك ..."


فتحت فمها الصغيرة بإمتعاض قائله 

"ماشي بس معلقتين بس ...."


"واتنين كمان عشان خاطر ماما ..."ردت حياة عليها وهي تطعمها بحنان ..


ابتسمت الصغيرة وبدات بإلتهام الطعام بعد ان شعرت ان طعمه ليس سيىء  للغاية ..


دلف الى صالة الفيلة ورأى حياة تجلس بها وتطعم ورد بحنان أمومي بالغ ...


دخل اليهم ثم جلس على مقعداً ما وظل يراقبهم  بصمت حاولت ان تبتعد  بانظارها  عنه  

فبعد مرور يومين اخريين على صفقتهم معاً لم 

يتحدثان الى إذا طلب منها شيء وكذلك هيَ ..


قاطع الصمت هتاف ورد الطفولي قائلة ...

عمو سالم هو انت نسيت اتفقنا إمبارح ؟.."


ابتسم لها ودقق في ملامحها الذي تشبه امها كثيراً 

ثم رد عليها قال بفتور ....

"لاء اكيد مش ناسي بس لازم تجهزي عشان كمان ساعتين هنروح الــ........."


"إتفاق إيه انا مش فهمه حاجه ...."هتفت بهم حياة باستنكار 


ابتسم سالم ببرود لها قال... 

"هنروح الملاهي تيجي معانا .."


"ابو تقل دمك ..."قالتها بالطبع داخلها بغضب لترسم ابتسامة صفراء على ثغرها قائلة بستفزاز خفي ....

"دا لو معندكش مانع يعني يادكتور سالم ..."


نظر لها والى هذهِ العيون البراقة الشرسة والتي دوماً تحجز العناد والأستفزاز لتخرجهم في الوقت 

المناسب لهم .....

نهض من على المقعد ووضع يداه في جيب بنطاله 

قال بغطراسة ..."ممكن تعملي ليه قهوة ياحياة من ايدك الحلوه دي وطلعيها على اوضتي .."


نظرت له والى طلته وهيئته ووقفته كل شيء به يوترها بشدة.... هو يمتلك قامة طول جذابة  يمتلك صدر عريض ذراع مفتولة العضلات التي  تظهر بوضوح من هذا القميص الكلاسيكي  الذي يرتديه كل شيء يليق عليه ام عباءة او ملابس كلاسيكية ولكن بعد كل هذهِ التأملات 

في للحظة خائنة تمنت ان تختبر مدا دفء هذان الذراع ، ووضع راسها على هذا الصدر هل حقاً ستشعر بالدفاء والأمان ام ان احضانه باردة يملأها الجفاء مثل معاملته ....اتسعت مقلتاها من ماتتخيل وأمنيات بلاها مثلها تراوضها... 

اوبخت نفسها بشدة على كل يوم يمر على زواجهم 

ينحدر تفكيرها لي هراء من نوع مخجل !!...


وقفت امام غرفته وكانت تمسك في يدها سنية عليها فنجان من القهوة ....اطرقت على الباب ليسمح  لها بالدخول وهو يتنفس بصوت عالٍ  وكانه يركض داخل الغرفة ....


دخلت وجدته عاري الصدر يرتدي بنطال برموده قطني مريح من لون الرمادي ...وينام على بطنه 

ويسند كلتا يداه الأثنين على الأرض ويثبت 

اطرف اصابع قدميه في لأرض ايضاً 

اكتشفت بعد هذا المشهد انه يلعب رياضة 

(ضغط )

همهمت بحرج قائلة... 

" القهوة يادكتور سالم .."قالتها بحرج وهي تحاول ان تبعد عينيها عنه ...


"حطيها عندك! ..."هتف بعدم اكتراث....


كادت ان تذهب ليناديها وهو مزال يمارس رياضته بعنف ولم ينظر لها ولو للحظة ..

"البسي ولبسي ورد عشان كمان ساعه هنروح الملاهي ..."


