رواية اخو البنات
الجزء الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر
بقلم ياسر عوده
روايه أخو البنات ( الجزء الحادى عشر )
توقفنا فيما سبق حينما قالت اسراء ان الشخص اللى ضرب صفوان يبقى اخوها .
فجر : اخوكى ازاى مش فاهمه ؟
اسراء : اخويا يا فجر ، شقيقى .
فجر : ودا ظهر امتى ، وكان فين ، وليه مقولتيش عليه قبل كدا ؟
اسراء : هحكيلك كل حاجه ، بس توعدينى ان انتى تسعدينى .
فجر : احكى شكلك وراكى مصايب .
ثم قامت اسراء بقول كل شيء لفجر ، شعرت فجر بالصدمه مما سمعته ، وقالت لها : يعنى انتى سبتى اهلك وعلتيك علشان خيفه الناس تعرف ان انتى من اسره فقيره ، بذمتك انتى وحده عندك عقل او عند احساس ، يعنى اخوكى بعد اللى عمله دا كله عشانك تسيبيه ، وفى الاخر حصل ايه هو عند اصل ولما شافك فى موقف زى اللى حصل مسبكيش وودا نفسه فى داهيه علشانك ، بصراحه انا شيفاكى واطيه اوى اوى يا اسراء .
اسراء : انتى عمرك ما هتفهمى يعنى ايه تعيشى فى اسره فقيره ، مش هتفهمى الحرمان اللى حسيت بيه انا واخواتى لما بابا مات ، مش هتفهمى يعنى ايه تبقى مذيعه مشهوره وكل اللى حوليكى يقولوا انا عشت فى فرنسا او امريكا ، وكل واحد فيهم بيتكلم على عيلته واصوله اللى بنت باشا واللى ابن بك ، بس انتى مش هتفهمى كل دا ، انتى وحده اتولدتى وفى بوقيك معلقه دهب ، اى حاجه بتجيلك قبل ما تطلبيها ، مش هتستنى شهرين او تلاته علشان تشترى جزمه او شنطه عدله تروحى بيها الكليه ، انتى وانا مختلفين اوى فوق ما تتصورى يا فجر .
فجر : يمكن تكونى بتتكلمى صح ، انا وانتى مختلفين ، فعلا انا مفيش حاجه حبيت اجبها ومجتليش ، كل حاجه تتخيليها جتلى ، بس بردو فى حجات مقدرش اشتريها بالفلوس ، جوزك اللى هو اخويا مقدرش اغيره بالفلوس ، اخويا عنده استعداد يبعنى لو هجبله التمن المناسب ، معندوش مشكله انى اعرض نفسى على اى واحد لو دا فى مصلحته وهيحققله نجاح فى شغله ، عرفه وانتى بتحكى انا اتخيلت ان اخوكى اخويا ، بس لمده دقيقه ، عرفه سعتها بس حسيت انى ليا سند وضهر اتسند عليه ، اخوكى لو شافك عريانه يغطيكى بلحمه ودمه ، واخويا لو شفنى متغطيه يعرينى علشان الناس تتفرج وتدفعله اكتر .
اسراء : ماشى يا ستى ، انا اللى غلطانه ، ومعنديش اصل ، ارتحتى ، انا مستقبلى ضاع ، انتى عرفه كل القنوات والسوشيال ميديا مش هتتكلم غير على المذيعه المشهوره اللى من عيله فقيره وكانت مخبيه دا وعمله نفسها بنت بشوات ، وان اخوها شغال جرسون بمطعم ، وكمان طبعا علشان خاطر صفوان اشهر مذيع بالبلد هيقولو ان اخويا بلطجى او حتى ارهابى ، وانا ابقى اتدمرت رسمى ، حتى اخوكى اكيد هيطلقنى بعد الفضايح اللى حصلت ، وطبعا علشان يراضى صفوان وميسبهوش .
