رواية مكيدة زواج الحلقة العاشرة10والحادية عشر11بقلم سلمي محمد


 رواية مكيدة زوواج


الحلقة العاشرة و الحادي عشر


يسمع فارس صوت ارتطام صادر في الخارج فيهب مسرعا... فيرى منال واقعة بالقرب من باب الحمام

فارس برعب : منال

منال يخرج الكلام منها بصعوبة: أنااا أناااااا ... تضغط بكلتا يداها على بطنها 

فارس بقلق : مالك يامنال 

منال تصرخ بألم : أااااه ... وتتلوى من شدة الالم 

فارس يجلس على ركبتيه وبنبرة خائفه : مالك ...طمنينى عليكى 

تلمع حبيبات العرق على جبينها وبصوت خافت متألم : أااااه باااموت ....تغمض عيناها مرة واحدة ويصبح جلدها بارد كبرودة الثلج

تدرك فاطمة أبنه مباشرة فترى منال واقعة على الارض مغمى عليها ..تظل واقفه فى مكانها تنظر لها بعيون زائغة مضطربة 

يصيح فارس : أتصلى بالاسعاف بسرعة ...ولكنها تظل وافقة مكانها لا تتحرك...الخوف أصابها بالشلل 

يدلف يحيى وكريمه بخطى سريعة باتجاه صراخ فارس ...ويشاهدو منال الواقعة على الارض

يحيى بفزع : ايه اللى حصل 

كريمة بنبرة مذعورة : ماتنطق مالها منال 

فارس بانفعال : معرفش معرفش ...حد يتصل بالاسعاف بسرعة ...النبض عندها واطى اوى ..

يحيى : أسعاف أيه اللى هنتصل بيها حلنا لما تيجى ...شيلها ويلى بينا نروح بعربيتك اى مستشفى 

فارس بذعر: عربيتى مش معايا 

يحيى بلهجة إمر :شيلها ونركب اى تاكسى ....يلى بسرعة 

ويقوم فارس بحمل منال بأيد ترتعش ...حااضر ياعمى 

ويذهبو بيها ألى أقرب مستشفى ...وتدخل الى غرفة الطوارىء وتنقل مباشرة الى غرفة العمليات ...أمام نظرات الكل الخائفة لا يعلمون ماذا حل بيها والسبب فى مرضها المفاجىء ...

كريمة لم تتوقف عن الدعاء لها بصوت مرتفع : اللهم يامن تعيد للمريض صحته ويامن تستجيب دعاء البائس الضعيف أسألك أن تشفيها وتلطف بجسدها وتكتب لها الشفاء ياأكرم الأكرمين 

يحيي : يارب 

فارس : يارب 

وفاطمة كانت تتحرك باضطراب وخوف من معرفتهم بأنها هى السبب...فهى مازالت غير مصدقة ماحدث ...فهى لم تقصد قتلها...وأخذت تحدث نفسها ...يارب عدى الليلة دى على خير 

وبعد مرور أكثر من ساعة من حبس الأنفاس ...يخرج الدكتور من غرفة العمليات 

ودنا بالقرب منهم 

الدكتور بنبرة عملية : المريضة عدت مرحلة الخطر وأنا هضطر أعمل محضر

يحيى بقلق : ليه محضر 

الدكتور : عشان فيه شبه جنائية وأنها أخدت سم ويتركهم 

يصرب يحيى كف على كف : محضر وشبه جنائية ..منال مش بتروح حته ومفيش حد بيكرها 

فاطمة بنبرات مضطربة : مش ممكن تكون هى أللى أخدته

يحيى بغضب : أنتى بتقولى أيه 

فاطمة بلجلجة : يمكن تكون أكلت حاجة من برا وكانت مسمومه 

يحيى : منال ملهاش فى الأكل بتاع برا 

فارس لم يتوقف عن الدعاء : المهم أنها كويسة ياعمى ...الحمد لله 

فاطمة : أيوه عندك حق المهم انها بقيت كويسة والباقى ملهوش لزمة


أقترب ميعاد اللقاء بين قاسم وفريد ...لقاء لابد منها ...حتى يستطيع قاسم طوى صفحة الماضى نهائيا وفتح صفحة بيضاء جديدة ..وفى غرفة المكتب عند فريد وكانت بداية النهاية بالنسبة لقاسم

فريد بابتسامة ويقترب من قاسم فى محاولة لأحتضانه : واحشتنى ...ولكن قاسم يبتعد قبل أحتضانه 

ويجلس على الكرسى ...قاسم بنبرة خالية من المشاعر : للأسف مش هقدر أقول ليك أنك واحشتنى ...أنا أسف مش هقدر أقولها عشان عمرى ماحستها

فريد تفاجىء وأصاب بالصدمة من رد قاسم وبلهجة مترددة : أنا كنت بحسبك سامحتنى والسنين اللى فاتت نستك ....عشان كده أنت جيت النهاردة ...عشان سامحتنى 

قاسم : لا تخمينك غلط يافريد بيه

فريد بتسائل: اومال جيت ليه لو مكنتش سامحتنى ...

قاسم : أنا جيت أشوفك لأخر مرة ...عشان أقولك أنى عمرى ماهنسى ولا هسامحك 

فريد فى محاولة منه لأرضاء قاسم : أنا كتبتلك نص أملاكى ....ولما تيجى تعيش معايا هخليك المسئول والمتحكم فى كل املاكى اللى هى املاكك ....أنا مش عايز غير حاجة واحدة انك تسامحينى 

قاسم : هى كل حاجة عندك بمقابل ...عشان اسامحك وأرضى أعيش معاك هتخلينى المتحكم فى كل املاك صح الكلام أنا فهمتك صح 

فريد يهز رأسه بالايجاب 

قاسم بأستياء منه فهو لم يتغير : وأنا مش موافق يافريد بيه ...أنت مش طالب السماح عشان انت حاسس بالندم ...أنت عايزنى أسامحك عشان بقيت لوحدك ...وبقيت فى أخر ايامك والصحة والهيبة روحو وبقا وجودك فى الحياة ملهوش لزمة 

فريد بغضب : أنا لسه أبوك...ولما تقطع صلتك بيا ده أسمه عقوق وحسابك عند ربنا عسير... ربنا بيقول ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما...