"الملاهي بس ؟..."سالته بإستنكار 


رد بنفس البرود الذي يتمثل لشخصيته وهو يمارس رياضته بعنف وقوة...

"إيه عندك مشكلة ؟.." تافف بغضب لأ تعرف 

لما كل هذا الغضب في الحديث معها اى صدر منها 

شيئاً بشع من خلال هذان اليومان على حديثهم معاً على الشاطئ؟ ....


"مافيش مشكلة في كده بس كان لأزم تبلغني قبلها 

مش تفجاني كده ..."


"مش فاهم اي سبب الجدال بلاش تافها وصنع مشكلة من الهواء ، قرارت قبلها وبلغتك بعدها عادي يعني .."رد عليها بجفاء بارد كاثلج ...


حاولت استيعاب حديثه وتقلبه المفاجأ منذ الصباح ....

"سالم ، هو في حاجه حصلت مني عشان معاملتك تبقى بشكل ده معايا ...."


"دكتور سالم ، بلاش تنسي نفسك ياحضرية .."

رد وعيناه تنهال منها القسوة ولتحذير حين 

نظر لها هذه المرة نظره مخيفة قاسية جعلتها

تتمنى أن تجذبها الأرض من امامه الآن ...


خرجت هي من غرفته بعدها بخوف من تحوله الغريب...نهض هو بعدها فقد ارهق جسده بهذي التمارين التي كلما شعر بشيء صعب تحمله عليه 

إنهال من جسده في تمارين رياضية عنيفة ويزداد

ممراستها اكتر من الأزم ....


وقف تحت صنبور المياة البارد ليطفئ نار جسده وكبرياء رجولته ويتذكر حديثها عبر الهاتف منذ 

ساعة ونصف حين دلفت الى المطبخ لتحضر 

له فنجان من القهوة حسب طلبه منها ..مر بصدفة 

امام المطبخ بعد  اجراء مكالمة مهمه عن العمل 

سمع حديثها الذي شل تفكيره وجسده عبر الهاتف 

"اكيد مش هسمح بتجاوزات في علاقتنا ..هحاول 

ازهقه وقرفه في عيشته معايا لحد مايقرر يطلقني 

ويتنازل كمان عن ورد ليه ! ..."

صمتت قليلاً لتسمح للمتحدث بالحديث 

ثم ردت بعدها بحدةٍ قائلة 

"ريم الموضوع منتهي حتى لو اتكلمنا وتفقنا على شروط معينه لحد مانمر بعلاقتنا المتعقده دي 

بس انا مش هستحمل لمسته او ..." 

ثلعثمت قليلاً وهي تقول ..

"وحتى اذا وفقت ادي ليه حقوقه الشرعيه 

مش هستحمل اكون ام اولاده مش هستحمل 

يكون في بينا ولاد واحنا في بينا كل الأختلافات 

ولخلافات دي مش هقادر ياريم صعب وصعب تفهميني لانك مش مكاني ..."


كور كف يده بغضب من ثرثرتها مع ابنة عمه عن حياتهم الخاصه وحديثهم معاً ..اقسم داخله

انها ستندم على كل ماتحدثت به واقسم انه سياتي اليوم الذي ستتمنى قربه منها وهو الذي سيرفضها بجفاء قاسي (عهد)ومااصعب هذا العهد وما

اصدقه على لسان

(قاضي يحكم ويإمر ويتفاوض مع الآلاف من الأشخاص في نجع العرب ..وماذا بعد (عهد)وهو كفيل بتحقيقه فقط لمعاقبتها على كبريائها الهش !!...)


خرج من الحمام وهو يلف حول خصره المنحوت منشفه طويلة قطنية ...بدا في تجفيف وجهه وشعره بمنشفة اخره صغيرة امام المراة ..


دخلت حياة عليه بدون استأذان وهي تبحث بضيق على شيئا ما ...

نظر لها قال ببرود وهو يتتطلع على نفسه في المراة.... 

"بتلفي حولين نفسك كده ليه .."


