أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل السابع7بقلم دهب عطيه


 رواية ملاذي وقسوتي 

الفصل السابع

بقلم دهب عطية


تجلس على مقعداً  ما امام البحر وابنتها تجلس على 

الرمال الصفراء بجانبها ..كانت ورد تصنع قصر صغير من  الرمال الصفراء ...


خرج سالم من البحر بطلته المغرية لعينيها

بينما هالة من  الرجولية تحيط به ..

بهذأ الصدر العريض وعضلات ذراعه وقامة طوله وهيئته التي  دوماً تحرك قلبها اضعيف الهش امام

( سالم شاهين) وسحره الخالص ....


"هاتي الفوطه ياحياة ..."هتف سالم بهدوء وهو يتطلع عليها بمكر ولأنه يعلم بما تفكر وميقن تأثيره عليها ..


كانت شاردةٍ به وعقلها وعيناها ترسم جسده رجولي بجراةٍ لم تعهدها منها مطلقاً ...


نظر لها بخبث قال.... 

"سرحانه في إيه ياام ورد ..."


"هاا ولا حاجه ، اتفضل "مدت يدها له بالمنشفة


نظرت ورد الى سالم ببراءة  قائلة....

"اي رايك يابابا في القصر ده حلو مش كده ."


جلس  بجانبها على رمال الشاطئ قال بتأكيد مازح .."اكيد حلو بس محتاج اعادة ترميم ."


"مش فاهمة..."هتفت الصغيرة بعبوس 


بدا في صنع قصر اخر من رمال قال بحنان 

"يعني هنعمل واحد انا وانتِ جديد وهيبقى اجمل من كده ها اي رايك ...."


امأت له الصغير بايجابية هاتفة بحماس

"موفقه ، طبعاً "


بعد نصف ساعة من مرح سالم مع ورد الصغيرة ومشاكسته لها طول هذي الفترة ...


وضعت حياة يدها على بطنها بدأ آلام معدتها يتضاعف وبدأ وجهها بشحوب من عنف الآلام  ...


اقترب منها سالم قال بقلق ....

"مالك ياحياة انتِ تعبانه في حاجه وجعاكي."


اومات له بنفي والحرج يتأكلها ...


هتف بها بحدةٍ سائلاً

"لاء إيه انتِ مش شايفه وشك اصفر ازاي مالك ياحياة ..."


نهضت قائلة بحرج وخجلا من سؤاله

"مافيش حاجه يادكتور سالم انا هدخل ارتاح جوه شويه يلا ياورد ..."


لم تقدر على السير او انها شعرت ان اعصاب قدميها يؤالمها بشدةٍ فكادت ان تسقط ....


ذهب لها وحملها سريعاً قال بضيق من عنادها 

"عجبك كده اهوه كنتِ هتُقعي ياهانم .."


"سالم لو سمحت ..."


"ولا كلمه لحد ماندخل جوه ..."قاطعها بصرامة

وهتف بهدواء الى ورد... 

"يلا ياورد عشان تدخلي تغيري هدومك .."


"حاضر يابابا ..."


حملها على ذراعه ليدلف بها الى داخل الفيلا الصغيرة الى حيثُ الغرفة ....وضعها على الفراش قال ببرود....

"هكلم الدكتور يجي يشوف مالك ..."


ارتفعت حرارة وجهها احمرار من اصرار معرفته ماذا يحدث لها همست له بحرج ..

"سالم لو سمحت الموضوع مش محتاج دكتور دا .."


اخفضت مقلتاها في لارض تتفحصها بإهتمام 


"دا ، إيه مش فاهم حاجه ..."مرر يده على شعره بغضب من صمتها الذي يزيد قلقه عليها ..


"أنتِ هتفضلي ساكته كده كتير ماتنطقي ياحياه 

انا معنديش صبر ..."هتف بها مره اخره ولكن بحدةٍ


عضت على شفتيها قائلة بحرج... 

"ده معادها كل شهر وانا بتعب كده لمدة كام يوم وبخف تـ ..." لم تقدر على الإكمال ثبتت عيناها على يدها التي تقبض عليهم في ملابسها وكانها طفلة صغيرة فعلت شيء مخجلا لا تقدر ان تتحدث عنه  امام احد ...


