رواية عشق الرجال
الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون
قبل موعد زفاف أحفاد عائلتى الوريدى والنادى حضر حمزه بالأمر من والده رغم محاولته
الهروب من ذلك والحضور يوم الزفاف لكن والده أصر فتحجج بالعمل ولم يحضر أمس ولكنه
ها هو الأن ... فهو صادق حقاََ هو مشغول جداََ فهو الأن يتابع حركات الأسدى بنفسه ... ويتابع حركات دخول وخروج الأموال له ... وأيضاً حركات
سعد وما علمه كان صادم حقاََ ولا يعلم كيف يخبر سليمان وراشد هل يظل صامت لماذا
دائماً تكون النساء بتلك القسوه .. ولكن هل خطأ علياء مثل خطأ تلك العفاف ... رفض قلبه وعقله ذلك وبشده وهذا
يحدث لأول مره منذ أكتشف ما حدث ... ولكنه مازال غير قادر على مسامحتها ...
ولا يعلم كيف ستكون حياتهم معاََ ... ظل يفكر فهو لا يعلم ما هو التصرف الصحيح يريد ان يسأل شخص ما ولكنه لا يعلم من هو ذلك الشخص
وصل البيت الكبير وطول الطريق يرى التجهيزات للعرس الكبير .
••••••••••••••♪•••••••••••••••.
دلف ينظر اليها بحزن .... فهى من يوم خاصمته وتبدلت حالتها تماماََ ... صامته وحزينه ولا تقوم بنشاطها اليومى من الرياضه والقراءة ... يظل يقص
عليها أخبار عائلتها أحياناََ تبتسم وأحياناََ تحزن وأوقات أخرى تبكى ..
. حتى أخبرها من أسبوع أن أولاد عمها جميعاََ سيتزوجون أخر الأسبوع ... ذاد حزنها ولكنه
اليوم قرر أن يكسر ذلك الحزن أنه قد خطط لها مفاجئه من النوع الثقيل
أقترب منها وجلس بجانبها صامت لم تنظر إليه ولم يتكلم هو
وبعد عدة دقائق قالت بألم
- هو جدى نسى بابا ونسينى ... علشان كل ولاد عمى يتجوزو بعد بابا ما مات .. وأنا هنا فى المستشفى
لم يجيبها ولكن صوت أخر تحبه بشده يقول
- حسن جرح قلبى الكبير ...أبنى الصغير الحنون الطيب راح غدر ووجع قلبى وأنتى يا بنتى
صمت لثوان وكانت هى تنظر إليه عبر هاتف رحيم باشتياق وحزن ليكمل هو قائلا
- بسبب خوفنا عليكى محدش فينا بيقدر يجيلك ورحيم هيشرحلك كل حاجه . ... تفتكرى يا بنتى سهل عليا أخسر أبنى ومراته وأبنه مره واحده كده حتى إللى باقيلى من ريحته مقدرش أشوفها .
صمت لثوانى كانت هى تبكى بقوه شوقاً لذلك الحضن الكبير ... وأيضاً من يذكرها بوالدها حنانه وطيبته وأيضاً ذلك الشبه الكبير بينهم .
أبتسم لها بحزن وهو يقول
- خلى بالك من نفسك ... ولما رحيم يفهمك كل حاجه لو حبيتى كلمينى تانى يا بنتى .
وأغلق الهاتف لتنظر لرحيم باستفهام ليقول لها بهدوء
- عايزه تعرفى
لتهز رأسها بنعم .... ليقص عليها كل ما حدث من وقت الحادث وكيف أنقذها... من الأنفجار ... ثم محاولة قتلها فى المستشفى والمراقبه القويه الموجوده على الجميع وعليها وتلك الخطه الذى قام بها بوضع إحدى الفتايات ذو الحاله المستعصيه فى قسم الحالات المستعصيه بدل عنها ونقلها هى إلى مصحه أخرى بالأتفاق مع الشرطه وخاصه حمزه وعند ذكر ذلك الإسم وقفت وهى تحتضن دميتها بقوه وقالت
- انا عايزه أقابله
•••••••••••••••••••♪••••••••••••••••••
كانت تقف أمام النافذه تفكر أنه لم يتصل بها منذ أكثر من أسبوع جسدها يشتاق إلى لمساته وهمساته الساخنه لفت ذراعيها حول جسدها وأغمضت
عينيها تفكر فيه ثم إلتفتت تنظر إلى منصور النائم باستسلام فمنذ عودته من المستشفى
وهو في حاله هدوء غريبه لا تفهمها حقاََ ... هزت رأسها لتخرج منها تلك الأفكار غير مهم أن
يكون هادئ أو لا لا يهم .....أنها تريد التخلص منه لابد أن تكون لسعد فقط
ظلت تفكر فيما ستفعل حتى وجدت الفكرة التي ستريحها منه وفى أسرع وقت وتتفرغ لعشق حياتها
•••••••••••••••••••••••••••••.
في اليوم التالى كانت ليلة الحناء وجميع الفتايات يشعرن بسعاده كبيره وأجتمعت سيدات وفتيات البلد يقومون بتجهيز الفتايات بملابس مبهجه وسعيده
في منزل الوريدى .... وكان الشباب يجتمعون في منزل النادى وتجمع بعض أصدقائهم معهم
حين وصل رحيم ومعه فتاه منتقبه فهو لم يستطع تركها هناك بمفردها خاص بعد طلبها مقابلة حمزه وبعد أن تحدث مع قادة حمزه وحصل على الموافقه
أتصل بالحج نعمان وأخبره ومنعه من إخبار أى شخص ....ذهب مباشرةََ لبيت آل النادى حتى لا يكون حضورها على بيت الوريدي مباشرةََ غريب
وحين علم بوجود أمه وباقى نساء العائلة فى بيت الوريدى أخذها وذهب إلى هناك ليعرف الجميع عليها على أنها غنا خطيبته ...رغم غرابة الوضع
ورفضه ورفضها رفع النقاب عن وجهها إلا أنهم جميعاََ رحبا بها بشده وبعد مغادرة رحيم بدأت الفتايات في الأحتفال الذى لم يكن صاخباََ ولكنه جميل ومبهج.