يضحك قاسم بهسترية : فريد بيدينى درس فى عقوق الوالدين ...عجبى منك يازمن ...وأنت بقا عايز تخلي الدين سلاح تقدر تبرر بيه قسوتك وظلمك وأن ده حق مكتسب ليك وأنى مش من حقى أحسابك ...عشان فاكر نفسك أبويا أن ليك الحق تعمل فيا اى حاجة عشان الدين قال الاب ليه حق على أبنه ....باين عليك نسيت حاجة مهمة ويصرخ قاسم متألما ....والابن كمان ليه حق عند أبوه ...أنا ليا حق سامعنى ...تدمع عيناه وهو يتحدث....أنااا والله ليا حق عليك ....وزى ماالاب ليه حق على أبنه ...كمان الابن ليه حق على أبوه 

أنت ظلمتنى من صغرى من غير ماتحاسب نفسك ولا تتقى ربنا فيا ...دا أنت حرمتنى من حنانك وأنا صغير...لا أنت كمان قلبك طاوعك تاخد حبى ...أب يطمع فى حبيبة بنته ويدمر حياة مسكينه كل ذنبها أنها حبتني.... أنت بتهورك واستهتارك دفنتنى بالحيا...وجاى دلوقتى تقولى حقى عليك وعقوق ...فين حقى أنا الاول ..

فريد برجاء : سامحنى يابنى وخليك معايا

قاسم : مش هقدر ...أنت اللى أخترت من البدايه ...أخترت الظلم ونسيت ان ليه عواقب فى الدنيا والاخرة وحساب الظلم فى الاخرة أشد وأصعب من الدنيا ...فنصيحة منى أدعى كتير ربنا يسامحك عشان أخرتك ...وينهض من مكانه ويغادر تاركا فريد فى حالة انهيار والدموع تنساب على وجنتاه وأخذت شفتاه تدعو بصمت ...يارب سامحنى

يخرج قاسم من باب الفيلا منحنى الرأٍس ...يوسف منتظره أمام سيارته 

يوسف بقلق : ايه اللى حصل جو ومطلعك متغير كده 

قاسم لم ينطق وجلس قى المقعد المجاور لمقعد السائق وبنبرة مشبعة بالالم : سوق ...عايز أبعد من هنا بسرعة 

يوسف : مالك بس 

قاسم أتنهد جامد : بعدين بعدين ...سوق بسرعة للفندق ...محتاج أنام شوية ويغمض عيناه وتنساب دمعة وحيدة من خلف جفنه 

يصل يوسف الى الفندق ...يوسف برجاء : مش هتقولى أيه اللى حصل 

قاسم : بعدين خلى الكلام بعدين عشان مش قادر ويذهب كلا منهما الى غرفته


تشرق شمس الصباح فتشرق معها قلوبنا بالأمل والتفاؤل وبأن القادم اجمل صباح يتجدد معه الامل فى حياة أفضل من الامس

قاسم يتصل بيحيى :السلام عليكم ياعم يحيى 

يحيى : وعليكم السلام أزيك يابنى 

قاسم : الحمد لله ...أنا قولت أتصل أسلم عليك وبالمرة أطمن على منال هى كانت تعابنه أمبارح عاملة أيه النهاردة

يحيى بنبرة كئيبة : منال فى المستشفى 

قاسم بفزع : حصل أيه وهى كويسه 

يحيى : الدكتور بيقول تسمم ...هى الحمد لله بقيت كويسة بس هتقعد يومين فى المستشفى وهتخرج 

قاسم : وجالها منين التسمم ده

يحيى : علمى علمك يابنى 

قاسم : قولى أٍسم المستشفى ...عشان أزورها ياعم يايحيى 

أعطاه عم يحيى عنوان المستشفى ...يغير ملابسه سريعا ويذهب الى غرفة يوسف 

وأخذ يدق على الباب دقات متتالية 

يوسف يتثائب من النعاس : حااااضر ياقاسم ...مميز فى خبطت المبخبرين ويزفر بضيق ..حااااضر ...يفتح الباب 

قاسم : البس بسرعة وتعاله معايا المستشفى الشروق .. منال تعبانة كان عندها تسمم

يوسف : هو مينفعش تروح لوحدك ...أصلى عندى مشوار مهم 

قاسم بزعيق : عايزك معايا يابارد وأنجز وألبس بسرعة ...هستناك فى أوضتى وخرج مسرعا

يوسف تأفف بضيق وهو يرتدى ملابسه ..هو فاكرنى الشغاله الفلبينية بتاعته عايزنى معاه فى كل حته ...ضيعت عليا مشوار النهاردة ويخبط بكف يداه على جبهته ...كنت هنسى أتصل بيها ويقوم بالاتصال بهنا ويحكى عليه الظروف القهرية التى منعته من مقابلتها اليوم ويحكى كل شىء بالتفصيل من زيارتهم ل عم يحيى حتى هذه اللحظة

هنا بفضول : باين من كلامك أن فى حاجة بينهم 

يوسف : الله وأعلم ...قاسم ده عبارة عن بير أسرار أنا صاحبه بس معرفش عنه كل حاجة ....معلش ياهنا هقفل معاكى عشان أخونا مايهدش الاوضه عليا عليا :سلام 

هنا : سلام ..وبمجرد ان قفلت مع يوسف أتصلت باروكا 

روكا : صباح الخير 

هنا : صباح الخير روكا ...عندى خبر يمكن مش يعجبك 

روكا بقلق : خير على الصبح 

هنا : باين حبيب القلب قاسم بيحب 

تقفز روكا من على الفراش صارخة : بيحب 

هنا : كنت لسه بكلم يوسف وقال انه هيزورها فى مستشفى الشروق وشكله كان قلقان وزعلان اوى ...باين ان فى علاقة بينهم 