بدات تبحث على الفراش وتحت الوسادة الكبيرة ولم تنظر له فقط ردت وهي تبحث بعينيها بإهتمام 

"اصل فردت الحلق وقعت مني الصبح ولسه واخد 

بالي منها ...."


فتح درج التسريحة وأخرج القُرْطُ منه قال 

"هي دي ..."


"لقتها فين ..."قطعت المسافة بينهم واقفه امامه ثم مدت يدها لتاخذها منه ولكن رفع يده لفوق قال بخبث.... 

"بلاش تتعبي نفسك قربي عشان البسها ليكِ "


توترت وارتبكات وارتفعت نبضات قلبها قائلةٍ بتلعثم بعد ان اكتشفت انه عاري امامها ولا يرتدي غير هذه المنشفة الكبيرة حول خصره المنحوت 

وشعره المبلل تنحدر بعد قطرات الماء على صدره العريض و ذراعه ...

"انا من رأيي كمل انت لبس لان انا قربت 

اخلص و...."


"هوووووش، اثبتي ..."مال عليها بهدوء ومسك شحمت اذنيها بين اصابعه ليداعبهم بيده بمكر 


ابتلعت ريقها بتوتر وضعف من جراة لمساته 

بدء يضع القُرْطُ لها ببطء وانفاسه الساخنة تداعب عنقها  ، شعرت بتخدير عقلها قبل... 

جسدها وهذا الضعيف ينبض داخل ضلوعها 

بكثرة شديدة ... 


بعد ان انتهى قبلها من عنقها بتروي

ووضع يده على خصرها محاصرها ، كانت تريد ان تهمس بإعتراض ولكن صوتها اصبح ضعيف من اثأر اثارته لها وهذه الحركات الخبيرة بفقدان هوايتها امام لمساته 

"اللعنه " صاح عقلها بها بعد ان أدركة انها اصبحت في لحظةٍ من الضعف تريح جسدها على الفراش 

ويلا العجب ابتعد سالم عنها قال ببرود 

"ياريت تقومي تكملي لبسك لأن مافيش 

وقت ادمنا "


اتسعت مقلتاها بصدمة وهي تراه يدلف مره اخرة الى الحمام بعد ان احضر ملابسه ..


علق ملابسه ونظر الى نفسه في المراة امامه 

بقسوة وجفاء 

"أنتِ اللي بدأتي ياحياة أنتِ الى بتجبريني اوريكي قسوتي ونفوري اقسم بالله كنت ناوي اعملك بما يرضي الله بس بعد مكالمتك دي وحقيقة صفقتك من البداية عشان بس تخليني اطلقك بعد مزهق من جفاكِ ليه وطريقتك معايا ! ، بس انا هقلب كل خططك وخداعك وكدبك عليه، اقسم بالله انا اللى هخليكِ  تتمني اقربي ومش هطولي ؟!"


(قسوتي )


..............................................

دلفت داخل السيارة بجانب سالم بعد ان وضعت ورد في مقعد السيارة في الخلف ....


"اربطي حزام الأمان ..."تحدث وهو ينظر امامه ببرود .....


مسكت حزام الأمان وحاولت وضعه ولكن لأ تعرف اين كان عقلها وهي تحاول وضعه ...

لتجده يميل عليها في لحظة، رفعت عيناها إليه بصدمه ووجهه الرجولي قريب جداً من وجهها الذي زاد إحمرارٍ مفاجئ من خجلها بلعت ماريقها  بتردد قائله ..."انت بتعمل إيه يــ .."


"مش هستنا كتير ياحضريه ، متأخرين .."هتف بها بصرامه حادة ..... 


"انت بتكلم معايا كده ليه انـ..."


"ماما !...."هتفت ورد بخفوت ونظرة ببراءةٍ الى حياة...


التفت سالم الى ورد ونظر لها بحنان بالغ لتتغير ملامحه في لحظةٍ لها هي فقط !..