فجر : هو دا كل اللى بتفكرى فيه ، دا اللى يهمك ؟
اسراء : اومال انتى عوزانى افكر فى ايه اكتر من مستقبلى اللى ضاع ؟
فجر : فكرى فى اخوكى اللى اترمى فى الحبس هتعمليله ايه ، فكرى فى مستقبله ، انتى قولتيلى انه بكليه الطب ، دا ضحى بنفسه وبمستقبله علشانك ومن غير تفكير ، وانتى كل اللى همك نفسك وبس .
اسراء : انا مطلبتش منه يعمل حاجه ، اكيد كنت هتصرف مع صفوان باى شكل ، اكيد كنت هلاقى طريقه احسن من اللى هوه عمله دا .
قامت فجر وقبل ان تترك اسراء وتذهب قالت لها : انتى ازبل وحده انا قبلتها بحياتى ، انا ندمانه انى عرفت وصحبت وحده زيك ، اخوكى اللى انتى بعتيه دا انا هشتريه ، هعمل اى حاجه علشان اخرجه ، عرفه انا مستعده ابوس ايده علشان يعتبرنى اخته ، فعلا انتى وسامر تستهلو بعض ، انتم شبه بعض اوى ، اكنى قاعده مع سامر ، ثم تركت فجر اسراء وذهبت .
ان انتقالنا الى قسم الشرطه ، نجد ان نور واقف امام احد امناء الشرطه المكلف بكتابه المحضر ، وطلب امين الشرطه من نور ان يعطيه بطاقه الشخصيه للتحقق من اسمه ، وحينما شاهد امين الشرطه انه طالب بكليه الطب استغرب من الامر واراد معرفه نور بشكل جيد وسئله : هو انت طالب بكليه الطب ؟
نور : ايوه يا فندم ، فى اخر سنه .
امين الشرطه : طيب اقعد استريح شكلك ابن ناس ومش وش بهدله .
جلس نور على كرسى امام مكتب امين الشرطه وبداء امين الشرطه بالتحدث اليه وقال : طيب واحد زيك ابن ناس ومحترم وفى اخر سنه فى كليه الطب وخلاص هتبقى دكتور ، ايه اللى يشغلك جرسون فى مطعم ؟
نور : انا المسئول عن البيت يا حضره الامين ، وكنت لازم اشتغل واصرف على نفسى وعلى امى ، واخواتى البنات قبل ما يتجوزو .
امين الشرطه : لا حول ولا قوه الا بالله ، طيب انت ليه ضربت المذيع اللى اسمه صفوان دا ، انت متعرفش هو هيعمل فيك ايه ، انت مع الرأفه هتتحبس تلاثه سنوات ، انت كدا مستقبلك راح .
نور : قسمتى ونصيبى يا حضره الامين ، ربنا رايد كدا ، هو اكيد ليه حكمه فى قدره .
امين الشرطه : مهو ربنا مقلناش نضرب الناس يا نور بالشكل دا ؟
نور : قولى يا حضره الامين ، لو لقيت واحد بيتحرش ببنت وبيساومها عن شرفها وعرضها ، هتعمله ايه ؟
امين الشرطه فى عصبيه : دا انا كنت كلت كبده وهو صاحى .
نور : اهو انا بقى لقيت المذيع دا بيحاول يعمل كدا مع اختى ، كنت اقف اتفرج ولا اعمل اللى عملته .
تبسم الامين وقال له : لا انت عملت الصح يا نور يابنى ، وربنا مش هيسيبك واكيد هيسعدك .
نور : ونعمه بالله يا حضره الامين .
وبعد ان انهى الامين المحضر ، استدعى احدى العساكر وطلب منه ان يضع نور بالحبس ولكنه قال له : بص يا عسكرى نبه على الاوباش اللى فى الحجز ان نور دا زى ابنى ، والله اللى هيمسه بحاجه او يدايقه وربى الكعبه لهندم اهله عليه وهعمل منه عبره للكل .
العسكرى : حاضر يا باشا ، متقلقش انا مش هخلى حد يجى نحيته .
