رواية عشق الرجال
الفصل الرابع والعشرون
كان الكل حقا سعيد فبعد أن أتفق الجدان على أن يكون الزفاف بعد ثلاث أشهر وأمر
الرجال بتجهيز منزل الزوجيه ... كان حمزه يشعر بالتشتت والحيره هل سيتمم الأمر كيف
سيتعامل معها أنه لا يطيق إيهانتها رغم شعوره بالراحه المؤقته من تلك الدمعات التى
يراها ولكن الأن لا مفر من تجهيز منزله لأستقبال عروسه وإلا لشك الجميع به خاصه مع
سعادة الجميع و من المفترض أن يكون هو أكثرهم سعاده فحبيبة طفولته وشبابه ستكون ملك يديه وفى بيته وأخيرا
•••••••••••••••••••••••••••••
كانت تذهب كل يوم إلى المستشفى تسأل عن أخباره وتطمئن عن صحته وسير خطوات علاجه الطبيعى وتطور حالته ... كانت تطمئن فهذا هو الأمل الوحيد لها .
••••••••••••••••••••••••••••••
كانت ترتدى ملابسها وهى تنظر إليه بالمرآه وأبتسمت وهى تقول
- والله وحاولت أقنعه يا قلبى أنه يجى هنا ... علشان أنت بتخاف عليا من التأخير بره بس هو رفض ... أصله بيحب يبقى على راحته أصله شقى أوووووووى .
كان منصور يزوم بصوت عالى وهو يحاول إشعال تلك الولاعه دون أن تلاحظه ولكنه فكر للحظه فهى سهل أن تركض إلى الخارج وأنه هو فقط من سيموت ... فهو من لا يستطيع الحركه ..... و هو لا يريد أن يموت .
.. هو لم يرى يوما جيدا فى حياته ... فنعمات لم تصبح الزوجه التى أراد أن يصنعها ولا عفاف تراه شئ يفرح .... فهو عليه الأنتقام من الأثنان معا ... وحين تذكر كلماتها المواجهه ..
.فكر أنه عليه أن يقوم بذلك ولكن بطريقه تجعلها هى وحدها من يقع عليها الضرر ولكن كيف هو لا يعلم وذلك العجز يجعله مقيد بذلك السرير .... ولكنه حين ينتهى من عفاف سيتدبر أمر نعمات فهى دائما أسفل قدميه
أقتربت منه بدلالها وأنحنت ليصبح وجهها قريب من وجهه ثم فتحت مقدمة ملابسها ليرى مفاتنها وهى تقول
- أيه رأيك فى ريحه برفانى هتعجبه سكسى طيب وال ....
وغمزت له ليزوم بصوت عالى بأعتراض
لتضحك هى بصوت عالى ثم قالت
- أصله بيحبهم أووووى فأنا غرقتهم برفان ... يلا يا روحى همشى أنا ومتخفش مراتك فى أيد أمينه .
ليظل يزوم بقهر وذل وغضب يزوم لكن أحد لم يسمع أو يرى أو يشعر به.
ليبكى قهرا على حاله وما يراه على يد تلك المراه الفاجره ... أيضاً بعد أن تذكر ما أخبره به سليمان أن أبنته تم قرأة فاتحتها وسوف يتم عقد قرانها دون أن يهتم أحد بأخذ رأيه وموافقته وكأنه لم يعد موجود .
•••••••••••••••••••••••••••••••
مر شهران ونصف لم يحدث بهم أى جديد سوى تطور حالة راشد الذى أصبح يسير الأن بواسطة عكازات ... وأيضاً تضهور حالة منصور الذى جعلتهم ينقلوه إلى المستشفى بعد أن تناقش سليمان مع جده فى ذلك الأمر و وصف له مخاوفه من أن يكون هناك ما يضايق والده فى ذلك البيت وهو ما يجعله يذداد سوء وذلك ما جعل قلب نعمان يرق لولده وذهب لزيارته فى المستشفى .... ليعود من هناك وهو يشعر بهم كبير ... أما عن عفاف فكانت دائماً ما تطلب المال بحجه ذلك الطفل الذى لم يتقبل فكره وجوده حتى الأن ... أما عن تمام و ورد فكان دائماً يحاول التقرب منها إشعارها بالثقه والأمان وخاصه بعد عقد قرانهم ..