"متقلقيش ياورد انا  بتناقش مع ماما مش اكتر 

ولا اي ياحبيبتي ..." نظر الى حياة بتحذير 

وابتسامة صفراء ....


اومأت الى ورد قائلة بإقتضاب 

"ااه بنتناقش ! مافيش حاجه ياورد .."


نظر سالم الى مرآة سيارة قال بحنان وهو ينظر الى ورد ..

"يلا ياورد الجوري عشان اقدمنا رحله خطيره مع 

الملاهي والمرجيح هااا مستعده ياوردة الجوري .."


ابتسمت الصغيرة بسعادة وحماس وكد تناست خوفها من صوت حياة العالٍ منذ قليل ، لترد عليه بسعادة .....طفوليه "مستعدى ياعمو ..."


"لو تقوليلي بابا هيبقى احلى اي رايك ليقه عليه 

بابا ولا عمو ..."قالها وهو يبتسم بسعادة لهذه

الصغيرة التي ان ابتسمت في وجهك او تحدثت ببراتها المعتادة تجبر قلبك على حبها إضعاف مضاعفة ...


ابتسمت ورد قائلة بسعادة .....

"اكيد بابا ليقه عليك اكتر ، انا بحبك اوي يابابا.."


رد عليها  بحنان وهو يحرك مقود السيارة 


"وانا بحبك اوي ياروح بابا .."


نظرت حياة له بحزن ، نعم سالم يعطي ورد الكثير والكثير من الحنان ولإهتمام وكآن والدها مزال يحيا امامها ..من قبل زواجهم وهو وورد في علاقة جيدة مع بعضهم علاقة الأب وابنته التي لطالما كلما راتهم تحمد الله على وجود سالم بجانب ابنتها وهذا اهم سبب يجعلها تصبر على معاملته  لها في الماضي وايضاً الحاضر !....


وصلوا سواين الى مدينة الألعاب هناك بعض الألعاب المبهجة للأطفال وايضاً للأكبار هي سعادةٍ من نوع خاص مرح ليس له مثيل ...


"واوووو انا عايزه اركب العربية دي يابابا تعاله معايا ..."هتفت ورد بحماس


"وكمان دي رهيبه اوي ..."هتفت حياة كالأطفال لهم وهي ترى هذه الارجوحة الطويلة العالية التي تشبه القطار في تصميم ..تلف بسرعه ويصرخ من بها بحماس مجنون...


"قلبك جامد ..."سألها سالم بإستنكار


نظرت له بتحدي قائلة بغرور ....

"اكيد قلبي جامد تحب تشوف بنفسك .."


اقترب منها قال ببرود... 

"ااه بصراحه احب اشوف .."


نظرت له بتردد وخوف فى هي لم تذهب يوماً لي مدينة الألعاب او حتى تجرب هذي الارجوحة المخيفه في نظرها ..ولكن هي تعشق العناد امام عيناه الباردة والمجردة  دوماً من اي مشاعر ...

"طب انا معنديش مشكله ، بس بلاش بقه عشان ورد متخافش .."


نظر لها قال بهدوء مريب ..

"ولا يهمك ورد هتروح تركب مُرجيحه تانيه وهخلي حد معاها ياخد باله منها يلا إحنا عشان عايز اشوف شجعتك ياحضريه ..."


"هااا ، ااه طبعاً يلا بينا بس انت هتيجي معايا ليه 

مش مستهله يعني دي مرجيحه..."قالت حديثها 

بخوف وهي تتطلع على الأرجوحة الدوارة ..


بعد ان وضع ورد على سيارة صغيرة للأطفال 

يقودوها الصغار بسعادة في حلبة مخصص لها ..

وضع احد بالمال لمراقبة ورد الصغيرة 

خلال نصف الساعة ...


وقف امام حياة  قال ببرود 

"مش يلا بينا ياام ورد ..."


"هقولك ا ..."سحبها معه لصعود  بها وهو الى جانبها ....


صعدت بإقتضاب وخوف من تسرعها في شجاعتها 

المزيفة امام سالم ...