مرر يده على شعره ببطء وحرج بعد ان فهم 

حديثها ثم علق على حديثها باستفزاز وعبث 

"اي ده هي بيتجيلك معقول ..."


رفعت عينيها بحدة إليه وتحولت في لحظةٍ للشراسة مهاتفة بصدمة.... 

"نعم ، قصدك اي بى ببتجيلك دي إنت مش شايف 

اني ست ولا إيه ..."


"بجد اول مره اخد بالي العتب على آلنظر ..."رد ببرود 


نظرت له بغلايان  وعين تشتعل من فظاظة حديثه 


تصدق انك انسان بارد ومستفز ..." 


مالى عليها في سهوةٍ وهمس لها ببرود 

"تؤ تؤ ازعل ولم سالم بيزعل ، بيزاعل جامد اوي اعاقلي ولمي لسانك واقولي ، امين .."


نظرت له بعدم فهم ، ومزالت راسه قريبه جداً منها

ردت عليه ببلاها ..."هاااا."


"اقولي امين ياحضريه علشان مخك ينور كده ونفهم بعض ونعرف نلمس سوا ..."


"نلمس ..."اتسعت مقلتاها وهي تنظر له بزهول


"ااه بس بعد مالاخت دي تروح لحالها ..."رد ببرود خبيث ، هو ماهر في للاعب على اوتأر قلبها الضعيف  ...


ظلت اعينهم معلّقة ببعضهم وانفاسهم الساخنة تداعب وجه الأخر بشدة ، ظلت هي تطلع عليه 

وعلى هذهي العيون السوداء المشتعلة دوماً  بالبرود (كيف تشتعل ؟وكيف بالبرود؟ هذا هو 

سالم شاهين،  وما يميزه عن غيره !؟)

و لحيته السوداء المرسومة على وجهه الرجولي بأتقان  لتذيد الجذابية إضعاف من ما تكن عليه ورائحة عطره ، ورائحة رجوليته الممذوجة معها يالله !....


ام هو فظلت عيناه مثبته عليها بتفحص وتراقب ملاحظ وكانه يرسم ملامح وجهها بعيناه ،

بيضاء وجهها الناصع احمرار وجنتيها خجلا

هذان الكرزتين المشتهيةٍ لقطمهم بقوة 

وكانها اصبحت هكذا خصيصاً لتغري عيناه عليهم 

رفع يده ليخلع عنها هذا الحجاب حتى تكتمل 

رؤية ملامحها بوضوح ، تسرعت انفاسها بشدة واشتداة عضلات جسدها خجلا اثارا الارتباك 

كل شئ في انٍ واحد أمام أفعاله الغريبة... 


همست له بإعتراض ....

"سالم إنت بتعمل إيه ..."


"هووووش كده احلى ..."قال حديثه وهو يمرر انامله في شعرها لينساب شعرها على يده

قال بصوتٍ اجش وهو يتطلع لها بإعجاب 

"أنتِ حلوه كده ازاي ...."


اتسعت مقلتاها من تصريحه الصادم لها.. 


بدأ يمرر إبهامه على شفتيها ببطء وتروي فقد السيطرة هذه المرة على رغبته في تقبيلها 

فهو اشتاق لتجربة قبلتهم مرة آخره .. 


شعرت وكان الهواء قد تجمد بينهم فترة.. 

واختفت اصوات الامواج الاتيه من الشرفة ..

بينما الرجفة داخلها تجعل اطرافها تهتز بقوة 

وتهديد لثباتها امام انفاسه الرجوليه التي تغمر 

انفها بشدةٍ وتهدم كيان الأنثى داخلها ... 


همست بحرجٍ.... 

"سالم  ابعد شوي عشان ..."


همس لها بشفاه شهوانية... 

"عشان اي ياحضريه ، إنتِ الى بتوصليني لكده "


قالت بعدم فهم ....

"بوصلك لي إيه مش فهمة ...."


