رواية عشق الرجال
الفصل الثالث والعشرون
كان الجميع يشعر بالسعاده بعد أن أخبرهم الحج نعمان بطلب تمام ... أما ورد كانت تشعر
بالخجل من الجميع وبداخلها أسئله كثيره جدا وخوف أكبر
ذهبت نعمات إلى غرفه أبنتها بعد أن غادرت طاولة الطعام بصمت دون أن تكمل
تناول طعامها حين دلفت إلى الغرفه بعد أن طرقت الباب أكثر من مره
ولم تسمع أستجابه وجدت ورد تقف أمام النافذه شارده ودموع غزيره تسيل على وجنتيها
وضعت يدها على كتفها لتنتفض ورد تنظر إلى والدتها بنظره خائفه مستنجده
... لتقترب منها نعمات تضمها بقوه وهى تقول
- مالك يا ورد فى أيه يا بنتى أيه إللى حصل
بكت ورد بصوت عالى وهى تتشبث بثياب أمها وتزيد من ضمها لها وكأنها تود لو تخترقها وتسكن داخلها لتظل نعمات تربت على ظهرها وهى تقرأ بعض
آيات القرآن حتى هدأت ورد قليلا أبتعدت نعمات عنها قليلا وهى تجذبها لتجلس على السرير وجلست بجانبها وهى تقول
- فهمينى يا بنتى فى أيه .
ظلت ورد صامته لبعض الوقت ثم قالت من بين شهقاتها
- أنا خايفه أوووى تفتكرى إللى جاى يتقدملى ده جاى ليه أكيد شفقه بعد إللى حصل وهو كان شاهد عليه ... هو إللى أنقذنى من أبويا .... ولا ممكن يكون جده هو إللى أجبره زى ما جدى أجبر كامل يتجوز نجاة أصل أيه إللى يخلى واحد زى تمام يتقدم لواحده زى .... طيب تفتكرى شكل حياتى هيكون أيه ... هفضل عايشه فى خوف ولا هحس بالأمان و الراحه
كانت نعمات تستمع إلى كلمات أبنتها المؤلمه و قلبها يبكى قهرا هى من فعلت ذلك فى أبنتها لو اخذت يوما موقف أمام منصور.... لم تكن أبنتها وصلت إلى ذلك المستوى من الخوف والقهر وعدم الثقه بالنفس ... ولم تكن أبنتها يوما بتلك الشخصيه المهزوزه والضائعه
أقتربت منها نعمات أكثر وضمتها إلى صدرها بقوه وهى. تقول
- أوعى أسمعك تقولى كده تانى ... يا ورد أنتى أحلى بنت فى الدنيا ... وتمام هيجى ويقعد معاكى أسئليه عن كل إلى أنتى عايزاه ولو حسيتى أنه مش جاى برغبته أو جده هو إللى أجبره أرفضى وأنا معاكى وفى ظهرك
نظرت ورد إليها بتشتت وقالت
- وأخواتى هيوافقوا على الكلام ده
أبتسمت لها بتشجيع ... وقالت
- ده هيكون إختبار ليهم هما كمان... ولصدقهم فى أنهم عايزين يعوضوكى عن كل إللى فات .. وأنهم سند وحمايه ليكى .
ظلت ورد تنظر إلى أمها برجاء لتبتسم لها بتشجيع
••••••••••••••••••••••••••••
كانت واقفه فى أخر الغرفه تشاهد الطبيب وهو يقوم ببعض التمارين البسيطه لراشد الذى كان ينظر إليها من وقت لأخر يشعر بالخوف ... يريد دائما أن يطمئن أن يرى خوفها عليه ولهفتها ظهور الألم على وجهها كلما تألم هو رغم حزنه من ألمها لكن ذلك يشعره أنها لم تمل بعد ... أنها لن تتركه .. أن كل ذلك الألم الذى يشعر به الأن يهون أمام حب تلك الرقيقه الغاليه أنتهى الطبيب من عمله لينظر لراشد وهو يقول
- حاسس بألم فى ظهرك أو رجلك
ليهز راشد رأسه بلا ليبتسم الطبيب وهو يقول
- طيب ده مؤشر كويس جدا ... بكره هنعمل جلسه كمان ... و طول فتره وجودك هنا هنعمل جلسات صغيره كل يوم ولما تخرج إن شاء الله هنعمل جلسات كبيره ثلاث مرات فى الأسبوع وأن شاء الله خلال ثلاث شهور هترجع زى الأول وأحسن
لتقترب حسناء وهى تقول
- واضح أن حضرتك متفائل يعنى حقيقى نطمن
نظر لها الطبيب الشاب وأبتسم وهو يقول
- طبعاً أطمنى جدا ... العمليه نجحت وجسم أستاذ راشد قوى وبيبنى نفسه بسرعه وقوه .