•••••••••••••••••••••••••••••••
ذهب أهل البلد جميعهم كل إلى بيته وأتصل الحج نعمان بالشباب وطلب منهم الحضور وأيضاً حضور عمران وعبد العزيز وحسان .....وحين أجتمع الجميع وقف رحيم وهو يقول
- في حاجه عايز أقولها للجميع أحنى دلوقتى كلنا أيد واحده وعيله واحده ...وإللى بيصيب أى فرد فينا بيكون صابنا كلنا علشان كده إللى هيتقال هنا دلوقتى مينفعش كلمه منه تخرج برا جدران البيت ده .
كان الأندهاش يظهر جلياََ على ملامح الجميع ما عدا نعمان الذى كان يجلس بصمت وهدوء ليكمل رحيم بعد أن تحرك نحوها وقال
- أنا عايز هدوء مهما كان إللى هتشفوه صادم أو مفاجئ
- ثم نظر لحمزه وقال
- ماشى يا حمزه
قطب حمزه حاجبيه بأندهاش ولكنه هز رأسه بنعم
ليقف رحيم أمامها مباشرةََ ورفع النقاب
ليقف حمزه ينظر إليها بصدمه جعلت قلب علياء يقع أرضاََ ...و شهقت الفتايات ولكنهم كتموا
شهقتهم بيدهم وركضوا إليها يحتضنوها بحب وكذلك زوجتى عمها وأقترب عثمان والدموع تترقرق فى عينيه يضمها بقوه
وحزن لم يستطع نعمان الوقوف على قدميه ولكنه ترك عصاه تسقط أرضاََ وهو يفتح ذراعيه
لها لتركض إليه تختبئ داخل حضنه تبكى بصوت عالى تخرج كل ما بقلبها وهو أيضاً بكا البكاء الذى لم يستطيع بكائه سابقاً
وكان الجميع يشعر بالحزن والشفقة على تلك الجميلة البريئه وما حدث معها وذلك الكهل الذى تعذب بوافاة ولده وحرمانه من حفيدته قهراََ
ليقترب حمزه من رحيم وقال بعصبيه
- أنت أتجننت أزاى تجيبها هنا
- ليقاطعه رحيم قائلاََ
- - أولا أنا أخدت الأذن من القائد بتاعك ... ثانيا مسك عايزاك
رغم فهمها ما يحدث ومعرفتها من تلك الفتاه ولماذا صدم حمزه حين رائها لكن قلبها غير مرتاح وتشعر بنار تحرق قلبها
نظر حمزه إلى مسك وقال بأحترام وهدوء
- أنا تحت أمرك أأمرى
نظرت إليه بخوف ثم قالت
- أنت الظابط حمزه
ليهز رأسه بنعم لتقول هى
- عايزه أتكلم معاك لوحدنا
ليقف نعمان وهو يقول
- طيب يا بنتى أنتى قاعده معانا كام يوم وهو كمان هيفضل هنا علشان هو عريس وبكره الفرح ....خلى الكلام يتأجل كام يوم بس
نظرت مسك إلى جدها وهو تشعر بالحيرة من داخلها ولكنها هزت رأسها بنعم
ولكن رحيم لم يستطع السكوت وتأجيل ما يريد فأقترب من نعمان ينظر إليه بثقه وقوه وهو يقول
- أنا طالب أيد مسك
- لتعلوا الشهقات مره أخرى ولكن تلك المره منها المستعجبه والسعيدة والمتعجبه ومنها المصدومة
لينظر نعمان إلى رحمه يجدها تنظر إلى مسك بنظرات سعيده متعجبه مصدومه ومندهشه ليبتسم وهو يقول
- يا أبنى أنت قبل ما تتكلم مش تاخد رأى عيلتك
لييتسم رحيم وهو يقول دون أن ينظر خلفه
- جدى مبسوط ....وخيلانى ميفرقش معاهم ....وبنات العيله معندهمش مانع والشباب فرحانين فيا ....ونجاة حاسه بالأندهاش علشان انا مقولتش
لحد لكنها موافقه ....أمى بقا من جواها بتقول وأخيرًا يا رحيم ...وعيونها تنظر لمسك قائله بقى
أنتى بقى إللى هتاخدى أبنى منى ....وقلبها بيردد المعوذاتين علشان ربنا يحميها من شر العين
كان نعمان ينظر إلى الوجه الذى يذكره ويجد فعلاً ما قاله وحين أنتهى من الكلام ضحك الجميع بصوت عالى ليجثوا على ركبه واحده بعد أن نظر إلى والدته وهو يقول
- حفيتك حلوه أوووى وأنا إنسان مش قديس .. جوزهالى بقا ... ليضحك الجميع من جديد وأقتربت رحمه من مسك وضمتها برفق ليرق قلبها
وتنزل دمعه خائنه من عينيها ليظل الجميع صامت ينتظر رأى نعمان الذى كان يتابع تعابير وجه مسك السعيدة ولكنها أيضاً بها خوف و رهبه
ليقف على قدميه يحتضنها بقوه وهو يقول
- أيه رأيك يا حبيبتى
كانت هى تشعر بسعاده كبيره من طلب رحيم فهو أغلى شخص فى حياتها الأن ولكنها أيضاً تشعر بالحيرة لماذا طلبها الأن أنه فعل الكثير معها لمجرد أن حياتها بخطر وأن عائلتها صديقه لعائلته وأيضاً أبن خاله الضابط
المسؤل عن القضيه هل من الممكن أن يكون لحمايتها من شئ جديد ولذلك طلب يتزوجها و عند تلك النقطه شعرت بالضيق ولكنها فكرت هل تستطيع
الأبتعاد عنه وجدت قلبها يؤملها فأغمضت عينيها ثم نظرت إلى جدها وهزت رأسها بنعم
ليقف رحيم سريعاً وهو يقول
- مبروك عليا
ليقترب منه الشباب جميعاََ يباركون له وكذلك الفتايات أقتربن من مسك ثم الكبار بالعائله
وقرروا أن عقد القران غداََ دون إعلان والإشهار يكون بأسم غنا حتى لا يعلم أحد بوجودها
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
لم يترك نعمان مسك من يده ظلت بجانبه يحتضنها ويشم رائحتها يرى صغيره بين عينيها وتمسك بأن تنام معه فى الغرفة
كان الجميع يشعر بالسعادة فاليوم كان سعيد ومبهج ونهايته ولا أحلى ولكن كان هناك زوجان كل منهم به ما يرهق روحه وقلبه
هو يفكر فيما تريده مسك منه وأيضاً زواجه من علياء غداََ وكيف ستكون حياتهم معاََ هو اليوم كان يشعر بشعور غريب ومختلط يريد أن يرفع ذلك
الغطاء عن وجهها ويرى علياء حبيبته وأيضاً يريد أن يهينها أن يجرحها أن يعيد من كسر روحها وجرحها بها كما هو تجرحه روحه وتعذبه
وكانت هى تبكى بصمت لقد تأكدت اليوم بدون شك أو إحتمال لقد خسرت حمزه لقد لاحظت إتصالات كثيره تصل إليه وذات مره لمحت أسم فتاه .