اقترب اكثر من وجهها واصبح لا يفصل بينهم إنشأء رد عليها بجدية لا تناسب  جملته الساخرة بعبثٍ  "يعني مش عارفه انك بتفسدي اخلاقي ياحياة  "


"هااا ازاي يعني ...."


باغتها بانقضاضه على شفتيها يقبلها برغبة جامحه 

متاججة داخله مانعًا اياها من التفوه بالمزيد من الحديث الذي لم يجدي نفعاً مع رغبته في تقبيلها 

واخذ شفتيها في قبلة عاصفة من المشاعر الراغبة 

بها ....انحبست انفاسها من تعميق قبلته القوية 

ولحسية تلك ....تذوق مع قبلتها تلك طعم يختلف 

عن اول مره قبلها بعنف و همجية ...

كانت هذه القبله حاني ناعمة تحمل حنين لها 

حنين غريب ولذيذ في ذات الوقت .. شعر 

بسعادة تغمره حين وجدها تستسلم الى شغف 

قبلته بادلته الجنون بخجلا وعقدت يدها الأثنين 

حول عنقه بتردد جالي على جسدها الذي ينتفض 

مستجاب له بشدةٍ... تعمق وتعمق بين قبلة ذابت 

مشاعر رجل وامراه فقدُ الحب والشعور به... 


ابتعدت عنه مطالبه ببعضًا من الهواء واستجابا لطلبها ...


لهثت بحرجٍ ممزوج بالصدمة ايعقل ان تكون اقدمت على  ذلك بملء إردتها ....


نظر لها والى وجهها الذي يكسوه الأحمرار ثم الى 

ارتجاف شفتيها المغريتين كانها تحمسه لنيل عدد 

لأ نهائي من القبلات ، قاوم غريزته الجامحة بها 

وهتف باعتذار "حياه انااا "


"ممكن بلاش تكلم في اي حاجه تخص الى حصل 

دلوقت لو سمحت.... "قالت بترجي والخجل ينهش بها....


في هذه الأثناء دلفت ورد اليهم   هاتفة بتذمر 

"إنتو هنا وانا قاعده لوحدي ،ينفع كده يابابا .."


ابتعد سالم عن حياة ثم نظر الى ورد قال بحنان وهو يحملها وكانه لم يفعل شيء  منذ دقيقه واحده "صحيح اخص علينا بجد.."ثم نظر الى حياة بابتسامة جذابه قائلاً  

"تعالي نخرج بره ونسيب ماما ترتاح ، وكمان تعالي ساعديني نعملها حاجه دافيه تشربها "


حاولت التحدث بطبيعتها امامه حتى يختفي خجلها الجلي عليها ...قالت له حياة بحرجٍ  

"متتعبش نفسك انا مش بشرب حاجه دافيه لان مش بيبقى ليه نفس لحاجه ، انا بس محتاجه انام شويه.."


"اكيد هتنامي وترتاحي ، بس مش قبل متشربي حاجه دافيه ، هعملك نعناع "

ثم نظر الى ورد قال بمزاح تحت أنظار حياة ....

تعالي ياورد الجوري معايا عشان انا فاشل في الحاجات دي اوي واكيد إنتِ شاطره زي مامي مش كده "


ردت الصغيرة بفخر ....

"طبعاً يابابا انا شاطره اوي ، تعالى عشان اساعدك .."


خرجوا الأثنين من الغرفة وسط ضحكات سالم المشاكساً لورد .....


ابتسمت حياة بحرج على افعال سالم منذ قليل 

وافعاله الكوميدية مع ابنتها ، مررت اناملها على شفتيها بحرج وخجلا من استسلامها امام جرأة 

قبلته .....


___________________________


دلف الى الغرفة بعد عشر دقائق وجدها تجلس على الفراش شاردة بخجل... ابتسم حين اتى في ذهنه قبلتهم منذ قليل .... ثم تلاشى ابتسامته  وهمس لها بخشونة "انعناع ياحياه.... "


نظرت له بحرج ثم همست بخفوت 


"تسلم ايدك "


ابتسم بسماجة قال...

"طب دوقي الأول .."