لتنظر لراشد بسعاده وهى تقول
- حمد الله على سلامتك ... شد حيلك بقى علشان نحضر لفرحنا .
ليغادر الطبيب بعد إلقاء تحيه صغيره ليرفع راشد يده لها لتقترب وتضع يدها فى يده ليضم يده عليها بقوه وهو يقول
- أنا مش عارف أشكرك إزاى يا حسناء
لتضع يدها على فمه وهى تقول بلوم
- شكر أيه راشد ... أنا مراتك وبحبك ولازم أكون جمبك ومعاك .. أنا وأنت لازم نكون إيد واحده فى كل حاجه .
ليقبل يدها بحب وعشق لم ينقص يوما بل يزيد وهو يدعوا الله أن يشفيه سريعاً ويقدره على إسعادها .
•••••••••••••••••••••••••••••••
لم يراها حتى الأن ... فالجميع متواجد ما عدا راشد الذى أتصل به وأخبره بسعادته وموافقته إذ وافقت ورد ... فلماذا هى ليست موجوده الأن هل ترفضه من قبل أى شئ ... نفخ بضيق ليبتسم عمران الذى يراقب حفيده عن كثب ... ليجلى صوته وقال
- يا جماعه أحنى النهارده جاين وطالبين إيد الأنسه ورد لأبننا الكبير تمام ... ويشرفنا جدا انها تكون واحده من عيلتنا .
كانت هى بالخارج واقفه تشعر بالخوف حين سمعت تلك الكلمات ذاد خوفها لماذا تكلم جده ولم يتكلم هو لتصمت لتستمتع لرد جدها الذى قال
- أحنى طبعا يشرفنا ... وتمام راجل ميترفضش بس فى الحقيقه العروسه عايزه تقعد معاه وبعد ما يقعدوا نقولكم رأينا
قال ذلك وهو يتذكر كلمات نعمات المنهاره عن أنهيار ورد وخوفها ... وإحساسها بالذنب تجاه أبنتها وشعوره هو الأخر بالذنب لصمته على أفعال أبنه وعدم ردعه وأخذ موقف منذ البدايه
لوت وداد فمها بضيق فبرغم كل شئ وكل ما حصل فهى تتشرط على ولدها زينة الرجال أبتسم تمام الذى لاحظ ذلك وأمسك يدها وقبلها وهو يقول
- مفيش حد هيشوفنى كامل ومفيش منى غيرك يا حبيبتى .... فمن حقها يا ست الكل ... أبتسمى أرجوكى وأدعيلى.
لتنظر إليه بحب وهى تقول
- ربنا يراضيك زى ما أنت دايماً مراضينى .
لتقترب منه نعمات وهى تقول
- أتفضل معايا فى الجنينه .
ونظرت إلى وداد وقالت
- هوصله وأرجع لك على طول
حين سمعت ذلك ركضت للغرفه الجانبيه وحين خرجت نعمات وتمام وأوصلته إلى الطاوله الكبيره الموجوده أسفل الشجره الكبيره فى وسط حديقه بيت آل الوريدى نظرت إليه برجاء أم وقالت
- أرجوك يا أبنى ... خليك صريح معاها ... وهادى ... بنتى
ليقاطعها وهو يقول
- حضرتك متقلقيش ... ورد فى عينى .
لتبتسم نعمات براحه ثم قالت
- هاروح أجبها .
جلس على إحدى الكراسى الموجوده وهو يفكر أن ما هو مقدم عليه ليس سهل أبدا .
••••••••••••••••••••••••••••
كانت تفرك يديها بقوه وبخوف لتدلف أمها إلى الغرفه وهى تقول
- يلا يا ورد تمام مستنيكى فى الجنينه .
نظرت إليها بقلق وتوتر وخوف لتقترب منها وتضمها بقوه وهى تقول
- ما تخافيش يا بنتى.... تمام راجل بجد .. وأنا جمبك وجدك كمان وسليمان وراشد أنا واثقه من ده
خرجت مع والدتها وهى تدعوا الله أن يقويها فجسدها بأكمله يرتعش خوفاً ... وقلبها يرتجف داخل صدرها .
