أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الثالث3بقلم دهب عطيه


 رواية ملاذي وقسوتي 

❤الفصل التالت  ❤

بقلم دهب عطية

بس النجع مليان بيوت وناس وبرغم كده المكان 

هادي وكل واحد قافل على نفسه بيته ......"

تحدث فارس وهو يتجول بعيناه في اركان هذهِ الغرفة الكبيرة ماتسمى بمجلس قاضي نجع 

العرب ...


ابتسم سالم وهو ينفث سجارته قال 

"فعلاً هي دي حيات البدو و للأماكن الصحراوي 

مش زي القاهره خالص ..." 


أومأ له فارس بتاكيد ..


" ادخل ياحرامي ادخل ...."قال جابر جملته وهو يمسك بالياقة جلباب صبي في سن الخمسة عشر 

عاماً ، دخل به على سالم وفارس الذي يجلس 

بجانبه ...


سائلا سالم وهو يتفحص الصبي بمراقبة...

في إيه ياجابر ......ومالك مسكه كده ليه .."


رد جابر بإحترام....وضيق من هذا الصبي... 

"الواد ده بيسرق ياكبير التين من الأراضي  وبي 

بيبع الي سرقة في سوق كل اسبوع بعد مايجمع ليه يجي تلات اقفصه من التين ...."


ظل يبكي الصبي بخوف ويطلع على سالم بهلع 

ثم بعد ان انتهاء جابر من حديثه ، ركع على ركبته

امام سالم وقبل يده قال بدموع ورجاء... 

"عشان خاطر سيدنا محمد بلاش تحبسني ابوس ايدك يابيه ، مش عشاني ولله بس عشان خاطر اخواتي الصغيرين.." نزلت دموع الصبي بكثرة وهو يقبل يد سالم الذي نزع يده فوراً عنه ونظر له بعتاب  قال ...

                  "إنت اسمك ؟.."


"اسمي عمرو ....اناا عارف اني غلط لم سرقت بس محدش راضي يشغلني عنده بعد الى عمي عمله

في ابويه بعد ماسرق ورثه وطلع ابويه حرامي ، وانا ولله ماسرقت غير من ارض عمي عشان اأكل اخواتي الي اصغر مني انا عارف ان السرقه حرام 

بس كمان اخواتي جعانين وابوي لازم اجبله الدوا

الى بياخده....حقك عليه ياقاضي نجع العرب بس انا كبير اخواتي وكان لازم اتصرف حتى لو هسرق .."

مع كل حرف كانت تنزل منه دموع قلة الحيله وندم ولإنكسار والخوف من قرار سالم وحكمه عليه كان ينظر له بترجي يترجى ان يتركه فقط لإطعام 

أشِقّاءُ هذهِ كانت اقصى احلامه ان يطعم من هم اصغر منه مطوقين في عنقه ومسؤول عنهم ...


نظر سالم له قال بلهجة لا تنم على أي تعاطف او تأثر


"احكيلي حكايتك ياعمرو لازم اعرف حكايتك قبل 

ماحكم عليك بنفسي ؟!.."


ارتبك عمرو قليلاً بعد ان علم ان لن يكون هناك مفر من عقاب قاضي نجع العرب ..

"اناا كبير اخواتي وكنت في مدرسه وكان 

ابويه وامي  عايشين ومن كام سنه وانا عندي ١١سنه مات جدي وساب لينا عشرين فدان زراعي وبيت جدي الكبير .....وقتها كانت امي مريضه ومحتاجه عمليه ..راح ابويا عشان ياخد ورث جدي من عمي بس عمي استغل احتياج 

ابويا وخد الورث بربع التمن ،وقتها ابويا باع بيتنا 

الكبير عشان يكمل على فلوس العمليه ومصريف

المستشفى .... لكن امي ماتت بعد العمليه بأسبوع ورجعنا النجع  وطلبنا من عمي يساعدنا رفض وأتهم ابويا بسرقه  ومن ساعتها النجع كله بيتكلم علينا ان احنا بيت  الحرامي وبناكل حرام    

ومكنش ادامي حل غير اني اسرق من ارض عمي الى هي ارض ابويا  وعمي نصب علينا فيها وخدها مننا ببلاش، "


سائلا سالم باستغراب... 