مسكت الكوب بين يدها ثم ارتشفت منه قليلاً 

لكن سرعان ما تغيرت ملامحها بعدم رضا ثم 

ابتلعت مابفمها ثم رفعت عيناها له قائلة ساخرة 

بمزاح خفي.. 

"لإ بجد روعه ....ابهرتني.... "


"انا شامم ريحة تريقه هو النعناع في حاجه غلط. 


ابتسمت له بتردد ثم ارتشفت منه قليلاً مرددة بي 

"اكيد النعناع مفهوش حاجه غلط لانه مش

موجود اصلن.... "


اتسعت عيناه بعدم فهم ثم قال 

"مش فاهم  امال ده إيه ؟.."


ضاحكة بخفوت على ملامحه وعيناه المراقبة لها ثم همست "دا.... دا بقدونس... "


"بقدونس ازاي يعني هو مش النعناع اخضر "


انفجرت حياة ضحكاً على جملته وقالت


"هي اي حاجه خضراء وخلاص "


مرر يده على خصلات شعره بيأس قال بإحباط زئف

"كنت عارف اني هفشل ، بس الفشل المره دي صعب تحمله.... "


ارتشفت من الكوب بتلذذ قائلة بلامبالاة

"معلشي متعوضه ..."


ضيق عيناه وهو يتطلع عليها قال بمراقبة وشك سائلاً

"طب إنتِ بتشربي ليه مش طلع بقدونس ولا 

انتِ اي حاجه على بؤقك "


وقف المشروب في حلقها بعد تصريحه السمج

ثم همست من بين سعالها ....

"ياساتر يارب التعامل معاك صعب اوي... "هادئة قليلاً من السعال ثم همست بضيق 

"انا بشربه عشان هو مفيد لكل حاجه بمافيهم وجع المعده بكل انواعها وكمان لحسن الحظ انك مش حاطت سكر وده افضل عشان بيتشرب بنفس 

الطريقه الى بشربها يعني انت فشلك كان بمكسب 

برده هااا هتسبني اكمل الكوبايه ولا اركنها على  جمب.. "


فغر شفتاه قال وهو يتطلع على الكوب الفارغ بين يدها... 

"سلامت النظر ياحضريه أنتِ شربتي الكوبيه كلها اصلن ..."


نظرت إلى الكوب الفارغ ثم الى عيناه قائلة بتوجس 

"سبحان الله..... من حلوتها شربت نفسها "


انفجر ضاحكاً قال بستياء داخله ...

"الى جاي معاكِ اصعب من لفات "


...........................................

بعد مرور تلات ساعات 

كان يقف امام المرآة يهندم ملابسه بهدوء 


خرجت من الحمام  بعد ان اخذت شور بارد بعد ساعتين مواصلين من النوم والتعب الشديد 

خرجت اليه وكانت ترتدي بِجامة خضراء 

صيفي أنيقة 


غمرت أنفه رائحة الياسمين الخالص اغمض عيناه  يهدا من بعثرت مشاعره امام هذه الحياة ، لها سحر خالص خاص مميز كل مافيها مثير  كل مابها 

يحرك رجولة دفنت تحت رماد حياته العملية  لتنعشها حياة بدون مجهود منها ! ؟..


"سالم سرحان في إيه "


نظر لها قال بفتور.... 

"في دنيا.... بقيتي كويسه دلوقتي "


اشاحت بعينيها بعيداً  عنه وقالت بحرج 

"اه الحمدلله "


وقفت مكانه امام المرآة  وبدأت تمشط شعرها بتمهل وبطء ....تطلع عليها محدق في تفصيل وجهها الرقيق وشفتيها المكتنزة الحمراء الذي طال التحديق بها بشهوانية ليتذكر قبلتهم ويغمض عيناه بغضب ..... تمتما بتوبيخ  من نفسه 

"ماتعاقل كده ياسالم اي اول مره تشوفها "


"اااه "تأوهات فجأة  نظر لها بقلق واقترب منها  سائلاً  "مالك ياحياة فيكِ أيه "


نظرت له وكد تناست وجوده معها في الغرفة قالت 

بتمهل "مافيش دي تعوري بسيطه في ايدي فى لمستها بالغلط.... "


اقترب منها ومسك يدها وسط صدمتها حدق في 

يدها قال بضيق "اتعورتي فين... "


ب"صراحه مش فكره... "ردت ببلاها  


زفر بستياء من تصرفها..... ثم نهض ودلف الى الحمام وعاد إليها  بعلبة الإسعافات ..