وصلت أمامه ليقف سريعاً ينظر إليها بابتسامته الهادئه المريحه لتغادر نعمات وهى تدعوا الله أن يريح أبنتها مما هى فيه
ظلت واقفه تنظر أرضا ليقول هو برفق
- أتفضلى أقعدى ... أنا مستعد أسمعك وأجاوب كل أسئلتك
نظرت له بأندهاش ليبتسم وهو يشير إلى الكرسى فقالت بصوت يرتعش
- يعنى أنا ممكن أقعد قدامك على الكرسى وأتكلم براحتى أنت مش هتدايق
ليقطب جبينه وهو يقول
- اه طبعاً ... فين المشكله فى كده ... ده حقك أيه إللى هيدايقنى
هزت رأسها بلا وهى تقول
- محدش قالى قبل كده أن ده حقى ... وأنى أقدر أقعد قدام أى حد وأتكلم وأقول رأى
شعر بألم حاد ينحر قلبه وهو يراها تنظر إليه بعدم تصديق ... وكل ذلك الخوف والتشوه يسكن روحها
أبتسم وهو يقول بهواده
- لأ من حقك ... كل حاجه من حقك ... أتفضلى أقعدى
جلست بعد أن نظرت إليه بشكر أو أمتنان هو لم يفهم تلك النظره ولكنه ظل واقف لتنظر إليه بأندهاش وأستفهام ليقول هو
- أنتى مسمحتليش أقعد معاكى
ذادت نظره الأندهاش وهى تقول بتوتر
- أنا ... ااااا طبعاً أتفضل .
ليجلس وهو يبتسم لها بسعاده هو لا يصدقك أنه جالس معها الأن والجميع يعلم .. حلم بعيد وها هو يتحقق ويارب يستمر .
ظلت صامته ليقول هو
- والدتك وجدك قالوا إن عندك حاجات عايزه تسالى عنها أتفضلى
ظلت تنظر فى كل مكان بتوتر ثم قالت
- هو ... هو يعنى جدك إللى طلب منك أنك تتقدملى .
ليهز رأسه بلا وتلك الإبتسامه السعيده لم تغادر وجه وقال
- أنا إلى طلبت ... وبصراحه أنا خايف أنك ترفضى
رفعت عيونها إليه بزهول
ليكمل هو
- أنا مش عارف أنتى تصورك أيه عن زوج المستقبل ... فخايف مكنش الراجل إللى بتحلمى بيه خصوصا يعنى أنى لا وسيم ولا عضلات أسمر وطويل وتخين .
كانت تشعر بالزهول من كلماته أنه لا يرى نفسه وسيم كيف ذلك ... من ذلك الذى لا يراه وسيم أن جسده ممتلىء قليلاً ولكن ليس سمين أن جسده متناسق مع طوله الفارع ... وذلك الجلباب والعبائه تعطيه هيئه مهيبه من أول مره رأته فى المول وهى تشعر بتلك الهيبه .
فاقت من أفكارها على صوته الحزين وهو يقول
- هو أنتى ممكن ترفضينى
صمتت لا تعلم بماذا تجيب ولكنها قالت
- أنت كنت شاهد على إللى حصل فى المستشفى وكلام بابا و
ليشير لها أن تصمت وهو يقول
- أنا شاهد على الموضوع من أوله ... ولا كلام والدك أو كلام أى حد تانى يفرق معايا أنا عارف الحقيقه
- يعنى أنت مش جاى تطلبنى شفقه علشان إللى حصل
أخفض رأسه وتنهد بهم ليسقط قلبها أرضا أسفل قدميها ولكنه قال
- قبل إللى حصلك كنت عايز أتقدملك وحصل إللى حصل وقتها ... ورفضت أتقدملك بعدها على طول علشان متقوليش أنى بتقدملك شفقه ... أنا جاى وخايف أترفض تقوليلى شفقه ... أرجوكى مترفضيش
كانت حقا تشعر بالزهول والأندهاش
وقفت وغادرت سريعاً بخجل ليقف هو أيضاً أراد أن يمنعها..... إن يسمع شئ يطمئنه تنهد بهدوء ثم دلف من جديد إلى الغرفه الكبيره ليرى ماذا سيحدث
••••••••••••••••••••••••••
فى نفس الوقت عادت نعمات إلى الداخل وجلست بجانب وداد لتقول بهدوء
- يا زين ما ربيتى ... تمام راجل مفيش منه .... يارب يوفق ويكون من نصيب ورد
لتنظر لها وداد بأندهاش ولكنها قالت
- ولما هو راجل مفيش منه مالها بنتك مش عاجبها ليه
لتصمت نعمات بحزن لعده ثواني ثم قالت
- ورد خايفه ... مشافتش أب حنون ... يحسسها أنها الدنيا ومافيها ... ولا شافت معامله حنينه ولا عمرها حست أن ليها سند وظهر وأنها تستحق الحب أو حد يعمل أى حاجه علشانها ... لدرجه أنها ساعات بتفكر أنها متستحقش المعامله الكويسه هى بس خايفه لا يكون تمام زى أبوها .. أو مجبر أنه يتجوزها .