روكا بصراخ : علاقة مين دى ...ده أنا أجيبها من شعرها وأعمله ممسحة لأرضية المستشفى وأخلص عليها 

هنا : هو أنا بقولك كده عشان تمسحى بشعرها أرضية المستشفى ...أنا بقولك كده عشان تنسيه 

روكا بزعيق : أنسى مين ده على جثتى ...وتتحرك حول نفسها ...أنا لازم أروح المستشفى وأشوفها وأشوفه 

هنا : أهدى يامجنونه تشوفى مين 

روكا : اشوفهم بعينى واتأكد لو فى حاجة بينهم ....أدعى بس ميكنش فى حاجة بينهم ...عشان لو في علاقة بينهم صعب عليا أخليه يحس بيا ...لازم أزيحها من طريقى 

هنا : أهدى يامجنونه ...أنا غلطانه اللى قولتلك وأنا اللى بحسب لما أقولك كده هترجعى عن اللى فى دماغك وتسمعى كلام باباكى 

روكا : أنا هقفل ياهنا ...لازم أشوف طريقة عشان أروح المستشفى 

هنا : أستنى بس ياروكا وبلاش تتهورى

روكا اغلقت السكة سريعا وأخدت تدور حول نفسها ....وأمعنت فى التفكير حتى وجدت طريقة فى الاستئذان من والدها حتى تذهب المستشفى


وفى المستشفى عند منال والغرفة خاليه الا من فاطمة 

فاطمة بنبرة نادمة : هتصدقينى لو قولتلك يامنال أنى مكنتش أقصد 

منال خرج صوتها ضعيف متألم : متخافيش مش هقول ل حد انتى السبب ....عم يحيى وعمتى كريمة وفارس طيبين أوى حرام أصدمهم فيكى ...متخافيش ياطنط سرك مش هيطلع برا 

فاطمة بأسف : مكنتش أقصد أسممك ...أنا كنت عايزه أفك سحرك من على أبنى والشيخ اللى وديتنى ليه جارتى ...قالى أحط البودرة دى فى اى حاجة تاكليها ولما اعمل كده فارس هينساكى وهيشوف حياته ...اللى عملت كده فيكى أم خايفه على أبنها وعايزه مصلحته ...أم نفسها تشوف ابنها متجوز وتشيل أحفاده قبل ماتموت وهو حرمنى من أمنيتى دى بسببك انتى ...بسبب انه بيحبك ومش شايف غيرك وأنتى ولا شايفه ورافضة تتجوزيه ...صدقينى أنا عمرى مافكرت أموتك أنا كنت عايزه أفك سحرك زى ماجارتى فهمتنى أنك ساحرة أبنى ومخليه مش شايف غيرك 

منال : انا مش عارفة أنتى صدقتى كلامها أزاى ...هو أنا لو سحراله زى مابتقولى ...مش كنت خلته يتجوزنى ....أنا مش بفكر فى الجواز وحاولت أكتر من مره افهمه كده ...ده مش ذنبى 

فاطمة : عندك حق ...مش عايزاكى تزعلى منى ...واوعدينى اللى حصل يفضل سر بينا 

منال : أنا قولتلك انه هيفضل سر 

فاطمة : أوعدينى بس ...خلى قلبي يطمن 

منال : أوعدك 

يدلف فارس وبابتسامة بشوشة : عامله أيه دلوقتى 

منال : الحمد لله أحسن بكتير .

فاطمة تشعر بالذنب على مافعلت وتقرر الانصراف لكى تترك مجال للحديث بينهم

فاطمة : هروح بوفيه المستشفى أشرب شاى ...عايز أجبلك معايا يافارس 

فارس : شكرا ياماما ...وتخرج فاطمة من الغرفة ...وأنتي يامنال متعرفيش جالك التسمم منين 

منال متجاهلة الرد على كلامه : هو فين عمى وعمتى كريمة ...هما فى البيت دلوقتى بيريحو شوية ...ده أنا أقنعتهم بالعافية يرتحو ساعة وأنا وماما هنفضل معاكى...أنا لسه ماتصل بيهم فى البيت وساعة وتلاقيهم موجودين معاكى...دى ماما طول ما كنتى فى اوضة العمليات مكنتش مبطلة دعى ليكى وحتى بعد ما الدكتور طمنى عليكى ...صممت تبات هى وتفضل معاكى ...دى طلعت بتحبك عكس ما كانت مبينة 

منال يعبس وجهها : عارفة أنها بتحبنى 

وعند وصول قاسم ويوسف المستشفى يلاحظو حالة من المهرج والمرج 

يوسف بفضول لأحد العمال : هو فى أيه 

العامل : مريضة هاربة من القسم النفسى لو قابلتها فى طريقك تعال علطول قسم الامراض النفسية بلغ ....هى هتلاقيها مسكت فيك وبتقولك أنا أنجى ياعلى تعالى نهرب ونتجوز

يوسف : أهااا ربنا معاكم وتلاقوها ...بقولك ياقاسم أنا هستناك برا أصلا مليش فى جو المستشفيات وكمان كملت بمجنونه بيدورو عليها ..لحد كده وكفاية أول ماتخلص هتلاقينى برا 

قاسم بابتسامة : خليك يمكن المجنونة تلاقيك وتمسك فيك وتقول عريس يابوى وأحضر فرحك هنا ويبقا فرح أستايل على الموضة 

يوسف : أتريق براحتك مانا خلاص بقيت الشوفير بتاعك فى كل مشاويرك 

قاسم : هو أنت تطول ولو زعلان أشوفلى واحد جديد يوصلنى ...أصل صاحبى حبيبى مش مقدر تعب أعصاب أيدى وأنى ممنوع من السواقة 

