رواية عشق الرجال
الفصل التاسع عشر
بقلم ساره مجدي
فى خلال ساعه كان جميع الشباب بجانب سليمان فى حين لم يستطع نعمان الذهاب ليس فقط لغضبه عليه ولكنه لن يستطيع أن يرى خساره أخرى لإحدى أبنائه فبرغم غضبه منه فهو ولده وطلب من عثمان أن يطمئنه دائما عليه .... لم تذهب نعمات ولا ورد لم يستطيعوا الذهاب لم تجد ورد شئ واحد يجعلها تشعر بالقلق على والدها أى ذكرى جيده أو يوما شعرت بسعاده أو بالأمان
كان الجميع ينتظر أن يطمئنهم الطبيب عن تأثير تلك الجلطه على منصور .
وكانت عفاف تجلس بأسترخاء فالقدر يقف فى صفها مره أخرى ....
بعد أكثر من ثلاث ساعات خرج الطبيب ليخبرهم أن الجلطه قد أصابت نصف جسده اليمين بالشلل التام وأيضاً فقدان مؤقت للنطق .
كانت عفاف تشعر أن الحظ أصبح فى صفها وهى الأن رابحه لا محال
أخبرهم الطبيب أنه سيبقى فى المستشفى لمده يومان ثم يمكنه المغادرة ورعايته فى المنزل .
ليقف سليمان أمام عفاف وهو يقول
-أتمنى أنك تخدى بالك منه كويس وكل الأدوية المطلوبه والفلوس إللى تحتاجوها هتكون عندك
لتلوى فمها وهى تقول
- كان على عينى ... مش هقدر يا عنيا ... أنا دلوقتى حامل ومش حمل شيل وحط
لتنزل تلك الكلمات على الجميع كالصاعقه
••••••••••••••••••••••.
دلف إلى غرفة جده بعد أن ظل طوال الليل يفكر أنه لم يعد يستطيع أن يظل صامت أن يخبئ حبها بقلبه ... هو لم يعد يتحمل بعده عنها وعدم وجود حق له بها
جلس أمام جده و قبل أن يتحدث قال عمران
- روح لجوز أختك وأخوه المستشفى منصور وقع وفى العنايه المركزه .
ليشعر بالإحباط وهو يهز رأسه بنعم وغادر دون كلمه أخرى .. دلف إلى المستشفى ليسمع صوت سليمان الغاضب
- أنتى بتقولى أيه ... مين إللى حامل .. أنطقى
لتضع يدها على خصرها وهى تقول بقوه
- اه يا خويا حامل من أبوك .. ولا هو مكنش جوزى يعنى .
كان تمام يشعر بالصدمه مما يسمع وأقترب سريعاً ليقف بجانب باقى الشباب ليقول سليمان ببرود
- لأ متجوزاه مقولناش حاجه لكن ... على العموم زى ما قولت هتخلى بالك منه أكل وشرب ورعايه وهجبله ممرضه كده كويس .
لتلوى فمها وهى تقول
- اه كويس بس مصاريف أبوك هتبقى كتير
ليقاطعها قائلا بغضب
- خلاص خلصنا .. قولت مصاريفه كلها هتوصلك .. بس قسما بالله لو حصل أى تقصير
لتقول هى سريعاً
- أنت بتهددنى ليه ... ما أنت مسألتش عليه ولا مره من ساعه ما خرج من بيتكم
ليقترب منها خطوه وهو يقول
- كلمه تانيه زياده وأقسم بالله
ليمسك تمام يد سليمان وهو يقول
- أهدى يا سليمان .. وكل حاجه ليها أصول
لينظر إليه بتركيز ليكمل قائلا
- مدام عفاف أكيد لازم تخلى بالها من جوزها .... خصوصاً أن هو عادا والده والجميع علشانها
لتنظر له عفاف بأستخفاف وهى تقول
- وأنت مين يا حيله علشان تتدخل
لتقف حور أمام سليمان وهى تقول بغضب
- بطريقتك دى بقى ممكن نخليه كلام ستات وأنتى عارفه كلام الستات بقى ولا أيه
لتنظر لها عفاف بأستخفاف ثم قالت
- ولا كلام ستات ولا رجاله ... هات الفلوس وخلاص .
