رواية عشق الرجال
الفصل السابع والعشرون
فى صباح اليوم التالى أجتمعت عائلة النادى فى بيت عائلة الوريدى وكأن الجميع أتفق دون حديث على ترك العرسان اليوم دون تطفل ....... حتى أجتماعهم فى بيت الوريدى بسبب أن جناح كامل يعتبر منفصل عن بيت الوريدى
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان راشد على نفس جلسته يشعر أن العالم قد تهدم فوق رأسه أحلامه وسعادته التى كانت تعانق السماء سقطت على الأرض متهشمه كان يخطف بعض نظرات لحسناء التى لم تتحدث حرف واحد منذ أمس فقط جالسه صامته تنظر إلى تلك الطفلة الصغيره ثم تغمض عيونها بألم وكأنها تتمنى أن يكون كل ذلك حلم سىء وسوف يختفى حين تفتح عيونها من جديد ولكن للأسف مع كل مره تتأكد أنه حقيقه تهرب دمعه من عينيها
نظر إلى ساعته ليجدها العاشره صباحاً وقف على قدميه وقال بهدوء لحسناء
- لو سمحتى يا حسناء غيرى هدومك وخليها تجهز علشان نروح نعمل التحليل
كانت حسناء تنظر إليه نظرات غير مفهومه فهى نفسها لا تفهم ما تشعر به .... تشعر أن جسدها أنفصل عن روحها فروحها متألمه ولكن جسدها ينفذ ما طلبه رغم صعوبته عليها
بعد عدة دقائق كانوا أمام الطبيب فى معمل التحاليل الذى طلب منه راشد أن يقوم بالتحليل و إخراج النتيجه فى أسرع وقت
وعاد إلى حسناء الصامته منذ أمس لايعلم بما تفكر يخشى ذلك الصمت ولكنه أيضاً لا يوجد لديه ما يفعله ليس بيده أن يغير كل ما حدث
نظر إلى نانسى التى تلاعب أبنتها بإرهاق واضح وتنهد بهم عاد بنظره إلى حسناء وقال
- أنا عارف أنى بسؤالى ده بتقل عليكى وباجى عليكى بزيادة بس أنا مليش غيرك اسأله أعمل أيه أنا محتار وخايف .... تايه زى ما أكون بعوم فى وسط البحر وفجاءة لقيتنى فى دوامه مش عارف أخرج منها
كانت تنظر إليه بصدمه كيف يسألها هى كيف يقف أمامها هكذا ويقول كل ما قاله الأن أى نصيحه ستقولها له أنها تود لو تقتله الأن ورغم كل ذلك نظرت إليه بكسره وقالت بصوت بارد لا روح فيه
- هى محتاجه مستشفى شكلها تعبان جداََ والبنت كمان لازم تكشف عليها
ألم قوى أعتصر قلبه أنها تتألم ... تتألم وبشده ورغم ذلك إجابته بعقلها الراجح وقلبها الكبير و برحمه
نظر إلى نانسى نظره خاطفه ثم قال
- طيب يلا بينا
ولكنها ظلت واقفه مكانها وهى تقول
- أنا مش هروح فى مكان أنا مش هقدر أستحمل أكثر من كده أنا هرجع على البيت وأنت شوف عايز تعمل أيه مع أم بنتك
وتركته وغادرت ليشعر وقتها أنه يقف فى العراء بلا شىء يستره .... وحده وبروده خوف ورعب شعور قوى بالفقد أغمض عينه وأخذ نفس عميق ثم تحرك ليقف أمام نانسى التى رفعت رأسها تنظر إليه بنظره إنكسار وحزن خاصه مع قولها
- بحاول أشبع منها هتوحشنى أوووى
لم يستطع أن يقول لها أى شئ يواسيها فهو يرى أخطائه كلها تتجسد أمامه فى نانسى وتلك الطفلة نفخ أنفاسه الحارة فى الهواء عله يهدء ثم قال
- خلينا نمشى .... نروح المستشفى نشوف الدكتور هيقول أيه على حالتك وأكشف كمان على البنت
هزت رأسها بنعم و وقفت على قدميها ثم نظرت حولها وهى تقول بأندهاش