يوسف بابتسامة : أضحك عليا بالكلمتين دول وتجيب ليه.... مانا موجود 

قاسم : حبيبى يايوسف ...مش هتأخر 

ويدق قاسم على غرفة منال ...ثم يدخل مباشرة 

وعند رؤية فارس ل قاسم قال بنبرة حادة : أنت داخل علطول من غير مانقولك أدخل ...مفيش ذوق خالص ...وأتجه مسرعا ناحية الدولاب الموجود فى الغرفة واخرج منه طرحة ووضعها على شعر منال لتغطيته 

قاسم أستولت عليه الدهشة بسبب تصرفات فارس وغيرته الواضحة تجاهه

منال : معلش ياقاسم فارس ميقصدش 

فارس بغيرة : لأ أقصد ماهو ينفعش يدخل الاوضة عليكى كده 

منال : لو هنكلم على اللى ينفع ولا مينفعش يبقا أنت كمان ملكش حق تبقا موجود معايا لوحدنا 

فارس بعصبية : أنا بتقوليلى كده عشان ده ويشاور بابهامه تجاهه 

منال : أنا تعبانة معنديش جهد اتكلم معاك 

فارس بغضب مكتوم : ماشى يامنال أنا خارج وهسيبكم براحتكم ويخرج بخطى غاضبة من الغرفة 

قاسم يحاول كتم ابتسامته : باين عليه بيغير عليكى أوى 

منال بابتسامة خفيفة : أيوه 

قاسم : ايه اللى حصلك ...انا بالصدفة أتصلت بعم يحيى وقالك انك جالك تسمم ونقولكى المستشفى ...أتخضيت عليكى اوى 

منال : أكلت اكل مسموم من برا ..

قاسم بنبرة حنونه : متكليش حاجة من برا تانى

ترد منال : حااضر 

قاسم : همشى أنا بدل مالاستاذ اللى برا يجى يولع فيا وهتصل علطول بعم يحيى وأطمن عليكى ...سلام 

منال : مع الف سلامة


روكا استطاعت أقناع والدها بالخروج وأنها تشعر بهبوط فى دورتها الدموية وسوف تذهب الى المستشفى لأجراء بعض التحاليل 

وبمجرد خروج قاسم من غرفة منال ومشى عدة خطوات حتى وجد مجنونته أمامه مباشرة 

روكا بابتسامة بريئة : صباح الخير بطلى 

قاسم تغيرت ملامح وجهه للشراسة : أنتى جيتى هنا ازاى ...خلاص متفرقش معايا ...المهم دلوقتى أنك جيتى لقضاكى ...ده أنا حالفلك مش هسيبك ومسك ذراعها وأجبرها على المشى بجانبه 

روكا بابتسامة ذئيبة : الله كان نفسى من ده من زمان تمسك دراعى بعنف وتعمل نفسك خايف عليا زى الروايات 

قاسم بذهول من جنونها : أنتى مجنونه صح ...تمر على عقله فكرة مجنونة وكيفية الانتقام منها 

روكا بنبرة حالمة : مجنونة بحبك طبعا مش بطل روايتى

قاسم بنبرة ماكرة : مادام أنا بطلك ومجنونك ...خلاص أنا مسامحك

روكا بشك : هااا ده بجد الكلام ده ...شكلك مدبرلى حاجة 

قاسم : عايزه تصدقينى مش عايزه تصدقينى براحتك 

روكا غمزت بعينيها: هو بصراحة مش مصدقة بس هموت وأعرف أنت هتعمل ايه بالظبط 

قاسم : مجنونه ...تعالي بقا معايا ....وجلس هما الاثنين فى مطعم المستشفى 

روكا : هااا قوليلى بقا ناوى على ايه عشان متشوقة 

قاسم : خمس دقايق هروح مشوار وهتعرفى بعديها ناوى على ايه ...أوعى تمشى خليكى مستنية 

روكا بابتسامة : مين ديه اللى هتمشى ده انا راشقلك هنا لحد ماتيجى 

قاسم فى قسم الامراض النفسية وبعد تأكده من عدم امساكهم المجنونة الهاربة

قاسم بيمثل الخوف : البت الهاربنه منكم ...مسكت فيا وتقولى ازاى طلعت من الفيلم وانت حبيبى وتعالى نتجوز ياعلى أنا عروستك أنجى ...أنا هديتها بالعافية وهى دلوقتى قاعدة فى مطعم المستشفى ...أحد الممرضين : أنت هتكلمها الاول وتخليها هادية وأحنا هنكون وراك 

وعندما اقترب قاسم قام باخفاء شنطة روكا تحت الكرسى 

روكا بابتسامة : أخيرا جيت أنا كنت بحسبك هربت منى 

قاسم بابتسامة متسعة : مجنونه 

روكا حتى هذه اللحظة لم تلاحظ الممرضين الموجودين على بعد عدة خطوات: أيوه مجنونه بحبك 

قاسم : تعرفى تهودينى فى الكلام ...عارفة فيلم رد قلبى أنا دلوقتى على وأنتى أنجى 

روكا بابتسامة : بص أنا معاك ...عايزه أشوف أخرك ايه ..نعم ياسى على عايزه ايه من أنجى حبيبتك 

يشاور قاسم ليقترب الممرضين 

قاسم بابتسامه خبيثة : بحبك يانجى 

روكا : بحبك ياعلى ...

الممرض أمسكوها بسرعة 

روكا بذهول : فى ايه 

قاسم بابتسامة وقام باعطائها قبلة عن طريق الهواء : سلام ياانجى وسلميلى على عنبر المجانين ثم يمشى

روكا بصياح : علييييي وتحاول الفكاك من أيادى الممرضين ...

