رواية ليلة الدخلة الحلقة السادسة والسابعة بقلم الكاتبة المجهولة


 الحلقة السادسة:والسابع 

رواية ليلة الدخلة👰

------------------------


 


فى اليوم التالى .....

يأتى أهله وأقاربه يهنئاهما ، فتجلس معهم و تدخل بسبب مكالمة لهاتفها .

تقول له أمه : لا البت محترمة ومتربية ومؤدبة فعلاً ، باين عليها . اصل البنت بتبان يابنى بعد الجواز

قبل الجواز يابنى وأيام الخطوبة ماتتصدقش ، ولا انت شايف ايه ؟

_ اللى تشوفيه ياحاجة .

_طيب ، مش هتبطل طريقتك دى ..!!

_ انا اتكلمت ؟

_ ممممم مانا عارفة إنى مش هاقدر آخد معاك حق ولا باطل ..!

_ما انتى الخير والبركة ياحاجة .

_ طيب ، يلا اسيبك انا عشان سايبة أبوك فى البيت لوحده .

_ لا لا لا لازم تتغدى معانا .


_ وابوك اللى سايباه لوحده ، مين يحضرله الأكل .؟

_ عليا الـ.............

_ اوعى تحلف بالطلاق ، لو حلفت مرة هتحلف بعديها على طول ..

_ انا مكنتش هحلف بالطلاق على فكرة انا كنت هاقول : عليا النعمة .

_ ههههههههههههههههههههههههه .. انا ماشية بقى ، خلى بالك منها وخليك حنيّن عليها.

_ يوووووه .. خلى بالك وخليك حنيّـن والنصايح بتاعت الخمسينات دى ، ناقص اقولك يانينة.


 


_ههههههههههههههههه طيب ياواد ، براحتك . انا غلطانة انى بقولك حاجة وبنصحك . يلا مع السلامة.

_ مع السلامة ياحاجة ، سلميلى على بابا .

اغلق الباب ودخل الحجرة .

فوجدها تعبث فى كتبه ، فبادرها سائلاً : ايه رأيك فى ماماً .؟

_ لطيفة .

_بس ؟!

_ وحنيّـنة

_بس ؟!

تنهدت فى ضيق وأولت اهتمامها للكتب .


ثم سألته :_ انت مبتقراش قصص عاطفية ليه ؟ كل كتبك روايات وفلسفة وفى تاريخ كمان .

مفيش زهور ولا عبير .

فوجئ بالسؤال ، فهذة أول مرة تسأله فى أى شئ او تقوم بفتح أى موضوع .

فسكت لحظة ثم قال :

_ ماهو فى ماوراء الطبيعة ورجل المستحيل أهو . كنت بقراهم زمان .

تسكت ، فأراد أن يمتد الحديث بينهما وقد استغل الموقف

وسألها : انتى كنتى بتقرى زهور وعبير والكلام دا ؟

فردت بلكنة الغضب التى يهواها : نعم ؟ الكلام دا ازاى يعنى ؟

فضحك ضحكته القصيرة قائلاً :لأ مقصدش ، انا قصدى بتحبى القصص العاطفية والكلام دا ؟

_ احياناً .. كنت متابعاهم زمان فى الثانوى وجامعة وكدا .

فأراد أن يقول شيئاً ، فلم يجد مايقوله . فسكت

فابتسم بتلقائية وسعادة عندما اضافت هى : وانت مبتقراش الحاجات دى ليه ؟

فرد : مبحبهاش ، مليش فيها .

_ هى ايه ؟ الرومانسية ؟

_ لأ ..أنا مبحبش اقرأ روايات وقصص رومانسية . مش الرومانسية نفسها . تفرق .!

فأومأت ثم صمتت وهى تقلب بفتور فى إحدى الروايات .

فأضاف هو : معظم اللى بيكتبوا رومانسى بيكتبوا بعيد عن الواقعية .


فردت بعصبية وهى تصفق دفتى الكتاب : واحنا محتاجين الواقعية فى ايه ؟ ماحنا عايشينها .. لازم الأدب يقدم شئ من الخيال.

رد فى هدوء : الأدب اللى بيتكلم عن الخيال البحت ده ماعبارة إلا عن مخدرات .. عشان يغيبنا عن الواقع .

الأدب من وجهة نظرى لازم يكون مرتبط بالواقع بتاع الكاتب.