- أومال حسناء فين
نظر إليها بغضب مكتوم وهو يقول
- روحت إللى بيحصل ده كتير عليها
أخفضت رأسها أرضاََ وهى تهز رأسها بنعم وسارت خلفه بصمت
••••••••••••••••••••••••••••••••••
أستيقظت من نومها تحاول فتح عيونها بصعوبه فجسدها يؤلمها بسب ذلك الفستان الثقيل وتلك النومه الغير مريحه أعتدلت وهى تأن بألم ثم خلعت حذائها الذى مازال فى قدمها ثم توجهت إلى الحمام وعادت بعد بعض الوقت تلف نفسها بمأزر الحمام تأكدت من إغلاق الباب لتخلع عنها المأزر و أرتدت فستان قطنى طويل وحجاب صغير ووقفت مكانها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل أنها تشعر بالجوع الشديد ظلت تفكر قليلاً ولم تحتمل الجوع فقررت الخروج وتجاهله تماما هى أساساً لا تعلم هل هو بالخارج أم لا
فتحت الباب وخرجت من الغرفة وأول شىء وقعت عليه عينيها هو
كان نائم فى وضعيه غير مريحه فوق الأريكه الصغيره على جسده الضخم ظلت واقفه لعدة ثوانى تتأمله أنه وسيم حقاََ بل أنه شديد الوسامه لدرجه تؤلم القلب
شعرت بحركه خفيفه تصدر عنه لتغادر سريعاً فى إتجاه المطبخ
أستيقظ من النوم يشعر بتيبس فى كل جسده وألم حاد فى ظهره تأوه حين أعتدل جالسا
وصلت إليه رائحة القهوة يا الله ما اجمل ذلك الشعور أن تستيقظ على رائحه القهوة أنه إحساس كفيل بتحسين المزاج حقاََ
ولكنه تذكر نجاة وما حدث أمس وما دار بينهم فرك بين عينيه ثم وقف على قدميه وهو يدعوا الله أن يلهمه الصبر عليها فهو رغم معرفته بمعاناتها النفسيه و تقديره لموقفها ولكنها كثيراََ ما تكون مستفزه و يكاد يقتلها بيده المجرده
وقف عند باب المطبخ ينظر إليها وهى تعد القهوة قطب جبينه وهو يرى هيئتها ماذا تريد أن توصل إليه طرق على الباب الذى يستند عليه بإصبعه لتلتفت إليه بنظرات بارده ولكن تلك النظرات تحولت إلى مندهشة حين قال
- ممكن تعمليلى قهوه معاكى لأنى مصدع جداََ
عادت إلى ما تفعله دون رد وكاد هو أن يغادر حين وجدها تضع كوب القهوة فى أقرب نقطه على طاولة المطبخ له و أعطته ظهرها من جديد لتعد لها كوب آخر
أبتسم بجانب فمه وهو يلتقط الكوب يشربه بتلذذ فحقاََ طعمه مميز ورائحته كافيه أن تبدل مزاجه السىء
أنتهى منه فى نفس الوقت الذى كانت تستعد هى لشرب كوبها ليتقدم من المغسلة وفتح الماء وبدء فى غسل الكوب لتزداد إتساع عينيها بصدمه من تصرفه ليغلق الصنبور ويجفف يده ثم نظر إليها وقال
- أنا هدخل أغير هدومى ... وأنت ياريت بلاش حوار الطرحه ده أكيد مفيش داعى حد يعرف أيه إللى حصل أمبارح
وغادر من أمامها سريعاً وهو يشعر أنه إذا بقى لثانيه واحده أخرى سوف تلقى عليه كوب القهوة الذى بيدها
وكانت هى تشعر بالأندهاش من تصرفاته وحركاته وكلماته المهذبة من ذلك الشخص أين ذهب كامل المستفزز أنتهت من كوبها و غسلته ثم أخذت الشطائر التى أعدتها قبل القهوة وخرجت لتجلس فى الصاله بهدوء وكان هو ممدد على السرير مغمض العينين براحه أفتقدها أمس بشده
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقف أمام النافذه الكبيرة بغرفه مكتبه يفكر .