الممرض : متخافيش يانجى مش هتاخدى المرة دى جلسة كهربا 

روكا تستوعب بالتدريج ماحدث لها لتصيح صارخة : أنا والله روكا مش انجى 

الممرض بنبرة مهدئة : أهدى بس روكا روكا من أنجى ل روكا متفرقش كتير ...لبسوها الروب

روكا أخذت تصيح وتحاول الفكاك منهم ولكنها تفشل حتى قامو بوضعها فى عنبر المجانين

يخرج قاسم من المستشفى وابتسامة كبيرة تزيين شفتيه وعندما أقترب من قاسم أنفجر ضاحكا 

يوسف بفضول : ضحكنى معاك 

قاسم بنبرة ضاحكة : هضحك ...وحكى لها ماذا فعل مع روكا 

يوسف : حراام عليك ...زمانها دلوقتى هتموت من الخوف وكمان شنطتها معاك 

قاسم : لا مانا سبت شنطتها مع امن المستشفى وقولت لقيتها...رديت ليها مقلبها فيا ..كان نفسى تشوف منظرها وهما بيلبسوها الروب الابيض ...كان منظرها يضحك 

يوسف : تلاقيها منهارة دلوقتى ...حرام عليك 

قاسم بغيظ : أنت معاها ولا معايا 

يوسف : معاك طبعا ..بس البت باين عليها معجبة بيك 

قاسم : معجبة بيا تزقنى فى حمام السباحة ...اومال لو بتحبينى هترمينى من البرج ...دى عايزه تتعلم الادب عشان تعرف ان كل حاجة ليها حدود 

يرن تليفون قاسم : الوووو من معايا 

حسن : أنا محامى فريد 

قاسم ببرود : نعم حضرتك عايز أيه 

حسن بحزن : البقاء لله...البيه اتعرض لازمة قلبية 

الخبر أصاب قاسم بصدمة : أنا كنت لسه معاه

حسن : هو أتعرض للازمة بعد خروجك مباشرة 

قاسم قام بالدعاء له : اللهم أرحمه وأغفر له ...تمم أجراءات الدفن وساعة وهتلاقينى عندك 

يوسف بفضول : مين اللى مات 

قاسم بنبرة متأثرة : فريد مات ...أدعيله يايوسف بالرحمة 

يوسف : البقاء لله ...ربنا يرحمه ويغفرله 

وبدلا أن يركب قاسم السيارة توجه ناحية باب المستشفى 

يوسف : رايح فين 

قاسم بشرود: رايح ل سهى


بقلم #سلمى_محمدالحلقة الحادية عشر 


يوسف بفضول : مين اللى مات 

قاسم بنبرة متأثرة : فريد مات ...أدعيله يايوسف بالرحمة 

يوسف : البقاء لله ...ربنا يرحمه ويغفرله 

وبدلا أن يركب قاسم السيارة مع يوسف توجه ناحية باب المستشفى 

يوسف : رايح فين 

قاسم بشرود: رايح لسهى

يوسف : سهى مين 

ويترك يوسف فى حيرة ويدخل الى المستشفى 

يوسف يضرب كف على كف على مااصاب قاسم من توهان وذكره لسهى المتوفاه منذ سنوات ...لم يغادر وظل مكانه منتظر خروج قاسم وهو يشعر بالقلق على ماأصابه

فارس كان ينهى بعض الاجراءات الخاصة بمنال فى المستشفى وبمجرد أقترابه من غرفتها رأى قاسم يدخل اليها ويغلق الباب خلفه ..أسرع بخطى غاضبة ناحية غرفتها ..فليس من حقه التواجد معها وأغلاق الباب عليهم وحدهما ...وقبل ان يهم بفتح الباب ليتشاجر مع قاسم سمع ما شل حركته ومنعه عن الدخول

قاسم يجلس بدون النطق بحرف واحد تحت نظرات منال المتسائلة عن سبب رجوعه وتغيره 

منال : رجعت ليه تانى فى حاجة حصلت 

تسود ملامح قاسم الحزن والشرود 

منال : قااااسم مالك بجد 

قاسم : تعبان اوى ياسهى 

منال بحزن لسماع اسمها الحقيقى: سهى أنا نسيت الاسم ده من زمان اوى 

قاسم بنبرة متألمه : وانا من يوم ورايح هقول ليكى سهى 

منال بقلق : مالك ياقاسم ...أيه اللى حصل 

قاسم : هقولك ياسهى بس قبل مااتكلم ..عايزك تجاوبينى بصراحة

منال : أسال وهجاوبك بصراحة 

قاسم: هو فى حاجة بينك وبين فارس

منال ترتبك وتحاول تخبئة مشاعرها : حاجة أيه بس ...هو ده بردو سؤال

قاسم : أنتى قولتى هتجاوبينى بصراحة 

منال بحزن : أيوه قولت بس أنا مش من حقى أجاوبك

قاسم : جاوبينى ياسهى ...من حقك تتكلمى وتعبرى عن مشاعرك

منال : أنت عارف ليه مينفعش أجاوبك والسبب اللى يمنعنى مجرد بس أفكر فى فارس

قاسم : سهى أنتى من حقك تعيشى حياتك اللى فضلت وافقة سنين بسبب فريد

منال بنبرة متألمة...ازاى تقولى عيشى حياتك وعارف انى لسه متجوزة 

قاسم بحزن : السبب اللى منعك تعيشى حياتك مع الشخص اللى أختاره قلبك ...خلاص بح أنتهى 

منال بأمل : تقصد ايه بكلامك هااا انطق ياقاسم 

قاسم بحزن : فريد مااات ياسهى ومبقاش ليه لزوم أنك تفضلى متقمصة دور منال ...خلاص السبب فى خوفك وأنك تعيشى بأسم مستعار ماااات ...خلاص مفيش خوف أنه يعرف أنك لسه عايشة...مش هتعيشى فى الضلمة تانى

ترتسم أبتسامة على وجه سهى لكنها تخفيها بسرعة مراعاة لحزن قاسم فهو فى النهاية والده وبلهجة تأكيد : ماااات

قاسم بغم : مااات النهاردة الصبح 

سهى صمتت وأحترمت حزن قاسم ولكن فى قرارة نفسها سعيدة وتريد الرقص ...أخيرا فريد مات وهى فى منتهى السعادة بخبر موته...أخيرا تحررت من كابوس أسمه فريد كان ملازم لها ليل نهار...أخيرا ياقلبى من حقك تفرح وتدق 