كان ذلك اليوم مبهج حقا ... فالكل كان سعيد فجميع عائلة النادى كانت تنتظر تلك اللحظه أن يتزوج الحفيد الأكبر للعائله .. وخاصه أن تمام بشخصيته المميزه الحنونه فالجميع يحبه ... وأيضاً عائلة الوريدى فجميعهم يريدوا الأطمئنان على ورد أنها زهره صغيره بريئه فى مهب ريح يريدون لها شجره قويه ثابته تحتضنها وتحميها وتمام تلك الشجره بدون شك
دلف إلى الغرفه بعد أن تم عقد القران ليجدها تجلس بشرود وتفرك يدها بشده .
أقترب منها بهدوء وجلس بجانبها لتنظر إليه بخوف جعل قلبه يؤلمه بشده فقال
- بلاش بالله عليكى النظره دى ... بتحسسنى أنى مش راجل وأنى مستاهلكيش .
لتنظر إليه بأندهاش
ليمسك يدها التى ترتعش خوفاً وخجلا وأنحنى ليقبلها رغم قدرته على رفعها لشفتيه لكنه أراد أن يحنى رأسه لها ولحبها يمكن أن يشعرها ذلك بمكانتها لديه
كان كل شئ حولها صادما ... حب كبير وأحتواء وسعاده ... وإحترام ذلك الشخص الذى حين تراه ترى حوله هاله من الهيبه والشموخ وكل ذلك ينحنى ليقبل يديها أنها حقا لا تفهم ماذا يحدث معها من إزدراء والدها لها وأبتعاد أخويها ... لكل ذلك الحب والأحتواء
أبتسم إليها وهو يقول
- مبروك عليا ست البنات .... لو تعرفى يا ورد قد أيه حلمت باليوم ده أنك تكونى ليا ياااه الحمد لله أنه اتحقق .
كانت تنظر إليه بأندهاش وعدم تصديق ... ليبتسم بحنوا وهو يقول
- بكره تتأكدى بنفسك قد أيه أنا كنت بتمنى اليوم ده وقد أيه أنا محظوظ أنك بقيتى مراتى .. بس عايز أعرفك أنى مليش فى الكلام الحلو والغزل يعنى ... لكن كل حاجه هتحسيها من تصرفاتى معاكى ينفع معاكى ده .
دون إراده منها هزت رأسها بنعم ليكمل هو قائلا بقلق
- أنا كنت عايز أسألك على حاجه
نظرت إليه بأهتمام وقالت
- أتفضل
أخفض بصره ليدها التى مازالت فى حضن يده ليبتسم بسعاده وقال
- عندك مشكله أننا نسكن فى بيت العيله .. أصل الكل هيتجوز براه وأنا الكبير ولازم أكون
لتقول سريعاً
- مفيش مشكله ... إللى أنت شايفه صح أعمله .
من المفترض أن يشعر بالسعاده من كلماتها ولكن تلك الكلمات تحمل أكثر من معنى بالنسبه له ... فهو لا يعلم هل هذه رغبتها حقا وأنها لا تمانع بالفعل أم أنها مستسلمة وخاضعه لكلماته خوفاً ورهبه وعدم أمان كاد أن يسألها لولا أقتحام سليمان الغرفه وطلب منهم الأنضمام لهم بالخارج .
وها هو قد أنتهى من الجناح الذى أمره جده بعمله فى البيت الكبير ليكون مكان خاص له ولزوجته ... بحيث يكون تواجدهم معهم دائما وأيضاً هناك خصوصيه لورد .
••••••••••••••••••••••••••
جالس فى تلك الغرفه التى يتواجد بها دائماً حين يشعر بالضيق و كانت هى تقف أمام الباب تشعر بالحيرة هل تدلف إليه أنه أصبح على تلك الحاله منذ أخر مواجهه بينهم ... أصبح يخرج إلى العمل ويقوم بتجهيز بيت الزوجيه ويعود ليجلس فى تلك الغرفه ثم يدلف إلى غرفته ويظل بها لليوم التالى .
لا تعلم ما سر ذلك الحزن الذى يسكن عينيه هل هى السبب أم كل تلك المشاكل التى تتكالب عليه ... فهو الأن يهتم بحالة والده الصحيه ... وأيضاً مراعاة زوجة أبيه وهى تعلم أثر ذلك الشئ عليه وصعوبته ... حالة راشد الصحيه وأهتمامه بكل تفاصيلها
محاولته المستميتة للتقرب من ورد التى دائماً تقف فى منتصفها فهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ... وهى دائماً تنتظر أن ترى ماذا سيفعل .
