رواية لمن القرار
الفصل السابع والسامن
بقلم سهام صادق
الفصل السابع
*********
الضياع وحده هو من كان يجثم فوق روحها الهشة المنهكة، ارتخت جفونها كحال ساقيها الواهنتين فسقطت أرضاً غائبة عن الوعي لعلها تجد في تلك الظلمة المؤقتة راحة
صرخت السيدة ألفت بأسمها عدت مرات تلطم خدها برفق
- فتون، فتون
ارتفعت عيناها قليلا عندما شعرت بخياله، نظرت نحوه فوجدته يقف يُطالعهما بنظرات غامضة
رمقها بشفقة سرعان ما اخفاها من عينيه وأنحني نحوها يحملها مُغادراً المطبخ نحو الردهة الفسيحة يُسطحها علي إحدى الارائك
اتبعته السيدة ألفت تحمل زجاجة عطر مُقتربه منها بعدما ابتعد عنها يدرس الأمر بعينيه ..
مالت السيدة ألفت نحوها تُحرك زجاجة العطر أسفل انفها ولكنه تناولها منها يضع بضعة قطرات فوق كفه ثم اخذ يُحركها أسفل انفها ببطئ
رفرفت اهدابها تستعيد وعيها تتمنى لو كان ما عاشته منذ لحظات ليس إلا كابوساً ولكن عيناه التي تتفرسها كانت تؤكد لها حقيقه ماعاشته
- مش انا اللي سرقت يابيه
انتفضت من رقدتها تُقاوم شعور الوهن تنظر حولها حتى تعلقت عيناها بأعين السيدة ألفت التي رمقتها للحظات بأسف
- اديها تمن شهر شغل يامدام ألفت
وعادت عيناه تُطالعها بنظرات ثاقبة
- وخليها تروح
انصرف مغادراً المكان، فأقتربت منها السيدة ألفت تُساعدها على النهوض غير مُصدقة ان رب عملها اصفح عنها هكذا بل ومنحها راتب شهراً
- قومي معايا يافتون
طالعتها فتون بنظرات ضائعة تتوسلها
- ابوس ايدك يامدام ألفت متودنيش السجن،انا مسرقتش حاجه والله ما سرقت
- خلاص يافتون البيه قالك امشي... انتي مسمعتيش كلامه
ابتهج وجهها الشاحب تنظر إليها
- يعني لقيتوا الخاتم... شوفتي يامدام ألفت انا مش حراميه
- الخاتم متلقاش يافتون بس اظاهر البيه مش عايز يأذيكي وقلبه رقف بحالك
- بس انا مسرقتش حاجه
ودارت بعينيها تبحث عنه لعله تقنعه انها لم تسرق شيئاً
وضعت السيدة ألفت ظرفً بيدها كما تلقت الأوامر منه تنظر لها بتأنيب
- خيبتي نظرتي فيكي يافتون
وتقدمت أمامها بضعة خطوات تشير اليها أن تتبعها نحو الباب لتُغادر المكان بلا رجعة
تعلقت عيناها بالظرف الذي يضم حسنتهم كما رأتها لتقبض بكفها فوقه بقهر وعيناها تنظر للمره الأخيره للسيدة ألفت بأن تصدقها
................
وقفت أمام شقة السيدة إحسان تُطالع باب شقتها بخوف، جسدها كله بات يرتعش وكأنها في ليلة قارسة البرودة.. طرقت فوق شراعة الباب بطرقات ضعيفه تهتف بأسم السيدة إحسان
تلقفتها السيدة إحسان بين ذراعيها بعدما تعالت شهقاتها من هيئتها المعبثرة ووجهها الشاحب
- فتون مالك يابنتي ايه اللي حصلك.. هو البعيد ضربك تاني
- اتطردت من الشغل... الست ألفت كانت عايزه تبلغ عني.. حسن لو عرف هيموتني
خرجت همهماتها بضعف تتشبث بأحضان السيدة إحسان التي ضمتها بدورها بقوة
للحظات شعرت انها تناست كل ماعاشته تلك الليله فحضن السيدة إحسان الدافئ وحنانها جعلها تنسى وحدتها وقسوة الناس عليها
وضعت السيدة إحسان كأس العصير الطازج بين كفوف يديها المرتعشتين
- خدي اشربي يابنتي.. منهم لله اللي ظلموكي.. بقى انتي تسرقي.. حسبي الله ونعم الوكيل
انحدرت دموعها كالسيل وهي تتذكر نظراتهم إليها.. صرخت وتوسلت واقسمت انها ليست سارقة ولكن كيف سيصدقوا خادمة. الحقيقه التي أصبحت تدركها كلما مضت الايام بها انها لاشئ.. انها من الأساس لم تعد شئ والزواج الذي اخبروها عنه انه خلاص لها وبداية جديدة كان هو أول شئ يُعلمها معنى ازدراء النفس
تألم قلب السيدة إحسان وهي تراها هكذا، اشاحت بعينيها بعيداً عنها حتى لا تبكي على حالها
- يابنتي اشربي العصير وكفايه عياط وجعتي قلبي
- حسن هيضربني... البيه بتاعه هيقوله... انا معملتش حاجه
ووقفت تنفض ثيابها وحافظة نقودها للمره التي لا تذكر عددها
- شايفه ياماما اه مسرقتش حاجه
اجتذبتها السيدة إحسان لحضنها تربت فوق ظهرها تُطمئنها
- بلاش نسبق الأحداث يافتون، خلي عشمك في ربنا كبير مش يمكن البيه ميقولش حاجه لحسن
طالعتها والأمل عاد يدب في روحها وعيناها الباهتة
- بس انتي حاولي تقولي لحسن قبل ما البيه يقوله... مش معقول مش هيصدقك
واردفت بمقت من ذكر اسمه
- يعني مظنش هيصدق الغرب ومش هيصدق مراته
وداخلها كانت تتمنى ان يخيب حسن ظنها تلك المره وتظهر رجولته
- يعني اقول لحسن.. هيصدقني مش كده
- اكيد يابنتي
واشاحت السيدة إحسان وجهها تُهمهم بأمل
- اتمنى ميطلعش راجل ناقص
.............