قاسم : أنتى بتحبى فارس

سهى رفضت الاجابة وظلت صامته خائفة مرتبكة ..من وجود مشاعر من قاسم تجاهها حتى الان

قاسم : لو خايفة تتكلمى عشانى ...فانا عايز أقولك انك بقيتى زى أختى وكل اللى كان بينا بقى من الماضى وصفحة واتقفلت ...أنا بحبك وبخاف عليكى زى أختى ولو فاكره انى لسه فى مشاعر من ناحيتى ويبتسم قاسم ...يبقى اتجننتى رسمى نظمى فهمى ...أنتى أتظلمتى كتير ونفسى أشوفك سعيدة وعايشة حياتك مع فارس اللى متأكد من حبك ليه وحبه ليكى

سهى تبتسم: وانت ياقااسم حبيت وعشت حياتك 

قاسم :ده أنا عشت حياتى بالطول وبالعرض ...واتعرفت على بنات كتير بعدد شعر راسى ...ده أنا كنت كازانوفا بس خلاص نويت اتوب وامشى على الصراط المستقيم ....كمل كلامه بضحك ...أنا عشت حياتى وانتى كمان من حقك تعيشى حياتك

سهى أنفرجت شفتها ضاحكة بدون صوت : كازانوفا بردو

قاسم : مش اوى 

تشرد سهى وتسيطر على ملامح وجهها العبوس

قاسم : مالك ياسهى 

سهى بنبرة كئيبة : خايفة فارس يبعد ويسيبنى لو عرف الحقيقة 

قاسم بتأكيد : لو بيحبك بجد وشاريكى هيتقبل ظروفك 

سهى : بس أزاى ياقاسم وانت عارف ظروف جوازى ...هو ممكن فارس يرضى بواحدة أرمله وأنا هكون ليه اول بخته ...تكمل حديثها بأمل هااا هو ممكن يفضل متمسك بيا 

قاسم : لو بيحبك مش هتفرق معاه انك كنتى متجوزة ...وانا متاكد انه هيفرح وماهيصدق أنك بتحبيه وهيقولك خير البر عاجله وتعالى نتجوز اول ماتطلعى من المستشفى ...وممكن كمان يجيب ليكى المأذون فى المستشفى عشان يضمن مترجعيش فى كلامك

سهى بتمنى : بجد ياقاسم فارس هيفضل متمسك بيا بعد ماأقوله على سرى 

قاسم : فارس بيحبك وبيغير عليكى اوى وغيرته عليكى واضحة للكل وأيوه ياسهى أنا متأكد أنه هيفضل متمسك بيكى 

سهى باضطراب : أنا خايفة أوى أقوله 

قاسم بحنية : انا هتكلم معاه لو خايفة انتى تتكلمى 

سهى برفض : لأ ااا ...عايزاه يعرف منى أنا 

قاسم : اللى يريحك ياسهى وأنا ديما هكون موجود لو أحتاجتينى فى أى حاجة 

سهى : ربنا يخليك ليا ياقاسم ...أنت كنت ليا ونعم السند طول السنين اللى فاتو 

قاسم : عايز منك طلب 

سهى : طلباتك كلها مجابة

قاسم : عايز أبقى شاهد على كتب الكتاب 

سهى بابتسامة : يارب كتب الكتاب يتم وأنا اخليك تقوم بدور الشاهد الاول والتانى ده لوينفع 

قاسم : هيحصل كتب الكتاب وبكره تبلغينى بالمعياد ...سلام ياسهى وخلى بالك من نفسك 

سهى : وخلى بالك من نفسك أنت كمان ...سلام ياقاسم 

فارس كان واقف مصدوم مما سمعت أذنه وأن منال هى نفسها زوجة فريد وبعد مافاق من صدمته ..سيطرت عليه سعادة بالغة عند سماعه اعتراف منال بحبه وقبل خروج قاسم أختبأ فارس مرة أخرى وخرج قاسم وعندما أبتعد دخل الى سهى 

لما رأت فارس أضطربت ملامح وجهها 

فارس أخفى أبتهاجه : قاسم شوفته خارج كان بيعمل هنا أيه

سهى بلجلجة : أصل أأصل هو بلغنى خبر عارف انه هيسعدنى 

فارس : كان بيقولك ايه ياسهى 

سهى فاغرة الفم : أنت قولت أيه 

فارس بلهجة مبتهجة : سهى قولت سهى ...وسمعت كل الكلام اللى دار بينك وبين قاسم ...عبيطه لو فكرتى لثوانى أنى ممكن أسيبك وأبعد لما اعرف أنك كنتى متجوزة...تلمع عيناه بالدموع.. ده أنا مكنتش مصدق نفسى لما سمعت أنك بتحبينى واللى كان منعك أنك تعبرى ليا بمشاعرك أنك كنتى متجوزة

سهى بدموع : متفرقش معاك أنى كنتى متجوزة 

فارس : أنتى عبيطة ...ده أنا ماصدقت ...سمعينى بقى الكلمه اللى كان نفسى اسمعها منك من سنين ...