الأن هو أنسب وقت لتنفيذ خطته فحمزه منشغل الأن بعروسه ومؤكد تلك الفتاه ليس عليها الحراسة التى تقلق
لذلك أستدعى مساعده حتى يضع معه الخطة حتى تكون تحت يده ولكن عليه أولا أن يعاقبه على ما يقوم به مع تلك المرأة
فهو لا يفهم ما علاقه تلك المرأة بعملهم مع عائله الوريدى
حين دلف سعد من الباب بعد أن طرقه عدة مرات دون إجابه نظر إليه غيث تلك النظرة التى تجعل سعد يشعر بعظامه ترتعش خوفاً
أقترب من المكتب ووقف أمامه صامت ينتظر كلمات سيده الذى لم يدم صمته كثيراََ وقال وهو يجلس خلف مكتبه
- أيه حكايه عفاف
لوى سعد فمه بضيق أن سيده يعلم كل شىء لا يستطيع إخفاء شىء عنه وعليه أيضاً أن يكون صريح وإلا العواقب ستكون وخيمه أحنى رأسه وقال
- دى البنت إللى كنت بحبها وأبوها رفضنى ولما كنت خلاص جمعت الفلوس إللى هو كان عايزها علشان يجوزهالى لقيتها اتجوزت منصور الوريدى
ظل غيث ينظر إليه بصمت قاتل ثم قال ببرود
- ولما هى البنت إللى أنت بتحبها بتعمل فيها كده ليه
أخفض سعد رأسه وهو يقول
- باعت حبى علشان فلوس منصور وكان لازم أخد حقى منها ومنه
وقف غيث على قدميه وتحرك من خلف مكتبه ليقف أمام سعد مباشرة وقال
- خلص الحوار ده معاك يومين علشان عايزين نخلص من موضوع دكتور حسن
حرك سعد رأسه بنعم ثم غادر سريعاً
ليعود غيث يقف خلف النافذه ينظر إلى الشارع الكبير وهو يتذكر بعض من كلمات والده
حين أكمل حديثه عن أنضمامه للمافيا وقتله لصديقه
- عرض اندورا كان مغرى جدا فلوس من غير حساب شركتى هتحصل على الصفقات بدون تعب منى أى خساره هتتعرض ليها الشركة هما هيغطوها بس بشرط أنى اقتل حسان
قطب غيث حاجبيه باستفهام ليجيبه على سؤاله الغير منطوق
- حسان أخو رحمه وأبن عم رضا صاحبى ....وافقت فى الأساس حسان ده هو السبب فى كل إللى حصل هو إللى خلا أبو رحمه يرفضنى وفى اليوم إلى كنت عايز أنفذ فيه نزلت البلد من غير ما أعرف أى حد وفضلت مراقب حركات حسان لحظه بلحظه ولما خلاص بقى فى مكان فاضى ولوحده ظهر رضا من العدم نزلت أيدى وكنت هلغى أى حاجه فى اليوم ده لكن رضا ساعتها قال (( هتفضل مقاطع أختك مش ناوى تيجى تباركلها على البنوته القمر إلى ربنا رزقنا بيها )) ساعتها حسيت بنار ... نار جوه قلبى نار لو خرجت من صدرى هتولع فى البلد كلها وحسان ساعتها كمل عليا لما قال (( وهو أنا كنت باركتلها على الولد علشان أباركلها على البنت أنت وهى أنا شلتكم من حسباتى )) محستش بنفسى وأنا برفع أيدى وبضرب النار فى نص صدر رضا .... رضا إللى عاش مع حبيبتى كل إللى المفروض أنا أعيشه الولاد دول كانوا المفروض يكونوا ولادى أنا هو عاش الحياه إللى كان لازم أعيشها وعلشان كده كان لازم أنا إللى اخذها منه