اخذ العسكرى نور ووضعه بالحبس ، ومنذ ان دخل نور الحبس وهو يشتكى حاله لربه ، ويدعى ان ربنا يفك حبسه ويساعده على اللى هوه فيه .
حينما عرف بسام صديق نور بما حدث ، ذهب اليه بالقسم لرؤيته ، ولكنه لم يستطيع زيارته ، فهذا الامر يحتاج الى تصاريح بالزياره واجراءات كثيره ، وعندما يأس من زيارته ذهب الى منزل امه اميره ليخبرها بما حدث ، حينما سمعت اميره ما حدث مع ابنها نور اخذت تصرخ وتبكى كثيرا ، ولكن اخذ بسام يهدء من روعها ، وطمنها بانه لن يتركه ، وانه ذاهب لتوكيل محامه ومحاوله اخراجه من الحبس .
ذهب بسام ليبحث عن محامى جيد لنور ، اما اميره فحاولت الاتصال بابنتها اسراء لنجده اخيها ومساعدته ، ولكن حينما وجدت اسراء اتصال امها علمت انها سوف تحدثها وتئنبها على ما حدث لاخيها ، وكانت اسراء تفكر بمستقبلها ولم تكن فى حاله تسمح لها سماع عتاب امها ، لذلك لم تقم بالرد عليها ، وحينما يأست اميره من الاتصال بابنتها اسراء ، قامت بالاتصال بابنتها الاخرى اسماء ، وحينما اجابتها اسماء وعرفت ما حدث اخبرتها اسماء انها مع زوجها باحدى المدن الساحليه باجازه ولا تستطيع الرجوع الى القاهره الان وان مازال امامها اسبوع على الاقل ، وعرضت عليها ان تنتظر حتى عودتها ، فاغلقت اميره الاتصال بوجه ابنتها اسماء حينما سمعت ردها .
فى الوقت الذى تهربت فيه اسراء واسماء من امهما اميره ، كانت فجر قد توجهت للمستشفى التى بها صفوان واخيها كان يلازمه ، لم يحضر ضابط الشرطه بعد لاخذ اقوال صفوان ، فما سيقوله صفوان هو ما سيحدد مصير نور ، ودخلت فجر لغرفه صفوان ووجدت سامر جالس بجانبه ، وكان صفوان قد افيق من الاغماء الذى حدث له بعد وصوله للمستشفى ، فرح سامر بقدوم فجر وظن انها قادمه من اجل الاطمئنان على صفوان وتصليح العلاقه بينهم ، ولكن لم يكن يعلم ان فجر هى من سوف تجعل صفوان يتنازل عن المحضر الموجه لنور ، وسوف تجبرهم على تقبل الامر .
روايه أخو البنات ( الجزء الثانى عشر )
توقفنا فيما سبق حينما ذهبت فجر لمقابله صفوان وكان معه سامر اخوها وكانت تريد اجبارهم على تنفيذ ما تريده هى .
جلست فجر واخذت تتحدث لصفوان وسامر وقالت لهم : طبعا هيجى حد من الشرطه علشان ياخد اقوال صفوان ، وطبعا صفوان هيخسف بنور الارض .
سامر : مين نور دا ؟
فجر : نور اللى ضرب صفوان ومسح بيه الارض .
صفوان وهو متعصب : احفظى لسانك ، انا هفرجك هعمل فيه ايه ، انا هخليه عبره للناس كلها .
فجر : صحيح نسيت اقولك ان انت هتتنازل عن المحضر ومش هتتهم نور باى حاجه .
