الفصل التاسع
حين عاد آل الوريدى إلى البيت الكبير كانت هناك مفاجأه من العيار الثقيل
حيث وجدوا منصور يجلس بالقاعه الكبيره وبجانبه عفاف الذى وقفا سريعاً ليتقدم نعمان من ولده سائلاِ
- مين دى ؟
أبتسم منصور بسماجه وهو يقرب عفاف منه و ينظر إلى نعمات بتشفى قائلاً
- عفاف مراتى .
ليرفع نعمان يده التى هوت على وجنت منصور وهو يقول له
- يبقى من النهارده لا أنت ابنى ولا أعرفك ... والبيت ده ملكش فيه .... تخرج منه ومترجعلوش تانى لا ليك عندى زوجه ولا ولاد .
كان سليمان ينظر إلى والده بغضب يشعر بأن بداخله نار تشتعل وكانت حور تتابع تعابير الغضب المرسومة على ملامحه ولا تفهم ماذا عليها أن تفعل ... أما ورد تمسكت بذراع والدتها التى لم يظهر على ملامحها أى شئ لا غضب ولا حزن فقط تنظر إلى منصور بعلو ... بكبرياء ... جعله يشطات غضبا وخاصه مع كلمات والده وقبل أن يقول أى شئ علا رنين هاتف كامل الذى ظهرت عليه معالم الصدمه حين نظر له سليمان بشك وهو يقول
- فى أيه يا كامل ؟
وكانت إجابته كلمه واحده فقد أسم راشد جعل الجميع يركض إلى الخارج بعد صرخه مدويه من نعمات بإسم ابنها ولكن نعمان وقف ينظر إلى منصور قائلاً
- أنت رايح فين
نظر إليه منصور بحيره وقال
- رايح أشوف ابنى جراله أيه
ليقول نعمان
- ابنك .. أنت ملكش ولاد ... سليمان وراشد و ورد ولاد نعمات و ولاد البيت ده إللى أنت بعيته بالرخيص ... نعمات إللى أنت دوست عليها 30 سنه تحت رجليك خلى الجديده تشيل شويه
وأكمل وهو ينظر لعفاف
- ده لو أستحملتك يوم
وغادر الجميع دون الألتفات إليه مره أخرى
•••••••••••••••.
كان الجميع متواجد بالمستشفى الجميع يشعر بالصدمه ذلك الشاب الصغير الذى عقد قرانه أمس اليوم بين الحياه والموت الكل مندهش ويشعر بالحيره
ماذا حدث كان الجميع قلوبهم وألسنتهم معلقه بالدعاء لله أن ينجى ذلك الشاب ... كانت حسناء تشعر بالصدمه هل سيتركها إلى الأبد ... بعد أن أصبح لها ...زوجها .. يأخذه الموت بكل تلك السهوله .
خرج الطبيب ليلتف الجميع حوله ... لم يستطع نعمان الوقف يشعر أن روحه تغادره هل سيوارى حفيده الثرى مثل ابنه أى ألم هذا و أى ذنب قد أقترفه ليحاسبه الله ذلك الحساب العسير
تقدم سليمان قائلا
- طمنى أرجوك يا دكتور
نظر إليهم الطبيب بعمليه قال
- الحمد لله أحنى قدرنا ننقذ المريض .. لكن
قالت نعمات بدموع
- لكن أيه يا ابنى مالوا ... ابنى جراله أيه
كانت حسناء تضع يدها على قلبها تستند على تمام الذى يحاوطها بذراعه
ليقول الطبيب
- الحادثه ضغطت على منطقه أسفل الظهر وده سبب .... سبب شلل مؤقت فى الساقين .
لتعلو شهقات الصدمه وصوت نعمات
- ابنى .... ااااااه يا ابنى ... ااااااه يا راشد .
لتحتضنها ورد وحور وهما يبكيان ليقترب كامل قائلا
- مؤقت ... تقصد أيه
ليقول الطبيب
- بعد ثلاث شهور فى عمليه لازم تتعمل ....وأن شاء الله تنجح وبعدها ثلاث شهور علاج طبيعى وأن شاء الله يرجع زى الأول وأحسن .
أقترب منه سليمان قائلا بلهفه
- حضرتك متأكد .
- كل شئ بأمر الله ... بس نسبه نجاح العمليه من 90 إلى 95% يعنى نسبه عاليه جدا خصوصا حجم الأصابه بيساعدنا فى ده كمان فتره الثلاث شهور هتكون فى أدويه مكثفه وهنجهز الجسم للعمليه .. وأن شاء الله خير
تنهد الجميع براحه لتغمض حسناء عينها بأمل ليشعر أخيها أن جسدها يتثاقل ليناديها ولكنها كانت غابت عن الوعى .