اتسعت عينيه يرمق شقيقته التي تجاوره في وقفته أمام دار الأوبرا
- أنتي مش دعيتي ملك، انا مش شايف غير مها
- انت عارف خالتك مش هتوافق تجيب ملك لوحدها.. فقولتلها تجيب مها وكنت هتصرف بعد كده
زفر أنفاسه حانقاً فأشاحت ميادة عيناها عنه تتسأل
- هي ملك مجتش ليه
- أنتي بتسأليني انا ياميادة
رمقها بمقت مُلتفاً بجسده نحو الداخل... اقتربت مها من ميادة الواقفة وعيناها لا تُفارق خطواته
- هو رسلان راح فين
طالعت شقيقها بحنق، فلما يلومها هي ولا يلوم حظه هو
- فين ملك يامها
هندمت مها ثوبها القصير تجذبه قليلاً لاسفل وترطب شفتيها بلسانها
- تعبت فجأه ياميادة.. عن اذنك لما الحق رسلان
واسرعت بخطاها نحوه تاركة مياده مذهولة تفكر متى مرضت ملك
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي مها كلما اقتربت من صيدها الثمين تتهادي في خطواتها وحديث والدتها يتردد في اذنيها يطربها
" وريني شاطرتك بقى، ميادة لما تعرف ان ملك تعبانه وتفضل ترن عليها ومتردش هتيجي جري وديه فرصتك لا مياده ولا ملك معاكم"
..............
رفرفت أهدابها تنظر نحو الكتاب الذي تتظاهر في قرأته تستمع لحديث والدتها عما ستحققه تلك الخطة من ثمار إذا آسرت مها رسلان بجمالها الساحر
- تفتكري ميادة اتأخرت ليه، ديه مش بتستحمل عنك حاجه وبتيجي جري
واقتربت منها تربت فوق شعرها المنسدل
- اختك لو اتجوزت رسلان قلبي هيرتاح
غصة مؤلمة حرقة فؤادها وهي ترى وتستمع وماعليها إلا الصمت والرضوخ
- أنتي مش حكتيلي عن المدرس زميلك اللي كان معجب بيكي راح فين.. ملك انتي سمعاني
همست بحرقة تخشي اهتزاز صوتها فيفضحها
- سافر إعارة السعودية
- ياخسارة .. اه كنت افرح بيكي مع اختك
ابتعدت ناهد عنها وقد تهلل قلبها عندما استمعت لصوت ميادة.. فثمار خطتها اليوم قد اتي بنتائجه المنتظره
أندفعت مياده داخل الغرفه تنظر نحو ملك وخالتها
- مالها ملك
واقتربت من ملك تفحصها تدور بعينيها بين خالتها وملك التي نكست رأسها نحو الكتاب الذي لم ترى سطوره
- رجليها اتلوت ياميادة
وانصرفت ناهد تزفر أنفاسها براحه تدعو داخلها ان يتحقق مرادها
- ملك بصيلي
والدموع وحدها من كانت تفيض منها.. أسرعت ميادة في ضمها دون حديث
- رسلان كان مستنيكي ياملك.. حجز التذاكر عشانك
والاجابه كان ينطقها قلبها وحده
...............