"وابوك ليه مش شغال..... ليه سابك تسرق .."


ابتلع عمرو مافحلقه قال بحرج...

"ابويا بعد موت امي تعب جامد بعدها وللاسف مبقش قادر يمشي من ضغط الى حصله بعد فراق امي ونصب عمي عليه طلعت انا عشان اســ..."


نظر له سالم بعتاب قال ....

"طلعت تأكل اخواتك حرام وتعالج ابوك من الحرام مش كده ياعمرو .."


نظر له بندم وايضاً بقلة حيره ...

فى لحياة تختبره وهو مزال صغير على فهم اختبرتها له ماذا يفعل ان فقد الشخص الأمان والحنان معاً واصبح مسؤول عن صغار يحتاجوا اليه ويتمنون ان لأ يخزلهم....

رد بصدق عليه ..

"انا عارف اني غلط بس انا كنت عايز اساعدهم بقي طريقه.."


تنهد سالم ببطء ثم اخرج مبلغ كبير من جيب سترته واعطاه الى عمرو قال 

"خد ياعمرو دول عشان تجيب أكل لخواتك وعلاج لأبوك ..."


ابعد عمرو يد سالم الممتدة له وقال بضيق 

"انا مش عايز شفقه منك ..."


نظر سالم لفعلته بصدمه وعصبيته المفرطة 

معه في لحديث وايضاً فارس اندهش وهو يسمع الحديث من بدايته ولكن لم يتحدث ظل يستمع ويرى في صمت .....


توجه جابر اليه قال بعصبية...

"إنت اتجننت ياحرامي إنت ....حد يزق ايد الكبير

كده "


رد عمرو بجدية وهو ينظر الى سالم مره اخره تعمّد إلا ينظر او يتحدث الى هذا الجابر الذي لا يتفاهم معه بالمرة ..

"انا مش عايز فلوس انا بس عايز اشتغل وصرف على اخواتي ورجعهم المدرسه من تاني ، انا عارف 

انك في المصنع بتاعك مش بتعين شباب سنهم صغير بس انا ممكن اشتغل بنص تمن المرتب 

الشهري بس الله يخليك شغلني وسامحني على 

سرقتي لعمي ..."


رد عليه سالم بخشونة ...

"مالفلوس دي يااستاذ عمرو بتاعت مرتب الشهر لانك هتشتغل في المصنع من انهارده وكمان هخلي جابر  يقدم لك في المدرسة من تاني بس منازل يعني هتشتغل في لمصنع وتدرس في لبيت واخر السنه  هتنجح عشان متزعلنيش منك ،وكمان جابر بكره هينقلك انت واخوتك وابوك لبيت تاني ودي 

مش شفقه ده لمصلحتي انا عشان عيني تبقى 

دايماً عليك وكمان لان المصنع قريب من البيت ولمدرسه ،فاضل بقه موضوع اسامحك ممكن 

اسامحك بس بشرط تنجح في كل حاجه ذكرتها 

شغلك....درستك ....إخوتك مسئوليتك

ابوك راعيتك ليه بلاش تقل ....واكيد لو ثبّت نفسك في  كل ده هسامحك ياعمرو ...ها قُلت إيه.."


ابتسم عمرو بسعادة قال.... 

"اوعدك هعمل كل الى طلبته مني كتر خيرك .."


اشار سالم بيده الى رجل من رجاله الواقفين بجانبه اتى عليه احدهم 

"صافي خد عمرو على المصنع وخلي المهندس علي يعلمه على مكانة ال*** .."


اومأ له الرجل وغادر هو وعمرو الى حيثُ المصنع 


قال جابر بضيق ....

"ازاي تعمل كده بس معاه ياكبير دى عيل حرامي واكيد بيكدب ..."


نظر له سالم قال بضيق 

"بيكدب ازاي يعني الأرض الى كان بيسرق منها مش ارض عمه .."


قال جابر بحرج 

"ايوا ارض عمه "


"طب يعني مش بيكدب لم إعترف ان سرق من ارض عمه .."


رد عليه جابر بضيق...