جلس بجانبها ببرود ثم قال بخبث 

"مستعد ياوحش .."


"اااه ، امال دا انا هبهرك ..."قالتها بكبرياء يخفي أثار خوفها ودقات قلبها المتسرعة ..


بدات الأرجوحة بتحرك الأول ببطء فى شعرت 

حياه بلإرتياح ابتسم سالم بخبث لناحيه الأخرة 

لتبدأ الأرجوحة بالدوارن بسرعه شديدة ليصرخ الجميع بحماس جنوني ...وتبدأ هي الصراخ بخوف قائلة....

"يارب استرها ولمصحف انا هبله ومليش في اي 

حاجه يارب بلاش اموت في الحته ديه ونبي انا 

غلبانه انا غلبانه اوي ..."


بدأ سالم بي كبح ضحكته ثم قال بشموخ 

"متخافيش ياحياة مش هتقعي أنتِ مربوطه كويس في الكرسي ..."


بدات الأرجوحة تاخذ وضع الانقلأب في السير السريع لتبدأ حياة بصراخ قائلة وحجابها ينساب 

في الهواء بسبب انقلأب جلستها ...

"الحجاب هيقع هموت بشعري هموت بشعري 

هدي السرعه ياللي سايق إلهي تنستر ياحج هدي سرعه .."


انفجر سالم ضاحكاً قال من وسط ضحكاته

"يابنتي اسكتِ  اي الفضايح ديه ..."

صرخت بجنون وخوف..... 

"اسكت انتَ، اسكت انت السبب يارتني ماركبت 

يارتني ..."


"ااه فين الشجاعه مش انتِ الى قولتي هركبها وشورتي عليها ..."


"انا عياله بتسمع كلامي ليه ياكبير ياعاقل بتسمع

كلامي ليه انا عياله عياله ..ياحج هدي السرعه 

يارب متلاقي غدا في البيت يلي بتسوق بينا 

القطر ده..."هتفت بصراخ 


ضحك بشدة قال ....

"اقسم بالله لاسعه ، هو أنتِ فكره ان في حد بيسوق المُرجيحة دي بـ.."


قاطعته بصراخ جنوني.... 

"يعني إيه مفيهاش فرامل ياماااا ، يلا نط يلا نط ...."


هتف سالم وسط ضحكاته ....

"بس كفايه بطني وجعتني من الضحك .."


بدات الأرجوحة بدوران على شكل قضيب دوار 

صرخت حياة بزعر.... 

"بلاش اللفه ديه بلاش......... بلاش.."


حاول السيطرة على ضحكته قال بهدوء 

"حياة هاتي ايدك ..."


نظرت له قائلة بتوبيخ.... 

"عايز ايدي ليه ..لو بتفكر في قلة ادب يبقى انسى 

انا هموت على وضوئي ..."


حاول التماسك بالصبر قال.... 

"مش بحب اقول الكلمه مرتين هاتي ايدك .."


مدت يدها له بضيق من تملكه الحاد في هذا المكان وفي هذه الحظة ، اختفت يدها الصغير داخل 

كف يداه الرجولي الباحت ...هتف لها بحنان 

"سيبي نفسك وغمضي عينك وهيختفي خوفك 

في للحظة بس اسمعي كلامي ..."


نظرت له بتردد اومأ هو لها بحنان وابتسامة هادئه

تعبث الأطمانينة لقلبها ..فعلت ما امرها به 

شعرت بعدها بلأمان وليس فقط الأمان 

بل شعرت إنها كالطائر الحر الذي يداعبه الهواء 

بشدة ليجعله حراً طليق بين السماء الصافيه يمرح 

ويلهو بدون اي قيود !! هي كانت تشعر بهذه 

الحرية ولأمان بين يد سالم الذي تتشبث بها بإمتلاك..... 


"انا مبسوطه اوي يابابا المكان يجنن هنيجي هنا على طول صح ..."هتفت ورد بسعادةٍ وهي تلتهم شطيرة البرجر خاصتها ...