....بكت بقهر من جديد وكانت تفكر كيف ستكون حياتها معه وهل ستظل تدفع تمن ذلك الخطأ طوال حياتها .. ألن يكون هناك رحمه أو شفقه بها
••••••••••••••••••••••••••••••••••••.
وكان هناك أيضاً من خاصمه النوم ليدلف إلى النافذه الكبيرة ينظر إلى السماء وهو يتذكر حين رآها اليوم بعد كل تلك المده الذى حرم من رؤيتها فيه كان بداخله أكثر من شعور إحساس برغبه قويه فى الذهاب إليها
وضمها بقوه وشعور أخر بالرغبه في أستفزازها ليرى تقطيبه وجهها ويرى رغبتها في رد الصاع صاعين له ومناكفته ....كان يريد أن يعتذر منها ويقبل يدها حتى تسامحه وشعور أخر برغبته فى ضربها وقول لها
((ليه ....ليه خلتينى أعيش اللحظه دى ...ليه رجعتيلى شعور الخيانة و ألم طعنة الظهر ))
أغمض عينيه وأخذ شهيق قوى أخرجه ببطء في محاوله لتهدئه روحه ونفسه
وكانت هي تشعر بالقهر فما عاد هناك وقت أو إمكانيه فى تركه كم من مره طلبت من رحيم أن يخبر جدها بما حدث وأن يساعدها فى التخلص منه ولكن رحيم ظل يماطل حتى وجدت نفسها لا يفصلها عن أن تكون معه فى بيت واحد سوى سويعات قليله
كانت تفكر كيف ستكون حياتها مع ذلك الشخص الهمجى الشكاك والتى تجزم وبأغلظ الإيمان أنه لا يحبها تنهدت بهم وهى تنظر إلى السماء من نافذة غرفتها وهى تردد
- يارب ريح قلبى وروحى ... يارب أنا بجد تعبت أوووى أووووى
•••••••••••••••••••••••••••••••••.
كان يجلس فى غرفته بعد عودتهم من منزل الوريدي أن قلبه ينبض بقوه فا وردته كانت اليوم تخطف الأنفاس حقا أنزل قدميه عن السرير ووقف أمام النافذه الكبيرة ينظر إلى القمر فى السماء والنجوم حوله وكأنه الملك حوله حاشيته ليتجسد أمام عينيه القمر على شكل وجه ورد ليمسك هاتفه وأتصل بها ليقول حين سمع صوتها الناعس
- معقول القمر ساب مداره ومكانه المميز فى وسط السما وبكره هيكون فى بيتى ينور ليا حياتى لم تستطع الرد على تلك الكلمات ليكمل هو
- أوعدك أنى أصونك وأعوضك عن كل حاجه فاتتك أوعدك أكون سندك و راجلك أوعدك أكون ديماََ ليكى مش عليكى لم تجيبه أيضاً ليقول
- مش مهم أنا مش عايز أسمع حاجه دلوقتى بس أوعدك أن فى يوم أنتى إللى تقوليلى الكلام الحلو
••••••••••••••••••••••••••••
فى صباح اليوم التالى كانت جميع البلده تعمل على قدم وساق فاليوم زفاف سبع شباب من شباب البلده هم فخرها و زينتها خاصه بعد أن علموا جميعاََ بعقد قران الدكتور رحيم على تلك الفتاه التى حضرت معه أمس خاصه وهى يتيمه لا أهل لها ويود أن تكون وسط عائلته الكبيرة
فى الصباح الباكر خرج كامل من المنزل ونزل العاصمة أراد شراء شىء ما وعاد فوراً وقف أمام منزل النادى وطلب مقابلة رحمه دون إخبار نجاة عن وجوده .....وحين وقفت أمامه أنحنى ليقبل يديها وقال وهو يمد يده بما أشتراه
- لو سمحتى يا أمى ممكن تخلى نجاة تلبس ده فى الفرح
أبتسمت له بسعاده وقالت
-عيونى حاضر تعيش وتجبلها
قبل يديها من جديد وهو يأكد عليها
- بس أرجوكى بلاش تعرف أنى أنا إللى جبته دلوقتى
هزت رأسها بنعم ليغادر هو سريعاً
وفى المساء كان جميع أهل البلده فى الصوان الكبير للعرس وكانت الفتايات يشبهن الملائكه بفاستينهم البيضاء وحجابهم وكانت مسك وعلياء بنقابهم مثل الملاك
وكان الشباب جميعاََ يرقصون مع شباب القريه وأصدقائهم فاليوم مميز حقاََ
وكان الجميع يشعر بالسعادة وكان هناك من الفتايات من تفكر كيف ستكون حياتها مع حب عمرها بعد غلق باب واحد عليهم وخاصه بعد ما حدث
وكانت ورد تشعر بالحيرة هل سترتاح حقيقى وتشعر بالأمان وترتاح روحها
ومسك كانت سعيده رغم عدم إدراكها لما يحدث حقاََ
أما حسناء كادت تقفز من السعادة وترقص فرحاََ فاليوم ستجتمع بحبيبها الوحيد وتعيش معه السعادة التى تمنت
ونجاة كادت أن تبكى أنها تكره ولا تعلم كيف تتعامل معه
وعند فدوى كان قلبها يقفز ويذهب ويحتضن حبيبها التى كان الوصول إليه حلم مستحيل
أما حور فكانت حقاََ تشعر بالسعادة وأخيراً هى وعصى القلب فى منزل واحد وسوف تقوم بتعديله وأعادة هيكلته وسوف تجعل منه الرجل الذى تمنت
أنتهى العرس وذهب كل إلى منزله وأخذ كل شاب منهم فتاته وأنطلقوا إلى بيت الزوجيه ليبدأو حياتهم
وكان راشد يشعر بالسعادة قد صنعت له جناحان يجعلانه طائر فوق السحب الوردية دون أن يشعر أن هناك كارثه تنتظره عند باب جنته سوف تقلب حياته رأسا على عقب
الفصل السادس والعشرون
وقف تمام على باب الجناح بعد أن ودع أهله بالأسفل ينظر إليها بحب وكانت هى تنظر أرضاََ بخجل لينحنى ويحملها مره واحده ودون أى مقدمات لتنظر إليه بخجل وتلونت وجنتاها بالأحمر القانى وهى تقول