سامر : انتى تعبانه يا فجر ، فيكى حاجه يعنى ، وايه هيخليه يعمل كدا ان شاء الله يعنى ؟
فجر : انا اقولكم ليه هيعمل كدا ، بص يا صفوان ، مهو انت لو اتهمت نور طبعا بما انك اشهر مذيع بالبلد ، هتبقى قضيتك محط انظار كل الناس ، وهتبقى ماده ضخمه للاعلام ، وطبعا مواقع التواصل هتتكلم فيس على تويتر على يوت يوب ، وغرهم وكل واحد هيقوله كلمه ، وممكن يجى حد ابن حلال يسربلهم ان انت كنت بتحاول تتحرش باخته المذيعه المشهوره مرات رجل الاعمال المشهور وبتساومها علشان البرنامج الجديد ، وطبعا اى راجل هيشوف اخته بيحصل معاها كدا مش هيسكت , ولا ايه يا سامر باشا .
سامر : اخو مين انت اتجننتى يا فجر ولا ايه ؟
فجر : صحيح معذور منتا متعرفش ان نور اللى ضرب صفوان يبقى اخو مراتك وهى مكنتش قيلالنا .
صفوان : حتى لو اللى بتقوليه صح ، صوتى انا اعلى وهنكر كل دا ، وهو مجرد حيوان واخرص ملهوش صوت محدش هيسمعه , وكلامه قصاد كلمتى ملهوش اى لازمه .
حينها وضعت فجر رجل على رجل وقالت له وهى مبتسمه ابتسامه مخيفه : هو انا مقولتلكش ، تصدق انا الغلطانه حقك عليا ، دا غلطى صدقنى ، اصل انا اللى هوصل كل المعلومات دى للصحافه والقنوات الفضائيه ، وللمواقع الكبيره كمان ، طبعا كل القنوات المنافسه لقناتنا تتمنى وقعه زى دى ، وبين يوم وليله نور هيتحول بطل ، وانت يا صفوان يعينى عليك هتتركن على جنب ، مهو الناس هتبطل تصدق شعاراتك الكدابه وهيعرفوك على حققتك ، وانت يا سامر صعبان عليا اصل القناه بتعتنا هتبقى سمعتها فى الارض ، عرفتوا بقى يا حلوين ليه انتم هتسمعو كلامى وتنفذوا كل اللى انا قولته .
كان كلام فجر لسامر وصفوان مصدم للغايه ، لم يتوقع اى منهم ان فجر تستطيع ان تفعل ذلك بهم ، كان جميع كلامها مقنع للغايه ، كانت قد رتبت افكارها فى وقت قصير ، فهى تفهمهم جيدا وتعرف كيف تجبرهم على تنفيذ جميع طلباتها ، وعجز سامر وصفوان عن التحدث ، وقامت فجر لتغاذر الغرفه ولكن سامر اوقفها وسئلها : انتى ليه بتعملى علشان اللى اسمه نور كل دا ، انتى عرفه انك بكدا خسرتينى للابد ، وانى اكيد هنتقم منك ، واستكمل صفوان حديث سامر وقال هو الاخر : وانا مش هسيب اللى اسمه نور دا ، حتى لو اجبرت اتنازل عن المحضر بس اكيد هنتقم منه ومش سايبه ولا سيبك انتى كمان .
فجر : اللى عوزينه اعملوه مش فارقه معايا ، اما بخصوص انى خسرتك يا سامر ، صدق كلامى لو قولتلك انى بشترى راجل قمته اكبر من عشر رجاله زيك ، ثم تركتهم فجر وهم فى قمه الغضب ورحلت .
خرجت فجر وارادت رؤيه نور ، حان الوقت لتتعرف على هذا الشاب ، فكم تمنت ان يكون نور هو اخوها وليس سامر ، ولكن كان الوقت متاخر ، وكان يجب ان تعود لمنزلها ، وان حاولنا الذهاب لمعرفه احوال اميره ، فنجدها مفطوره القلب على ابنها ، ذهبت اميره لقسم الشرطه لرؤيه ابنها ، ولكن عجزت عن ذلك ، ورفضت اميره ان ترجع لبيتها رغم الحاح بسام عليها ، فهى قررت ان تبقى امام قسم الشرطه حتى الصباح ، فقلبها لا يطاوعها ان تغادر وتتكرك ابنها وترتاح ولا تعلم هل ابنها بصحه جيده ام لا ، واضطر بسام ان يبقى معها فلا يستطيع ان يتركها بالشارع بمفردها ، فبعد ان اتفق مع محامى ان يحضر مع نور التحقيق فى الصباح الباكر ظل بجوار السيده اميره طوال الليل .