حملها تمام حين نادى عامر على إحدى الممرضات وأدخلتها إحدى الغرف وحضر الطبيب الذى أبلغهم أن لديها أنهيار عصبى ... وأنه أعطاها مهدئ حتى تنام وترتاح جلست نجاة و علياء معها بالغرفه وغادر الباقى ليجلسوا بممر المستشفى ينتظروا
جلست فدوى بجانب جدها وإمسكت يده تقبلها وهى تقول
- أنت عملت أيه علشان ربنا يحبك كده .
نظر لها باندهاش لتقول
- ما هو ربنا عايزك ديما قريب منه وتدعيلوا وتشكره .. يبقى بيحبك ... لما يبتليك علشان يشوف صبرك وإيمانك ... ويسمع منك كلمه الحمد لله ... يبقى بيحبك يا جدى
أبتسم نعمان إبتسامه صغيره وأيضاً عمران الجالس بجانبه وهو يقول
- مرات أبننا عاقله ما شاء الله
لتبتسم فدوى وهى تقول
- راشد قوى يا جدى وهيعدى منها ... وبكره تشوف
ربت نعمان على يديها لتكمل و هى تنظر لسليمان الجالس بجانب أمه يحتضنها بقوه ... لا تعلم هل يواسيها أم يواسى نفسه ... يحتضنها أم تحتضنه وكامل الذى يجلس أرضاً ينظر إلى الأمام بضياع
- قوم ياجدى صلى ركعتين لله وخد معاك سليمان وكامل ... طمنهم يا جدى ... وبابا كمان كلهم محتاجين يشوفوك قوى علشان يطمنوا .... الصدمات ورى بعض وهما لسه ضعاف مش فى قوتك ... محتاجينك .
هز رأسه بنعم و وقف ليقول بصوت عالى نسبيا
- يلا ... كل الرجاله يقوموا علشان نصلى ركعتين لله ... نحمد ربنا أنه رجعهولنا بالسلامه ... ويقويه على إللى جاى .
نظر الجميع باندهاش لذلك الرجل القوى ... وتد العائله .. سند الجميع ...
أقتربت نعمات منه تدعمها يد صفيه وهى تقول
- ربنا يبركلنا فى عمرك يا عمى .... ويديمك لينا ديما سند وظهر
وأنحنت تقبل يده ليربت على رأسها وهو يقول
- طول ما أنا عايش مش هسمح لحد يوطيلك راسك ... حتى لو ابنى
نظرت له بحب حقيقى وإحترام .... من خلف غيمة دموعها ليتحرك هو والباقى خلفه يجرون أقدامهم
أقترب عامر من فدوى وهو يقول
-ربنا يخليكى ياحبيبتى ... وتفضلى تسندى عيلتك وجدك وأنا كمان طول عمرك
أبتسمت إبتسامه صغيره ليغادر هو مع باقى الرجال لأداء الصلاه .
•••••••••••••••••.
قبل ذلك بقليل كانت نجاة جالسه بجانب علياء صامته بعد أن دلفت نعمات وصفيه لغرفه حسناء ومن بعدهم تمام ..... تنظر إلى ذلك الجالس أرضاً ذلك الجسد العضلى بتلك الوسامه المؤلمه للقلب ينظر إلى الأمام نظره غريبه لم تفهمها .... نظرة طفل صغير ضائع وسط
سوق كبير .... أو طفل صغير نزع من حضن أمه .... و غير مسموح له بالبكاء .... كانت لديها مشاعر مختلطه تود لو تقترب منه تواسيه ..
. تمسك بيده تربت على كتفه .... ولكن كيف وهى تعلم جيدا كرهه لها ولكل من من جنسها .... وفى لحظه خاطفه تلاقت أعينهم .... لتجد تلك الدمعات تتلقلق داخل حدقتيه ليغمض عينيه سريعاً ويدير وجه للجهه الأخرى .... لتهرب دقه من ذلك القلب الأنثوى الخائن .... جعلتها تنتفض من مكانها تدلف إلى غرفة حسناء من جديد وكان هو فى تلك اللحظه يلوم نفسه بشده كيف يظهر ضعفه أمامها بتلك الطريقه من هى لترى خوفه ورعبه من الفقد من بعد عمه حسن وهو يشعر بالضياع والخوف ... ولكنه لم يظهره أو يشعر به أحد ... لتراه هى واضح دون شك .... فراشد ليس أى شخص ... صديقه الودود ... من وقت طفولتهم وصباهم
•••••••••••••••••••.