قال بهدوء وهو يجلس على  الفراش وهي بجانبه 

"هاتي ايدك "


"هتعمل أي ياسالم دى خدش بسيط في صوبعي مش مستاهل.... "


رد عليها بعدم اكتراث.... 

"عارف هلزقلك عليه ملصق طبي عشان يلم بسرعه"


نظرت له والى هذا الحنان المشع من عيناه القاسية

نعم عيناه برغم من حنانهم الى انهم جمرتين مشتعلتين بالقسوة والبرود ولغريب آن بعد هذا 

يحملون الحنان ولأهتمام لها ولابنتها ورد... 


نهض هو بعد ان انتهى ، قال بشموخ 

"انا هنزل مطعم قريب  من المكان الى احنا فيه هجيب اكل لينا وهاجي وهاخد ورد معايا عشان 

ترتاحي..... "


نظرت له ولم تعقب....


.................................................

نظر وليد آلى سالم الذي يخرج من الفيلا الصغيرة ممسك بيد ورد ، يصعد السيارة والصغيرة بجانبه ،

انتلقت السيارة تحت أنظار وليد.... 


زفر وليد بغضب قال ....

"اخيرا سبتها  لواحدها دا انا كنت قربت افقد صبري ....."


مسك هاتفه قال بعبث ساخر....

"ابشري ياريهام سالم أخيراً  ساب العروسه 

ساعه"


ردت ريهام قائلة بشر شيطاني سريع ...

"طب كويس اي رايك  نحط البنزين جمب نار ونقرأ الفاتحه سواه عليها... "


ابتسم بسماجة قال..... 

"ااه يعني اموتها وأنتِ حلال عليكِ سالم وفلوسه......ووليد يبقى طلع من المولد بلا 

حمص.. "


سائلة بإمتعاض ...

"يعني انت قاعد عندك بقالك اسبوع ومراقب الشليه طول الوقت ليه اي الخطه يعني الى هتخليني اخلص من حياة وتبعد عن طريق سالم للأبد... "


رد عليها بغرور قال.... 

"متقلقيش حياه هتبعد عن سالم وبإردتها كمان وعلى ايدي.. "


همست له بعدم فهم 

"ازاي يعني.... "


رد عليها بنفاذ صبر... 

"الفتره الى راقبتهم فيها دي عرفت ان سالم مش مديها ريق يعني التعامل مابينهم معدوم بمعنى 

اصح .. "


إتسعت ابتسامة ريهام قال بتشفي ...

"بجد ياوليد يعني سالم مش طيقها... "


"ده الى ظاهر ادامي ويارب يكون صح.. "


ثم تابع قال بملل 

"هكلمك تاني لم اخلص الى هعمله ... "

أغلق الخط في وجهها  قبل ان يسمع الرد 


كانت تجلس على الفراش تعبث في هاتفها بملل 

صدح الهاتف بين يدها برقم غير مسجل فتحت الخط قال بتردد

"الو ...."


"حياة ممكن تنزلي دلوقت مستنيكي على البحر ادام الشليه .."


همست بتوجس ...

"ممكن اعرف مين معايا... "


"لم تنزلي هتعرفي..... بسرعه ياام ورد... "


إتسعت عيناها بتوتر من هذا المجهول الذي امرها واغلق الخط سريعًا وكانه ميقن أنها ستذهب اليه

ترددت في الهبوط  اللاسفل لرأيت هذا المجهول 

ولكن بعد دقائق حاسمة الأمر بآن تنزل له وتعرف ماهوايته ومن اين علمى بأسمها واسم ابنتها... 


ارتدت عباءة  محتشمة وحجاب ملفوف حول راسها بأحكام وكان الهاتف بين يدها فاذا شعرت 

بشيء مريب من هذا المجهول الذي يعرف اسمها واسم ابنتها ستجري اتصال بي( سالم شاهين )


وقفت امام البحر وتطلعت الى هذا الشخص الذي يقف ويوليها ظهره يرتدي بنطال جينز وتيشرت  قُبعه تخفي ملامح وجهه قليلاً... 