عاد من أفكاره وهو يغمض عينيه بألم قوى هو بسبب أفعال هذه العائله مع والده رغم عدم معرفتهم بكل ذلك إلا أنهم السبب فيما هو فيه الأن
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أستيقظت علياء من نومتها وهى جالسه خلف الباب تشعر بألم حاد فى عنقها وأسفل ظهرها ولكن عليها أن تقوم الأن لديها عمل عليها إنجازه خلعت فستانها وأخرجت من الحقيبه ما سترتديه فستان بيتى طويل وبأكمام ووضعت النقاب مره أخرى وخرجت بهدوء وتوجهت إلى المطبخ
بدأت فى تحضير الإفطار وأخرجت الكوب الخاص بقهوة حمزه الذى يحتفظ بالحرارة ووضعته بجانب الطعام وخرجت سريعاً تنظر فى أنحاء البيت عن شئ ليس فى موضعه ثم دلفت الحمام توضئت ثم دلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب
كان هو فى غرفته مستيقظ منذ الفجر حين أستيقظ كعادته وقت صلاة الفجر ولم يستطع أن يعود للنوم من جديد كان يقف عند النافذه حين سمع صوت بابها يفتح وسمع حركتها فى المطبخ ثم صوت باب يفتح ويغلق حاول تهدئة نفسه وحين كاد أن يخرج وجدها تخرج من المرحاض بكامل نقابها وتدلف إلى غرفتها وتغلق الباب ظل واقف فى مكانه يشعر بألم قوى فى قلبه إلى أين وصلوا سويا وكيف أصبحت علاقتهم خرج من الغرفة متوجهاََ إلى المطبخ حتى يعد كوب قهوه ليصدم بالأطباق الممتلئة بطعام الإفطار وكوب القهوة الخاص به
هل دمعت عينيه الأن إلى متى يظل هذا الحال وذلك الألم عليه أن يجد حل لابد من تصرف سريع
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
جالسه تنظر إليه وهو غارق فى النوم كطفل صغير أكل حلواه المفضلة حتى التخمه ونام قرير العين تشعر بإحساس غريب بداخلها فسليمان بالأمس كان رقيق ومراعى لأبعد الحدود وكان دائما يسألها هل ألمها هل هى سعيده هل تشعر بالسعادة لأنهم أصبحوا كيان واحد
لا تعلم لماذا لا تستطيع تفسير ذلك الإحساس ولكنها تخشى أن يظن أن باستسلامها له بالأمس أنها ستكون كما يريد هو طائعه ... تنتظر أوامره فى كل شىء وأنها ستصبح نعمات جديده صحيح هو لن يهينها كما كان يفعل عمها مع زوجته ولكنها أيضاً ترفض أن تكون هى من قريب أو بعيد
فتح عيونه ينظر إليها وهى سارحه فى أفكارها الذى لا يعلمها إلا الله مد يده ليمسك يدها فنظرت إليه لتجده يقبل يدها بحب وهو يقول
- صباحيه مباركه يا عروسه
رفعت حاجبها بتكبر وقالت
- صباحيه مباركه يا عريس
ليضحك بصوت عالى وهو يعتدل فى جلسته وسحبها ليضمها إلى صدره وهو يقول
- نفسى تريحى نفسك من العند شويه أحنى فى شهر العسل يا حور خلينا نتبسط أننا أخيراً مع بعض أهدى شويه و بلاش عند أبوس أيدك
كانت تشعر من داخلها برغبتها القويه فى تنفيذ ما يقوله ولكنها قالت
- ماشى بس أنا إللى هقرر هنقضى شهر العسل إزاى
لينظر إليها بأندهاش وظل صامت لبعض الوقت حتى شعرت هى بالتوتر والقلق ولكنه قال