- نزلنى لو سمحت
ليبتسم وهو يقول
- لو أطول أفضل شايلك العمر كله ..... أنا من النهارده كل هدفى فى الحياه أنى أسعدك
كانت تنظر إليه باندهاش ليسير بها من باب الجناح مروراََ بالصاله الكبيرة ثم دلف إلى غرفه النوم ليجلسها على السرير وجلس بجانبها ينظر أرضاََ و كانت هى تنظر إليه بأندهاش ممزوج بإعجاب ليقول دون أن ينظر إليها
- تعرفى أنا بقالى قد أيه بحلم باليوم ده ....بقالى أكتر من أربع سنين
نظر إليها يتأمل ملامحها التى يعشقها ملامحها الذى يحفظها كظهر يده ...رفع يده يلمس وجهها برفق ثم قال
- عيونك حبايبى ...تعرفى أنى كنت بتمنى أشوف إنعكاس صورتى فيهم ...زى ما أنا بتمنى تشوفى قلبى المحفور فيه صورتك
كانت تستمع لكلماته وكأنها طوق نجاه ...أمل يرتسم أمام عيونها يعيد إحياء أرضها التى تشققت وجفت من قلة الأرتواء من الحب و الأهتمام وقف أمامها وهو يقول
- يلا قومى أتوضى وخلينا نصلى ركعتين لله علشان ربنا يوفقنا فى حياتنا
أبتسمت إبتسامه صغيره ووقفت لتتوجه إلى الحمام وبعد أن دلفت إليه أغمض هو عينيه وتنهد بحب وراحه وأخيراً حلمه قد تحقق وأصبحت له فى بيته ملكه على حياته
وكانت هى تقف داخل الحمام تنظر إلى المرآة وأبتسمت بسعاده أنه حقاََ طيب القلب عطوف ومحب متواضع يتعامل معها بلين وهواده تذكرت كلمات والدتها لها أمس
(( تمام راجل بجد راجل طيب وحنين ... مش شبه أبوكى أتعاملى معاه بفطرتك وطبعيتك خليكى زوجه وحبيبه وصديقه .... خليكى ديماََ الدفا والحنان ما تبخليش عليه أنك تكونى راحته صدقينى يا بنتى تمام هيكون كل دنيتك وهيسعدك .....لأنه بيحبك ...ولأنك طيبه ))
أغمضت عينيها وهو تعد ربها قبل نفسها أن تبذل كل ما بوسعها لتسعده وتكون ونعم الزوجه له رغم خوفها وأرتعاش قلبها فكل ما عاشته لمده عشرون عام مؤكد لن ينمحى بسهوله ولن يكون كل شىء طبيعى ولكنها ستحاول لابد أن تحاول
خرجت من الحمام تنظر فى جوانب الغرفة لم تجده أرتدت إسدالها ووقفت فى مكانها تنتظره لتجده يدلف إلى الغرفة و بيده حامل كبير عليه طعام العشاء التى حضرته والدتها
وضعه على الطاولة ووقف أمامها لتنظر إليه بأندهاش كان يرتدى بنطال بيتى أسود و تيشرت رمادى أنه يبدوا وسيم بشكل يؤلم القلب ظلت تدور بعينيها عليه بإعجاب لم تستطع إخفائه كان هو سعيد بتلك النظرات ويكاد قلبه يحلق عاليا من فرط سعادته أقترب منها لتخفض نظرها أرضاََ تتابع قدمه وخطواته التى تقترب حتى وقف أمامها مباشرةََ لينحنى يقبل رأسها ثم أمسك يدها و ذهب بها فى أتجاه سجادة الصلاه الذى فرشها قبل أن يغادر الغرفة ووقفا بين يدى الله وحين أنتهى من صلاتهم نظر إليها بحب وحنان يتدفق منه ليضمها بقوه ثم قال
-أنا مش عايزك تخافى أنا من النهارده كل حاجه أنت تحتاجيها ...أنا عايزك تاخدى عليا وتتعودى على وجودى فى حياتك وكل حاجه هتيجى لوحدها
أبتعدت عنه تنظر إلى عينيه ليربت على وجنتها بابتسامه حانيه وقال
- يلا ناكل بقا لأنى ميت من الجوع
وقف على قدميه وكاد يمد يده لها ليسمعها تقول
- بعيد الشر
ليبتسم بسعاده ومد يده أمامها لتضع يدها فى حضن يديه وهى تشعر بالأمان يحاوطها
•••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقود السيارة بسعاده كبيره عائداََ إلى بيته اليوم هى معه لن يكون بمفرده من جديد وهى أيضاً لن تنتظر حضوره بشك وقلق فهو الأن ملكها ولها
نظر إليها ليجدها تحتضن دميتها وتغرق فى نوم عميق أبتسم من جديد وعاد بانتباهه كاملا إلى الطريق وهو يتذكر كلمات الحج نعمان له
-مسك لسه صغيره خليك رحيم بيها يا رحيم ....خدها بالهداوه و براحه ...ويومين و أرجع بيها على البلد أنا مشبعتش منها
عاد من أفكاره على همهمات منها لا يستطيع تفسيرها ولكن أسم حمزه ظاهر بوضوح فيها جعله يقطب جبينه وهو يفكر ما هذا الشىء التى تود التحدث فيه مع حمزه حتى أنها تحلم به
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وصل عامر و فدوى إلى منزلهم وهو يمسك بيدها طوال الطريق يقبلها من وقت لآخر وهى تحتضن يده بحب و عينيها لا تفارق وجهه تتشرب ملامحه التى تعشقها بشده والتى كانت بطله أحلامها لسنوات دون أمل أن يكون لها حق فيها يوما
وصلا أمام بيتهم الذى أختاره عامر أن يكون من طابق واحد وله حديقه صغيره ترجلا من السيارة ليمسك يدها وحاول أن يحملها ولكنها رفضت قائله
- عايزه أدخل بيتنا الجديد وأنا أيدى فى أيدك وخطوتى مصاحبه خطوتك .... علشان تفضل خطوينا للأبد مع بعض