تنهدت بهم وهى تقترب من الباب لتطرقه برفق ثم دلفت دون أن تسمع أذنه بالدخول
وقفت عند الباب تنظر إليه بحب رغم كل شئ هو سليمان حبيبها كان ينظر إليها بعيون من زجاج لا تحمل أى شعور وكأنه جسد بلا روح أقتربت منه بعد أن قطبت جبينها بقلق وجلست بجواره لتجده يتمدد ويضع رأسه على قدمها وهو يقول
- أرجوكى يا حور أنا محتاج شويه راحه أرجوكى بلاش كلام بلاش عند سيبينى أرتاح وأحس بوجودك ودعمك ليا .
ربتت على رأسه برفق وظلت تمرر يدها بين خصل شعره ويدها الأخرى تتحرك على طول ذراعه بحركه حالميه ليغمض عينيه على أثر حركاتها وصدرت عنه تنهيده طويله جعلت قلبها يشعر بالشفقه عليه .
•••••••••••••••••••••••••••••••
جالسه أمامه فى نفس المطعم ترسم ابتسامه ناعمه على وجهها وكان فارس ينظر إليها بإعجاب أصابها بالغرور
لتضع قدم فوق الأخرى وأراحت ظهرها على الكرسى وقالت
- أنا أول مره أخرج مع شاب كانت أول مره جيت فيها معاك هنا ... ومش عارفه إزاى وافقت أخرج معاك تانى ... يمكن لأنى إرتحتلك وحاسه أنك شاب مختلف
ليميل برأسه ينظر إليها بابتسامه ناعمه
- مختلف إزاى بقا
لتضحك بشقاوه وهى تقول
- أنت عايز أيه يا فارس
- عايز أعرف أنا مختلف إزاى ... خلينى أتغر على خلق الله
قالها بمرح لتضحك بصوت عالى ثم قالت
- أكيد من حقك تتغر أنت أنسان مميز وقاعده معاك واحده مميزه
ليقول بأبتسامه آثره
- أحب ثقتك بنفسك بتجننى
لتحرك كتفها بدلال وهى تقول
- ثقه ليها أساس ... وعن أستحقاق ولا أيه .
ليقف و أنحنى إليها وهو يقول
- أكيد طبعا يا مولاتى ... بس للأسف أنا عندى معاد مهم دلوقتى ممكن تسمحيلى أنول شرف توصيلك للمكان إللى تأمرى بيه
لتقف ببهاء وغرور وهى تقول
- أسمحلك
وغادرت أمامه لينظر إلى ظهرها المنصرف وهو يشعر أن ما يفكر به سيحدث قريبا .
••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس على السرير ممدد قدميه يحرق إحدى سجائره الأجنبيه وصدره عارى ينظر إليها بزدراء وهى تقف أمامه ترتدى ملابسها قطعه قطعه حتى تدارى عريها وذلك البروز الواضح المفترض أنه إبنه قال لها بهدوء
- أنتى فى الشهر الكام
نظرت إليه بابتسامه سعيده مما حدث قبل قليل وقالت
- فى الخامس باين .
ليردد خلفها بأندهاش
- باين !؟
لتقترب منه وهى تجلس بجانبه تداعب أصابع قدمه بيدها صعودا على ساقه ثم جزعه حتى وصلت إلى شعر صدره وقالت بدلال
- أصل كل مواعيد الدكتوره بتبقا عندك أنت هنا
رفع حاجبه بأندهاش وهى تزيد فى مداعبه صدره بيدها وشفتيها توزع القبل عليه ليبعدها عنه بقليل من العنف وهو ينهض عن السرير قائلا
- أنتى ما بتشبعيش ... روحى يلا علشان أنا عندى شغل
لتبتعد خطوه للخلف وهى تقول
- حاضر همشى بس أنا كنت محتاجه
لتصمت حين إلتفت إليها ينظر لها بغضب لتخفض رأسها أرضا لكنه أقترب منها وقال بجانب أذنها
- ميت مره قولتلك أوعى تفكرى أن ليكى حقوق عندى أو أنك مميزه .... فى غيرك ألف واحده بتتمسح فى رجلى زى القطط .... فا أسمعى الكلام بدل ما أزعلك
قال جملته الأخيره وهو يمسك ذقنها بقوه ثم دفعها للخلف لتتراجع عدة خطوات للخلف ... ظلت واقفه مكانها لعده دقائق ثم أكملت إرتداء ملابسها وكادت أن تغادر حين قال
- سليمان بعتلك فلوس
لتنظر إليه بخوف وهى تهز رأسها بنعم ليقول هو ببرود
- هاتيهم .