ثم نظرت إليها وهى تقول
- أنا بس عايزه أطلب منك طلب .... لو حصل نصيب ... خليكى أم حنينه عليها ... ضميها وأحتويها ... صدقيني ورد طيبه أوووى ومحتاجه تحس بحنان
كانت وداد تشعر بالحزن على تلك الصغيره فا هى لم تتخيل أن الفتاه بتلك الهشاشه والنفسيه المدمره ... هى كانت تظن أنها فتاه قويه وخاصه بعد كلمات والدها المهينه والجارحه فى حق أبنته هى لم تتخيل أن الوضع بتلك الصوره
رفعت رأسها تنظر إلى إبنها الذى دلف إلى الغرفه يدارى بابتسامته الهادئه شئ ما وقفت نعمات حتى تذهب إلى أبنتها وجلس تمام مكانه من جديد كادت وداد أن تسأله ولكن دخول نعمات وعلى وجهها إبتسامة سعاده جعلت وجه إبنها ينير من جديد جعلها تصمت فلا داعى للسؤال
وتمت قراءه الفاتحه بعد أن ذهب سليمان وأحضر ورد وأجلسها بجانبه ... وحين تقدم منهم تمام ليبارك لها وقف سليمان أمامه وهو يقول
- أنت هتاخد أختى الوحيده ... يعنى تشيلها جوه عنيك ... وتحافظ عليها ... ولا هتلاقينى أنا وراشد فى وشك
كانت ورد تشعر بالزهول من كلمات أخيها الذى أستمع إليها جميع من بالغرفه ... ذلك الشعور رائع حقا أن تجد لك أمان وسند ظهر وحمايه حب لا مشروط
نظرت إلى تمام تنتظر رده لتجده يبتسم وهو يقول
- ما أنا لو زعلتها أستحق وقتها أنى أقابل التيران ... بس متقلقش أختك فى عينى وفوق راسى
ليبتسم سليمان وهو يحتضنه بقوه ثم ألتفت إلى أخته وضمها إلى صدره وهو يقول
- مبروك يا حبيبتى
وقبل أن يكمل ربت تمام على كتفه بشئ من القوه وهو يقول
- خف يا أخ علشان أنا بغير .
ليضحك الجميع بسعاده .... وتخبىء ورد وجهها فى صدر أخيها خجلا .
••••••••••••••••••♪•••••••••••••
دلف إلى الغرفه ليجدها تجلس أرضا وبين يديها إحدى الكتب الجديده التى وصلت ضمن الأشياء التى أحضرها عامر .... وكانت تجلس بجانبها إيمان تطعمها فى فمها ... أبتسم بأندهاش أنها كالأطفال فى تلك الهيئه ...طفله صغيره تقراء فى كتاب ووالدتها تطعمها مشهد حقا مضحك
أقترب بهدوء وجلس بجانبها لتنظر إليه بابتسامتها البريئه وهى تقول
- البببببطل اااااعتررررف ببببببحبه للبططططله واااااااخييييرا
لينظر إلى غلاف الكتاب ولوا فمه ثم قال بنوع من السخريه
- بجد وأخيرا ... لقد هرمنا من أجل تلك اللحظه
قطبت جبينها وهى تنظر إليه بحزن ثم وقفت على قدميها وتوجهت إلى السرير و تمددت تضم قدميها إلى صدرها وبينهم دميتها التى لا تفارقها .