نظر سليمان ليدها الممدوده وقال
- لما تبقوا تخرجوا من هنا
وغادر من أمامها وخلفه حور وباقى الشباب
•••••••••••••••••••••••.
حضرت حسناء لتقف بجانب راشد الذى كان صامت طوال الوقت .... حين وقعت عيونها عليه علمت ما يشعر به .. أقتربت منه تنظر إليه بحب ممزوج بقلق .. جثت أمامه تنظر إليه وهى تقول
- راشد
لينظر إليها بعيون تملأها الحيره لتبتسم إبتسامه صغيره وهى تقول
- كل حاجه هتبقى كويسه
ليمسك يدها بقوه وهو يقول
- خليكى معايه أرجوكى أنا محتاجك .
لتقول بصدق وبحب كبير
- أنا دايماً معاك .. وعمرى ما هسيبك
وكانت هناك عيون دامعه تنظر إليهم بحسره عيون يبدوا عليها علامات الإرهاق والتعب .
••••••••••••••••••••.
دلف إلى مكتبه وهو مقطب الجبين لم يلقى السلام على أحد كعادته ... حتى خالد الذى يجلس خلف مكتبه ينظر إليه بإندهاش ...ليقول بعد ثوان
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... أيه يا عم هو أنا مش باين ولا أيه
لينظر إليه حمزه نظره لم يستطع خالد تفسيرها .. ولكنها جعلته يصمت ويبتلع كل ما كان يريد قوله
ليعم الصمت الغرفه لعدة دقائق حتى قال حمزه
- أخر أخبار الأسدى إيه ... ومفيش أخبار عن إللى أسمه رامز العدوى ده .
لينظر إليه خالد بأهتمام ثم قال
- الأخبار إللى عندنا أن سعد الأيد اليمين لغيث مسك شركة العدوى و أن رامز مختفى تماما والأقرب أنه سافر
ليضرب حمزه سطح مكتبه بغضب وهو يقول
- إزاى ... سافر إزاى وأحنى مبلغين كل الناس بمواصفاته
ليقول خالد سريعاً
- أهدى يا حمزه فى أيه ... هو واحد زى ده هيغلب فى تنكر وتغير شكله وتزوير جواز سفر بأسم تانى .
ليظل حمزه ينظر إليه بغضب ثم غادر الغرفه ليتوجه للنادى الخاص بهم ... يريد أن يخرج طاقة الغضب الساكنه بداخله ... يريد أن يرهق جسده عله يتوقف عقله عن التفكير ...ويتوقف ذلك الألم الذى ينخر روحه وقلبه
كان خالد يشعر بالصدمه .. فا حمزه دائما هادئ مهما كان الموقف لا يخرج عن طوره .... فماذا حدث له .
••••••••••••••••••••••.
أستيقظت من نومها تشعر بألم حاد فى رأسها وتشعر بإحباط شديد ... أن ذلك الموقف جعلها تشعر بالخوف من جديد نفس الإحساس الذى شعرت به يوم وفاة والدها .. ولولا وجود رحيم وأحتضانه لها طوال الوقت لما خرجت من تلك الحاله أعتدلت فى جلستها لترى رحيم نائم وهو جالسا على الكرسى المواجه للسرير أنزلت قدميها وتقدمت منه وجثت أمامه وهى تربت على يديه قائله
- رحيم ... رحيم حبيبى ... أصحى .. أنت نايم كده ليه .
ليفتح عيونه بتثاقل وحين وقعت عينه عليها أبتسم وهو يقول
- صباح الخير يا حبيبتى ... طمنينى عليكى أخبارك أيه
لتبتسم وهى تقول
- هى ماما كلمتك !؟
ليهز رأسه بنعم وهو يوقفها على قدميها ثم أجلسها على الكرسى الذى أمامه وهو يقول
- لازم تكلمنى ... لما تلاقى حبيبتها فى الحاله إللى كنتى فيها دى .. تفتكرى ينفع تسكت .