"بس ياكبير احنا هنصدقه في حتة الورث ديه اكيد بيكدب عشان يفلت من العقاب .."


نظر له سالم قال بشك ...

"موضوع الورث ده انا هعرفه من الطرف التاني "


سائلا جابر بتوتر 

"الى هو مين ؟ ."


رد عليه سالم بمكر

عمه! إيه مالك نبرة صوتك مش مريحاني .."


رد عليه جابر بحرج ....

"عمه يبقى غريب الصعيدي ....وانا من رأيي 

بلاش ندخل سكت غريب الصعيدي بلاش 

دا راجل شراني ومش بيسيب حقه دا غير انه من 

عرق صعيدي ومش بيتفاهم دايما رصاصه هو الى 

بيرد .....بلاش ياكبير .."


ضحك سالم بسخرية ورد عليه قال 

"اول مره اعرف ان دراع اليمين دراع حرمة مش 

راجل بشنبات .."


رد جابر بحرج...

"مش قصدي ياكبير انا مش خايف على نفسي 

انا خايف عليك غريب الصعيدي غدار ولو وقفنا 

على سكته هـ"


"خلّص الحديث غريب الصعيدي لو فعلاً واكل حق عمرو وأخواته يبقى انا الى هجيبه ..بس انا هأجل 

الموضوع لبعد بكره وساعتها هتصل بيك واقولك 

تجبلي غريب ازاي وعلى فين ..."


غادر القاعة الكبيرة وبجانبه فارس يسير معه 

وهو يتحدث إليه عن كل ماحدث داخل قاعة المجلس....


كان لازم اعمل كده يافارس إنت نسيت اني عشت 

جزء بسيط من حكاية عمرو  ، بس انا كان عندي والدي وجدتي راضيه في ضهري وكمان حسن الله يرحمه كان معايا في كل خطوه فحياتي .."

تنهد سالم بتعب لعله يقدر على اخراج ماضيه الأسود مع عمه( بكر) وابنه( وليد )....


فلاش بااااك


"امضي يارافت بقه متتعبناش معاك .."تحدث بكر شقيق رافت ووالد وليد بإقتضاب ...


نظر رافت الى سالم ذات الخمسة عشر عاماً بقلة حيله ، ثم وجه نظره الى شقيقه قال بترجي 

"مش شايف يابكر ياخويه ان الفلوس قليله اوي 

على الارض الى ببعها ليك ...ماانت عارف انها كل 

ما أملك في ورث ابونا .."


رد بكر بجمود ....

"مش عايز بلاش ....وخلي مراتك مرميه في المستشفى مستنيه عفو ربنا وحنية جوزها الى بيبص على كام مليم زيادة ....مع اني شايف اني بعطيك اكتر من حقك لانك لأ اشتغلت في اراضي ولأ تعبت مع ابوك في حياته زيي دايماً عايش في البندر وتعلمت هناك  وجوزت وعشت كمان هناك وبعد موت ابوك جاي تطلب ورثك ....عجايب .."


ابتسم وليد قال بستهزاء..... 

"امضي ياعمي بقه ورأنا مصالح تانيه مش نقصين 

فقرة شحاته على الصبح.."


تقدم سالم بغضب كادا ان يلكم وليد ولكن منع تقدُمه والده قال بترجي ....

"خلاص ياسالم خلاص ياولدي ....عفى الله عم 

سلف .."


صمت سالم ، وقف امام والده بإحترام وظل يرسل 

الى وليد نظرات قاتله استقبلها وليد ببرود ساخر 

وشماته لإذاعة ..


مضى رافت على العقد واخذ نقود عملية زوجته 

وخرج من الغرفة الى خارج البيت بأكمله... 


كادا ان يخرج سالم ويتبع والده ولكن توقف للحظات واستدار لهم قال بصرامه صادقة 

"يمكن رافت شاهين هيخرج من نجع العرب وهو لايملك شئ فيه ..لكن سالم رافت شاهين هيرجع نجع العرب وهو اكبر واغنى واحد فيه ...واعتبره ده وعد مني ليكم .."