نفض يدها بعنف يرمقها بنظرات قاتله.. فضمت يداها ببعضهما تُطالعه بخجل يُدرك تماماً انه بعيدا عنها
- سوري يارسلان.. اظاهر من اندماجي مع الموسيقى اتحمست
اشاح عيناه مستاءً يعود لشروده في ملاكه الذي يهرب منه
عاد يُطالع مها التي ظنت انه يرمقها بحب ولكنه كان يتفرس ملامحها وثيابها ولأول مره يرى الكارثة التي امامه
- أنتي ايه اللي لبساه وعملاه في نفسك ده
همست بحماس تُطالع الجالسين حولها في عالم آخر
- عجبك
- يقرف
بهتت ملامحها وهي ترى نظراته المزدرئه.. تُطالع ساقيها العاريتين بخيبة
مضى نصف الحفل لينهض بعدها متمتماً
- انا ماشي
- بس انت بتحب الأوبرا يارسلان
تركها راحلا فعقله مع اخري باتت تسرق عقله كما سرقت قلبه... اتبعته مها تزفر أنفاسها حانقه.. فما السبيل معه ولكن عيناها سرعان ماعادت تلمع بمكر فمن هو حتى لا يسقط صريع أنوثتها
تعمدت طيلة طريق عودتهم ان تلامسه، تقترب منه حتى يتلامس كتفيهم، تثرثر وتثرثر ولكن هو كان لا يتمنى إلا واحده
صرخ بها بعدما ضجر من أفعالها
- مها ابعدي عني شويه مش عارف اسوق
وبنبرة مستكينة تمتمت
- حاضر يارسلان بس بليز متزعقش.. مبحبش اشوفك متعصب
امتقع وجهه يلعن شقيقته داخله يتوعد لها على تركها له واغلاقها لهاتفها هي الأخرى
استكانت مها بوداعة في مقعدها تسبل جفنيها كالقطط تنظر اليه بهيام وتبحر في خيالها حينا يتزوجون
...............
طالعها بنظرة معبأة بالاشتهاء،يُدقق النظر في تفاصيل جسدها
كانت ترتجف وهي تضع أمامه الطعام.. تنتظر اللحظة التي تخشاها.. تعالا رنين هاتفه فتجمدت اوصالها تُطالعه بخوف
- ايوه يامسعد... اه على ميعادنا بكره..ظبط بقى لينا الليله
تنهدت بأرتياح دون أن تهتم بمغزي حديثه مع صديقه
- مالك واقفه متخشبه كده ما تقعدي كلي
- حاضر
نطقتها بخوف وهي تجلس فوق المقعد الخشبي تلتقط رغيفها.. اغمضت عيناها تُحضر بعض الكلمات حتى تخبره بما حدث معها اليوم... عادت تفتحهما وتُطالعه وهو يأكل طعامه بنهم وبمزاج عال
- حسن
رفع عيناه نحوها يُهمهم وهو يمضغ لقمته
- قولي عايزه ايه.. النهارده مزاجي رايق
- اصل
قضمت شفتيها بتوتر تفرك يداها بأرتباك
- اصل ايه ما تحكي... الليل مش قدامنا بطوله عشان اصل ولا مأصلش
فلتت شهقتها وهي تجده يجذبها من ذراعها يسحبها خلفه نحو غرفتهما
نالها بكل الطرق الممكنه ولم يكن عليها الا الرضوخ حتى ينتهي منها... كان هو هائماً في رغبته اما هي كانت تُفكر فيما ينتظرها في غدها
تركها بعدما شعر بالرضى غير عابئ بشحوب وجهها الذي ازداد
التقطت ثوبها الملقى تضمه نحو جسدها تنظر اليه بعينين خاويتين
...........
والصفعة التي تلقتها من حديثه كانت اكثر الصفعات آلماً
- عايزه تعرفي مها بتعمل ايه عشان تقرب مني ياملك
أخبرها بكل التفاصيل وادقها... أخبرها بالقبلة التي احطتها قرب شفتيه بلمساتها وانفاسها
- كفايه يارسلان
زمجر بقوه غير عابئ بتوسلاتها
- لآخر مره بقولهالك ياملك بتحبيني زي ما بيحبك
والإجابة كانت في زفرة طويلة مثقله خرجت من بين شفتيها
- ردي عليا ياملك
- مها بتحبك... عارف يعني ايه مها بتحبك
انتفخت اوداجه من شدة غضبه يدور على نفسه وكأنه يدور في حلقة مغلقة
- انا بقولك انتي بتحبيني ولا لاء.. ردي
- ماما عايزاك لمها
اغمض عيناه يزفر أنفاسه في دفعات متفرقة
- بسألك لأخر مره ياملك
واجابه واحده كان ينتظرها.. لكنها لم تنطقها ولكن القلب مازال ينتظر على آمل
ابعد هاتفه عن أذنه بعدما فقد الآمل
- بحبك يارسلان
والاجابه نُطقت أخيراً ونالها وهو ينظر نحو هاتفه يعيده على اذنه
- قوليها تاني ياملك... قوليها ياحببتي
اعادتها لمرات عديدة ودموعها تنحدر على خديها تشعر بشئ ينغز قلبها ربما يكون الآلم او ربما شئ ستحدده الأيام
- وانا محبتش غيرك ياملك
..............