_ مش لازم ، هما بيعرضوا صور من حياة ناس مش عاديين ، بس .

_ مفيش حاجة اسمها ناس مش عاديين ، بس فى اختلاف فى الحالات اللى عند كل البشر .

وكل واحد بيشوف فى التانى حاجة مش عادية لكل الناس ، رغم إنها حالة مش عادية ليه هو بس .!

صمتت كعادتها .

فقال هو : ثم إن الكُـتـّاب الرومانسيين مأفورين الدنيا زيادة عن اللزوم ، والحب أبسط من كدا بمراحل ..

_ ازاى يعنى ..!!

_ يعنى بيعقدوا الدنيا والرومانسية مش بالكلام اللى زى عينيكى أنهار الفواكه ورموشك اغصان الزيتون وشعرك دهب الجبال والكلام دا ..

ضحكت بحق ، فانتابته نشوة غير عادية وابتسم ابتسامة عريضة ، فقالت هى : هههههههه ازاى يعنى ؟

فأكمل :

_الكلام الرومانسى اسهل من دا بمراحل يعنى ـ مش محتاج التعقيد دا خالص .

قالت بعناد : مش انت قلت إنك ملكش فى الرومانسية ؟!

_ انا قلت انى مليش فى القصص العاطفية ، يعنى مش عايز حد يعلمنى الرومانسية تكون ازاى ، عشان انا ممكن اعلمهم كلهم .

_تعلم مين ؟


 


_ الكُــتّــاب الرومانسيين ، اعلمهم ازاى يكتبوا رومانسى ببساطة ويخلوا القارئ يستمتع .

فقالت ولهجتها تحمل بعض التهكم :_ازاى يعنى مش فاهمة ..؟

ثم بدأ فى الاقتراب منها قائلاً :

_ يعنى مثلاً ...............

قاطعه فجأة صوت الجرس يدق ، فابتسمت بتلقائية قائلة : دى لازم سلمى ؟ اصلها كلمتنى لما مامتك كانت عندنا عشان تيجى تباركلنا .

ثم اسرعت للخارج نحو الباب تفتحه .

فتمتم فى بساطة : بتيجى فى أوقات مش مناسبة سلمى ..!

احتضنت سلمى فى احتياج حقيقى لمثل هذا الحضن .. واحتضنتها سلمى بافتقاد حقيقى أيضاً ..

جلست معها فى الصالون فــَرحة لأول مرة مبتسمة دون خوف من ان يرى احد ابتسامتها ..

وبادرتها :

_ ايه يابنتى أخبارك ايه ؟

_ انا كويسة الحمد لله ..!

_ وحشانى .

_ وانتى والله ، مقدرتش آجى الفرح كانت عندى ظروف صعبه وماما كانت تعبانة شوية واضطريت افضل معاها فى المستشفى زى ماقلتلك .

_ آه دا انا نسيت اسألك عليها ، هى عاملة ايه دلوقتى .

_ الحمد لله تمام ، قوليلى انتى اخبارك ايه ؟

_ مفيش .. عادى ..!

_ عادى ؟ ايه هو اللى عادى ؟ يعنى ايه اخباره معاكى ..؟

_ هو انا مقلتلكيش ان محصلش اى حاجة ؟

_ ولا اى حاجة ..

_ ولا اى حاجة ، ولا اى حاجة ؟

_ لا ولا اى حاجة .

_ يعنى قصدك انكم انتى وهو ..............


ثم سكتت لتوحى بالباقى .

فاومأت برأسها ايجاباً .

فقالت سلمى فى أسف : ليه يابنتى تعملى كدا ؟

مريم : يعنى انتى مش عارفة ليه ؟

_ مممممم ، بس وهو وافق ؟

اومأت ايضاً .

فعادت سلمى تسألها : وانتى مش راضية ليه ؟


_ مش هو اللى فى خيالى ، عادى جداً ، انسان عادى مفيهوش حاجة من اللى فى احلامى ..!

قالت سلمى بعصبية محببة : يعنى اكرر الكلام كام مرة ؟ اللى فى خيالك دا عمره ماهييجى ابداً لأنه خيال

لازم يكون فى واقع نقبله .!

_ مقدرتش ، بجد مقدرتش .

ثم بدأت دموعها فى الإطلال ، فاحتضنتها مرة أخرى كعادتها ..