كانت علياء تمسك بهاتفها لا تشعر بمن حولها فبعد رحيل حمزه عاد لها إحساسها بالفراغ .... و الإشتياق .
لتعود من جديد لصاحب الرسائل ولكنها الأن لم تعد مجرد تعليقات فقط ولكنه أصبح حديث طويل
- أنا حاسس كأنى شايفك كل الكلام إللى بتكتبيه على صفحتك معبر جدا وحساس جدا .
لتبتسم وهى تكتب تجيب كلماته الرقيقه
- مفيش كلمه كتبتها إلا وأنا حاسه بيها .
كانت تنظر إلى الشاشه بتركيز تنتظر كلماته حين أرسل قائلاً
- تعرفى يا آنسه علياء ... أنا كنت بخجل جدا أنى أكتب تعليق أو أتواصل مع أى شخص لكن معاكى أنتِ حسيت براحه وأستمتاع ... يومى بيبقى ناقص من غيرك .
لتبتسم بحالميه وهى تكتب له
- وأنا كمان يا رامز ... بس أعمل أيه ساعات بكون مشغوله جدا مع العيله .
ليرن هاتفها فى تلك اللحظه وتجد أسم حمزه ينير الشاشه لتشعر بالتوتر والقلق وكأن حمزه يراها ويعلم ماذا كانت تفعل لتجيبه بصوت مرتعش
- إز ... إزيك يا حمزه
ليبتسم بحب وهو يقول
- وحشتينى أوووى يا لولو ...طمنينى عليكى
لتقول وهى تنظر فى جميع الأتجاهات لتتأكد من عدم وجوده رغم يقينها من ذلك
-هكون عامله أيه فى المستشفى ... ربنا يشفى راشد ويرجعه بالسلامه لأن حسناء تعبت خالص بعد الموضوع ده .
ظلت تتحدث معه لبعض الوقت ... وهى تشعر بتأنيب الضمير ... أن حمزه يحاول التغير بالفعل ... لم يتحدث معها يوما مكالمه طويله هكذا ... تشعر أنها تنزلق فى وحل الخيانه لابد أن تحارب نفسها
•••••••••••••••••••••.
دلف إلى مقر شركته الجديده .... لابد أن يثبت للجميع أنه شخص ناجح ومميز ... لابد أن يكون له أسم ذو شأن فى سوق المال لابد أن ينافس تلك الشركات الكبيره وأهمهم شركتى الوريدى والنادى ..... هو رامز العدوى ...
••••••••••••••••••••.
جلس على كرسيه خلف مكتبه ويقف أمامه ذراعه الأيمن سعد .... ينتظر أوامره حين قال
- أخبار المراقبة إللى عليك أيه .
ليبتسم سعد بشماته وهو يقول
- أهم عمالين يلفو ورى البديل .. متقلقش يا بوس كله تحت السيطره
ليرح غيث ظهره إلى الكرسى ويضع قدم فوق الأخرى وهو يقول
- نفسى أشوف وش الظابط ده لما يعرف أنا هعمل أيه فيه وفى عيلته وعيلة الدكتور لو موصلتش للى أنا عايزه .
مد سعد يده ببعض الأوراق وهو يقول
- دى تقارير الأسبوع إللى فات بس يا بوس
لينظر له غيث بأهتمام ليكمل هو قائلاً
- أنا خايف من حكايه النسب دى ... كده كمان ممكن يبقوا شركه فى الشغل وساعتها محدش هيقدر يقف قدامهم
طرق غيث على سطح مكتبه بأصبعه بحركه رتيبه ورتم ثابت ثم قال متجاهلا كلمات تابعه
- والظابط كمان أتجوز بنت عمه ولا لسه
قطب سعد حاجبيه وهو يقول
- كتب كتابه عليها .... وسافر تانى يوم .... و دلوقتى كلهم فى المستشفى علشان راشد الوريدى عمل حادثه وأتشل .
ليضحك غيث بقوه وهو يقول
- اه هو ده الكلام كده عندى فرصه أضرب ضربه تخليهم يحسوا بوجودى و قد أيه أنا خطر عليهم .
أبتسم سعد وهو ينظر إلى سيده صاحب الدهاء ذلك الرجل الذى تبحث عنه كل أجهزة الأمن بجميع أنحاء العالم ... ورغم ذلك لا أحد يستطيع معرفة
شكله أو الإمساك به غيث الأسدى الذى يعمل مع كل رجال المافيا بكل أنواعها .... هو حل لغز و أسرار كثيره ...وهو أول وأخر الخيط لكل تلك الشبكات الإجرامية .