همست بتردد....

"حضرتك  مين وعايز إيه .. "


استدار لها وابتسم بمكر وهو يبعد القبعة عن وجهه قليلاً  بدون ان ينزعها ...


شهقت داخلها وبتوتر ثم قالت بثبات ...

"وليد أنت بتعمل اي هنا ....اقصد سالم مش 

موجود و"


قاطع حديثها قال وهو يقترب منها ، وقف امامها قال بخبث 

"انا مش جاي عشان سالم انا جاي عشانك أنتِ ياحياه.... "


ابتعدت عنه قليلاً بحذر وقالت بشك..   


""جاي عشاني ازاي يعني  "


قطع المسافة مره أخرى بينهم ووضع يده الأثنين على ذراعيها بوقاحة وقال بصوت شهواني 

"انا بحبك اوي ياحياة وعايز اتجوزك ، انا عارف انك مش بتحبي سالم وهو كمان مش بيحبك ومش عارف قيمتك لكن انا عارف قيمت الجمال ده كله واعرف اقادره اوي.... "


مالى عليها ليقبلها من شفتيها ، ابتعدت عنه سريعاً 

وصفعته على وجهه بقوة وقالت بنفور ....

"انت اتجننت أنت  ازاي تكلمني كده ازاي تلمسني اصلن بشكل ده لو سالم عرف اقسم بالله ماهتشوف الشمس تاني.... "


وضع يده على وجنته ناظر لها بشر ثم همس بمكر 


"صحيح ماهو القتل مش جديد عليه ماهو قتل اخوه قبل كده هستبعد انه يقتلني  يقتل ابن عمه.... "


نظرت له بتراقب وجسدها  اهتز من برودة

حديثه.... "أنت  بتقول إيه انت اتجننت.. "


"اي ده هو أنتِ متعرفيش ان سالم هو الى موت اخوه في حادثة العربيه متعرفيش ان موته بس 

عشان يورث مكانه وتبقي مراته زي حسن وبنتك 

تبقى بنته هي دي خطط سالم من زمان لأن كان بيغير من حسن اوي ولغيره نهشت فيه اكتر  لم ظهرتي إنتِ في حيات حسن عشان كده مقدرش يشوف حسن مبسوط في حضنك فى قرار

يقتله... "

قاطعتة بصراخ حاد.... 

"كداااااااااااااااااااااب سالم عمره مايقتل.. "


اقترب منها قال بشظايا ماكرة....

"سالم قتال اقتلا افتحي عينك وأنتِ هتعرفي ان قاتل وقتل اخوه ويتم بنتك وخلاكي ارماله بعد 

سنه واحده من جوازك بحسن... "


ظلت عيناها مسلطه على لأ شيء وجملته تثبت في روحها الهش كالوشم  ثم همست قائلة بثبات عكس 

عواصف الخذلان الذي تفيض داخلها بألم... 

"عندك اثبات على كلامك ده  "


ابتسم بخبث بعد ان راء عينيها التي بدأت تعرف الدموع طريقها .....

"للأسف معنديش دليل لأن سالم ذكي اوي وعمل كل حاجه على مايه بيضاه.... "


نظرت له و قالت بغضب ونفور الى وجهه البغض 

"أنت كداب ياوليد سالم أنقى من أن يعمل كده 

واوعى  تكون فاكر اني مش بثق في سالم انا بثق فيه ثقى عاميه وسالم وحسن كانو


 اكتر من أخوات وكانوا  بيحب بعض وعمر ما كان في بينهم مشاكل ولو حتى  صغيره.....  انا عارفه ان في جاني هو اللي دبر حادثة العربيه اللى عملها حسن لم مات، ونيابه اكدت ان الحادثه 


بفعل فاعل بس الفاعل ده مش سالم دا شخص ميعرفش ذرة الرحمه ولا يعرف ان ربنا منتقم جبار ومصيره يبان ....امأ بقه كلامك وكدبك ده كله ملوش معنى غير حاجه واحده انك