ثم قالت : هو مش هييجى ولا ايه ؟

هزت كتفيها جهلاً ، فقالت سلمى : طب ناديله ؟

قالت : ايه ؟

_ايه مالك فى ايه ؟


_ ناديله ، انا عايزة اشوفه ، انا مشفتوش لحد دلوقتى ..!!

ترددت قليلاً ، فشجعتها سلمى بنظراتها فنادت : احمد ، احمد ؟

كانت تعرف انه يبتسم الآن ، وسمعته يقول من الداخل : ايوة .

_ مش هتيجى تسلم على سلمى ؟

_ جاى حالاً .

ثم نظرت سلمى فى ترقب ، وانتظرته يأتى .

وعندما برز من الداخل اندهشت سلمى ، اندهشت حقاً 


الحلقة السابعة:من ليلة الدخلة👰


 

------------------------


دخل أحمد مرتدياً " بيجامته " ناثراً فوقها قدر لا بأس به من العطر ..

مصففاً شعره بأسلوب عصرى ..

صافحها بأدب وجلس على الأريكة المقابلة لهما .. هنأته وشكرها .

فقال :_ مريم كانت دايماً بتتكلم عنك .

ثم أضاف بلهجة ذات مغزى : فى كلامها القليلة جداً يعنى .

ابتسمت سلمى لتلك الأضافة ثم نظرت إلى مريم التى ابتسمت بدورها وأحنت رأسها .

ثم قالت سلمى : وكانت كمان بتتكلم عنك برضو .!

نظرت لها مريم باستغراب ممزوج بالغضب .

فقال أحمد : مفيش داعى انك تقولى كدا ، انا فاهم .


فتنحنحت سلمى وأطرقت .

ثم تبادلا هى ومريم نظرات مبهمة .

فتنحنح أحمد ثم قال : طب استأذنكم انا .

قالت سلمى بإحراج : ليه يابشمهندس بس ؟ ماتخليك ؟

فابتسم قائلاً : لا مانا عندى شوية حاجات هاعملها جوّة ، خدوا راحتكم انتو .

_ ابتسمت سلمى وحيّــته بإيماءة ، ثم تابعت دخوله ونظرت إلى مريم وضربتها فى كتفها برفق :

_ ايه ده ؟

_ ايه ؟

_ انا كنت فاكرة انك مش موافقة بسبب حاجة تانية خالص بصراحة .

_ حاجة تانية ازاى يعنى ؟

_ يعنى كنت فاكرة هاشوف قدامى واحد اسمه " زعبلاوى " تخين واصلع وبشنب كدا وقافل الياقة ع الآخر والكلام دا .

_ بس طلع حاجة تانية من اللى فى خيالى خالص .


 


_مش عارفة ، مش قادرة .

_ لأ حددى موقفك ، مش عارفة ولا مش قادرة ؟

_ مش قادرة احدد .

_بس دا شكله محترم وطيّب وذكى و راجل بجد ، انتى عارفة 


لولا إن بحب فى " معتز " ماكنتش سبتهولك اساساً .

_هههههه ، وانتى اخبارك ايه مع معتز ؟

قالت ضاحكة : أدينا بنجاهد ، انا حاسة على مانتجوز هنكون على المعاش خلاص .

_ ربنا يوفقكم يارب .

_ بس والله مالكيش حق تعملى اللى تعمليه ده ..

_ خلاص عشان انا محتارة ، مش قادرة افكر .

_ مشكلتك انك مش قادرة تخرجى برة احلامك وخيالك دا ساعة واحدة بس ، كويس إننا نكون حالمين

بس مش طول الوقت يعنى . انزلينا على ارض الواقع شوية كدة والنبى.

ابتسمت بأسى . وصمتت

_يلا اسيبك انا ..!

_ ليه ياسلمى ؟ هو انتى لسه قعدتى ؟


_ هابقى اجيلك تانى ، بس عشان معتز جاى يتعشى عندنا عشان الحق بس .

_ كفاياه عشا ، دا من ساعة ماخطبك وهو مبيعملش حاجة غير انه بيتعشى .

_ معلش بقى ، ماهو بيشتغل وبيحضر ماجيستير ، خليه يرم عضمه ؛ كتر خيره تعبان .

ابتسمت قائلة : _ طيب ، سلام .