هناك شئ كان يورق مضجعه لا يعرف ماهيته.. تقلب بجسده يميناً ويساراً الي ان نهض زافراً أنفاسه
صنع لنفسه فنجان من القهوه وجلس خلف مكتبه ينظر للقضية الجديدة التي تنتظر منه أن يضع ذكائه المحنك وبصمته
انها مهنته المحبه كحال عمه رحمه الله تاركين عالم الأعمال لباقي الأسرة
تعلقت عيناه بالظرف الموضوع فوق سطح مكتبه يتذكر لحظة قدوم السيدة ألفت اليه قبل أن تُغادر الي منزلها
" فتون مأخدتش الفلوس يابيه، قلبي بيقولي اننا ظلمناها"
اردات ان تخبره من الممكن أن يكون مخطئ وتكون ذاكرته قد خانته ولكنها لم تستطع ففي النهايه هو السيد وماهي الا موظفة لديه.. رأي ذلك في عينيها قبل أن تُغادر والندم ينهش قلبها "
التقط الظرف يديره بين يديه وعيناه تنظر نحو اللاشئ
مسح فوق خديه بكفه لعله ينفض عقله ويتذكر أين وضع الخاتم
ولكنه كان على يقين تام داخله انه جاء به إلى هنا بعدما أعطاه له أحد موظفين المتجر الذي يقتني منه مثل تلك الأشياء
رفع فنجان القهوة يرتشف منه ولكنه لم يجد الا البروده في مذاقها... يعلم انه يهرب من ذكرياته ولا يُريد ان يغرق فيها
- فتون مش سيلا ياسليم.. اوعي عقلك ياخدك لكده سيلا ماتت
وصوت واحد كان يتردد بقسوته ويسري طنينه الي أذنيه
" انت زعلان على مين زعلان على بنت الخدامه انها ماتت.. "
والكلمه تتردد دون الرحمه " ما تموت.. ما تموت"
ودموعه وحدها ما كانت تعبر عنه تلك الليله قارسة البرودة
" سيلا الصديقه والحبيبه... حب طفولته ومراهقته ليأخذها الموت منه "
...........
استيقظ يُدندن بمزاج عال يهتف بأسمها وهو يمسد بطنه
- الفطار يافتون
خرج صوتها مهزوزاً تتمالك رعشتها فكلما اقترب بزوغ الصباح كانت تعلم أن لا مفر من اخباره بما حدث معها ليله أمس
- فتون انتي يابت
- حاضر ياحسن بسخن العيش بس
اتكأ فوق الاريكة الصغيره بالصالة يُقلب بريموت التلفاز بين القنوات
فرغت من وضع الصحون فوق الطاوله تنظر نحوه بخوف
- خلاص خلصت ياحسن
تماطئ بذراعيه يرمقها بنظرات عابثة
- بما انك بسطيني امبارح يابت يافتون والنهارده اجازه هاخدك اخرجك نتمشى علي النيل
تهللت اساريرها غير مصدقة تهتف بسعاده وقد تناست كل ما يورقها
- صحيح ياحسن
اقترب منها يُداعب وجنتاها الي ان ان انتقلت يداه نحو سائر جسدها
- الاكل ياحسن
رمقها بنظرة أصبحت تعرفها تماماً فأبتعد عنها ينظر نحو الأطباق بجوع
- اه الاكل.. تعالي ناكل
توقفت اللقمة بحلقها وقد عاد الخوف يدب في اوصالها عندما تعالا رنين هاتفه
...............
توقفت عيناه صوب العلبة الموجوده في درج مكتبه... التقط العلبة يخرج الخاتم منها يُدقق فيه مصدوماً من حاله
- ازاي نسيته هنا
..........
هز رأسه وهو يستمع اليها يحثها على إكمال حديثها كلما صمتت تلتقط أنفاسها تنتظر أي إشارة منه علي تصديقها
- هو ده كل اللي حصل ياحسن
- عيدي تاني كده اللي قولتي....
انكمشت على حالها محدقة به بخوف
- ما انا حكتلك كل حاجه ياحسن
.............