نظر إلى إيمان بأندهاش لتقول بصوت منخفض
- كانت لسه بتقول أن البطل شبهك ... حنين وطيب ومش بيسخر من البطله علشان بتعرج .
أغمض عينيه وهو يشعر بالضيق من نفسه نظر إلى إيمان من جديد وهو يقول
- طيب أخرجى أنتى دلوقتى ... و خلى بالك ها .
لتهز رأسها بنعم وغادرت سريعاً ليظل هو جالسا فى مكانه عدة دقائق ثم أخذ نفس عميق ووقف على قدميه وذهب ليجلس على الكرسى المواجه للسرير ينظر إليها وهى تضم نفسها فى تلك الوضعية تنظر إلى السماء وذقنها تستريح على رأس الدب ويديها تحتضن قدميها وكأنها كل ما لديها هو نفسها وذكرى والدها فقط .. ألمه قلبه بشده و يريد أن يصالحها
جثى على ركبتيه بجانب السرير وهو يقول
- أنا أسف يا مسك ..... أنا كنت فاكر أنك بتقرى نفس القصه إلى قريناها سوى ... أنا عارف أنى كده وحش وأنتى حقك تزعلى بصراحه بس.
وقبل أن يكمل علا صوت هاتفه ليخرجه ويجيب قائلا
- أهلا يا حمزه أخبارك أيه يا حضره الظابط الهٌمام
حين سمعت تلك الكلمات منه ضمت قدميها أكثر وهى تتذكر ذلك اليوم المشؤوم حين أنقلبت بهم السياره
أغمضت عيونها بقوه لترى والدها وبجانبه والدتها والدماء تغطى وجوههم لتبكى بصوت عالى ليقول والدها بألم
- مسك حبيبتى أهدى وأسمعينى كويس ... حافظى على الدب ده كويس أوووى ... أوعى حد ياخده منك ... خليه معاكى ... ده فيه أمانك ... متسلمهوش غير للظابط حمزه
خرجت من أفكارها على يده الحنونه وهى تمسح تلك الدمعات الخائنه التى غادرت عينيها بسب تلك الذكرى المؤلمه .
قالت بصوت ضعيف
- مممممين ححححححمززززه دددده
ليقطب جبينه وهو ينظر إليها بأندهاش ولكنه أرجع سؤالها لفضولها حوله فهى دائما تسأله عن أهله وأصدقائه ومن يحدثه فى الهاتف قال بأبتسامه
- أبن خالى ..... ظابط قد الدنيا ... تعرفى أنه عايز يجى يشوفك .
لتغمض عينيها ولم تجيبه بشىء ليقول هو
- هو أنتى لسه زعلانه منى
- أنا عايزه أنام
قالتها سريعاً دون تقطيع أو تهتهه ... ليشعر بالأندهاش ولكنه ظل يكلمها حتى تجيبه مره أخرى ولكن هيهات صمت تام هو ما قابله ليظل جالس قليلاً أمامها ثم غادر حين شعر أنها أستسلمت للنوم حقا دثرها جيدا ثم غادر لتفتح هى عيونها تنظر إلى السماء من جديد وهى تفكر بخوف
•••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقود سيارته فى الطريق منذ أمس لا يستطيع العوده للبيت فهو يشعر بحيره بغضب ... لا يعلم لماذا ذهب إليه هل حقا كان يريد الإنتقام منه وتلقينه درسا ورؤية الألم فى عينيه كما أصبح الألم يسكن فى عينيه ... كما ألمها وأهانها
لم ينتبه إلى نفسه إلا وهو على الطريق المؤدى إلى البلد
وصل أمام البيت الكبير ووقف أمام البوابه الكبيره ينظر إلى البيت وهو يفكر
لماذا حضر إلى هنا هل أراد أن يراها .. لماذا إذا ليكمل خروج شحنه الغضب والألم أم أنه أراد أن يرى فى عيونها نظرتها البريئه القديمه ... أغمض عينيه بألم وفتحمهم وقد قرر المغادره ولكنه وجدها تدلف من النافذه الكبيره التى بغرفتها بكامل نقابها وبين يديها شئ ما لم يتبينه ليجد نفسه يدلف إلى المنزل ويصعد إلى غرفتها فتحها بهدوء ودخل ينظر إلى جوانب الغرفه بشوق لكل شئ يذكره بعلياء القديمه ولكن ما جعله يقف مكانه بأندهاش حين سمع صوت ترتيلها للقرآن مختلط ببكائها ليقف عند باب النافذه ينظر إليها بانشداه يستمع لصوتها الباكى و قلبه يعيد إليه ذكريات ماضى قريب بينهم يجعله يود لو يحتضنها بقوه أن يزرعها داخل قلبه ولا يخرجها أبدا ... وعقله رغم كل ذلك يرفض الأقتراب أكثر يرفض تصديق كل ما يراه بعينيه وقلبه ظلت خطواته تتراجع إلى الخلف حتى غادر الغرفه وركض إلى الأسفل سريعاً وإلى سيارته ليقودها بسرعه كبيره أصدرت على أثرها صوت عالى جعلها تنتبه وتنظر إلى مصدر ذلك الصوت لتنهمر دموعها من جديد وهى تتعرف على سيارته ولكن تلك المره قهرا وخساره .