ابتسم سالم قال بحنان.... 

"اكيد ياروح بابا هحاول اعمل اجازه كل فتره كده ونقضي اليوم هنا ..."


نظرت له ورد بسعادة و قالت بحماس 

"بجد ؟...." 

قالت حياة بعفوية في الحديث وبسعادة 

لسعادة ابنتها الظاهره امامها ..

"اكيد بجد بابا مش بيكدب على ورد الجوري .."


رفعت عيناها ونظرت له وجدته يبادلها النظرة ببرود قاسي ...يتغير كل دقيقه عن الأخره إنفصام في شخصيته تقسم انه إنفصام ليس إلا ولكن هذا الإنفصام معها هي دوماً ؟...


نهض سالم قال بهدوء.... 

"انا هطلع برأ المطعم شويه ..."


"رايح فين .."سالته حياة بتردد 


"هشرب سجاير عندك مانع ..."رد ببرود ساخر


صمتت بإقتضاب من معاملته لها واكملت طعامها معه وابنتها على مضض...


وقف امام محل صغير يبيع الألعاب مختلفة الاشكال للأطفال ...

مسك دمية صغيرة على شكل عروسة 

انيق للحق الغريب انها تشبه حياة بهذا الشعر الأسود ولوجه الأبيض النحيف وعيونها السوداء وشفتيها الكريز بها بعض الأشياء من حياة ..

ابتسم بسخرية ....

على نفسه يمكن ان تكون الدمية لأ تشبه حياة الا 

بهذا الشعر الأسود ،ولكن عينيه تراها تشبهها ..

(اللعنه هل بدات تفقد صواب مشاعرك اتجاه هذه الفتاة !؟.).تساءل عقله باستنكار 

لم يجاوبه فهو ليس عنده اجأبه على سوأل صعب التفكير به ..


ابتسمت له البائعه التي كانت تنظر له بعملية 

وقالت بجدية... 

"تحب تشوف حاجه غيرها لو مش عجبه حضرتك ..."


"لاء هخدها و ياريت تجبيلي عروسه زيها او قريبه منها ..."


اومأت له بإبتسامة رقيقه ...


دلف لهم بعد ربع ساعة وجدهم يجلسون  بانتظاره جلس على المقعد امامهم قال بحرج ....

"اتفضلي ياورد الجوري .."


اخذت منه الصغيرة العلبة لتجدها دمية جميلة للغاية 

"الله حلوه العروسه اوي يابابا .....شكراً .."

هتفت ورد بسعادة طفوليه 


وضع امام حياة علبه متوسط الحجم ولم يتحدث 

نظرت له بعدم فهم وبدات تحدق به بإستفهام ..


تنحنح بصوته بحرج خفيّ حاول ان يكون بارداً


" انا هحاسب الندل  خلينا نمشي .."


ذهب سريعاً من امامها ..نظرت في العلبه المغلفة

لتجد دمية ملفتةٍ للنظر بهذا الشعر الأسود الداكن 

وهذه العيون السوداء ولوجه النحيف وفستانها 

الوردي الفاتح كانت جميلةٍ بطريقة اسعدت قلبها وكانها طفلة في الخامس من عمرها 

ابتسمت بحزن فهي لم تحظا ابداً بتلك الحظة البسيطة من صغرها لم ياتي لها احد بدميه او ألعاب  مثل الذي كانت تاتي للاطفال في سنها ...


"ماما أنتِ بتعيطي ..."سألتها ورد بتردد قلق..


مسكت العلبة بين يدها وردت  بابتسامة حزينة 

"لاء ياحبيبتي دى التراب دخل في عيني .."

مسحت عينيها بطرف اصابعها قبل ان يأتي 

سالم عليهم ....وقف امامهم قال بهدوء

"مش يلا بينا قبل ماليل يدخل علينا وحنا

لس هنا "


ضمت الدمية وهي مزالت في علبتها بين احضانها قائله بنبرة تحمل حزنها ودموعها المتحجرة

"ااه يلا بينا كفايه كده ..."