لتخفض رأسها وهى تقول
- أنا تعبت يا رحيم ... تعبت أوووى ... خدنى معاك يا رحيم أرجوك خدنى معاك ... أنا مش عايزه أعيش هنا ... خدنى معاك .
ظل ينظر إليها إلى دموعها ... رعشه يدها الممسكه بيده ... وقبل أن يجيبها علا صوت هاتفه ليجدها إيمان المسؤله عن مسك أجابها سريعاً وهو يقول
-خير يا إيمان
لتجيبه بقلق قائله
- مسك فى حاله غريبه من أمبارح يا دكتور .. ومش عارفه أعمل أيه
لينظر لنجاة بحيره ثم قال
- أديها حقنه مهدئه على ما أوصل أنا فى الطريق
وأغلق الهاتف لينظر لنجاة وهو يقول
- قدامك عشر دقايق وتكونى جاهزه علشان تسافرى معايا
وخرج من الغرفه ليذهب لوالدته يخبرها .. وأيضاً يفكر ماذا عليه أن يقول لكامل
••••••••••••••••••••.
كان الجميع يجلس فى الغرفه الكبيره ببيت الوريدى يستمعون لكلمات سليمان التى كانت قاسيه وذابحه لنعمات فبرغم من كل ما عايشته من عذاب وقهر معه أن تعلم بما حدث له ... وأيضاً أنه سينجب من غيرها لقاسى رغم كل شئ .. و كانت ورد تنظر إلى الأمام بصدمه .. وحالة كره تتملكها لم تشعر بها يوما وكان راشد يمسك يدها يدعمها عهد أخذه على نفسه رغم وجعه وألمه وحيرته أن يدعمها دائماً و أبدا وأن يكون بجانبها دائماً .
وكان تمام يتابع كل نفس منها يود لو يمسك هو بيدها بل يضمها إلى صدره يخبرها أن كل شئ سيكون بخير وكان الحج نعمان يستمع لكلمات سليمان وألم قوى يكسوا قلبه على ولده ... لقد فقد حسن .. والأن مرض منصور رغم ما فعله ولكنه فى الأول والأخير ولده
فى تلك اللحظه علا صوت هاتف كامل ليجده رحيم .
أجابه وهو يغادر الغرفه الكبيره ..
- أهلاً يا رحيم أيه الأخبار
أجابه رحيم بهدوء
- نجاة مش كويسه خالص يا كامل وأنا مش هقدر أفضل هنا أكتر من كده ... فقررت أخدها معايا
ليقطب كامل جبينه وهو يقول
- طيب وأنا كده هنفذ إللى أتفقنا عليه إزاى .
ليصمت رحيم لعده ثوانى ثم قال
- خلينا ننفذ أتفاقنا بس وهى عندى .. تعالا زيارات فى نهايه الأسبوع ... أيه رأيك .. و يبقى تغير جو ليها فى الأساس وأكيد ده هيساعد فى تحسين نفسيتها
ليصمت كامل لثوانى ثم قال
- خلاص مفيش مشكله ... وخليك على تواصل معايا دايماً .
••••••••••••••••••.
جالسه فى حديقة البيت الكبير بعد أن غادرت الغرفه الكبيره .. لم تعد تتحمل تلك الكلمات .... لم تعد تتحمل ذكر أسمه وتفاصيل حكايته أمامها ... هو لم يكن لها أب يوما هو دائما رمز للخوف للقهر وللذل ..لم تفهم لماذا شعرت والدتها بالحزن ... هل ما زالت تحبه ... بعد كل ما حدث لها منه ... أغمضت عيونها فى محاوله لتهدئة نفسها
كاد يغادر بيت الوريدى حين لمحها تجلس بمفردها لم يشعر بقدميه وهى تأخذه إليها
وقف أمامها ينظر إليها بعشق وقال
- قاعده لوحدك ليه يا أنسه ورد .