انتهاء الفلاش باااك 


ابتسم سالم وهو يقود سيارته 

فقد تخلى عن حلمه فإن يكون طبيب مشهور 

ولكن لم يتخلى للحظة واحدة عن مكانته في هذا 

النجع فقد حقق ماتمنى !! ....


قال فارس بصدق وإعجاب بصديق طفولته ..

"قدرت توفي بوعدك وبقيت اغنى واكبر واهم واحد في نجع العرب ، بجد تستحق الى وصلت ليه 

ياصاحبي ربنا ياقويك .."


امأ له بامتنان ...وللحظة اتى في ذاكرته (حياة )وعبثه معها على مادة الإفطار ابتسم وهو شارد ابتسامة لاول مره تشق ثغره نعم  

فكانت ابتسامة من نوع خاص ! ...


قال فارس بخبث بعد ان لمح شروده وابتسامته 

"ركز ياشبح في سكه لحسان نعمل حادثه 

وبعدين كفايه سرحان كلها ربع ساعه ونبقى ادام البيت ونشوف تيته راضيه مش كنت بتفكر برده في تيته راضيه  ..." انتهى فارس من جملته بإبتسامة

خبيثه ...


نظر سالم الى الطريق ولم يرد عليه او يبتسم 

حتى ...

...................................

كانت تجلس حياة تقلب في شاشة هاتفها ببعضًا من الملل وهي تطلع بين الحين ولاخر الى هذهِ  الوقحة ريهام التي تجلس تشاهد التلفاز وتضع قدم على الأخره وكانها في بيتها ...


قالت ريهام بخبث... 

"إنتِ قاعده مستنيه إيه ياحياة متدخلي تنامي دا حتى الوقت اتاخر وكل الى في البيت ناموا دا حتى الضيف ده الى اسم فارس جه العصر اتغدى معانا ودخل اوضته مطلعش منها..."


ردت عليها ببرود ساخر...

"عنده دم بصراحه ، مش زي ناس قاعده هنا من الصبح ودم عندها اتحول لمايه معدنية .. "


ابتسمت ريهام بضيق على تلميح حياة وقالت بلامبالاة...

"انا من رأييّ تدخلي تنامي وتاخدي بنتك الى نايمه على الكنبه جمبك ديه على فوق .."


زفرت حياة بضيق ثم ابتسمت بمكر قائلة 

"لاء انا هستنى سالم عشان احضرله العشاء 

اصله محضرش معانا الغدى ومن ساعت مطلع الصبح مرجعش وانا قلقانه عليه اوي ...عندك اعتراض ياريهام استنى خطيبي .." 


ضاحكة ريهام بسخرية قائلة...

"ده إيه البجاحة دي خطيبك قوام كده نسيتي حسن ابن عمي الله يرحمه ابو بنتك ..حكم هنتظر إيه من واحده لا ليها اصل ولا فصل ..."


كادت ان ترد وتعنفها ولكن هناك صوت جهوري 

صاح بحدةٍ باسم هذهِ الوقحة 

"ريــــــهــــــام .."


نهضت ريهام ووضعت الحجاب بطريقة عشوائية على راسها واتجهت إليه قائله بابتسامة مهزوزة... وصوت ارغمته على ان يكون ناعمً الى ابعد حد 

"حمدال على سلامتك ياابن عمي .."


اول ما اصبحت امامه مسك ذراعها بقوة 

قال بغضب صارم.... 

"انا مش ميت مره قُلت لك بلاش تلغبطي 

في كلام مع حد من أهلي ..واي حد يخص سالم شاهين "


فغرت حياة شفتيها من الكلمة برغم من تشفيها 

في ريهام الى ان كلمة (تخصه )لم تروقها ابداً بل اغضبتها  لانها لأ تخصه ولأ يملكها رجل غير( حسن )فقط هو!...


نظرت له ريهام بإرتباك ثم قالت بحنق ..

"حقك عليه ياابن عمي ، بس انا عصبيه شويه ماانت عارف و..."


"انتِ مش غلطانه فيه انا ، أنتِ غلطِ فى مراتي ولازم تعتذري ليها ..."

قاطعها بهذهي الجملة التى اثارتها غضباً

داخلها ولكن حاولت الظهور امامه بوجه يملأه الندم وطيبة قائله وهي تلتفت الى حياة... 