دون إعتراض أخرجت ما بحقيبتها من مال ومدت يدها به وهى تقول
- ممكن بس تدينى تمن التاكسى .
نظر إليها بزدراء وأخرج ورقه ماليه و مد يده بها وقبل أن تمسك بها سقطت أرضا ليقول ببرود
- أكيد طبعا لازم تاخدى فلوس أنتى تعبتى معايا بردوا وأنا أنبسط منك والسرير ده يشهد
غمز لها ثم خطى فوق الورقه الماليه بعد أن ربت على وجنتها بقليل من العنف ودلفا إلى الحمام
ظلت تنظر إلى السرير ثم إلى العمله الملقاه أرضا وهى تفكر لماذا تتحمل كل ذلك لماذا تأتى إليه طائعه راغبه فى كل مره ... أنها أيضاً تشتاق لإهانته لها وأفكاره المتطرفه أحيانا لا تفهم سبب عدم قدرتها على الإبتعاد عنه .... وعن كل ذلك الجنون التى تعيش فيه حين يأمرها أن تكون مجرد جسد ينفذ ما يأمره به من تذلل و أمتهان للكرامه وتقبيل قدميه من أجل أن يقوم بمعاشرتها فقط .
أنحنت وأمسكت النقود إحساس دائم بأنها لا تساوى لديه قيمه تلك الورقه النقديه فى يدها ولكنها تعشقه وتعشق لمساته إلى جسدها التى تجعلها تشعر أنها سيده حقيقيه تلك اللمسات التى تزهر وردة أنوثتها وتسقيها لذلك وبرغم تلك المعامله المهينه منه وبرغم معرفتها أن بعد خروجها من هنا تأتى واحده أخرى وأخرى يعاملهم بنفس معاملتها أو أفضل بكثير ولكنها لا تستطيع الإبتعاد عنه أنه حب حياتها .... انتبهت على صوت حركته فى الحمام لتغادر سريعاً حتى لا يراها ويحدث ما تخشاه أغلقت الباب خلفها وهى تتذكر أول مره أخبرها أن تغادر ودلف إلى الحمام وحين خرج كانت مازالت هناك إنهال عليها بالصفعات وهو يسبها ثم قيدها فى الكرسى وهو يقول
- أنتى إللى جبتيه لنفسك يا بنت (.....) أنا مش قولت تغورى من هنا .... طيب خليكى بقا وشوفى الحريم إللى بجد و وشوفى معاملتهم تبقا إزاى يا (..........)
كانت تنظر إليه بزهول ودموعها تغرق وجهها الذى تحول لونه للأحمر القانى بسب صفعاته وبعد قليل حضرت فتاه شقراء ناعمه وبدء هو ف معاملتها بلطف ومداعبتها وملامستها وكانت هى تشاهد ما يحدث بزهول وكم كان ذلك مؤلم هى تحبه ولا تستطيع تخيل أنه يقوم بذلك مع أحد غيرها ولكن ليس بيدها شيء ولكن أن تراه ذلك صعب جدا عليها لا تستطيع تكراره .