فتحت عيونها سريعاً و رفعت رأسها إليه لتنظر إلى عينيه مباشرا ثم قالت بخجل وهى تخفضهم أرضا
- كنت بشم هوا ... كنت حاسه أنى هتخنق
ليظل يتأملها بحب ثم قال
- خلى من أسمك نصيب .... الورد بيهدى للناس الأمل والتفائل ... لكن كمان ممكن يجرح إللى يأذيه .
رفعت رأسها تنظر إليه بأندهاش ليكمل هو
- بكره كل حاجه هتتعدل ... والدنيا كلها هتفتح دراعتها علشانك ... هتتفرشلك الأرض ورد خالى من الشوق صدقينى .... بس يارب أنتى توافقى
- أوافق على أيه
قالتها بأستفهام ليبتسم وهو يقول
- بكره أكيد هتعرفى
وغادر بعد أن أهداها إبتسامه ناعمه محبه سكنت قلبها مباشرا
•••••••••••••••••••••••.
وصل رحيم إلى مكان سكنه وصعد هو و نجاة وطلب منها أن ترتاح قليلاً حتى يذهب يرى مسك ويعود ....
وصل المستشفى وركض إلى الداخل وصعد إلى غرفتها ليجد إيمان تجلس بجانبها تمسك يدها وحين رأته تركت يدها بصعوبه وأقتربت منه ليغادرا الغرفه ليسألها بقلق
- أيه إللى حصل
لتقول له بحيره
- بعد حضرتك ما خرجت من عندها أنا دخلت بس كأنها مشفتنيش فضلت باصه للباب وبعد ثوانى سمعتها بتنادى عليك ... وفضلت تعيط بعدها بصوت عالى جدا .. ولما حاولت أهديها وأسكتها .. زقتنى بعيد عنها ونامت وضمت ركبها لصدرها وفضلت تعيط وتقول كلام كتير مفهمتوش من صوت بكاها وكمان لأنها كانت بتهته .
كانت معالم الصدمه جليه على ملامحه من كلماتها ولكن ما جعله يشعر بإحساس غريب لم يفهمه حين أكملت إيمان قائله
- لكن قبل ما تغرق فى النوم بعد ما أخدت المهدء قالت .... هيسيبنى زى بابا ما سابنى ... أنا خايفه .
رجع خطوه للخلف وهو يشعر بقلبه يرتعش خوفاً ... بل فرحه ... لالا ... هو لا يعلم ماذا يشعر الأن ... ولكنه هز رأسه بنعم ودلف إلى الغرفه ليجلس على الكرسى الذى كانت تجلس عليه إيمان منذ قليل ...ومد يده ليمسك يدها وهو ينظر إلى وجهها الملائكى النائم .
•••••••••••••••••••••.
مر اليومان وخرج منصور من المشفى وهو بلا حول ولا قوه كان كلما شاهد سليمان أو راشد يظل يشير بيده على عفاف ويشير بلا ... ولكن لم يفهم أحد ماذا يريد أن يقول كان يزوم بصوت عالى كلما أقتربت منه عفاف وكانت هى تبتسم بشر ... وذات مره قبل أن يغادر المستشفى وقفت بجانبه وكان راشد وسليمان يجلسان بالغرفه مع والدهم وقالت بدلال
- حبيبى خف بسرعه بقى علشان إبنك إللى جاى محتاجلك ... ملوش غيرك
ليزوم بصوت عالى ... وهو يحاول الإبتعاد عنها ليشعر سليمان وراشد بالغضب ويغادرا الغرفه سريعاً ... فى نفس الوقت الذى دلف فيه والدها وهو يقول
- أنتى حامل يا عفاف ... إزاى وأنتى قولتيلى أنك منشفه ريقه ... وأنه ملمسكيش ... أنتى عارفه الكذبه دى هتعمل فينا أيه
لتبتسم بشماته وهى تنظر لمنصور الذى يزوم بغضب واضح .... وقالت
- بس أنا مش بكذب ... أنا حامل فعلاً .. بس مش من خيال المأته ده .