اما ان عدنا لغرفه صفوان ، نجد ان ضابط الشرطه قد حضر لاخذ اقوال صفوان ، بالطبع كان صفوان رجل من المشاهير لذلك لم يتم الانتظار حتى الصباح للحصول على اقواله ، وجلس الضابط وبداء بسؤال صفوان وقال له : مين اللى عمل فيك كدا يا استاذ صفوان .
صفوان : معرفش ، وانا بعدى الشارع قدام مطعم بوسط البلد خبطتنى عربيه ظهرت فجأه .
الضابط : عربيه ايه يا استاذ صفوان ، الشهود اللى كانوا موجودين بالمطعم قالوا ان واحد من العاملين بالمطعم هو اللى سببلك كل الجروح دى ؟
صفوان : الكلام دا مش صحيح ، دا اكيد حد عاوز يسوء سمعتى ، انا بحملكم المسئوليه كامله لو الكلام دا اتكتب فى اى محضر رسمى ، انا حصلتلى حادثه ، والحمد لله على كل حال .
الضابط : مفهوم مفهوم يا استاذ صفوان ، طيب ممكن نعرف مواصفات العربيه اللى خبطتك ، طبعا لازم نجبها ونحاسب صاحبها على اللى عمله .
صفوان : انا مخدش بالى ، نور العربيه كان عالى وضارب فى عنيا ومشفتش كويس ، وانا خلاص مسامح اللى عمل كدا ، كفايه انى بخير ، ومتنازل عن اى محضر .
الضابط : حضرتك متاكد من الكلام اللى بتقوله ؟
صفوان : طبعا متاكد ، ومستعد امضيلك على الكلام دا كمان .
الضابط : تمام يا استاذ صفوان ، انا هقفل المحضر ، اتفضل امضيلى عليه لو سمحت .
اخذ الضابط دفتر المسجل به المحضر من مساعد ، وجعل صفوان يمضى عليه ، ثم تركه وذهب .
مضى نور ليله طويله جدا بالحبس ، فرغم انه لم يحاول احد مضايقته وذلك بالطبع بسبب توصيه امين الشرطه عليه ، الا انه كان يشعر بالخنقه والضيق بداخل الحبس ، كان لا يملك سوى ان يدعو ربه ان يفرج عنه هذا الهم والحزن ، لم يكن نور نادم عما فعله بصفوان ، بالعكس ان عاد الوقت فكان قد اعاد ما فعله به واكثر من ذلك ، ولكن هذا لا يمنع بانه يشعر بالحزن والضيق وهو داخل تلك الزنزانه ، اخذ الوقت يمر ببطء شديد على نور بداخل محبسه ، وعلى اميره وبسام وهم خارج قسم الشرطه ، واخيرا طلع النهار ، وحاولت اميره رؤيه ابنها ولكنها عجزت عن ذلك ، وقبل ان يعرض نور على وكيل النيابه ، جاءت فجر لرؤيه نور ، دخلت فجر الى قصم الشرطه وسئلت عن مكتب مامور القسم ، ووصلت الى مكتبه ، واخرجت كرت مسجل عليه اسمها ووظيفتها واعطته للعسكرى الواقف امام مكتب المأمور وقالت له : خش قول للمامور انى عوزه اقبله ، وفعلا دخل العسكرى لاخبار المامور بذلك ومعه كرت فجر .
كانت فجر واقفه امام مكتب المامور حتى يسمح لها بالدخول ، وكانت اميره تحاول مقابله المامور لاكثر من ساعه ولكنها تعجز عن ذلك ، ووقف الاثنان جنب بعضه ولم يعرف كل واحد منهن انهم قادمون من اجل شخص واحد فقط وهو نور .