أنتِ كويسه ياحياة ..."سالها وهو يحدق بها  بإهتمام 


"ااه كويسه ، مش يلا بينا .."مسكت ورد بين يدها 

وبدات بسير للخارج هرباً من نظراته المتفحصة 

لها ...


                   ......................

التفتت حياة الى ورد في مقعد السيارة خلفها وجدتهت  نائمة في سباتٍ عميق ..


ابتسمت بإرتياح وسعادة فقط من اجل سعادة ورد ووجد سالم بهذا الحنان بجانب ابنتها دوماً ...


رمقته بنظرة عاديه وجدته ينظر امامه بتركيز ..


تنهدت بإرهاق وهي تنظر الى نافذة السيارة بشرود واتكات على اللعبة الذي بين يديها بإمتلاك ..

بعد صمت طال اكثر من ربع ساعة همست حياة 

وهي مزالت تحدق من ناقذة السيارة بحزن 

"شكراً  يادكتور سالم ..."


لم ينظر لها ولكن إكتفى بهمهمات بسيطةٍ لها ..


مزالت على وضعها راسها على نافذة السيارة السوداء وعينيها تسافر مع الطريق الفارغ مثل قلبها ...

"تعرف دي اول مره حد يجبلي هديه تلمسني 

بشكل ..."


رمقها بنظرةٍ عادية لم يرد ولم يجرأ على ان يرد بماذا يرد ؟....


تابعة وكانها تتحدث مع نفسها بحزن ..

"زمان لم كنت في الملجأ مع البنات الى في سني كانت دايماً بتجلنا هدايه من المتبرعين الاغنيَ او 

اللي حياتهم المادية مرتاحه ، كنت دايماً لم اعرف اليوم الى هيجي فيه المتبراعين يوزعه عليه انا وأخواتي الى في الملجأ الهداية استخبا في اي حته عشان محدش يشوفني لحد مالهدايه تخلص ويمشو وارجع اظهر تاني العب مع اخواتي وتفرج على الالعاب بتاعتهم الجديدة وألعب معهم واخر اليوم افضل اعيط لحد ماانام ، عارف كنت برفضهم ليه وكنت اخر اليوم بعيط ليه ..."


نظر لها بإهتمام لتكمل حديثها قائله بلهجةٍ مزالت حزينه يكسوها الحرمان .. 

"اكتر حاجه بكرهه من صغري إن الناس تتعامل معايا من باب الشفقه الأني يتيمه !...ولم كنت 

بعيط كنت بتمنى الاقي حد يديني للعبه من 

الى كانت بتكون مع اخواتي ، بس عشان بيحبني 

مش من باب الشفقه ....."

سالها باستنكار 

لدرجة.دي  الهدية فرقت معاكِ وإثرت فيكِ  .."


ابتسمت وهي تنظر  له بدموع متحجرةٍ في عيناها 

السوداء .."تعرف النهارده بنسبه ليه يوم مميز اوي 

لاني حسيت بطفولتي الى ادفنت من ساعة مدخلت الملجأ...."


صمت ونظر امامه بإنزعاج ليس منها لا بل منه لانه هو من ذكرها بالماضي وحرمانه ...


"اول مره اروح ملاهي واركب مُرجيحة "ضحكت بحزن قائله .." كان باين عليه واحنا راكبين

المُرجيحة العجيبة ديه ان عمري ماشُفته غير في 

تلفزيون وكان نفسي اجربها ويارتني ماتمنية كانت 

تجربه سيئه اوي ..."ابتسمت بسخرية واكملت الحديث  بسعادة ..

"بس كان اليوم جميل اوي عشان ورد كانت 

فرحانه اوي النهارده اول مره اشوفها فرحانه كده .