ليدلفا سويا إلى المنزل بسعاده لا توصف ليقفا فى منتصف الصاله ينظر إليها بمشاغبه ثم لف ذراعيه حول خصرها ليحملها ويدور بها وهو يقول
- وأخيراً يا فدوى بقيتى فى بيتى وأخيراً بقيتى من حقى .....انا بحبك يا فدوى بحبكككككك
وكانت هى تضحك بسعاده وهى تلف ذراعيها حول رقبته بحميمية تنظر فى عمق عينيه بعشق كبير ليسير بها وهى بين ذراعيه حتى وصل إلى غرفه النوم ليوقفها على قدميها وهو يقول
- عايزك فى عشر دقايق تكونى غيرتى هدومك علشان نصلى ركعتين لله لأنى عندى كلام كتير عايز أقولهولك من زمان أووووى
أبتسمت بحب وهى تهز رأسها بنعم وتحركت من أمامه لتبدل ملابسها ليأخذ ملابسه ويغادر الغرفة ليترك لها مساحتها
عاد بعد عدة دقائق ليجدها تقف أمام المرآة لتخطف أنفاسه بتلك الغلالة عسليه اللون وشعرها الطويل الذى يصل إلى أخر ظهرها إلتفتت إليه ليقول بانشداه
- سبحان من خلقك وصورك .... معقول الجمال والحلاوة دى ....ده أنا ربنا بيحبنى أووووووى علشان رزقنى بملاك زيك
كانت تستمع إلى كلماته بسعاده كبيره فبرغم معرفتها بحبه الكبير لها إلا أن تلك الكلمات والأن فى تلك الليله لها طعم ومعنى مختلف
كان يود لو يركض إليها ولكنه قال بشىء من الخشونة
— إلبسى أسدالك يا بنت الناس علشان أنا ماسك نفسى عنك بالعافيه.
لتضحك بشقاوة وهى تتحرك لترتدى أسدالها لينفخ هو الهواء بضيق مصتنع ورغبه قويه تشتعل داخل جسده ليتحرك سريعاً يفرش سجادة الصلاه لتقف خلفه ليرفع يده مكبرا وهى خلفه
وكانت تشعر بإحساس مختلف سعيده غير مصدقه لكل ما يحدث
حين أنتهى ألتفت إليها ليجد دموعها تسيل على وجنتيها أقترب منها يمسح دمعاتها بيديه وهو يسألها باهتمام و لهفه
- أيه إللى حصل مالك يا فدوى
لتبتسم من بين دموعها وقالت وهى تمسك يده
- أنا فرحانه أوووى يا عامر ....كل حاجه النهارده مفرحانى ...أنا وأنت فى بيت واحد وصليت بيا حاجات كتير كانت من سنه مجرد أحلام و النهارده بقت حقيقه وأحلى حقيقه
لم يعد يستطيع التحمل لينحنى ويخطف شفتيها بقبله مشتعله بنار الحب لسنوات ... تلك القبله التى فتحت لهم باب الأحلام والسعادة فوق تلك الغيمه الوردية
••••••••••••••••••••••••••••
وصل رحيم أخيراً أمام بنايته لينظر إليها أنها ما زالت نائمه فلقد أسدل النقاب على وجهها بعد أن وصلا لمداخل العاصمة حتى لا يراها أحد
ربت على كتفها برفق وهو ينادى عليها بهدوء لتفتح عيونها تنظر إليه بأندهاش ثم قالت
- هو ...هو أنا فين
ليبتسم برفق وهو يقول
- وصلنا البيت يلا أصحى
أعتدلت وهى تضم دميتها ثم وضعت يدها على وجهها ليقول هو موضحا
- أنا نزلته أول ما وصلنا العاصمة علشان مش عايز أغامر أن حد يشوفك
هزت رأسها بنعم وفتحت الباب ليترجل هو الآخر وأخذ حقيبتها من صندوق السيارة وصعدا معاََ فتح باب الشقه وأشار لها أن تدخل ولكنها ظلت واقفه مكانها تشعر بالخجل أن تبقا معه فى منزله أن تبقا بمفردها رغم كلمات جدها الشارحة للوضع و التى طمئنتها وفى الأساس هى لا تخاف من رحيم هى تطمئن فى وجوده ولكنها حقا خجله
كان يشعر بها وبما يدور فى رأسها ليقترب خطوه وهو يقول
-البيت ده من النهارده بيتك مملكتك الصغيرة وأنا هكون مجرد حارس أمين على مملكتك وحياتك أحميها بحياتى
ظلت تنظر إليه بإعجاب من تلك الكلمات التى تشبه كلمات أبطال الروايات لتهز رأسها بنعم وهى تدلف إلى الداخل تنظر حولها تستكشف المكان الذى كان رغم بساطته إلا أن زوق الأثاث راقى ومميز ليقترب منها وهو يقول
- البيت من النهارده تحت أمرك واى حاجه مش عجباكى بإشاره منك أغيرها
ظلت تنظر إليه ليمد يده يرفع عن وجهها النقاب وقبل رأسها و قال بحب
- تعالى نتكلم شويه
سارت معه وهى تنظر إلى يديه الكبيرة التى تحتضن يدها الصغيرة بحمايه وأمان لتبتسم إبتسامه صغيره أجلسها على الكنبه الكبيرة وجلس بجانبها دون أن يترك يدها ..... ظل صامت لعدة ثوان كان يداعب فيها أصابع يدها كانت هى تتابع حركات أصابعه فوق يدها لمسات حانيه وأيضاً حميميه أغمضت عينيها وهى ترى فيه بطل أخر من الأبطال التى تعشقهم فى الروايات وبعد دقيقه أو أكثر فتحت عيونها حين أستمعت إليه يقول
- مسك أنا عايز أوضح حاجه صغيره وأرجوكى أفهمينى
هزت رأسها بنعم ليكمل هو قائلا
- مسك أنت عارفه أنا عندى كام سنه
هزت رأسها بلا لياخذ نفس طويل ثم قال
- عندى واحد وثلاثين سنه يعنى أنا أكبر منك بحداشر سنه أنا مش بقول أنه فرق كبير أوووى ومش مقبول بس كبير لو عليا فأنا محتاج وجودك فى حياتى بس أنت لازم تتعرفى عليا تكونى مستعده و مستوعبه وعلشان كده