"حقك عليه يامرات سالم مكنتش اقصد ازعلك ."


شعرت حياة بغصة حاده لأتقدر على بلعها ليس 

من تأسف ريهام الذي تعلم انه زائف مثل كلماتها 

ولكن كلمة (مرات سالم )نعم ستكون زوجته عاجلاً ام اجلاً ستكون غداً ستكون ملكاً لغير حسن !..


نظر الى ساعته قال بضيق وهو ينظر الى ريهام 

"أنتِ  مروحتيش ليه ياريهام لحد دلوقتي ."


انحرجت من سؤاله ثم قالت بتلعثم.. 

"اصل الوقت خدني وانا قاعده اتكلم مع حياة فى محستش بالوقت .."


رفعت حياة حاجبيها على هذهي الكاذبة الماكره 

ببراعه ....


"طب اطلعي نامي في اوضتك الى كنتِ  دايماً بتيجي تباتي فيها .."


نظرت له بإبتسامة رقيقه وهمست برقه ناعمة

"تسلم ياابن عمي .....تصبح على خير .."


صعدت الى فوق بهدوء وتمايلت في خطوتها ظنٍ منها ان سالم يتطلع عليها ولكن كانت عيناه تتطلع فعلاً ولكن على هذهِ  الحياة التي حملت ابنتها على يدها متوجها بها الى فوق حيثُ غرفتها ..


اوقفها سالم قال بخشونة 

"على فين ؟..."


وقفت ونظرت له بستغراب قائله...

"على اوضتي هنام انا وبنتي في حاجه .."


نظر لها قال ببرود 

"ااه فيه انا جعان "


ارتبكات قليلاً ثم قالت بهدوء 

"طب الخدم كلهم ناموا و..."


"مين قال اني عايز الخدم حطيلي إنتِ الأكل ولا صعب .."رد بقتضاب واقترب منها وحمل ورد 

على ذراعه بخفه عكسها تماماً  قال بضيق منها ...

"بلاش ورد تنام بره اوضتها تاني وتبقي مضطره تشليها على دراعك البنت كبرت واكيد تقيله على أيدك ."


نظرت له بعدم فهم ...


صعد على السلالم قال ببرود ...

"حضريلي الأكل وهاتيه على اوضتي "


اغمضت عيناها بضيق وهي تتمتم قائلة 

"اوضته تاني ...استغفر الله العظيم يارب ...هو بيتلكك ده ولا اي .."


وضع الصغيرة في غرفة والدتها وغطها جيداً ثم 

أخفض الأنوار حتى لا تخشى من الظلام الدامس..


توجه فوراً الى غرفته لياخذ حمام بارد يمحي 

به اثر تعب اليوم مبين المجلس للمصنع ومناطق 

اخره من المفوضات بين عائلات كبيرة في لنجع قضت الى تأخره خارج المنزل الى نصف اليل ..


ارتدى سترة علوية قطني مريح احمر في رمادي وبنطال قطن رمادي ..مشط شعره امام المراة وتنهد بتعب مستلقي بعدها على الفراش بإرهاق منتظر الطعام حتى ياكل وياخذ قسط من الراحة فاليوم كان يدور هنا وهناك بدون ان يأكل او حتى يستريح قليلاً.....


طرق خفيف على الباب رد بتعب وارهاق قال 

"ادخل ..."


دخلت حياة بحرج الى غرفته وجدت سالم مستلقي على الفراش بتعب وارهاق واضح عليه وضعت سنية الطعام على طاولة الصغيرة وقالت بهدوء 

"الأكل يادكتور سالم ..."


نهض وجلس على الفراش قال بتعب واضح 

"حياة مفيش  معاكِ برشام صداع ،دماغي وجعاني اوي ..."


"عندي بس كل الاول عشان تاخد البرشام وتنام على طول ..."قالت جملتها وهي تضع السنية امامه .....


رد بهدوء وارهاق وطريقة حديثه الهادئة صدمتها 

ولكن اقنعت نفسها انه بسبب وجع راسه ليس إلا 


"مش عايز اكل معلشي روحي هاتي البرشامه الأول لاني مش هعرف اكل وانا تعبان كده .."قال بلهجة

هداءه..