••••••••••••••••••.
كان يقف فى أخر رواق المستشفى متوارى عن الأنظار .... بعد أن أعاد عفاف لبيت ابيها ينظر إلى عائلته وهو يلعن نعمات بداخله يريد الأطمئنان على ولده فرغم كل شئ هو أب وذلك الراقد بالداخل ولده قطعه من قلبه رغم جحوده عليه وخروجه من تحت طوعه .... أنه لا يصدق موقف ابيه ... هو ابنه وليس هى كيف يطرده من بيته كيف يخرجه هو هى من ليس لها مكان بينهم ... سيطلقها حتى
لا يكون لها صفه بالبقاء بالمنزل حتى يستطيع العوده إلى البيت الكبير فكيف سيصرف على عفاف ... وخاصه بعد تلك النظرات منها التى كشفته أمام نفسه لا يملك أى شئ ... هو بدون عائلته لا شئ .... يشعر بالغضب يزداد بداخله .... أنها لم تهتم
لم يرى ألم أو حصره .... أو شعور بالقهر فى عينيها لم يرى أى شئ وكأن من تزوج ليس زوجها لماذا لم تتألم هو يسعد كثيرا برؤية الألم داخل عينيها ... لا يعلم ما سبب ذلك ولكنه من أول يوم زواج حين تعامل معها بخشونه ووجدها تأن
ألما وهى بين ذراعيه تبكى بقهر وهو يستبيح كل جزء من جسدها بوحشيه وبطريقه حيوانيه .... يترك آثار مؤلمه عليها وهى تبدوا ضعيفه مستسلمه له وبدء ذلك الأحساس يروق له ...
كان منذ البدايه يرى أن النساء ما هم إلا جوارى لرغبات الرجال وعاء لحمل شهوتهم وتحويلها إلى أطفال ... هو لا يرى بها عقل يفكر ويدرك ومن الممكن أن يكون أفضل منه ... هو يراها
مكانتها من مكان حذاءه يضعها مكانها لا تستطيع التحرك إلا إذا حركها هو ... هى لا شئ ... فكيف بنعمات أن تتحداه .... كيف بها ألا تحزن لغيابه
وتشعر بالقهر والذل بزواجه ... لماذا لم تمنحه إحساس الأنتصار ونشوة ولذة أن يرى عيونها الكسيره تقبل أسفل قدميه بذل... لابد أن يفكر بشئ أخر ... وسيجده .
•••••••••••••••••••.
حين أستفاق راشد ظل ينظر حوله باندهاش هل مازال حيا هل أعطاه الله فرصه أخرى للنجاه والحياه .... فرصه لتصحيح أخطائه
دار بعينيه فى أنحاء الغرفه حين أقتحمها الطبيب ومجموعه من الممرضين نظر له الطبيب طويلاً ثم بدء فى فحصه ثم أبتسم بعمليه وقال
- حمدلله على السلامه يا أستاذ راشد
هز راشد رأسه فهو مجهد ومتعب بشده لا يقوى حتى على الكلام
خلع الطبيب نظارته وهو يقول
- شوف يا أستاذ راشد أنا أحب أصارح المريض بكل شئ .... لأن المريض نفسه بيكون 50% من العلاج حالته النفسيه وإصراره على الشفاء .
كان راشد يستمع إليه وهو يبتسم بسخريه ... نعم عدت للحياه لكن عاجز تلك القدم التى كانت تسير للحرام ها هى بقدرة الله لن تستطيع السير من جديد .... ها أنت أصبحت ضعيف لا حول لك ولا قوه كان الطبيب يشعر بالقلق من تلك الحاله الذى يرى بها راشد وكاد أن يسأله لكن راشد قاطعه قائلا بصوت ضعيف
-لو سمحت أنا مش عايز زيارات النهارده قولهم نايم تعبان ممنوع الزياره .... أى حاجه أنا مش عايز أشوف أى حد .
وخرج الطبيب من الغرفه بعد أن طمئنه أنه سينفز ما يريد .
ليترك خلفه ذلك الشامت فى ذاته .... السعيد بما حدث له .... يحاول أن يتحرك ليتألم بشده ومع كل ألم يضحك على نفسه .... أغمض عينيه لثوانى قليله ثم فتحها ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- عرفت قيمتك ومكانك يا راشد ... عرفت أنك ولا حاجه .... دوق الذل ... دوق طعم الضعف دوق طعم الخساره يا راشد ... أنت تستاهل ... أنت تستاهل