شكراً على كل حاجه يادكتور سالم بجد شكراً.. "


اغمض عيناه بقوة وفتحهم مره اخرة بستياء 

حديثها أثر به نظرته عنها بدات بالوضوح 

كان يكره كونها فتاة ملجأ ولكن ماذنبها في 

هذا الابتلاء ان تحيا فتاة ملجئ وتواجه مجتمع 

مريض نفسي ينظر الى فتاة الملجئ كانها عاهرةٍ

لا تليق بهم ولا تليق ان تكون منهم يوماً !...


يستلقون الأثنين على الفراش وعيناهم مثبته على 

سقف الغرفة وهناك ضواء خافض ينبعث من باب

الغرفة المغلقة ...


كل شخص يبحث داخله عن سبب معين لتصرفاته اليوم ...

حياة تبحث عن سبب تصرفها بالحديث الى سالم عن شيء يخص ماضيها وما كانت تشعر به من حرمان والأم منذ الصغر ....


وسالم يبحث داخله بتساءل عن هديته لها ولم هذه الدمية بالأخص هل كان يشعر بكل شيء تحياه في لماضي بدون ان تتحدث ؟...


زوبعات من الأسئلة التي تنهش عقلهم بدون توقف 

بعد صمت طال اكثر من الازم وهم على هذا الوضع 

تحدثت حياة فجأه بهدوء قائلة بتساءل

"هو فعلاً بنات الملجأ بيبقو ولاد حرام ..."


نظر لها باستفهام من خلال هذا الضباب المنير ليرى حزنها ادفين على وجهها الأبيض الذي شحب قليلاً من تفكيرها في الماضي ...

رد عليها بجدية قال ....

"محدش اختار يكون مين لم يكبر انا مخترتش اكون سالم شاهين ولا إنتِ اختارتي تكوني يتيمه و.."


عض على شفتيه بتوبيخ لنفسه يجب ان يهداها 

لا لي يذكرها بماضيها المظلم ...


"عندك حق بس انا دايماً بشوفها في عينك دايماً 

بشوف نظرت السخريه والاحتقار من اني جاي 

منين ..."


"حياة بطلي الكلام الاهبل ده انتِ خلاص بقيتي 

مراتي وام بنتي وانسي الكلام ده خالص .."

هتف بها بقلة صبر لا يريد ان يرى وجعها امام عيناه

مره اخره فضميره لم يصمت للحظة بعد حديثها هذا او حديثها قبل ....


هتفت له بحدة ، لعلها تقدر على اخرج نيران اوجع  الماضي من عقلها وقلبها ...

بنتك ، اوعى تكون بتعمل كده عشان شفقه عليه انا وبنتي إنت عارف اننا مش منتظرين شفقه منك ..


سحبها في للحظة الى احضانه وعلى صدره كانت تريح راسها وهمس لها بضيق وإمتلاك 

"ولا كلمه ، وااه ورد بنتي ، وإنتِ مراتي لحد اخر يوم في عمري وعقابك عندي ياحضريه انك هتنامي في حضني الليله دي ولو اعتراضتي يبقى جبتيه لنفسك يابنت إسكندريه ، فهمتي ولا اعيد تاني الكلام ....." 


لم تنطق بحرف اخر وكان إصابها شلل في كامل 

جسدها والغريب ان احضانه الذي كانت تظنها باردةٍ مثل معاملته كانت دافئة تجعلك تتمنى ان تحيا وتموت بداخل دفائها وشعور الأمان الذي انغمست به ...

وهذه الجروح الذي كانت تخرج ببطء من 

صندوق الماضي اللعين قد تناست مع اصوات نبضات قلبه المنتظمة تحت راسها ...لم تشعر بشيء بعدها الا النوم ....النوم فقط ذهبت له بإرهاق اليوم جسداً وعقلاً....


زفر سالم ما برائتيه بتعب من حديثها وصوتها الذي 

ألم قلبه وضع راسه على شعرها وهمس لها بثقه وهي غافيه ....

"هعوضك ياحياة.....بس لازم اقبل معوضك 

عن اللي فات ، اعقبك على خططك وكدبك عليه ...

               الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-