زفر أنفاسه يُقلب بين طيات ذاكرته.. ولكن في النهاية أدرك فداحة خطاءه
التقط هاتفه يبحث عن رقماً مجدداً الي ان أتته الإجابة مُخاطباً من يُحادثه ناهضاً من فوق مقعده مُغادراً مؤسسة المحاماة
- متأكد ان ده عنوان حسن
الفصل الثامن
********
انصت إليها ومع كل كلمه كانت تخرج من بين شفتيها كان يجعلها تُكررها للمرة الثانية، حرك اصبعه في حلقة دائرية دلالة على ان تُكمل سردها دون توقف
أصابت الرعشة سائر جسدها وهي تراه يفرد ظهره مسترخياً
- يعني طلعتي حرميه وانا مش عارف
اتسعت حدقتيها صدمة وفاضت دموعها تسقي خديها مذاق الهَوَان
- انا مش حرميه ياحسن... انا مش حرميه
تمتمت عبارتها بقهر تنهض من أمامه صارخه تشيح بذراعيها تنفض عنها عباءة الذل
- ازاي تقول عني كده.. انا مراتك
- أنتي بتعلي صوتك عليا يافتون
- ايوه بعلي صوتي ياحسن.. انت بتقول عني حرميه بدل ما تاخدلي حقي
ارتفع حاجبيه دهشة وهو يراها تقف أمامه بكل تلك القوة، فتون أصبحت قويه وتقف أمامك ياحسن " هكذا خاطبه عقله ورجولته المنعدمة "
- أنتي كمان بتقولي اه ولسا واقفه قصادي
توحشت نظراته بدرجة مخيفة جعلتها تتراجع للخلف تنظر اليه مذعورة
- حسن.. انا.. انا
- دلوقتي خوفتي ورجعتي لورا... بس مش انا الراجل اللي يعدي الكلام ده يافتون... وربنا لاربيكي من اول وجديد
اندفع صوبها يجذبها من مرفقها نحو المطبخ... خفق قلبها بخوف وهي تراه يلتقط السكين يُحركه أمامها، ما لبثت ان تحركت بؤبؤي عيناها نحو نصل السكين تبتلع لعابها
- انت هتعمل فيا ايه ياحسن
والإجابة كانت تتضح أمامها كوضوح الشمس في الظهيرة.. حسن يشعل الموقد ويضع السكين فوق نيران شعلته
- لا ياحسن.. لا ابوس ايدك متعملش فيا كده
- عشان تعرفي تعلي صوتك عليا تاني
دفعها عنه بقوة اسقطتها أرضاً، فزحفت بجسدها للخلف تتراجع عنه وعيناها لا تُفارق السكين
حاربت هوان جسدها المنهك واتكأت على مرفقيها حتى تنهض ولكن كل شئ كان يتم كما ارداه هو، حدقها بنظرات مُنتشية يُكمم فمها
صرخة مكتومة خرجت من بين شفتيها وانهمرت دموعها على خديها
- فين الخاتم يافتون بدل ما انتي شوفتي النتيجه اهي
وتعلقت عيناه نحو ساقها المجروح بنيران حرقه
- بدل ما احرقلك التانيه
غشت الدموع مقلتيها كما غشي الآلم روحها.. طالعته تتلوي من الآلم تنظر لموضع الحرق
- مسرقتش حاجه.. مسرقتش حاجه ياحسن
وتلك المرة كانت تصرخ بقوة وهي تراه يعود بالسكين مجدداً
تجمدت يده فوق السكين يسترقي السمع متمتماً بحنق
- نجدك مني الباب... قومي غوري من وشي
طالعته وهي لا تُصدق انها نجت من تحت يديه هبت واقفه تعرج على قدمها اليمني
- استنى عندك
وقفت في مكانها ترتجف وتكتم صوت شهقاتها بكفها
- مش عايز اسمعلك صوت سامعه.. وهنتحاسب يافتون بس بعد ما اشوف مين على الباب ولو طلعت الست الخرفانه إحسان عقابك هيزيدك
- ماما إحسان مش هنا، راحت تزور ناس قرايبها
تعالت الطرقات مجدداً فأصرفها بيده.. ركضت من أمامه نحو الغرفة تحتمي بها من بطشه
اعتدل في وقفته يرمي السكين بالحوض ويُهندم ملابسه هاتفاً بعلو صوته وهو يخرج من المطبخ
- حاضر اه جاي افتح.. ما تصبر ولا الدنيا طارت
اقترب من الباب يرخي ملامح وجهه المنقبضة
- فتحنا الباب ياسيدي عايز....
اتسعت عيناه ذهولاً يتراجع للخلف ينظر للواقف أمامه
- سليم بيه
..........
طالعت الحرق تنفث عليه أنفاسها لعل وجعه يهدء قليلاً ولكن الآلم كان يزداد .. تعالت شهقاتها رغماً عنها فكممتها بكفها تخشي نيل المزيد إذا استمع لصوت نحيبها
انتفضت مذعورة وهي تجده يدلف الغرفة يغلق الباب خلفه مُقترباً منها ... تشبثت بحافة الفراش تُطالعه بخوف
- بلاش تحرقني تاني ياحسن.. هسمع كلامك ومش هعلي صوتي خلاص
- هوس، اكتمي خالص مش عايز اسمع ليكي نفس
واردف وهو يلتفت حوله بخوف
- سليم بيه بره..