- ماشى يا حور بس على فكره مش معنى أنك أنت إللى هتقررى نخرج فين فى شهر العسل ده معناه قوه منك أو ضعف منى بس أنا بجد محتاج هدنه محتاج أحس بالهدوء
ظلت صامته تنظر إليه ثم وضعت رأسها على صدره من جديد وهى تهز رأسها بنعم ليغمض عينيه وهو يحاول حقاََ أن يأخذ بعض الوقت لنفسه بهدوء دون أى ضغوط ويتمنى أن يحدث ذلك
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقف فى الخارج يتنظر خروج الطبيب من غرفتها أو أحد يطمئنه على الصغيره وكان أيضاً يفكر فى حسناء التى لم تجيب على أى أتصال من أتصالاته
خرج الطبيب بوجه لا يفسر ليقترب منه راشد
- خير يا دكتور
صمت الطبيب لعدة ثوانى ثم قال
- للأسف المرض فى مراحله الأخيرة ... مفيش أى أمل كمان مفيش أى علاج هينفع فى حالتها كله هيبقى مسكنات علشان تقدر تتحمل الألم
صدمه ما أصابه الأن صدمه كلامها حقيقى هل أيضاً سيكون حقيقى فيما يخص الطفلة أخذ نفس عميق ثم قال
- هو ممكن يعنى البنت تكون خدت المرض ده من أمها
تنهد الطبيب وهو يقول
- أنا سألتها وهى قالت أن المرض جالها بعد ما ولدت علشان سوء التغذيه وكمان عدم الأهتمام الصحى بعد الولاده فالبنت ملهاش علاقه خالص بالموضوع
أغمض راشد عينيه بإرهاق ليكمل الطبيب كلماته قائلا
- مدام نانسى لازم تفضل فى المستشفى علشان تكون تحت الملاحظة طول الوقت
هز راشد رأسه بنعم و تحرك ليطمئن أيضاً على الصغيره ويصل لقرار بماذا سيفعل فى القادم
وقف أمام غرفة طبيبة الأطفال ينتظر خروجها وبالفعل لم تتأخر لتبتسم حين خرجت إليه إبتسامه مهزوزه وهى تقول
— البنت عندها ضعف شديد من قلة التغذيه ... ده غير كمان أن جسمها كان فى جروح كتير من عدم النظافة لكن كل الحاجات دى أن شاء الله هتتحل بس لازم البنت تفضل تحت الملاحظة طول الأربعة وعشرين ساعه ولفتره حقيقى مش عارفه هتفضل قد أيه
هز رأسه بنعم لتغادر الطبيبه ليقترب من الزجاج و نظر إليها لعدة دقائق بحيره ثم غادر بإرهاق
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أستيقظ رحيم على صوت الهاتف ليقطب جبينه وهو يرى أسم حمزه ينير شاشته أعتدل فى جلسته وهو يقول
- أيه يا عريس فى عريس يتصل بعريس فى وقت زى ده
ليضحك حمزه بسخريه ولكنه قال
- أنا محتاج دكتور نفسى ثقه
ليقطب رحيم حاجبيه وهو يقول
- على أساس أن أنت بتكلم ميكانيكى مثلاََ أومال أنا أيه
ليقف حمزه أمام النافذه وتنهد بهم ثم قال
- لا مش ميكانيكى بس أنا مش عايزك أنت ها تعرف حد ثقه ولا هتطلع ميكانيكى فعلاً
ليضحك رحيم وهو يقول
- ماشى هبعتلك أسم الدكتور وعنوانه دلوقتى بس مقولتليش صحيح عايزه لمين
ليغلق حمزه الهاتف دون أن يجيب على سؤاله ليبتسم رحيم بسخريه وهو يرسل له أسم الطبيب وعنوانه