ليقف على قدميه ومد يده لها لتضع يدها فى حضن يده ليأخذها فى جوله سريعا فى البيت ثم وقف أمام غرفتان كلاهما بابها مغلق وأشار على إحداهما وقال
- دى هتبقا أوضتك والتانيه أوضتى خلينا نتعرف على بعض كأننا مخطوبين
لتصفق بيدها وهى تقول بفرح أدهشه بل أصابه بالذهول
- الله زى سفيان ومهيره ( روايه جاريتى ) ماشى ماشى أنا موافقه
وفتحت باب الغرفة تنظر إليه بسعاده وكان هو فى عالم أخر من ذلك السفيان ومن تلك المهيره وما علاقتهم بما قال ظلت تنظر إليه بابتسامه ناعمه وكأنها تنتظر أن يقول شىء ما أو يفعل شىء ما لكنه لا يعلم ما هو ولكنه أقترب منها وقبل أعلى رأسها من جديد ثم قال
- نورتى بيتك يا مسك .... ونورتى حياتى كلها
أغلقت الباب بسعاده وركضت تقفزت فوق السرير وهى تشعر بالسعادة وكأنها تعيش داخل إحدى الروايات
وكان هو يشعر بالحيره هل أخطاء حين تزوجها لكنه لم يعد يتحمل فراقها هو لم يعترف بحبها بعد ولكنه يشعر بالفقد فى يومه إذا لم يراها ...دلف إلى غرفته وأبدًل ملابسه وتمدد على السرير ليفكر بسخريه اليوم عرسه وليلته الأولى مع عروسه وها هو ينام بمفرده وقال
- وكأنى لسه عازب فقر من يومى
و بعدها غرق فى نوم عميق
••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس فى صاله الجناح الذى قام ببنائه فى الحديقة الخلفية لبيت الوريدي وخاصه أن الجميع تزوج خارج المنزل فأراد أن يبقا هو بجوار العائلة فصمم الجناح بغرفتين كبيرين وصاله واسعه ومطبخ كبير
كان يجلس على الكنبه الكبيرة المواجه لغرفة النوم التى تجلس فيها نجاة يفكر فيما حدث بمجرد دخولهم إلى الجناح عاد بذاكرته لعدة ساعات مضت
فتح الباب و أشار لها أن تدخل لتنظر إليه بغضب وكره ودلفت سريعاً تقف فى وسط الصاله تضم نفسها بذراعيها.... أغلق الباب ووقف خلفها لتلتفت إليه وقالت بغضب شديد
- أوعى تفكر أنك بقيت جوزى بقا وليك حقوق عليا أو أنك تقدر تستغل الفرصة بقا وتحاول تلمسنى أنا مش معترفه بيك أصلا زوج
كان ينظر إليها بهدوء ثم قال
- أنا عارف إنك كرهتينى وعارف أنك نفسك تخلصى منى بس أنا هطلب منك طلب
ظلت صامته تنظر إليه بكره ليأخذ نفس عميق ثم قال
- خلينا ندى نفسنا فرصه ...أعرفينى أعرفى عنى كل حاجه ...ساعديني أنسى عقدتى وأحلها وأخف منها ...خلينى أقرب منك وأساعدك تنسى خوفك وتحسى بحب الناس إللى حواليكى ليكى خلينا نمسك أيد بعض نتسند على بعض ونخرج من الحاله السيئة إللى عشنا فيها سنين
ظلت تنظر إليه بكره ولكن نظرتها لانت قليلاً ولكنها لم تجيبه بشىء وغادرت من أمامه ودلفت إلى الغرفه وأغلقت الباب بقوه .....ظل هو ينظر إلى الباب المغلق ليتنهد بهم ثم حل رابطة عنقه وخلع الچاكيت وجلس على الكنبه الكبيرة وها هو على نفس جلسته من وقتها أغمض عينيه بأرهاق ثم خلع حذائه وتمدد على الكنبه وأغمض عينيه يحاول أن يرتاح
وكانت هى تجلس على السرير تفكر بما قاله رغم كرهها له ولوجوده فى حياتها ولكن كلماته منطقيه ولكنها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل هل توافق على كلامه أم تعانده وتبتعد عنه لم تصل إلى حل حتى غلبها النوم بفستانها
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تنظر إليه نظرة شوق وكأنها لم تراه منذ زمن فعصى القلب وأخيراً أصبح معها فى بيت واحد وهو يجلس أمامها ينظر إليها بحب وهناك نظرة مشاغبه وقال
- وأخيراً يا حور بقيتى فى بيتى ...و جاتلى الفرصة أن أخلى المجتمع الذكورى يطلع كل عقده فيكى
لترفع حاجبها بأندهاش وهى تقول
- أنا مستعده أعالج كل عقد المجتمع الذكورى
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- أنا موجود أهو و ورينى كده هتقدرى تحلى عقد المجتمع الذكورى إزاى
وقفت بكل خيلاء بذلك القميص الوردى الطويل بفتحه تصل لفوق الركبه ووضعت يدها على خصرها ليرتفع القميص قليلا لتزداد الفتحة أرتفاعا لينظر إلى ساقها الظاهره أمامه بإغراء يود لو يقترب ويقبلها ولكنه رفع عينه إلى وجهها بصعوبه حين قالت
- أنا أقدر أعمل أى حاجه وكل حاجه أنا حور الوريدى
ليقف أمامها وهو يقول بتحدى
- ياريت متنسيش أنك بقيتى مراتى ... وأى حاجه قبل ما تعمليها لازم أكون موافق عليها
رفعت حاجبيها بعند ليقترب منها بمشاغبه وحاوط خصرها بحميمية جعلت رعشه تسرى فى جسدها جعلتها تغمض عينيها ليقبل جانب فمها وهو يقول