•••••••••••••••••♪•••••••••••••
جالس معها فى حديقه منزلها بعد أن رحلت عائلته
مقطب الجبين تشعر فدوى بالغرابه من موقفه ماذا حدث ليكون هكذا هل هو غير راضى عن خطبة تمام لورد لم تستطع السكوت وترجمت أفكارها فى سؤال
- مالك يا عامر أيه إللى مدايقك أوووى كده.... هو أنت مكنتش عايز تمام يخطب ورد
نظر إليها بأندهاش وقال بتعجب
- وأنا هدايق ليه من خطوبه تمام و ورد بالعكس طبعاً ربنا يفرحهم هما الاتنين يستلهوا كل خير
- طيب مالك أيه إللى مدايقك بالشكل ده
نفخ بضيق ثم قال
- يا فدوى أنا زهقت كل يوم بيظهر مشكله جديده وحكايات كل يوم مش عارف أخرها أيه ... عايزك فى بيتى بقا أنا بجد تعبت
شعرت به فمن يوم خطبتهم والمشاكل تلاحق عائلتها دون هواده ... مدت يدها وأمسكت يده وقالت
- أنا عارفه ومقدره بس أنت أكيد عارف أن كل ده غصب عننا ... لكن خلاص أنا هحاول أتكلم مع جدى أننا نبدء نجهز كل حاجه علشان لما ربنا يكمل شفاء راشد على خير نعمل الفرح أيه رأيك
أبتسم وهو يقول
- بجد يا فدوى .... خلاص تمام ... أقولك تعالى نكلمه سوى
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- لا يا عم أنا أكلم جدى وأنت كلم جدك ماشى .
ليقبل يديها بحب وقال
- ماشى يا أغلى ما فى حياتى .
••••••••••••••••••••••••••••••
جالسه فى غرفتها بعد رحيل حمزه بتلك الطريقه وعدم معرفتها بسب حضوره من الأساس هى لم تستطع الذهاب مع تمام وباقى العائله لخطبة ورد ... هى لن تحدثه فهو مؤكد لا يريد سماع صوتها فهى لا تحدثه إلا فى أضيق الحدود
دلفت أمها إلى غرفتها تنظر إلى جلستها فى منتصف سريرها دامعة العين
جلست أمامها وهى تقول
- يا بنتى أنتى فيكى أيه متغير ... أيه إللى حصل يا علياء ... بقيتى مطفيه ... وحزينه طول الوقت فهمينى حمزه مزعلك
لتهز رأسها بلا وأمسكت يد أمها وهى تقول
- صدقينى يا أمى كل الموضوع أنى كنت طول الوقت شاغله نفسى بغياب حمزه وعدم أهتمامه بيا ... بس مع أخر خروجه عرفت وفهمت هو قد أيه بيتعب ومشغول
- ودموعك دى إللى فى عيونك ... طيب ولبسك للنقاب
أبتسمت إبتسامه بسيطه وهى تقول
- أنا كان نفسى ألبسه من زمان بس مكنش عندى الشجاعه ألبسه بس الحمد لله أخدت الخطوه وبابا شجعنى وحمزه وافق .
- أنتى عايزه تفهمينى أنك كويسه وإللى أنا حاسه بيه مش حقيقى
أحتضنتها علياء بقوه وهى لا تعلم هل هى من تحتاج لتلك الضمه أم أمها حتى تطمئن أخذت نفس قوى ثم قالت
- أنا كويسه يا أمى بس أنتى أدعيلى دايماً .
أغمضت عبله عينيها وهى تدعوا الله أن يطمئن قلبها على أبنتها .