سهى تدعى عدم الفهم : كلمه أيه دى 

فارس بابتسامة : هما بصراحة كلمتين مش كلمة ...بحبك يافارس 

سهى تهز رأسها بالايجاب دون فتح فمها 

فارس أنارت الابتسامة وجهه : أخيرا قولتيها 

سهى بارتباك : أنا مقولتش حاجة على فكرة 

فارس : مش لازم لسانك ينطقها ...كفاية هزة راسك ...كفاية نظرات عينك ...أنا هكتفى بكده دلوقتى بس بعد كتب الكتاب والفرح اوعدك أنى هخليكى تقوليلى بحبك يافارس كل شوية 

سهى : طب ومامتك هتقولها أيه 

فارس : بصراحة مش عارف ياسهى ....لما ييجى وقتها ...أنا هقول لعم يحيى أنى عرفت حقيقتك وهقوله أنى عايز أتجوزك وأنتى موافقة

سهى : مش تستنى تسمع حكايتى الاول يمكن ترجع فى كلامك

فارس : مش عايز أسمع حاجة ...الماضى ميهمنيش ...الماضى صفحة وأتقفلت ...المهم عندى الحاضر والمستقبل اللى هيكون كله سعادة بوجودك معايا 

سهى : بس أنت من حقك تعرف 

فارس : وأنا قولتلك الماضى صفحة واتقفلت


يوسف وهو ينتظر خروج قاسم تذكر ماحدث لروكا وما يمكن ان يحدث لها فى قسم العلاج النفسى لو تصرفت بتهور ...فأتصل بهنا سريعا لكى تنقذ روكا ويكون هو بعيد عن الصورة كى لا يغضب قاسم لو علم انه تسبب بخروجها 

يوسف : الو هنا 

هنا بنبرة سعيدة : أزيك يايوسف ...خلصت مشوارك ولا لسه 

يوسف : لسه ..قاسم ملففنى كعب داير معاه....بصى أنا هقولك موضوع بس اوعدينى أنك متجبيش فيه سيرتى 

هنا : قول قلقتنى 

يوسف : صاحبتك روكا اتمسكت فى عنبر الامراض النفسية 

هنا بخضة : روكا صاحبتى ليه وأيه اللى حصل 

يوسف : صاحبى فيه الخير ...عمل فيها مقلب وبسببه اتحبست فى عنبر المجانين 

هنا بحيرة : وأيه اللى ودا روكا المستشفى ...باباها مانع عنها الخروج ...هى خرجت ازاى 

يوسف : الاسئلة دى تسأليها لصاحبتك ...المهم دلوقتى تطلعيها من هناك بدل ماتتجنن عليهم هناك وسمعت أنهم ممكن يعملو ليها جلسة كهربا

هنا بلهجة مرعوبة : جلسة كهربا انت بتتكلم جد 

يوسف : والله بتكلم جد أصلها اتمسكت بدل واحدة مجنونه باين عليها بتاخد جلسات والمجنونه دى كانت هربانة وقاسم بلغ عنها انها هى 

هنا : هو بالساهل كده أى حد فى المستشفى يتسمك بدل البت الهربانه دى 

يوسف : ماهو قاسم ضحك عليها وأخد شنطتها اللى كان ممكن تثبت فيها هويتها وانها مش المجنونه اللى بيدورو عليها وحلينا بقى عقبال مايعرفو غلطهم 

هنا : وهى فين شنطتها أكيد معاه ...مش عارفة هقول لباباها ازاى يروح يخرجها ده ممكن يجراله حاجة فيها 

يوسف : قاسم ساب الشنطة فى الامن انتى ممكن تروحى تاخديها وتاخدى بطاقتها وتثبتى ان حصل لبس وغلط ومن غير ماباباها يعرف وتحصل مشاكل

هنا : هقفل معاك دلوقتى ..هقوم البس بسرعة والحقها قبل ما تتجنن عليهم هناك ...سلام

يوسف : سلام ...وشرد فى هنا وشعوره تجاهها ...أحساس أشتاق له منذ سنوات ...السعادة والشعور بالراحة عند سماع صوتها ...يفيق من شروده على صوت قاسم الملىء بالألم ...وعندما نظر الى وجهه رأى دموعه حبيسه عيناه

قاسم بحزن : يلا بينا 

يوسف بقلق : مالك 

قاسم : لما نركب 

انطلق يوسف بالسيارة وهما فى الطريق سأله مرة أخرى : فضفض قولى على اللى تعبك 

قاسم بدموع مكتومة : سهى بتحب وهتتجوز ... عارف أن من حقها تحب وتعيش حياتها ...بس أنا مش قادر أنساها غصب عنى ...حاولت كتير ولسه حبها معلم جوا قلبى ...مش من حقى أحس الاحساس ده بس شىء مش بأيدى ويصرخ بألم مش بأيدى ....هى بتحب وهتتجوز وأنا لسه عايش على ذكراها 

يوسف : سهى مين اللى بتحب 

قاسم : سهى اللى كانت حبيبتى 

يوسف : سهى ماتت ياقاسم 

قاسم دموعه أنسالت على وجنتاه : سهى عايشة ...سهى هى منال ...سهى اتقمصت دور منال عشان تقدر تهرب من فريد وتعيش بعيد عنه 

يوسف : أزاى ده انت جالك اكتئاب وكنت رافض تخرج من شقتك ...كنت بتضحك عليا مكنش العشم

قاسم : أنا فعلا جالى أكتئاب بس بسبب اللى عمله فريد مع سهى ...اتصدمت جامد لما عرفت هو عمل معاها ايه ...مكنتش متخيل أن فى اب ممكن يعمل مع ابنه كده 

يوسف: وخبيت ليه عليا ان سهى عايشة أحنا اكتر من الاخوات وعمر سرك ماكان هيطلع بره

قاسم بنبرة متألمة: هى طلبت منى وأخدت منى وعد انى مقولش ولا افتح بؤي ان منال تبقى سهى ومفيش غير تلاته بس يعرفو بالحكاية دى عم يحيى والحاجة كريمة وامها وبس...متزعلش منى انا وعدتها وعمرى ماكنت هخلف وعدى

يوسف بأسى: أنا عمرى ماهزعل منك أبدا

قاسم بدموع : نفسى أنساها يايوسف مش عارف لحد النهاردة ...كنت بتكلم معاها وبضحك فى وشها ومخبى وجع قلبى ودفنه جوا صدرى ...عشان عارف مش حقى اتكلم اصلا عن أحساسى ...لما شوفت نظرات الحب بينها وبين فارس صعبت عليا انها مش عارفة تعيش حياتها بسبب فريد ...ولما عرفت بوفاته رحت قولتلها علطول عشان تخرج من الشرنقة اللى كانت عايشة فيها 

يوسف وصل بالسيارة عند باب الفندق وهما داخلها ...يوسف قام باحتضان قاسم ..وبنبرة حنونه ...اتكلم قول كل اللى جواك اعتبر نفسك بتتكلم مع نفسك ...فتنهمر دموع قاسم بغزارة ...