كانت فجر شخصيه عامه ومشهوره ، ومذكور بالكرت بتعها انها صاحبه قناه تليفزيونيه فضائيه ، وكلنا نعلم كم ان الاعلام سلطه رابعه فهو وسيله ضغط هائله على السلطات ، بالطبع سمح المامور لفجر بان تقابله ، ودخلت نور ، وطبعا شعرت اميره بقله الحيله وبالعجز ، فلقد شاهدت سيده قد حضرت منذ اقل من دقيقه وسمح لها بمقابله المامور ، وهى تجلس امام مكتبه لاكثر من ساعه ولم تستطيع الدخول له ومحادثته ، فكانت تريد ان تترجاه ان يجعلها تقابل ابنها ولو حتى خمس دقائق .
جلست فجر مع المامور الذى رحب بها بحفاوه ، اخبرته برغبتها بمقابله احد الاشخاص المتواجدون بالحبس ، فوافق وعرف منها من هو ورفع سماعه هاتف مكتبه ، واتصل باحدهم وطلب منه احضار سجين باسم نور قد حضر امس بمشاجره ، وجلست فجر بمكتب المامور تنتظر حضور نور ، فلقد سمح لها المامور بمقابلته بمكتبه الشخصى تقديرا لها ، بالطبع لم تكن تعلم اميره ان نور ابنها قادم للدخول الى المكتب التى تقف امامه الان ، وقال لها بسام : يلا يا ست اميره نروح من هنا نشوف المحامى ، الوقفه هنا ملهاش لزمه ، احنا كدا بنضيع وقت ومش هيخلونا نشوف نور ابدا .
روايه أخو البنات ( الجزء الثالث عشر )
توقفنا فيما سبق حينما طلب بسام من الست اميره ان تذهب معه من امام مكتب المامور لانه لا جدوى من بقائها امام مكتب المامور .
اميره : روح انت يا بسام ، كتر خيرك يابنى على اللى عملته معانا ، انت اكتر من أخ لنور ، روح شوف مصلحك وانا هفضل هنا لغايه ما اطمأن على ابنى .
بسام : هو انا بقولك كدا يا ست اميره علشان تقوليلى روح وروح ، نور زى اخويا واكتر كمان ، وانا مش همشى الا وهو معايا ، ابا بس صعبان عليا قعدتك هنا ومحدش هيخليكى تشوفيه .
اميره : كتر خيرك يا بسام ، ربنا يديك على قد نيتك وفعل الخير ، بس معلش روح انت شوف المحامى وانا هفضل هنا وهحاول اقابل المامور يمكن ربنا يحنن قلبه عليا ويخلينى اشوف نور ابنى .
بسام : ماشى يا ست اميره ، هروح انا علشان اجيب المحامى علشان يحضر معاه التحقيق ، وابقى طمنينى واتصلى عليا وانا هتصل عليكى لو وصلت لجديد .
اميره : روح يا ابنى ربنا يستر طريقك .
ذهب بسام لاستعجال المحامى ، وبعد ان رحل بسام قد احضر شخص ما نور لغرفه المامور ، بالطبع شافته اميره وتعلقه بيه واخذت تبكى وتحضنه ، اخذ نور يقبل يداها ويطمنها عليه ويقول لها : متعيطيش يا ست الكل ، ايه ابنك راجل بتعيطى ليه ، وايه اللى جابك ، ارتاحى فى البيت يا ست الحبايب .
اميره : ارتاح ازاى وانت يا قلبى محبوس ، ليه يا حبيبى عملت كدا فى نفسك .
نور : غصب عنى يا حببتى ، مكنش ينفع اسيب حد يعمل كدا فى اسراء واسيبه .
اميره : اخواتك خلاص نسيو يا نور اللى انت عملته علشانهم ، هما مابيفكروش غير فى نفسهم وبس ، وانت كنت لازم تفكر فى نفسك ومستقبلك بس ، ربنا معاك يا حبيبى وربنا مابيسبش حد ، عوزاك متخفش ابدا .