ليقترب منها والدها ومسك ذراعها بقوه وهو يقول
- أومال من مين يا فاجره .
لتسحب يدها من يده بقوه وهى تقول بقوه
- من الأنسان الوحيد إللى بحبه ... إللى أنت رفضته وخلتنى أتجوز خيل الحكومه العجوز ده .
وغادرت الغرفه ليظل ينظر إلى منصور الذى يزوم بحصره لينظر الرجل أرضا وغادر الغرفه ليظل منصور يضرب السرير بيده السليمه بحصره
•••••••••••••••••••••••••••••.
حين أستيقظت ووجدت يدها مقيده بشئ قوى فتحت عيونها على أتساعهم بخوف لتجد رحيم يمسك يدها بقوه ويضع رأسه عليهم ويغرق فى ثبات عميق .... أبتسمت فى نفس اللحظه التى سالت دمعه من عينيها حاولت سحب يدها منه ولكنه كان متشبث بها بقوه لتحاول مره أخرى ليستيقظ هو قطبت جبينها بضيق ليفتح عيونه ينظر إليها بأبتسامته التى أثرت روحها .. التى تطمئنها ولكنها ظلت مقطبه الجبين تنظر إليه بحزن ليبتسم وهو يقول
- هو أنتى زعلانه منى .
لم تجيبه ليقول
- يعنى أفهم من كده أنك مخصمانى كمان
لم تجيبه وظلت تنظر إليه بحزن ممزوج بالضيق
ليحنى رأسه يقبل يدها لتشهق بصوت عالى ليبتسم وهو يقول
- أنا أسف بس بجد كان لازم أسافر وهحكيلك كل حاجه وأنتى أكيد هتعزرينى
••••••••••••••••••••••••.
كانت نائمه بعد أن تحدث معها رحيم وأخبرها أنه لن يستطيع الرجوع للبيت .. من أجل حاله طارئه فى المستشفى ... ظلت تتجول فى المنزل تكتشفه وترتب ما يحتاج إلى ترتيب حتى النعاس فبدلت ملابسها و غرقت فى نوم عميق ومريح أستيقظت على صوت الهاتف لم تفتح عيونها ولكن مدت يدها وأمسكت الهاتف و أجابت بصوتها الناعس
- أيوه
ليقابلها الصمت فقالت مره أخرى
- الوووووو
- تعرفى أن صوتك حلو وأنتى لسه صاحيه
فتحت عيونها على أتساعهم ونظرت إلى الهاتف لتتأكد أنه هو كبوسها الأكبر كامل
كانت تفكر أن تغلق الهاتف ولكن سمعته يقول
- شقة رحيم عجبتك .
لتقطب جبينها وهى تقول
- وأنت عرفت منين أنى عند رحيم
ليضحك بصوت عالى ثم قال
- علشان أخوكى بيفهم فى الأصول يا هانم وأتصل بيا ياخد إذنى .. أنك تسافرى معاه .
لتجلس بغضب وهى تقول
- ياخد إذنك ليه أنت مين أنت علشان ياخد إذنك
- جوزك
قالها بصوت عالى قاطعه لا يحمل شك
لتصمت لثوانى لا تستطيع الرد وظل هو أيضاً صامت لتقول هى
- أنت عايز أيه دلوقتى
ليظل صامت لدقيقه كامله ثم قال
- كنت عايز أطمن عليكى .. والحمد لله لقيتك زى ما أنتى مستفزه .... سلام .
وأغلق الهاتف لترفع حاجبيها بإندهاش غاضب رفعت يدها لكى تلقى الهاتف وتكسره ولكنها تنفست بهدوء وهى تتوعده أن تجعله يركض بعيدا عنها .
•••••••••••••••••••.