ابتسمت متمتما داخلها بدعاء.. 

"يارب تفضل هادي كده دايماً .،يلا هساعدك عشان خاطر بس زعيقك ونصرك ليه ادام الصفراء بنت عمك .."


حملت سنية الطعام مره اخره بعيداً عنه 

ثم قالت بهدواء وهي تضع الوسادة على فخذيها قائلة بحرج ...

"ممكن اعملك مساج لراسك وان شاء الله الوجع يروح وتعرف تأكل ولو رجع الصداع تاني خد 

برشامه ونام بس انا وثقه ان بعد المساج ده هيروح ..."


ظل يتطلع عليها قليلاً اهيَ جاده يضع رأسه على 

في أحضانها لم يفعل هذا مع اي امرأه إلا والدته من زمناً  هي من كانت حين يشتكي من راسه يضع راسه  في احضانها وتبدأ باصابعها الحنونة تخفي الألام من رأسه بسحرها الخاص ...


نظر لها بشك وتعب قال 

"بتعرفي ..."


اومأت له بحرج وابتسامة بسيطة

وضع راسه على الوسادة التي تضعها على فخذيها 

حتى لا تزيد الحرج عليها اكثر ..

بدأت تدلك ببطء كل أنشأ ولو صغير في راسه 


شعر وقتها براحه وكان الآلام يمحى بعد لمست اصابعها لكل انشأ في راسه ابتسم براحه ارتخت ملامح وجهه الذي كان يعتليها الإرهاق منذ دقائق ... 


بعد اكثر من ربع ساعة كان يشعر ان كل الآلام أختفى بعد لمساتها  كادا ان ينعس بين يدها الساحرة ولكن همست له برقةٍ قائله 

"بلاش تنام يادكتور سالم كُل الأول وبعدين نام .."


فتح عيناه محدق الى ظلام عينيها اللامعة ولأول مره يرى هذهي الملامح عن قرب جميله ومن ينكر هذا الجمال البسيط المجذب لي اي عين تراها بهذا القرب وبرغم من انها تلف حجابها بأتقان حول راسها الى ان بعد الخصلات تنزل منه حتى تكمل صورت حياة بحق الحياة امام عيناه...


ارتبكت من تفحصه الجريء هذا إليها نهضت فجآه قائله بحرج وهي تضع امامه الطعام 

"اتفضل كل انا لازم امشي .."


كادت ان تذهب اوقفها صوته سائلا... 

"رايحا فين .."


نظرت له بدهشة وقالت... 

"اكيد على اوضتي ..."


نظر لها بشك سائلاً.. 

"إنتِ  اتعشيتي؟ .."


لاء، اصلي مش باكل بليل ....شكراً.."


مسك معصمها واجلسها رغمًا عنها قال بتحكم 

"مينفعش معايا الكلام ده هتكلي يعني هتكلي..."


نظرت له بضيق وعلى هذهي الشخصية المتقلبة هتفت بعناد ..

"بس انا مش جعانه ،ومش كل حاجه تأمرني 

بيها انفذها .."


نظر لها بحدةٍ من هذا العناد الذي يظهر دوماً امامه ، قال ببرود عكس مادخله .. 

"يعني إيه ياحضريه بتعصي أومري ؟"


كادت ان ترد ولكن لمحة طيف الغضب يحتل 

وجهه وعيناه السوداء تذيد سواد  دامس وتحذير 

مريب إليها ..

ردت بعد الأستغفار قائلة بهدوء 

"انا مش بعصي اوامرك انا بس عايزه اقول رايي ."


وضع المعلقه في الارز وقربها منها قال بتحكم 

"وانا من رأيي انك تاكلي وأنتِ ساكته .."


فتحت فمها بصدمه لي تتلقى اول معلقة منه 

حدقت به بغرابه قائله ..

"إنت هتاكلني .."


وضع المعلقة في فمه هو ايضاً 

ورد عليها قال ببرود ...

"للاسف مفيش غير معلقة واحده وهناكل منها احنا الأتنين وبما ان حضرتك معترضه انك تاكلي بليل 

فأنا من رأيي اكلك بنفسي ....افتحي بؤق ."