حاول الشخص الذى كان مع نور سحبه بالقوه لادخاله غرفه المامور ، واخذ يقول لاميره : اللى انتو بتعملوه دا غلط وممنوع ، سبيه يا ست .
فى ذلك الوقت سمع المامور صوت ضوضاء بخارج مكتبه ، فاميره تحاول ان تترجى الشخص الذى احضر نور ان يتركه معها بعض الوقت ، وسمعت فجر الضوضاء هى الاخرى ، وخرج المامور بنفسه ليعرف ماذا يحدث ، وقال : ايه اللى بيحصل هنا دا ، ونظر الى الست نور وقال لها : انتى مين يا ست انتى ، وايه اللى بتعمليه هنا ، وقال للعسكرى الواقف امام مكتبه : خدها خرجها بعيد عن القسم .
حاول العسكرى اخذ الست اميره لابعادها ، وحاول نور ان يمنع العسكرى عن فعل ذلك ولكن الشخص الاخر كان يمسك به جيدا ، واخذت اميره تتحدث الى المامور وتترجاه وتقول له : ابوس ايدك يا سعت البيه سبنى اقعد مع ابنى خمس دقايق بس ، ابوس ايدك يا باشا سبنى اقعد مع نور شويه .
كانت فجر قد قامت هى الاخرى من مكانها وجاءت على صوت الضوضاء ، وحينما سمعت ما تقوله الست اميره فهمت انها ام نور وان الشخص الاخر هو نور ، وحينها تحدثت فجر للمامور وقالت له : بعد اذن حضرتك يا سياده المامور ، انا بستسمحك تسيب الست ام نور تقعد معايا انا ونور بمكتب حضرتك .
المامور : مفيش مشكله ، هسبكم شويه مع بعض ، ثم ذهب المامور وترك مكتبه حتى تجلس فجر والست اميره مع نور ، وبالطبع وضع حراسه على باب المكتب .
بعد ان اخذ نور يقبل يد امه ، واخذت امه تحتضنه ودموعها تسيل على خديها ، كان من الطبيعى قبل ان يسئلوا فجر عن نفسها ومن تكون كان يجب ان تشكرها الست اميره وقالت لها : انا مش عارفه اشكرك ازاى يا بنتى ، انتى رديتى فيا الروح ؟
فجر : لا ابدا يا حاجه ، دى حاجه بسيطه ، وبعدين انا كنت جايه مخصوص علشان اقابل نور واقعد معاه .
حينها كان يجب على نور معرفه من تلك الفتاه وبالفعل سئلها : انتى مين ، وتعرفينى منين ، انا حاسس انى شفتك قبل كدا ...... اه افتكرتك انتى اللى كنتى قاعده مع اسراء والمذيع اللى اسمه صفوان ، انتى صحبه قناه تلفيزيون صح انا شفتك اكتر من مره بيتكلموا عنك انتى واخوكى شريكك بالقناه ، انتى جيه هنا ليه ، وعوزه منى ايه ؟
اميره قامت بمقاطعه ابنها بالكلام وقالت له : لا يا نور اصبر لما نسمع منها ، هى لسه عمل معانا جميل ، على الاقل نسمع منها .
فجر : انا فجر ، وفعلا انا واخويا اصحاب قناه فضائيه ، ومرات اخويا تبقى اسراء بنتك يا حجه واختك يا نور ، وعلى فكره انا كنت جايه علشان ابشرك ان قضيتك انتهت ، لان المذيع هيتنازل عن البلاغ وهينكر ان انت ضربته ، او بالاصح زمانه عمل كدا من بدرى ، وانت كلها سعات وتخرج من هنا بالسلامه .
ابتسمت اميره وفرحت بما سمعته من فجر ، وقالت لها : صحيح يا بنتى ، انتى بتتكلمى بجد .
فجره : ايوه يا حجه ، طبعا بتكلم بجد .