قاسم بلهجة مليئة بالوجع : أنا تعبان اوى 

يوسف : وأنا معاك ومش هسيبك ابدا

قاسم : محتاج اقعد لوحدى شوية ...هروح أقعد فى كافيه الفندق شوية

يوسف : وأنا هاجى معاك 

قاسم : عايز اقعد لوحدى ...مش عايز حد معايا

يوسف : اللى يريحك ...لو احتاجتنى فى أى حاجة رن عليا 

قاسم : حاااضر

ويذهب كل منهم فى طريق ...يوسف الى غرفته وقاسم الى الكافيه 


هنا ذهبت سريعا الى المستشفى واحضرت شنطة روكا واتجهت الى قسم الامراض النفسية وأخرجتها بعد اعطائهم بطاقتها الشخصية وان حصل لبس فى الاشخاص 

روكا وهى فى السيارة مع هنا 

روكا بانيهار ودموع : كانو هيكهربونى زى المجانين ..أناااااا كنت هتكرب 

هنا تحاول تهدئتها : أهدى ياروكا أنا لحقتك بسرعة ..

روكا بدموع: مش متخيله ولا قادرة أتصور اللى كان ممكن يحصل معايا لو أتاخرتى شوية ...أنا كنت ماسكة نفسى بالعافية عن الزعيق والصريخ وعملت نفسى هادية بالرغم من البركان اللى جوايا ...قاسم يعمل فيا كده ...أنااا روكا يتعمل فيا كده 

هنا بتأنيب : انا قولتلك بلاش تروحى وبردو روحتى ...قولتلك مش بيحبك وانتى زودتيها معاه لما وقعتيه فى حمام السباحة ....شيليه من دماغك عشان ترتاحى

روكا بزعيق : كفااية ..كفاااية أنا فيا اللى مكفينى...أنا مش محتاجة نصايح من حد ...تعلو نبرة صوتها ...نزلينى ياهنا 

هنا : طب أهدى الاول ...أنزلك فين بس أحنا فى نص الطريق 

روكا : هروح مكان مااروح ...بقولك نزلينى بدل ماافتح باب العربية واخرج منها وهى ماشية 

هنا رأت فى عيونها نظرات مصممة على تنفيذ كلامها وبنبرة قلقة : حاااضر هنزلك وركنت العربية على جانب الطريق ...خلى بالك من نفسك ياروكا 

روكا قامت بايقاف تاكسى وهنا أنطلقت بسيارتها القلق يأكلها على صديقتها ومايمكن ان تفعله فهى شخصية متهورة 

وأعطت السائق عنوان الفندق المقيم فيه قاسم وقبل دخولها اصطدمت بشاهى وأكملت طريقها دون ان تلاحظها

شاهى بدهشة من تجاهل روكا فتقوم بمنادتها : روكاااا وتلحق بها وتجذبها من يدها ..لكى تبطىء من مشيها السريع 

شاهى : مالك ماشية زى القطر واخدة فى وشك

روكا تلمع الدموع فى عينها : سيبينى دلوقتى ياشاهى 

شاهى بفضول: مش هسيبك الا لما تقوليلى مالك 

روكا : مش وقته ياشاهى لازم أقابله وأنتقم من قاسم 

شاهى : مين قاسم ده 

روكا بتعب : مش وقته ياشاهى أنا مخنوقة دلوقتى وعايزه اطلع ضيقتى دى فى حد 

شاهى : للدرجة دى قاسم مطلع عينك 

روكا : على الاخر ده عمل فيا حتة مقلب طالع من نافوخى ومش عارفة أخد منه حقى أزاى 

شاهى بدهاء : جيتى لملعبى ...أنا هفكرلك فى فكرة تخليه يلف حوالين نفسه ...بس تعالى نقعد وأحكيلى كل حاجة بالتفصيل 

وتدخل شاهى وروكا الكافيه وأحمد كان منتظر شاهى فهى كانت متفقة معه لكى تقابله فى الكافيه 

أحمد بابتسامة : أزيك ياروكا

روكا من غير نفس : أزيك ياحمادة 

أحمد : مال وشك مقلوب وبتردى من غير نفس

شاهى : أصلها واخدة مقلب من واحد مخليها زى ماأنت شايف 

أحمد : مقلب أيه ده ....دى روكا ملكة المقالب 

شاهى : معرفش الحكاية أيه بالظبط ...هى هتحكى وأنا وانت نمخمخ ليها فى فكرة تاخد بيها حقها ...أحكى ياروكا 

روكا بدموع مكتومه أبتدت تحكى ... بدايه من عيد ميلاد شاهى واختتمت كلامها بحبسها فى عنبر المجانين

شاهى دارت ابتسامتها بصعوبة وحاولت التكلم بجدية : حقك وهخليكى تعرفى تاخديه

وهى بتتكلم روكا رأت دخول قاسم من باب الكافيه ...فأخفضت رأسها للاسفل وبنبرة خافته قالت : أهو قاسم لسه داخل وراح ناحية البار 

شاهى : يامحاسن الصدف ...مفيش أحلى من كده جه بنفسه فى ملعبنا ...هااا ياحمادة فكرت هنعمل فى البيه أيه 

أحمد هز رأسه : فكرت وكمان هنفذ خطة متخرش المياه ...هتخليه عبرة لمن أعتبر ...محتاجة جرئة وقلب جامد 

روكا بقلق : مش عايزه أذيه ياحمادة 

أحمد بابتسامة : هو أحنا بتوع كده 


                 الحلقة الثانية عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>