قال اخر جملته وهو يضع في فمها اللحم ..


انحرجت من افعاله وتمتمت قائلة بخجل حتى تهرب من هذا المأزق ..

"طب انا هروح اجيب معلقه تانيه يعني 

مينفعش ناكل من نفس المعلقه ..."نهضت وهي تتحدث أمسك معصمها واجلسها مره اخره على الفراش امامه قال ببرود

"مفيهاش حاجه لو كلنا من نفس المعلقه ..بلاش تحاولي تشتغليني عشان عيب .."نظر لها بتحذير 


ظلت تاكل تارةٍ من يده وياكل هو وعيناه لاتفارق وجهها الخجول ،هو يعلم ان مافعله تحدي وعناد 

لها ليس إلا ولكن كان الطعام معها وبمفردهم 

للأول  مره له احساس من نوع اخر ...


قال بستفزاز وهو ينظر لها ببرود 

الحمدلله ......شكراً ياحضريه على الأكل .."


نظرت له بإمتعاض واومات له بإبتسامة صفراء 

حملت السنية وكادت ان تخرج نداها قال ببرود وامر ..

"ودي السنية وعملي كوبية شاي وطلعيها هنا ، بس بسرعه قبل ما انام ..."


اومات له ببرود ....

وخرجت وهي تلعن نفسها وليوم الذي تزوجت به حسن لتقابل هذا المتعجرف عديم الأحساس ..

ولكن بعد ان دلفت الى المطبخ اتى في بالها 

فكرة شيطانيه فأبتسمت بخبث وتوعد ..

..................................................................

وقفت في شرفة الغرفة تتحدث في الهاتف بحدةٍ قائله ..

"يعني إيه ياوليد امشي  اليوم كده عادي من 

غير حتى محاول اوقف الجوازه إنت عايز 

تقهرني....." 


رد وليد عليها من الناحية الاخره قال بصرامة

"ماتعاقلي بقه ياريهام اصبري لحد ميتجوزها وساعتها هنوقع مابينهم ...وبعدين بلاش تنسي مصلحتنا احنا الاتنين واحده أنتِ عايزه سالم وانا عايز حياة فانصبر شويه وبعد جوازهم انا أخطط وأنتِ  تنفذي ، وحاولي على قد ماتقدري تطولي في القاعده عند سالم عشان التنفيذ يبقى اسهل ..."


"طب وابوك هيوفق على وجودي هنا في بيت رافت شاهين .."سالته بشك 


ضحك وليد قال بسخرية... 

"ابوكي نفسه تفضلي في بيت رافت شاهين على طول عشان يرجَع حبل الود مابينهم ومصلحُة   تمشي ....يعني لو اتجوزتي سالم ابوكي اول واحد هيستنفع  من النسب ده فى ركزي إنتِ  بس معايا وسيبي حوار ابوكي ده على جمب .."


صعدت الى غرفته وهي تبتسم بمكر وتحمل 

كوب الشاي اليه ...


طرقة على باب غرفته اذن لها بدخول ،دلفت ووضعت كوب الشاي امامه وقالت بهدوء غريب 

عليها .."تأمر بحاجه تانيه يادكتور سالم .."


نظر لها بشك ثم رد عليها قال بلامبالاة ...

"لاء شكراً ، روحي نامي بقه لان الوقت اتأخر وإنتِ   بتصحي بدريه .."


تمتمت وهي تخرج قائلة بضيق 

"يسلام على الشهامة لس فاكر ان الوقت اتأخر واني بصحى بدري....حلال فيك الى هيحصلك بعد الشاي .."


ارتشف الشاي بإستمتاع وبعد ان انهأ كوب الشاي 

وضع راسه على الوسادة ليأخذ قسط من الراحه 

قليلاً كادا ان يغرق في نوم الى انه استيقظ فجأه 

ودلف الى المرحاض ممسك معدته بتعب شديد 


خرج من المرحاض بعدها بدقائق ممسك معدته بتعب قال بتوعد ...

"اقسم بالله ماهفوت المقلب السخيف ده ياحضريه .


             الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-