وارتفعت شفته العلويه استنكاراً
- جاي يقدم اعتذاره منك عشان طلع ظلمك... ولاد الاكابر دول عليهم ساعات أفعال يظلموا الناس وبعدين يجوا يعتذروا
تلاشي وجعها وهي تنظر اليه غير مصدقة ان برائتها قد ظهرت
- يعني سليم بيه هنا
- مالك اتبسطي اوي كده ياختي، اه جاي يعتذر بعد ما اخدتي علقة محترمه بسببه
واردف متوعداً يرمقها بنظراته القاتمة
- ملمحش خيالك بره الأوضه ديه.. انا قولتله انك نايمه تعبانه من كتر العياط
ورفع حاجبه يتسأل بعدما رأي نظراتها
- كلامي مفهوم ولا مش مفهوم
اماءت برأسها مذعورة من بطشه
- مفهوم ياحسن
- جدعه يافتون... كده انتي فتون مراتي العاقلة.. حذاري ألمحك بره الأوضه يافتون
وأشار نحو ساقها بوعيد
- بدل ما انتي عارفه
انصرف من الغرفة فنهضت خلفه تتلصص من خلف الباب تتأمله..
اغمضت عيناها سابحة في خيالها تُخبر قلبها بأن بطلها قد جاء
بأعينها الصغيره كانت لا تراه إلا بطلاً من أبطال الحكايات
والعقل يُخزن اللقطات والقلب يعيش في أحلامه يظن ان العالم كله وردي يملئه أبطال الحكايات
تعلقت عيناها بالمال الذي أخذه منه حسن متظاهراً بالاستحياء
- خيرك سابق ياسليم بيه، يكفي مجيك لينا والله.. ده انا قولت لفتون سليم بيه حقاني وعمره مايرضي بالظلم
شعر سليم بالخجل من نفسه ورغم مابه من خصال ليست حميدة إلا أنه لا يحب الظلم
- خد ياحسن الفلوس واعتبرها اعتذار مني على اللي حصل
ودار بعينيه ينظر للأرجاء حوله
- لو فتون حابه ترجع شغلها تقدر تيجي من بكره
كانت تقف تترصد خطواته وحركاته من ثقب الباب..
ابتعدت عن الباب بذعر بعدما غادر الشقه وصوت حسن يعلو خلفه بالمديح فيه الي ان غلق الباب وطالع المال بسعاده
دلف اليها بعدما اخفي المال في حافظة نقوده يهتف بها
- اعملي حسابك بكره هترجعي شغلك عند البيه
وغادر بعدها المنزل يخرج المال بجشع ويمني نفسه بسهرة ترفع من مزاجه
- بقى يجي من وراكي فلوس يافتون
.........
تلاشت ابتسامتها وهي تستمع لحديث والدتها وشقيقتها.. منذ دقائق كان يُحادثها ويُخبرها ان لديه عمل بالمشفى ولن يستطيع القدوم معها هي وميادة للسينما.. وهاهي والدتها تختار مع مها ملابسها حتى تذهب لمنزل خالتها
- الفستان جميل ياحببتي.. يلا حطي مكياجك عشان تلحقي رسلان خالتك قالتلي انه موجود ومعندهوش عمليات ولا عيادة النهارده
انكسر قلبها وهي تتذكر كيف حاربت خجلها تطلب منه القدوم معهما... ارادت ان تثبت له حبها ولكن اين الحب الآن وهي ترى شقيقتها تتزين له وذاهبه اليه
- ملك انتي نازله ياحببتي
اماءت ملك برأسها تُطالع شقيقتها وهي تتجمل أمام المرآة
- خارجه انا وميادة... مها ممكن توصليني في طريقك
هتفت ناهد متعللة وهي لا تحيد عيناها عن مها
وقد كانت مها على وشك ان تخبرها بأن تنتظرها
- توصلك ايه ياملك ما انتي شايفه اختك مستعجله... اتصلي بميادة تعدي عليكي ياحببتي
خرجت من الغرفة تخفي دموعها.... فأمس كانت تطير معه فوق السحاب واليوم تسقط أرضا.. وسؤال واحد كان يدور بخلدها لما حياتها في الحب تعيسه هكذا؟
.........