ثم أنزل قدميه على الأرض وتوجه إلى الحمام ليبدل ملابسه وذهب إلى المطبخ ليحضر الفطار حين دلفت مسك وهى ترتدى بنطلون قصير وبلوزه نصف كوم حافيه القدمين وتمسك بين يديها دميتها وشعرها مشعث وتفرك عينيها أبتسم بأندهاش أنها تشبه الأطفال وهى بتلك الهيئة البريئه والبريه أيضاً أقتربت منه وهى تقول
- أنا جعانه
ليقول بابتسامه واسعه
- صباح الخير ... أنا بجهز الفطار أهو روحى أغسلى وشك وغيرى هدومك على ما الفطار يكون جهز
هزت رأسها بنعم وهى تغادر ليغمض عينيه وهو يقول
- يارب صبرنى أنا مش قديس ولا ملاك
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وصل راشد إلى المنزل وهو يشعر بخوف كبير لماذا لا تجيب على الهاتف فتح الباب ودلف لينقبض قلبه حين وجد الظلام والهدوء يعم البيت تماماََ دلف سريعاً متوجه إلى غرفة النوم ليتنهد براحه رغم وجع قلبه حين رائها تجلس أرضاََ أسفل النافذه تنظر إلى السماء والدموع تغرق وجهها أقترب منها بهدوء شعرت به من أول دخوله ولكنها لا تستطيع النظر إليه وحين جلس أمامها أغمضت عيونها بألم ليخفض رأسه أرضاََ وبعد عدة دقائق قال
- أنا عارف أنك مجروحه ...وأنى بسبب أخطائى كسرت فرحتك وجرحتك
فتحت عيونها تنظر إليه بكسره ثم قالت
- كسرتنى وجرحتنى .... أنت دبحتنى يا راشد أنت قتلت سعادة قلبى يوم فرحى بسبب أخطاء ماضيك ... بسب قزاره كنت عايش فيها بمزاجك
أشارت إلى نفسها وهى تقول
- كنت بتقولى بحبك وأنت كنت فى حضن واحده تانيه
فتحت ذراعيها فى الهواء وهى تكمل
- كنت فاكره أنى ملكت العالم وأنا أصلاََ براه
ضمت يديها الأثنان إلى صدرها وهى تقول
- كنت فاكره أنى ماليه عينك وأنت عينك ميملهاش إلا التراب
وقفت على ركبتيها تنظر إليه فى عمق عينه وقالت بحقد وكره وحسره
- أنت خاين يا راشد .... أنت قذر ... أنا بكرهك على قد كسرة نفسى وحصرة قلبى و فرحتى إللى دوست عليها بجذمتك وبسبب شهواتك
كان يبكى .... كانت دموعه تغرق وجهه وهو منكس الرأس لا يستطيع أن ينكر كلماتها أو ينفيها هو حقًا قذر حقاََ هو خائن
كانت تقف فى وسط الغرفة تبكى قهرا وحزنا وقف هو الآخر يحاول قول أى شىء ولكنه لا يجد ما يقوله فأى شىء سيقوله لن يداوى ولو جزء صغير مما تشعر به
تحرك ليغادر ولكنه وقف خلفها مباشرة وقال
- عارف أن الكلمه دى مش هتفرق ولا هتعوض ولا تغير حاجه بس أنا أسف بجد أسف
وتحرك بصعوبه من ألم قدميه الذى ذاد عليه بسبب وقفته طول اليوم أمس عليها و اليوم أيضاً كاد أن يغادر الغرفة حين سمعها تقول بصوت ضعيف
- البنت أخبارها أيه
نظر إليها بألم وأسف أنها حقاََ طيبة القلب أخفض رأسه وهو يقول
- عندها سوء تغذيه وجسمها كله ملتهب ومجروح من قلة النظافة
لتهز رأسها بنعم وهى تتمتم بشىء ما ثم إلتفتت إلى الجهه الأخرى ليغادر الغرفة و هو يشعر أن العالم بكل اتساعه ضيق بشده