••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقف عند الباب ينظر إلى ولده المنهمك فى العمل أصبح تلك الفتره لا يراه حرفيا ... فالعمل به الكثير من المشاكل وهو يحاول أن يسد الثغرات وأيضاً أن تظل الشركه على مستواها المعروف فى السوق ... وأيضاً بعد غياب أخيه أصبح حال الأرض الزراعيه غير مفهوم لولا جهد تمام معهم لا يعلمون ماذا كان حدث ... وتجهيزه للبيت الذى سيسكن فيه هو ونجاة مجهود أخر يضاف إلى كل ذلك ... لذلك يبدوا الإرهاق جلى على وجه
دلف إلى الغرفه بعد أن أصدر صوت بعصاه على الأرض ليرفع كامل وجهه عن الأوراق ينظر إلى والده ليبتسم إبتسامه صغيره وهو يقف على قدميه ويشير إلى الكرسى الذى وقف عنه الأن قائلا
- أهلا يا بابا أتفضل
ليجلس عثمان على إحدى الكراسى أمام المكتب وهو يقول
- أقعد يا بنى مكانك أنا قعت خلاص
ليجلس كامل ينظر إلى والده باهتمام ثم قال
- تشرب أيه يا بابا
ليرفع عثمان يده نافيا وهو يقول
- ولا حاجه يا حبيبى ... أنا جاى النهارده علشان أقولك أنى معاك شوف محتاج منى أيه أعملوا
ليقف كامل سريعاً وجثى أرضاََ بجانب والده يقبل يده بإحترام وهو يقول
- ربنا يباركلنا فى عمرك يا بابا ... أحنى كلنا إللى تحت أمرك شوف أيه الصح وأحنى نعمله
ليبتسم عثمان بفخر وهو يقول
- يا أبنى أنا بعيد عن الشغل من زمان والبركه فيك .... قولى أيه أقدر أساعد بيه وخصوصاً أن كلها عشرين يوم وتاخد أجازة شهر العسل .
ليخفض كامل رأسه وهو يبتسم بأستخفاف دون أن يلاحظه والده وعقله يردد أجازة شهر العسل كيف ذلك ولقد عاد إلى نقطه الصفر مع نجاة تذكر ما حدث أخر مره رأها منذ شهر تقريباً
حين ذهب إليها فى عادته الجديده أن يذهب إليها كل أسبوع صحيح لم يكن بينهم كلام من النوع المفهوم ولكن على الأقل كان هناك نوع من الأتصال نشاء بينهم وأيضاً إحترام متبادل ولكنه خرب كل شئ حين كانوا يجلسون فى إحدى المطاعم الكبيره وتركها لثوانى وذهب إلى الحمام وحين عاد وجد رجل يتحدث إليها أقترب منهم ليسمعها تقول
- أكيد طبعاً فاكره ... الأيام دى متتنسيش
لم يتمالك نفسه وذكرى مشابهه تتجلى أمامه .. ليمسك ذلك الرجل من ملابسه وقام بضربه وهى تصرخ أن يساعدها أحد وتطلب منه التوقف كانت شياطينه تصور له خوفها على ذلك الرجل فيزيد من ضربه وحين أبعده الناس عن الرجل أقترب منها ليقول بغضب أعمى
- كنت عارف أنكم زى بعض الخيانه بتجرى فى دمكم أنتى أيه هو أنا مش مالى عينك
ظلت تنظر إليه بعيون باكيه ولكن يملئها الكره والحقد وتركته وغادرت وهى تتصل بأخيها الذى حين علم ما حدث سافر إليه فوراََ واقتحم مكتبه وظل يضربه بقوه ثم وقف ينظر إليه من علو وقال
- إللى كان واقف معاها ده الدكتور إللى كان بيعالجها بعد وفاة بابا ... وأساساََ قد أبويا الله يرحمه فى السن ... والأيام إللى ما تتنسيش وقت ما كانت أوقات كتير من عصبيتها بتكسرله العياده
تحرك خطوتان إلى باب ثم قال
- كنت فاكر أنك راجل بجد أقدر أئتمنك على أختى لكن للأسف طلعت غلطان ... مشفكش قريب منها أنت فاهم .