 بتغير من سالم وعايز تبعدنا عن بعض وبعدين تجوزني عشان تحس انك فوزة في حرب واحدة ادام سالم شاهين مش ده أقصى طموحك لجواز مني.. "


نظر لها بغضب ظن إنها صدقة الحديث وستطلب الطلاق من سالم او ممكن ان تنتقم منه وتقتله كما 

فعل هو مع حسن مسبقاً !ولكن الرد ولثقة الذي تحملها لسالم ولأحترام الذي يشع من عينيها السوداء أحبط مخطط الشيطان الخاص به 

ونظر لها قال ببرود.... 

"إنتِ ظلماني ياحياة بكره تعرفي انك متجوزه قاتل ومش اي قاتل ده قاتل جوزك حسن .... "


غادر وتركها تعاني من وشم كلماته التي اخترقات روحها  !.... 


-------------------------------------

تجلس على سفرة الطعام تقلب في طبق امامها بشهي إنفقدت بعد حديث هذا الشيطان لها والأسوء

انها لم تتحدث الى سالم في الموضوع فهي تخشى عليه بشدة من تهوره في تعامل مع هذا الشيطان الذي ياللقب بابن عمه.... هناك شعور بمرارة حديث


 هذا الوغد لها هي على  يقين ان سالم لم يفعل ومستحيل ان يفعل ولكن يالله لكل منا شيطان يزرع داخلك الشك و وسواس للعين ، بشكل يرهق ثقتك الكبير في نفسك وفي من حولك.. 


"مالك ياحياة مش بتاكلي ليه... "


نظرت له وابتسمت ابتسامة لم تصل الى عيناها

وقالت بهدوء.... 

"لا أبداً  مافيش انا بس شبعانه ومليش نفس.. "


ترك الطعام هو أيضاً وأضاف بهدوء.. 

"انا كمان شبعت شيلي الأكل وطلعي اطمني على ورد فوق لحسان تكون اقامت من نومها "


عضت على شفتيها بتوبيخ لنفسها فهو ترك الطعام 

بسبب رفضها للاكل ....سائلا عقلها باستنكار 

(ماذا يعني هذا ؟) ابتسمت بسخرية على سؤال الذي يدور داخلها فهي مهم بحثت عن تصرفات سالم معها تجد نفسها في مغارةٍ من المشاعر المختلفة عليها هو كهف بارد غامض مظلم وهي بدون إضاءةٍ لن تسلك إليه أبداً ؟!.. 


وضعت امامه القهوة في شرفة غرفتهم التي تطل 

على البحر مباشرةٍ.... كان يضع على الطاولة الصغيرة  الذي امامه الاب توب ويعبث به بإهتمام... رفع عيناه لها قال بصوت أجش

" شكراً ياحياه تعالي قعدي معايا شويه... "


نظرت له بتوتر ثم قالت بخفوت ...

"لأ اصل داخله اخلص شوية حاجات في

لمطبخ و "


كان يبعث في لاب توب بأصابعه قاطعها قال بغرور 

مش مهم اي حاجه تتأجل عشاني ولا انتِ ليكِ رأي تاني . "


نظرت له ثم جلست على المقعد مقابل له  اشاحت بعينيها الى المنظر الخلاب حيث البقعة الزرقاء ولأمواج المتمردة عليه... 


نظر لها وهو يرتشف فنجان قهوته سائلاً بشك 

"متأكده ان مافيش حاجه مخبيها عليه .."


اومات له بدون رد بي (نعم )


"انتِ خرجتي النهارده لم نزلنا انا و ورد للمطعم "

كانت عيناه ثاقبة عليها تتراقب عيناها وتوتر جسدها الملاحظ من سؤاله ...


"لأ مخرجتش..... بتسأل ليه... "


تطلع على الاب توب قال بخشونة ...

"يعني إيه مخرجتيش مابين  في كاميرات المراقبه

انك كنتِ واقفه على البحر بعد ماخرجنا بساعة.. "


وقع قلبها في قدميها وهي تردد جمله واحده 

قالتها بمعجزة "  كاميرات مراقبه....... 


                    الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-