- بقولك أيه ... النهارده ليلة فرحنا أول يوم فى حياتنا الجديده ... تعالى بقا معايا هنقول كلام مهم
لتسير معه ولكنها وقفت فى منتصف الطريق وهى تقول
- بس هنصلى الأول
ليبتسم لها بحب وقال
- أكيد ... علشان أنا عايز حياتى معاكى تكون موفقه من ربنا وتحت رضاه
لتبتسم بسعاده وهى تسير خلفه ليدلفا سويا إلى غرفتهما و أغلق الباب
••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقود سيارته فى صمت تام فهى تخشى أن تتحدث فيثور عليها
وكان هو يفكر كيف ستكون شكل حياتهم ... فمن وقت ما حدث تعاملهم قليل ومقابلاتهم قليله والحجه أنشغاله بعمله و لم يتكلم أو يلومه أحد خاصه مع صمتها ورضاها التى كانت تظهره وأيضاً إيجاد الحجج له
ولكن الأن هى فى بيته أمامه كل يوم حياه مشتركه هل سيثق حين يخرج كل يوم ويتركها فى المنزل بمفردها هل من الممكن أن تكون يوماََ كعفاف تنهد بصوت عالى
لتنزوى هى بجانب الباب ليلاحظ هو ذلك نظر إليها بأندهاش ثم عاد إلى الطريق من جديد وهو يشعر بالهم
وصلا أمام البنايه لتترجل من السيارة وفتحت الباب الخلفى لتحمل حقيبتها كان يتابع ما تفعل بزهول وقفت تنتظره ليتقدم منها لتحمل الحقيبه ليوقفها ويحملها هو دون كلمه منه أو منها
صعدا إلى الشقه وفتحها ودلف إلى الداخل لتدخل خلفه وهى تنظر إلى أرجاء الشقه التى تركتها أخر مره مهدمه ومحطمه أعاد حمزه ترتيبها بأثاث راقى و مميز لم تتخيله يوما وحين أخبروها أنه سيقوم هو بتجديد بيته ظنت أنه سيأتى بأسواء الأشياء ظلت واقفه مكانها تنتظر أوامره وكان هو يتابعها بعينه لا يعلم أيشعر بالسعادة الأن أو يذداد كرهه لها .....أيذهب إليها يضمها ويزرعها بين ضلوعه أم يخرج بها شحنة الغضب والقهر والخوف و الحيره والضياع
أغمض عينيه لثوانى ثم فتحهم ليأخذ نفس عميق ثم تقدم منها ووقف خلفها وقال
- أنت واقفه كده ليه
أنتفض جسدها على أثر صوته وألتفتت إليه تنظر أرضا وهى صامته ليقطب جبينه بأندهاش لتمر عدة ثوان دون رد منها ليكرر السؤال
- بسألك واقفه كده ليه
لتقول بصوت منخفض من الخوف أو خائفه أن يسمعها من الأساس لا يعلم ولكن ذلك جعل بداخله أحساسان مختلفان أولا شعور بالأنتصار وكأنه أخذ منها حقه أو أنه جعلها تشعر بما يشعر هو بالقهر والخوف وشعور أخر يجعل قلبه يتألم وخاصه حين قالت
- مستنيه أوامرك
لم ترفع رأسها لم تقل شىء أخر .... ماذا كان يريدها أن تقول هل أراد منها إعتذار .... وأى إعتذار سيمحوا ما حدث هل أراد منها مثلا توسل وتذلل هل أراد مثلا أن تركع أمامه وتقبل ثرى قدميه فكله يرفض ذلك أين ومتى وكيف سمح هو أن تقوم علياء بتلك الحركات تراجع خطوه للخلف وأخذ نفس عميق ثم أشار بإتجاه إحدى الغرف وقال
- دى أوضتك
تحركت دون أن ترفع وجهها أو أن تزيح غطاء وجهها لتحمل الحقيبة الخاصة بها وتحركت فى إتجاه الأوضه ليوقفها صوته قبل أن تدخلها وهو يقول ما جعل دموعها تسيل
- طبعاً مش محتاج أقول أن أنا متاكد أنى جبت خدامه شاطره وعارفه واجباتها كويس
لم تتخيل هى يوماََ أن تستمع إلى تلك الكلمات منه ولم يكن هو يتخيل أن يسمع منها تلك الإجابة
- أمرك يا سيدى
لتدلف بعدها إلى الغرفة تستند بظهرها إلى الباب وتجلس أرضاََ تبكى بقهر وهى تنظر إلى محتويات الغرفة التى لم تكن سوا مرتبه و وساده وغطاء لتعلم جيدا أن مقدارها لديه كما قال فعلاً مجرد خادمه
وكان هو ينظر إلى الباب بصدمه ماذا قال هو وبماذا أجابت هى أغمض عينيه يشعر بألم قوى ينحر روحه وقلبه ورغم عنه نزلت دمعه خائنه من عينيه ليدلف هو الآخر إلى غرفته ويغلق الباب وكأنه يهرب منها ولكن أين المهرب وأين المفر
••••••••••••••••••••••••••••••••
وصل راشد وحسناء إلى بيتهم وهم فى سعاده كبيره لقد تحقق حلمهم وأخيراً كان طوال الطريق يضمها إلى صدره يقبل رأسها ويديها يعدها بالإخلاص يعدها أن يعوضها كل ما مرت به معه خلال السنه المنصرمه ..... يعدها ألا يجرح قلبها ألا يؤلمها ....وصلا أمام بيتهم ليساعده العم محسن فى الترجل من السيارة فشكره بلطف ثم صعدا إلى منزلهم يد بيد وبيده الأخرى عكازه الذى سيرافقه لفتره قصيره وصلا أمام باب بيتهم لتظهر الصدمة والأندهاش على وجوههم حين وجدو سيده بملابس رثه تجلس أمام باب شقتهم وبين ذراعيها طفل صغير
أقتربا منها وأنحنت حسناء ترى من هى لم تعرفها فوجهها متسخ وشاحب وشعر رأسها قليل وذلك الطفل يبكى بأستمرار نظرت حسناء بخوف لراشد الذى أقترب هو الآخر ونظر إلى تلك السيدة التى كانت نائمه أو فاقده للوعى يشعر أنه يعرفها ولكنه لا يتذكر أين رأها من قبل