وغادر ليعتدل كامل و ظل جالساََ مكانه يستند بظهره إلى مكتبه ينظر إلى الباب المفتوح الذى غادر منه رحيم وكلماته ترن داخل أذنه و تلك الذكرى المؤلمه لا تريد أن تغادر رأسه
حين تخرج من جامعته وبدأ العمل فى شركة العائله أراد أن يذهب إليها حبيبته التى آسرت قلبه من أول لحظه وقعت عينه عليها رقتها ودلالها بغير إصطناع ... خوفها عليه وأهتمامها به ... حبها الكبير الذى تظهره طوال الوقت تذكرها إليه دائما ... تلك الهدايا التى كانت تحضرها له بأستمرار رغم بساطتها الشديده كانت تسعده جداََ ... هى من علمته الكلمات الرقيقه والغزل ... هى من علمته كيف يحضر هديه لفتاته تسعدها كثيراََ ... أبتعد عن جميع زملائه لأنهم كانوا دائما يطلبون منه الأبتعاد عنها بسبب خوفهم عليه ... وكانت تخبره هى أنهم يشعرون بالغيره منه .. وأن أحدهم حاول التقرب منها ليبتعد عنهم جميعاََ وأصبح لها هى فقط مكتفى بها عن العالم
نظر إلى ملابسه وهو يقف عند باب الجامعه وأبتسم مؤكد سيخطف قلبها من جديد ثم أخرج تلك العلبه الصغيره التى فى جيب بنطاله ليتأكد منها أول هديه لها من راتبه ومن عمله أعاد العلبه الصغيره إلى مكانها و دلفَ إلى الجامعه يعلم أين يجدها فهى دائما تخبره أنها تظل جالسه فى المكان الخاص بهم وصل إلى هناك ليجدها تجلس مع إحدى الشباب لم يهتم للأمر فى البدايه ظنناََ منه أنه إحدى زملائها ولكن حين أقترب سمع الشاب يقول
- يا مها لازم توقعيه بجد بقا وتخليه يتجوزك ده عيلته كبيره جداََ والفلوس عندهم أكوام ... وأنتى عارفه أن أخوكى أشفور على الأخر
لتنفخ هى بضيق ثم قالت
- يا رامى أرحمنى بقى ... ده أنا مصدقت أنه أتخرج ونزل من على دماغى أنا بحب على إبن خالى ومعنديش إستعداد أتجوز إلى أسمه كامل ده ... وبعدين مش كفايه رؤوف إللى قلبته فى ميت ألف جنيه ومشفتش منهم غير ملاليم .
ليقول لها أخيها بتبجح
- ما أنتى يا أختى إللى طلعتى كسبانه من سى كامل ده ده جايبلك شوية دهب عمرك كله ما كنتى تحلمى بنصه .
لم يعد يتحمل أن يستمع أكثر من ذلك ولم يستطع أيضاً مواجهتها ... لم يستطع رؤية الجشع والطمع فى عيونها ... إن يرى شخص آخر غير مها حبيبته الرقيقه
ومن وقتها وهو يرى الجميع مها حتى آفاقه رحيم بكلماته ولكماته أيضاً
أنتبه من أفكاره على صوت والده يسأله
- ها يا كامل عايزنى معاك هنا فى الشركه ولا أشوف الأرض الزراعيه أحسن
ليبتسم كامل وهو يقول
- ليك فى الحسابات
ليضحك والده وهو يقول
- مكنتش أحب أتأخر عليك والله بس مليش .
ليهز كامل رأسه وهو يقول
- يبقى تشوف الأرض أفضل لأن تمام كمان على آخره .
••••••••••••••••••••♪••••••••••••••••
وصل تمام بيت الوريدى حتى يأخذ ورد لترى الجناح الخاص بهم ... جلس أمام نعمان ينتظرها حتى تجهز أبتسم نعمان وهو يرى تمام ينظر كل لحظه و أخرى نحو الباب ليقول نعمان بهدوء
- أنا كنت عايز أقولك على حاجه
لينظر له تمام بأهتمام وقال
- طبعا أتفضل .
ليبتسم عمران وهو يقول
- أنا مش هوصيك على ورد لأنى عارف ومتأكد أنك مش محتاج توصيه ... بس كل إللى عايز أقوله أنك هتواجه معاها صعوبه فى حاجات كتير ... محتاج منك صبر وطولة بال
ليبتسم تمام بحب وهو يقول
- صدقنى مفيش صعوبه ... كل إللى ورد محتاجاه أنا جاهز بيه مهما كان وده وعد منى .
نظر إليه نعمان بفخر حقيقى من ذلك الرجل الحقيقى بكل معنى الكلمه
حين حضرت ورد وقف تمام ينظر إليها بحب ثم قال لنعمان
- ساعتين وهرجعها
ليبتسم نعمان إبتسامة ثقه وهز رأسه بنعم
كانت تجلس بجانبه فى السياره صامته وخجله ... وربما خائفه أيضاً هو يحاول تجنب تلك الفكره الأخيره نظر إليها نظره سريعه وهو يقول
- طمنينى عليكى يا ورد
ظلت صامته تنظر إلى الأمام حتى ظن أنها لم تسمعه وكاد أن يكرر سؤاله ولكنها أجابت بصوت ضعيف
- كويسه .