هبطت من سيارة الآجرة فوجدت ميادة تنتظرها أمام السينما .. لاحت لها ميادة بيدها وأسرعت بأرسال رساله لشقيقها قبل أن تقترب منها ملك
طالع رسلان الرسالة بأبتسامة واسعة متذكراً صوتها الحزين بعدما رفض دعوتها بلباقة... اقترب من مرآته يُهندم قميصه وينثر عطره.. اتسعت ابتسامته شيئاً فشئ وهو يرسم في خياله كيف ستكون صدمتها بوجوده ولكن سرعان ماتلاشت بسمته وهو يرى مها تقف في الردهة الفسيحة للفيلا ووالدته تستقبلها بعدما انصرفت الخادمة
- حببتي ايه الجمال ده كله، كل يوم بتزيدي حلاوة يامها
اطرب الحديث مها وانحنت تُعانق خالتها التي اجادت رسم اللقاء وكأنها لا تعلم بمجيئها
اتسعت عيني مها ذهولاً وهي تجد رسلان يقترب منهما يستعد للخروج
- رسلان انت خارج
تعلقت عيني كاميليا به هي الأخرى
- انت مش قولتلي انك مش خارج النهارده ياحبيبي وهتقعد معايا
اصرف عيناه عن مها وقد صدقت حداسة شقيقته عندما أخبرته ان خالته تؤثر على والدتهم بخطة زيجته من مها
- معلش ياست الكل تتعوض.. مضطر امشي صديق ليا عزيز محتاجني
ولم يترك لوالدته فرصة لاستفسارها وأسرع في خطاه للخارج دون قول المزيد
اسرعت مها خلفه تتبعه
- رسلان
اغمض عيناه زافراً أنفاسه بقوة ينفض شعوره نحوها
- خير يامها
- انت لسا زعلان مني على اللي حصل.. انا بعمل اللي حساه ديما يارسلان وانا...
والتقطت كفه على حين غرة تضعه فوق قلبها تنظر اليه بهيام
- رسلان انا
وقبل ان تنطقها كان يسحب كفه عنها ينفض عقله من ذهوله
- مها انتي عندي زي ميادة..زي ميادة يامها
........
اندمجت بكل مشاعرها مع تراديجية الفيلم.. والتمعت عيناها بتأثر ترثي حالها مع كل مشهد يُبعثر مشاعرها.. شعرت بحاجتها لتناول المقرمشات التي وضعتها هي وميادة بينهما.. مدّت يدها نحو غرضها فسرت الرعشة في اوصالها، انها رائحته التي تُعبئ روحها وحواسها كلما التقته
- ليه الفيلم اللي كله مآسي ده ياملك
تعلقت عيناها به لا تستعب وجوده تبحث عن ميادة حولهم... حدقت بميادة التي جلست في الجهة الأخرى تنظر لهم بغمزة عين فأتسعت عيناها ذهولاً تتسأل
- انت هنا من امتى
اتسعت ابتسامته يتشرب من تفاصيلها وخلجاتها
- من ساعه ما خان حبيبته
والصدمه كانت من نصيبها.. انه يُجاورها منذ خمسة عشر دقيقة وهي كانت غارقة في عالمها
- بقى اسيبلك اختيار الفيلم تصدميني من اختيارك
- انت اللي رفضت الدعوه
ابتسم وهو يرى عبوسها الذي زادها فتنة في عينيه
- اظاهر ان في ناس بتزعل لما نقولها لاا.. ده انتي يامفتريه كل حاجه بقولك عليها تقولي لاء.. اصل عندي جمعيه عندي حصه مش فاضيه
حدقت به تقطب مابين حاجبيها تستمع له وهو يُقلدها
- يعني ده عقابك يارسلان
- وليه منسمهاش اني كنت عاملك مفاجأة
طالت نظرتهم وكل منهم يعيش اللحظه بتفاصيلها..
اطرقت عيناها نحو كيس المقرمشات لتُدرك حقيقة واحدة انها تنسى نفسها والزمن معه وهاهي يدها التي مازالت بالكيس تُجاور يده
ازاحت يدها من الكيس ببطئ تهرب من عيناه وقد توردت وجنتاها بحمرة الخجل
- مها راحتلك يارسلان
- مها عندي زي مياده ياملك.. وخلينا نتفرج على الفيلم الكارثي
واردف وهو يرمقها بعدما اشاحت عيناها بعيداً عنه
- فكريني اني مسبش ليكي اي اختيار بعد كده
.............
أنبعثت البهجة فوق ملامحها وهي سارحة في تفاصيل ما عاشته الليله.. دلفت للشقة وقد تلاشي كل شئ، تسمع صراخ والدها بوالدتها
- أنتي السبب ياهانم علقتي بنتك برسلان واه في الاخر بنتك منهاره في اوضتها
اقتربت منهم بخطوات مثقلة بعدما كانت لا تشعر بخف ساقيها من شدة سعادتها.. ابتلعت ريقها تنظر إليهم
- أنتي جيتي ياملك.. اتأخرتي كده ليه
هتفت بها ناهد هاربة من عراكها مع عبدالله الذي طالع ملك بنظراتً تُخبرها انه يعرف كل شيء
اخفضت عيناها عنه تُداري خجلها منه.. فدوماً كانت قريبه منه لا تخفي عنه شيئاً
انصرف عبدالله نحو غرفته يُحذر زوجتها للمره التي لا تُحصى
- بلاش تورطي بنتك ياناهد ف أحلامك
رمقته ناهد بأستياء تُهمهم بإصرار بأن ما تُريده سيحدث وعادت تُسلط عيناها نحو ملك
- ادخلي شوفي اختك واطمني عليها
ارادت ان تتحدث ولكن الحديث وقف على طرف شفتيها
- انا ليا كلام مع كاميليا...