طرقت حسناء باب غرفه علياء و دلفت وهى تقول
- هاتلها تليفون بسرعه بقى أنا مش هفضل مرسال غرام كتير
كانت علياء تنظر إليها بعدم فهم لتجد حسناء تمد يدها بالهاتف وهى تقول
- لما تخلصى كلام أبقى هاتيلى الفون
وغادرت سريعاً
لتضع علياء الهاتف على أذنها وقالت بصوت ضعيف
- أيوه
لتسمعه يأخذ نفس طويل ثم قال
- فى حد عرف حاجه .
لتقول بصوت واهن
- لأ
- بكره أنا جاى وهجبلك تليفون ... وعايزك تغلطى تانى يا.....
ترك أخر كلماته معلقه لتبكى بقهر .... ليظل صامت لعدة ثوانى يستمع لصوت بكائها المكتوم ليغمض عينيه بألم وغضب ثم أغلق الهاتف دون كلمه أخرى .
لتبكى بقوه وقهر أكبر ..... لقد خسرت حمزه للأبد
خرجت من غرفتها لتعيد الهاتف لحسناء ... وأيضاً لتبلغ والدها بقراراها الذى ظلت طوال اليوم تفكر فيه
طرقت باب غرفته ودلفت بعد أن سمعت صوته يسمح لها بالدخول وقالت بأبتسامه صغيره
- حضرتك فاضى كنت عايزه أتكلم معاك
ليفتح ذراعيه لها وهو يقول
- ولو مش فاضى .. أفضالك يا حبيبة بابا
لتجلس بجانبه وهى تقول
- بابا أنا كنت عايزه ألتزم شويه فى لبسى .
لينظر لها بإندهاش لتقول موضحه
- بصراحه نفسى ألبس النقاب .
ليزداد أندهاش حسان ليقول لها
- ليه يا بنتى .. أنتى لبسك شرعى ومناسب ليه النقاب .. وكمان رأى حمزه أيه
لتقول له
- أنا حابه ألبسه بصراحه أمنية حياتى .. كمان حمزه مش هيعترض أنا متأكده... وهعملهالوا مفاجأه .
كان حسان يشعر حقا بالغرابه و الأندهاش
وكانت هى تفكر أن هذا أول خطواتها لتتقرب من الله والسعى وراء توبه يتقبلها ..و تساعدها أن تنال رضا حمزه
•••••••••••••••••••.
جالس على سريره ممدد قدميه فى محاوله للأسترخاء بعد كل ما حدث هو لم يعد يحتمل كل ذلك ... فهو من يدفع ثمن أخطاء والده .. لماذا يحدث كل ذلك سمع طرق على الباب ليسمح للطارق بالدخول
لتفتح حور الباب وبين يديها مشروب ساخن أبتسمت وهى تدلف إلى الداخل وضعت الكوب على الكومود بجانب السرير وهى تقول
- هيريح أعصابك .. ويخليك تعرف تنام
ظل ينظر إليها ثم هز رأسه بنعم لتجلس أمامه وهى تقول
- حاول ترتاح ... متفكرش كتير فى إللى حصل و بيحصل .. أرتاح شويه يا سليمان أرتاح .
ظل ينظر إليها ثم قال
- أنا فعلاً تعبت ... تعبت جدا ... يمكن تعبت من نفسى أكتر ما تعبت من إللى بيحصل حوليا ... أنا مش عارف أعمل أيه .
مدت يدها تمسك يده وقبلتها بحب ليشعر بوغزه فى صدره قويه ليبتسم وهو يسحب يده من يدها وهو يقول
- متعمليش كده تانى .
نظرت له بإندهاش لكنها لم تعقب ربتت على قدمه وغادرت وعند الباب نظرت إليه وقالت
- تصبح على خير يا حبيبى
لينظر إليها بإندهاش لتبتسم وهى تغلق الباب خلفها ظل ينظر إلى الباب المغلق بتعجب وحيره ... ولكن أيضاً كانت هناك سعاده كبيره بداخله
وكانت هى تقف خلف الباب تفكر فى خطتها الجديدة التى ستتبعها معه .