- الحمد لله يارب ديماََ تكونى كويسه وبخير .
نظرت إليه بأنشداه ليبتسم وهو يقول
- أنا عملت تعديلات حلوه أوووى فى الجناح عايز أخد موافقتك عليهم وتحددى ألوان الحيطان ... وتختارى كمان الفرش .
كانت تشعر أنها داخل دوامه من الأفكار ... كيف ومتى أصبح لها رأى ... متى كان يسألها أحد ماذا تفضل وما تكره... من كان يهتم بأخذ رأيها فى أى شئ مهما كان بسيط ... والأن يأتى ذلك الرجل بكل تلك الهيبه يخفض لها جناحه ويتعامل معها بنديه ويعطيها مساحه خاصه لها ... ويظهر أحترامه لكلماتها وأرائها ومشاعرها
كان يشعر بما يدور داخل عقلها... فصمت حتى يعطيها مساحتها كافيه فى أستيعاب كل ما يحدث ... تنهد وهو يفكر حقا لا يفهم لماذا تشعر بكل تلك الضئاله فماذا يقول هو عن نفسه ... أنها ناعمه رقيقه ... كورده جوريه تساقطت عليها قطرات الندى لتشع رائحتها العطره تملئ المكان
حين وصلا بيت النادى كان أستقبال الجميع بها حافل وسعيد ... أندهشت حين رأت علياء بالنقاب ولكنها أيضاً فرحت لها كثيراََ حيث أنها شعرت براحتها النفسيه بارتدائه رغم ذلك الحزن الساكن مقلتيها
وبعد أن تناولت معهم الضيافه بخجل كاد أن يقتلها ها هى تقف فى ذلك المكان الذى من المفترض أنه سيكون بيتها .... تنظر فى كل الأتجاهات أقترب منها وهو يقول
- أحنى واقفين فى الصاله
لتنظر إليه بتركيز ليمسك يدها وسحبها خلفه لتشعر بالأرتباك والتشوش... وكان هو يشير بيده الأخرى إلى تلك الغرفه التى يقفا على بابها
- ودى أوضة الأطفال لأن حجمها مش كبير أوووى زى الأوضه التانيه
هزت رأسها بنعم ليتحرك بها ويقف عند الباب الأخر وهو يقول
- ودى بقا الأوضه الكبيره أوضة النوم يعنى ... وفيها كمان بلكونه .. ناوى أحطلك فيها مرجيحه أيه رأيك
ظهر الأندهاش مختلط بالسعاده ليبتسم بسعاده وهو يأخذها إلى المطبخ التى وقفت فيه تنظر إلى جدرانه بسعاده وهى تتخيل اليوم الذى سيكون ذلك المكان مملكتها الخاصه ... ولكن هل تمام سيظل هكذا .... أم سيتغير ويصبح قاسى ومؤلم
كان يتابع كل تعابيرها حتى وصلت إلى خوف وأرتجاف ليقترب منها بهدوء وهو يقول
- ده بيتك ... وكرماََ منك هتسمحيلى أعيش معاكى فيه ... هتقبلى أنى أكون من رعايه الملكه جوه مملكتها
كانت حقاََ تشعر بالتخبط ولكنه لم يسمح لها بالأستمرار فى هذا فسحبها لتجلس على تلك الكراسى الخشبيه فى إحدى جوانب الصاله وبيده كتاب كبير حين فتحه وجدته كتالوج به أرقى الأثاث لتنظر له باستفهام ليقول بأبتسامه
- أختارى إللى يعجبك
حائره خائفه قالت بتوتر
- مش هعرف عمرى ما أخترت حاجه لوحدى أختار أنت وأنا موافقه على إللى تختاره .
أخفض رأسه ثم قال
- لا أنتى إللى هتختارى وأنا إللى هوافق على أى حاجه تختاريها لأن ده بيتك أنتى مملكتك
لم تكن تتوقع أن تستطيع الأختيار .. وكان هو يشجعها ويوافق بسعاده على أختياراتها .
كانت عائده إلى البيت وهى سعيده لأول مره تشعر بتلك السعاده وحين غادرت السياره تنهد هو بسعاده يعلم أنه أستطاع أختراق دواخل
نفسها وأقترب منها قليلاً ولكنه أيضاً يعلم أنه لم يحل المشكله بعد وأن الطريق مازال طويل