نور : وواحد زى صفوان ، هيتنازل عن البلاغ ليه ، مفتكرش واحد زيه يعمل كدا لوجه الله يعنى .
تبسمت فجر وقالت : مهو مش هيعمل كدا برضاه ، دا غصب عنه .
نور : ومين غصبه على كدا ؟
نور : انا اللى غصبته على كدا ، هحكيلك كل حاجه علشان تفهم .
اخذت فجر تحكى لنور وامه اميره كل شيء ، وبداءت حينما صارحتها اسراء بان نور هو اخوها ، وبينما كانت فجر تحكى كل شيء حدث ، كان بسام صديق نور قد احضر المحامى ليحاول اخراجه من تلك القضيه ، وبعد ان انهت فجر من سرد الحكايه ، جاء المامور ليخبر نور بانه سوف يعرض على النيابه وسيتم الافراج عنه لسقوط الاتهام ، فسئل نور فجر وهو متوجه لمكتب وكيل النيابه عن سبب ما فعلته وقال لها : ايه اللى يخليكى تعملى كدا معايا ؟
فجر : لما تخرج بالسلامه هقولك انا عملت معاك كدا ليه .
وصل نور وخلفه فجر وامه اميره الى مكتب وكيل النيابه ، ووجد ان بسام بانتظاره امام المكتب ومعه المحامى الذى احضره ، ودخل نور والمحامى لمكتب وكيل النيابه ، وقرر وكيل النيابه الافراج عن نور بدون اى ضمان ومن سرايا النيابه .
كان هناك بعض الاجراءات لاتمام الافراج عن نور ، وبعدها خرج نور ، عرضت فجر على نور ان تقوم بتوصيله ومن معه الى منزله بسيارتها ، ووافق نور حتى يستمع منها عن سبب ما فعلته معه ، وفى اثناء الطريق اعاد نور على فجر نفس السؤال : ايه اللى خلاكى تعملى كدا ؟
فجر : مش عارفه هتصدقنى ولا لاء ، بس اللى خلانى اعمل كدا انى اتمنيت يكون واحد زيك اخويا بدا اخويا الحقيقى سامر ، انا مهما احكيلك قد ايه ان الوحده لما تحس ان ملهاش سند وضهر يحميها ويدافع عنها بحياته ، بتحس انها ديما مطمع لاى حد ، اختك اسراء مش فهمه كدا ، اختك كل اللى يهمها تحافظ على اسمها وشهرتها وتنجح وتشتهر اكتر ، بس انا عندى كل دا ومش فارق معايا حتى لو خستره ، بس احس ان ليا حد اتسند عليه ، علشان كدا صممت انى اخرجك ، انا عارفه ان ممكن الناس تشوف ان الكلام دا مش كفايه او مش مبرر للى عملته ، بس صدقنى دى كل الحقيقه .
سكت نور فلم يعرف ماذا يقول ، فتكلمت اميره وقالت : انا مصدقاكى يا بنتى ومقدره قيمه كلامك ، وجميلك دا هيفضل برقبتنا ليوم الدين .
فجر : انا مبقولش دا علشان يبقى محملاكم بالجمايل ، انا بس كنت بجاوب على سؤال نور ، وظل الصمت قائم بالسياره حتى وصلت فجر امام منزل نور ، وقبل ان ينزل الجميع قالت فجر : انا عوزاك يا نور تحاذر من صفوان وسامر ، هما مش هيسكتوا على اللى حصل دا ، وهيحولوا ينتقموا ، فخلى بالك من نفسك كويس .
نور : متقلقيش عليا انا شفت وقابلت كتير ، خلى بالك انتى من نفسك ، واعتبرى من النهارده ان ليكى اخ وصديق تتسندى عليه اسمه نور .
تبسمت فجر وقالت له : اهو انا علشان الكلمه دى كنت مستعده اعمل اكتر من اللى عملته .
صعد نور وامه واوصلهم بسام الى باب شقتهم ، اما فجر فرحلت بسيارتها .