ودعت صديقتها بقبلات حانية ، ثم تابعتها وهى تنزل على السلـّم ..

ثم دخلت وأغلقت الباب وفردت ذراعيها مسرورة بسبب رؤية صديقتها .

ثم دخلت للحجرة فوجدته متمدد على السرير ويعبث فى حاسوبه ..

فقال دون ان يرفع عينيه : هى صاحبتك مشيت ولا ايه ؟

اومأت برأسها : مممممم .

فأغلق الحاسوب وقام من فوق السرير وتوجه نحو المرآة ونظر لنفسه قائلاً : بس حلوة سلمى دى .

فانزعجت قائلة : نعم ؟!

فابتسم فى هدوء مستفز : ايه ؟ حرام اقول عليها حلوة ؟ طب بلاش .. هى وحشة .

فقالت فى دهشة مستنكرة : ايه اللى انت بتقوله ده ؟

_ والله انا احترت معاكى ، انا قصدى بس انها حلوة ودمها خفيف يعنى ، مش اكتر .

اجابته بالسكوت .

_ هى صاحبتك من زمان ؟!


 


_ ابتدائى .

_بس باين عليها بتحبك .. قوى .

_مليش غيرها اساساً .

_طيب .

ثم أضاف :_ كنت عايز اقولك انى هاروح الشغل من بكرة .!

مندهشة : بكرة ؟!!

_ ايوة ، ايه هو انتى عندك مانع ؟

قالت متصنعة اللامبالاة : لا ابداً عادى .. مفيش موانع .

نظر إليها طويلاً .. ثم خفض رأسه عندما نظرت إليه ..

ثم قال : تحبى نخرج نتعشى برة ؟

هزت رأسها نفياً ، ففتح النافذة ونظر إلى المجهول فى إحباط.

فقالت له : تحب احضرلك العشا ؟

_ هتتعشى معايا ؟ ولا زى امبارح ؟

_ مليش نفس والله ، مبحبش اتعشى .

_ خلاص مش مهم . مش لازم .


وتنهد فى ضيق حقيقى ، فقالت دون ان تشعر : طب أنا آسفة .!

نظر مبتسماً : آسفة على ايه ؟

_ خلاص هاتعشى معاك ، بس نتعشى حاجات خفيفة .

_ اللى تشوفيه .

تناولا العشاء سريعاً ، ثم قامت تلم الأطباق .



فأقبل يساعدها ، فابتسمت قائلة : لا خليك انت مرتاح .

_ ليه ؟ هساعدك ..

_ مش عايز اتعبك .!

_ تعبك راحة .

لم تخش هذة المرة من ظهور ابتسامتها امامه ، فقالت وقد 



شعرت بشئ ما فى قلبها : لأ خليك انت مرتاح مش مستاهلة .

لم يرد الجدال كثيراً ، فتركها .

ثم سمعها من المطبخ تقول : اعمل لك شاى ؟

_ ابقى شاكر ليكى جداً .


فسمع صوت ضحكتها وهى تقول : شاكر ولا احمد ؟

تمنى فى هذة اللحظة أن يذهب إليها حالاً ويحتضنها بقوة ، ولكن تحلى بالصبر .

أتت والشاى فى يديها ، صبت له قدحاً ..

ثم وضعت فيه ملعقتين من السكر وقالت له : احطلك سكر تانى ؟

قال وهويتابعها بعينيه : لأ كدا كويس.

ناولته إياه قائلة : اتفضل .


ثم وضعت فى قدحها معلقتين أيضاً ..

وجلست على الأريكة المجاورة له ، كان يتابعها وهى تشرب الشاى فى رقة .

حتى فرغت منه ، ثم لاحظ أنه لم يشرب شيئاً من قدحه ، 



فتجرعه على ثلاث مرات ، ثم ناوله اياها متعمداً رغم قرب 


الصينية منه ثم قال : تسلم ايديكى .



فردت بابتسامة قائلة : ميرسى .



تـابعها بعينيه وهى تدخل إلى المطبخ ثم اتكأ على الأريكة 



وأمال رأسه إلى اقصى الخلف ورفع عينيه للسقف قائلاً: ط

يااااااااااه ، ربنا يهديكى يامريم .......


             الحلقة الثامنة من هنا 

لقراءة باقي الحلقات من هنا



تعليقات



<>