حاولت حسناء أن تجعلها تستيقظ حتى فتحت عيونها بإرهاق لتجدهم يقفون أمامها وبحركه لا إراديه ضمت طفلها إلى صدرها بحمايه حتى أستوعبت أين هى ومن يقف أمامها لتحاول الوقوف لتساعدها حسناء حتى وقفت على قدميها خيم الصمت عليهم لدقيقه كامله حتى قالت تلك السيدة لراشد
- حمد الله على سلامتك يا راشد ... و و مبروك
علت الدهشة وجه راشد والصدمة والشك وجه حسناء لتقول تلك السيدة بصوت مجهد
- ممكن ندخل نتكلم جوه .... أنا آسفه والله أنى جيت فى يوم زى ده ...بس أنا مبقاش فاضلى كتير
أقترب راشد ليفتح الباب وأشار إلى حسناء أن تدخل أولا ثم قال موجه كلماته لتلك السيدة الغريبه
- أتفضلى أدخلى
دلفت إلى الداخل وهى ترتعش ألما و برداََ وجوعاََ أشارت لها حسناء على أقرب كرسى لها أن تجلس عليه ولكنها أقتربت منها أكثر ثم جلست أرضاََ أبتعدت حسناء خطوتان للخلف و أقترب راشد سريعاً لتقول تلك السيدة
- أنا أسفه والله غصب عنى أنى أجى فى يوم زى ده بس خلاص ....خلاص أنا بموت ولازم أطمن على بنتى أنها مع أبوها
خيم الصمت على الجميع لتزحف تلك السيدة فى إتجاه حسناء وأمسكت طرف فستانها وقالت
- والله يا ست حسناء غصب عنى بس أنا عارفه أنك قلبك كبير وطيبه و هتكونى لبنتى أحن أم
شهقت حسناء بصوت عالى ولكنها وضعت يدها على فمها ليقترب راشد خطوه وهو يقول بغضب
- واحنى مالنا ببنتك ما توديها لأبوها
- ما أنت أبوها
قالتها بأنكسار وخوف ....لتعلوا شهقه حسناء من جديد ليقترب هو خطوتان بغضب وقال بصوت عالى
- مين ده إللى أبوها أنا أعرفك ولا عمرى شفتك أنت هتتبلى عليا
أحنت السيده رأسها وهى تقول بصوت حزين مكسور
- أنا ... أنا نانسى
صمت تام خيم على الجميع كان راشد يحاول التذكر وكانت حسناء تنظر إليه بصدمه تنتظر أن تعلم ما نتيجة ذلك الحوار بقلب يرتعش خوفاً
ظل راشد يحرك رأسه بين حسناء و تلك الجاثيه أرضاََ تخفض وجهها وتنظر إلى وجه أبنتها
طال الصمت لتقول السيدة موضحه
- أنا نانسى إللى كانت فى شله أشرف وحسين ونرجس
ليغمض راشد عينيه وذكرى ما حدث معه حين أنضم إلى تلك الصحبة الفاشلة وتلك الفتاه التى كانت تتدلل عليه و كانت تغريه بكلماتها ونظراتها وحركاتها التى لم يقاومها جسده وزكوريته تلك الفتاه الذى أقام معها ما حرمه الله الذى أصبح بسببها زانى الذى كان بسببها سيخسر حب حياته ليخرج عن صمته ويقول بغضب
- أنت هتستهبلى علي أساس أنك كنت بنت بنوت وأنا بس إللى لمستك أنت ناسيه أنك كنت من حضن أشرف لحسين وغيرهم .... جايه تضحكى على مين . روحى يا ماما شوفى حد تانى غيرى تلبسيه مصيبتك
حين بدأ كلامه وضعت حسناء يدها على أذنيها فى محاوله منها لمنع وصول تلك الكلمات وذلك الأسلوب إلى مسامعها و كانت نانسى تبكى قهراََ ثم قالت
- أنت معاك حق ..... قبلك أنا كنت لكل واحد شويه قبلك كنت رخيصه أوى وأى راجل كان ينادينى أجرى أترمى فى حضنه . لكن والله العظيم أنا حبيتك ويوم ما نمت معاك كنت فرحانه أوووى أول مره أكون بعمل كده وأنا سعيده وأنا عايزه وراغبه وراضيه وأقسم بالله مفيش حد لمسنى بعدك
جلست حسناء على الكرسى الذى خلفها بأنهيار ودموعها تغرق وجهها وأحلامها السعيدة التى كانت تحلم بها تحطمت أسفل قدمى الحقيقه أن حبيبها تعدى على إحدى حدود الله ولابد من العقاب
كان راشد كالطود الضخم من الغضب يريد أن ينهى ذلك الأمر فقال
- وأنا المفروض أصدقك مش كده وأركع على ركبى وأعيط وأخد إللى فى حضنك دى وأفضل أقول بنتى بنتى مش كده
قال أخر كلماته بصوت عالى ثم أشار بإصبعه فى إتجاه الباب وقال
- أطلعى بره خدى قزارتك وقرفك وأطلعى بره
لتبكى نانسى بقهر وهى تقول بتوسل
- أرجوك يا راشد أنا خلاص بموت أنا ربنا عاقبنى على كل إللى عملته أهلى لما عرفوا أتبروا منى ومحدش من صحابى وقف جمبى فضلت عايشه فى الشارع لحد ما جالى السرطان ومكنتش قادره أتعالج لحد ما أنتشر فى جسمى كله .... البنت جعانه بقالها ثلاث أيام مكلتش أبوس رجلك خلى فى قلبك شوية رحمه للبنت الصغيره وبعدين أنت ممكن تتأكد بنفسك إذا كانت بنتك ولا لأ
رجع خطوه للخلف ثم جلس بتهالك على إحدى الأرائك ووضع رأسه بين يديه فى هم
لتقف حسناء رغم كل ما بداخلها من خزى وحسره وألم برغم روحها التى سجنت داخل قفص الحقيقه المؤلمه ورغم إحساسها بالخساره والأنكسار
ذهبت لتحضر لها طعام وأخرجت زجاجة الحليب وسخنت كوب متوسط الحجم وعادت إليها وضعت الأشياء أمامها وأبتعدت تجلس على نفس الكرسى التى كانت تجلس عليه تنظر إلى راشد بحسره وزهول