وسلطت عيناها نحو غرفة مها
- انا بنتي مليون حد يتمناها
انحدرت دمعتها ترى والدتها كيف التقطت هاتفها بغضب وتُحادث خالتها عما بدر من رسلان الليله
سعادتها لم تلاحظها ووجعها لم تلاحظه يوماً وهي تقف تائهه.. والدتها تبتعد عنها يوماً بعد يوم بحنانها، انها تشتاق لحضنها وثرثرتهم التي كانت لا تنتهي ولكن كل شئ ضاع منذ تلك الحادثة التي نجت منها مها بأعجوبة
.............
دلفت للمبطخ بخطوات بطيئة وقد اشتد وجع ساقها.. وضعت أغراض التنظيف جانباً تقف مُرتبكة تنظر نحو السيدة ألفت التي لم تُحادثها اليوم إلا ببضعة كلمات مقتضبة
- في حاجه تانيه اعملها يامدام ألفت
انشغلت ألفت في تقليب الطعام تهرب من الحديث الذي يقف في حلقها.. إنها تُريد الأعتذار منها ولكنها لا تقوى على فعله.. طبيعتها هكذا وهي تعلم بهذا ولكنها أخطأت بحقها
تركت معلقة التقليب والتفت إليها تخرج الكلمات دفعة واحده من بين شفتيها
- انا اسفه يافتون على ظلمي ليكي.. المفروض كنت صدقتك.. كل حاجه كانت باينة انك مسرقتيش .. لكن انا وانتي كنا موضوعين في كفة الإتهام
ورمقت فتون التي وقفت تطالعها علي إستحياء
- انا مبعرفش اعتذر ولا اذوق الكلام يافتون.. فاتمني تكوني سامحتني
- اعملك قهوه زي ما علمتيني اعملها ولا اساعدك في الأكل
ابتسمت السيدة ألفت على جوابها البسيط فأقتربت منها تُعانقها بدفئ
- أنتي طيبه في زمن مينفعش فيه الطيبه يافتون
........
انقضت الساعات وكانت كشعلة من الطاقة... حضن السيدة ألفت شفي اوجاعها ولم تعد تشعر بآلم الحرق فيبدو ان آلمها الحقيقي كان يستوطن قلبها
طالعتها السيدة ألفت بسعاده وهي تتذوق مذاق الفطائر التي صنعتها
- طعمها يجنن يافتون.. بس معتقدش البيه هيحبها
تلاشت ابتسامتها الواسعه فتعلقت عيني السيدة ألفت بها
- بس ميمنعش اننا نحطها قدامه وليه قرار الأختيار
ابتهجت ملامحها مجدداً تُطالع السيدة ألفت بنظرات ممتنة
- انا مكترتش السمنه فيها زي ما قولتيلي
التقطت السيدة ألفت قطعة أخرى تلتهمها بتلذذ
- المقادير بالمظبوط
وسعادتها اليوم كانت في حضن وكلمة وقلبها لم يكن يريد الا هما
سرحت بخيالها تتسأل هل ستعجب رب عملها الفطائر
مضت الساعه المتبقية على وصوله وكالمعتاد كانت تتبع أوامر السيدة ألفت وهي تحضر المائدة وتنظر نحو الأطباق برضى وخاصة ما اعدته له
خفق قلبها وهي ترى نظراته نحو طبق الفطائر خاصتها فرمقها بنظرة متعجبه متسائلا
- ايه ده!
ارتبكت وهي تنظر اليه تخشي غضبه.. التقطت الطبق بخوف من أمامه تتراجع به
- ديه فطاير محشية
واردفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الفطائر
- مدام ألفت قالتلي مش هتعجب البيه بس انا مسمعتش كلامها
اختلج قلبه بشعور لا يعرف ماهيته.. والرحمه التي نساها مع الزمن كانت تدب في قلبه تُخبره انه مازال حياً، تخبره بأنه مازال ذلك المراهق الذي لا ينظر للناس بطبقية
انبسطت ملامحه وتلاشي جموده وبسط راحة كفه لها يلتقط منها الطبق برفق
- هاتي يافتون شكله يفتح النفس.. لكن لو معدتي تعبت انتي هتكوني السبب
- لا يابيه هتعجبك صدقني
رمقها سليم وهو يلتهم القطعة وقد ترك طعامه الصحي جانباً
- فعلا طعمها حلو
واخرى وراء أخرى كان يلتهمها تحت نظراتها اللامعه، مسح شفتيه أخيراً بعدما أنهى القطعه الثالثة ينظر للطبق ولها
- تسلم ايدك يافتون
خفق قلبها وهي تتأمله انه بطل حكايتها المغوار والبطل يظل بطلاً في الحكاية
